عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-16-2011, 10:43 PM
 
هل يجوز الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ادخل لتعرف

هل يجوز الاحتفال بمولد النبى عليه الصلاة والسلام ادخل لتعرف


مقدمه
من العجب العجاب ان الجهلاء الذين يحتفلون بمولد النبى عليه الصلاة والسلام لا يعرفون ان اهل العلم واصحاب السير والتراجم لم يتفقوا على يوم ميلاد النبى عليه الصلاة والسلام فكيف يحتفلون بيوم مولده وهو غير معروف وفى اى الايام نحتفل حتى وان اخذنا بالقول الراجح من الاقوال التى قيلت فى يوم مولده فالامر بدعه منكره لذلك لا يجوز لنا الاحتفال بيوم مولد النبى عليه الصلاة والسلام للاسباب التاليه
1- الامر بدعه منكره ما انزل الله بها من سلطان ولو كانت خيرا لسبقنا اليه الافاضل من السادات والاعلام من اصحاب النبى عليه الصلاة والسلام وتابعيهم باحسان الى يوم الدين
2- مخالفته للشرع لقوله صلى الله عليه وسلم نحن قوم لنا عيدان الفطر والاضحى اى لا يجوز للامه ان تحتفل باعياد الا بما ورد ذكره عن النبى عليه الصلاة والسلام
3- لم يتفق العلماء على يوم مولد النبى عليه الصلاة والسلام وان اجمعوا على انه ولد فى شهر ربيع الاول من عام الفيل واجمعوا على وفاته
4- امر ما فعله الصحابه وهم الذين زكاهم ربنا عز وجل فى كتابه الحكيم وما قال بجواز هذا الامر واحد من سادات علماء اهل السنة والجماعه ولو قاال احدهم بذلك لالزمناه بالدليل ورددنا قوله لحديث النبى عليه الصلاة والسلام كل من احدث فى امرنا هذا ما ليس فيه فهو رد اى مردود على صاحبه والكل يؤخذ من قوله ويرد عليه الا النبى عليه الصلاة والسلام
5- الامر فيه تشبه باهل الضلال من غير المسلمين كالنصارى والمجوس وغيرهم وقال عليه الصلاة والسلام من تشبه بقوم فهو منهم
6- الامر فيه مخالفه لقول النبى عليه الصلاة والسلام عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى عضوا عليها بالنواجز
ومن الثابت ان اصحاب النبى عليه الصلاة والسلام لم يحتفلوا بمولده وهم اكثر محبه له منا ومن ادعى خلاف ذلك فهو كاذب
هذه المقدمه من كلامى وكتابتى واترككم الان مع كلام اهل العلم والفضل
أول من أحدث بدعة الاحتفال بالمولد النبوي

الحمد للهرب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى أله وصحبه أجمعين.
أمابعد:

مضت القرون المفضلة الأولى، والثاني والثالث ، ولم تسجل لنا كتبالتاريخ أن أحداً من الصحابة، أو التابعين، أو تابعيهم ومن جاء بعدهم-مع شدة محبتهمللنبي -صلى الله عليه وسلم-، كونهم أعلم الناس بالسنة، وأحرص الناس على متبعة شرعه -صلى الله عليه وسلم- احتفل بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم-.

وأول من أحدثهذه البدعة هم بني عبيد القداح، الذين يسمون أنفسهم بالفاطميين ، وينتسبون إلى ولدعلي أبي طالب- رضي الله عنه-، وهم في الحقيقة من المؤسسين لدعوة الباطنية ، فجدهمهو ابن ديصان المعروف بالقداح، وكان مولى لجعفر بن محمد الصادق، وكان من الأهوازوأحد مؤسسي مذهب الباطنية، وذلك بالعراق، ثم رحل إلى المغرب، وانتسب في تلك الناحيةإلى عقيل بن أبي طالب، وزعم أنه من نسله ، فلما دخل في دعوته قوم من غلاة الرافضة،ادعى أنه من ولد محمد بن إسماعيل بن جعفر بن جعفر الصادق ، فقبلوا ذلك منه، مع أنمحمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق مات ولم يعقب ذرية، وممن تبعه: حمدان قرمط، وإليهتنسب القرامطة، ثم لما تمادت بهم الأيام ، ظهر المعروف منهم بسعيد بن الحسين بنأحمد بن عبد الله بن ميمون بن ديصان القداح، فغيَّر اسمه ونسبه وقال لأتباعه: أناعبيد الله بن الحسن بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق فظهرت فتنتهبالمغرب.

وفي سنة 402هـ كتب جماعة من العلماء والقضاء، والأشراف والعدولوالصالحين والفقهاء والمحدثين ، محاضر تتضمن الطعن والقدح في نسب الفاطميينالعبيديين – وشهدوا أن الحاكم بمصر هو : منصور بن نزار الملقب بـ(( الحاكم ))- حكمالله عليه بالبوار والخزي والدمار- ابن معد بن إسماعيل بن عبد الله بن سعيد-لاأسعده الله -، فإنَّهُ لما صار إلى بلاد المغرب تسمى بعبيد الله ، وتلقب بالمهدي،وأن من تقدم من سلفه أدعياء خوارج ، لا نسب لهم في ولد علي بن أبي طالب- رضي اللهعنه- ولا يعلمون أحداً من أهل بيوتات على بن أبي طالب -رضي الله عنه-توقف عن إطلاقالقول في أنهم خوارج كذبه ، وقد كان هذا الإنكار لباطلهم شائعاً في الحرمين ، وفيأول أمرهم بالمغرب ، منتشراً انتشاراً يمنع أن يدلس أمرهم على أحد ، أو يذهب وهمإلى تصديقهم فيما ادَّعوه ، وأن هذا الحاكم بمصر-هو وسلفه-كفار فساق فجار ، ملحدونزنادقة ، معطلون ، وللإسلام جاحدون ، ولمذهب المجوسية والوثنية معتقدون ، قدعطَّلُوا الحدود ، وأباحوا الفروج ، وأحلوا الخمر، وسفكوا الدماء، وسَبُّواالأنبياء، ولعنوا السلف، وادَّعُوا الربوبية،وكتب في سنة اثنتين وأربعمائة للهجرة ،وقد كتب خطه في المحضر خلق كثير.

وقد سُئِل شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمهالله- عنهم ، فأجاب : "بأنهم من أفسق الناس ، ومن أكفر الناس، وأن من شهد لهمبالإيمان والتقوى ، أو بصحة النسب ، فقد شهد لهم بما لا يعلم ، وقد قال تعالى : ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ)، وقال تعالى : (إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) .

وهؤلاء القوم يشهد عليهم علماء الأمة ، وأئمتها ، وجماهيرها ، أنهم كانوامنافقين زنادقة ، يظهرون الإسلام ، ويبطنون الكفر ، فالشاهد لهم بالإيمان ، شاهدلهم بما لا يعلمه ؛ إذ ليس معه شيء يدلّ على إيمانهم ، مثل ما مع منازعيه ما يدلعلى نفاقهم وزندقتهم .

وكذلك النسب: قد علم أن جمهور الأمة تطعن في نسبهم ،ويذكرون أنهم من أولاد المجوس أو اليهود ، هذا مشهور من شهادة علماء الطوائف منالحنفية ، والمالكية ، والشافعية ، والحنابلة ، وأهل الحديث ، وأهل الكلام ، وعلماءالنسب ، والعامة ، وغيرهم . وهذا أمر قد ذكره عامة المصنفين لأخبار الناس وأيامهم ،حتى بعض من قد يتوقف في أمرهم ؛ كابن الأثير الموصلي في تاريخه ونحوه ، فإنَّه ذكرما كتبه علماء المسلمين بخطوطهم في القدح في نسبهم .

وأما جمهور المصنفين منالمتقدمين والمتأخرين، حتى القاضي ابن خلكان في تاريخه ، فإنهم ذكروا بطلان نسبهم ،وكذلك ابن الجوزية ، وأبو شامة، وغيرهم من أهل العلم بذلك، حتى صنَّف العلماء فيكشف أسرارهم، وهتك أستارهم؛ كالقاضي أبي بكر الباقلاني في كتابه المشهور في كشفأسرارهم وهتك أستارهم، وذكر أنهم من ذرية المجوس، وذكر من مذاهبهم ما بيَّن فيه أنمذاهبهم شر من مذاهب اليهود والنصارى، بل ومن مذاهب الغالية الذين يدَّ إلهية عليّأو نبوته، فهم أكفر من هؤلاء، وكذلك ذكر القاضي أبو يعلى في كتابه (المعتمد) فصلاًطويلاً في شرح زندقتهم وكفرهم ، وكذلك ذكر أبو حامد الغزالي- رحمه الله- في كتابهالذي سمَّاه ( فضائل المستظهرية ، وفضائح الباطنية ) قال : ( ظاهر مذهبهم الرفض ،وباطنه الكفر المحض ) .

وكذلك القاضي عبد الجبار بن أحمد ، وأمثاله منالمعتزلة المتشيعة الذين لا يفضلون على عليِّ غيره ، بل يفسِّقون من قاتله ولم يتبمن قتاله . يجعلون هؤلاء من أكابر المنافقين الزنادقة ، فهذه مقالة المعتزلة فيحقهم ، فكيف تكون مقالة أهل السنة والجماعة ؟!! ، والرافضة الإمامية ، مع أنهم أجبنالخلق ، وأنهم ليس لهم عقل ولا نقل ، ولا دين صحيح ، ولا دنيا منصورة – يعلمون أنمقالة هؤلاء الزنادقة المنافقين ويعلمون أن مقالة هؤلاء الباطنية شرّ من مقالةالغالية الذين يعتقدون إلهية على – رضي الله عنه - .

