07-15-2011, 02:48 AM
|
|
شكرا لكم جميعا على المرور الرائع والتشجيع المستمر
:7b: :7b: :7b: :7b: :7b:
البارت السابع عشر
فتحت عينيها على فراغ .. هوة .. وانابيب تحيطها .. وعيون باكية تنظر اليها بشفقة لك تكن قد ادركتها بعد .. وانين صامت يحيط بكل من حولها .. لم تكن واعية باى شىء .. كان لسانها يتمتم باسم واحد هو الاوحد بقلبها البائس الذى لم ينعم بمن احب .. قلب مفطور على عشق بات مستحيلا .. عدة لحظات تاكدت خلالها ان ما مرت به لم يكن كابوس .. هربت من الواقع علها يكن مجرد حلم سىء .. ولكن الامر واقع .. لقد غادرها خالد وللابد .. غادرها دافعا عمره لانقاذها .. لم تستوعب بعد خروجه الكامل من حياتها .. ومرة اخرى تنهار وتهرب الى عالمها بعقلها الباطن علها تجده .. اغمضت عينيها لتراه امامها .. يمد يده اليها لتلحق به .. تسرع اليه فيختفى .. تصرخ باسمه وتستصرخه دون جدوى .. صرخت باسمه بلوعة وقهر الكون .. كل من حولها يشعر بها .. ولكن المهم جميعا لا يعادل ذرة من حزنها عليه .. مذبوحة تجاهد جرحها الذى يخونها وينزف دمه دون هوادة او رحمة .. قلبها مشقوق نصفان .. احدهما ينتفض حزنا عليه .. والاخر بكاء وشوقا اليه .. تحاول نزع تلك الانابيب البشعة التى تحيطها وتمنعها من اللحاق بخالد .. او ربما هو عقلها الباطن الذى يهيء لها انها الطريقة الاقرب للحاق به الى حيث ذهب .. ولكن ملائكة الرحمة الذين كانوا بعيدا تماما عن الرحمة حينها منعوها من ذلك .. منعوها من الذهاب الى حبيبها .. حقنوها بما يخفف من حدة انتفاض جسدها .. ولكن لم يكن هناك ما يسعهم فعله بشان قلبها المفطور . عدة ايام مرت عليها لم تدر مدتها .. كانت خلالها مستودع مهدئات ومنومات .. افاقت ولم تجد بدا منها .. وصوت بداخلها يخبرها ان تاخذ بثار من تحب .. كان الجميع حولها .. مى وعادل واحمد وغيرهم .. غادرتها مى لتقضى امرا ما على ان تعود اليها سريعا .. وبمجرد خروجها رن جرس الباب .. كان زائرا غير متوقع .. كان وجيه .. تناقضت مشاعرها وتقلصت ولم تدر ما عليها فعله ؟ هل تقتله ؟ انها تكرهه .. برغم ما قاله لها مؤخرا لكنها تحمله قدرا كبيرا مما حدث .. غلبها الحزن والشوق لحبيبها الراحل الذى لم يندمل جرحه بعد بقلبها .. اشاحت بوجهها عنه لتخفى دموعها .. تفاجات لدموعه ايضا .. ودون كلمة دخلا سويه وجلسا ليقول احدهما ما عنده . - اسف يا ديمة .. كل ما مررتى به كان بسببى .. انا المسؤل عما حدث لك ولخالد .. اعلم جيدا معنى ان تحبى احدا ثم تدركين انك خسرته للابد .. اسهب بحديث لم تسمع نصفه .. سيل من الاعذار والاعتذار .. وبركان من الالم ينفجر بداخلها يكويها كيا مؤلما .. عدة الات حادة تقطع بداخلها .. تشقها .. تمزقها .. تداويها ثم تعيد الكره .. تجمد لسانها ولم تقل شيئا .. فقط تذكره .. تشتاق اليه .. تتمنى لو انه امامها لتحتمى به وتتقوقع بصدره للابد .. دفء حبه فقط هو القادر على انتشالها من بحر الحزن الذى تغوص به . كم تغيرت ملامحها .. عينان معذبتان لا تحملان فوق الالم تعبيرا .. تحيطها الهالات السوداء بحدة .. وجهها مصفرا شاحبا .. ودموعها لا تغادرها .. وفجاة اخترقت تلك الكلمات اذنها .. انه وجيه .. ولكن ما الذى يقوله؟ - لا اجد لك عوضا عما خسرت سوى الانتقام .. ساسلم الاوراق التى بحوزتى والتى تثبت تورطى وتورط الاخرون بتلك الجرائم .. لا تستغربى ذلك .. فانا لم انم يوما منذ مقتل امجد ..كلما تذكرت زوجته وولده اشعر بذنب رهيب .. ولا اظننى ساسامح نفسى بعد ما تسببت لكى به .. ان اكون انا سبب تعاسة اقرب انسانة الى ليس بالامر السهل يا ديمة .. لن تسامحينى ولن افعل .. لن اعتذر .. فاعتذارى غير مقبول وانا اقدر ذلك .. صحيح اننى احبك كما لم يفعل احد .. ولكنى لم اكن لاعذبك بتلك الطريقة .. انا لم احب خالد فانا لم انس انه غريمى .. فانا بشرا .. ولكنى لست شيطانا ايضا يا ديمة .. فانا لا استمتع ابدا بعذاب الاخرين . احتوت وجهه بعينيها .. ما يقوله مستحيل .. هى لا تصدق انه قد يفعل .. انها لا تتصور اى احد ان يفعل .. لم تدر ما تقول .. ولم تجد ما تنطق به .. ما الذى عليها قوله .. هل تشكره على ما سيفعل؟ ام تقتله على ما كان به سببا مباشرا ؟ لم ينتظر منها ما تقول .. لم يات ليسمع .. جاء ليعترف .. ليعتذر .. ليودع .. ثم ذهب . - لو ظللت اعمارا فوق عمرى اقدم لك اعتذارى وتوسلاتى لتغفرى لا يكفي وان لم تفعلى فلا الومك .. اذكرينى فقط كقلب احبك ابعد مما تتصورى .. ليس لها قيمة لكنى ساقولها .. اسف. ذهب عنها وتركها تصارع عدة مشاعر لا اول لها من اخر .. عرفانا له على مبادرته .. كرها لما سببه من الم .. ما زال سهمها يدميها .. لا يزال جرح خالد حيا .. ستظل عمرها تبكى رجلا لن تنساه ولن تجد له مثل . كان الوقت لا يزال صباحا .. كانت حوالى العاشرة صباحا .. مرت عدة ساعات ثقيلة كما عهدت عمرها منذ موت خالد .. كانت مى مقيمة معها منذ الحادث .. لم تتركها ابدا باستثناء اليوم فلديها ما تقوم به .. عادل ايضا كان يمر عليهما بصفة دائمة يتمنى ان يلبى لهما اى شىء يريدانه .. بالرغم من جراح ديمة المتصلة الا انها شعرت بجو من الحياة العائلية لم تحياها منذ زمن .. رن هاتفها فاجابت .. ذكر اسمها وتاكد من هويتها .. دعاها الى عنوان مطعم قائلا انه محجوز باسمها وان من فعل لا يريدها ان تعلم من هو .. رجاها بسرعة الحضور .. ذهبت للمكان للفضول .. كان الجو اكثر من سيء .. كان عيد الحب كما يسمونه .. ولكنه يوما حزينا .. كان تابين حب بالنسبة اليها .. كان تشييع عشق حى عليها ان تئده حى ..تهيل عليه من عذاباتها الضارية .. تغلفة بدموعها التى لا تجف .. حبها لخالد الذى لن ينتهى يوما . وصلت للمكان .. خرجت دون ان تخبر احدا بامر خروجها .. توجهت بلا وعى منها .. كانت قد اعتذرت ولكن المتصل الح عليها بالحضور .. فعلت ولم تدر لم ؟..