عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > مواضيع عامة

مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-07-2011, 08:34 PM
 
Thumbs up ملاحم بابل القديمة

النور - الملف برس



صدق القرآن الكريم بتسميتها "أساطير الأولين"، إذ بعد سبي نبوخذنصر لليهود في فلسطين، ترك أكثرهم إلههم "يهوه"، فيما تولـّى كهنة بابل وعرّافوها "تسطير" معظم تعاليم الديانة اليهودية. وكانت في بابل ملاحم مدوّنة، سبقت التوراة بوقت طويل، تروي قصة الخلق والتكوين والهبوط من الفردوس والطوفان والعبادات والصلوات وغيرها. ويزعم اليهود أن التلمود شريعة سماعية تلقاها موسى عليه السلام في صحراء سيناء ودوّنها الحاخامون سياجاً للتوارة. ويرى الدكتور علي خليل في الجزء الثاني من كتابه أن الاضطراب الحقيقي بدأ في حياة اليهود بظهور السيد المسيح عليه السلام وتقديمه تعاليم إنسانية سامية وشمولية. وكان ذلك مصدر خوف للحاخامات الذين حوّلوا شروح التوراة الى سفر (المدراش)، وعدوها فلسفة الشريعة اليهودية. وقد أثبتت الدراسات التاريخية أن أسفار موسى الخمسة المزعومة هي نتاج لملمة مأثورات شفوية مغرقة في القدم. إن الديانة اليهودية كما يتحدث عنها حاخامات اليهود المتطرّفون، ترتكز كثيراً الى "الأسطورة"!


