|
أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
السحر ...ماحقيقته؟؟ هل يمكن تسخيره......؟؟؟ انتشرت في عصرنا هذا ظاهرة تبدو غريبة وعجيبة كونها تخللت في فئات اجتماعية وثقافية مختلفة.. ألا وهي الميل نحو الإيمان والتصديق بأولئك الناس الذين يستخدمون ما يسمى ب السحر... بظنهم أنهم قادرون على تحقيق أحلامهم وحل مشاكلهم التي استعصت عليهم. ونظراً لأهمية هذا الموضوع وخطورته أحببنا أن نسير بالأصول في سبيل كشف طواياه وأسراره وتعريف الناس بمدى مصداقيته وفعاليته. ولهذا اقتبسنا موضوعنا الآتي من أفكار وعلوم العلامة العربي الكبير محمد أمين شيخو الذي بحث في هذا المجال وفصل فيه تفصيلاً مستنداً إلى أدلةٍ علمية ومنطقية وشواهد من كتاب الله. يقول العلامة الدمشقي محمد أمين شيخو: الكثير من الناس شاهدوا منذ عدة سنوات أولئك الذين كانوا يسيرون في الشوارع والأسواق ويمارسون أمام الناس ألعابهم (أبواب سيما) كيف يُخرجون من أفواههم البيض وليرات الذهب وشفرات الحلاقة والطيور و... ثم بنهاية العرض يمدُّون يدهم للناس ليعطونهم النقود لقاء عرضهم. وقد ذكر الرحالة الشهير ابن بطوطة في كتابه (رحلة ابن بطوطه) قائلاً في ذكر أخبار السحرة في بلاد الهند: أنه سمع ورأى منهم العجائب، فأثناء زيارته للهند دخل على سلطان أحد البلاد وكان عنده رجلان يلتحفون بالملاحف ويغطون رؤوسهم لأنهم ينتفونها بالرماد كما ينتف الناس إباطهم، فأمرهم السلطان بأن يُريا ابن بطوطة العجائب، فتربع أحدهما ثم ارتفع عن الأرض حتى صار بالهواء فوق رؤوس الجالسين وهو متربع، فغمي على ابن بطوطة من هذا المشهد. ولما صحى من إغمائه كان الشخص لا يزال مرتفعاً بالهواء متربعاً، وحمل الرجل الآخر نعالاً وضرب بها الأرض فصعدت إلى عنق المتربع وجعلت تضربه وهو ينزل قليلاً قليلاً حتى عاد وجلس على الأرض. كذلك روى ابن بطوطة عن عجيبة شاهدها في بلاد الصين من أحد السحرة أمره الأمير بأن يُريهم العجائب فرمى بحبل طويل في الهواء فامتدَّ بنهايته حتى غاب ممتداً في السماء عن الأبصار، ثم أمر طفلاً ليصعد الحبل فصعده في الهواء حتى اختفى عن الأبصار، ثم دعاه لينزل ثلاث مرات فلم يفعل فأخذ المشعوذ سكيناً حملها بفمه وصعد الحبل المنصوب بالهواء خلف الولد حتى غاب أيضاً، ثم رمى بيد الصبي إلى الأرض ثم برجله ثم بيده الأخرى ثم برأسه.. لقد قطَّعه بالسكين ثم نزل المشعوذ للأرض وهو يلهث وثيابه ملطخة بالدم، وقبَّل الأرض بين يدي الأمير وكلَّمه بالصيني فأمر له الأمير بشيء من المال، ثم أخذ أعضاء الصبي فألصقها ورَكَلَه برجله فقام سوياً، وكان هناك قاض اسمه "فخر الدين" قال لابن بطوطة: والله ما كان من صعود ولا نزول ولا قطع عضو إنما شعوذة وخداع بصر، قال تعالى {سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُو بِسِحْرٍ عَظِيمٍ }. وأيضاً هناك أشخاص يدعون أنهم من أهل الله ومن أصحاب الكرامات فيقومون بضرب أنفسهم بآلات حادة كالسيوف والسكاكين أمام حشد من الناس، أو يقومون بتحضير أرواح لأشخاص ماتوا، ومنهم من يستخدم ما يسمونه ب (المندل) في كشف الأمور الخفية، وهناك من يقضي أياماً وأسابيع تحت الماء في بحيرةٍ ما دون هواء، أو يمشي على الجمر حافي القدمين، أو يأكل الزجاج.. وقد تمَّ تصوير العديد منهم. فإذا كان عبدة البقرة والنار يفعلون هذه الأفعال التي بحقيقتها تخيلية، أليس من الأَوْلَى أن