عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > مواضيع عامة

مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-08-2011, 03:31 PM
 
بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشأن الانتفاضة المباركة في مصر

بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشأن الانتفاضة المباركة في مصر
اعتبرت المظاهرات الأكبر في تاريخ مصر (الأوروبية)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن اتبع هداه.
(وبعد)
يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بكلِّ اهتمام، وبقلق بالغ: الانتفاضة المباركة التي تجري في أرض مصر العزيزة على كلِّ عربي، وكلِّ مسلم، مصر بلد الأزهر، وقبلة الثقافة الإسلامية للأمة الإسلامية في كلِّ مكان. هذه الانتفاضة المصرية الخالصة الحرَّة المستقلَّة، التي يقودها أبناء الطبقة المتوسطة، الجامعيون المتعلِّمون، الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وضاقت عليهم أنفسهم، بعد أن غرز فيهم وحش غلاء الأسعار أسنانه، وبعد أن طحنتهم مطالب الحياة التي لا ترحم، فالبطون الجائعة لا بدَّ لها من خبز، والأجسام العليلة لا بدَّ لها من دواء، والأسر المشرَّدة لا بدَّ لها من شقق تسكنها، والخريجون لا بدَّ لهم من عمل يعيشون منه.
ناهيك بما يشكو منه وطنهم العريق في حضارته وتاريخه من وهن وتأخُّر في التعليم والصحة والاقتصاد والقوَّة العسكرية، والانسحاب من دوره التاريخي في القضية العربية مع الدولة الصهيونية ... فكادت إسرائيل كيدها لتخرجها من معركة فلسطين أو معركة الأمة العربية والإسلامية، وأصبحت مصر وسيطة بين الطرفين لا شريكا في الكفاح، وتخبطت مصر محليًّا، وضعفت مصر عربيًّا، ووهنت مصر إسلاميًّا، وتأخَّرت مصر دوليًّا، كانت ديون مصر أول ما تسلم مبارك الحكم (12) مليارا فأمست ديونها (880) مليارا، وغدا (40%) أربعون في المائة من أبناء مصر تحت خط الفقر، وكلُّ ذلك تراه أجيالها الجديدة، وتنكره بقلبها، صابرة على البلاء، مصابرة على البأساء والضرَّاء، وفي كلِّ يوم يزداد فقر الفقراء، ويتضاعف غنى الأغنياء، وفي كلِّ يوم يمرُّ، والمرجل يغلى، والنار تشتعل تحته، حتى أوشك للمرجل أن يتفجَّر أو يتكسَّر.
كان النظام المصري يسمع شكاوى الناس من كلِّ الطبقات، ولا سيما الطبقات الفقيرة والوسطى، ولكنه سدَّ أذنا من طين، وأذنا من عجين، وتعاون الثالوث المعروف: فرعون وقارون وهامان، فرعون المستكبر بسلطانه، المستخف بقومه، وقارون المغرور بكنوزه ومكاسبه، وهامان الواسطة بينهما، تعاون هذا الثالوث غير المقدَّس على نهب ثروات مصر، والعلو على شعب مصر، لحساب فئة قليلة، ظلَّت تسمن وأبناء مصر يهزلون، وتزداد تخمة وأهل مصر جائعون، ويطلبون الأطعمة لولائمهم وأعراسهم من باريس، وكثير من شعب مصر يئنون من الجوع أنين الملسوع.
كان الشعب يعيش في سجن كبير يحكمه قانون الطوارئ منذ عشرات السنين، لا يملك حرية سياسية حقيقية، فليس له حق تكوين الأحزاب، ولا حق الاعتراض على تصرفات الدولة، وإلا فالمحاكم العسكرية بالمرصاد، وحتى الحرية الدينية مفقودة، فالدولة تسيطر على المساجد والمنابر وخطب الجمعة، ويجب أن تُغلق المساجد بعد الصلاة.
والانتخابات تزوَّر علانية، جهارا نهارا، كما تجلَّى ذلك في انتخابات مجلس الشعب والشورى الأخيرة، التي بلغ فيها التزوير المكشوف أعلى المستويات، بعد أن أبعد القضاء المصري المحترم عن الإشراف على الانتخابات، وبعد التدخُّلات المستمرَّة في قهر القضاء ليخرج عن استقلاله، ويمسي تابعا للحزب الحاكم.
لقد عمَّ البلاء، وضجَّ الناس بالشكوى، وأضحى الأمر كما قال الشاعر:


شكوت وما الشكوى لمثلي عادة





ولكن تفيض الكأس عند امتلائها!




وأخيرا: وبعد صبر طويل من الشعب المصري العريق، على المظالم والفقر والجوع، خرج شباب مصر الأحرار المتعلِّمون، بعد أن رأَوا أرض مصر تُنهب، وثرواتها تُسرق، ومؤسَّساتها تُباع بأرخص الأثمان، يتمُّ ذلك لحساب طواغيت الحكم المصري، وفراعنة الحزب الحاكم، من رجال الأعمال، الذين أُعطوا من الامتيازات والاحتكارات الكبرى، ما يميِّزهم وأقاربهم وأصهارهم عن سائر المصريين، الذين يعانون البؤس والحرمان.
والجيل الجديد من المصريين من الرجال والنساء، هو جيل من الطبقة المتوسطة من المتعلِّمين، نشأ في عهد الرئيس مبارك، ولم يعرف رئيسا غيره، اتَّفق بعضه مع بعض عن طريق الإنترنت، والفيسبوك والمحمول وغيرها من وسائل التواصل العصرية، على أن ينزلوا إلى الشارع، معبِّرين عن ذواتهم، ثائرين على أوضاعهم، مطالبين بحقوقهم، من خبز لكلِّ جائع، وعمل لكلِّ عاطل، ومسكن لكلِّ مشرَّد، كما ينشد حقَّه في الحرية والكرامة والعدل، وحقَّ وطنه في التقدُّم والرقي، لم يكن هذا التحرك تابعا لأيِّ حزب أو هيئة، ولم يحرِّكه أيُّ تنظيم سياسي تقليدي في مصر، ومن هنا لا يعرف لهذه الانتفاضة، بل الثورة قيادة معيِّنة، بل هي تقود نفسها بنفسها.
ولكن مما يُؤسف له: أن النظام المصري لم يدرك حجم التغيير، الذي حدث لهذا الشعب، كيف تغيَّر فكره، وكيف تغيَّر وجدانه، وكيف تغيَّرت عزيمته، فكلُّ ما قابل به التظاهر السلمي: المقابلة الأمنية التي تدرَّجت من عنف خفيف، إلى عنف ثقيل حتى إنه في يوم جمعة الغضب، سقط فيه مائة وخمسون شهيدًا من المتظاهرين، برصاص رجال الأمن، وحوالي أربعة آلاف جريح!
إن بعض الأنظمة للأسف لا تستفيد من الدروس من حولها، فهي عمياء لا ترى، صمَّاء لا تسمع، غبيَّة لا تفهم، وقد قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق:37]، وهؤلاء لا قلب لهم، ولا سمع ولا شهود.
إن الحكومة يجب أن تكون في خدمة الشعب، فهي وكيلة عنه، أو أجيرة له، وليست سيدة له، أو مستكبرة عليه، ورحم الله أبا العلاء المعرِّي حين قال:


مُلّ المقام فكم أعــاشر أمة





أمَرتْ بغير صلاحها أمراؤها


ظلموا الرعية استباحوا كيدها





وعَدَوْا مصالحها ، وهم أجراؤها!




إن مشكلة الحكم في مصر، أنه حكم شعبا لم يعرف حقيقته، وظنَّ أن هذا الشعب سيظلُّ أبد الدهر مستكينا صبورا حليما، ونسَوا أن الحليم قد يغضب، وأن الصبور قد يثور، وقد استثاروا الشعب وأوقدوا شعلة غضبه، حين رأوا أن الذين ولَّاهم الله مسؤولية رعاية الناس، خانوهم وأضاعوهم وأكلوا حقوقهم، وأصبح المثل السائر على كلِّ لسان: حاميها حراميها. وتمثَّل الجميع بقول الشاعر:


وراعي الشاة يحمي الذئب عنها





فكيف إذا الرعاة لها ذئاب؟!




لقد ضجَّ المجتمع المصري من الفساد الذي انتشر انتشار النار في الهشيم، وانتهب هؤلاء الفسدة المفسدون المسنودون أراضي الدولة، وسرقوا ثروات الأمة، ولم يستطع أحد أن يحاسبهم، أو حتى يسائلهم، والمصريون يقولون: هل يستطيع أحد أن يقول للغولة: عينك حمراء؟!
وأخيرا طفق هؤلاء يهربون بطائراتهم الخاصة، محملة بالصناديق المملوءة بما خفَّ حمله وغلا ثمنه، من الذهب وغيره، حملتها (19) طائرة خاصة، تحمل رجال الحزب الوطني وسراق مال الشعب!! هربوا بأموالهم، وهي أموال الشعب، وتركوا البلد يخرب ولم يبالوا.
مَن المسؤول عن دماء هؤلاء الشهداء، الذين لم يقترفوا جُرما، ولم ينتهكوا حُرمة، ولم يرتكبوا منكرًا؟ المسؤول عن هذا هو النظام الظالم، ممثلاً في وزير الداخلية ورجاله، ومباحث أمن الدولة، وقبل هؤلاء جميعا، نقول: إن المسؤول الأول هو رئيس الدولة السيد حسني مبارك، فهو الراعي المسؤول عن رعيته.
ونحن نقف مع الشعب المظلوم ضدَّ ظالمة، وقد شرع القرآن للمظلوم: أن يجهر بالسوء من القول ضد ظالمة، كما قال تعالى: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [النساء: 148]
ونحن نؤيِّد شعب مصر، الذي قدَّم تضحيات كبيرة من قتلى وجرحى في سبيل إصراره على تحقيق مطالبه في الحرية والكرامة والعزَّة، وقد حدَّدها الشعب المصري الكريم في جملة واحدة: أن يرحل مبارك، ونظامه ورجاله، ويترك الشعب المصري يختار لنفسه مَن يراه.
وليس المراد أن يزول شخص مبارك ويأتي مكانه شخص آخر من جنسه، ولكن المراد أن يزول هذا النظام بكلِّ رؤوسه ورموزه، وجذوره وفلسفته، ليقوم نظام آخر، له فلسفتة أخرى، يضع دستوره مجلس تأسيسي أو جمعية تأسيسية منتخبة، وقد يُضمُّ إليها مجموعة من حكماء مصر، الذين يأتمنهم الشعب على مستقبل الوطن.
وأن يقوم انتخاب لرئيس الجمهورية، انتخابا نزيها شفافا يشرف عليه القضاء إشرافًا كاملاً، ويكون الباب مفتوحا لكلِّ مصري مستوفٍ للشروط.
وكذلك ينتخب مجلس للشعب ومجلس للشورى.
وتبدأ مصر مرحلة جديدة من البناء وإقامة العدالة الاجتماعية، وحشد قوى الشعب في النهوض بهذا البلد العريق، وتجتمع كلُّ إمكانياته وفاعلياته للخروج من سجن التخلف، إلى باحة التقدم والترقي.
لقد رفض الشعب المصري المجالس النيابية التي تضم رجالا من تجار المخدرات، وتجار الأغذية الملوثة بالإشعاع، وسرَّاق الأراضي.
إن الله قد أخذ الميثاق على العلماء: أن يبيِّنوا الحقَّ للناس ولا يكتموه، ووصف الله العلماء المرضيين عنده بقوله: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ} [الأحزاب:39]، وهذا هو شعار الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
وقد أمر الله المؤمنين، أن يتواصوا بالحقِّ والصبر، وأن يتعاونوا على البرِّ والتقوى، ولا يتعاونوا على الإثم والعدوان، وأن ينصر كلُّ منهم أخاه ظالما أو مظلوما، ومعنى "أن ينصره ظالما": أن يأخذ فوق يديه، يحجزه عن الظلم فذلك نصره، فـ"المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه". أي لا يتخلَّى عنه.
ومن هنا ننصح للرئيس حسني مبارك – "والدين النصيحة" - أن يتَّقي الله في دماء المصريين، ولا ضرورة للمزيد من سفكها، وفي اقتصاد مصر، وقد خسر عشرات المليارات، بل مئاتها، وكلُّ يوم تزداد الخسائر وتتضاعف! حسبك ثلاثون سنة أيها الرئيس، فارحل ودَع الشعب يصرِّف أموره بنفسه، ينشئ حكومة إنقاذ مؤقتة، تشرف على انتخاب جمعية تأسيسية جديدة، تضع دستورا جديدا، يتضمن كل ما يصبو إليه الشعب من مبادئ وقيم، بعد تجربته الطويلة منذ سنة 1952م.
وعلى أساس هذا الدستور، تجري انتخابات رئاسية وتشريعية، لكلِّ من مجلسي الشعب والشورى.
