|
شخصيات عربية و شخصيات عالمية شخصيات عربية, شخصيات عالمية, سير الأعلام. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#36
| ||
| ||
و من بني تجيب الذين ماتوا و دفنوا بمصر سواءا بالقرافة او بغيرها : مُعَاويَة بن حُدَيج التُجيبي السكوني الكِندي (ت سنة 52هـ - 674م) قال الزركلي : ((الأمير الصحابي قائد الكتائب كما نعته الذهبي والي مصر)) قال أبو عمر ابن عبد البر : ((معاوية بن حديج بن جفنة بن قنبرة بن حارثة بن عبد شمس بن معاوية بن جعفر بن أسامة بن سعد بن أشرس بن شبيب بن السكون السكوني و قد قيل الكندي و قد قيل الخولاني و قيل التجيبي)) . و كذا نسبه ابن الكلبي قال ابن الأثير في أسد الغابة : ((قلت : قول ابن منده وغيره : إنه خولاني ، ليس بشيء والصحيح أنه سكوني . فأما قولهم : إنه سكوني وقيل تجيبي وقيل كندي ، فمن يرى هذا يظنه متناقضا! فإن السكون من كندة كما ذكرناه أول الترجمة ، وولد السكون شبيبا فولد شبيب أشرس فولد أشرس عديا وسعدا أمهما تجيب بها يعرف أولادهما فكل تجيبي سكوني وكل سكوني كندي)) و يُكنّى بأبي نعيم و قيل أبي عبد الرحمن و امه السيدة كبشة بنت معدي كرب الكندية الشاعرة ، و هي ايضا عَمّة الأشعث بن قيس قال ابن الأثير : ((كان محله بمصر عظيما)) و قال الذهبي : ((قلت : قد كان ابن حديج ملكا مطاعا من أشراف كندة غضب لحجر بن عدي لانه كندي)) كما وصفه الزركلي بأنه : ((عاقلا حازما واسع العلم، مقداماً)) وفادته و صُحبته : و يُختَلَف في صُحبة معاوية بن حديج فقيل أنه صحابي و قيل أنه تابعي من الطبقة الأولى التي تلي الصحابة ، قال ابن كثير : ((صحابي على قول الأكثرين)) . و قال الذهبي : ((له صُحبة)) . و قال السيوطي : ((قال المزني : ذكر البخاري و أبو حاتم و غير واحد ان له صحبة و وفادة و رواية)) . كما اورده ابن حبان في الصحابة و ذكره ابن حجر ايضا في الصحابة و جاء بفتوح مصر : ((وقد اختلف في معاوية بن حديج ، فقال قوم له صحبة واحتجوا في ذلك بحديث حدثناه أبي عبد الله بن عبدالحكم وشعيب بن الليث وعبد الله بن صالح عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس عن معاوية بن حديج أن رسول الله صلى يوما فسلم ثم أنصرف وقد بقي من الصلاة ركعة فأدركه رجل فقال قد بقيت من الصلاة ركعة فرجع فدخل المسجد فصلى بالناس ركعه فأخبرت بذلك الناس فقالوا اتعرف الرجل قلت لا إلا أن أراه . وقال آخرون ليست له صحبة واحتجوا بحديث حدثناه يوسف بن عدي عن عبد الله بن المبارك عن ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن علي بن رباح قال سمعت معاوية بن حديج يقول هاجرنا على عهد أبي بكر رحمه الله فبينا نحن عنده إذ طلع المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إنه قدم علينا برأس يناق البطريق ولم يكن لنا به حاجة إنما هذه سنة العجم ثم قال قم يا عقبة فقام رجل يقال له عقبة فقال إني لا أريدك إنما أريد عقبة بن عامر قم يا عقبة فقام رجل فصيح قارئ فافتتح سورة البقرة ثم ذكر قتالهم وما فتح الله لهم فلم أزل أحبه من يومئذ)) فالأرجح عندي ان له صُحبة و وفادة على رسول الله صلى الله عليه وسلم شهود اليرموك15هـ ثم فتح مص0هـ : ثم شهد معركة اليرموك سنة15هـ ، ثم شهد فتح مصر سنة20هـ و سكنها و هو عدادة في أهلها ، و كان الوافد من عمرو بن العاص الى عمر بن الخطاب بفتح الإسكندرية . جاء بكتاب فتوح البلدان : ((قالوا: لما افتتح عمرو بن العاص مصر أقام بها، ثم كتب إلى عمر بن الخطاب يستأمره في الزحف إلى الاسكندرية، فكتب إليه يأمره بذلك، فسار إليها في سنة إحدى وعشرين ...إلخ ، إلى أن قال : فقاتلهم المسلمون قتالا شديدا، وحصروهم ثلاثة أشهر، ثم أن عمر فتحها بالسيف، وغنم ما فيها واستبقى أهلها، ولم يقتل، ولم يسب، وجعلهم ذمة كأهل اليونة فكتب إلى عمر بالفتح مع معاوية بن خديج الكندي ثم السكوني. وبعث إليه معه بالخمس)) سنة27هـ : أول غزو له لافريقيا المغرب من بين ثلاث مرات : ثم كان معاوية بن حديج أمير و قائد الكتائب في فتح إفريقيا المغرب بأمر معاوية بن أبي سفيان ، و غزاها ثلاث مرات ، اولها سنة27هـ و ذكر ابن تغري بردي ثانيها في سنة45هـ و كان اخر غزواته للمغرب سنة50هـ قال الزركلي : ((له في إفريقية آثار، منها آبار في القيروان تعرف بآبار حديج وهى خارج باب تونس منحرفة عنه إلى الشرق)) و كانت قد أُصيبت عينه في إحدى هذه الغزوات فكان أعور ، و يُختلف في أي غزوة كان ذلك ، و المشهور و الارجح ان عينه أُصيبت في غزوة النوبة لان أهل النوبة كانوا يُصيبون حدق المسلمين بها ، فكان معاوية بن حديج منهم و الله اعلم . قال ابن الأثير في أسد الغابة : ((وغزا إفريقية ثلاث مرات فأصيبت عينه في إحداها ، وقيل غزا الحبشة مع ابن أبي سرح فأصيبت عينه هناك)) سنة31هـ : غزو بلاد النوبة الثاني : ثم شارك ابن حديج مع ابن ابي السرح بغزو النوبة الثاني