يكون دينهم هو الدين الصحيح إن كان المقياس بهذه الأمور التي حقيقتها سحر وشعوذة؟! فالأعاجيب التي رآها الرحالة ابن بطوطة في الهند والصين أعظم من أعاجيب مُدَّعي الإسلام والإيمان (أصحاب الشيش والشعوذات) وهي تصدر عن أناس يعبدون النار والبقر.. فهل الديانة البوذية التي ينحدر منها أولئك المشعوذون صحيحة إن كان ما يدَّعيه المشعوذون بأنهم هم من أهل الله وهذه كرامات لهم!! كما أن العقل السليم لا يقبل بأن إنساناً يضرب ذاته بسكين ولا يؤذى، ولو كان ذلك صحيحاً لكان أسبقهم في هذا المضمار الرسل الكرام (وحاشاهم). وإذا سألت هؤلاء الناس الذين يدَّعون بأنهم من أهل الله عن سبب قيامهم بمثل هذه الأعمال لأجابوك: إننا نقوم بها لدعم وإثبات صحة دين الإسلام أمام غير المسلمين. والخطير في هذا الأمر أن هناك فئة من الناس (مع الأسف) بُرعت بهؤلاء السحرة المشعوذين الذين يزعمون أنهم يسخرون الجن الصالح المؤمن في أعمال الخير والإصلاح كالتقريب بين الزوجين، أو حل خلافٍ نشب بينهما، أو لعقد رابطة زوجية، أو لتخليص بعض المرضى من أمراضهم وعللهم، أو معالجة المصابين بالأمراض النفسية.. وراح عدد من الكُتَّاب والناس الساذجين يتناقلون أمثال هذه القصص الخرافية المدسوسة ظانين أنهم بذلك يدعمون وينصرون الإسلام. فدين الإسلام وكافة الأديان السماوية الأخرى بريئة من هذه الأمور ومن أصحابها، والإسلام دين منطق سليم وتفكير علمي وبرهان مبني على قوانين وأسس ثابتة دقيقة يفوق بمبادئه وأفكاره وقوانينه كل المبادئ والقيم الأخرى التي وضعها الإنسان. ومما سبق نفهم أن للسحر أبواب كثيرة منها ما ألبسوه بثياب العلوم فسمي ( صاحبه ) ب (العالم المغناطيسي) ومنها الغرائب والعجائب كأبواب السيما، وكلها من خدع البصر والتخييل. بعذ هذا الاستعراض السريع لبعض أساليب الخداع والسحر والتخييل وجب علينا تعريف السحر؟ ومن هم أولئك السحرة؟ وكيف يؤثر الساحر على غيره؟ وعلى من يقع السحر؟ وما هي السبيل للخلاص من تأثيره؟ تعريف السحر: السحر هو المهنة السوداء القذرة والخفية عن الأعين لأن التعامل بها يتم مع عالم الجن. والجن: هم المخلوقات الخفية عن الأعين. وكلمة (الجن) مأخوذة من فعل (جنَّ) بمعنى: ستر، تقول: جنَّ الليل الشيء، أي: ستره. والمجنون: هو الذي سُتِر عليه الحق وخفي عليه. ومنه الجنين: وهو الولد ما دام في بطن أمه. كيفية التفريق والإيذاء الذي يقوم به السحرة بما أن هؤلاء السحرة يتسترون في أعمالهم الشريرة ودجلهم برداء الدين الإسلامي، إذاً لا بد لنا أن نكشف حقيقتهم السوداء المظلمة وحقيقة سحرهم الخبيث وأساليبه من خلال كتاب الله الكريم الذي لا يأتيه الباطل، فنقول: قال تعالى في سورة الفلق: {قل أعوذ برب الفلق… وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ}: والنفاثات: مأخوذة من النفث، وهو الرمي والإلقاء، يقال: نفثت الحية السم، أي: ألقته في جسم الملدوغ، فالأفعى والحالة هذه نافثة، وإذا أردت المبالغة وتكرر صدور الفعل منها فهي نفاثة، وجمعها نفاثات، والنفاثات إذاً: الملقيات، والمراد من النفاثات في هذه الآية الكريمة: أنفس السحرة الذين اتخذوا السحر مهنة وحرفة فليس لهم من عمل إلا إلقاء التفرقة وبث الخصومات بين الناس. فيأخذ الساحر شيئاً من شعر المسحور أو خيوطاً من ثيابه فيعقد فيها عقداً ينفث عليها بفيه، أي يخرج الريق من فمه مقروناً بشيء من الهواء، ويرمي