على أن تقام محاكم مدنية تشكَّل من قضاة عادلين معروفين بنزاهتهم، لمحاكمة كلِّ مَن أجرم في حقِّ الشعب، وخصوصا في أيام الانتفاضة، ولا سيما من رجال الأمن، الذين قتلوا الناس الآمنين، ونهبوا البيوت والمحلات، وأحرقوا السيارات، مع أنهم المسؤولون عن أمن الناس. ومن حقِّ كلِّ مَن لديه مظلمة أن يتقدَّم إلى هذه المحاكم.
كما يجب أن يعوَّض كلُّ مَن ظلم، أو اتُّهم ظلما، أو أُسيء إليه بأيِّ طريقة من الطرق، ومَن لقي ربَّه، يُعوَّض أهله وذريته.
وما عند الله أوفى، وهو الذي يوفِّى كلَّ نفس بما كسبت، ولا يضيع عنده مثقال ذرة، {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} [إبراهيم:42].
ويبين الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين هنا: أن المائة وخمسين قتيلا، الذين سقطوا برصاص رجال الأمن أو من يعمل لحسابهم من البلطجية والمجرمين، إنما هم هم شهداء عند الله؛ لأنهم خرجوا من جوامعهم في صلاة الجمعة، متوضئة أيديهم، طاهرة قلوبهم، محتسبين عند الله ما يصيبهم من أذى، يطلبون حقوقهم وحقوق أمتهم، غير باغين ولا عادين، لا يحملون سلاحا، ولا ينوون ظلما لأحد، فبغي عليهم بغير حق، ووجه الرصاص الحي إلى صدورهم، من أناس يفترض أن يحموهم.
فهؤلاء القتلى شهداء، لأنهم مقتولون ظلما وعدوانا، ولأنهم خرجوا من بيوتهم بنية الجهاد، وهم يدخلون في مضمون الحديث الشريف: "سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر، فأمره ونهاه فقتله".
وفي الحديث الآخر: "مَن قتل دون دينه فهو شهيد، ومَن قتل دون دمه فهو شهيد، ومَن قتل دون أهله فهو شهيد، ومَن قتل دون ماله فهو شهيد".
أما قاتلوهم، فعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وننذرهم بقول الله سبحانه: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء:93]، وبخاصة أن القائل هو المسؤول عن حماية أرواح الناس وأموالهم، فكيف يصبح حارس الإنسان قاتله، وحاميه سارقه؟
وآمروهم الكبار شركاؤهم في الإثم، بل هم أكبر جرما، وأعظم إثما، وسينتقم الله منهم في الدنيا والآخرة، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} [الشعراء:277].
وإني لأحيي الجيش المصري، الذي هو درع الوطن، والذي تعامل مع المتظاهرين في ميدان التحرير بروح الوطنية الحقَّة، والأخوَّة الخالصة، كما أن الشعب قابل الجيش بالترحيب والتصفيق والمصافحة لجنود الجيش، وإني لأناشد الجيش وضباطه الوطنيين المخلصين أن يتولَّوا هم حماية الشعب ومطالب ثورته، التي قدَّمت مائة وخمسين شهيدا وأربعة آلاف جريح، والجيش أهل لأن يتحمَّل مسؤولية الحماية المؤقَّتة، حتى يسلِّم الأمانة إلى نظام جديد، ورئاسة جديدة، تأتي نتيجة انتخابات حرَّة نزيهة، بناء على دستور جديد، تضعه جمعية تأسيسية منتخبة.
يا أبناء مصر الأحرار، لقد كانت هذه الانتفاضة الميمونة انتفاضة الشباب، أو الأبناء، وقد قاموا بالعبء الأكبر فيها، والآن أناشد جيل الآباء والشيوخ أن ينضمُّوا إلى أبنائهم، ويقفوا بجوارهم، ليشدُّوا أزرهم، ويسندوا ظهرهم، ويسدِّدوا خطاهم، ويتَّفقوا على المطالب الوطنية العليا، التي لا يختلف فيها اثنان، وهي رحيل هذا النظام الذي فقد شرعيته، ومبرر وجوده.
أدعو الأحزاب والقوى السياسية على اختلاف ألوانها واتجاهاتها، وأدعو النخب الفكرية والثقافية على تنوُّع فلسفاتها، وأدعو النقابات المهنية على اختلاف تخصُّصاتها، أدعو علماء الأزهر حيثما كانوا، في الجامعة أو المعاهد أو المساجد والأوقاف، أو التربية والتعليم، وأدعو المفكرين ورجال الجامعات والأكاديميين، وأدعو رجال القضاء والنيابة، وأدعو المحامين على اختلاف درجاتهم، وأدعو الصحفيين والإعلاميين، وأدعو الأطباء والمهندسين، وأدعو المعلِّمين والموجِّهين، وأدعو كلَّ النخب والمثقِّفين، وسائر النقابات، إلى أن يَدَعوا شواغلهم الخاصَّة، وينضمُّوا إلى هؤلاء الشباب الأطهار من أبنائهم، ولتتخلَّ كلُّ فئة منهم عن طلباتها الخاصة، وأهدافها الخاصة، وتركِّز على طلب واحد، هو الذي يردده شبابهم وأبناؤهم، والمعبِّرون عنهم: أن يذهب النظام ويحل محله نظام جديد، لم تلوث يده بدمهم، ولم يفرض نفسه عليهم، ليبدأ الشعب صفحة جديدة، وحياة جديدة.
إن شعب مصر يكتب تاريخا جديدا، بل هو يصنع تاريخا جديدا، فلنشاركه صنع هذا التاريخ، فهذا يوم له ما بعده، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
أدعوكم جميعا يا رجال مصر، أن تقفوا يدا واحدة، وجبهة واحدة، حتى تحققوا أمل الشعب، فإن الاتحاد قوة، ويد الله مع الجماعة، والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، {إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران:160].