فرغم انها عازفة عن اى شىء وكل شىء الا ان شيئا لا تعلمه كان يحركها للذهاب . متشحة بالسواد .. وعيناها لا تزال تحمل بقايا دموع قديمة واخرى تتولد .. استقبلها الرجل بشىء من الشك .. فهو لم يتوقع ان تلك هى التى ينتظرها .. اخبرته باسمها وصفتها فادخلها اينما يجب ان تكون .. وجدت القاعة الفارهة مكسوة بالزهور الجميلة والورود الحمراء .. وقلوب وشموع .. خالية الا من منضدة وحيدة لها كرسيان .. عليها باقة رائعة من زهر البنفسج الرائع الذى تعشقه .. تذكرت يوما ما مع خالد عندما داعبت بعض الزهور واخبرته يومها انها تعشق البنفسج .. انهمرت من عينيها الدموع .. نظرت حولها متساءلة .. كانت وحيدة بالمكان .. وحيدة مع الالم والذكرى القريبة والحب الذى لا يزال يتردد صداه بين جوانحها يلهبها كما لو كانت تنظر اليه .. التقطت البطاقة لتقرا ما هو مسطور عليها " الى حبيبتى .. اليها كما عاهدتها .. ها هو سقوط المطر .. احبك .. عيد حب سعيد .. بداية حب دائمة " بكت كاحر ما قد تبكى .. شعرت بالوحدة الرهيبة والحاجة القاتلة اليه .. شعرت بشوق لا يضاهى بحبه .. انها تحبه وكان الحب خلق له وحده .. وكانها ولدت لتعشقه .. وكانها المنفية الان والنحورة بقلبها نحرا عميقا لا الايام ولا السنين ولا الدنيا بكل ما بها قد تنسيها حبيبها .. لا شىء قد ينسيها خالد .. قلبها يتحرق شوقا والما .. امسكت بالبطاقة بين اصابعها .. واحتضنت الزهور بقلبها .. انها اخر ما وصلها منه .. وبيمناها امسكت بما تعلقت يدها به .. هوت .. هوت بالبكاء والانين والنحيب .. كلا .. روحه حولها .. تناديها .. لين هو لتذهب اليه .. اين هو .. وكيف غادرها بكل ما يحمل من حب .. كيف امكنه ذلك .. كيف............................................ شعرت بما هو ابعد من الالم .. بما هو احر من الفراق .. بما هو امر من العذاب .. جريحة وحيدة مكلومة لا تدر اى شىء تعاقبها عليه السماء .. لم جمعتها به الاقدار ان كانت قد حكمت بفراقها عنه .. لم افترقا ؟ برغم صدق ما عاشاه لم؟ لم لم تمنحها السماء شيئا من الرحمة وترفق بقلبها الرقيق .. خرجت مسرعة تجر الاما لا اول اها من اخر .. تجر فجيعة لا تقارن باخرى .. كانت قد شاركتها السماء حزنها .. او ربما بكتها وبكت لاجلها .. او ربما رثت عشقا ميتا .. لا بل حيا يرفض الموت .. ها هو خالد يفى بما قال .. ها هو يخبرها حبه بين دموع المطر .. ها هو يسطر بقلبها حدثا لن ينسى .. لو انه الان بجوارها لبكت على صدره ما استطاعت .. لتشبثت به ولم تدعه ابدا .. لو انه هنا .. عبرت الشارع المزدحم بالسيارات .. الكل يتسلرع ليؤوى لبيته وهى تسرع لتلقى بنفسها باى مكان .. تبحث عن خالد بين الوجوه التى بدات تختبىء جميعا من الامطار .. والان تواجه الامطار والاحزان وحيدة .. تلك المرة امطار الدنيا عاجزة عن مداواة جرحها وغسل همها .. بحثت عنه فى الضباب .. فى السراب .. استندت على سياج النيل .. نظرت لصفحة الماء .. صرخت بشدة نادتة ولم يجب .. نادت ونادت ولا مجيب .. انهارت تماما .. سقطت الما واعياء وحبا وشوقا .. وبطاقة يدها بللتها المياه .. اذابت الحبر واضاعت الكلمات .. لكنها لم تزل احساسها بها .. لقد نقشت حرفا حرفا بقلبها للابد .. واذا بمن يحملها برفق الى سيارته .. وبعين نصف مغمضة همست.........................
- خالد؟ انتظر معرفة رايكم بالبارت دمتم بخير |
__________________ يوما ما ستشرق شمس الامل
التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 07-14-2015 الساعة 07:25 AM |