به على العقدة التي عقدها وذلك هو ظاهر عمله. أما حقيقة الساحر: فهي أن الساحر امرؤ كافر، بعيد عن الله، اتخذ الشيطان قريناً له ووسيطاً له في عمله، فهو عندما ينفث في العقدة بنفسه نحو المسحور يتبع الشيطان مسير هذا الشعاع ويقتفيه حتى يستدلَّ على المسحور ويصل إليه. فيبدأ يخيّل له من الخيالات ويُلقي في صدره من الوساوس، ما يجعله مثلاً ينفر من زوجه التي أراد الساحر أن يفرق بينه وبينها، فتجد الشيطان مثلاً يلقي في نفس المسحور أن زوجه لا تحبه لمَّا تأخرت في تحضير طعامه، وإذا رآها تتحدث مع والدتها سراً في أمر وابتسمت خيّل له كذباً وألقى في نفسه أنهما تتحدثان عنه، وأن ابتسامتها سخرية منه، إلى غير ذلك من التخيُّلات التي لا أصل لها وليست متطابقة مع الحقيقة، وما يزال هذا الشيطان متسلِّطاً على المسحور، وما يزال يخيل ويوسوس بخصوص زوجه حتى تقع الخصومة والشحناء بين الزوجين ويقع الفراق، وبذلك يكون الساحر قد وصل إلى بغيته متخذاً الشيطان وسيطاً له في عمله وأذاه. قال تعالى مبيناً ذلك: {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ}. وهكذا فالساحر والشيطان شريكان في هذه الأذيَّة، الساحر يسوق الشيطان ويوجهه نحو المسحور، والشيطان يوسوس ويُلقي بالخواطر ويخيِّل التخيلات الباطلة حتى يصلا إلى بغيتهما. قال تعالى في سورة الجن: { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً }. هل يستطيع الساحر والشيطان أن يجعلا أي شخص هدفاً وموضعاً لأذاهما، يتلاعبان به كما يريدان؟ وفي الجواب عن هذا نقول: لا شك بأن الشيطان لا حول له ولا قوة، وإن كيد الشيطان كان ضعيفاً إلاَّ على مستحقيه. ذاك الذي يتبع هذا السحر إنما يدعو من كان ضره أقرب من نفعه ألا ذلك هو الضلال البعيد!! فلو لم يرتكب المسحور جرماً ومعصيةً بالغة، لَمَا تمكن الساحر من سحره والتأثير عليه، فإن تاب وأقلع عن الارتكاب والمعصية شفي من سلطان السحرة ولم يعد لشياطينهم تأثير عليه إطلاقاً. وإلى ذلك أشارت الآيات الكريمة بقوله تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ}، {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}، {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ، تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ}. وإن لم يتب شدَّدوا عليه وعذَّبوه حتى يكفر ويسير بسيرهم، أي يسير بالموبقات والمعاصي ثم يصبح شيطاناً من شياطين الإنس. وقد يصبح أيضاً من السحرة الكهنة بعد أن كان يشكو منهم. وهذا كان بإمكانه النجاة من براثنهم لو تاب وأناب وابتعد عنهم. وهناك أناس أطلقوا العنان لشهواتهم من المترفين، فهؤلاء لا يقترب الشيطان ولا الساحر منهم ولا يحاول أن يؤثر عليهم خشية أن يصدِّقوا أن هناك عوالم أخرى غير مرئية وكانت عليهم خفية، فيخافون أن تكون هناك آخرة وإله وحساب ومسؤولية فربما عندئذٍ يؤمنون. لذا فإن الشيطان لا يقترب من أمثال هؤلاء لأنهم بطبيعتهم سائرون بسيره بالضلال، فهو يبتعد عن إثارتهم أو التأثير على أعصابهم ليبقوا في الضلال. فكل ما قيل عنه صلى الله عليه وسلم من أنه سُحِر وبقي تحت تأثير السحر وشياطينه أشهراً، إن هي إلا من دسوس اليهود الأذلاء، لأن القرآن نسف أكاذيبهم ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم دوماً مستعيذٌ بالله. فسلطان الشيطان على من يتولاه من الخبثاء وعلى المشركين لا على رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول الموحدين. هل هناك تسخير للجن المؤمن في أعمال الخير؟! لا يوجد جن مؤمن يحضر لعالم الإنس على الإطلاق، فكلُّ من يحضر من الجن لعالم الإنس فهو حتماً ويقينياً من الجن الكافر، أي: شيطان مريد، ولكنها دعواهم بأن هناك جن مؤمن ليخدعوا البسطاء من الناس. فكيف يكون مؤمناً ويدخل في امرأة.. أليس هذا محض الفاحشة؟! ليس إيماناً. وقد قال تعالى عن الشيطان: {إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}.. فكيف يأتي إلى الناس إلاَّ عن طريق الغش والخداع، فلو عرفوا أنه شيطان مريد لما صدَّقوه ولأفلتوا من تأثيره الضار المؤذي. وقد ورد في القرآن الكريم بسورة الأعراف قول الشيطان ونيته الخبيثه تجاه بني آدم بقوله: { ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ}: فهذه تتم على البسطاء من الناس الذين يأتيهم عن أيمانهم ليخدعهم وليستسلموا إليه فيفترسهم. وكيف يحمل السحرة صبغة الدين، والدين منهم براء لأن القرآن يفضحهم!! فكل من يقول بالتعامل مع الجن، وغُشَّ بهم وبأن هناك مؤمنين منهم فهو مخطئ، فهذا الذي يقول لك بالتعامل معهم حتماً إنه بالخفاء يتعامل بهذا الفن الأسود الخبيث. وإن كان أحد من رجال الدين يقول عكس قول الله فلا ينبغي لأحد أن يصدِّقه، لأن رجل الدين يجب أن يمشي ضمن إطار الحق والحقيقة والدين وإلاَّ يكون من دعاة الشيطان وأهله. فليس هناك جن مؤمن يقرب عالمنا أبداً، ولا يقربنا إلاَّ الشيطان العدو الخبيث الماكر.. إذاً حتماً ويقيناً أنه جن كافر، ولا نصدق بأن جنَّاً مؤمناً يقرب عالمنا الإنسي. ولا جدال فيما نص به صريح القرآن: {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى}. ولا بد لنا هنا أن نتعرض لنقطة هامة للغاية وهي قصة سليمان عليه السلام وتسخير الجن له، فبعض الناس الجاهلون للحكمة السامية من وراء هذه القصة يستشهدون بها ويوردونها حجة (على زعمهم) لإثبات جواز استخدام الجن والسحر في أعمال الخير. وإيضاحاً للهدف والغاية من هذه القصة لا بد أن نذكر كيف وردت هذه الحادثة في القرآن وما هو معناها الصحيح: قال تعالى في سورة البقرة (102): {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ}: قالوا سليمان مَلَك ذلك الملك بالسحر فسيطر على الجن وبنوا له ما بنوا. فبدلاً من أن يتلوا التوراة جاؤوا بقصص مؤداَّها أن سليمان مَلكَ العالم بالسحر. فردَّ الله عليهم: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ}: سليمان ما نسب الفعل لغير الله، لم ينسب الفعل للشياطين، الشيطان لا فعل له (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا): المريض أنَّى له أن يقاتل، فالشيطان لا حول له ولا قوة. الفعل كله بيد الله. وأن كافة هذه القصص التي نسبوها لسليمان من أنه مَلكَ ما ملك بالسحر أنها كلها كذب ولا أصل لها وإنما وردت عندهم بكتاب التلمود خلاف ما ورد بكتاب الله التوراة. {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ}: فالسحر نتيجة الكفر، ولا يتعامل بالسحر إلاَّ من مشى بالكفر. وزعموا أن السحر أنزله الله على الملكين فردَّ عليهم: {وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ}: قالوا من عندهم أن هاروت وماروت نزلا ليعلما الناس السحر. وبالطبع هذا لا أصل له وليس بصحيح، وإنما دسُّوه دسّاً ليقبل الناس