وأما القدح في نسبهمفهو مأثور عن جماهير علماء الأمة من علماء الطوائف .
وهؤلاء -بنو عبيد القدح- مازالت علماء الأمة المأمونون، علماً وديناً يقدحون في نسبهم ودينهم، لا يذمونهمبالرفض والتشيع، فإن لهم في هذا شركاء كثيرين، بل يجعلونهم من القرامطة الباطنية،الذين منهم الإسماعيلية والنصيرية ، وأمثالهم من الكفار المنافقين الذين كانوايظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، والذين أخذوا بعض قول المجوس وبعض قول الفلاسفة. فمنشهد لهم بصحة نسب أو إيمان، فأقل ما في شهاداته أنه شاهد بلا علم، قاف ما ليس له بهعلم ، وذلك حرام باتفاق الأمة، بل ما ظهر عنهم من الزندقة والنفاق ، ومعاداة ما جاءبه الرسول -صلى الله عليه وسلم-: دليل على بطلان نسبهم الفاطمي ، فإن من يكون منأقارب النبي -صلى الله عليه وسلم- القائمين بالخلافة في أمته ، لا تكون معاداتهلدينه كمعادة هؤلاء ، فلم يعرف في بني هاشم ، ولا بني أمية :من كان خليفة وهو معادلدين الإسلام ، فضلاً عن أن يكون معادياً كمعاداة هؤلاء، بل أولاد الملوك الذين لادين لهم آدم، الذي بعثه الله بالهدى ودين الحق كيف دينه هذه المعاداة ؟!.ولهذا نجدجميع المأمونين على دين الإسلام باطناً وظاهراً معادين لهؤلاء، إلا من هو زنديق عدولله ورسوله ، أو جاهل لا يعرف ما بعث به رسوله ، وهذا مما يدل على كفرهم، وكذبهم فينسبهم" .أ.هـ [ مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية:35/ 120-132 ].

فأوّل منقال بهذه البدعة الاحتفال بالمولد النبوي –هم الباطنية الذين أرادوا أن يُغيِّرواعلى الناس دينهم ، وأن يجعلوا فيه ما ليس منه ؛ لإبعادهم عمَّا هو من دينهم ،فإشغال الناس بالبدع طريق سهل لإماتة السنة والبُعْد عن شريعة الله السمحة ، وسنتهصلى الله عليه وسلم المطهرة .
وكان دخول العبيديين مصر سنة 362هـ ، في الخامس منرمضان450 ، وكان ذلك بداية حكمهم لها .
وقيل :يوم الثلاثاء لسبع خلون من شهررمضان سنة 362هـ؛ فبدعة الاحتفال بالموالد عموماً، ومولد النبي صلى الله عليه وسلمخصوصاً ، إنَّما ظهرت في عهد العبيديين، ولم يسبقهم أحدٌ إلى ذلك.
قالالمقريزي (ذكر الأيام التي كان الخلفاء الفاطميون يتخذونها أعياداً ومواسم تتسع بهاأحوال الرعية ، وتكثر نعمهم . وكان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسموهي :
موسم رأس السنة ، وموسم أول العام ، ويوم عاشوراء ، ومولد النبي صلى اللهعليه وسلم ، ومولد علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – ومولد الحسن ، ومولد الحسينعليهما السلام ، ومولد فاطمة الزهراء عليها السلام ، ومولد الخليفة الحاضر ، وليلةأول رجب ، وليلة نصفه ، وليلة أول شعبان ، وليلة نصفه ، وموسم ليلة رمضان ، وغرةرمضان ، وسماط رمضان ، وليلة الختم ، وموسم عيد الفطر ، وموسم عيد النحر ، وعيدالغدير ،وكسوة الشتاء ، وكسوة الصيف ، وموسم فتح الخليج ، ويوم النوروز ، ويومالغطاس ، ويوم الميلاد ، وخميس العدس ، وأيام الركوبات ).أ.هـ. [ أنظر: الخططالمقريزية:1/490 ].
فهذه شهادة ظاهرة واضحة من المقريزي- وهو من المثبتينانتسابهم إلى ولد علي بن أبي طالب-رضي الله عنه- ومن المدافعين عنهم - أن العبيديينهم سبب البلاء على المسلمين ، وهم الذين فتحوا باب الاحتفالات البدعية على مصراعيه، حتى أنهم كانوا يحتفلوا بأعياد المجوس والمسيحيين كالنوروز، والغطاس، والميلاد،وخميس العدس، وهذا من الأدلة على بعدهم عن الإسلام، ومحاربتهم له، وإن لم يجهروابذلك ويظهروه.ودليل أيضاً على أن إحياءهم للموالد الستة المذكورة-ومنها المولدالنبوي-، ليس محبة له -صلى الله عليه وسلم- وآله كما يزعمون، وكما يظهرون للعامةوالسذَّج من الناس، وإنما قصدهم بذلك نشر خصائص مذهبهم الإسماعيلي الباطني،وعقائدهم الفاسدة بين الناس، وإبعادهم عن الدين الصحيح، والعقيدة السليمة بابتداعهمهذه الاحتفالات، وأمر الناس بإحيائها، وتشجيعهم على ذلك، وبذل الأموال الطائلة فيسبيل ذلك . [أنظر:البدع الحولية، للشيخ عبد الله التويجري].

فخلاصة ما سبق،أن أول من احتفل بالمولد النبوي هم بنو عبيد القداح ( الفاطميون )؛ فتبين أن هذاالاحتفال –أي الاحتفال بالمولد النبوي- ليس من فعل السلف، ولا من فعل القرونالمفضلة الأولى؛ فوجب على المسلمين الانتباه لهذا الأمر، وان يكونوا متبعين لسنةنبيهم لا مبتدعين.
نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق إلى صراطه المستقيم، وأنيرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، إنه ولي ذلكوالقادر عليه، والله أعلم .



موقف أهل السنة من بدعةالاحتفال بالمولد النبوي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علىأشرف المرسلين، وعلى أله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
لقد اتفق علماء السلف الصالح -رحمهم الله- على أن الاحتفال بالمولد النبوي وغيره من المواسم غير الشرعية، أمرمحدث مبتدع في الدين، ولم يؤثر ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا عن أصحابة،ولا عن التابعين وتابعيهم، ولا علماء الأمة المشهورين؛ كالأئمة الأربعة ونحوهم .
وسنذكر فيما يلي بعض أقوال علماء السلف الصالح في هذا الشأن، ملحقين بها أقوالبعض المتأخرين من علماء الأمة :

أولا: قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
(
وأمااتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر ربيع الأول ، التي يقال إنها المولد، أو بعض ليالي رجب ، أو ثامن عشر ذي الحجة ، أو أول جمعة من رجب ، أو ثامن شوالالذي يسميه الجهال عيد الأبرار ، فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف، ولميفعلوها ، والله سبحانه وتعالى أعلم ).أ.هـ [ مجموعة الفتاوى:25/298 ].

ثانيا: قال الشاطبي في كتابه: ((الاعتصام)):
بعد أن عرف البدعة بأنها: طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد للهسبحانه : (وقوله في الحد : [ تضاهي الشرعية ] ، يعني: أنها: أنها تشابه الطريقةالشرعية ، من غير أن تكون في الحقيقة كذلك ، بل هي مضادة لها من أوجه متعددة ،منها: وضع الحدود كالناذر للصيام قائماً لا يقعد ، ضاحياً لا يستظلّ والاختصاص فيالانقطاع للعبادة ، والاقتصاد من المأكل والملبس على صنف من غير علَّة . ومنها : التزام الكيفيات والهيئات المعينة ، كالذكر بهيئة الاجتماع على صوت واحد ، واتخاذيوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عيداً ، وما أشبه ذلك ... إلخ ).أ.هـ [الاعتصام :1/39].

ثالثا: وقال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ في جواب على سؤال عنحكم الاحتفال بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهل فعله أحد من أصحابه أوالتابعين وغيرهم من السلف الصالح :
(
لا شك أن الاحتفال بمولد النبي صلى اللهعليه وسلم من البدع المحدثة في الدين، بعد أن انتشر الجهل في العالم الإسلامي ،وصار للتضليل والإضلال ، والوهم والإيهام مجال عميت فيه البصائر ، وقوي فيه سلطانالتقليد الأعمى ، وأصبح الناس في الغالب لا يرجعون إلى ما قام الدليل على مشروعيته، وإنما يرجعون إلى ما قاله فلان وارتضاه علان ، فلم يكن لهذه البدعة المنكرة أثريذكر لدى أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا لدى التابعين، وتابعيهم، وقدقال -صلى الله عليه وسلم-: "عليكم بسنتي وسنةالخلفاء الراشدينالمهديين ، تمسكوا بها ، وعضُّو عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كلمحدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ". وقال – عليه السلام – أيضاً-: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "، وفي رواية : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد". وإذا كان مقصدهم منالاحتفال بالمولد النبوي تعظيم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإحياء ذكره، فلاشك أن تعزيره، وتوقيره يحصل بغير هذه الموالد المنكرة، وما يصاحبها من مفاسد وفواحشومنكرات، قال الله تعالى:{وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ }. فذكره مرفوع في الأذان والإقامة ، والخطب والصلوات ، وفي التشهد والصلاة عليه فيالدعاء وعند ذكره ، فلقد صح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : " البخيل من ذُكرتعنده فلم يصل علي" . وتعظيمه يحصل بطاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ، واجتنابما نهى عنه وزجر ، وألاَّ يُعبد الله إلا بما شرع ؛ فهو أجل من أن تكون ذكراه سنويةفقط ، ولو كان هذه الاحتفالات خيراً نحضاً ، أو راجحاً لكان السلف الصالح – رضيالله عنهم – أحق بها منا ، فإنهم كانوا أشدّ منا محبة وتعظيماً لرسول الله -صلىالله عليه وسلم-، وهم على الخير أحرص ، ولكن قد لا يتجاوز أمر أصحاب هذه الموالد ماذكره بعض أهل العلم : من أن الناس إذا اعترتهم عوامل الضعف والتخاذل والوهن ، راحوايعظمون أئمتهم بالاحتفالات الدورية،دون ترسم مسالكهم المستقيمة؛لأن تعظيمهم هذا لامشقة على فيه النفس الضعيفة، ولا شك أن التعظيم الحقيقي هو طاعة المعظم ، والنصح له، والقيام بالأعمال التي يقوم بها أمره ، ويعتز بها دينه، إن كان رسولاً، وملكه إنكان ملكاً .
وقد كان السلف الصالح أشد ممن بعدهم تعظيماً للنبي صلى الله عليهوسلم ، ثم للخلفاء الراشدين من بعده ، وناهيك ببذل أموالهم وأنفسهم في هذا السبيل،إلا أن تعظيمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاءه الراشدين ، لم يكن كتعظيمأهل هذه القرون المتأخرة ، ممن ضاعت منهم طريقة السلف الصالح في الاهتداء والاقتداء،وسلكوا طريق الغواية والضلال في مظاهر التعظيم الأجوف ،ولا ريب أن الرسول -صلىالله عليه وسلم- أحقّ الخلق بكل تعظيم يناسبهم ، إلاَّ أنه ليس من تعظيمه أن نبتدعفي دينه بزيادة أو نقص ،أو تبديل أو تغيير لأجل تعظيمه به ، كما أنه ليس من تعظيمه- عليه الصلاة والسلام - أن نصرف له شيئاً مما لا يصلح لغير الله من أنواع التعظيموالعبادة...
والخلاصة: أن الاحتفال بالمولد من البدع المنكرة، وقد كتبنا فيهارسالة مستقلَّة فيها مزيد تفصيل ...والله ولي التوفيق ).أ.هـ [ فتاوى ورسائل الشيخمحمد بن لإبراهيم:3/54-56].

