عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 02-27-2011, 08:52 PM
 
فلم يكن عبد الله وحده ....في حيرة من امره .. فقد كان مصطفى ايضاً يصارع الحزن الذي تكبد في اعماق نفسه ..


جلس مصطفى في زاويه من زوايا البيت مطرق الرأس .. تائه الفكر .. الى ان احس بشخص ما .. يجلس بقربه .


. فتوجهت له عيناه ليرى اخوه عادل .. الذي كان يشعر بالضجر والألم لحال اخيه ورفيقه..قال عادل ..


مواسياً.مصطفى.


لا تقلق .. لن يحث أي مكروه لعلي ..انا واثق من هذا ..


قاال مصطفى والدموع تتلألأ في عينيه


لما خالد يكره اخوه علي هكذا ؟


لما يستمتع بعذابه ؟.


.ولما ترقص الدنيا امام عينيه لبكائه ؟


اخذ عادل نفساً عميقاً ثم قال ..


لا اجد أي تفسير لأفعاله ..استعن بالله يا اخي ودع عنك هذه الاسئله .. فالله وحده اعلم بما في التفوس ولأفئده .
.
وبينما هما يتحدثان ..أذ.تنبها لأمراءة في الخمسين من عمرها .. تحمل على كتفها .. وعاء مليىء بالملابس ..بتثاقل


كانت( زينب) ام عادل .. طويلة القامه ..ضعيفة البنية .. ذات بشرة بيضاء اللون ..ووجه طويل الشكل ..


شعرها بني


وعيناها خضراوتان اللون كابنتها نرجس...


فهي طيبة القلب . شديدة الهلع والخوف امام ا ابراهيم ...زوجها ذو شخصية قويه المتسلطه ..


نهض عادل مسرعاً ليحمل الوعاء الثقيل عن كتف امه واضعاً اياه على الارض ....ثم قال وعيناه تنظران لعيناها


بعتب وخوف


.. لما تجهدي نفسك يا امي في الكنس والغسل والتنظيف .. اين هي نرجس لتريحك من هذا العناء ؟


قالت والعرق يتصبب من جبينها ..


ذهبت مع صديقتها سلمى لبيت ام طه .. فهو اول يوم لها لتتعلم ...


فما ان ذكرت زينب .. اسم سلمى حتى تصنم عادل .. وذهب بمخيلته الى حيث وقعت سلمى منذو ساعات بين يديه


.فأخذ يتمتم


بكلمات لا يفهمها غيره


اذاً هذه هي سلمى؟


حتى تنبه لامه الواقفه امام عينيه.
.
تحاول رفع الوعاء مرة اخرى بتثاقل


حتى تذكرت شيء ما جعلها توجه انظارها لعادل مستفهمه


مالجيراننا تتعلى اصواتهم هكذا؟


فما ان سمع مصطفى والدته تتحدث عنهم ..جتى شعر بشىء من الضيق يخيم على نفسه فنهض متجهاً


لغرفته ..واغلق الباب خلفه ..


قالت زينب بتعجب


مابه مصطفى؟


فتح عادل فاهه ليروي تفاصيل ماقد حدث لأمه الا انه سمع صوت شخص ما يناديه بأعلى صوته


توجه عادل لأحدى الحجر المجاوره .. فرأى شيخاً عجوزاً.. اخذ العمر من ايامه وشبابه كل ما اخذ ..كان متربعاً على


حصيرً من السعف.. ممسكاً بيديه فنجان من القهوة ..وبجانبه علبة مليئة بالتمر كما انه طويل القامه ..هزيل الجسم


..مجعد الوجه ..ذو بشرة قمحية.. وشعر ابيض اللون ..رفع رأسه ببطىء ليتوجه ببصره لأبنه عادل الواقف بنتصاب





امامه.
.
قال وهو يضع فنجان القهوة على الارض


تعال وجلس بقربي يابني


تقدم عادل وجلس بقرب والده ..


اخرج ابراهيم من جيب معطفه المهترىء حزمة من النقود ليقدمها لأبنه عادل قائلاً


خذ .. هذه الاموال وذهب بها لأحدى القرى المجاوره


لتشتري من اسواقهم بعض السلع والحاجيات


قال عادل بشىء من التملل والضيق .
.
ولكن يا ابي .. منذو يومان فقط كنت اتنقل من قرية لأخرى من اجل التبضع ..فما زال لدينا الكثير لنبيعه


قال ابراهيم وقد بدأ الغضب يسيطر على نفسه


انا لا انتظر موافقتك او عتراضك على أمر قد اتخذته ..


فمنذو اصبحت قدماي عاجزه عن الحراك .. وقد اصبحت رجلاك هي رجلاي..وعيناك هي عيناي


فحينما أأمرك بأمرعليك بطاعته ولاشيء غير ذالك ..افهمت؟


نهض عادل مقبلاً رأس ابيه


ليهم بالخروج من المنزل وقد انكسر قلبه ..و تغلغل الحزن في اعماق نفسه حتى انه لم يلتفت لبيت جاره خالد الذي


اصبح كالبركان الملتهب ..


اخذ عادل يسير بين الطرقات والزئازق يبحث فيهم عن ذاته المحطمه واحلامه المحترقه خلف قضبان والده وتسلطه


..الى ان وقعت عيناه على صديقه الثري احمد ..كان كعادته يتسكع بين ارجاء الحي دون هدف يرتدي ذالك القميص


الابيض والبنطال ذو اللون الاسود مما يجعل سكان الحي البسطاء يتعجبون لهيئته ومنظره ..كما انه يملك شكلاً يبهر


العقول ويجذب دقات القلوب ..فقد كان
((طويل القامه ..عريض الكتفين .. ذو بشرة بيضاء اللون .. وشعر اسود كثيف .. كما ان عيناه سوداوتا اللون وانفه


حاد الشكل ....)


كانت جميع الفتيات في ارجاء الحي يتحدثن عنه ويتناقلن اخباره وكلمااته بشغف الا انه كان يكره ضعفهن وعدم


القدره على تغيير احوالهن .


القى عادل التحية على صديقه احمد وقد ارتسمت على شفاهه ابتسامة صفراء باهته


الا ان احمد شعر بشىء من الضيق يحتبس بداخل عادل ..


