06-26-2011, 03:18 PM
|
|
البارت الرابع عشر استيقظت ديمة بعد عدة ساعات .. فبالرغم من كونها مجهدة ونامت عدة ساعات ..الا ان كونها بمكان لم تعتده اضافة الى كونها مخطوفة لم يمكنها من الاستمرار بنوم هنىء ..
كانت ساعة واحدة باقية على الفجر وبزوغ انواره .. ففكرت انها ورغم تهديدات عمر البارد هذا يجب ان تحاول الهرب ..
بدلت ملابسها بسرعة وارتدت سروالا ضيقا على غير العادة كى تسهل حركتها وقميص باكمام طويلة ومريح .. وغطت شعرها سريعا بحجابها السابق .. فلم يكن بخزانتها اى حجاب .. نظرت حولها نظرة سريعة وببطىء وحذر خرجت من الغرفة دون ان تحدث صوت .. ونزلت سلالم طويلة على اطراف اصابعها ومن ثم الى الباب الخارجى ثم البوابة الخارجية ..
كان الحظ الى جانبها اذ كان الحارس فى الحمام على ما يبدو .. ففيلا ضخمة كهذه وفى وجودها لا بد من حراسة مشددة .. كما انها تذكر جيدا هؤلاء الرجال الصخور الذين جاءوا بها الى هنا .. ومنعوها من الخروج عندما ارادت .. وللحظة تخيلت الرشاشات المصوبة نحوها اذا ما اكتشفوا امرها .. واقشعرت لذلك ولكنها طردت الفكرة من راسها لتكمل محاولتها ..
مشت الى المراب لتجده مغلقا ولم تجازف بفتحه لانه عندها سينكشف امرها بالطبع .. فضلت السير قليلا علها تجد بعض التحضر وتستغيث باى احد .. واقنعت نفسها ان حديث خاطفها ليس الا لمحاولة ثنيها واحباط عزيمتها اذا ما فكرت فى الهروب
وان فيلا كهذه بهندستها ورفاهيتها لا بد وان تكون بمكان به بشر .. وانه لا بد ان هناك من يجاورهم وان كان على مسافة ما منهم
وبالرغم من وحشة المكان الذى افترشته الرمال الصفراء .. وبالرغم من السكون المرعب حولها لم تفقد شجاعتها بالاكمال ..
كما انها لم يعد لديها الخيار فى العودة .. فان كانت نجحت فى الخروج دون ان يعرفوا بالامر .. فمن المستحيل ان يحالفها الحظ فى عودتها ..
اكملت سيرها ولم تجد اتجاها تطمئن اليه فسارت على غير هدى .. ومرت نصف ساعة مشيا ولم ترى اى من معالم الحياة حولها .. وفوجئت بحركة غريبة حولها واصوات ذئاب تعوى ..
وارتعدت عندما التفتت خلفها .. ثلاثة ذئاب احاطتها .. تسمرت لعدة دقائق .. ثم جرت قليلا قبل ان تسقط من شدة رعبها .. اقتربت منها الذئاب لتنهشها .. ففكرت بحماقتها عندما خرجت من المكان .. وضحكت بسخرية لما ظنته ممكنا وتمنت من اعماقها لو لم تخرج من هناك .. وان برودة عمر كانت ارحم كثيرا من حرارة الالم الذى ستتعرض اليه للتو .. وانه فى اسوا الظروف ان فكر فى قتلها رميا بالرصاص او حتى شنقا لكان هذا ارحم كثيرا من ثلاثة ذئاب تنهشها حية .. وتمنت لنفسها موتا سريعا ..
انهمرت الدموع من عينيها .. فبالرغم من الظلام حولها رات وميض عيون الذئاب حولها .. وبكت بحرارة وشعرت انها وحدها حقا تلك اللحظة .. وفكرت ترى هل ياتى اليها خالد لينقذها الان كما فعل سابقا ؟؟؟؟
ام ان قدرها قد حان؟؟؟؟
واغمضت عينيها على صورته مستسلمة للموت سعيدة بان اخر ما تتذكره هو صورته ...............
الا ان صوت طلقات نارية حولها اعادها الى عالم الاحياء .. وبالرغم من ارتعادها من الصوت الا انه يدل على الادمية على الاقل .. وان هناك بعض البشر حولها .. مهما كانوا .. واتجهت بنظرها نحو هالة الضوء الغير قوية حول القادم نحوها ..
