02-05-2011, 02:21 AM
|
|
منن هذا الذي لا يمنعه حاجب ولا يحتاج للدخول على الملك الى اذن الحمد لله الذي أرسل رسله بالبينات والهدى ، وأنزل معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ، وأنزل الحديد فيه بأس شديد ، ومنافع للناس ، وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيزواشهد ان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسله بالهدى ودين الحق ، ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون اما بعد السلام عليكم ورحمة الله اخوة الايمان
الى كل من اغرته زينة الحياة الدنيا الفانية وغفل عن هذه اللحضة الرهيبة المنذرة بالفناء هل تراك تعود الى ربك وتقلع عن الظلم والعلو والفساد في الارض ام تراك تستمر على طغيانك وكبريائك وفسادك لينتهي بك امر الله على هذه الحالة كهذا الذي ذكره يزيد الرقاشي نسال الله العلي القدير ان يحسن عاقبتنا في الامور كلها ويجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الاخرة انه رؤوف رحيم
قال يزيد الرقاشي: كان في زمن بني إسرائيل جبار من الجبارة، وكان في بعض الأيام جالساً على سرير ملكه فرأى رجلاً قد دخل من باب الدار ذا صورة منكرة وهيئة هائلة، فلشدة خوفه من هجومه، وهيبة قدومه، وثب في وجهه وقال: من أنت أيها الرجل؟ ومن أمرك بالدخول إلى داري؟ فقال: صاحب الدار وأنا الذي لا يحجبني حاجب، ولا أحتاج في دخولي على ملك إلى إذن ولا أرهب من سياسة سلطان، ولا يفزعني جبار، ولا لأحد من قبضتي فرار.
فلما سمع هذا الكلام خر على وجهه ووقعت الرعدة في جسده فقال له: أنت ملك الموت؟ قال: نعم. قال: أقسم بالله عليك ألا ما أمهلتني يوماً واحداً لأتوب من ذنبي، وأطلب العذر من ربي، وأرد الأموال التي أودعتها خزانتي، فلا أتحمل مشقة عذابها في الآخرة. فقال: كيف أمهلك، وأيام عمرك محسوبة، وأوقاته مثبوتة مكتوبة؟ فقال: أمهلني ساعة. فقال: إن الساعات في الحساب، وقد عبرت وأنت غافل، وقد استوفيت أنفاسك ولم يبق لك نفس واحد. فقال:من يكون عندي، إذا نقلتني إلى لحدي؟ قال: لا يكون عندك سوى عملك. فقال: مالي عمل. قال: لا جرم يكون مقيلك إلى النار، مصيرك إلي غضب الجبار.
ثم قبض روحه فخر من سريره ووقه، وعلا الضجيج من أخل مملكته وارتفع، ولو علموا ما يصير إليه من سخط ربه لكان بكاؤهم اكثر وعويلهم أوفر. |