فقال بصوته الدافىء ..


مالوجهك شاحب هكذا؟


قال عادل محاولاً اخفاء مايختلج بين طيات جوفه


لاشيء ..كنت ابحث عن ابن عمك يوسف .. اتدري اين هو الان؟


فكر احمد لبرها ثم قال..بشىء من السخريه


اعتقد بأنه يجلس بقرب رقرقت المياه ورائحة الرياحين والازهار


قال عادل مستغربً


ماذا تعني؟


اردف احمد قائلاً


منذو اسبوع وهو يداوم على الذهاب لمزرعة والدي لساعات طوال


اخذ عادل نفساً عميقاً ثم قال بحزن


كنت ساطلب منه الذهاب معي لأحدى القرى المجاورة لأشتري بعض الحاجات ..


قال احمد بتعجب


ولكن الم تكن منذو يومان.في.
.
قاطعه عادل بشىء من الضيق


والدي يريد مني الذهاب
..
قال احمد محاولا ًالتخفيف عنه


هون عليك.ياصديقي. فالأمر لايحتمل كل هذا الضيق ..


قال عادل وعيناه تتلألأن بحزن وأسى


منذو ان كنت في العاشره من عمري ..اخرجني والدي من مدرستي ..ليدخلني عالم مليىء بالبضائع والدفاتر


والاقلام ..جعلني كالرحال اسافر من دولة لأخرى. وانتقل من قرية لأخرى .الا انه كان يسمح لي بأخذ قسطاً من


الراحه كلما شعرت برغبة بالبقاء بين احضان قريتي الى ان سقط من تلك النخلة الشاهقه ..لأتحول لألة لاوظيفة لها


سوى تنفيذ اوامر سيدها دون ان تتفوه بكلمه ..


شعر احمد بأن كلماته قد تطايرت من راسه .
.
فقد كانت المرة الاول التي ينتزع فيها عادل جذوره اليابسه ..والامه الملتهبه .. لينثرها امامه


اخذ احمد نفساً عميقاً يجدد به روحه واهاته المحتبسه


..ثم قال


سأذهب لأبحث عن يوسف ..أتأتي معي؟


اردف عادل قائلاً


لا رغبة لي .. حينما تجده ارسله لي


ودع احمد عادل


ليتجه لمزرعة والده حيث رائحة الزهور والريحان تعبق..بين ارجاء المكان لتكسبة جمالاً يخطف الابصار


فما ان وطأت قدماه تلك العين ..حتى رأى يوسف يقف عند نخلة شاهقة الارتفاع يراقب بتركيز وهتمام مما جعله


يقترب منه ببطىء وحذر ليفزعه ويكشف ماهو سره
..
شعر يوسف بشىء ما يتحرك خلفه .. فلتفت بسرعه وقلبه ينتفض هلعاً وخوفاً ليجد ابن عمه احمد على بضع


خطوات منه


كان يوسف ( متوسط القامه ..عريض الكتفين..ذو بشرة سمراء ..وشعر اسود اللون ..كما ان عيناه واسعتا وانفه حاد الشكل..)


فهو هادىء الطبع ..قليل التحدث والكلام ..يفضل الاحتفاظ بارائه وافكاره لنفسه على ان لا يبوح بها لشخص ما قد لا يفهمه


توفي والداه وهو في الثانية عشر من عمره ..فتكفل عمه بتربيته والعناية به هو واخته التي تصغره ببضع سنوات ,,


نظر يوسف لعينا احمد بتعجب ثم قال ..


مالذي أتى بكل الى هنا؟.


الا ان احمد تجاهل سؤاله ليسئله هو


مالذي تفعله انت هنا؟ وماهذا الاصوات ؟


قال يوسف بشىء من الارتباك والغضب ..


..لاشىء هيا بنا لنخرج من هنا ,,


امسك يوسف دراع احمد بسرعه ليخرج به من المزرعه ..


شعر احمد بأن ابن عمه يخفي سراً ما...لايريد لشخص على وجه الارض معرفته. فشتعل الفضول والشوق بين طيات
نفسه لكتشافه




وماهي الا بضع دقائق حتى اخذ احمد يفتش بهلع جيب بنطاله ..


قال يوسف مستفهماً .
.
مابك؟


احمد متظاهراً بالخوف و القلق


بيدو ان شىء ما قد سقط من جيب بنطالي ..سأذهب للبحث عنه بين الطرقات علني اجده


قال يوسف بتعجب ..


وماهو هذا الشىء الذي .الا انه لم يكمل حديثه


فقد قاطعه ابن عمه على عجل قائلاً


ان عادل ينتظرك في الجهة الاخرى من الحي اذهب اليه وسألحق بك فور انتهائي


ذهب احمد مسرعاً ليصل لمزرعته ذات الازهار العبقه والرياحين المعطره


اما نرجس فما زالت تبحث بين الاغصان والشجيرات عن زهرتها الترجسية الساحره


الى ان شعرت بشىء ما ينغرس كالسهام بين طيات جلدها ..


حتى تبللت رمال الارض بدمائها


جلست على الارض محتضنه بيديها الصغيرتين رجلها المتألمه


اخذت تصرخ بأعلى صوتها لعل احدى صديقاتها تأتي لمساعدتها
  #7  
قديم 02-27-2011, 08:54 PM
 
ذهب احمد مسرعاً ليصل لمزرعته ذات الازهار العبقه والرياحين المعطره

اما نرجس فما زالت تبحث بين الاغصان والشجيرات عن زهرتها النرجسية الساحره

الى ان شعرت بشىء ما ينغرس كالسهام بين طيات جلدها ..فتبللت رمال الارض بدمائها

جلست على الارض تحتضن بيديها الصغيرتان رجلها المتألمه

اخذت تصرخ بأعلى صوتها لعل احدى صديقاتها تأتي لمساعدتها

الى ان وصل صوتها لذالك الشخص.المختبىء بين غصون الشجيرات وعناقيد الازهار..