الجزء الثاني

الباب الأول
التعاليم الدينية اليهودية
الفصلالأول
مرحلة التدوين ومصادره

تشيرمعظم المصادر التاريخية إلى أنّ عمليات تحرير وتدوين الكتب الدينية اليهودية" التوراة- التلمود" بدأت في بابل بعد السبي البابلي في القرن السادس قبل الميلاد،وأنّها استمرت حتى القرن الخامس بعد الميلاد حتى أخذت شكلها النهائي الحالي.(1)‏قبلالسبي وخلال إقامتهم المزعومة في كنعان كانت أكثر تعاليمهم شفوية تناقلها الخلف عنالسلف واحتكرها الحاخامون لأنفسهم ليمارسوا تأثيرهم على العناصر اليهودية. فلم تكنلديهم نصوص ولوائح تمثل مجمل التعاليم الدينية والمدنية، كان هناك ثمّة تعاليمشفوية لقوانين الزواج والطلاق والعادات العشائرية والطقوس. يلتزم بها عدد قليل مناليهود نظراً لأّن أكثر العناصر اليهودية تخلّت عن عبادة يهوه لصالح آلهةالكنعانيين، واقاموا المعابد لهذه الآلهة وتزوجوا بكنعانيات وحثّيات وصيدونياتوأدوميات وعمّونّيات.(2)‏لقدوجدت هذه العناصر القادمة من الصحراء في الحضارة الكنعانية متنفساً لها نظراً لأنّعاداتهم وتقاليدهم وتعاليمهم الشفوية كانت متشّنجة ومنفعلة ولم تكن لتقارن بما لدىالكنعانيين من تعاليم وطقوس ومعارف مرنة وراقية وشمولية . إلى جانب أن الحضارة ،الكنعانية كانت على درجة من القّوة تكفي لاستيعاب وامتصاص المهاجرين وثقافاتهمالمختلفة.(3)‏وكانلدى الكنعانيين الملاحم والأناشيد المقدسّة ومئات المأثورات الخطّية والشفوية،والقصائد الأدبية والدينية التي تتحدّث عن الخلق وأصل الوجود والموت والحياة وفنونالزراعة والصناعة والتجارة والقضاء والعقوبات والنذور والقرابين وغيرها.(4)‏منالطبيعي والحال هذه أن تنهل هذه العناصر القادمة من الصحراء من هذه الحضارة وتتأثربها وأن يسعى كهنتهم لاعادة تشكيلها بما يتفق ونزعاتهم الخاصة، وقد حدث هذا بالفعلخلال إقامتهم في كنعان والتي استمّرت حتى السبي البابلي لهم.‏وخلالإقامتهم في بابل تعرّفوا على الحضارة البابلية فوجدوها لاتقّل عراقة وتطوراً عنالحضارة الكنعانية ، حيث النظم والقوانين السياسية والحقوقية والمدنية والدينيةالناظمة للحياة والمجتمع، فاطلّعوا على فنون الزراعة والصناعة والتجارة وعلىالمأثورات البابلية المدوّنة والشفوية والشرائع التي تنّظم العلاقة بين الإنسانوالأرض والمجتمع والدولة مثل شريعة حمورابي سادس ملوك سلالة بابل الأولى، وهيتتناول بشيء من التفصيل القضايا المتعلّقة بشؤون الرّي والزراعة والتجارة والعقوباتوالتعويضات والدّيون والزنى والزواج والطلاق وغير ذلك من الأحكام والمواد والفقراتالتي تنّظم الحياة المدنية والدينية في بابل.(5)‏وكانفي بابل أكثر من ملحمة مدّونة تبحث في قصة الخلق والتكوين والفردوس والهبوطوالقرابين والسفينة والطوفان والعبادات والصلوات والكهانة والأعياد والخطيئةوالعذاب وغيرها.‏ففيملحمتي " أتراحسيس والاينو ما إيليش" نتعّرف على أصل العالم وتصّور البابليين لجوهرالكون والنظام الذي يتسّم به والكائنات التي تعلو على الإنسان والموجودات غيرالمنظورة التي تتحكم في الكون الكبير وكيفية ولادة الموجودات البشرية من الّطين،وتصّورهم للطوفان الذي هو عقاب أنزلته الآلهة بالجنس البشري. وفي كلا الملحمتين نجدأنّ البطل هو إنسان مقرّب من الآلهة يبني سفينة تهرب عليها عائلات البشروالحيوانات.(6)‏لهذالم تكن هناك صعوبات لدى الكهنة اليهود في الاقتباس من هذه الحضارات ما يتناسبونزعاتهم الخاصة. فبدأوا بتدوين التعاليم الدينية اليهودية انطلاقاً من أرضيةثقافية " كنعانية وبابلية ومصرية " وقد بدأت هذه الحقيقة تظهر إلى الوجود عندمابدأت الحضارات القديمة للمنطقة تتكشّف من تحت التراب بواسطة الحفريات الأثرية.