و ذهبت عينه بها في سبيل الله على الأرجح قال الزركلي : ((وكان أعور، ذهبت عينه يوم دهقلة ببلاد النوبة)) و جاء في كتاب فتوح البلدان : ((صلح النوبة : حدثني محمد بن سعد قال حدثني محمد بن عمر الواقدي عن الوليد بن كثير عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير قال: لما فتح المسلمون مصر بعث عمرو بن العاص إلى القرى التي حولها الخيل ليطأهم فبعث عقبة بن نافع الفهري. وكان نافع أخا العاص لأمه، فدخلت خيولهم أرض النوبة، كما تدخل صوائف الروم، فلقي المسلمون بالنوبة قتالا شديدا، لقد لاقوهم فرشقوهم بالنبل حتى جرح عامتهم، فانصرفوا بجراحات كثيرة، وحدق مفقوءة فسموا رماة الحدق، فلم يزالوا على ذلك حتى ولى مصر عبد الله بن سعد بن أبي سرح فسألوه الصلح والموادعة فأجابهم إلى ذلك على غير جزية، لكن على هدية ثلثمائة رأس في كل سنة، وعلى أن يهدي المسلمون إليهم طعاما بقدر ذلك . حدثني محمد بن سعد قال: حدثني الواقدي قال: حدثنا ابراهيم بن جعفر عن عمرو بن الحارث عن أبي قبيل حيي بن هاني المعافري عن شيخ من حمير قال: شهدت النوبة مرتين في ولاية عمر بن الخطاب، فلم أر قوما أحد في حرب منهم، لقد رأيت أحدهم يقول للمسلم: أين تحب أن أضع سهمي منك، فربما عبث الفتى منا. فقال: في مكان كذا، فلا يخطئه، كانوا يكثرون الرمي بالنبل، فما يكاد يرى من نبلهم في الأرض شيء، فخرجوا إلينا ذات يوم فصافونا، ونحن نريد أن نجعلها حملة واحدة بالسيوف فما قدرنا على معالجتهم رمونا، حتى ذهبت الأعين فعدت مائة وخمسين عينا مفقودة. فقلنا: ما لها ولاء خير من الصلح، إن سلبهم لقليل، وإن نكايتهم لشديدة، فلم يصالحهم عمرو، ولم يزل يكالبهم حتى نزع، وولى عبد الله بن سعد بن أبي سرح فصالحهم. قال الواقدي: وبالنوبة ذهبت عين معاوية بن حديج الكندي، وكان أعور)) سنة37هـ : خروجه من مصر و شهوده صفين بالشام : قال الزركلي : ((كان ممن شهد حرب صفين في جيش معاوية ابن أبى سفيان)) سنة37هـ و سنة38هـ : رجوعه الى مصر و انضمامه الى الخوارج ثم خروجه على محمد بن أبي بكر و قتله : ثم قال الزركلي : ((و ولاه معاوية إمرة جيش جهزه إلى مصر، وكان الوالي عليها محمد بن أبى بكر الصديق، من قبل على بن أبى طالب، فقتل محمدا، وأخد بيعة أهل مصر لمعاوية . ثم ولي إمرة مصر ليزيد)) و سنتعرض لذلك بالتفصيل : لما رجع معاوية بن حديج الى مصر بعد معركة صفين ، انضم الى العثمانية من أهل خربتا الخوارج الذين لم يُبايعوا عليّا و خرجوا على محمد بن أبي بكر الصدّيق بمصر ..فما إن دخلت سنة38هـ ، حتى بعث بها معاوية بن ابي سفيان بجيش مع عمرو بن العاص و سيره من الشام إلى مصر ، و عندما دخل عمرو مصر صارت الخوارج إلى صفّه "و معاوية بن حديج منهم" ، فأقتتلت الفئتين فكان النصر لجيش عمرو بن العاص و الخوارج و هُزم محمد بن أبي بكر ، فأختبأ فعثر عليه معاوية بن حديج فقتله قال ابن كثير ج7 50،251 : ((و تفرق اصحاب محمد بن ابي بكر الصديق عنه و رجع يمشي فرأى خربة فآوى إليها و دخل عمرو بن العاص فسطاط مصر و ذهب معاوية بن حديج في طلب ابن ابي بكر فمر بعلوج من الناس في الطريق فقال لهم : هل مر بكم أحد تستنكرونه ؟ ، قالوا : لا . فقال رجل منهم : إني رأيت رجلا جالسا في هذه الخربة . فقال : هو هو و رب الكعبة فدخلوا عليه و استخرجوه منها و كاد يموت عطشا فأنطلق اخوه عبد الرحمن بن ابي بكر الى عمرو بن العاص و كان قد قام معه الى مصر فقال : ايقتل اخي صبرا ؟ فبعث عمرو بن العاص الى معاوية بن حديج ان ياتيه بمحمد بن ابي بكر و لا يقتله ، فقال ابن حديج : كلا والله ،ايقتلون كنانة بن بشر و اترك محمد بن ابي بكر و قد كان ممن قتل عثمان و قد سالهم عثمان الماء !! "و قد سالهم محمد بن ابي بكر ان يسقوه شربة من الماء" فقال معاوية : لا سقاني الله ان سقيتك قطرة من الماء ابدا ،انكم منعتم عثمان ان يشرب الماء حتى قتلتموه صائما محرما فتلقاه الله بالرحيق المختوم)) ...إلى أن قال ابن كثير ج7 51 : ((و ذكر الواقدي ان عمرو بن العاص قدم مصر في 4،000 فيهم ابو الاعور السلمي فالتقوا مع المصريين بالمسناة فاقتتلوا قتالا شديدا حتى قتل كنانة بن بشر بن عتاب التجيبي ،فهرب عند ذلك محمد بن ابي بكر فاختبأ عند رجل يقال له جبلة بن مسروق فدل عليه فجاء معاوية بن حديج و اصحابه فاحاطوا به فخرج اليهم ابن ابي بكر فقاتل حتى قتل ..قال الواقدي : و كان ذلك في صفر من هذه السنة - اي سنة38هـ -)) و كان معاوية بن حديج فيه تعصّب قبلي حتى أنه غضب لحجر بن عدي عندما قُتِل لأنه كندي مثله ، و لعل هذه النزعة كانت سببا لقتله ابن ابي بكر الذي قتل قوما من قبيلته في وقت من الأوقات ، و قيل قتله بامر عمرو بن العاص لرفضه مبايعته و الله أعلم . و بعد ذلك بايع الناس لمعاوية ، ثم تولي معاوية بن حديج امرة مصر ليزيد ، فكان ممن ولي مصر من الصحابة ، فكان ملكا مطاعا من الأشراف و كانت له محلة و مكانة عظيمة بمصر قال ابن الأثير بأسد الغابة : وروى عبد الرحمن بن شماسة المهري قال : دخلنا على عائشة فسألتنا : ((كيف كان أميركم في غزاتكم؟)) "تعني معاوية بن حديج" ، فقالوا : ((ما نقمنا عليه شيئا)) ..