لينتفض قلبه هلعاً و خوفاً ً..لذالك الصوت.المتحشرج والانين المتقطع ..فتبعه بشيء من التأني والحذر

. كانت قدماه تتخبطان وعيناه ترمقان الطريق يميناً وشمال ...حتى شعر فجأة بأن الكون بأسره قد توقف امام عينيه

..وحتبست الكلمات بين شفتيه ..وتصبب العرق من جبينه ليصل الى خديه ....فلم ترى عينيه اجمل من تلك الفتاة

..كانت تبدو كالملاك وهي محتضنه رجليها بخوف ونكسار
..
تنبهت نرجس لأحمد الذي كان منتصباً امامها كالجماد ..يرمقها بعينان ملتهبتان .. فشتعل الخوف بداخلها ورتجف

كل ركن من اركان جسدها .فاخذت الغطاء المنسدل على كتفيها وغطت به وجهها .

.قالت وبأنفاسها المتقطعه وعيناها المتلألئه

ارجوك دعني وشأني مالذي تريده مني

قال احمد بلطف ..محاولاً تهدئتها

انا لا اريد شيىء منيكٍ .. فلا تخافي ولا تفزعي كل ما في الامر كنت اتمشى في الجهة المقابله لك

فسمعتك تبكين وتصرخين فأتيت لأرى مابكٍ ارجوكٍ اهدئي

تنبه احمد للشوكة المغروسة في رجلها.. والدماء التي تقطر كحبات المطر منها

جثى احمد على ركبتيه لتمتد يديه لجرحها ..الا انها تراجعت للخلف وقالت بصوتها المتعب

ابتعد عني ولا تلمسني

شعر احمد بأن صبره قد نفد..فقال لها بحده

لن أؤذيكٍ فقط اريد مساعدتك ..

قالت نرجس وقد بدأ الغضب يسيطر عليها

لا اريد منك شيء الا تفهم؟

ابتسم احمد بخبث وعيناه تنظران بتجاه عيناها الخضراوتان

وقال و البسمة ماتزال عالقة بين شفتاه

اتظنين بأن هذا الغطاء يمنعني من رؤية عيناك الخائفتان ؟

وشفتاك المرتجفتان ؟

اني ارى حتى قلبك الراقص هلعاً وخوفاً ورتباك ..

الا اني اجهل لون هذان العينان.. الساحرتان .. فسأجعلك تختارين بين امران

هل تفضلين نزع الشوكه .. ام نزع الغطاء؟

تجمدت نرجس لسماعها تلك الكلمات ..فصرخت بوجهه بغضب وخوف ونكسار

انت وقح

ضحك احمد بسخريه

ثم قال

ياللعجب تجلسين في مزرعتي وتشتمينني ؟؟

قالت نرجس بتلعثم

مزرعتك ؟

قال احمد بفخر

نعم انها مزرعتي وكل من فيها ملكي

قالت نرجس بغضب

انت تكذب

شعر احمد بشىء ما يدفعه لأغاضتها

اقترب منها بسرعه وامسك برجلها المجروحه بكل قوته وقال لها بخث

اريني الان ماذا ستفعلين

اخذت نرجس تلكمه بكلتا يديها..محاوله فك رجلها من قبضته القويه.

الا ان احمد سحب الشوكة من رجلها فصرخت بأعلى صوتها

ليصل صوتها للفتيات الجالسات بقرب العين يبحثن عنها ..

. كانت دمائها تسيل من جرحها بغزاره لتملأ قميص احمد وبنطاله


الى ان جأته فكره..لينتزع غطائها ويربط به جرح قدماها

.. كانت نرجس متصنمه كالجدار .. وعيناها بالدموع غارقتان
اما عينا احمد فقد كانتا تائهتان بعينيها الخضراوتان ..

فمتدت يداه لتمسح دموع عينيها بحنان

وضعت نرجس يدها الناعمه على يداه .. لتبعدهاا بخجل وستحياء

الا انهما تنبها فجأة لشخص ما يرمقهما بتعجب ونبهار .. كانت سلمى ومعها بعض الفتيات .الاتي .اخذن يسئلن

انفسهن بتعجب وستغراب لما تجلس نرجس على الارض هكذا من غير عباءة او حجاب ؟

ومن يكون هذا الشاب؟
..
شعر احمد بحيرة الفتيات .. فنهض متجهاً لخارج المزرعه .. وعيناه معلقتان .. بنرجس الممدده على الارض ترمقها

الفتيات بشك وريب حتى تنبهت سلمى لرجلها ..فتقدمت بسرعه لتوقفها ...الا ان احدى الفتيات اخذت تنظر لنرجس

بغيرة وتحسر فقالت لها بسخريه وتهكم ..

ليتك اخبرتنا بأنك تفضلين استنشاق الزهور الثريه ..حتى لا نتعب اقدامنا في البحث عنك

احمر وجه نرجس غيظاً وهلعاً لما قالته تلك الفتاة فسقطت الدموع كاحبيبات المطر على وجنتيها ..ثم قالت بتلعثم ..

انغرست شوكة في رجلي فأتا هذا الشاب فقط لمساعدتي

وما ان قالت نرجس هذا حتى ضحكت الفتاة مستهزئه ..

فتوجهت عينا سلمى بحرقة لها ثم قالت بحده ..

لا ارى شىءً يدعوك للضحك ..

قالت الفتاة مبتسمه..

جميعكم تقولون هذا عندما تسيطر همهمات العشق على قلوبكم

امسكت سلمى بكتف نرجس لتلبسها عبائتها ..وتغطي وجهها بالقطعة الملتفه على رجلها .. فقد توقف نزيف جرحها ..

ثم اخذت تتمتم لتصل كلماتها للفتاة الواقفه بالجهة المقابله لها .
.
فتاة وقحه

وماهي الا لحظات حتى وصلت نرجس لمنزلها الملاصق لبيت جارها خالد.الذي كان متأجج بالصراخ والفوضى ..

فعلي ..ممدداً على الارض كالطير الذبيح ممزق الثياب وممتلىء بالجراح والكدمات.فقد اصبح كالجثة الجوفاء

لايستطيع الكلام او الحراك و اخيه خالد يقف بجانبه كالجدار عيناه محمرتان وفي يده السواط الذي كان يضرب به

علي بوحشيه وجفاء

كانت زوجته تصرخ بخالد بجنون ..وتقول

ماذا فعلت يا خالد لقد قتلته .. علي قد مات ..