واستطاعت ان تميزه رغم بعض الحرارة والغضب الذى يحيطه على غير العادة .. لم تكن دموعها قد كفت بعد .. ورغم كل ما دار بخلدها كانت لا تزال تحت تاثير الصدمة .. جرت الذئاب بعيدا .. ويدا فولاذية اوقفتها .. وسترة دافئة كانت فى امس الحاجة اليها بعد ما قاست احاطتها .. وسيارة مريحة تجلس هى بالقرب من سائقها .. ثم بابها يفتح لتخرج منها بمساعدة منه لتجلس بعدها على مقعد لم تنساه بعد .. وكوب من المشروب الساخن تقدم اليها وترشفها لتستعيد شيئا من هدوءها .. كم بدت مجهدة ومصفرة جراء ما حدث .. ولم تنطق ..
بدأ هو الحوار .. وبدا متفهما لحالتها .. الا انه لم يصمت طويلا ...............
- الم احذرك من الهرب ؟ هذا جزاء من لا يستمع .. ارجو ان تكونى استوعبت الدرس جيدا والا تعيدى الكرة .. فانا لا اضمن ان اصل اليك المرة القادمة دون ان تسابقنى الذئاب اليك .
لم تجب ولم تنظر اليه ولم تشعر لا بالغضب ولا بالسخط .. كانت فى قرارتها تشعر بالامتنان لهذا الرجل لوصوله فى الوقت المناسب .. رغم برودته اللا متناهية ورغم انه خاطفها .............
واذا بصوته رقيقا بعض الشىء وهو ياخذ منها الكوب الذى لم تكمله للنهاية والذى بدت غير راغبة فى اكماله وكانه شعر بجوعها الشديد الان الى الاختلاء بنفسها والنوم طويلا لتستعيد قوتها وطاقتها - هيا الان الى غرفتك . انتى بحاجة الى النوم الان .. لا بد وانك تعبة .. وغدا لنا حديث اخر.
ساعدها فى النهوض واتجه بها الى غرفتها .. سالها ان كانت بحاجة لاى شىء فاجابته بالنفى .. لم يزد على ذلك وخرج تاركا اياها لتنام ملىء جفنيها .. دون ان تغير ملابسها حتى ..
استيقظت فى اليوم التالى متاخرة على غير عادتها .. فى الحقيقة كل شىء تمر به خلال الشهر الاخير هو كله مغايرا تماما لكل توقعاتها وعاداتها بل وحتى تصوراتها .. اخذت حماما دافئا فى هذا اليوم البارد المغيم ..
ارتدت معطفا ثقيلا بيج وسروال بنى اللون .. وطاقية صوفية وكوفية تحمل نفس اللون .. هكذا هى ديمة .. انيقة دوما حتى فى اسوا الظروف ..
نزلت الى الدور الارضى .. وقبل ان تخطو عدة خطوات اخرى تفصلها عن غرفة قريبة سمعت صوته اتيا ساخرا
- الان اقدر شغفك بها .. الم تاخذ قرارك بعد؟
- حسنا ولكن لا تتاخر .....-وتعالت قهقهته وهو يردد بوقاحة-......لا تقلق ايها الهائم .. ستكون بخير .
لم تسمع شيئا اخر لانه كان قد انهى مخابرته الهاتفية .. ترى مع من كان يتحدث .. مع من يتساوم عليها .. هل يعقل ان يكون وجيه؟ ومن سواه يعرف بكامل الامر ؟ .. ولكن ما معنى المساومة وقد ظنت انه خلف اختطافها .. ثم استعادت كلامه وهو يرجوها ان تدعه يتعامل مع الامر .. الاوراق التى كانت تملكها كانت تدينه .. ربما الرجل يساومه على الاوراق .. شعرت بالدوار لتدافع الافكار براسها .. وقطعها عليها الباب يفتح ليخرج عمر ويلقى عليها تحية الصباح بشىء من الشماته التى لم تظهر به امس .. ثم علق مشيرا الى ملابسها
- اجل هكذا افضل اذا ما حاولتى الهرب مرة اخرى .. حتى لا اضطر الى خلع سترتى لاجلك .. وان كنت اشك فى اعادتك للمغامرة .
- لم اقرر بعد. ردت ببرود وحزم تجاريه بالاسلوب الذى ابتداه
- انتى عنيدة جدا.
- ربما لم ترى شيئا بعد مما تدعى.
- حقا؟؟؟ ارينى ما لديك.. اعتقد ان مدة اقامتك ستطول هنا بعض الشىء.. وسنعرف خلالها مواهبك المتعددة .. والتى انا متشوق لاكتشافها ولا اشكك بها.