السحر. فهذه القصة لا أصل لها، إذ لا يوجد هاروت ولا ماروت ولم يحدث أي تنزيل على الملكين كما زعموا بهتاناً. {وَمَا يُعَلِّمَانِ }شيطانيْ الإنسي والجني {مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ}: فكانوا يحاولون أن يوقعوا البسطاء من الناس بالارتكابات والمحرمات، فإن لم يستجيبو لهم قالوا لهم: (إنما نحن فتنة): أي أننا نفتنك لنجربك هل أنت ثابت على الحق، أم تغيِّر ونحن لا نريدك أن تكفر (فلا تكفر). هذا إذا لم يقع الفريسة بالارتكاب، فيعددون عليه أساليبهم المكارة الخبيثة حتى يقع بإحداها، عندها: {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا}: أي من شياطين الإنس والجن. {مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ}: وذلك بإيقاعهم بالفاح! شة والتنفير بين الزوجين وتحطيم الأسرة وشقاء الأطفال بناتٍ وصبيان. قال تعالى: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إلاَّ بِإِذْنِ الله}: الفعال الحقيقي هو الله. إذا كان العبد مستقيماً فلا سلطان للسحر عليه أبداً، لا للساحر ولا للشياطين. وهذا الإضرار لا يتم إلا بإذن الله، إذ لا يصيب السحر إلاَّ المستحق. أما من كان مع الله تعالى فلا يؤذيه شيطان ولا يخيّل له أبداً. {وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ}: يتعلمون ذلك لكسب الدنيا وشهواتها الفانية والتي تعود عليهم بالذل والعار. {وَلَقَدْ عَلِمُوا}: في كتابهم التوراة. {لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ}: ليس له شيء في الآخرة، خسر جنان الخلد بعرض فاني ماضي منقضي: والسحرة عرفوا أن السحر نهايته هلاك على صاحبه. {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}: ما سيحل بهم غداً. لو آمنوا بذلك لما فعلوا ما فعلوا. فهم مغلوبون لأنهم لم يؤمنوا بلا إله إلاَّ الله، لو آمنوا لما غُلبوا على أمرهم. {وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ الله خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}: لو آمن بلا إله إلاَّ الله لما غُلب على امره. الدنيا مؤقته الآخرة لانهاية لها، ولأعطاه تعالى مطالبه كلها من طريق عالي. السبيل للخلاص من السحر وتأثيره السحر لا خير فيه، ولا شك أنه تدميرٌ ساحقٌ ماحقٌ للمؤمنين به.. ضرره محقَّق، خيره معدوم. السحر تأثيره صاعق على مستحقيه والإصابة بالسحر يدعوها الأطباء بالأمراض النفسية، ومجمل علاجاتها لديهم الأدوية المخدرة والمسكنات فقط، لتؤثر على أعصاب المسحور وتفقده الشعور، فهي تجدي مؤقتاً ولكنها لا تشفي أبداً. ولكن هذه الأمراض النفسية ليست كلها شيطانية وبتأثير السحر فقط، إنما هناك عصبية لها علاجات خاصة. لذا نحن ننصح الناس بعدم الاهتمام بالسحرة وعدم الالتفات إليهم إطلاقاً، وهم ليس لهم فعل، بل لهم خداع وبطل.. فالنجاة من براثنهم وقتل خبثهم ومكرهم لا يتم إلاَّ بالإعراض عنهم لأنهم نجس. فلو قرب إنسان من مجرى للمياه الآسنة فستؤذيه رائحتها الخبيثة وما يخرج منها من حشرات وغيرها، ولو بصق عليها فإنه يُؤذى. وحتماً فإنه لا ينسر من هذا النهر الآسن لأقذار الناس. وكذا الساحر إن حقد عليه الإنسان فتوجهت نفسه إليه فإنه يُسري شياطينه في نفس المتجه إليه، وإن رضي به أيضاً فإن الأذى يسري إلى قلبه ويتعرَّض للكوابيس المزعجة جداً. فقتل الساحر والشيطان يكون بالإعراض عنهما بالكلية لا بالمحبة