اما عبدالله .فقد كان غارقاً في محيط من الحيرة والحزن

.وضع راسه على صدر علي محاولاً سمع دقاته وستشعار انفاسه

ثم رفع راسه

قال وعيناه تتلألأن

الحمدلله .. مازل حياً

. ثم نهض بتثاقل وعيناه تنظران لخالد بغضب وحتقار ..

ثم قال له ويداه ترتجفان ..

.... الا تخاف يوماً تقف فيه بين يدي الله .ليحاسبك على ظلمك وقسوة قلبك

فمنذو توفي والداك وانت تصب جام غضبك على هذا اليتيم المسكين

ماذنبه .. ومالجرم الذي اقترفه ..؟ اخبرني

قال خالد بأنفاس متقطعه..

كان يرمق الفتيات ويرميهن بأبشع الكلمات

شعر عبد الله بأن صبره قد نفد

فأمسك بكتف علي محاولاً رفعه لينقله لمنزله ..

.. وهو يحتسب

حسبنا الله ونعم الوكيل ..
حسبنا الله ونعم الوكيل ..

الا انه لم يستطع حمله .. فذلف بسرعه لبيت ابراهيم .. وطرق الباب وهو ينادي ..

عادل .. مصطفى

سمعت زينب النداء فذهبت بسرعه لغرفة مصطفى

كان مصطفى مستلقي على فراشه ..هائماً في خياله وافكاره .. الا انه نهض بفزع عند دخوله امه عليه ..
قالت زينب بتعجل .
.
مصطفى ..العم عبد الله يناديك اخرج اليه بسرعه

تسلل الخوف والهلع لقلب مصطفى .وقال لأمه بشىء من الأسى والضيق

اتظنين بأن صديقي علي قد اصابه مكروه؟

قالت امه بتضجر ..

لن يحدث سوى الخير ان شاء الله ..انهض يابني وتوكل على الله ..

نهض مصطفى بسرعه ليلقى عبد الله الذي كان ينتظره عند عتبة بيته

فما ان وقعت عيناه عليه حتى سئله بخوف ووجل ..

ماذا حدث يا عمي هل اصاب علي أي مكروه .؟

اجاب عبد الله على عجل ..

تعال معي وسترى بنفسك

دخل عبد الله ومصطفى لبيت خالد .. ليجدوه جالس بقرب اخيه منحني الرأس والدموع تتساقط كحبات المطر من

عينيه... مما اثر الرهبة والحيرة في انفسهم

.فقترب عبد الله من خالد ووضع يده على كتفه .
.
ليقول بستغراب وتعجب..

مادمت خائفاً على اخيك وتبكيه.. لما تقسو عليه هكذا لتؤذيه ؟

نظر خالد لعبد الله بعينان دامعتان .. ثم انطوى على نفسه بألم وكتئاب ..

فقال ويداه تغطيان نص وجهه بتعب وانكسار..

انا لا اكرهه ..ولا اتوق لضرب علي اومعاقبته .. الا اني كلما رأيته ..رجعت للوراء..حيث تلك الليلة الظلماء

كان عمري ان ذاك اربعة عشرسنه اما علي فقد كان يبلغ من العمر سنتان.. اصيب بمرض معدي يدعى( بالجذري)

فنتقل هذا اللعين لوالداي فأودى بحياتهم

..كنت متعلق بهم.. بكيت وتألمت كثيراً لفقدهم شعرت بأن علي هو من تسبب بقتلهم

الا اني اشعر بالحزن عندما اقسو عليه واضربه ...فأختبىء خلف باب حجرتي وابكي ندماً لما فعلته

شعر عبد الله بلأسى لحال خالد فقال له

انت غارق يابني في محيط من التراهات والاوهام ..فلم يتسبب علي او غيره في قتل والديك ..

ان الله يكتب لكل منا عمر لا ينقضي الا بمشيئته سبحانه

قال عبد الله هذه الكلمات ونهض لحمل علي بمساعدة مصطفى

.في هذه الاثناء كانت نرجس مستلقيه على سريرها تبكي بحرقه لما حدث لها .وصديقتها سلمى جالسه بقربها تحاول

تهدئتها والتخفيف عنها

الى ان قالت نرجس لسلمى بعينان دامعتان

انتي تعلمين كم احب يوسف واعشقه ..

فهو عالق كالجذور اليابسه في قاع قلبي

فكيف لأذني ان تسمع صوت اجمل من صوته

وان ترى عيناي اجمل من عينه

شعرت سلمى بأن ماتحمله نرجس ليوسف من حب وشتياق ..تحمله هي ايضاَ لعادل الذي كان يحزم امتعته ليرحل

ومعه قلب اخته النازف ( يوسف)

وبعد مرور ثلاثة ايام لرحيلهما ..اخذت نساء وفتيات الحي يتناقلن ماحدث لأحمد ونرجس في تلك المزرعه لتتحول

تلك القصة لحكاية مسليه يستمتعون بأضافتها لباقي ثرثرتهم وحكياتهم

فما ان وصلت لأبراهيم هذه الثرثرة والاحاديث حتى شعر بأن دمائه تشتعل بين اوردته واوصاله

فأمسك بسكين حاده

وطلب من زوجته زينب احضار ابنته نرجس اليه

  #8  
قديم 02-27-2011, 08:56 PM
 
كان قلب زينب ينتفض خوفاً ورهبه مع كل خطوة تخطوها لتلك الحجره

التي تجلس بها نرجس بشيءً من الألم والحيره

تناجي ذالك الغائب بمرارةً وحسرة

تتمنى ان يأتي لينتشلها من عالمها الممتلىء حزناً والماً وفوضى

وماهي الا لحظات حتى استيقظت نرجس من غمرة افكارها لتجد امها واقفه بقربها ..

تضع يديها المرتجفه على كتفها.. وتمسح بحنان على شعرها .. الى ان قالت زينب وعينيها تنظران لعيني ابنتها

مابك يابنتي فمنذو مدة وانتي تحتبسين بين جدران حجرتك..

فكل من بالبيت..افتقدك و افتقد كلامك ومزاحك وضحكتك

نهضت نرجس لتفرغ كل مايختلج بداخلها بين احضان امها

الا ان زينب تذكرت شيءً ما .. جعلها تمسك بنرجس فجأة.. لتقول لها

والدك منذو قليل طلب مني رؤيتك

ظهرت ابتسامه باهته على شفتا نرجس

لتخرج من حجرتها متجهة للحجرة التي يجلس بها والدها

فما ان وطأت قدماها تلك الحجرة حتى التقت عينيها بعينيه

ليشتعل اللهيب الحارق بين طيات نفسه ..