رابعا: وقال معالي الشيخ الدكتور صالح الفوزان:
(
أيها المسلمون: إن الاحتفال بمولد الرسول -صلى الله عليه وسلم- باطل ومحرم منعدة وجوه:
أولاً: أنه بدعة في الدين، وكل بدعة ضلالة، ولن يستطيع الذين يرونإقامته أن يقيموا عليه دليلاً من الشرع.
ثانياً: أنه مشابهة للنصارى في احتفالهمبمولد المسيح -عليه السلام-، وقد نهينا عن التشبه بهم.
ثالثاً: أنه كثيراً مايقع فيه منكرات ومحرمات أعظمها الشرك بالله من نداء الرسول -صلى الله عليه وسلم- والاستغاثة به، وإنشاد القصائد الشركية في مدحه كقصيدة البردة وأمثالها.
رابعاً: أنه ليس في الإسلام إلا عيدان. عيد الأضحى وعيد الفطر المبارك. فمن أحدث عيداًثالثاً؛ فقد أحدث في الإسلام ما ليس منه، وقد روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- قالقدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما. فقال: ما هذاناليومان – قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما. الأضحى ويوم الفطر" رواه أبو داود وأحمد والنسائي، وإسناده على شرط مسلم.
فاتقوا الله عباد الله،واحذروا البدع والمخالفات والزموا السنن واتبعوا ولا تبتدعوا أعوذ بالله من الشيطانالرجيم: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاتَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِلَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)،[الأنعام: 153]... ).أ.هـ [ من كتاب الخطبالمنبرية، لمعالي الشيخ الدكتور صالح الفوزان:1/327].

والخلاصة : أنالاحتفال بالمولد من البدع المنكرة ، والبدعة مهما عمل الناس بها ، ومهما مرَّتعليها الأزمنة والعصور ، ومهما عمل بها أو رضي بها من يدَّعي العلم ، لا يمكن أنتكون في يوم من الأيام سنَّة يؤجر على فعلها .
والذين يحتفلون بهذه الموالد قدآثروا أقوال علماء الغواية والجهالة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،وإن استشهدوا بهما فهم يؤولون معانيهما على ما يوافق شهواتهم وهوى أنفسهم ، ويدلُّعلى ذلك تعصبهم لأقوال مشايخهم الذي ضلُّوا وأضلُّوا ،ولو كانوا يبحثون عن الحق،لسألوا أهل العلم واستفسروا منهم ، وفحصوا الأدلة والبراهين ، وإذا اتضح لهمالطريق المستقيم اتبعوه ، ولكن المكابرة سلاح الجاهل يطعن به نفسه .

وصدقالله العظيم القائل في محكم كتابه : (وَيَقُولُونَ آمَنَّابِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْبَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ* وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِوَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْيَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ* أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌأَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُواإِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَاوَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُوَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ)، [ سورةالنور والآيات :47- 52 ].

والقائل سبحانه وتعالى : (أَلَمْتَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَاأُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْأُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاًبَعِيداً *وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَىالرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً * فَكَيْفَ إِذَاأَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَبِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً *أُولَئِكَ الَّذِينَيَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْلَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً * وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّالِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَفَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَتَوَّاباً رَحِيماً* فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَاشَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَوَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) ، [ سورة النساء الآيات :60- 65 ].
والقائلأيضاً -في محكم كتابه : ( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِمَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِمَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً) ، [ سورةالنساء:115].
وهل قام الذين يحتفلون بالموالد بكل تعاليم الإسلام كبيرها وصغيرهامن الأركان والفروض والواجبات والسنن، حتى يبحثوا عن بدعة حسنة -كما يزعمون- رغبةفي زيادة الأجر والثواب من الله؟! الله أكبر!!!.
نسأل الله للجميع الهدايةوالتوفيق إلى صراطه المستقيم، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاًويرزقنا اجتنابه إنه ولي ذلك والقادر عليه، والله أعلم .


فتاوى علماء المسلمين في حكم الاحتفال بالمولدالنبوي

أولا: سماحة الشيخ العلامة ابن بازرحمه الله-:
1-
السؤال: هل يحل للمسلمين أن يحتفلوا في المسجد ليتذكرواالسيرة النبوية الشريفة في ليلة 12 ربيع الأول بمناسبة المولد النبوي الشريف بدونأن يعطلوا نهاره كالعيد ؟ واختلفنا فيه، قيل بدعة حسنة، وقيل: بدعة غير حسنة ؟