يوسف القرضاوي



رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين



25 صفر 1432هـ


30 يناير 2011م

منقول
__________________
سيد الإستغفار
{ اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت}

****************************************

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-08-2011, 05:46 PM
 

اللهم اكتب الخير لمصر و اهلها .. و للمسلمين اجمعين ..
يا رب الثبات لأهل مصر
شكرا الك مشرفتنا .. رح انشره على الايميل
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-08-2011, 07:16 PM
 
اللهم انصر اخواننا في مصر يسلمووووو
__________________
الكره ظلام وقاهر الظلام النور ومصدر النور القلب الطيب الابيض المحب المليئ بالايمان.

زوروا هذا الموقع ستحبونه
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-09-2011, 12:14 AM
 
اتمنى ان مثل هذا الكلام يأثر بالغير موقنين بثورتنا من الشباب المصرى الباقى....
يارب الصبر والنصر بإذن الله لاحفاد الفراعنه وناشرى الاسلام..
تحيـــــــــــــــــاتى لكـ رشا لتغطيتك الرائعه للاحداث
__________________
وفـ عشقكك أنــآ رآفضض إنــي أفوقق ... !

التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤة الامل ; 02-09-2011 الساعة 12:33 AM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-10-2011, 11:56 AM
 

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينْ ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَىٰ نَبِيَّنَا مُحَمَّدٍ ، وَعَلَىٰ آلِهِ ، وَأَصْحَابِهِ ، وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّيِنِ .

أَمَّا بَعْدُ :


فإنَّ معشر الإخوة ؛ معشر المسلمين ؛ إنَّا نعوذُ باللهِ مِنَ الفتن ما ظهر منها وما بطن ،

ونسألهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ أنْ يحفظ علينا إيماننا وديننا ، كما نسأله جَلَّ وَعَلَا أنْ يحفظ علينا ،

وعلىٰ عموم المسلمين إيمانهم ، ويحفظ عليهم أمْنهم في بلدانهم ،

وأسأله جَلَّ وَعَلَا أنْ يردَّ ضالَّ المسلمين إلىٰ الحقِّ وأنْ يُبصِّرهُ به ، وأنْ يُثبِّتنا جميعًا علىٰ الحقِّ والهُدىٰ حتَّىٰ نلقاهـ .


أيُّها الإخوةُ فِي الله !


إنَّه -والله - لشيءٌ يُؤسف له ؛ وشيءٌ يَنْدىٰ لهُ الجبين ؛ أنْ نرىٰ أبناء المسلمين يسيرون علىٰ طُرُق الكافرين ؛

ويتابعونهم في أساليبهم مع وضوح النُّصوص الشَّرعيَّة فِي دينهم مِنْ كلام ربِّهم ،

وسُنَّةِ رسولهم صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .


أيُّها الإخوةُ فِي الله !


إنَّ ما يجري الآن فِي بلد مصر - أرض الْكِنَانة - ، هٰذه البلد الَّتي كانت ولا زالت تُنجِبُ

وتُعطي للمسلمين وللإسْلام خيراً .


أقول : إنَّنا لنأسف لما نراهُـ يجري علىٰ هٰذهـ الأرض ؛ وإنَّنا لنأسف أنْ يُزجَّ بأبنائنا ،

وبناتنا نحن المسلمين ، أنْ يُزجَّ بهم في أُتُـونِ هٰذهِـ المسيرات ؛ والمظاهرات الَّتي لا يعرفها الإِسلام ؛

ولا يُقرِّها ، ويُنكرها أشدَّ النَّكير ، فإنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ قد أمَرنَا بطاعته جَلَّ وَعَلَا ،

وطاعة رسولهِ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وأمَرنَا بطاعة ولاة أُمُورنا ، قالَ جَلَّ وَعَلَا :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ...( النِّساء : 59 ) .



والنَّبِيُّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرنا بالسَّمع والطَّاعة للولاة ، والأُمراء ، والحكَّام .


أمَرنَا أنْ نسمع لهم ونُطيع ، ولو جلدوا ظهورنا ، وأخذوا أموالنا ،

فقالَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامَ : « اِسْمعْ وأَطِعْ ولَوْ ضُرِبَ ظَهْركَ وأُخِذَ مَالكَ » (1) .


وقالَ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « عَلَىٰ الْمَرءِ الْمُسْلِمِ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ ؛ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهـَ ؛ مَا لَمْ يُـؤْمَرَ

بِمَعْصِيةٍ ؛ فإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيةٍ فَلاَ سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ » (2) .


ويقولُ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام : عن الأُمراء والحكَّام الَّذين سيكونون فِي آخر الزَّمان مِنْ بعدهِـ

عليه الصَّلاةُ والسَّلام ، الَّذين يطالبوننا بحقِّهم ، ويمنعوننا حقَّنا ،

قالوا : أفلا نُنابذهم بالسَّيف يا رسول الله ؟!

قالَ : « لا ؛ أدُّوا إليهم حقَّهم » .


يعني : من السَّمع والطَّاعة .


« وسَلوا الله حقَّكم أنتم ، فإنَّ الله سائلهم عمَّا اسْترعاهم » (3) .


وجاء أيضًا في الحديث المتفق عليه عن ابن مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، أنَّ النَّبِيَّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ :

« إنَّها سَتكونُ بعدي أَثَرةً ، وأُمُورٌ تُنكِرونَهَا » .


الأثرة : هي الأثرة بالمال ، والأثرةُ بالحقوق ، وعدم إعطائها لعموم النَّاس .


قالوا : يا رسول الله ! فما تأمرنا ؟ قالَ : « تُؤدُّون الحقَّ الَّذي عليكم ، وتسألون الله الَّذي

لكم » " متفقٌ علىٰ صحته " (4) .


وجاء فِي « الصَّحيحين » مِنْ حديث ابن عمر رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّ النَّبِيَّ أنَّ النَّبِيَّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ :

« علىٰ المرء المسلم السَّمعُ والطَّاعةُ ، فِيمَا أحبَّ وكَرِهـ ، إلَّا أنْ يُــؤمَر بمعصيةٍ ، فإنْ أُمِرَ بمعصيةٍ

فلَا سَمْعَ ولَا طَاعة » (5) .