ويفترس الغضب والغيظ كل جزء من اجزاء جسده

الا انه قال لها متظاهراً بالهدوء والسكينه ..

تعالي وجلسي بقربي يابنتي

تقدمت نرجس ببطىء وجلست بقربه

لينقض عليها كما ينقض النسر الجارح على فريسته ..

يضربها ويشد شعرها من غير شفقه او رحمه ....

حتى هز صوتها المرتفع وصراخها المتقطع .. كل زاوية من زوايا الحجره

وماهي الا لحظات حتى وصل صوتها لأمها واخيها مصطفى..

ليأتو مسرعين وقد ارتسمت على وجوههم علامات الهلع والخوف والرهبه

كانت نرجس ممدده على الارض ..ممزقة الثياب وممتلئه بالجروح والكدمات ..تتساقط الدموع من

عينيها بخوف والم ونكسار..

الا ان هذا لم يشفع لها عند ابيها.. فأمسك بالسكين الحاده ليقتلها ويدميها ..

فأسرع مصطفى ليمسك بيدي والده ويحميها

فقد كانت كالزهرة اليابسه ذابلة..ضعيفه

حتى قال ابراهيم بأنفاس متقطعه ..

اختك جلبت العار لنا

اصبح كل من في الحي لاعمل له سوى الحديث عنا

فقال مصطفى بعد ان اخذ من يدي والده تلك السكينة الخطره

اطمئن يا ابي ولاتقلق فلن اتركها قبل ان اعرف ماهي قصتها

نهض مصطفى ليخرج بنرجس من تلك الحجره الضيقه..

ليذهب بها لحجرتها

فما ان وقعت عيناها على سريرها حتى احتضنته بكلتا يديها ..

ثم رفعت راسها لترى مصطفى مكسوراً حزيناً ..

فقالت له والدموع تتساقط من عينيها لتصل الى اسفل خديها

اقسم لك يا اخي .. بأني لا اعرفه ..

اقترب منها مصطفى

ليقول لها ..

لا احتاج يا اختي لسماع دفاعك .. فأنا اعلم بمدى طهرك وعفاك

الا اني عاجز عن فهمك

وعن فهم مايدور حولك .
.
قال مصطفى هذه الكلمات وخرج من المنزل حائر الفكر مشتت الدهن ..


فما ان وطأت قدماه اعتاب منزله .. حتى سمع صوت شخص ما يناديه

..فلتفت بتجاه مصدر الصوت.. ليجد مراءة

ترتدي عباءة سوداء معدمه .. وتغطي نصف وجهها بقطعة سوداء باليه .
.
لتخرج من فمها قهقهات عاليه

الى ان تقدمت بتجاهه قائله


كيف حالك يامصطفى؟؟

انزل مصطفى رأسه بخجل

ثم اجابها بحيرة ووجل

الحمدلله ..بخير

ثم اردفت مستفهمه

يبدو انك لم تعرفني بعد؟

انا..زوجة خالد .. جاركم

ظهرت على شفاه مصطفى ابتسامة باهته ليقول لها

انا اسف فلم اعرفكً .. علي الذهاب الان ..

فما ان خطت قدماه .

.حتى قالت بعنجهيه وسخريه

كنت أتيه لمنزلكم لأطمئن على نرجس ..فقد سمعت من نساء الحي بما فعله احمد بها

شعر مصطفى في هذه الاثناء

بأن السماء تدور امام عينيه

. وبأن الارض قد تحطمت تحت رجليه

الا انه لم يستطع الحديث او التعليق

فأخذ يسير بين الطرقات .بدون هدفا اودليل

الى ان اوصلته قدماه لمنزل احمد

وقد اشتعل قلبه حقداً وغيظ
اً
وماهي الا لحظات

حتى خرج من منزله مسروراً منشرحاً ..

ليوقفه مصطفى بعينان تشتعلاًن كرهاً ومقتاً

نظر احمد اليه متعجباً ثم قال

مابك يافتى ؟

لما تقف في طريقي هكذا ؟

فشتاظا مصطفى غضباً ..ليمسك بقميص احمد مستحقراً

وسئله مستفهماً

اخبرني ماذا حدث لأختي خلف اشجار تلك المزرعه؟

ولما تتحدث الالسن عنها بسببك دون شفقة او رحمه ؟

امسك احمد بيدي مصطفى بقوة

ليبعدها ويقول بغروراً وقسوة ..

ليس من الائق ان ترفع يديك على سيدك

شعر مصطفى بأن روحه ستخرج من جسده..

لفرط الالم المتراكم على كاهله

فقال بصوت مرتفع

خسئت ..

ضحك احمد بسخريه .

.الا انه تذكر شيءً ما جعله يقول مستغرباً

اتعلم بأن ملامح وجهك تشبه شخصاً اعرفه

قال مصطفى بغضب..

لا علاقة لي بشخص تعرفه

قال احمد وقد ظهرت على شفاهه ابتسامة بارده

ان لم تكن تعرفه ..

فلابد بأنك قد سمعت عنه

فهو يقطن في احدى بيوت الحي

تنفس احمد بعمق ثم اكمل حديثه..



اسمه عادل

فقال مصطفى متعجباً

منذو متى واخي يقبل بمصاحبة امثالك؟

فما ان قال مصطفى هذا حتى تسمر احمد في مكانه ..

نرجس اخت عادل؟

شعر احمد بأن الكون بأسره يدور بين عينيه ..

ليذهب بتجاه منزله حائراً وحزين ..

حتى سمع صوتاً ما..يناديه

فالتفت لمصدر الصوت ليجد ابيه ..

كان قصير القامة ..ممتلىء الجسم ..كثيف الشعر .. منتفخ البطن ..ذو انف كبير الشكل وعينان

صغيرتان ..سوداوتا اللون

جلس بقرب ولده احمد

ليقول وقد ارتسمت السعادة على ملامح وجهه المجعد

من الجيد بأنك لم تخرج من المنزل بعد .

. كنت اود الحديث معك في امراً هام




قال احمد بتعب ..