(7)‏وتشيرالرواية التوراتية نفسها بالإضافة إلى معظم المصادر التاريخية إلى أنّ الكاهناليهودي " عزرا" هو الذي حرّر ودّون أكثر التعاليم الدينية اليهودية في بابلبمساعدة عدد من الكهنة مثل أمرّيا وملّوخ وحطوّش وسرايا وسكينا" وغيرهم. فالتوراةتلقّبه ب" كاتب شريعة إله السّماء" وهناك سفر كامل له في التوراة يتحدث فيه هو عنرحلته من بابل إلى أورشليم عندما تلّقى أمراً من الملك الفارسي " أتحشستا" ليعّلماليهود في أورشليم الشريعة التي كتبها والنظم والقوانين الجديدة التي أدخلها علىالعبادات والصلوات والطقوس وعلى رأسها:" الانغلاق والعزلة وتحريم الزواج من أجنبياتوإلزام اليهود المتزوجين بكنعانيات أن يطلّقوا نساءهم فوراً وأن يتخلّوا عن بنيهممن النساء الأجنبيات.(8)‏وبعدعودتهم إلى أورشليم تابع الكهنة تحرير وتدوين شريعتهم، وتحديداً خلال الحكم الفارسي، الاخميني الذي تمتعوا فيه بامتيازات كثيرة 538- 330 ق.م. وفي زمن الاغريقوالروّمان ونتيجة للاضطرابات، كثرت التقاليد وازداد عدد المجتهدين الناظرين فيالشريعة، وكثرت الأحكام الصادرة عن المجامع اليهودية المختلفة واضطربت أحوال اليهودبظهور السيد المسيح عليه السلام وما قدّم من تعاليم إنسانية سامية وشمولية، وكانتإلى ذلك الوقت كل شروح التوراة تلّقن للتلاميذ شفوّياً حتى أواخر القرن الثالثالميلادي، فخشي الفقهاء، أن يطغى النسيان على هذه الشروح وتطغى عليها تعاليم السيدالمسيح" ع" التي انتشرت لدى كلّ الأمم فأخذوا يدوّنون كل ما علق في أذهانهم منهاوأشهر هؤلاء الفقهاء الرّباني" بارنحماني" الذي قام بجمع هذه الشروح وتبويبها وألفمنها سفراً ضخماً أسماء" مدراش ربا"(9)‏وراحالفقهاء اليهود بعدئذٍ يدوّنون هذه الشروح التي يعّدها الفقهاء اليهود فلسفةالتوراة والشريعة اليهودية، وقد تّم تقسيم المدراش إلى نوعين: "هالاغا وهاغادا".(10)‏وخلالالقرن الثالث الميلادي أخذ الفقهاء اليهود يدّونون البحوث المتعّلقة بشؤون الدّينوالقانون والتاريخ وأطلق على هذه البحوث " المشنا" ثم راحوا يشرحون هذه المشنابالآرامية وأطلق على هذه البحوث الشرح " الجمارا" ومنهما معاً تألّف ما يسّمى" التلمود". (11)‏فيالقرن الرابع الميلادي أخذ الفقهاء في بابل وفلسطين يعتمدون في دراساتهم على المشناأكثر من التوراة واستمرت الحال حتى القرن الخامس الميلادي عندما انتهى الفقهاء منشرح المشنا ووضع الحواشي لها، وغايتها توضيح ما ورد في المشنا من قواعد واحكامبأمثلة أو حكايات من خلال مناقشتها ووضع الحكم الفقهي الأخير إلى جانبها. وهكذااستمرت عمليات التدوين والتحرير من القرن السادس قبل الميلاد وحتى القرن الخامس بعدالميلاد ، حتى أخذت شكلها النهائي الحالي.‏لقددرس عدد من الباحثين كتاب التوراة، وتوصّلوا إلى نتائج تتعلّق بمرحلة تدوينهومصادره مثل " كارل شتات" الذي نقده مشيراً إلى أنّ موسى لم يكن ليستطيع أن يرويحكاية موته بنفسه ، وهذا يعني أن الأسفار الخمسة لم تكتب في عهد موسى ، رغم أنهااعتبرت على مدى ما يقرب من ألفي عام أنّها بقلم موسى نفسه ولم ينكر هذا الزعم قبلكارل شتات إلاّ " بن عزرا " في القرن الثاني عشر الميلادي.(12)‏وفيعام 1678 قام الكاهن " ريشارد سيمون" بنشر كتاب بعنوان " التاريخ النقدي للعهدالقديم" يبرز فيه الّلامعقولية في التأريخ إلى جانب ألوان التكرار والفوضى فيالسّرد واختلاف الأساليب نافياً بذلك أن تكون أسفار موسى الخمسة كلّها من صنع رجلواحد.(13)‏وتتالت الأبحاث التي تتعّلق بمرحلة تدوين التوراةومصادره في القرن الثامن عشر على يد " أستروك " طبيب الملك لويس الخامس عشر و" أيشهورن". وفي القرن التاسع عشر توصّلت الأبحاث اللاحقة إلى هذه النتيجة القائلة: إنّ أسفار موسى الخمسة هي نتاج لملمة مأثورات شفوية مغرقة في القدم قد تراكبتوتداخل بعضها في بعض .(14)