فهٰكذا الواجب ؛ الواجب علينا نحن المسلمين أنْ نسير علىٰ هدي شرعنا المُطهَّر ،

أنْ نسمع لكلام ربِّنا ، وسُنَّةِ رسولنا صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أنْ نستمع إلىٰ كلام الله ،

وكلام رسولهِ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .


﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَىٰ اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ

وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا( الأحزاب : 36 ) .


فالواجب علىٰ المسلم أنْ يتَّقيَ الله في نفسه ، وفي إخوانه المسلمين .


فالواجب عليه أنْ يتَّبع أمر الله ، وأمر رسول اللهِ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وينظر في الأفعال والأقوال ،

فإنْ كانت موافقةً لما أمر الله به ، وما أمر بهِ رسوله صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقدم ، وإنْ كان مخالفةً أحجم .


فأقول : لأبنائنا ، وإخواننا ، وبناتنا ، في بلاد مصر الحبيبة علىٰ قلوبنا ، والغالية عندنا ،


أقول لهم : اتَّقوا الله في أنفسكم ، اتَّقوا الله في إخواكم ، اتَّقوا الله فِي آبائكم ، اتَّقوا الله فِي أُمَّهاتكم .


أقول لهم : معشر الأبناء ! أطيعوا الله ، وأطيعوا الرَّسول ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ ...( النِّساء : 59 ) .


والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ قد أمركم بطاعة مَنْ ولَّاهُـ أمركم ، ورسولكم صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قد أمركم بطاعة مَنْ ولَّاهـُ أمركم ، وأنتم الواجب عليكم أنْ تسمعوا وتطيعوا ، فإنْ أُمِرتم بمعصية

فلا سمع ولا طاعة .


وأوصيكم ؛ أوصيكم ؛ أوصيكم ؛ أنْ تتَّقوا الله ، وأنْ تَتعقَّلوا ، وأنْ تَعودوا إلىٰ رُشْدكم ؛

وأنْ تَسْمعوا كلام ربِّكم ، ولا يَسْتهويَّنَّكُم الشَّياطين ؛ ولا يَسْتفزَّنَّكُم المجرمون ؛ لا يَسْتهويَّنَّكُم هٰؤلاء الشَّياطين ؛

ولا يَسْتفزَّنَّكُم الَّذينَ لا يُــؤمنون ؛ الَّذين يُريدونَ لكم الشَّر ؛ وببلادكم الشَّر ؛ وبأهل الإسلام الشَّر !


فيا معشر المسلمين !


الله الله ببلاد الإسلام !


الله الله في المسلمين !


الله الله في مكتسبات أهل الإسلام !


الله الله فِي ديار الإسلام !


يا معشر الإخوة !


يا مَنْ آمنَ بالله ربَّا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمَّدٍ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رسولا ، عليكم أنْ تتَّقوا الله فِي أنْفُسِكُم !


عليكم أنْ تتَّقوا الله فِي أنْفُسِكُم !


عليكم أنْ تتَّقوا الله فِي أنْفُسِكُم !


عليكم أنْ تتَّقوا الله فِي أنْفُسِكُم !


وتستجيبوا لدعوة أهل الإصْلاح .


وتستجيبوا لدعوة أهل الخير والفضل والعقل .


وتستجيبوا لدعوة مَنْ أراد بكم خيرا ؛ ولا يَستفزَّنَّكم مَنْ أراد بكم غير ذٰلك !!


أيُّها الإخوةُ والأبناء !


أيُّها المسلمون !


اتَّقوا الله ؛ اتَّقوا الله واسْمعوا ، وأطيعوا !


واعلموا ! أنَّكم بفِعْلكُم هٰذا إنَّما - والله - تُضْحِكونَ علىٰ أهل الإسْلام أعْداء الإسلام ؛


وتُشمتون بأهل الإِسلام أعداء الإسلام ؛ وتضعفونَ أهل الإسلام !!..
معشر الإخوة والأبناء !


الله جَلَّ وَعَلَا يقول : ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ( الذَّاريات : 55 ) .


وإنْ شاء الله أنتم مِنْ أهل الإيمان ، ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَىٰ اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ

لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ . . .( الأحزاب : 36 ) .


فاتَّقوا الله فِي أنفسكم !


﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ

وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْمِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ( الأنفال : 24 ، 25 ) .


معشر الإخوة ! معشر الأبناء ! في بلاد مصر الحبيبة ، لا يغرَّنَّكم الَّذين يسْتفزُّونكم !


لا يغرَّنَّكم الَّذين يسْتَغْفِلونكم !


لا يغرَّنَّكم هٰؤلاء الَّذين يَزجُّونَ بكم في أُتُونِ هٰذهـ المظاهرات !


معشر الإخوة والأبناء !


إنَّ النَّاصح المحب لكم هو الَّذي يدعوكم إلىٰ أنْ تلزموا بيوتكم ؛ وتطيعوا أمر ربِّكم ،

وسُنَّةِ نبيِّكم صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فتلتزموا بكتاب الله وسُنَّةِ رسولهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام .


﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ

فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا . . . ( آل عمران : 103 ) .


لا تَدَعُوا الفرصة لعدوِّكم يتسلط عليكم !


اعلموا ! أنَّ هٰذا الطَّريق الَّذي تسيرون فيه ليس بطريق أهل الإسلام !


إنَّ طريق أهل الإسلام والإيمان هو السَّمع والطَّاعة للولاة والحكَّام ؛ وهٰذا أمرٌ أجمع عليه أهل السُّنَّة ،

وأودعوهُـ في كتب عقائدهم الَّتي يُـرَبُّونَ النَّاس عليها ، سواءً كانت هٰذهـ الكتب صغارًا أو كبارا ،

فقد بيَّنوا ذٰلك ، وسطَّروهُـ فيها ، ونشروهـُ فيها ، وعلَّمُوهُـ المسلمين ، صغارًا وكبارا ، ذُكوراً وإناثا .


فطاعة الولاة واجبةٌ على المسلمين ، وهي مقيَّدةٌ بطاعة الله ورسوله ، ومقيَّدةٌ بعدم معصية الله

ورسوله صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كما ذكر ذٰلك علماء الإسلام .


فالواجب عليكم أنْ تتَّقوا الله ؛ لا سيَّما وأنتم قد دُعيتم إلىٰ منطق العقل ، وإلىٰ منطق الحكمة ،

وإلىٰ منطق التَّريُّث ، وإلىٰ منطق التَّفهُّم ، وإلىٰ منطق الأخذ والعطاء معكم ،

فاتَّقوا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ فِي أنفسكم ؛ وعودوا إلىٰ رشدكم !