ولا بالبغض.. هجرهم قتلهم (البعد عنهم خير من كل شيء لأنهم نجس). ألا إن السحر خسارة في الدنيا ومحتوم الخسارة في الآخرة، قال تعالى في سورة البقرة: {وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ}: أي السحر. {مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ}: أي لا يخلق الله لهم في الآخرة شيئاً. {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}: أي لو كانوا يعلمون ما كانوا اتخذوه مهنة. شاهد أول.. خيبة ساحر سنورد الآن قصة واقعية جرت مع العلامة الجليل محمد أمين شيخو، تنفي بشكل عملي قدرة السحرة على الكشف ومعرفة الغيب: ولنا عبرة في قصة (خيبة ساحر) الذي قدم إلى دمشق وجعل له مركزاً ثابتاً في ساحة المرجة، ليرتاده الناس. لقد رأى الناس من هذا الساحر العجب العجاب بعلمه بالغيب والإجابة عمَّا يضمر الإنسان في نفسه فيأتيه الجواب مفصلاً على ورقة بيضاء مطوية في كتاب أمام هذا الإنسان الذي ضمر، فما أن يسحب الورقة حتى يجد جواب ما ضمره مكتوب بخط جميل جداً. كان من جملة المعجبين بهذا الساحر بعض أصدقاء العلامة الفاضل السيد محمد أمين شيخو الأثرياء، فنقلوا إليه أخبار عجائب وغرائب هذا الساحر، فقال لهم: هذا كاذب لا يستطيع الجواب على ما أضمره.. وإني أتحداه. قالوا: هيا بنا إليه ونحن ندفع عنك الليرة الذهبية التي يأخذها لقاء جواب ما أضمر. في مركز الساحر أضمر العلامة في نفسه، ثم دخل الساحر غرفته الخاصة وبعد فترة من الزمن خرج ووجهه متغيِّر ومد يده إلى الورقة البيضاء، فوجدها فارغة فصعق وانصعق الجميع معه.. فلا جواب. فقال إنه سيأتي بالجواب بالمرة الثانية، وبعد فترة من الزمن أطول من سابقتها خرج ووجهه ممتقع أزرق وعلامات الإنهاك والتعب بادية على جسده وكأنه ينوء بالجبال. توجَّه إلى الورقة وعلامات التردد ظاهرة عليه. فتح الورقة فإذا هي فارغة بيضاء لم يتغير بها شيء. ذُهل الجميع بخيبة هذا الساحر وفشله، ولكنه طلب من السيد محمد أمين أن يضع سرَّه مع المترجم عن بعد. فقال السيد محمد أمين للمترجم همساً بأذنه: أريد أن يخبرني عن (محمد بن عبد الله) صلى الله عليه وسلم عندها أوما المترجم للساحر بأنه السر غدا معه. فدخل الساحر إلى غرفته يستحضر ولكنه فشل وخاب وعاد محطم الجسد مرهقاً منهك القوى يتهرَّب بشكل ملحوظ مدعياً أن أوضاعه النفسية بهذا اليوم ليست على ما يرام. وطلب منهم أن يعودوا غداً وسيجدون طلبهم محققاً، عندها قال السيد محمد أمين للمترجم أن يقول للساحر أن قرين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد أسلم فهو لا يقدر أن يُحضِره. و استرد العلامة الجليل الليرة الذهبية وأعطاها لصاحبه وقال لهم: لن تجدوا هذا الساحر هنا بعد اليوم.. حتماً سيهرب. وفعلاً فرَّ من سوريا ولم يُكمل جولته في باقي محافظات القطر، فلقد خاب فأله، إذ ظنَّ البلاد خليت من الإيمان وبإمكانه أن يشيع الخراب فيها.. ولكن فشل وخاب. شاهد ثاني.. فشل كشف الخبيئة قال أحد مريدي السيد محمد أمين شيخو: سيدي.. هناك غاوي يتحدث الناس عنه أنه من أهل الله وله كرامات غيبية. يا سيدي، إنه يطلب من أحد الموجودين أن يأخذ ما شاء من الغرفة ولو تدنَّى لحجر الإبرة، وليذهب بها وليخفها عن الأنظار بمكان يختاره ولا يعلم به أحداً أبداً، ثم ليعد، فينطلق هذا الغاوي وما هي إلاَّ بضع دقائق حتى يكشف المكان ويعود وبيده الشيء الذي أُخفي. فهو