الفصل الثاني
الكتب الدينية اليهودية
التوراة - التلمود
تمّتحرير وتدوين التعاليم والقوانين الدينية والمدنية اليهودية خلال مراحل مختلفة كماذكرت وبأقلام متعددة ، وحفظت في كتابين اعتبرا المصدر الرئيسي للديانة اليهوديةولكل شؤون الحياة اليهودية وهما التوراة والتلمود.‏
أولاً: التوراة‏
ويسّمى أيضاً " العهد القديم" ويعني بالعبّريةالشريعة والقانون والتعليم وتقسم إلى ثلاثة أقسام " توراة ، أنبياء ، مكتوبات " وكلكلمة من هذه الكلمات تقسم بدورها إلى أقسام " أسفار".‏
- التوراة: تنقسم إلى خمسة أسفار:‏
- سفرالتكوين: ويتضّمن خبر خلق العالم وحياة الانسان في بدء الخليقة وقصة آدم وحواء ونوحوالطوفان وحياة إبراهيم الخليل وولديه إسماعيل وإسحق وتاريخ يعقوب وابنائه الاثنيعشر الذين كوّنوا فيما بعد أسباط بني إسرائيل. وينتهي هذا السفر بالحديث عن يوسف بنيعقوب وأوضاعه في مصر وتعّرفه على إخوته أثناء زيارتهم إلى مصر لشراء الطعام، وذهابأبيه يعقوب لرؤيته في مصر بعد أن أرسل يوسف بطلبه ومن ثمَّ إقامة يعقوب وأولادهوأحفاده في مصر حتى ظهور موسى.‏
- سفرالخروج: ويحتوي على نشأة موسى في مصر ودعوة الإله له لإخراج أقربائه الإسرائيليينالمضطهدين من مصر إلى أرض كنعان " فلسطين" الأرض الموعودة ليستقرّوا هناك نظراًلأنّ الإله يهوه هو الذي منحهم أرض كنعان لتكون ملكاً أبدّياً لهم. ثم يتحدّث السفرعن كيفية الخروج، والمعجزات الخارقة التي قام بها موسى، وكانت هذه المعجزات من صنعإله موسى " يهوه" وعن إنزال الوصايا العشر على موسى، والتيه في الصحراء، وذكرلطائفة من الشرائع الدينية والمدنية التي تلقّاها موسى ، ووفاته قبل دخوله أرضكنعان. وفيه نقرأ عن تذّمر بني اسرئيل المتكرّر ومخالفاتهم الدائمة للوصاياوالقوانين الموسوية والعقوبات التي استحقوها من أجل ذلك.‏
- سفرالّلاوّيين: الّلاوّيون هم الكهنة وسدنة الهيكل المسؤولون عن تنفيذ الشرائع والطقوسالمتنوعة " الذبح ، القرابين، الصلوات". فهذا السفر يبحث في العادات والشرائعالخاصّة باللاّويين، والعبادة والقرابين ، وفيه تفصيلات عن الحلال والحرام والأعيادوالصلوات والطهارة والنجاسة والأحكام الدينية اليهودية.‏
- سفرالعدد: ويحتوي على تاريخ بني إسرائيل أثناء التيه في صحراء سيناء حتى وصولهم إلىأرض موآب، وقد استّمر هذا التيه أربعين سنة وفيه ذكر لحوادث كثيرة تعرّض لهاالتائهون بسبب سلوكهم غير السّوي وعصيانهم للأوامر اليهويّة.‏
- سفرالتثنية: ويتضّمن تكراراً لبعض ما ورد من وصايا وشرائع خاصّة بالعبادات والصلواتوالوصايا، وفيه خطب موسى وهو يعظ بني إسرائيل في الصحراء قبيل وفاته.‏
- الأنبياء: وهو قسمان: الأنبياء الأوّلون والأنبياء الأخيرون. أمّا الأوّلون فيقسم إلىأربعة أسفار:‏