وأثنوا عليه خيرا ، قالوا : ((إن هلك بعير أخلف بعيرا وإن هلك فرس أخلف فرسا وإن أبق خادم أخلف خادما)) ، فقالت : ((أستغفر الله إن كنت لأبغضه من أنه قتل أخي ، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم من رفق بأمتي فارفق به ومن شق عليهم فاشقق عليه)) و قال ابن عبد البر في الإستيعاب : وروى ابن وهب عن عمرو بن الحارث بإسناده وعن عمرو بن حرملة بن عمران بإسناده أن عبد الرحمن بن ثمامة المهري قال: دخلنا على عائشة فسألتنا كيف كان أميركم هذا وصاحبكم في غزاتكم تعني معاوية بن حديج فقالوا: ما نقمنا عليه شيئاً وأثنوا عليه خيراً قالوا: إن هلك بعير أخلف بعيراً وإن هلك فرس أخلف فرساً وإن أبق خادم أخلف خادما . فقالت حينئذ : أستغفر الله اللهم اغفر لي إن كنت لأبغضه من أجل أنه قتل أخي وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم من رفق بأمتي فارفق به ومن شق عليهم فاشقق عليه و قال الذهبي بسير أعلام النبلاء : ((عن جرير بن حازم : حدثنا حرملة بن عمران عن عبد الرحمن بن شماسة قال : دخلت على عائشة فقالت : ممن أنت؟ قلت : من أهل مصر . فقالت : كيف وجدتم ابن حديج في غزاتكم هذه؟ قلت : خير امير ، ما يقف لرجل منا فرس و لا بعير إلا أبدل مكانه بعيرا و لا غلام إلا أبدل مكانه غلاما ، قالت: إنه لا يمنعني قتله أخي أن أحدثكم ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، إني سمعته يقول: " اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به، ومن شق عليهم فاشقق عليه)) . إسناده صحيح، وأخرجه مسلم في " صحيحه " (1828) في الامارة: باب فضيلة الامام العادل، من طريق جرير بن حازم، وابن وهب، كلاهما عن حرملة، عن عبدالرحمن بن شماسة و هو في المسند : 93/6 . ثم قال الذهبي : ((أخبرنا ابن عساكر، عن أبي روح الهروي، أخبرنا تميم، أخبرنا الكنجروذي، أخبرنا ابن حمدان، أخبرنا أبو يعلى، حدثنا إسماعيل بن موسى السدي، حدثنا سعيد بن خثيم، عن الوليد بن يسار الهمداني، عن علي ابن أبي طلحة مولى بني أمية قال: حج معاوية ومعه معاوية بن حديج، وكان من أسب الناس لعلي، فمر في المدينة، والحسن جالس في جماعة من أصحابه، فأتاه رسول، فقال: أجب الحسن فأتاه، فسلم عليه، فقال له: أنت معاوية بن حديج ؟ قال: نعم قال: فأنت الساب عليا رضي الله عنه ؟ قال: فكأنه استحيى فقال: أما والله لئن وردت عليه الحوض - وما أراك ترده - لتجدنه مشمر الازار على ساق، يذود عنه رايات المنافقين ذود غريبة الابل، قول الصادق المصدوق (وقد خاب من افترى) . أورده ابن عساكر: 16 / 330 / آ / ب . وروى نحوه قيس بن الربيع، عن بدر بن الخليل، عن مولى الحسن ابن علي قال: قال الحسن: أتعرف معاوية بن حديج ؟ قلت: نعم، فذكره . قلت: كان هذا عثمانيا، وقد كان بين الطائفتين من أهل صفين ما هو أبلغ من السب، السيف، فإن صح شئ، فسبيلنا الكف والاستغفار للصحابة، ولا نحب ما شجر بينهم، ونعوذ بالله منه، ونتولى أمير المؤمنين عليا . وفي كتاب " الجمل " لعبد الله بن أحمد من طريق ابن لهيعة : حدثنا أبو قبيل قال: لما قتل حجر وأصحابه، بلغ معاوية بن حديج بإفريقية، فقام في أصحابه، وقال: يا أشقائي وأصحابي وخيرتي ! أنقاتل لقريش في الملك، حتى إذا استقام لهم وقعوا يقتلوننا ؟ والله لئن أدركتها ثانية بمن أطاعني من اليمانية لاقولن لهم: اعتزلوا بنا قريشا، ودعوهم يقتل بعضهم بعضا، فمن غلب اتبعناه . أورده ابن عساكر: 16 / 330 / ب، 331 / آ)) سنة45هـ : ثاني غزواته للمغرب و تكلمنا عنها سنة50هـ : آخر غزو له لبلاد المغرب و قد سبق الكلام عنها لكن نود ان ننبه أنه بعد ذلك استولى على صقلية، وفتح بنزرت وأعيد إلى ولاية مصر بنفس سنة50هـ وعزل عنها سنة51هـ . قاله الزركلي سنة52هـ : وفاته : و ظل ابن حديج بمصر بعد عزله من الولاية إلى أن توفي . قال ابن الأثير بأسد الغابة : ((توفي - اي معاوية بن حديج - قبل عبد الله بن عمر بيسير)) و قال ابن كثير : ((فلما اخذ معاوية بن ابي سفيان مصر اكرمه ثم استنابه بها بعد عبد الله بن عمرو بن العاص ،فإنه ناب بها بعد ابيه سنتين ثم عزله معاوية و ولى معاوية بن خديج هذا ، فلم يزل بمصر حتى مات بها في سنة52هـ)) و قال الذهبي بالسير : ((قال ابن يونس: مات بمصر في سنة اثنتين وخمسين)) و لعله دُفن بمقبرة بنو تجيب بقرافة المقطم و لذلك اوردته هو و عائلته هنا في قسم بنو تجيب ثم قال الذهبي : ((وولده إلى اليوم بمصر)) و من ولده ابنه عبد الرحمن بن معاوية بن حديج قاضي مصر ، و ابنيه محمد و عبد الله ابني عبد الرحمن بن معاوية بن حديج ..