يستطيع كشف المكان بسهولة وإخراج الحاجة التي أُخفيت. أليس من يفعل هذه الغيبيات، هو من أهل الله؟! أجابه السيد الفاضل: بنيَّ إن كان ذلك حق فالرسول صلى الله عليه وسلم أحق أن يكون له في هذه الأعاجيب الباع الأكبر، فهل سمعت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام بمثل تلك الأعمال وغيرها، كضرب الشيش ومسّ النار! وهل ورد لأصحابه ذكر في ذلك المجال؟! يا بني إن الإسلام دين منطق سليم وعقل قويم مبني على حقائق سامية. بعيد كل البعد عن تلك العجائب السخيفة، وخداع البصر. قام الصحابة الكرام بإكمال مسيرة الإسلام، ففتحتوا البلاد وجعلوا قلوب العباد تهوي لهذا الدين: بالمعاملة الإنسانية الحسنة والمنطق العالي والحكمة البالغة. لقد مسَّكوا الناس بكتاب الله حقّاً فجعلوهم يستنشقون الدين كعبير لمسك الأزفر. أما عن المعجزات فقد انتهت وتوقفت بعد ظهور السيد المسيح لأول مرة، لأنها لم تجدِ. فإن لم يُعمل الإنسان فكره فلا فائدة وكل تأثر بمعجزة ينتهي مفعوله وتعود النفوس لشهواتها البهيمية إن لم يفكروا. وما أفادت معجزة الناقة قوم صالح صلى الله عليه وسلم؟! ثم تم تحديد موعد لاجتماع الغاوي الساحر بالمرشد الكبير السيد محمد أمين شيخو بحضور السائل وصحبه ممن شاهدوا عجائب الساحر هذا وغرائبه. حضر الغاوي لكنه تردَّد وارتبك ثم قال: اليوم لن أجري عملي لأن أمراً ما شغلني، وإني مشتت الفكر فلا أستطيع العمل إلاَّ إذا قامت بإخفاء الإبرة أنثى. نهض السيد الوقور ودلف غرفة زوجته وقال لها: أم فتحي.. أريد منك أن تأخذي إبرة وتذهبي لآخر البستان بمزرعتنا هذه إلى شجرة التوت وتضعي الإبرة عندها، غطِّيها بالتراب وضعي عليها علامة (حجر صوان) تدل على وجود الإبرة لأعثر عليها فيما بعد. قالت زوجته أم فتحي: سمعاً وطاعة ونفَّذت ذلك. خرج الساحر الغاوي ومشى بين الأشجار ثم توقف، لا يدري أين يذهب. استغرب الحضور ذلك منه، إذ لم يعهدوه فيه من قبل، ثم عاد قائلاً: إنها لم تخبئ شيئاً. فقال السيد الفاضل محمد أمين: هلمُّوا معي لأريكم أين دفنت الإبرة. انطلقوا حتى وصلوا المكان، ورفع حجر الصوان ثم وبلطف نبش التراب بإصبعه فبانت الإبرة واضحة لأعين الجميع. عندها قال الساحر الغاوي: إذن دعها تعيد الكرَّة ثانية ورجائي أن تبقى معنا في الغرفة حتى تعود. فأجابه السيد الفاضل: حبّاً وكرامة. ودخلوا الغرفة بعد أن طلب من زوجته دفن الإبرة، ولكن بمكان آخر. وفعلاً تمَّ ذلك وكان الفشل حليف الغاوي ثانيةً، ثم أعادوها ثالثة تبعاً لطلبه فلم تكن الثالثة بأفضل من سابقتيها، إذ فشل الساحر، وتبيَّن الغاوي الساحر أن لو كان يعلم الغيب لكشف الخبيئة ولما خاب. عندها فقد الساحر هيبته عند الجميع {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى}. والحمد لله رب العالمين |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
برنامج لقص ودمج المقاطع | moner | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 65 | 08-02-2007 04:26 AM |
موسوعة الأمراض | بــو راكـــــان | صحة و صيدلة | 15 | 04-19-2007 10:40 PM |
الربو/ حساسيه الصدر/ أسبابها / تشخيصها / علاجها | الحكيم أدهم أحمد | صحة و صيدلة | 1 | 02-14-2007 02:25 PM |
أنظروا إلى سفاح العراق (مقتدى الصدر) | نبيل المجهول | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 0 | 01-05-2007 10:58 PM |