- سفريشوع: ويحتوي على تاريخ بني إسرائيل بعد وفاة موسى وقيام يشوع بن نون خلفاً لهوقيادته بني إسرائيل ودخوله أرض كنعان وحروبه التي أحرق فيها المدن والقرى والحقولوالأشجار وقتل فيها الشيوخ والنساء والأطفال والحيوانات ، حتى وفاته.‏
- سفرالقضاة: ويحتوي على تاريخ الإسرائيليين في عهد القضاة الذين حكموا الشعب بعد وفاةيشوع بن نون، وفيه الكثير من التفصيلات التي تتحدّث عن التفكّك والذوبان في المجتمعالكنعاني ومحاولات القضاة " الحكام " حثّهم على الالتزام بتعاليم يهوه، ويتضّمنأيضاً سلوك أكثر القضاة المخالف للشريعة الموسوية..‏
- سفرصموئيل الأوّل وسفر صموئيل الثاني: ويحتويان على تاريخ حياة صموئيل النبّيومحاولاته رصّ الصفوف بين اليهود وتحذيره لهم من مغبة الذوبان بالمجتمع الكنعانيوالتخلي عن تعاليم موسى، ومن ثمّ تنصيبه للملك شاوول ملكاً عليهم أسوة بالأممالأخرى بناء على طلبهم وإلحاحهم، وينتهي السفران بظهور الملك داود وانتصاراتهوتوحيده لليهود في بقعة صغيرة أسموها مملكة داود.‏
- سفرالملوك الأوّل وسفر الملوك الثاني: ويحتويان على موت الملك داود وحكم ابنه سليمانوحتى بدء السبي البابلي وخراب الهيكل على يد نبوخذ نصر عام 586 قبل الميلاد. ونقرأفيه عن انقسام مملكة داود وسليمان والصراعات المتعددة التي نشبت بين دويلة يهوذاودويلة إسرائيل ، وتخلّي أكثر اليهود عن الإله يهوه لصالح آلهة الكنعانيين " عشتاروت، بعل، ملكوم، كموش وغيرهم".‏
وأمّاالأنبياء الأخيرون فيحتوي على الأسفار التالية:‏
" إشعيا ، إرمّيا، حزقيال ، هوشع، يوئيل، عاموس، عوبديا، يونان، ميخا، ناحوم، حبقوق،صفنيا، حجّاي، زكريا، ملاخي.".‏
هؤلاءكلّهم أنبياء أرسلهم يهوه لهداية اليهود إلى طريق الصواب وابتعادهم عن الاندماجوالذوبان في المجتمع الكنعاني أو غيره، وللتأكيد على النقاء العرقي وضرورة الحفاظعلى الزرع المقّدس والاحتراز من الأغيار.‏
المكتوبات : ويحتوي على :‏
- مزامير داود: وهي عبارة عن حكم ومواعظ تنسب إلى داود.‏
- أمثال سليمان: وهي أيضاً حكم ومواعظ وأمثال تعّمق الشعور بطاعة الله ومحبته وضرورةالتقّرب منه.‏
- تاريخ أيّوب: ويبحث في ضرورة الصبر واحترام القرارات الإلهية وعدم التأفّف منالمصير المكتوب، وفيه نقرأ عن المعاناة التي عاناها أيّوب النّبي بعد أن ابتلاهالّله وكيف صبر وتحمّل.‏
- المجّلات : وهي أسفار: نشيد الإنشاد، راعوث، مراثي إرميّا والجامعة، أستير، دانيال،عزرا ونحمّيا، وينتهي هذا الجزء بكتابين تاريخيين هما:" أخبار الأيام الجزء الأوّلوأخبار الأيام الجزء الثاني." ويحتويان على تاريخ الاسرائيليين بايجاز منذ بدءالخليقة حتى عهد قورش ملك الفرس.‏
ثانياً- التّلمود‏