إلخ و هكذا ظلت ذريته تتعاقب بمصر إلى زمنٍ ما . قال الزركلي : ((وبقيت فيها ذريته إلى القرن الثامن للهجرة)) روايته : و هو عدادة في أهل مصر و روى عنه أهلها . قال ابن الأثير : ((قال أبو نعيم : يعد في أهل مصر وحديثه عندهم)) ، و قال الذهبي في سير أعلام النبلاء : (( - له - رواية قليلة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وروى أيضا عن عمر، وأبي ذر، ومعاوية . حدث عنه : ابنه عبدالرحمن، وعلي بن رباح، وعبد الرحمن بن شماسة المهري، وسويد بن قيس التجيبي، وعرفطة بن عمرو، وعبد الرحمن بن مالك الشيباني، وصالح بن حجير، وسلمة بن أسلم)) ففي الإصابة في تمييز الصحابة برقم (8068) : وأخرج له أبو داود والنسائي حديثا في السهو في الصلاة والنسائي حديثا في التداوي بالحجامة والعسل والبغوي حديثا قال فيه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها)) وأخرج أحمد الأحاديث الثلاثة وكلها من طريق يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس عنه وقد أخرج أيضا من طريق ثابت البناني عن صالح بن حجير عنه حديثا مرفوعا في دفن الميت ومن طريق بن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن علي بن رباح عنه قال : ((هاجرنا على عهد أبي بكر فبينا نحن عنده)) .. فذكر قصة زمزم و في كتاب أسد الغابة في معرفة الصحابة _ ج5 _ 17-218 : قال ابن الأثير : أخبرنا أبو ياسر بن هبة الله بإسناده عن : عبد الله بن أحمد قال : حدثنا أبي : حدثنا يحيى بن إسحاق : حدثنا ابن لهيعة : عن يزيد بن أبي حبيب أو عن سويد بن قيس : عن معاوية بن حديج قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها)) و في كتاب سير اعلام النبلاء للإمام الذهبي _ ج3 : ((روى أحمد بن الفرات في جزئه: أخبرنا عبد الله بن يزيد، عن سعيد بن أبي أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس، عن معاوية بن حديج قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن كان شئ شفاء، فشربة عسل، أو شرطة محجم، أو كية بنار، وما أحب أن أكتوي ")) . إسناده صحيح، وأحمد بن الفرات: هو الحافظ الحجة محدث أصبهان ت 258هـ ، و أخرجه البخاري ": 10 / 129 في الطب: باب الحجم من الشقيقة والصداع، ومسلم (2205) (71) في السلام: باب لكل داء دواء، وأحمد 3 / 343، من طريق عاصم بن عمر، عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله...فذكره ثم قال الذهبي : ((و عن حماد بن سلمة: أخبرنا ثابت، عن صالح بن حجير، عن معاوية بن حديج - وكانت له صحبة - قال : " من غسل ميتا وكفنه وتبعه وولي جنته، رجع مغفورا له" . هذا موقوف، أخرجه أحمد في "مسنده" هكذا عن عفان، عنه)) . و اخرجه ابن سعد في " الطبقات ": 7 / 503 من طريق عفان (6/401،402) ورجاله ثقات خلا صالح بن حجير، فإنه لم يوثقة غير ابن حبان . وفي الباب عن أبي رافع عند الحاكم: 1 / 354 و 362، والبيهقي 3 / 395 مرفوعا بلفظ " من غسل مسلما، فكتم عليه، غفر له أربعين مرة، ومن حفر له، فأجنه، أجري عليه كأجر مسكن أسكنه إياه إلى يوم القيامة، ومن كفنه كساه الله يوم القيامة من سندس وإستبرق الجنة" . وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا ، وقوى إسناده الحافظ ابن حجر في " الدراية " : (140) و قال ابن حجر : ((روى قصتها الدارقطني من طريق ولدها معاوية أنه قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعي أمي كبشة بنت معد يكرب عمة الأشعث بن قيس فقالت يا رسول الله أني آليت أن أطوف بالبيت حبوا فقال طوفي على رجليك سبعين سبعا عن يديك وسبعا عن رجليك وسنده ضعيف استدركها بن الدباغ وغيره على الاستيعاب )) و ذكره ايضا ابن الأثير الإصابة برقم(8068) أسد الغابة 4 / 383 الاعلام ، ج760 سير اعلام النبلاء ، ج3 برقم() البداية و النهاية لأبن كثير _ ج8 _ صــ49 الثقات (1225) حسن المحاضرة مشاهير علماء الامصار (384) در السحابة ، 13 برقم (267) فتوح مصر فتوح البلدان أسد الغابة ، ج769 ، ترجمة السيدة كبشة الاصابة ، برقم(11672) ترجمة السيدة كبشة راجع : طبقات ابن سعد 7 / 503، طبقات خليفة ت 477 و 2723، تاريخ البخاري 7 / 328، المعرفة والتاريخ 2 / 528، الجرح والتعديل 8 / 377، جمهرة أنساب العرب 429، الاستيعاب 1413، تاريخ ابن عساكر 16 / 327 / ب ، تهذيب الاسماء واللغات: القسم الاول من الجزء الثاني 101، تهذيب الكمال: 1342، تاريخ الاسلام 2 / 317، العبر 1 / 57، تذهيب التهذيب 4 / 49 ب، تهذيب التهذيب 10 / 203، النجوم الزاهرة 1 / 151، حسن المحاضرة 1 / 237، شذرات الذهب 1 / 58. بالخاء المعجمة، نصا ؟ والخلاصة النقية 4 ودول الإسلام 1: 27 والاستقصا 1: 36 وحسين مؤنس في فتح العرب للمغرب 115 - 127 والبيان المغرب 1: 17 وسير النبلاء - خ المجلد الثاني. وشذرات الذهب 1: 58 ورياض النفوس 1: 17 والولاة والقضاة: انظر فهرسته وتهذيب التهذيب 10: 203 والمحبر 295 |
#37
| ||
| ||