الجواب: ليس للمسلمين أن يقيموا احتفالا بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم- في ليلة 12 ربيع الأول ولا في غيرها ، كما أنه ليس لهم أن يقيموا أي احتفال بمولدغيره عليه الصلاة والسلام . لأن الاحتفال بالموالد من البدع المحدثة في الدين؛ لأنالنبي -صلى الله عليه وسلم- لم يحتفل بمولده في حياته -صلى الله عليه وسلم- وهوالمبلغ للدين والمشرع للشرائع عن ربه سبحانه ولا أمر بذلك ولم يفعله خلفاؤهالراشدون ولا أصحابه جميعا ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة . فعلم أنهبدعة وقد قال -صلى الله عليه وسلم- : "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" متفق على صحته ، وفي رواية لمسلم وعلقها البخاري جازما بها: "من عمل عملا ليس عليهأمرنا فهو رد"، والاحتفال بالموالد ليس عليه أمر النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل هومما أحدثه الناس في دينه في القرون المتأخرة فيكون مردودا ، وكان عليه الصلاةوالسلاميقول في خطبته يوم الجمعة : " أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله وخيرالهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة"، رواهمسلم في صحيحه وأخرجه النسائي بإسناد جيد وزاد: " وكل ضلالة في النار"، ويغني عنالاحتفال بمولده تدريس الأخبار المتعلقة بالمولد ضمن الدروس التي تتعلق بسيرته عليهالصلاة والسلام وتاريخ حياته في الجاهلية والإسلام في المدارس والمساجد وغير ذلك ،من غير حاجة إلى إحداث احتفال لم يشرعه الله ولا رسوله -صلى الله عليه وسلم- ولميقم عليه دليل شرعي . والله المستعان ونسأل الله لجميع المسلمين الهداية والتوفيقللاكتفاء بالسنة والحذر من البدعة .
2-
الأخ (أ.م.م) من الكويت يقول في سؤاله: ذكر أحد العلماء أن الإمام ابن تيمية رحمه الله يستحسن الاحتفال بذكرى المولدالنبوي فهل هذا صحيح يا سماحة الشيخ؟
الجواب: الاحتفال بالمولد النبوي على صاحبهأفضل الصلاة وأزكى التسليم بدعة لا تجوز في أصح قولي العلماء؛ لأن النبي -صلى اللهعليه وسلم- لم يفعله، وهكذا خلفاؤه الراشدون، وصحابته جميعاً رضي الله عنهم، وهكذاالعلماء وولاة الأمور في القرون الثلاثة المفضلة، وإنما حدث بعد ذلك بسبب الشيعةومن قلدهم، فلا يجوز فعله ولا تقليد من فعله. والشيخ تقي الدين أحمد بن تيمية رحمهالله ممن ينكر ذلك ويرى أنه بدعة، ولكنه في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفةأصحاب الجحيم) ذكر في حق من فعله جاهلاً، ولا ينبغي لأحد أن يغتر بمن فعله من الناسأو حبذ فعله أو دعا إليه، كمحمد علوي مالكي وغيره؛ لأن الحجة ليست في أقوال الرجالوإنما الحجة فيما قال الله سبحانه أو قاله رسوله -صلى الله عليه وسلم- أو أجمع عليهسلف الأمة، لقول الله عز وجل: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَوَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِيشَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِوَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)، وقوله سبحانه: (وَمَااخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ...الآية)، وقوله سبحانه: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُواللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)، وهو -عليه الصلاةوالسلام- لم يفعل ذلك، وقد بلغ البلاغ المبين بأقواله وأفعاله -صلى الله عليهوسلم-، وأصحابه -رضي الله عنهم- لم يفعلوا ذلك، ولو كان خيراً لسبقونا إليه، وقدقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" متفقعلى صحته، وقال -عليه الصلاة والسلام-:"من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" أخرجهمسلم في صحيحه، وكان -صلى الله عليه وسلم- يقول في خطبه: "أما بعد فإن خير الحديثكتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكلبدعة ضلالة" أخرجه مسلم في صحيحه. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة وقد كتبت في ذلككتابة مطولة بعض الطول، وفي بدع أخرى كبدع الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، وليلةالنصف من شعبان، وقد طبعت كلها في كتيب بعنوان (التحذير من البدع) وهو يوزع من دارالإفتاء ومن وزارة الشئون الإسلامية، وهو موجود في كتابي بعنوان (مجموع فتاوىومقالات) في المجلد الأول 27 فمن أحب أن يراجع ذلك فليفعل. ونسأل الله أن يوفقناوجميع المسلمين لمعرفة الحق واتباعه، وأن يعيذنا جميعاً من البدع والمنكرات ما ظهرمنها وما بطن، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآلهوصحبه.
2-
السؤال: كنا في لقاء ماض قد استعرضنا رسالة وردتنا من المستمع فلاحالسيد قرية الكوز، محافظة الحسكة، منطقة الماليكة، وبقي له بعض الاستفساراتوالأسئلة التي يمكن أن تغطي حلقة كاملة، يقول يا شيخ عبد العزيز في الاستفسارالأول: نسألكم عن مولد النبي الأعظم -صلى الله عليه وسلم- هل هو بدعة؟ وإني قد سمعتفي بعض البلدان ومن بعض العلماء يقولون: إنها بدعة حسنة؟
الجواب: الاحتفالبالموالد إنما حدث في القرون المتأخرة بعد القرون المفضلة، بعد القرن الأول والثانيوالثالث، وهو من البدع التي أحدثها بعض الناس، استحساناً وظناً منه أنها طيبة،والصحيح والحق الذي عليه المحققون من أهل العلم أنها بدعة. الاحتفالات بالموالدكلها بدعة، ومن جملة ذلك الاحتفال بالمولد النبوي، ولماذا؟ لأن الرسول -صلى اللهعليه وسلم- لم يفعله ولا أصحابه ولا خلفاؤه الراشدون ولا القرون المفضلة، كلها لمتفعل هذا الشيء، والخير في اتباعهم لا فيما أحدثه الناس بعدهم، وقد ثبت عنه -عليهالصلاة والسلام- أنه قال: "إياكم ومحدثات الأمور". وقال -عليه الصلاة والسلام-: "وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة". وقال -عليه الصلاة والسلام-: "من أحدث فيأمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد". أي مردود؛فالنبي -صلى الله عليه وسلم- وضح الأمر، وبين أن الحوادث في الدين منكرة، وأنه ليسلأحد أن يشرع في هذا الدين ما لم يأذن به الله، وقد ذم الله –تعالى- أهل البدعبقوله: ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنبِهِ اللَّهُ )، [(21) سورة الشورى]. والاحتفال أمر محدث لم يأذن به الله ولا رسولهعليه الصلاة والسلام، والصحابة أفضل الناس بعد الأنبياء وأحب الناس للنبي -صلى اللهعليه وسلم- وأسرع الناس إلى كل خير، ولم يفعلوا هذا، لا أبو بكر ولا عمر ولا عثمانولا علي ولا بقية العشرة ولا بقية الصحابة، وهكذا التابعون وأتباع التابعين مافعلوا هذا، وإنما حدث من بعض الشيعة الفاطميين في مصر في المائة الرابعة كما ذكرهذا بعض المؤرخين، ثم حدث في المائة السادسة في آخرها وفي أول السابعة .... ظن أنهذا طيب، ففعل ذلك. والحق أنه بدعة لأنها عبادة لم يشرعها الله -سبحانه وتعالى-،والرسول -صلى الله عليه وسلم- قد بلغ البلاغ المبين ولم يكتم شيئاً مما شرعه الله،بل بلغ كل ما شرع الله وأمر به؛ فقال الله - سبحانه وتعالى-: ( الْيَوْمَأَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )، [(3) سورة المائدة]. فالله قد أكمل الدين وأتمه،وليس في ذلك الدين الذي أكمله الله الاحتفال بالموالد، فعلم بهذا أنها بدعة منكرةلا حسنة؛ وليس في الدين بدعة حسنة، بل كل بدعة ضلالة، كلها منكرة والنبي -عليهالصلاة والسلام- قال: "كل بدعة ضلالة". فلا يجوز لأحد من المسلمين أن يقول إن فيالبدع شيئا حسنا والرسول يقول: "كل بدعة ضلالة"؛ لأن هذه مناقضة ومحادة للرسول -صلىالله عليه وسلم-، وقد ثبت عنه أنه قال: "كل بدعة ضلالة". فلا يجوز لنا أن يقول خلافقوله -عليه الصلاة والسلام-. وما يظنه بعض الناس أنه بدعة وهو مما جاء به الشرعفليس ببدعة مثل كتابة المصاحف، ومثل صلاة التروايح ليست بدعة، كل هذه مشروعةفتسميتها بدعة لا أصل لذلك. وأما ما يروى عن عمر أنه قال في التروايح : [نعمتالبدعة]. فالمراد بهذا من جهة اللغة وليس من جهة الدين. ثم قول عمر لا يناقض ماقاله الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولا يخالفه، فقول الرسول --صلى الله عليه وسلم-- مقدم؛ لأنه قال : "كل بدعة ضلالة". وقال: "وإياكم ومحدثات الأمور". وقال --صلى اللهعليه وسلم-- في خطبة الجمعة : "أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هديمحمد --صلى الله عليه وسلم--، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة". هذا حكمه -عليه الصلاة والسلام-. رواه مسلم في الصحيح. فلا يجوز لمسلم أن يخالف ما شرعهالله، ولا أن يعاند ما جاء به نبي الله -عليه الصلاة والسلام-، بل يجب عليه الخضوعلشرع الله، والكف عما نهى الله عنه من البدع والمعاصي- رزق الله الجميعللهداية-
3-
السؤال: في يوم المولد النبوي الشريف يتم في بعض مناطق قطرنا توزيعالطعام والحلوى على الناس إحياءً لهذا اليوم العزيز، ويقولون: إن توزيع الطعاموالحلوى -وبالأخص الحلوى- لها أجر كبير عند الله -عز وجل-، هل هذاصحيح؟
الجواب:الاحتفال بالمولد هذا مما أحدثه الناس، وليس مشروعاً، ولم يكنمعروفاً عند السلف الصالح، لا في عهد النبي --صلى الله عليه وسلم-- ولا في عهدالتابعين، ولا في عهد أتباع التابعين، ولا في القرون المفضلة، ولم يكن معروفاً فيهذه العصور العظيمة، وفي القرون الثلاثة المفضلة، وإنما أحدثه الناس بعد ذلك، وذكرالمؤرخون أن أو من أحدثه هم الفاطميون الشيعة حكام مصر والمغرب، هم من أحدث هذهالاحتفالات، الاحتفال بالمولد النبوي، وبمولد الحسين، ومولد فاطمة، والحسن،وحاكمهم، جعلوا هناك احتفالات لعدة موالد: منها مولد النبي -عليه الصلاة والسلام-،فهذا هو المشهور أنه أول من أحدث في المائة الرابعة من الهجرة، ثم حدث بعد ذلك منالناس الآخرين تأسياً بغيرهم، والسنة في ذلك عدم فعل هذا المولد؛ لأنه من البدعالمحدثة في الدين، والرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليسمنه فهو رد"، وقال -عليه الصلاة والسلام-: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"،والاحتفال قربة وطاعة فلا يجوز إحداث قربة وطاعة إلا بدليل، وما يفعله الناس اليومليس بحجة، ما يفعله الناس في كثير من الأمصار، في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول،من الاحتفال بالموالد مولد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتوزيع الطعام أو الحلوى،أو قراءة السيرة في ذلك اليوم، وإقامة الموائد كل هذا ليس له أصل فيما علمنا عنرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا عن أصحابه -رضي الله عنهم-، ولا عن السلفالصالح في القرون المفضلة، وهذا هو الذي علمناه من كلام أهل العلم، وقد نبه على ذلكأبو العباس ابن تيمية -رحمه الله- شيخ الإسلام، ونبه على ذلك الشاطبي -رحمه الله- في الاعتصام بالسنة، ونبه على ذلك آخرون من أهل العلم، وبينوا أن هذا الاحتفال أمرٌلا أساس له، وليس من الأمور الشرعية، بل هو مما ابتدعه الناس، فالذي ننصح بهإخواننا المسلمين هو ترك هذه البدع، وعدم التساهل بها، وإنما حب النبي --صلى اللهعليه وسلم-- يقتضي اتباعه وطاعة أوامره وترك نواهيه، كما قال الله -سبحانه-: (قُلْإِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْلَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)، [آل عمران: 31]؛ فليس العلامة على حبه أن نحدث البدع التي ماأنزل الله بها من سلطان، من الاحتفال بالمولد، أو الحلف بالنبي -صلى الله عليهوسلم-، أو الدعاء والاستغاثة به، أو الطواف بقبره، أو ما أشبه ذلك، كل هذا مما لايجوز، وليس من حبه --صلى الله عليه وسلم-- بل هو من مخالفة أمره -عليه الصلاةوالسلام-، فحبه يقتضي اتباعه وطاعة أوامره وترك نواهيه والوقوف عند الحدود التيحدها -عليه الصلاة والسلام-، هكذا يكون المؤمن، كما قال الله عز وجل: ( قُلْ إِنكُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْذُنُوبَكُمْ)، [آل عمران: 31]، وقال -عز وجل-: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُفَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا[الحشر: 7] وقال -جل وعلا-: قُلْأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَاحُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَىالرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ)،[النور: 54]، ولو كان الاحتفال بالمولدأمراً مشروعاً لم يكتمه النبي --صلى الله عليه وسلم--، فإنه ما كتم شيئاً فقد بلغالبلاغ المبين -عليه الصلاة والسلام-، فلم يحتفل بمولده، ولم يأمر أصحابه بذلك، ولميفعله الخلفاء الراشدون - رضي الله عنهم-، ولا بقية الصحابة -رضي الله عنهم-، ولاالتابعون وأتباعهم بإحسان في القرون المفضلة، فكيف يخفى عليهم ويعلمهم من بعدهم؟! هذا مستحيل، فعلم بذلك أن إحداثه من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان، ومنقال: إنه بدعة حسنة، فهذا غلط لا يجوز، لأنه ليس بالإسلام بدع حسنة، والرسول --صلىالله عليه وسلم-- قال: "كل بدعة ضلالة"، وكان يخطب الناس يوم الجمعة ويقول: "إن خيرالحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد --صلى الله عليه وسلم--، وشر الأمورمحدثاتها وكل بدعة ضلالة"؛ فلا يجوز للمسلم أن يقول فيه بدعة حسنة، يعني يناقضالنبي --صلى الله عليه وسلم-- ويعاكسه، وهذا لا يجوز لمسلم، بل يجب عليه أن يتأدبمع رسول الله --صلى الله عليه وسلم-- ويحذر مخالفة أمره --صلى الله عليه وسلم--،ومخالفة شريعته في هذا وغيره، فلما قال --صلى الله عليه وسلم--: "كل بدعة ضلالة"،هذه الجملة صيغة عامة تعم الموالد وغير الموالد من البدع، وهكذا ما أحدثه بعض الناسمن الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج بليلة سبع وعشرين من رجب، أو ليلة النصف منشعبان، هذه أيضاً من البدع؛ لأن الرسول --صلى الله عليه وسلم-- ما فعلها ولا فعلهاأصحابه، فتكون بدعة، وهكذا جميع ما أحدثه الناس من البدع في الدين كلها داخلة فيهذا النوع، فليس لأحد من المسلمين أن يحدث شيئاً من العبادات ما شرعه الله، بل يجبعلى أهل الإسلام الاتباع والتقيد بالشرع أينما كانوا، والحذر من البدعة ولو أحدثهامن أحدثها من العظماء والكبار، فالرسول --صلى الله عليه وسلم-- فوقهم، فوق جميعالعظماء، وهو سيد ولد آدم، وهو الذي أوجب الله علينا طاعته واتباع شريعته، فليسلأحد أن يقدم على هديه هدي أحدٍ من الناس، ولا طاعة أحدٍ من الناس، ثم الله فوقالجميع -سبحانه وتعالى-، وهو الواجب الطاعة وهو الإله الحق -سبحانه وتعالى- وهوالذي بعث الرسول ليعلم الناس ويرشد الناس فالرسول هو المبلغ عن الله عز وجل فلو كانالاحتفال بهذه الأمور مما أمره الله به لم يكتبه بل يبلغه لأن عليه الصلاة والسلامبلغ البلاغ المبين، وهكذا أصحابه لو كان بلغهم وأعلمهم لبلغوا أيضاً فلما لم يأتناهذا عنه علمنا يقيناً أنه من البدع التي أحدثها الناس وأن الواجب على أهل الإسلامألا يوافقوا أهل البدع بل عليهم أن يسيروا على النهج الذي سار عليه رسول الله -صلىالله عليه وسلم-، وسار عليه أصحابه الكرام رضي الله عنه ثم أتباعهم بإحسان فيالقرون المفضلة. نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.