يحتلالتلمود مكانة هامة داخل الديانة اليهودية، فاليهودية الربّانية ليست سوى تلكاليهودية التلمودية، وهي التي توّطدت دعائمها بين يهود العالم أجمع.‏
التلمود هو مجموعة قواعد ووصايا وشرائع دينيةوأدبية ومدنية وشروح وتفاسير وتعاليم وروايات كانت تتناقل وتدرّس شفهياً من حين إلىآخر. فهو نتاج الشريعة الشفوية التي يزعم اليهود أنّه قد جرى تلقينها عن طريقالتقليد المأثور وبالتواتر منذ أقدم الأزمنة.‏
وأنّهذه الشريعة قد تلّقاها موسى في سيناء فانتقلت من السلف إلى الخلف وقبلت كسّنةسماعية إلى جانب الشرائع المدّونة في أسفار موسى الخمسة. أي أنّ موسى تلّقى شريعتينأوتوراتين في عرفهم " المكتوبة والشفوية". وخوفاً من النسيان وحفظاً للأقوالوالنصوص والآراء الأصلية المتعدّدة، ونتيجة لكثرة التقاليد والاجتهادات، والمجتهدينالناظرين في الشريعة، فقد دونّها الحاخامون بالكتابة سياجاً للتوراة فتكّون من هذهالشروح والتفاسير الشفهية ما يسّمى " التلمود". (15)
هذهالشريعة الشفوية لم تنجل بصورة مميّزة إلاّ بعد قيام الكتبة خلفاء عزرا ومحاولتهمنشر التوراة بين الناس عن طريق التعليم والشرح والتفسير. والفترة التلمودية التيجعلت الشريعة الشفهية في منزلة المكتوبة لا تبدأ إلاّ بعد خراب الهيكل الثاني أي منذعام / 70/ بعد الميلاد وحتى مطلع القرن السادس وذلك على يد المعلمين المعروفين ب " التنائيم". (16)
هناكنسختان من التلمود، التلمود الفلسطيني والتلمود البابلي. أمّا الفلسطيني فيرجعتاريخه إلى منتصف القرن الرابع للميلاد وقد وضع أسسه الرّابي " يوحنان بن نبّحة" أحد تلامذة الرّابي " يهوذا هاناسي" مؤسس أكاديمية طبرية، وهو يختلف عن التلمودالبابلي من حيث المادة والأسلوب وطريقة العرض واللغة. فالتلمود الفلسطيني يكتفيبالشرح أو التحليل لنّص المشنا مع سرد مناقشة غير مطوّلة بين الأحبار، ويعرض فينهاية القول المرجع والأمر الفصل في كل نظرية فقهية ومعاملة تشريعية، بينما البابلييفتح الباب على مصراعيه لمناقشات طويلة لاتنتهي إلى قول مرّجح. فأسلوب التلمودالفلسطيني ينحو صوب الاقتضاب والمادة فيه تبدو هزيلة . وما تمّ تدوينه فيه أشبهبعبارات متقطعة جاءت استجابة لحاجات الذين كتبوها، وكان القصد منها تنشيط الذاكرةكما يرى الباحثون، وهذا ما أسهم في إحلال التلمود البابلي تلك المنزلة الرفيعة،وجعله طيلة قرون عديدة، التلمود الأوحد بلا منازع.(17)
التلمود البابلي هو نتاج الأكاديميات اليهودية فيالعراق وأشهرها " صورة ونهار دعا وبمبديثة" وهو أكثر تفوقاً وأهمية من الفلسطينيحيث أنّ حجم مادته تبلغ ثلاثة أضعاف التلمود الفلسطيني وأسلوبه أكثر انفتاحاً فيالمناقشة وفيه إسهاب وسعة في المادة مّما جعله يحتل مكانة هامة ومنزلة رفيعة ويغدومرجعاً هاماً لاغنى عنه.(18)