عبد الله بن عبد الرحمن بن مُعَاويَة بن حُدَيج التُجيبي السكوني الكِندي هو عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج التجيبي ، أبو عبد الرحمن أمير مصر ولاه مصر الخليفة أبي جعفر المنصور بعد عزل يزيد بن حاتم المهلبي عنها على الصلاة في يوم السبت 18شهر ربيع الآخر سنة 152هـ ولم يول على الشرطة أحدًا وباشر هو ذلك بنفسه وكان عبد الله هذا قد ولي الشرطة لغير واحد من أمراء مصر ولما استقر في إمرة مصر سكن المعسكر على عادة الأمراء وهو أول من خطب بالسواد بمصر وعبد الله هذا وأبوه من أكابر المصريين من أعوان بني أمية غير أنه استأمن سليمان بن علي العباسي لما استأمنه عمرو بن معاوية بن عمرو بن سفيان بن عتبة بن أبي سفيان ، وسببه أنه لما قتل غالب بني أمية خاف عمرو المذكور فقال : اختفيت فكنت لا آتي مكانًا إلا عرفت به فضاقت علي الدنيا فقصدت سليمان بن علي وهو لا يعرفني فقلت له : لفظتني البلاد إليك ودلني فضلك عليك فإما قتلتني فاسترحت وإما رددتني سالمًا فسلمت فقال : ومن أنت فعرفته نفسي فقال : مرحبًا بك ما حاجتك فقلت له إن الحرم اللواتي أنت أولى الناس بهن وأقربهم إليهن قد خفن تخوفنا ومن خاف خيف عليه . قال : فبكى سليمان كثيرا ثم قال بل يحقن الله دمك و يوفر مالك و يحفظ حرمك ثم كتب الى السفّاح : ((يا أمير المؤمنين إنه قد دفت دافة من بني أمية علينا وإنا إنما قتلناهم على عقوقهم لا على أرحامهم فإننا يجمعنا وإياهم عبد مناف فالرحم تبل ولا تقتل وترفع ولا توضع فإن رأى أمير المؤمنين أن يهبهم لي فليفعل وإن فعل فليجعل كتابًا عامًا إلى البلدان ، شكر الله تعالى على نعمه)) ، فأجابه إلى ما سأل ، قال ابن تغري بردي : ((وكان هذا أول أمان لبني أمية ودخل فيه صاحب الترجمة وغيره)) و أقام عبد الله بن عبد الرحمن التجيبي مدة بمصر ثم خرج منها ووفد على الخليفة أبي جعفر المنصور ببغداد في سنة154هـ واستخلف أخاه محمد بن عبد الرحمن على الصلاة ثم رجع إلى مصر في آخر السنة المذكورة ودام بها إلى أن توفي وهو على إمرة مصر في مستهل صفر سنة155هـ ، و كان قد استخلف أخاه محمدًا على صلاة مصر ، فأقره الخليفة أبو جعفر المنصور على إمرة مصر بعد اخيه عبد الله ، فكانت مُدَّة ولاية عبد الله هذا على مصر ثلاث سنين إلا أيامًا النجوم الزاهرة لابن تغري بردي محمد بن عبد الرحمن بن مُعَاويَة بن حُدَيج التُجيبي السكوني الكِندي ولاية محمد بن عبد الرحمن على مصر هو محمد بن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج التجيبي أمير مصر و في سنة154هـ استخلفه أخاه محمد على الصلاة بمصر و خرج راحلا الى المنصور ببغداد ، إلى أن رجع محمد إلى مصر في آخر سنة154هـ ودام بها إلى أن توفي وهو على إمرة مصر في مستهل صفر سنة155هـ ، و كان قد استخلف أخاه محمدًا على صلاة مصر ، فأقره الخليفة أبو جعفر المنصور على إمرة مصر بعد اخيه عبد الله ، وولاه ابو جعفر مصر على الصلاة والخراج وذلك في سنة 155هـ فجعل على شرطته العباس بن عبد الرحمن بن ميسرة وسكن المعسكر وسار في الناس سيرة مشكورة غير أنه لم تطل أيامه ومرض ولزم الفراش حتى مات في النصف من شوال في نفس السنة التي ولى فيها"155هـ" . فكانت ولايته على إمرة مصر استقلالًا بعد موت أخيه عبد الله ثمانية أشهر ونصفاً ، وتولى إمرة مصر من بعده موسى بن علي بن رباح اللخمي وفي أيام ولايته على مصر خرجت عساكر مصر إلى إفريقية صحبتها يزيد بن حاتم فقام محمد هذا بأمرهم أتم قيام وجهزهم وحمل إلى يزيد الأموال والخيل والسلاح والرواتب حتى سار إلى جهة المغرب وقاتل من بها وقتل أبا عاد وأبا حاتم وملك القيروان وسائر الغرب وبعث إلى محمد هذا ليعرف الخليفة بذلك فوجده الرسول قد مات قبل وصوله بأيام. النجوم الزاهرة |
#38
| ||
| ||
سليم بن عتر ، أبو سلمة التجيبي المصري قاضي مصر و قاصّها و عابدها و ناسكها من الطبقة الأولى في التابعين أدرك زمن عُمَر و شهد خطبته بالجابية ثم دخل مصر و كان القاص بها . وهو أول من قص بمصر و كان ذلك سنة 30هـ قال ابن عبد الحكم : ((حدثنا عبدالله بن يزيدالمقرئ حدثنا حيوة بن شريح حدثنا الحجاج بن شداد الصنعاني أن أبا صالح سعيد بن عبدالرحمن الغفاري أخبره أن سليم بن عتر التجيبي كان يقص على الناس وهو قائم فقال له صلة بن الحارث الغفاري وهو من أصحاب رسول الله والله ما تركنا عهد نبينا ولا قطعنا أرحامنا حتى قمت أنت وأصحابك بين أظهرنا)) ثم ولاه معاوية بن ابي سفيان القضاء بمصر سنة40هـ بعد عزل عثمان بن قيس بن ابي العاص ، و جمع له مهنة القضاء مع القصص وهو أول من أسجل بمصر سجلاً في المواريث و ظل سليم قاضياً عشرين سنة على قضاء مصر من سنة 40هـ إلى سنة60هـ ، و عاش إلى أن كانت وفاته بدمياط سنة75هـ عبادته و بعض الاخبار عنه : كان يسمى سليم بن عتر الناسك لكثرة فضله وشدة عبادته، وكان يختم في كل ليلة ثلاثة ختمات قال