فيما بعد يا ابي ..

.اشعر بألم في راسي يكاد يقتلني ..

فما ان قال احمد هذه الكلمات حتى نهض والده بستياء

الا انه قال

لقد تحدثت مع بنت عمك
.
وهي موافقه على الزواج منك
.
فقال احمد متدمراً

حسناً

عادت زوجة خالد لمنزلها وقد اشتعل الغيظ والغضب بين طيات نفسها ..

فلم تستطلع معرفه مايدور في منزل جيرانها

فقررت الصعود للأسترخاء في حجرتها ..

الا انها سمعت صوتاً ما افزعها ..

وما ان التفتت حتى وجدت

علي واقفاً في الجانب الاخر منها ..

فحاولت رسم ابتسامة مزيفه على شفتها

لتقول له مستفهمه

كيف حالك الان؟

سيفرح خالد كثيراً حين يراك

قال علي وقد بدأ على وجهه التعب والاعياء

اشعر بالتعب والارهاق ..سأذهب لحجرتي لأنام وارتاح

توجه علي لحجرته ليجدها كالمخزن

ممتلئة بالحاجيات والاغراض
  #9  
قديم 02-27-2011, 10:12 PM
 
قال علي وقد بدأ على وجهه التعب والاعياء

اشعر بالتعب والارهاق ..سأذهب لحجرتي لأنام وارتاح

توجه علي لحجرته ليجدها كالمخزن

ممتلئة بالحاجيات والاغراض


الا انه استلقى على الارض ..ليغط في نوماً عميق ..
..وماهي الا لحظات حتى استيقط على صوت زوجة اخيه

تقول بشيءً من الانكسار والضيق

الم اقل لك ياخالد بأن اخوك علي يكرهني ويمقتني

فمنذو اتى وعيناه تشتعلاًن حقداً وكرهاً لي

فقد سرق كل ذهبي ومالي !!

فما ان سمع علي هذه الكلمات

حتى نهض ووجهه ممتلىء بالخوف والهلع والاعياء

كان يشعر برغبة تدفعه للدفاع عن نفسه المدهوسة تحت الاقدم

الا انه ظل جامداً كالجدار

فقد اعتادت كلماته على الاحتباس بين قضبان صدره بوجع والم ونكسار

كان ينظر لأخيه بعينان دامعتان .

وهو يبحث في حجرته بدون خجل او حياء

ليجد خالد قطعة من القماش مختبئة خلف احدى الحاجيات .

وما ان فتحها حتى وجد الكثير من الذهب والمال ..!!

فتوجهت عينا خالد لعلي بشك وغضب وحتقار ..

فقال علي ويداه معلقتان بمقبض الباب .

لن ادعك هذه المره يا اخي تنعب يداك في ضربي ..

فقد قررت معاقبة نفسي بنفسي

فما ان قال علي هذه الكلمات حتى خرج من المنزله تائهاً بين الاحياء و الطرقات

الى ان اعياه العطش والجوع والارهاق .. فقرر المكوث على عتبة احدى البيوت ليرتاح

وماهي الا لحظات حتى خرجت امراءة عجوز تحمل في يديها وعاء ممتلىء بالطعام والماء..

لتجد علي جالساً عند عتبة بيتها بحزناً ونكسار

فقتربت منه سائلة اياه ..

أنت غريب عن هنا اليس كذالك؟

احنى علي راسه .ليقول بأسى

نعم

ابتسمت العجوز لتقدم بيديها النحيلتين الطعام له
.
.الا انه تراجع للخلف وقال بخجل
.
شكراً لست جائعاً

فقالت العجوز بصوت خافت لايكاد يسمع

تبذو ولداً طيباً.. انهض يابني ودخل الى منزلي .. فانا اعيش في هذا البيت الكبير بمفردي ..

حاول علي رفض طلبها ..الا ان الحاحهاا..جعله يرضخ لها ..

فما ان دخل منزلها حتى وقعت عيناه على ساحة واسعه ..ممتلئة بالحجر الفارغه ..

تقدمت العجوز ببطىء نحوه لتقول وهي

تضع الطعام والماء على الارض بقربه ..

ثم قالت
منذو ان مات زوجي وانا اشعر بأني قد مت معه

لا احد يتحدث معي ولا احد يسمع لي

فلم يرزقني الله بولداً يحملني في كبري

فما ان قالت العجوز تلك الكلمات حتى ذلفت لأحد الحجر لتحضر وسادة وغطاء

لتضعهما بجانب علي الذي شعر بلأمان والاطمئنان ..

لتمتد يده لأناء الطعام ..

الا انه تراجع فجأة ليسئلها بخجل وستحياء

لمن كان كل هذا الطعام ؟

فأجابت العجوز ببتسام ..

كنت ذاهبه لبعض الايتام...

فهم فقراء لايملكون ثمن الغداء او العشاء

ابعد علي يده عن الاناء

لتنظر العجوز لعيناه الذابلتان

وتقول بشفتان ترتجفان

لا تندم يابني ولاتخجل ,

فلدي المزيد من الطعام

وما ان قالت العجوز هذه الكلمات حتى التهم علي كل مافي الاناء

حتى اثقل معدته بالطعام .. وشعر بشيءً من النعاس ..

ليمتد على الارض وعيناه مغلقتان ..

فقتربت العجوز من عيناه .. لتطمئن بأنه قد نام ..

لتذهب لأحدى الحجر بسرعه وتحضر الحبر




و بعض الاوراق..

جلست بقربه وامسكت بيداه .. لتغرق اصبعه بالحبر بخوفاً وحذر

لتطبعه بين صفحات اوراقها وعيناها تنظران لعيناه المغلقتان بضيقاً وضجر ..

كان احمد في هذه الاثناء يسير بين الطرقات ....بدون هدف ..