نظرت اليه ببرود ولم ترد عليه ولم ترغب فى مجابهته .. ربما لعلمها انها لا تملك ما ترد به عليه .. وربما لثقتها انها لا تقو على تحديه .. وما كان بالامس كان دليلا صارخا على ذلك.. فى قراراة نفسها لقد استسلمت لما هى به.
- هيا لا تكتئبى .. كونى ايجابية وانظرى للامور بمنظور مختلف .. اعتبرى هذه الايام مناسبة للاستجمام .. كما افعل انا بشان حادثة امس .. اذ اعتبرها درس مثمر تعلمتيه جيدا . اليس كذلك؟
- هل تخشى ان احاول مرة اخرى؟
- على الاطلاق .. ولا انقص بهذا من شجاعتك .. انما ازيد بها نقاطك بذكائك ومنطقيتك.
- انا اتعلم من اخطائى بسرعة .. وربما اتداركها جيدا المرة القادمة .
كانت كاذبة وكانت موقنة من ذلك قدر ايقانه هو به .. ابتسم وكانما اشفق عليها من الضعف والهزيمة واكتفى بذلك ودعاها لتناول الفطور ..
- اتناول طعامى باكرا فى العادة .. ولم اظن انك سترتاحين لرفقتى على مائدة الفطور .. عليك ان تقنعى بما اعده الرجال من طعام .. فهم لا يجيدون ذلك كالنساء بالطبع .. ولكن لا خيار .. ولكنى اعدك بغداء شهى وجاهز فى الحقيقة .. فلدينا ضيف عزيز على الغداء ارجو ان تسعدى برؤيته قدر سعادته هو على ما اتصور.
قصد بكلامه انه هنا لا رفقة نسائية من اى نوع .. وان رجال الامن عنده هم من اعدوا الطعام .. لم يشغلها ذلك .. كل ما شغلها هو من يكون هذا الزائر ؟
ولكنها لم تجد صعوبه فى توقعه .. فليس هناك دون وجيه .. ومن غيره يقصد .. بل من غير وجيه يعلم ؟؟
كان الجو سيئا .. مغيما وينذر بسقوط حاد للامطار .. وتذكرت وعدها هى وخالد ان يلتقيا تحت اول سقوط للمطر وانه سيخبرها انه يحبها .. هما ناضجان كفاية للترفع عن امور المراهقين هذه .. الا ان الامر لم يكن كذلك اليهما .. ليس شغف لتادية دور كما فى المسلسلات الدرامية او الرومانسية ..
بل لتتويج ذكرى جميلة بحدث جميل وشىء حالم يتفقان على جماله وروعته .. تذكرت ذات مره حديثهما عندما قالت له ان الامطار بالنسبة اليها كغسول مزيل لكل الامها وشجونها .. وبمثابة بداية جديدة تشعر بعدها انها مخلوقا جديدا وبروح جديدة ..
وافقها بذلك وبدا سعيدا جدا لاشتراكهما بنفس الراى والعشق ..
ترى هل يفكر بها الان ؟ هل يبحث عنها؟ هل يامل بلقياها كما تفعل هى؟
هل سيلفظ بلفظة احبك عندما تسقط قطرات المطر وبشعر بحنين اليها ويستشعر غيابها ؟ ..
ترى هل ستشعر بما يشعر به وستعلم متى يلفظها ..
تتمنى ذلك فكثيرا ما تراءت لها صدق حواسها والتى تخبرها الان بان المطر هذه المرة سيكون مختلف .. فهى تشعر به كالعاصفة او كالقدر .. وشيئا بداخلها يتحرك بقلق مميت .. ترى ما الذى سيحدث؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مر الوقت ثقيلا مملا .. ومن بعيد لمحت غبارا متصاعدا عن عربة مسرعة .. وانتظرت ببرود طلة وجيه عليها .. وتوقعت موجة من العتاب .. من الغضب .. من الاعتذار .. ولم تتوقع ما حدث عندما نزل من سيارته .. واعترتها هى عاصفة من التساؤلات .. واعصار من الدهشة .. فالقادم لم يكن سوى................................................. .................................................................................................... .................................................................................................... .................................................................................................... .................................................................................................... .................................................................................................... .................................................................................................... .................................................................................................... .................................................................................................... .................................................................................................... .............................................................................................خالد اجل خالد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لا تعليق على القادم ولن انزله قبل ان ارى عددا مناسبا من الردود |
__________________ يوما ما ستشرق شمس الامل
التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 07-14-2015 الساعة 07:02 AM |