ابن عبد الحكم ناقلا عن سعيد بن عفير : ((كان أحد العباد المجتهدين وكان يقوم في ليله فيبتدئ القرآن حتى يختمه ثم يأتي أهله فيقضي منهم حاجته ثم يقوم فيغتسل ثم يقرأ فيختم القرآن ثم يأتي أهله فيقضي منهم حاجته ربما فعل ذلك في الليلة مرات فلما مات قالت امرأته رحمك الله فوالله لقد كنت ترضي ربك وتسر أهلك)) و قال : ((حدثنا سعيد ابن أبي مريم ومحمد بن عبدالسلام عن ضمام بن إسماعيل عن سليم بن عتر قال خرجت من الأسكندرية "أحسبه قال حين قدمت من البحر" فدخلت في غار فتعبدت فيه سبعا ولولا أني خشيت أن أضعف لأتممتها عشرا)) و قال : ((أخبرنا أبو الأسود النضر بن عبدالجبار حدثنا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن علي بن رباح قال قال لي سليم بن عتر إذا لقيت أبا هريرة فأقرئه مني السلام وأخبره أني قد دعوت له ولأمه فلقيته فأخبرته فقال وأنا قد دعوت له ولأمه . حدثنا عبدالله بن صالح حدثنا موسى بن علي عن أبيه قال خرجنا حجاجا من مصر فقال لي سليم بن عتر اقرأ على أبي هريرة السلام وأخبره أني قد استغفرت له ولامه الغداة قال فلقيته فقلت ذلك له فقال أبو هريرة وأنا قد استغفرت له ولامه الغداة ثم قال أبو هريرة كيف تركت أم خنور قال فذكرت له من خصبها ورفاغتها فقال أما إنها أول الأرضين خرابا ثم على أثرها أرمينية فقلت أسمعت ذلك من رسول الله قال أو من كعب الكتابين)) و قال : ((حدثنا أبي عبدالله بن عبدالحكم حدثنا بكر بن مضر عن عبيد الله بن زحر عن الهيثم بن خالد عن ابن عمه سليم بن عتر قال لقينا كريب بن أبراهة راكبا ووراءه غلام له يمشي فقلنا يابا رشدين ألا حملت الغلام قال وكيف أحمل علجا مثل هذا أو كما قال قال أفلا اتخذت وصيفا صغيرا تحمله وراءك قال ما فعلت قال أفلا أمرت الغلام يتقدم أمامك حتى تلحقه قال ما فعلت قال فإني سمعت أبا الدرداء يقول ما يزال العبد يزداد من الله تبعدا كلما مشى خلفه)) حسن المحاضرة للسيوطي ، ذكر من كان بمصر من الأئمة المجتهدين ، ذكر من كان بمصر من مشاهير التابعين الذين رووا الحديث فتوح مصر لابن عبد الحكم |
#39
| ||
| ||
اقتباس:
جزاك الله كل الخير مشكورين للمرور العطر و الطيب |
#40
| ||
| ||
ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطّاب العدويّة القرشيّة قدمت من المدينة إلى مصر لتلحق بزوجها عبد العزيز بن مروان و عاشت بها إلى أن ماتت عبد العزيز بن مروان ، القُرَشِيّ الأموي (ت سنة86هـ - 708م) هو عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية ، أبو الأصبغ القُرَشيّ الأُمَويّ أمير مصر و هو تابعي و ملك من ملوك بني أمية مشهور و هو ابن التابعي مروان بن الحكم و أبو الخليفة العادل الزاهد عمر بن عبد العزيز وُلِدَ في المدينة المنورة قال الزركلي : ((كان يقظا عارفا بسياسة البلاد، شجاعاً جوادا، تنصب حول داره كل يوم ألف قصعة للآكلين، وتحمل مئة قصعة على العجل إلى قبائل مصر ، واستمر إلى أن توفي)) و قال ابن تغري بردي : ((كان يلحن في كلامه ثم تعلم العربية فأحسن تعلمها وكان فصيحًا جوادًا ذا مروءة وكرم)) و قال : ((وكان عبد العزيز جوادًا ممدحًا سيوسًا حازماً)) دخوله الشام : ثم كان عبد العزيز قد دخل الشام مع أبيه مروان بن الحكم ، وكانت دار عبد العزيز بدمشق "وهي الدار التي للصوفية الآن المعروفة بالسميساطية" التي صارت لأبنه عمر بن عبد العزيز بعده وكان أبوه مروان قد عقد له البيعة لأن يكون الخليفة بعد عبد الملك ثم ولاه مصر كما سيأتي جلده في حد الخمر : وكان عبد العزيز قد حده عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق في شراب شربه ، فوجد عليه ابنه عمر بن عبد العزيز فلما ولي عمر بن عبد العزيز المدينة ، وجد إسحاق بن علي بن عبد الله بن جعفر في بيت خليدة العرجاء فحده عمر حد الخمرة فقال إسحاق : ((يا عمر كل الناس جلدوا في الخمر "يعرض بأبيه عبد العزيز")) سنة65هـ : ولايته مصر و دخوله الفسطاط : قال الزركلي : ((ولي مصر لابيه استقلالا، سنة65هـ)) فدخل مصر و سكن الفسطاط قال السيوطي : ((لما ولى الزبير الخلافة بعد موت يزيد، وذلك في سنة64هـ ، استناب على مصر عبد الرحمن بن جحدم القرشي الفهري، فقصد مروان مصر ومعه عمرو بن سعيد الأشدق فقاتل عبد الرحمن بن حجدم ، فهزم عبد الرحمن وهرب ودخل مروان إلى مصر، فتملكها، وجعل عليها ولده عبد العزيز)) قال ابن تغري بردي : ((ولي عبد العزيز إمرة مصر لأبيه مروان في غرة شهر رجب سنة65هـ على الصلاة والخراج معًا بعد ما عهد له وكان السبب في بيعتهما أن عمرو بن سعيد بن العاص لما هزم مصعب بن الزبير حين وجهه أخوه عبد الله إلى فلسطين رجع إلى مروان وهو بدمشق فبلغ مروان أن عمرًا يقول : "إن الأمر لي بعد مروان" فدعا مروان حسان بن ثابت فأخبره بما بلغه عن عمرو فقال : "أنا أكفيك عمرًا" فلما اجتمع الناس عند مروان عشيًا قام حسان فقال : "إنه بلغنا أن رجالًا يتمنون أماني ..