انفاسه قد ختنقت

وافكاره قد تشتت

رفع راسه للنجوم متأملاً

ثم انزل راسه .. ليتحدث لنفسه قائلا ً

غدا تعود ياعادل من سفرك

لتجد كل من بالحي يتحدث عن اختك

بسبب صديقك ورفيق عمرك

يالهي ماذا افعل؟

ووالدي يريد مني الزواج من ابنت عمي ايضاً

وبينما هو غارق بين طيات افكاره
.
تنبها فجاءة لفكرة ما جعلته ينهض من مكانه

ليتجه لمنزله وقد ارتسمت السعادة على وجهه ووجدانه

.فما ان وطأت قدماه اعتاب بيته .. حتى التقت عيناه بعيني والده

الذي كان جالساً بقرب الباب ينتظره

القى احمد التحية عليه

فقترب والده بخوفاً اليه

..ليقول وقد تساقط العرق من جبينه ليصل الى خديه

الساعة الان الرابعة صباحاً .. اين كنت يابني فقد قلقت جداًَ عليك

فقال احمد وقد بدأ التعب والارهاق ظاهراً عليه

اريد التحدث اليك في امراً هام .

جلس والده على احد الارائك ليقول بهتمام

خير ان شاء الله

تقدم احمد وجلس بقربه..

ليحكي تفاصيل ماجرى لنرجس وله

حتى تنفس بعمق فور انتهائه

ليقول لوالده

اريد الزواج بنرجس يا ابي

وما هي الا بضع ساعات حتى اشرقت السماء ..

..لتخرج سلمى من منزلها متجهة لبيت جيرانها

وقد تسارعت دقات قلبها

..وانتفض كل ركن من اركان جسمها

لعودت ذالك الساكن بين طيات نفسها

فما ان اقتربت لتطرق الباب

حتى سمعت صوت نحيباً وبكاء .

. لينتفض قلبها خوفاً وهلعاً وفتجاع

الا انها فتحت الباب بيدان ترتجفان

لتجد نرجس مستلقيه على الارض بنهيار

وعيناها بالدموع غارقتان ..

لتسرع نحوها قائلة بقلق وختناق ..

مابك ؟

اخبريني؟

لما تبكين ولما تصرخين .؟

واين ذهبت خالتي زينب؟

نهضن نرجس لتحتضن سلمى ..

ثم قالت بأنفاس متقطعه

لقد علم عادل بما حدث. فاخذ يهدد ويتوعد

ثم خرج مع مصطفى للبحث عن احمد ..

اما امي فلا اعلم اين ذهبت

اني خائفه .. خائفه جداً ..ياسلمى

شعرت سلمى بان قلبها ينتفض خوفاً ورهبه على عادل ..

الا انها قالت محاولة التخفيف عن نرجس

استعيذي بالله من الشيطان

فلن يحدث أي مكروه بأذن الله

فقالت نرجس وقد بدأ على وجهها الاعياء

ارجوك ياسلمى افعلي شيء
ً
قالت سلمى متعجبه

ماذا عساي ان افعل؟

لتردف نرجس بوجهها الشاحب قائله

منذو مده وانتي تذهبين لأم طه ..

فمن المؤكد بأنك تسطعين كتابة رساله

قالت سلمى مستغربه

لمن الرساله؟

نهضت نرجس لتلحق بها سلمى

حتى دخلت لحجرتها واغلقت الباب خلفها ..ثم احضرت لسلمى دفترها وقلمها

وقالت لها

ارجوكٍ ياسلمى انقشي كل كلمة اقولها لكٍ

لتصل بكل المها لمن يملك روحي وقلبي

اخذت سلمى نفساً عميقاً لتكتب

بسمه تعالى

اعلم بأنك ستتعجب لجرئتي ..

وكيف اني استطعت بمكر النساء ايصال رسالتي
..
رجائي فقط ان لا تعتبر هذا وقاحة مني


اريد ان اعترف لك بشيءً ما يشغلني

.. لطالما حاولت اخفائه داخل قلبي

انا احبك ..يايوسف اكثر من نفسي

ارجوك لا تصدق أي كلمة تقال عني
..
اغمضت نرجس عيناها المتألمه

ثم اردفت قائله

اوصلي رسالتي ليوسف ... ارجوكٍ ياسلمى

شعرت سلمى بحرارة تتسلل كالسم بين اوردتها
.. لتقول وعينيها تنظران لصديقتها ..

أأنتي جاده .في هذا يانرجس؟

غطت نرجس وجهها بكفيها

لتدمع بغزارة عينيها

حتى قالت بين بكائها وانينها

اريد اخباره بنفسي .. قبل ان يسمع من غيري .. فيكرهني ..

ارجوك ياسلمى قفي الى جانبي

اخذت سلمى تفكر لبرها ..

ثم قالت وقد اعتصر قلبها

اين اجده ؟

قالت نرجس بعد ان مسحت دموعها بكم ثوبها

لقد سمعت من اخي عادل بانه دائم الذهاب لمزرعة عمه

تنفست سلمى بعمق

لتلملم اطراف عبائتها ..لتهم برحيل بعد ان اخذت الرساله من صديقتها

الا ان نرجس استوقفتها قائله

لن انسى لك هذا ياسلمى

خرجت سلمى من منزل عادل لتذهب مسرعة لمقابلة يوسف

.فما ان وطأت قدمها اعتاب تلك المزرعه .. حتى شعرت بشخصاً ما يقف خلفها ..

لتسقط رسالة نرجس من يدهاااا
  #10  
قديم 02-27-2011, 10:19 PM
 

استيقظ علي فجأة ليجد تلك العجوز جالسه.. بجانبه ..


.فنهض بتثاقل ليقول وعيناه مغلقتان


صباح الخير يا اماهـ


الا انه لم يسمع أي جواب .
.
فقد نهضت تلك العجوز مسرعةً لدورة المياه .. لتحضر وعاءً ممتلىء بالطين والاوساخ
ً
تعجب علي لما رأته عيناه.. ليقول لها


لما تحملين هذا الوعاء يا اماه ؟


فقالت العجوز ببتسام ..


خذ هذا الوعاء لتصعد به فوق منزلي للبناء ..


فهو مهترىء كما تراهـ


قال علي بستغراب ..


