عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-21-2011, 12:59 PM
 
Lightbulb خليل الرحمان نمودج الصبر على طاعة الكريم المنان

لقد زخرت آيات القرآن الكريم بنماذج فريدة من صبر الأنبياء والمرسلين وثباتهم على دعوتهم، حتى نتأسى بهم ونستنير بهديهم.

وفي قصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، صبر فريد عجيب أخبرنا به الله عز وجل في سورة الصافات، فلنعش معهما قصتهما ولنتدبر معا الآيات:

وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) سورة الصافات.

ولنبدأ رحلة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع الصبر، من أولها حتى نفهم ونعتبر.

فقد ابتلي الخليل في قومه، عندما دعاهم إلى ترك عبادة الأصنام والأوثان، والكواكب والنجوم، فلم يجد منهم آذانا صاغية، مع أنه استنفذ معهم كل طرق الدعوة، واستعمل معهم الحجة، وبرهن لهم على صدق رسالته ودعوته بأساليب شتى، ومع ذلك كذبوا وأبوا، بل أوقدوا له نارا عظيمة وألقوه فيها، فلم يجزع ولم يفزع حتى جعلها الله عليه بردا وسلاما.

ثم ها هو إبراهيم عليه السلام الذي حرم الولد لسنوات طوال ثم رزقه على كبر،

يأمره الله عز وجل أن يضع ولده-وهو ما زال طفلا رضيعا- وأمه في واد غير ذي زرع، لا أنيس فيه غير الله تعالى فيستجيب لأمر ربه صابرا محتسبا، ويدعو ربه عز وجل:

رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) سورة إبراهيم.

ثم لما كبر الغلام وشب وتعلق قلب إبراهيم به،كيف لا؟ والله يصف ذلك الغلام بأنه حليم قال تعالى:
{ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ }


فما كاد يأنس به ويشب ويترعرع أمام عينه، حتى رأى في منامه أنه يذبحه،

فيدرك أنها إشارة من ربه بالتضحية، إنه الابتلاء والامتحان.. فهل تردد أو توانى!!

أبدا والله.. ولم يأت في قلبه إلا الشعور بالطاعة ،


ولم يخطر بباله إلا التسليم والاستسلام لربّ العالمين.

ويقص سيدنا إبراهيم عليه السلام على ابنه الرؤيا في رضا وهدوء وطمانينة...

يظهر ذلك في كلامه لابنه وهو يعرض عليه الأمر الهائل:{ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى } كلمات المتمالك لأعصابه المطمئن لأمر الله الواثق بأداء الواجب، كلمات مؤمن صادق..ها هو يعرض عليه الأمر وكأنه أمر مألوف

فالأب مبتلى بفعل الأمر، والابن مبتلى بالسمع والطاعة.

فيقول الابن مستمعا مجيبا:
{ يَا أَبَتِ افْعَلْ مِا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِين }.



ليضربا لنا مثلا خالدا في الصبر على البلاء والطاعة لرب العالمين في استسلام ورضا ويقين.

ولنتأمل معا في قول الابن{ يَا أَبَتِ} في كل أدب ومودة ..فالذبح لا يخيفه ولا يزعجه ولا يفقده أدبه { افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ }.. فهو يعلم أن الرؤيا إشارة من ربَّ العالمين ثم يعلمنا سيدنا إسماعيل عليه السلام أنه لن يحتمل ذلك شجاعة وقوة، ولكن أدباً مع ربه واستعانة بالله: { سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِين} أدب وروعة في الإيمان ، وعظمة في الاستسلام.
ثم بعد الحوار، يبدأ التنفيذ{ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَ تَلَّهُ لِلْجَبِينِ} وكبه على وجهه واستسلم الأب للأمر.. واستسلم الابن للذبح.. هذا هو حقيقة الإسلام. ووضع السكين وأعملها في رقبته فلا السكين قطعت ولا الغلام جزع..


وحينئذ يأتي النداء الإلهي:

{ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) }

لقد حققت الرؤيا وسلَّمت واستسلمت .. فلا ابن ولا مال أعز وأغلى من الله وحده .. فلا ابن ولا مال أعز وأغلى من أمر من أوامر الله وحده ..نريد الإسلام و الإستسلام و الصبر على القضاء و الثقة و اليقين

جعلنا الله وإياكم من الصابرين المحتسبين الراضين الواثقين الموقنين
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-08-2011, 09:15 PM
 
جزاك الله الف خير...........
اثابك الله وجعلها في موازين حسناتك.......
ونفعنا الله واياكم بالأيات والذكر الحكيم...
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-10-2011, 09:51 PM
 
اللهم آمين شكرا لجميل دعائك
بارك الله فيك و شكرا لمرورك
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-12-2011, 01:44 AM
 
جزاك الله خير
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
برنامج جميل لحفظ القران الكريم ولـد غرناطة نور الإسلام - 13 09-08-2010 08:55 AM
أتريد ساعة في يومك كلها طاعة ؟؟؟؟ادخل الى مشروع ساعة طاعة العابدة الطائعة نور الإسلام - 11 09-22-2009 10:40 PM
الصبر جميل بنت الرمادي نور الإسلام - 1 06-29-2007 02:25 AM
العلاج بالقرآن الكريم .. موضوع جميل (عبد الله) نور الإسلام - 4 11-12-2006 11:49 AM


الساعة الآن 11:58 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011