السؤال: ما حكم المولدالنبوي، وما حكم الذي يحضره، وهل يعذب فاعله إذا مات وهو على هذهالصورة؟
الجواب: المولد لم يرد في الشرع ما يدل على الاحتفال به، لا مولد النبي - -صلى الله عليه وسلم- -ولا غيره، فالذي نعلم من الشرع المطهر وقرره المحققون منأهل العلم أن الاحتفال بالموالد بدعة، لا شك في ذلك؛ لأن الرسول -صلى الله عليهوسلم- أنصح الناس وأعلمهم بشرع الله والمبلغ عن الله لم يحتفل بالمولد، مولده -صلىالله عليه وسلم- ولا أصحابه، لا خلفاؤه الراشدون ولا غيرهم ولو كان حقاً وخيراًوسنة لبادروا إليه ولما تركه النبي - -صلى الله عليه وسلم- -ولعلمه أمته وفعلهبنفسه، ولفعله وأصحابه وخلفاؤه رضي الله عنهم فلما تركوا ذلك علمنا يقيناً أنه ليسمن الشرع، وهكذا القرون المفضلة، لم تفعل ذلك، فاتضح بذلك أنه بدعة، وقد قال عليهالصلاة والسلام: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه؛ فهو رد"، وقال -عليه الصلاةوالسلام-: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا؛ فهو رد"، في أحاديث أخرى تدل على ذلك،وبهذا يعلم أن هذه الاحتفالات بالمولد النبوي في ربيع الأول أو في غيره وهكذاالاحتفالات بالموالد الأخرى كالبدوي والحسين وغير ذلك كلها من البدع المنكرة التييجب على أهل الإسلام تركها، وقد عوضهم الله بعيدين عظيمين، عيد الفطر وعيد الأضحىففيهما الكفاية عن إحداث أعياد واحتفالات منكرة، مبتدعة، وليس حب النبي - -صلى اللهعليه وسلم- - يقوم بالموالد، وإقامتها وإنما حبه - صلى الله عليه وسلم- يقتضياتباعه وتمسكه بشريعته والذب عنها، والدعوة إليها، والاستقامة عليها، هذا هو الحب،قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم، فحب الله ورسوله ليسبالموالد ولا بالبدع ولكن حب الله ورسوله يكون بطاعة الله ورسوله والاستقامة علىشريعة الله، بالجهاد في سبيل الله، بالدعوة إلى سنة النبي - -صلى الله عليه وسلم- -والذب عنها والإنكار على من خالفها، هكذا يكون حب الرسول -صلى الله عليه وسلم-،ويكون بالتأسي به بأقواله وأعماله، والسير على منهاجه عليه الصلاة والسلام، والدعوةإلى ذلك، هذا هو الحب الصادق الذي يدل عليه العمل الشرعي والعمل الموافق لشرعه،وأما كونه يعذب أو ما يعذب هذا شيء آخر، هذا إلى الله جل وعلا، فالبدع والمعاصي منأسباب العذاب لكن قد يعذب الإنسان بأمر معصيته، وقد يعفو الله عنه إما لجهله وإمالأنه قلد من فعل ذلك ظناً منه أنه مصيب أو لأعمالٍ صالحة قدمها كانت سبباً لعفوالله أو لشفاعة الشفعاء من الأنبياء أو المؤمنين أو الأفراط فالحاصل أن المعاصيوالبدع من أسباب العذاب وصاحبها تحت مشيئة الله جل وعلا، إذا لم تكن بدعته مكفرة،أما إذا كانت البدعة مكفرة، من الشرك الأكبر فصاحبها مخلد في النار، نعوذ بالله،لكن إذا كانت البدعة ليس فيها شرك أكبر، وإنما هي فروع خلاف الشريعة من صلواتٍمبتدعة، أو احتفالات مبتدعة ليس فيها شرك، هذا تحت مشيئة الله كالمعاصي.
(
موقعفضيلة الشيخ العلامة ابن باز –رحمه الله-)