انا لا اعرف للبناء


اردفت العجوز لتقول بشىء من الغضب والاستهزاء


اتظن بأني سأجعل منزلي ملجأً للمتشردين والتائهين


. ان كنت تريد العيش بسلام


عليك بطاعتي دون عتراض


شعر علي في هذه الاثناء بلأختناق


واخذ جسمه النحيل يزداد ارتجاف


لما تراه عيناه من ظلم وضتهاد


ليقول بعينان دامعتان


اعتذر..لتطفلي


.فلم اكن اعرف بأن بقائي سيزعجكٍ مني


.اعدك باني سارحل ولن تريني


نهض علي ليرحل .. الا انه سمع شيءً ما جعله يقف متصنماً


فلتفت لتلك العجوز متعجباً


ليقول لها مستفهماً


مالذي حدث لك ؟


لما ترغبين بأذلالي واهانتي ؟


ارجوكٍ دعيني وشأني


فما ان قال علي هذا


حتى اخرجت تلك العجوزمن جعبتها ورقة صفراء مهترئه


ثم قالت بمكراً وخبثاً


عليك بدفع الف ريال


ثمناً لطعامك ومبيتك في منزلي ..


وهذه الورقه تثبت صحة كلامي وقولي ..


امسك علي بتلك الورقه


بيدين مرتجفتين ..


لينظر لها بعينين ذابلتين ..


فما ان انتهى من قرائتها


حتى قال لها ..


لاعلم.. لي.. بما هو مكتوب بها


ولا اعرف كيف وصلت بصمات اصابعي لها


فقتربت العجوز منه لتأخذها ..


ثم قالت بعد ان ارجعتها في مكانها ..


اعلم بأنك لاتملك قرشاً واحداً ..ولهذا ساكون كريمة معك .. وسأجعلك تعمل عندي خادماً ..


هيا امسك بالوعاء وصعد به للبناء ..


قال علي بشفتان ترتجفان ..


ماذا لو رفضت طلبك .. وعصيت اوامركٍ


قالت العجوز بعد ان ضحكت بسخريه ..


حينها سأذهب للشيخ واشتكيك ليحبسك ..


شعر علي بلهيباً حارقاً يتسلل بين انفاسه .. ليصل الى روحه وقلبه ووجدانه ..


كما شعر بأن زوجة اخيه تقف بكل ظلمها وقسوتها امامه ..


في هذه الاثناء كان احمد جالساً بقرب والده ..يحاول اقناعه بطلبه


الا ان والده كان غاضباً من تصرفاته وطيشه


فقال وقد ارتسمت علامات من الغضب والضيق على وجهه


وبنت عمك (ندى)ماذا اقول لها ؟


كيف لي ان اكسر قلبها ؟؟


واخبرها بأنك ستتزوج بغيرها؟


بعد ان رأيت السعاده تترقص امام عينها ؟



قال احمد بتلعثم ..


اخبرها بأني لا استحقها ..فهي تستحق من هو افضل مني


ارجوك يا ابي ساعدني .




.ان لم اتزوج بنرجس فلن اتزوج مدى عمري


فما حدث لها بسببي يقلقني ويأرق مضجعي


اخذ والده نفساً عميقاً ليقول .بضجر .


احتاج لبضعت ايام لأفكر بالامر ...


الا ان احمد قال وقد نفذ صبره ..


لا استطيع الانتظار اكثر..


فعائلة الفتاة متحجره ..فوالدها قد يقتلها ..


دعنا نذهب الان وفكر لاحقاً في الامر


نهض والده بتثاقل وعناء ليذهب لبيت ابراهيم الممتلىء حزناً وبكاء


في هذه الاثناء


.. كان عادل يقف متصنماً كالجدار ...


ينظر لسلمى بعينان عاشقتان ويتمنى لو انها رفعت ذالك الغطاء


.. ليرى عينيها الناعستان .


. وماهي الا لحظات حتى تنبه ليديها المرتجفتان ..


ليقول لها..


مالذي أتى بك الى هذا المكان ؟


فـأجابته بخجل وارتباك


كنت أتيه لأجمع بعض الرياحين والازهار..


فرتسمت بتسامة ناعمه على شفتاه .
.ليتنبه لزهرة حمراء متدليه على غصن من الاشجار ..


فقطفها ليقدمها لتلك الفتاة


..التي غرقت في محيط من الخجل والحياء


فقد كان العرق يتساقط من جبينها كالامطار..


وقلبها يرتعش بخوف ورتجاف


لتقول بعينان لامعتان


.. عليا الذهاب الان


وما ان قالت هذه الكلمات ..


حتى ذهبت مع الرياح ..


وماهي الا لحظات حتى تذكرت


تلك الرسالة الصماء


.فأسرعت برجوع لذالك المكان .
.
. الا انها رأت شيءً ما جعلها تقف كالجماد


فقد كان عادل يقراء تلك الرسالة


بشفتان ترتجفان ..


فما ان انتهى من قرائتها ..


حتى تنبه لوجه سلمى..


ليقول لها ..


يوسف ليس هنا ..


هل تريدين ان اوصلها..؟؟


فقالت سلمى وقد تفتت قلبها


صدقني ياعادل لا علاقتي لي بما هو مكتوب بها


ضحك عادل بسخريه


ثم قال لها ..


لاتخافي ياسلمى فلن اخبر احداً


وضعت سلمى يدها على ثغرها .


.لتخرج الدموع بغزارة من عينها


حتى قالت بأنفاس متقطعه ..


انها ليست لي


ليقول عادل بغضب ..


لمن هذه الرسالة اذاً


قالت سلمى ...


انها لـ......


فلم تستطع اكمالها ..


ليشعر عادل بالغيظ والغضب منها


فقترب وامسك بذراعها


ثم قال لها
.
اخبريني لمن .هذه الرساله .. لمن؟.؟


فما ان قال هذه الكلمه حتى سقط غطائها ..


لتلتقي عيناهما ..


فما ان رأى عادل الدموع تسيل على خدها ..


حتى شعر بالشفقه ..ليتركها ..


الا انها قالت بحرقه


انها لـ...
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية زهرة النرجس سنفونيه من العشق والرومنسيه (جريئه) / بقلمي zhrt al narzees أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 41 01-19-2011 07:28 PM
مغرم الرومنسيه. سآحب فرآآمل أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 05-09-2009 12:55 AM
سنفونيه ضوء القمر ... &..شهد الورود..& أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 03-27-2009 03:52 PM
ما الحب ما الرومنسيه top girl أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 12-21-2008 12:02 PM
امبراطور الرومنسيه دهوكى قصائد منقوله من هنا وهناك 2 03-25-2007 07:58 PM


الساعة الآن 07:37 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011