06-10-2011, 07:08 PM
|
|
السلام عليكم شكرا للجميع على الردود والتشجيع والبارت ده طويل لاجلكم.
البارت الحادى عشر ذهبت ديمة الى عملها .. ولكن ليس ككل يوم .. عادل ومى لم يكونا موجودان بالطبع ..بعد حفل خطوبتيهما الساهر .. جلست ديمة وحيدة بمكتبها .. تحاربها افكارها وتساورها الشكوك المختلفة .. تحاصرها الظنون اينما ذهبت ..اى كارثة حطت فوق راسها .. سلمت امرها لله .. ودعته ان ييسر لها الامور .. ويعينها على ما ابتلاها به .. ودعته بكل تضرع ان يسلم خالدها .. ويبعده عن الامر تماما .. وبمجرد تذكرها طيف خالد ..انهمرت الدموع من عينيها . لم تنم ليلتها بالامس..الالم يشع من وجهها .. والحيرة تبدو ظاهرة تماما من عينيها.. والخوف كلمة قليلة على ما تكابد.. وضعت راسها بين كفيها .. وبينما هى تحارب هواجسها .. وتحاول ان تجد حل .. واذا بوجيه يدخل مكتبها دون استئذان .. وبوجه عابس .. وملامح مشدودة .. امرها بقسوة ان تتبعه الى مكتبه .. لم تجادل .. انها المرة الاولى التى تراه هكذا .. لم تره عصبيا هكذا قبل اليوم .. ولكن لا باس .. لقد رات وجهه الاسوا والاوحش بالامس .. كيف كانت تظنه ؟..انه قاتل ..اجل قاتل . برغم انها تعلم ان الموقف خطر وانها الان فى عش الدبابير كما يقولون..وعلى اعتاب مواجهة ساخنة مع وجيه .. الا انها لم تفكر قط بما تقول .. ولم تحاول ان تجد الكلمات لا المناسبة ولا غير المناسبة .. ستلتزم الصمت الى ان يقول ما يريده .. او بالاحرى ما تريد ان تتاكد منه.. وستجيب كما تشعر وكيفما ياخذها الحوار معه . وصلا الى المكتب ولم تكن السكرتيرة الخاصة به –ذات عيون القطة كما تلقبها مى دائما- فهى المرة الاولى التى يجىء فيها وجيه باكرا هكذا .. جاء قبل موعده بساعتين تقريبا .. وجاء فى غير هندامه الكامل .. كمن يجابه شيئا يعادل ما تمر به ديمة ان لم يكن اشد.. فحيرته بادية عليه اكثر منها .. ويبدو كمن يكتوى بنار اشد مما تعانيها ديمة .. بالطبع .. فيكاد امره يكشف .. وديمة هى السبب .. هكذا فكرت ديمة. فتح باب المكتب وامرها بالدخول واغلق الباب خلفه بقسوة.. خانتها شجاعتها فى تلك اللحظة .. شعرت بقشعريرة تسرى بجسدها ..لكنها تمالكت نفسها بحيث لم يبد عليها اى مما شعرت به . جلس الى مكتبه وامرها بالجلوس ..فعلت ولم تفه بكلمة .. كان من المنطقى ان تساله سبب استدعائه العسكرى هذا ..الا انها لم تفعل .. وهو لم يستغرب ذلك ..وكأن كل منهما واثق بما يدور بخلد الاخر ..وضع يده تحت ذقنه ونظر اليها مطولا .. اخجلها ذلك ولم تستطع اخفائه ..لم يستمتع بخجلها كما كان يفعل دائما .. بدا وكانه يثار منها ..ويذيقها ما يعلم تماما انه يربكها ويفقدها هدوءها..اضطرها صمته ان تبدا هى بالكلام على خلاف العادة كان حديثها مباشرا متناسية تماما انه رب عملها ..وبطريقة تقترب لبعض الوقاحة سالته
-لماذا جئت بى الى هنا؟ امعن فى النظر اليها واجاب ببرود
-الا تعلمين؟
-اعلم ماذا؟
-حسنا يا ديمة ..ليس هذا وقت المماطلة فى الرد ..او تلك المراوغة التى لن تفيد وستودى بك حتما . -لا اراوغ . اخبرنى بما تريد قوله ولننه هذا الامر . قام من كرسيه وجلس قبالتها واجابها بشدة وحدة لم تستغربها
-اسمعينى جيدا .. هذه ليست لعبة .. ليس تلك المرة ..انتى تسببين لى المشاكل مذ قابلت هذا الاحمق ..ولا ادرى حقا ما افعله بك.
-الم تحاول قبلا ان تنتهى منى وفشلت بذلك؟ لا تعلق فشلك على من فضلك تسمرت عيناه عليها قليلا قبل ان يجيب وكان على وشك قول شىء ولكنه عدل عن ذلك ..وقال بفراغ صبر
-اعيدى تلك الاوراق ولننته من تلك المشكلة.