قُومُوا فبايعوا لعبد الملك ثم لعبد العزيز من بعده فبايعوا إلى آخرهم" . ومات أبوه بعد مدة يسيرة حسبما تقدم ذكره واستقر أخوه عبد الملك بن مروان في الخلافة من بعده فأقر عبد العزيز هذا على عمل مصر على عادته)) قال السيوطي : ((وذلك في سنة65هـ ، فلم يزل أميرا بها عشرين سنة)) و عن ابن يونس قوله : ولي مصر عشرين سنة "اي من بداية ولايته على مصر سنة65هـ إلى وفاته سنة86هـ" كما سيأتي قال ابن تغري بردي : ((وقال محمد بن الحارث المخزوي : دخل رجل على عبد العزيز في ولايته على مصر يشكو إليه صهرًا له فقال : إن ختني ظلمني فقال له عبد العزيز : من ختنك فقال : الرجل الختّان الذي يختن الناس فقال عبد العزيز لكاتبه : ما هذا الجواب فقال : أيها الأمير إنك لحنت والرجل يعرف اللحن وكان ينبغي أن تقول : من ختنك بالضم فقال عبد العزيز : أتراني أتكلم بكلام لا تعرفه العرب والله لا شاهدت الناس حتى أعرف اللحن فأقام في بيتٍ جمعةً لا يظهر ومعه من يعلمه النحو فصلى بالناس الجمعة الأخرى وهو أفصح الناس)) عبد العزيز و ابن عمر : قال ابن تغري بردي : ((قال محمد بن هانىء الطائي عن محمد بن أبي سعيد ، قال : قال عبد العزيز بن مروان : ما نظر إلي رجل قط فتأملني إلا سألته عن حاجته . ثم قال بعد كلام آخر : وكان يقول عبد العزيز بن مروان : واعجبًا من مؤمن يوقن أن الله يرزقه ويوقن أن الله يخلف عليه كيف يدخر مالًا عن عظيم أجر أو حسن سماع!)) قال ابن تغري بردي : ((وقال الذهبي في كتابه تذهيب التهذيب بعد أن ساق نبذة من نسبه و ولايته وروايته بنحو ما قلناه إلى أن قال : روى ابن عجلان عن القعقاع بن حكيم أن عبد العزيز بن مروان كتب إلى ابن عمر : ارفع إلي حاجتك فكتب إليه ابن عمر "يعني عبد الله" : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول ولست أسألك شيئًا ولا أرد رزقًا رزقنيه الله عز وجل . وقال يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس : بعثني عبد العزيز بن مروان بألف دينار لابن عمر فجئته بها ففرقها)) سنة70هـ : خروجه من الفسطاط بسبب وقوع الطاعون بها ، و سكنه حلوان : قال ابن تغري بردي : ((ولما أقام عبد العزيز بمصر وقع بها الطاعون في سنة سبعين فخرج عبد العزيز من مصر ونزل بحلوان فأعجبته فاتخذها سكنًا وجعل بها الحرس والأعوان وبنى بها الدور والمساجد وعمرها أحسن عمارة وغرس نخلها وكرمها)) و كذا قال الزركلي و ذكر السيوطي أن عبد العزيز كتب على قصره بحلوان : اين رب القصر الذي شيد القصر و اين العبيد و الأجناد اين تلك الجموع و الأمر و النهى و أعوانهم و اين السواد سنة72هـ : بعثه لقتال ابن الزبير : قال ابن تغري بردي : ((ثم جهز البعث لقتال ابن الزبير في البحر في سنة72هـ)) محاولة عزله عن ولاية مصر : قد سبق و ان ذكرنا ان أبوه مروان عهد إليه بالخلافة بعد عبد الملك ..قال السيوطي : ((فكتب إليه عبد الملك يستنزله عن العهد الذي من بعده لولده الوليد فأبى عليه ، ثم إنه مات من عامه)) قال ابن تغري بردي : ((ثم لما طالت أيام عبد الملك في الخلافة بعد قتل عبد الله بن الزبير ثقل عليه أمر عبد العزيز هذا وأراد أن يخلعه من ولاية العهد ويجعلها عبد الملك لولديه الوليد وسليمان من بعدي فمنعه قبيصة بن ذؤيب من ذلك وكان قبيصة على خاتم عبد الملك وقال له : "لا تفعل ذلك فإنك باعث على نفسك صوتًا ولعل الموت يأتيه فتستريح منه" ، فكف عن ذلك ونفسه تنازعه حتى دخل عليه روح بن زنباع الجذامي وكان أجل الناس عند عبد الملك فشاوره في ذلك فقال روح : "لو خلعته ما انتطح فيها عنزان" ، فبينما هما على ذلك وقد نام عبد الملك وروح تلك الليلة عنده إذ دخل عليهما قبيصة ليلًا وكان لا يحجب عن عبد الملك وكانت الأخبار والكتب تأتيه فيقرؤها قبل عبد الملك فقيل له : قد جاء قبيصة فدخل قبيصة فقال : آجرك الله يا أمير المؤمنين في عبد العزيز فاسترجع عبد الملك وقال لروح : يا أبا زرعة كفانا الله ما أجمعنا عليه فقال له قبيصة : فداك ما أردت ولم تقطع رحم أبيك ولم تأت مات عاب به ولم يظهر منك غدر وقيل غير ذلك : وهو أن عبد الملك كتب لأخيه عبد العزيز هذا : يا أخي إن رأيت أن تصير الأمر لابن أخيك الوليد فافعل فأبى عبد العزيز فكتب إليه عبد الملك ثانية : فاجعله من بعدك فإنه أعز الخلق إلي فكتب إليه عبد العزيز : إني أرى في أبي بكر بن عبد العزيز يعني ابنه ما تراه في الوليد فكتب عبد الملك إليه ثالثة : فاحمل خراج مصر إلي فكتب إليه عبد العزيز : إني وإياك قد بلغنا سنًا لم يبلغها أحد من أهلنا وإنا لا ندري أينا يأتيه الموت أولًا فإن رأيت آلا تغنث علي بقية عمري ولا يأتيني الموت إلا وأنت واصل فافعل فرق له عبد الملك وقال : لا أغنث عليه بقية عمره وقال لابنيه الوليد وسليمان : إن يرد الله أن يعطيكماها لم يقدر أحد من الخلق على ردها عنكما ثم قال لهما : هل قارفتما