ثانيا: فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين –رحمهالله-:
1-
السؤال: المستمع وصلتنا من م. ع. ص. من جمهورية مصر العربيةيقول: ما حكم الشرع في نظركم في أعياد الميلاد، والاحتفال بذكرى المولد للرسول -صلىالله عليه وسلم- ؛ لأنها تنتشر عندنا بكثرة، أفيدونا -بارك الله فيكم -؟
الجواب: نظرنا في هذه المسألة أن نقول: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رسول إلى الخلقأجمعين، وأنه يجب على جميع الخلق أن يؤمنوا به ويتبعوه، وأنه يجب علينا مع ذلك أننُحبه أعظم من محبتنا لأنفسنا ووالدينا وأولادنا؛ لأنه رسول الله -صلى الله عليهوسلم- ونرى أن من تعظيم النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلامة محبته أن لا نتقدم بينيديه بأمر لم يَشرعه لنا؛ لأن ذلك من التقدم عليه، وقد قال الله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِوَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوالَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْوَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ)، وإقامة عيد لميلاد النبي -صلى الله عليه وسلم- لا تخلومن أحوال ثلاثة: إما أن يفعلها الإنسان حباً وتعظيماً للنبي -صلى الله عليه وسلم-،وإما أن يفعلها لهواً ولعباً ، وإما أن يفعلها مشابهةً للنصارى الذين يحتفلونبميلاد عيسى بن مريم -عليه الصلاة والسلام-؛ فعلى الأول إذا كان يفعلها حباًوتعظيماً للرسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فإنها في هذه الحال تكون ديناً وعبادة؛لأن محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- وتعظيمه من الدين قال الله تعالى: (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً* لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُبُكْرَةً وَأَصِيلاً)، وإذا كان ذلك من الدين؛ فإنه لا يمكن لنا ولا يسوغ لنا أننشرع في دين النبي -صلى الله عليه وسلم- ما ليس منه إذا أن ذلك أي شرعنا في دينالنبي -صلى الله عليه وسلم- ما ليس منه يستلزم أحد أمرين باطلين: فإما أن يكونالرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يعلم بأن هذا من شريعته، وحينئذٍ يكون جاهلاًبالشرع الذي كُلف بتبليغه، ويكونمن بعده ممن أقاموا هذه الاحتفالات أعلم بدين اللهمن رسوله، وهذا أمر لا يمكن أن يتفوه به عاقل فضلاً عن مؤمن، وإما أن يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- قد علم، وأن هذا أمر مشروع، ولكنه كتم ذلك عن أمته، وهذا أقبحمن الأول إذا أنه يستلزم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد كتم بعض ما أنزل اللهعليه وأخفاه عن الأمة، وهذا من الخيانة العظيمة، وحاشا رسول الله -صلى الله عليهوسلم- أن يكتم شيئاً مما أنزل الله عليه قالت عائشة -رضي الله عنها-: لو كان النبي -صلى الله عليه وسلم- كاتماً شيئاً مما أنزل الله عليه لكتم قول الله تعالى: (وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَىالنَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاه)، وبهذا بطلت إقامة الاحتفال بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم- من أجل محبته وتعظيمه، وأما الأمر الثاني: وهو أن تكون إقامةهذه الاحتفالات على سبيل اللهو واللعب؛ فمن المعلوم أنه من أقبح الأشياء أن يفعلفعل يظهر منه إرادة تعظيم النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو للعب واللهو؛ فإن هذا نوعمن السخرية والاستهزاء، وإذا كان لهواً ولعباً ؛ فكيف يتخذ ديناً يعظم به النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإما الأمر الثالث: وهو أن يتخذ ذلك مضاهاة للنصارى فياحتفالاتهم بميلاد عيسى بن مريم -عليه الصلاة والسلام-؛ فإن تشبهنا بالنصارى في أمركهذا يكون حراماً؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من تشبه بقوم فهو منهم"،ثم نقول: إن هذا الاحتفال بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يفعله الصحابة -رضيالله عنهم-، ولا التابعون لهم بإحسان ولا تابعو التابعين، وإنما حدث في القرنالرابع الهجري؛ فأين سلف الأمة عن هذا الأمر الذي يراه؛ فاعلوه من دين الله هل همأقل محبة وتعظيماً منا لرسول الله، أم هل هم أجهل منا بما يجب للنبي -صلى الله عليهوسلم- من التعظيم والحقوق؟ أم ماذا؟ إن أي إنسان يقيم هذا الاحتفال يزعم أنه معظمللنبي -صلى الله عليه وسلم- فقد أدعى لنفسه أنه أشد تعظيماً لرسول الله -صلى اللهعليه وسلم-، وأقوى محبة من الصحابة والتابعين، وتابعيهم بإحسان، ولا ريب أن محبةالنبي -صلى الله عليه وسلم-، وتعظيمه إنما يكون بإتباع سنته -صلى الله عليه وسلم-؛لأن إتباع سنته أقوى علامة تدل على أن الإنسان يحب النبي -صلى الله عليه وسلم- ويعظمه أما التقدم بين يديه وإحداث شيء في دينه لم يشرعه؛ فإن هذا لا يدل على كمالمحبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتعظيمه قد يقول قائل نحن لا نقيمه إلا من بابالذكرى فقط؛ فنقول: يا سبحان الله تكون لكم الذكرى في شيء لم يشرعه النبي -عليهالصلاة والسلام-، ولم يفعله الصحابة -رضي الله عنهم- مع أن لديكم من الذكرى ما هوقائم ثابت بإجماع المسلمين، وأعظم من هذا وأدوم؛ فكل المسلمين يقولون في الأذانالصلوات الخمس أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله، وكل المسلمينيقولون في صلاتهم أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وكلالمسلمين يقولون عند الفراغ من الوضوء أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداًعبده ورسوله، بل إن ذكرى النبي -صلى الله عليه وسلم- تكون في كل عبادة يفعلهاالمرء؛ لأن العبادة من شرطها الإخلاص والمتابعة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛فإذا كان الإنسان مستحضراً ذلك عند فعل العبادة فلا بد أن يستحضر أن النبي -صلىالله عليه وسلم- إمامه في هذا الفعل، وهذا تذكر، وعلى كل حال؛ فإن فيما شرعه اللهورسوله من علامات المحبة والتعظيم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- كفاية عما أحدثهالناس في دينه مما لم يشرعه الله ولا رسوله، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقالجميع لما فيه الخير على أن هذه الاحتفالات؛ فيما نسمع يكون فيها من الغلووالإطراء ما قد يخرج الإنسان من الدين، ويكون فيها من الاختلاط بين الرجال والنساءما تخشى منه الفتنة والفساد، والله المسؤول عن يهيئ للأمة الإسلامية من أمرها رشدا،وأن يوفقها لما فيه صلاح دينها وديناها وعزتها وكرامتها إنه جواد كريم.
2-
السؤال: هذه رسالة وصلت من مكة المكرمة يقول فيها السائل: كثير من الناس يقول بأنالمولد ليس ببدعة؛ لأن فيه ذكر للرسول -صلى الله عليه وسلم- وتمجيد لذكره، وليسفيها لهو من غناء وغيره، بل هو ذكر فقط في سيرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ،ماحكم إذا كان المولد بهذه الصورة أريد جوابا شافيا وواضح لهذا الموضوع، لأن الكثيرمن الناس يرون أنه ليس فيه شئ من البدع؛ لأنه ذكر فقط.
الجواب: الحمد لله ربالعالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يومالدين، لا شك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سيد ولد آدم، ولا شك أن له حقوقا عليناأكثر من حقوق أمهاتنا وآبائنا، ولا شك أنه يجب علينا أن نقدم محبته على محبة النفسوالولد والوالد والناس أجمعين، ولا شك أن له من المناقب والفضائل ما لم يكن لغيره،وهذا أمر مُسَلم، وإذا كان هذا يسأل عن الاحتفال بمولد النبي -صلى الله عليه وعلىآله وسلم-؛ فإننا نبحث في هذه المسألة من ناحيتين: أولا: من الناحية التاريخية؛فإنه لم يثبت أن ولادته كانت في الليلة الثانية عشر من ربيع الأول، ولا كانت يومالثاني عشر من ربيع الأول، بل حقق بعض المعاصرين من الفلكيين أن ولادته كانت فياليوم التاسع من ربيع الأول، وعلى هذا فلا صحة لكون المولد يوم الثاني عشر أو ليلةالثاني عشر من الناحية التاريخية، أما من الناحية التعبدية؛ فإننا نقول: الاحتفالبالمولد ماذا يريد به المحتفلون؟ أيريدون إظهار محبة الرسول -صلى الله عليه وعلىآله وسلم- إن كانوا يريدون هذا؛ فإظهار محبته بإظهار شريعته -عليه الصلاة والسلام- والالتزام بها والذود عنها وحمايتها من كل بدعة، أم يريدون ذكر رسول الله -صلى اللهعليه وعلى آله وسلم-؛ فذكرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حاصلة فيما هو مشروع كليوم؛ فالمؤذنون يعلنون على المنابر أشهد أن محمداً رسول الله، والمصلون في كل صلاةيقول المصلي: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، ويقول: أشهد ألا إله إلاالله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ويقول: اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد، بل كلعبادة فهي ذكرى لرسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وذلك لأن العبادة مبنيةعلى أمرين: الإخلاص لله، والمتابعة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبالمتابعةلرسول الله -صلى الله عليه وسلم- تكون الذكرى في القلب، أم يريد هؤلاء أن يكثروا منالصلاة على النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وإظهار مناقبه؟ فنقول: نعم هذهالإرادة، ونحن معهم نحث على كثرة الصلاة على النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-،ونحث على إظهار مناقبه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في أمته؛ لأن ذلك يؤدي إلىكمال محبته وتعظيمه واتباع شريعته، ولكن هل ورد هذا مقيدا بذلك اليوم الذي ولد فيهالرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، أم إنه عام في كل وقت وحين؟ فالجواب: بالثاني، ثم نقول: اقرأ قول الله عز وجل: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَاللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)؛ فهل نحن متبعون للمهاجرين والأنصار في إقامةهذا المولد، بل في إقامة الاحتفال بمولد النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-؟فالجواب: لا؛ لأن الخلفاء الراشدين والصحابة أجمعين والتابعين لهم بإحسان وأئمةالمسلمين من بعدهم لم يقيموا هذا الاحتفال، ولم يندبوا إليه أبدا؛ أفنحن أحق برسولالله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- منهم؟ أم هم غافلون مفرطون في إقامة هذا الحقللرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-؟ أم هم جاهلون به لا يدرون عنه كل هذا لميكن؛ لأن وجود السبب مع عدم المانع لابد أن يحصل مقتضاه، والصحابة لا مانع لهم منأن يقيموا هذا الاحتفال، لكنهم يعلمون أنه بدعة، وأن صدق محبة الرسول -عليه الصلاةوالسلام- في كمال اتباعه، لا أن يبتدع الإنسان في دينه ما ليس منه؛ فإذا كانالإنسان صادقا في محبة الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وفي اعتقاده أنه سيدالبشر؛ فليكن ملتزما بشريعته، ما وجد في شريعته قام به وما لم يوجد أعرض عنه هذاخالص المحبة، وهذا كامل المحبة، ثم إن هذه الموالد يحصل فيها من الاختلاط والكلماتالزائدة في الغلو برسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، حتى أنهم يترنمونبالبردة المضافة إلى البوصيري، وفيها يقول:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواكعند حلول الحادث العظيم.
كيف يقول: ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادثالعظيم، هل هذا صحيح هذا؟ يعني أن هذا الذي أصيب بالحادث لا يرجع إلى الله عز وجلولا يلوذ بالله عز وجل، وهذا شرك ثم يقول: إن لم تكن آخذا يوم المعاد يدي عفوا،وإلا فقل: يا زلة القدم، فهل الرسول -عليه الصلاة والسلام- ينقذ الناس يوم المعاد؟إن دعاء الرسل -عليهم الصلاة والسلام- في ذلك اليوم: اللهم سلم اللهم سلم عند عبورالصراط ويقول أيضا في هذه القصيدة: فإنه يخاطب النبي -صلى الله عليه وعلى آلهوسلم-؛ فإن من جودك الدنيا وضرتها الدنيا وضرتها هي الآخرة من جود الرسول -صلى اللهعليه وسلم- وليس كل جوده بل هي من جوده وجوده أجود من هذا؛ فإذا جعل الدنيا والآخرةمن جود الرسول -عليه الصلاة والسلام- ماذا بقي لله تعالى في الدنيا والآخرة، لنيبقى شيء كل هاتين الدارين من جود النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، ويقولأيضا: ومن علومك علم اللوح والقلم – سبحان الله - من علومه، وليست كل علومه أن يعلمما في اللوح المحفوظ مع أن الله تعالى أمر نبيه أمرا خاصا أن يقول: (قُلْ لاأَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُلَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إلا مَا يُوحَى إِلَيَّ)، (قل هل يستوي الأعمىوالبصير)؛ فإذا كان النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لا يعلم ما غاب عنه فيالدنيا فكيف يقال أنه يعلم علم اللوح والقلم، بل إن علم اللوح والقلم من علومه،وهذا غلو لا يرضاه الرسول -عليه الصلاة والسلام-، بل ينكره وينهى عنه ثم إنه يحصلبهذا الاحتفال بالمولد أشياء تشبه حال المجانين سمعنا أنهم بينما هم جلوس إذا بهميفزون ويقومون قيام رجل واحد، ويدعون أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حضر في هذاالمجلس، وأنهم قاموا احتراما له، وهذا لا يقع من عاقل فضلا عن مؤمن أشبه ما بهجنون؛ فالنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في قبره لا يخرج إلا يوم البعث كما قالالله عز وجل: (وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)، والخلاصة أنالاحتفال بمولد النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، لا يصح من الناحية التاريخية،ولا يحل من الناحية الشرعية، وأنه بدعة، وقد قال أصدق الخلق وأعلم الخلق بشريعةالله كل بدعة ضلالة، وإني أدعو إخواني المسلمين إلى تركه، والإقبال على الله عزوجل، وتعظيم سنة النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وشريعته وألا يحدث الإنسان فيدين الله ما ليس من شريعة الله، وأنصحهم أن يحفظوا أوقاتهم وعقولهم وأفكارهموأجسامهم وأموالهم من إضاعتها في هذا الاحتفال البدعي، وأسأل الله تعالى لنا ولهمالهداية والتوفيق، وإصلاح الحال، إنه على كل شئ قدير.