-اية اوراق ؟.لا اعلم عم تتحدث؟ انفجر غاضبا دون جماح وصرخ بها بحيث اجفلت
-كفى عن ذلك.اخبرتك انه ليس وقت المراوغة ..الامر خطر ..اعطينى تلك الاوراق التى اعطتها لك ارملة الرجل ..ودعينى اعالج الامر من هنا ..انتما لا تعلمان اى باب تطرقان ..واى جحيم سينصب عليكما.هل تفهمين؟ اجابته بنفس الحدة
-ساقول كلامى هذا مرة واحدة..لن اسلمك شيئا.ساسلم تلك الاوراق للجهات المعنية ..لا شىء يمنعنى ..هل ستحاول قتلى مرة اخرى ..اشك بذلك ..فقد تركت اوراق بوصيتى تفيد بما حدث ..وصورت المستندات ..ولا بد ان امرك انكشف ..بحياتى او بموتى انت منهى امرك.
لم تكن صادقة باى حرف قالته ..هى امنت نسخة وحيدة فى حال اضاعت النسخة الاصلية ..وقد خافت حقا..فلا احد يعلم بالامر ..ليس الا...........لا ليس من المعقول ان يقتلوا المراة ايضا..ان فعلوا فستنتهى القضية ..يا لها من حمقاء..كيف لم تحسب لهذا الامر حسابه ..هكذا فكرت ديمة وتمنت ان يصدقها وجيه..توقع صراخه..غضبه ..اى شىء يفعله ..ولكنها لم تتوقع ابدا ما حدث..فقد قام من مجلسه وجذبها من على الكرسى واحاطها بذراعيه ..واحتضنها بشدة ..وبصوت هامس ..والغريب انه صادق طلب منها ان تتزوجه .
اجفلت ديمة من تصرفه ..واذهلتها المفاجاة بحيث تاخر رد فعلها .. انسلت من بين يديه بقسوة ..ولم يحاول منعها ..بل بدا مستعدا لاى رد فعل منها .. كما لم يكن نادما على ما فعل ..نظرت اليه بعينان مذهولتان اكثر منهما غاضبتان..يا له من وغد..علم انه لن يتمكن من قتلها فقرر ان يتزوجها لاسكاتها ..هكذا فكرت ..وثارت ثائرتها -من تظن نفسك؟ انت مجرد قاتل حقير دنس ..انا اتزوج قاتل مثلك ..انت مجرم قذر وانا لا اطيق ان انظر بوجهك عدة دقائق دون ان اشعر بالغثيان والقرف ..هه ..اتزوجك ؟..واخبر اطفالى منك عن اباهم القاتل المرتشى؟..اقول لهم ان هذا من اخترته ابا لكم ؟..انبتهم بمال ملطخ بدماء الابرياء ..؟.اهوى بهم ومعهم فى قعر جهنم بذنبى لنفسى وذنبى بحقهم ؟..ماذا اخبر ربى ؟ واحيا عمرى كلة منتظرة القصاص العادل فى ابنائى منك جراء ما فعلته بابناء الناس ..يا لك من وغد ..لم تستطع قتلى فقررت استمالتى بزواجك منى ..انس هذا الامر ..فلن افعل مهما حدث ..وانى لافضل الموت على زواجى منك. انهت حديثها وافرغت شحنة غضبها ..ولم تعلم مقدار الاسى الذى سببته كلماتها الجارحة الا بع ان رات ذلك بعينيه ..كانت قاسية ..لكنها لم تندم على اى حرف مما قالت..اسدل جفنيه على ما قالت ..كانها كانت سهاما اخترقته ومزقته ..لم تتخيل مدى الالم الذى تملكه وسيطر عليه ..ابتلع كل اهاناتها ..كمن يسدل الستار على مشهد قرر ان ينهيه..عبر تلك الموجة دون ان يدافع ..امتلا قلبه الما واغلق بابه دون كلمة ..ولكنه لم يحتمل تهمة واحدة قرر ان يزيلها عنه بكل ما يملك..اتهمته انه لا يحبها ..وانه يريد اسكاتها ..قرر ان ينفى ذلك ..اراد ان تبرئه من تلك فقط ..لانها كانت الاهم لديه . وبصوت حزين يحمل الكثير من الاسى اجاب
-هل هذا ما تظنين؟ صمت قليلا ثم استطرد
-هل تظنين اننى اريد ان اتزوجك لاضمن ولائك؟ هل .....تظنين اننى لا احبك؟ لا يا ديمة ..احببتك من اليوم الاول لكى هنا ..احببتك لاجلك ..ولانى احبك واعلم جيدا انك لا تحبينى لم اعرض الامر عليك قبل اليوم..ولكن الان..و ايضا لانى احبك اعرضه لكى احميكى.