ولا يَسْتهْويَّنَّكم الشَّياطين !


ولا يَسْتفزَّنَّكُم هٰؤلاء الَّذينَ لا يُــؤمنون !


فتُضْحِكوا علىٰ أهل الإسلام ؛ وتُشْمتوا بأهل الإسلام الشَّامتين !


ألا تسمعون إلىٰ بلاد الكُفر شرقًا وغربًا أصبحوا يشمتون بنا !


أيُّها الإخوة !


أيُّها الأبناء !


أيُّها الأحبة !


اتَّقوا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ فِي أنفسكم !


لا يغرنَّكم الَّذين يَزُجُّون بكم فِي أُتُونِ هٰذهـ المظاهرات الظَّالمة الآثمة ؛

الَّتي لا يستفيد منها أهل الإسلام ؛ ولا بلد الإسلام !!


أيُّها الإخوة !


اتَّقوا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ فِي دماء المسلمين !


اتَّقوا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ فِي حُرُمات المسلمين !


اتَّقوا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ فِي أعراض المسلمين !


اتَّقوا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ فِي سُبُلِ المسلمين !


اتَّقوا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ فِي ممتلكات المسلمين !


الله الله في دماءكم ؛ ودماء المسلمين !


كُفُّوا دماء المسلمين !


لا تكونوا أبوابًا للشَّر !


لا تكونوا سببًا لانْدِلاع الفتن ؛ وسفك الدِّماء ؛ وتخريب الممتلكات !


إنَّه - والله - ما حصل ذٰلك إلاَّ وجاء الشَّر العميم بعد ذٰلك !


إنَّه -والله - ما حصل شيءٌ مِنْ ذٰلك إلاَّ وجاء الفساد العريض بعد ذٰلك !


والنَّاسُ كلُّهم ينظرون ؛ والشَّاشات في العالم كلُّها تنقل ؛ والنَّاس يسمعون ؛ فأصبحنا هُزْءًا ؛

وأُضْحوكةٍ لكلِّ ضاحكٍ ومُسْتهزئ !


اتَّقوا الله فينا معشر الأبناء !


اتَّقوا الله فينا معشر الإخوان !


اتَّقوا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ فِي أُمَّةِ الإسلام !


اتَّقوا الله قبل ذٰلك في أنفسكم وأهل بلدكم !


لا تعرِّضوها لمزيدٍ مِنَ الدَّمار !


لا تعرِّضوها لمزيدٍ مِنَ الخراب !


﴿ وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ

فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ( النَّحل : 112 ) .


﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ . . .( الأعراف : 96 ) .


فيا معشر الإخوان !


لا يَسْتهْويَّنَّكم ثناء هٰؤلاء الَّذين يثنون عليكم فإنَّهم - والله - لا يُريدون بكم خيرا !


إنَّهم - والله - إنَّما يتَّبعون أعداء الإسلام ؛ شعروا أم لم يشعروا !


هٰذهـِ المظاهرات ليست فِي شرع الإسلام !


شرع الإسلام يحرِّمها !


شرع الإسلام ينكرها !


أهل الإسلام كلُّهم يُنكرونها ؛ إلَّا مَنْ لا حظَّ لهُ فِي الدِّين والعلم !


إلَّا مَنْ لا حظَّ لهُ فِي الفقه المعرفة !!..
فيا إخوة الإسلام !

الله الله فِي دماء المسلمين !

اجْتمع إلىٰ الإمام أحمد رَحِمَهُ اللهُ فقهاء بغداد في زمن الفتنة ؛ - فتنة القول بخلق القرآن - ، فقالوا له :

(( يا أبا عبد الله ! إنَّ الأمر قد فشا وتفاقر ، ووصل إلىٰ ما ترىٰ ، وإنَّه ليس لهٰذا الرَّجل علينا مِنْ سمعٍ

ولا طاعة ؛ - يعني : الخليفة - ، فقال : لا ؛ كُفُّوا دماء المسلمين ، هٰذا خلاف الآثار ؛

الله الله فِي دماء المسلمين ؛ لا تريقوا دماء المسمين .

فلمَّا ذكروا له فتنة الَّتي هو فيها ، قال : هٰذهـِ فتنةٌ خاصَّة )) (6) .

الله الله فِي دماء المسلمين !

كُفُّوا دماء المسلمين !

فأنا أذكِّركم معشر الإخوان ؛ الإمام أحمد رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ أُمِرَ بأمرٍ كُفْريّ ؛ والخليفة فيهِ مُتَأوِّل ؛

ألا وهو القول بخلق القُرآن !

فأنكر الإمام أحمد رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ ، ولم يطعه فِي معصية الله تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ ،

ومع ذٰلك لم يأمرهم بالخروج عليه ؛ لم يأمرهم بالخروج والتَّجَمْهُر عليه ، وخلع السَّمع والطَّاعة له ؛

والتَّبرِّي من سمع والطَّاعةِ له ، والخروج عليه ، وإنَّما أمرهم أنْ يَكُّفُّوا أيديهم عن المشاركة والخروج ؛

فإنَّ هٰذا لا يجوز !


وإنَّ هٰذا يترتَّب عليه فتنةٌ عامَّة ، وهٰذهـِ الفتنة وإن كانت قد حصلت ؛ فهي فتنةٌ خاصَّة ،

وقعت علىٰ العُلماء ، ولـٰكن الفتنة ؛ الفتنة العظيمة هي : الفتنة العامَّة .

أين هٰذا معشر الإخوة والأبناء - أبناءنا في مصر ، إخواننا في مصر - ؟!!

أين هٰذا ممَّا أنتم فيه ؟!!

إنَّكم - والله - ما أُمرتم بأنْ تكفروا باللهِ ورسوله ؛ فاتَّقوا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ !

ورسولكم صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأمركم بأنْ تصبروا ولو ضُرِبَت ظهوركم ،

وأُخِذَت أموالكم ؛ يأمركم بأنْ تصبروا ! « اِسْمع وأَطِعْ ولَوْ جُلِدَ ظَهركَ وأُخِذَ مَالكَ » .