هوامش:
(1) بعد انقضاء الدولة الآشورية بسقوط نينوى سنة 612.ق.م/ اقتسم الماذيون والكلدانيون ممتلكاتهم فوقعت حصة الكلدانيين في سوريةوالعراق وتأسست على أثر ذلك الدولة البابلية الكلدانية التي دام حكمها 73 سنة 612- 539 ق. م. فهاجم ملكها نبو خذ نصر منطقة يهوذا وسبى سكانها ومن بينهم اليهود إلىبابل وقد أنجزت هذه العملية في حملتين الأولى سنة 597 ق. م. أسكن خلالها المسبيّونفي منطقة نهر الخابور قرب نيبور، أمّا الثانية فكانت سنة 586ق. م حيث سيق المسبيّونإلى مدينة بابل فتكّتل اليهود منهم في كلتا المنطقتين وكوّنوا مجتمعهم المنغلق.‏
(2) في أسفار التوراة نقرأ المزيد من هذه الحقائق التيتشير إلى أنّ اليهود ذابوا في المجتمع الكنعاني رغم محاولات الكهنة منعهم من ذلك. ففي سفر القضاة نجد:‏
" وعاد بنو إسرائيل يعملون الشرّ في عينّي الرّب وعبدوا البعليم والعشتاروت وآلهةآرام وآلهة صيدون وآلهة موآب وآلهة بني عمّون وآلهة الفلسطينيين". الاصحاح العاشر.‏
وانظرأيضاً في سفر الملوك الاصحاح الحادي عشر والثاني عشر.‏
(3) العرب واليهود في التاريخ- الدكتور أحمد سوسة- الطبعة الثانية - ص 10- 11‏
(4) يرد في سفر التثنية:" لأنّ الرّب إلهك آتٍ بك إلىأرضٍ جيدةٍ أرض أنهار من عيون وغمار تنبع في البقاع والجبال أرض حنطة وشعير وكروموتين ورمّان أرض زيتزن وعسل، أرض ليس بالمسكنة تأكل فيها خبزاً ولا يعوزك فيها شيءأرض حجارتها حديد ومن جبالها تحفر نحاساً". 8/ 7-9/‏
وانظرأيضاً سفر يشوع الاصحاح التاسع والاصحاح والرابع والعشرين.‏
(5) شريعة حمورابي مؤلفة من ثلاثة آلاف سطر باللغةالبابلية السّامية وبالخّط المسماري الأكّدي على مسّلة كبيرة من حجر الديواريتالأسود. وقد نصب حمورابي هذه المسّلة في فناء معبد إيزاكيلا معبد الاله مردوخ. ونصبمثلها في معبد الاله شماش في مدينة سيبار. ويظهر حمورابي في هذه المسّلة وهو يتسّلمبخشوع عصا الراعي ليكون راعي البشر، وشريط القياس للبناء من الإله شماش وهو جالسعلى عرشه. وارتدى حمورابي رداء الكهنة والعمامة وهو لباس الرأس عند الساميينالغربيين وقد صنّفت الشريعة إلى اثني عشر قسماً فيها / 282/ مادة بوضوح.‏
(6) انظر كتاب" مغامرة العقل الأولى" تأليف فراس السّواحدراسة في الأسطورة سورية وبلاد الرافدين- دمشق 1987 العربي للإعلان والطباعةوالنشر.‏
وانظرأيضاً إلى ملحمة التكوين البابلية التي ترجمها أنيس فريحة وهي بعنوان " ملاحموأساطير من الأدب السّامي".‏
(7) مغامرة العقل الأولى- فراس السّواح.‏
(8) " فقام عزرا الكاهن وقال لهم إنكم قد خنتم واتخذتمنساء غريبة لتزيدوا على إثم اسرائيل فاعترفوا الآن للرّب إله آبائكم واعملوا مرضاتهوانفصلوا عن شعوب الأرض وعن النساء الغريبة". سفر عزرا الاصحاح العاشر.‏
وانظرأيضاً الاصحاحات 7-9-10-‏
(9) هناك مدراش آخر يدعى " مدراش تنحوما" جمعه الرّبانيتنحوما بعد قرن من ظهور مدراش بارنحماني.‏
(10) الهالاغا: هي الأحكام التي تبّين الحلال والحراموالطهارة والنجاسة مّما ورد ذكره في التوراة وفسّره الفقهاء اليهود ووضعوا لهحدوداً وقيوداً تلائم حاجة العصر الذي كانوا يعيشون فيه.‏
- الهاغادا: شرح لنصوص تاريخية أو أخلاقية.‏
(11) التّلمود: مجموعة قواعد ووصايا وشرائع دينيةوأدبية ومدنية وشروح وتفاسير وتعاليم وروايات كانت تتناقل وتدّرس شفوياً وتّمتدوينها خوفاً من النسيان وحفظاً للأقوال والنصوص.‏
(12) فلسطين أرض الرسالات السماوية- روجيه غارودي- ترجمة - قصي أتاسي- ميشيل واكيم صادر عن دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر. الطبعةالأولى 1988 ص 78‏
(13) نفس المصدر ص 79‏
(14) - نفس المصدر ص 80‏

(15)التلمود والصهيونية - تأليف الدكتور أسعد رزّوق- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث 1970 ص 115.‏
(16)نفس المصدر ص 117.‏
(17)التلمود والصهيونية - الدكتور أسعد رزوق- منظمةالتحرير الفسطينية . مركز الأبحاث 1970 ص 146- 147‏
(18)نفس المصدر ص 114‏



المصدر : النور - الكاتب: الملف برس
__________________

نبوبلاصر
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ملك بابل العظيمة حمورابي نبوبلاصر شخصيات عربية و شخصيات عالمية 6 01-28-2011 06:55 PM
صور باتل بيدامان M!ss 7ala أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 22 11-24-2010 06:51 PM
حضارة بابل العظيمة نبوبلاصر مواضيع عامة 0 08-11-2010 02:22 PM
حدائق بابل المعلقة بقايا جروح أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 30 07-21-2007 04:03 AM


الساعة الآن 06:59 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011