-هه.-ضحكت بسخرية- حقا تحبنى..اثبت لى ذلك عندما حاولت قتلى..يا له من حب. انفجر بثورة جديدة ..وذهب نحوها وشد ذراعها بقسوة
-لم افعل.ايتها الحمقاء الغبية ..انا من انقذتك ..انا من ارسلت سيارة اخرى تعترض طريقهم كى تهربى ..وانا من ارسلت البدو ليجدوكما انتى وفتاك..انه لا يستطيع حمايتك منهم ..فى الحقيقة لا احد يستطيع ..عارضتهم يوم انقذتك ..ولن يقبلوا بالامر مرة اخرى ..هل تظنين اننى صدقتك تهديدك بشان الوصية ؟..انك مراقبة منذ الحادث..هم يعلمون كل صغيرة وكبيرة لا تعرفينها انتى عن نفسك..انتى لا تعلمين ما انت به ..ولا تقدرين الامر..انتى لا تعلمين من هم حتى ..لا تعرفى مدى سلطتهم ..احاول انقاذك وانت تزيدا الامر سوءا..ارجوك يا ديمة ..تزوجينى فاسوى الامر معهم ..واتمكن من حمايتك . اذهلتها كلماته..ماذا؟..وجيه الذى طعنته بكل اسلحتها ..الكلامية والانثوية برفضها له..هو من انقذها ..وهو من يحاول الان انقاذها مرة اخرى .. ومراقبة؟؟؟..اذا يعرفون بامر خالد وقد يؤذونه .. كيف ترد عليه ..تحدى المافيا وعرض نفسه للخطر لاجلها .. ليته لم يفعل .. طعنتها الان نافذة وبمثابة ضربة قاضية لكل ما خططت له .. اذا لم تعلم ما فعله لاجلها لسارت بالامر دون ان تشعر بالذنب نحوه..ولكن لا فما فعله ليس له مبرر به .. ولا شىء يجعلها تسامحه .. قد تفعل بشان ما تعرضت له .. ولكن دماء الرجل البرىء النقى .. والمرضى من الاطفال وغيرهم .. لا لن تسامحه بشانهم .. لن تضعف .. ولكن شىء ما بداخلها ..عرفان بالجميل ربما ..يمنعها ..او يبطىء ما تريده..لا .. ليس كذلك ايضا .. انها ترد احسانه اليها بالقصاص .. خالد .. كل ما تتمناه الا يكون طرف بذلك وان يظل بمامن .. كادت تسقط لولا ان وجيه ما زال ممسك بها .. وعندما ترك يدها تهاوت على مقعدها مشدوهة حائرة ..فاقدة كل تركيزها .. والكلمات متجمدة على لسانها .. ترتجف شفتاها من هول الموقف ..يكاد راسها ينفجر .. وتمنت من كل قلبها ان يتوقف بها الزمن ولا يحرك ساكنا .. فقد وعت وبوضوح حجم المشكلة التى اصبحت بها طرفا رغما عنها. ساد الصمت بينهما طويلا ..كان خلاله جلس وجيه قبالتها ينتظر قرارها .. كما ينتظر ان تستوعب ما قالت .. انه يحبها حقا .. ونادم تماما على تورطها بالامر .. هى كل ما تقلقه تقريبا ..فهو يعلم تماما ان المافيا ستحاول بل ستقرر القضاء عليها .. هو قلق بشانها .. وهى قلقة بشان خالد .. كل منهما يحمل نفس الجرح تقريبا .. كل منهما يشعر انه ورط شخص برىء بمشكلة كبيرة ليس له دخل بها .. كلا .. ليس شخص برىء فحسب .. بل حبيب ..فمقدار حبه لها .. قد يعادل حبها لخالد .. تتدافع الافكار والهواجس نفسها ببالهما .. ربما هذا الامر الاول الذى يتفقان به . ديمة جالسة ومسدلة جفنيها دون تركيز ..تفكر .. ووجيه يحتويها بنظراته المتالمة .. نظراته اليها تحمل الحب والخوف والشفقة ..والحزن الدفين والرجاء .. معانى كثيرة ..ولكن ديمة لم تلحظ اى من ذلك .. فكانت تحاول ان تجد ما تقول .. وكان يبدو انها توصلت لما تقوله . وبقلب نابض ومضطرب استعد وجيه لما قررته ..وكان روحه تكاد تفارقه .. وكان بكلمتها كحد السيف تقرر بها حياته او موته .. وكانه حكم براءة او اعدام .. تنسحب روحه حين يظن انها ستغادره .. وتدب فيه الحياة من جديد عندما يظن العكس . لو كنتم مكانها ما الذى كنتم لتقرروه .. من تختارين ..خالد ام وجيه ؟ البارت ده طويل يا رب يعجبكم على فكرة...... لسة الاحداث اللى جاية فيها اثارة جامدة يا رب تعجبكم. |
__________________ يوما ما ستشرق شمس الامل
التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 07-11-2015 الساعة 01:33 PM |