-3-
السؤال: جزاكمالله خير يا شيخ: متى ظهرت بدعة المولد يا شيخ محمد؟
الجواب: في القرن الرابعيعني مضت الثلاثة قرون المفضلة، ولم يقمها أحد في القرن الرابع وجدت، وفي القرنالسابع كثرت وانتشرت وتوغلت، وقد ألف في ذلك والحمد لله مؤلفات تبين أول هذه البدعةوأساسها ومكانتها من الشرع، وأنها لا أصل لها في شريعة الله.
4-
السؤال: مثل ماذكرتم يا فضيلة الشيخ -حفظكم الله- يزعم هؤلاء بأنهم يحبون الرسول؛ فأتوا بالمولد؛فاحتفلوا بالمولد وأتوا بالمدائح؛ فما حكم الاحتفال بالمولد، حيث يزعمون بأنه حبللرسول؟
الجواب: على القاعدة التي ذكرت لك من أحب الرسول فليتبع سنته من أحبالرسول، فلا يبتدع في دينه ما ليس منه، ولنا ولغيرنا كتابات في هذا الموضوعوبيانات، والذي نسأل الله تعالى إياه أن يهدي إخواننا للصراط المستقيم، ويا سبحانالله أين أبو بكر أين عمر أين عثمان أين علي أين الصحابة؟ أين الأئمة عن هذاأَجهِلوها؟ أم فرطوا فيها؟ لا يخلو الأمر من أحد أمرين: إما إنهم جاهلون بحق الرسول -عليه الصلاة والسلام- أن لا يقيموا الاحتفال لمولده أو أنهم مفرطون. تذهب القرونالثلاثة كلها لا تعلم بهذه البدعة، ونقول: إنها مشروعة إنها محبوبة إلى اللهورسوله، إنها نافعة لمن قام بها هذا لا يمكن، ثم إنه يحدث في هذه الموالد منالمنكرات العظيمة والغلو بالرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- شيء كثير؛ فنسألالله تعالى أن يرزقنا جميعاً الإتباع، نسأل الله تعالى إيماناً لا كفر معه، ويقيناًلا شك معه، وإخلاصاً لا شرك معه، واتباعاً لا ابتداع معه.
(
موقع فضيلة الشيخالعلامة ابن عثيمين –رحمه الله-)



ثالثا: معالي الشيخ الدكتور صالح الفوزان:
1-
السؤال: تعودت عائلتي بين فترةوأخرى، وفي كل مناسبة أن تقيم احتفالًا في البيت لمولد النبي -صلى الله عليه وسلم-،ويتضمن دعوة شخص مؤمن لديه كتاب اسمه ‏"‏أشرف الأنام‏"‏، ويتضمن الكتاب مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - وسيرته بعد النبوة وقبلها وأبيات شعر في مدحه -صلى اللهعليه وسلم-، وكذلك نقوم بذبح ذبيحة ونعمل وجبة ندعو لها جيراننا وأقرباءنا متوخينمن كل هذا أن يستمع المدعوون إلى السيرة النبوية وخصال النبي الكريم وفضائلهومعجزاته ليزداد إيمانهم بالواحد الأحد، وكذلك نرجو الأجر والثواب من جراء إطعامنالهؤلاء الناس الذين من بينهم الفقير واليتيم وغيرهم؛ فهل هذا العمل صحيح أم لا‏؟‏علمًا أن هذا الشخص الذي يقرأ المولد يتقاضى أجرًا نقديًّا منا، هل يجوز ذلك أملا‏؟‏
الجواب‏: عمل المولد النبوي بدعة لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-،ولا عن الخلفاء الراشدين، وصحابته الكرام، ولا عن القرون المفضلة أنهم كانوا يقيمونهذا المولد، وهم أكثر الناس محبة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأحرص الأمة علىفعل الخير، ولكنهم كانوا لا يفعلون شيئًا من الطاعات إلا ما شرعه الله ورسوله عملًابقوله تعالى‏‏ : ‏( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُفَانْتَهُوا )‏ ‏[‏الحشر‏‏ : 7‏]‏؛ فلما لم يفعلوا إقامة هذا المولد عُلِم أن ذلكبدعة‏‏ وإنما حدثت إقامة المولد والاحتفال به بعد مضي القرون المفضلة وبعد القرنالسادس من الهجرة وهو من تقليد النصارى؛ لأن النصارى يحتفلون بمولد المسيح -عليهالسلام- فقلدهم جهلة المسلمين، ويقال‏‏: إن أول من أحدث ذلك الفاطميون يريدون منذلك إفساد دين المسلمين واستبداله بالبدع والخرافات‏‏ الحاصل أن إقامة المولدالنبوي من البدع المحرمة التي لم يرد بها دليل من كتاب الله، ولا من سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « ‏وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة‏ » ‏[‏رواه النسائيفي ‏"‏سننه‏"‏ من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما‏]‏ والنبي - صلى الله عليهوسلم - يقول في الحديث‏‏ : « ‏من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد » ‏[‏رواه الإمامالبخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏‏‏]‏ ، وفي رواية‏‏ : « ‏من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد »‏ ‏[‏رواها الإمام البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏‏ من حديث عائشة رضي الله عنها‏]‏؛ فهذامن الإحداث في الدين ما ليس منه؛ فهو بدعة وضلالة ، وأما قراءة السيرة النبويةللاستفادة منها؛ فهذا يمكن في جميع أيام السنة كلها لا بأس أن نقرأ سيرة الرسول وأننقررها في مدارسنا ونتدارسها وأن نحفظها لقوله تعالى‏‏ : ‏( لَقَدْ كَانَ لَكُمْفِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ )‏ ‏[‏الأحزاب‏‏ : 21‏]‏، ولكن ليس في يومالمولد خاصة وإنما نقرؤها في أي يوم من أيام السنة كلها حسب ما يتيسر لنا ولا نتقيدبيوم معين وكذلك إطعام المساكين والأيتام؛ فالإطعام أصله مشروع، ولكن تقييده بهذااليوم بدعة فنحن نطعم المساكين ونتصدق على المحتاجين في أي يوم وفي أي فرصة سنحت،وأما الذي يقرأ المولد ويأخذ أجرة فأخذه للأجرة محرم؛ لأن عمله الذي قام به محرمفأخذه الأجرة عليه محرم أضف إلى ذلك أن هذه القصائد، وهذه المدائح لا تخلو منالشرك، ومن أمور محرمة مثل قول صاحب البردة‏‏ :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ** سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذًا بيدي ** وإلا يـازلـــت القـــــــــــــدم
فإن من جودك الدنيا وضرتهـا ** ومن علومك علم اللوحوالقلم
وأشباه هذه القصيدة الشركية مما يقرأ في الموالد‏.
2-
السؤال: وهذاأيضا فضيلة الشيخ يقول: أنا إمام مسجد، وقد طلب مني المصلون أن أقرأ عليهم سيرةالنبي - صلى الله عليه وسلم - في يوم الاثنين القادم، يوم الثاني عشر من ربيع الأول؟
الجواب: لا، لا تقرأ عليهم هذا، لا تقرأ عليهم يوم الاثنين أبد؛ لأن هذا منأجل يوم الاثنين اللي هو يوافق 12 ربيع اللي هو محل البدعة، فلا تقرأ عليهم، ولاتستجب لهم.
3-
السؤال: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة يقول: قرأت في كتاب بحوثوفتاوى فقهية معاصرة لأحمد الحجي الكردي هذه العبارة: " يحتفل العالم الإسلاميبميلاد النبي -صلى الله عليه وسلم-، ونحتفل معهم في هذا الشهر الكريم "، والسؤال: ما تعليقكم حول هذه الجملة، علما بأن هذا الكتاب مفسوح ويباع في المكتبات ؟
الجواب: هذا كلام خطأ، وتضليل قوله: يحتفل العالم الإسلامي، هذا كذب على العالمالإسلامي ما هو كله يحتفل، إنما يحتفل المبتدعة، أما أهل السنة؛ فإنهم لا يحتفلونبهذه؛ لأنه بدعة؛ فقوله: العالم الإسلامي هذا كذب منه، تعميم منه لا يجوز؛ لأنالاحتفال بالمولد النبوي هذا بدعة ما فعله الرسول، ولا أمر به، ولا فعله أصحابه،ولا القرون المفضلة، وإنما فعله المبتدعة بعد خروج من القرون المفضلة، وما زال أهلالسنة، وأهل العلم يحذرون من هذه البدعة، الحمد لله العالم الإسلامي لم يجمع علىفعل هذه البدع، إنما يفعلها المبتدعة فقط، ولو قال: يحتفل بعض الناس، أو يحتفل بعضالمسلمين، لكان له وجه إنه صحيح، يحتفل بعض المنتسبين للإسلام، لكن تعميمه قوله: يحتفل العالم الإسلامي، هذا كذب، كذب وباطل.
4-
السؤال: أحسن الله إليكم صاحبالفضيلة، وهذا سائل يقول: سمعنا بأن هناك مجموعة من الممثلين قاموا بعمل مسلسل سوفيعرض في التلفاز عن المولد النبوي؛ فما حكم النظر إليه؟ وما حكم عرضه ؟
الجواب: أولا: لا تصدقون بكل ما يقال، ناس يهيجون لا تعجلوا الأشياء قبل وقوعها، أحسنواالظن، ولا يكون إن شاء الله إلا الخير.