حرامًا قط ، قالا : "لا والله" ، فقال عبد الملك : "نلتماها و رب الكعبة" . وقيل : إن عبد العزيز لما رد كلام عبد الملك قال عبد الملك : اللهم إنه قد قطعني فاقطعه فلما مات عبد العزيز قال أهل الشام : رد على أمير المؤمنين أمره فدعا عليه فاستجيب له فيه)) سنة76هـ : ضرب الدنانير : قال ابن تغري بردي : ((وعبد العزيز هذا هو الذي أشار على أخيه عبد الملك بضرب الدراهم والدنانير فضربها في سنة76هـ)) سنة86هـ : مرضه و وفاته بحلوان ، ثم نقله و دفنه بقرافة المقطم : و ذكر ابن عبد الحكم خبر انه لما كان عبد العزيز بحلوان : كان ابن حديج يرسل إليه في كل يوم بخبر ما يحدث في البلد من موت وغيره، فأرسل إليه ذات يوم رسولا فأتاه، فقال له عبد العزيز ما اسمك؟ قال : أبو طالب، فثقل ذلك على عبد العزيز وغاظه، فقال : أسألك عن اسمك فتقول أبو طالب! ، ما اسمك؟ قال : مدرك ، فتفاءل عبد العزيز بذلك فمرض، فدخل نصيب الشاعر فأنشأ يقول : و نزور سيدنا و سيد غيرنا *** ليت التشكي كان بالعواد لو كان يقبل فدية لفديته *** بالمصطفى من طار في و تلادي فأمر له بألف دينار و هكذا ..ظل عبد العزيز بن مروان بحلوان منذ سنة70هـ بعد خروجه من الفسطاط ، إلى أن مرض و توفي بها سنة86هـ فنُقِل جسده و دُفِن بالقرافة . قال الزركلي : ((فسكن حلوان ..وتوفي فيها ، فنقل إلى الفسطاط)) و كانت وفاته سنة82هـ و قيل85هـ نقل ابن تغري بردي عن ابن سعد : ((مات بمصر سنة خمس وثمانين قبل أخيه عبد الملك بسنة)) و الأرجح أنه مات سنة86هـ قال السيوطي : ((مات عبد العزيز بحلوان، فحمل في البحر إلى الفسطاط، ودفن بمقبرتها . وكانت وفاته ليلة الاثنين ثاني عشر جمادى الأولى سنة ست وثمانين)) و قال ابن تغري بردي : ((وكانت وفاة عبد العزيز في ثالث عشر جمادى الأولى سنة ست وثمانين من الهجرة وقيل سنة خمس وثمانين فكانت ولايته على مصر عشرين سنة وعشرة أشهر وثلاثة عشر يوماً)) ، قال السيوطي : ((فأمر بعده عبد الملك، فأقام شهرا إلا ليلة، ثم صرف وولي بعده ابنه عبد الله بن أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان)) و قد سبق ان ذكرنا قول ابن يونس : ولي مصر عشرين سنة "اي من بداية ولايته على مصر سنة65هـ إلى وفاته سنة86هـ" قال السخاوي واصفاً مكان قبره بقرافة المقطم : ((و إلى جانبه من الجهة القبلية قبر قال بعضهم هو صاحب البردة يعني بردة النبي صل الله عليه و سلم)) إلى أن قال : ((و إلى جانبهم قبر القاضي أبي سعيد كان حسن السيرة في فضائه بمصر و الى جانبه قبر داثر به مقبل الحبشي كان رجلا صالحا قيل انه مات في مجلس ابي الفضل الجوهري . و بالقرب منهم من الجهة القبلية قبة بها قبر عبد العزيز بن مروان أمير مصر قيل لم يدخل الى مصر امير من الامراء اكرم منه و هو معدود في طبقة التابعين . و عند باب القبة قبر الرجل الصالح أبي الفضل محمد العصافيري)) . قلت : أنا لم أزر قبره رحمه الله ، لكن سمعت ان قبره حاليا داثر بلا معالم خلاف العصر الذي كان فيه السخاوي حيث كان قبره ظاهر . لكن عموما إن كان داثراً فإننا إن تتبعنا طريقة وصف السخاوي لمكان قبره فسنعرف تحديد مكانه ، و الله أعلم وقال عمر بن أبي الجدير العجلاني يرثي عبد العزيز بن مروان وابنه أبا زبان : أبعدك يا عبد العزيز لحجة *** و بعد أبي زبان يستعتب الدهر فلا صلحت مصر لحي سواكما *** و لا سقيت بالنيل بعدكما مصر توثيقه : ذكره السيوطي فيمن كان بمصر من مشاهير التابعين الذين رووا الحديث و وثقه النسائي ، و وثقه ابن سعد و قال : ((كان ثقة قليل الحديث)) روايته : روى عن أبيه مروان بن الحكم ، و روى عن : أبي هريرة وعقبة بن عامر و عبد الله بن الزبير و روى عنه ابنه عمر بن عبد العزيز أمير المؤمنين، والزهري و علي بن رباح اللخمي ..وطائفة وله حديث وهو : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "شر ما في الرجل شح هالع وجبن خالع" تحفة الأحباب ، 69 الاعلام ، ج4 8 حسن المحاضرة للسيوطي النجوم الزاهرة لأبن تغري بردي خزانة البغدادي 3: 583 وولاة مصر للكندي 49 وخطط مبارك 10: 76 وابن الأثير 4: 197 والطبري 8: 53 وانظر الموشح للمرزباني 143 وما بعدها. في أخبار " كثير " |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سلسلة قصص الصحابة | hinata90 | خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية | 6 | 11-09-2012 06:02 AM |
جُحَا من التابعين .. فاحفظوا عرضه | no_2010 | مواضيع عامة | 2 | 09-27-2010 01:17 AM |
جُحَا من التابعين .. فاحفظوا عرضه!!!!! | fares alsunna | نور الإسلام - | 10 | 03-04-2009 02:28 AM |
تراجم علماء اهل السنة والجماعة | مصعب المصرى | نور الإسلام - | 5 | 09-11-2008 07:28 AM |
سلسلة [ فقه تاريخ الصحابة ] | fares alsunna | تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل | 4 | 12-24-2007 12:29 PM |