هٰذا قول رسولنا صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

ما لكم إذا قيل لكم قال رسول الله صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعرضتم ؟!!


أفلا تسمعون ؟!!

ما لكم إذا دُعيتم إلىٰ كلام الله ، وكلام رسوله صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تصاممتم ؟!!

أفلا تسمعون ؟!!

أليس منكم رجلٌ رشيد ؟!

معشر الإخوة والأبناء !

الله جَلَّ وَعَلَا قد مدح مَنْ ينتفع ، فقال سُبْحَانَه : ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ( الذَّاريات : 55 ) .

أسأل الله جَلَّ وَعَلَا أنْ يجعلكم مِنْ أهل الإيمان .

وأمَّا مَنْ يطلعون في الشَّاشات ، وفي الفضائيات ويُباركون ما تفعلون - فوالله - إنَّهم لغاشُّون لكم !!

- والله - إنَّهم لغاشُّون لكم !!



مُخالفون لأمر ربِّكم ؛ ومُخالفون لسُّنَّةِ رسولكم صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلا يغرَّنَّكم هٰؤلاء !

فلا يغرَّنَّكم هٰؤلاء !

وقد سمعتم كلام رسول الله صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .



يقول شيخُ الإِسلام ابن تيميَّة رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ مبيِّنًا حال النَّاس فِي هٰذا الباب ، يقول :

« وأمَّا أَهْلُ الْعِلمِ والدِّينِ والْفَضْلِ فَلا يُرخِّصُونَ لأَحَدٍ فِيمَا نَهَىٰ اللهُ عنهُ مِنْ مَعصيةِ وُلاةِ الأُمُورِ ،

وغِشِّهمْ ، والخُروجِ عَليْهِمْ بوجهٍ مِنَ الوُجُوهـِ ،كَمَا قَدْ عُرِفَ مِنْ عَادَاتِ أَهْلِ السُّنَّةِ قديماً وحديثًا ،

ومِنْ سِيرَةِ غَيْرهِم » اهـ (7) .



فيا إخوة الإسلام !



اتَّقوا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ ؛ وها أنتم قد دعيتم إلىٰ أنْ ترسلوا وفدًا منكم يذكر مطالبه لواليكم ،

ولحاكمكم ، وقد اسْتعدَّ لكم بذٰلك ، وقد سعىٰ فِي ذٰلك أيضًا معه المصلحون ، فأرسلوا إليه وفدًا منكم ،

واتركوا ما أنتم فيه ، ولا يغرَّنَّكم ما تسمعونه مِنَ الإعلام ؛ فإنَّ هٰذا الإعلام ينطلقُ مِنَ الهوىٰ ؛

وينطلق مِنَ الجهل ؛ وينطلق مِنَ التَّأثُّر بأعداء اللهِ فِي بلاد الغرب ؛

فأرجو مِنْ كلِّ مسلمٍ يسمع مثل هٰذهِـ الكلمة أنْ يتَّقيَ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ فِي نفسه ؛

وأنْ يتَّقيَ الله فِي عموم إخوانه المسلمين ، وأن ينقلب إلىٰ بيته راشدا ، وأنْ يستغفر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ ،

وأنْ لا يكون سببًا فِي حصول النَّقمةِ والعذاب علىٰ عموم المسلمين .



أيُّها الإخوة في مصر !



إنَّ القائل لكم « المظاهرة المليونيَّة » ؛ إنَّهُ - والله- يغرُّكم ويخدعكم !!



إنَّهُ - والله - يخالف أمر رسولكم صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لكم الَّذي أمركم بأنْ تسمعوا وتطيعوا ،

وأنْ تصبروا ، وأنْ تُؤدُّوا الحقَّ الَّذي عليكم لهٰؤلاء الوُلاة ، وأنْ تسألوا حقَّكم أنتم إنْ هم منعوكم وقصَّروا فيه ،

وذٰلك لأنَّهُ بمطالبة كُلِّ واحدٍ منَّا بحقِّه الخاصّ تقوم الفتنة العظيمة ، وتأتي البليَّة الكبيرة ، والشَّرُّ المستطير ،

والطَّامَّة الكبيرة -عياذًا بالله مِنْ ذٰلك - .

لو أنَّ كُلَّ واحدٍ منَّا طالب بحقِّه الخاصّ لترتَّب علىٰ ذٰلك المفسدة العامَّة الَّتي تعمُّ عموم المسلمين ،

فَلهٰذا أمر رسول الله صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنْ نتنازل عن حقوقنا الخاصَّة ، وأن نغضَّ الطَّرْفَ عنها ،

حرصًا علىٰ بقاء المصلحة العامَّة ، والمنفعة العامَّة ، ألا وهي وحدة كلمة المسلمين ،

ووحدة صفِّهم ، وقوَّتهم ، وائتلافهم ، وتفويت الفُرصة علىٰ عدوِّهم ، وتأمين سُبُلهم ،

وقطع الطَّريق علىٰ اللُّصوص الَّذين ينتهزونَ مثل هٰذهـ الفُرَص فيفسدون ،

وقطع الفُرَص الطَّريق علىٰ الَّذين ينهبون ويسلبون ، ويُروِّعون الآمنين .


وقطع الطَّريق علىٰ مَنْ يُريدُ أنْ يَصْطاد فِي ماء العَكر ؛ فيسفك الدِّماء ، وينتهكُ الحُرُمات ؛

فاتَّقوا الله معشر الشَّباب !

وإنَّ ممَّا يُـؤسَف له أنْ تُوصفَ أفعالكم هٰذهـ بأنَّها مباركة !!


- واللهِ - إنَّ النَّاصح لكم الَّذي يقول لكم إنَّها غير مباركة .


لأنَّها علىٰ معصية الله ، وعلى معصية رسولهِ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فإنَّ الله قد أمركم بالسَّمع والطَّاعة ،

ورسولكم صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أمركم بالسَّمع والطَّاعة .

واعلموا ! أنَّهُ لا قدوة فِي الشَّر ، إنَّما القُدوة فِي الخير ، فعليكم أنْ تقتدوا بأهل الخير ،

﴿ أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ..( الأنعام : 90 ) .

إنَّ القُدوة إنَّما تكون بأهل الخير لا بأهل الشَّر ، لا في الغرب ولا فِي الشَّرق ، الخير كلُّهُ فِي كتاب الله ،

وفِي سُنَّةِ رسول الله صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .



أسأل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ بأسمائهِ الحسنىٰ وصفاتهِ العُلىٰ أن يوفِّقنا وإيَّاكم ، وأنْ يُبصِّرنا وإيَّاكم بمراشد أمورنا ،

وأنْ يجعلنا وإيَّاكم ممَّن إذا سَمِعَ القول اتَّبع أحْسنه ، كما أسأله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ أنْ يَـدْرَأَ عنَّا وعنكم وعن بلاد

المسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وأنْ يُجنِّبنا وإيَّاكم الشُّرور ، وأنْ يُجنِّب بلادنا وبلاد المسلمين

عمومًا كلَّ الشَّر ، وأنْ يردَّ كيد الكائدين فِي نُحورهم ، وأنْ يُظهر راية الإسلام ، وعِزَّ الإسلام والمسلمين

رغم أُنُوف الحاقدين الكافرين والفاسقين ؛ إنَّه وليُّ ذٰلك والقادر عليه ، وصَلَّىٰ اللهُ وَسَلَّمَ وبارك علىٰ عبدهِ

ورسولهِ نَبِيِّنا مُحمَّد ، وعلىٰ آلِهِ وأصْحابهِ وأتْباعِه بإِحسان .



............. « الحواشي » .................
(1) « تسمع وتطيع الأمير ، وإن ضرب ظهرك ، وأخذ مالك ، فاسمع وأطعْ » . أخرجه البخاري ( 3606 و 7084 ) ، ومسلم ( 6 / 20 ) « الصَّحيحة » برقم : 2739 / ( 6 / 540 ) .
(2) « عَلَىٰ الْمَرءِ الْمُسْلِمِ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ ؛ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهـَ ؛ إِلَّا أَنْ يُـؤْمَرَ بِمَعْصِيةٍ ؛ فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيةٍ ؛ فَلاَ سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ » . صحيح . « صحيح سنن النَّسائي » برقم : 4217 / ( 3 / 134 ، 135 ) .
(3) « كانت بنُو إسْرائيلَ تَسَوُسُهُم الأنبياء ، كلَّما هَلَكَ نَبِيٌّ ؛ وإنَّهُ لا نَبِيَّ بعدي ، وسيكونُ خُلَفَاءُ ، فيكثُرونَ » قالوا : فما تأمُرُنا ؟ قالَ : « فُوا بيعةَ الأوَّل فالأوَّلِ ، وأعطوهمْ حقُّهُم الَّذي جعلَهُ اللهُ لهُمْ ، فإنَّ اللهَ سائِلهم عمَّا استرعاهُمْ » . ( صحيح ) مختصر مسلم ( 1198 ) ، الإرواء ( 2473 ) « صحيح الجامع الصَّغير » برقم : ( 4466 ) / ( 2 / 824 ، 825 ) .
(4) عن عبد اللهِ بنِ مسعودٍ ، قال : قال لنا رسول الله صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « إنَّكم سترونَ بعدي أَثَرَةً ، وأُمُوراً تُنكرونها » قالوا : فما تأمُرُنا يا رسول الله ؟ قال : « أَدُّوا إِليهم حقَّهم ، وسلوا اللهَ حقَّكم » . متفقٌ عليه . « مشكاة المصابيح » برقم : 3672 / ( 2 / 1087 ) .
(5) ( متفقٌ عليه ) « مشكاة المصابيح » برقم : 3664 / ( 2 / 1085 ، 1086 ) .
(6) اجْتمع فقهاء بغداد في ولاية الواثق إلى أبي عبد الله ، - يعني : الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالىٰ - وقالوا له : إنَّ الأمر قد تفاقهم وفشا - يعنون إظهار القول بخلق القُرآن وغير ذٰلك - ولا نرضىٰ بإمارته ولا سلطانه ، فناظرهم في ذٰلك ، وقال : عليكم بالإنكار بقلوبكم ، ولا تخلعوا يدًا مِنْ طاعة ، ولا تَشقُّوا عصا المسلمين ، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم ؛ وانظروا في عاقبة أمركم ، واصْبروا حتَّىٰ يستريح برٌّ ، أو يُستراح مِنْ فاجر . وقال : ليس هٰذا - يعني : نَزْعَ أيديهم مِنْ طاعته - صوابًا ، هٰذا خلاف الآثار » اهـ. « الآداب الشَّرعيَّة » لابن مفلح : ( 1 / 195 ، 196 ) ، وأخرج القصة الخلاَّل فِي « السُّنَّة » : ( ص : 133 ) / « معاملة الحكَّام في ضوء الكتاب والسُّنَّة » للشَّيخ الدُّكتور عبد السَّلام بن برجس آل عبد الكريم - رحمه الله تعالىٰ - ( ص : 9 ) / ط : مكتبة الرُّشد 1427 هـ.
(7) « مجموع فتاوىٰ ابن تيميَّة » ( 35 / 12 ) / « معاملة الحكَّام في ضوء الكتاب والسُّنَّة » للشَّيخ الدُّكتور عبد السَّلام بن برجس آل عبد الكريم - رحمه الله تعالىٰ - ( ص : 101 ، 102 ) / ط : مكتبة الرُّشد 1427 هـ.



سُجِّلت هٰذه النَّصيحة القيِّمة ليلة السَّبت : 2 ربيع الأول 1432هـ .
نسأل الله تبارك وتعالىٰ أن تصل إلىٰ آذان صاغية وقلوب واعية ، وأن ينتفع بها المسلمون في مصر وفي غيرها من البُلدان .
تم تفريغها : ‏الأحد‏، 03‏ ربيع الأول‏، 1432ه.
الموافق : ‏06‏/02‏/2011 م .

| صوتيًا |

منقول
__________________
سيد الإستغفار
{ اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت}

****************************************

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بيان من مسجد الإمام أحمد بن حنبل بالإسكندرية بشأن المظاهرات والاعتصامات في مصر هانية نور الإسلام - 0 02-05-2011 11:46 PM
بيان من اللجنة الدائمة للإفتاء بشأن تحريم الغناء والموسيقى دروب الأمل نور الإسلام - 0 08-10-2010 05:05 PM
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يجدد دعوته لمقاطعة الدانمارك موني السعودية نور الإسلام - 1 10-30-2006 06:18 PM


الساعة الآن 10:07 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011