5-
السؤال: فضيلة الشيخ -وفقكمالله-، هل يجوز أن يصام يوم المولد النبوي ؟
الجواب: لا، الصيام ما شرعه اللهورسوله، ولم يشرع لنا أن نصوم. نعم يوم الاثنين تصومه، ما هو على 12 من ربيع؛ تصوميوم الإثنين من كل أسبوع؛ هذه سنة أما يوم 12 من ربيع إذا وافق يوم الاثنين تفرح،عشانه يوم المولد. لا ما يجوز هذا.
6-
السؤال: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة،هذا سائل يقول: يحتفل الصوفية وأتباعهم في هذه الأيام بما يسمى عيد المولد النبوي؛فهل من توجيه حيال ذلك ؟
الجواب: التوجيه تعلمونه تكرر هذا والحمد لله، وكتبفيه كتابات كثيرة، والمولد هذا بدعة، وكل بدعة ضلالة، وشر الأمور محدثاتها، وهذاالمولد يبغضه الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه بدعة الرسول يبغض البدع، فكيفيقولون: نحن نحب رسول الله وهم يفعلون ما يبغضه الرسول؟ وكيف يقولون: نحن نحب اللهوهم يفعلون ما يبغضه الرسول؟ وينهى عنه وهو البدع قال تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْتُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْذُنُوبَكُمْ)؛ فالذي يحب الله ورسوله لا يعمل البدعة، وقد قال -صلى الله عليهوسلم-: " لاتطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ". ومن إطراء النصارى لابن مريمالإحتفال بعيد الميلاد؛ فهذا مما أحدثه النصارى وهو من الإطراء؛ فالنبي نهى عن ذلكفي حقه أن لا يعمل فيه ما عمل مع المسيح إحياء بدعة المولد هذا شر كبير، وإحياءللبدع وفتح باب للمبتدعة أنهم ينطلقون إلى ما شاءوا من البدع، والمحدثات فلا بد منإغلاق هذا الباب أصلاً ، والتحذير منه، ولا يتساهل فيه.
7-
السؤال: فضيلة الشيخ،كيف نعرف الصوفية، هل الذين يقيمون احتفالات المولد النبوي هم الصوفية؟
الجواب: هؤلاء يعتبرون مبتدعة قد يكونون صوفية، وقد يكونون غير صوفية؛ المهم انهم مبتدعةيسمون مبتدعة؛ لأن الاحتفال بالمولد بدعة؛ فالذي يقيمونه يقال لهم مبتدعة قد يكونونصوفية، وقد يكونون غير صوفية.
(
موقع فضيلة الشيخ الدكتور صالحالفوزان)

سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح بنعثيمين رحمه الله كما في " فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين " ما الحكم الشرعي فيالاحتفال بالمولد النبوي ؟
فأجاب فضيلته :
(
نرى أنه لا يتم إيمانعبد حتى يحب الرسول صلى الله عليه وسلم ويعظمه بما ينبغي أن يعظمه فيه ، وبما هولائق في حقه صلى الله عليه وسلم ولا ريب أن بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام ولاأقول مولده بل بعثته لأنه لم يكن رسولاً إلا حين بعث كما قال أهل العلم نُبىءَبإقرأ وأُرسل بالمدثر ، لا ريب أن بعثته عليه الصلاة والسلام خير للإنسانية عامة ،كما قال تعالى : ( قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السمواتوالأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورَسُولِهِ فَآمِنُوا بِاللَّهِوَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِوَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) ( الأعراف : 158 ) ، وإذا كان كذلك فإن منتعظيمه وتوقيره والتأدب معه واتخاذه إماماً ومتبوعاً ألا نتجاوز ما شرعه لنا منالعبادات لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفى ولم يدع لأمته خيراً إلا دلهم عليهوأمرهم به ولا شراً إلا بينه وحذرهم منه وعلى هذا فليس من حقنا ونحن نؤمن به إماماًمتبوعاً أن نتقدم بين يديه بالاحتفال بمولده أو بمبعثه ، والاحتفال يعني الفرحوالسرور وإظهار التعظيم وكل هذا من العبادات المقربة إلى الله ، فلا يجوز أن نشرعمن العبادات إلا ما شرعه الله ورسوله وعليه فالاحتفال به يعتبر من البدعة وقد قالالنبي صلى الله عليه وسلم : " كل بدعة ضلالة " قال هذه الكلمة العامة ، وهو صلىالله عليه وسلم أعلم الناس بما يقول ، وأفصح الناس بما ينطق ، وأنصح الناس فيمايرشد إليه ، وهذا الأمر لا شك فيه ، لم يستثن النبي صلى الله عليه وسلم من البدعشيئاً لا يكون ضلالة ، ومعلوم أن الضلالة خلاف الهدى ، ولهذا روى النسائي آخرالحديث : " وكل ضلالة في النار " ولو كان الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم منالأمور المحبوبة إلى الله ورسوله لكانت مشروعة ، ولو كانت مشروعة لكانت محفوظة ،لأن الله تعالى تكفل بحفظ شريعته ، ولو كانت محفوظة ما تركها الخلفاء الراشدونوالصحابة والتابعون لهم بإحسان وتابعوهم ، فلما لم يفعلوا شيئاً من ذل علم أنه ليسمن دين الله ، والذي أنصح به إخواننا المسلمين عامة أن يتجنبوا مثل هذه الأمور التيلم يتبن لهم مشروعيتها لا في كتاب الله ، ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،ولا في عمل الصحابة رضي الله عنهم ، وأن يعتنوا بما هو بيّن ظاهر من الشريعة ، منالفرائض والسنن المعلومة ، وفيها كفاية وصلاح للفرد وصلاح للمجتمع .
وإذا تأملتأحوال هؤلاء المولعين بمثل هذه البدع وجدت أن عندهم فتوراً عن كثير من السنن بل فيكثير من الواجبات والمفروضات ، هذا بقطع النظر عما بهذه الاحتفالات من الغلو بالنبيصلى الله عليه وسلم المودي إلى الشرك الأكبر المخرج عن الملة الذي كان رسول اللهصلى الله عليه وسلم نفسه يحارب الناس عليه ، ويستبيح دماءهم وأموالهم وذراريهم ،فإننا نسمع أنه يلقى في هذه الاحتفالات من القصائد ما يخرج عن الملة قطعاً كمايرددون قول البوصيري :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادثالعمم
إن لم تكن آخذاً يوم المعاد يدي صفحاً وإلا فقل يا زلة القدم
فإن منجودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
مثل هذه الأوصاف لا تصح إلا للهعز وجل ، وأنا أعجب لمن يتكلم بهذا الكلام إن كان يعقل معناه كيف يسوغ لنفسه أنيقول مخاطباً النبي عليه الصلاة والسلام : ( فإن من جودك الدنيا وضرتها ) ومنللتبعيض والدنيا هي الدنيا وضرتها هي الآخرة ، فإذا كانت الدنيا والآخرة من جودالرسول عليه الصلاة والسلام ، وليس كل جوده ، فما الذي بقي لله عز وجل ، ما بقي للهعز وجل ، ما بقي له شيء من الممكن لا في الدنيا ولا في الآخرة .
وكذلك قوله : ( ومن علومك علم اللوح والقلم ) ومن : هذه للتبعيض ولا أدري ماذا يبقى لله تعالى منالعلم إذا خاطبنا الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الخطاب .
ورويدك يا أخيالمسلم .. إن كنت تتقي الله عز وجل فأنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلته التيأنزله الله .. أنه عبد الله ورسوله فقل هو عبدالله ورسوله ، واعتقد فيه ما أمره ربهأن يبلغه إلى الناس عامة : ( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولاأقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي ) ( الأنعام : 50 ) ، وما أمره الله بهفي قوله : ( قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً ) ( الجن : 21 ) ، وزيادة على ذلك : ( قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً ) ( الجن : 22 ) ، حتىالنبي عليه الصلاة والسلام لو أراد الله به شيئاً لا أحد يجيره من الله سبحانهوتعالى .
فالحاصل أن هذه الأعياد أو الاحتفالات بمولد الرسول عليه الصلاةوالسلام لا تقتصر على مجرد كونها بدعة محدثة في الدين بل هي يضاف إليها شئ منالمنكرات مما يؤدي إلى الشرك .
وكذلك مما سمعناه أنه يحصل فيها اختلاط بينالرجال والنساء ، ويحصل فيها تصفيق ودف وغير ذلك من المنكرات التي لا يمتري فيإنكارها مؤمن ، ونحن في غِنَى بما شرعه الله لنا ورسوله ففيه صلاح القلوب والبلادوالعباد
نقلته لكم من كلام وكتابات اهل العلم والفضل للعظه والفائده
ابو اسامه المصرى
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قبر النبي الآعظم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم صلواتكم على صورة قبره .ادخل وانضر على قبر النبي وصلى عليه SCORPIONKING نور الإسلام - 3 06-15-2010 10:04 PM
* حكم الأحتفال : بمولد النبي صلى الله عليه وسلم 2ana نور الإسلام - 1 02-23-2010 07:22 PM
كيف نحتفل بمولد النبي صلي الله عليه وسلم walidsm خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 02-20-2010 03:48 AM
حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم homeahmed نور الإسلام - 2 10-04-2009 12:44 AM
هل يجوز التصويت لنصرة النبي صلي الله عليه و سلم fares alsunna نور الإسلام - 13 07-25-2008 06:28 PM


الساعة الآن 06:38 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011