|
أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
الأسطورة قصتنا لهذا اليوم فريدة من نوعها .. سنتحدث عن مغامرة غريبة ومثيرة , تجري في عالم آخر مواز لعالمنا نحن البشر .. سنتحدث عن فتاة قوية هاربة من قريتها , لأنها لا تقبل بالذل والهوان .. سنتحدث عن رجل غامض متشح بالسواد , ويصدر أوامره التي لا يجرؤ أحد على مخالفتها .. سنتحدث عن معارك أسطورية , طاحنة بلا حدود , وعن قتال مميت لا ينتهي إلا بمقتل أحد المحاربين , بين أناس خارقين للطبيعة .. سنتحدث عن الوريث الأخير والوحيد لإحدى العائلات القوية في هذا العالم .. سنتحدث عن .. الأسطورة .. البارت الأول ضـائـع في الــصحـراء . نظر ذلك الرجل مفتول العضلات إلى قرص الشمس أحمر اللون الذي توسط السماء , ووضع يده على جبهته , محاولاً تغطية عينيه ليحجب عنهما الحرارة التي تلفح جسده , وصدره العاري . ودار ببصره إلى الأمام , وهو يتطلع إلى الأفق الذهبي الممتد أمامه إلى اللانهاية , صانعاً أمامه طريقاً طويلاً لا ينتهي من الرمال الذهبية البديعة , التي أصبحت تبدو له مثل جحيم مشتعل , حارق , وقد بدء يسترجع ذكريات كل ما حدث معه قبل أن يضيع في هذه الصحراء القاحلة . تذكر كيف قرر الابتعاد عن قريته التي عاش فيها منذ أن أتى إلى هذا العالم من أجل رجال قبيلة (الناب) الذين قاموا باحتلال القرية والاستيلاء على كل ما فيها بأمر من زعيمهم . وكيف أنهم قاموا بتعذيب أفراد عائلته جميعهم أمام عينيه بكل وحشية , عندما كان لا يزال في العاشرة من عمره . تذكر كيف كان يقاوم رغبته المستبدة في أن يقتل من هذه القبيلة بأكملها , وأنه أقسم على أن يقتل زعيم تلك القبيلة الغاشم , والذي لا يعرف الرحمة , بيديه . ولكنه كان يعلم أنه لن يستطيع القيام بكل هذه الأشياء الصعبة التي تسيطر على قلبه وحده , وخاصة بعد أن رأى وحشية وشراسة تلك القبيلة . كان يعلم أنه حتى يستعيد قريته وينقذ أهله الباقين من بين أيدي هؤلاء الظلمة , فعليه أن يهزم تلك القبيلة وأن يفي بوعده بأن يقتل زعيم قبيلة (الناب) بيديه , وهذه الأشياء كلها تحتاج إلى الكثير من القوة , الكثير والكثير منها ليتم تحقيقها بنجاح . لذا قرر أن يتدرب على يد واحد من أفضل عشرة معلمين في العالم , لكي يستطيع تحقيق هدفه الصعب , وتذكر كل العقبات , والمصاعب , التي ستقف في طريقه لتحقيق هذا الهدف الذي ناضل بكل ما في قلبه من قوة , وحزم , حتى يحققه , ولكنه لم ينجح , ربما بسبب سنه الصغيرة , أو قوته التي لم تكن قد بلغت ما يكفي لهذا . ولكنه بالتأكيد , تذكر أهم شيء يمكن يواجهه , أو الشيء الذي يواجهه الآن , وهو ضياعه في الصحراء , منذ ما يقرب من يومين كاملين , وقد نفذ الماء منذ يوم تقريباً . أيقظه تذكر هذا الأمر من استرساله في ذكرياته المريرة . ووجد نفسه فجأة , قد عاد إلى الواقع , وإلى تلك الصحراء مترامية الأطراف . - يجب أن أكون قوياً . صرخ بها بصوت عالي جداً , كأنه يقولها تشجيعاً لنفسه , أو ليحثها على المضي قدماً لمتابعة طريقه بصعوبة شديدة . - يجب أن أصمد . تمتم الرجل بهذه الجملة , بصوت خافت , وهو يمشي إلى الأمام بخطوات واهنة , وجسده يتمايل مع كل خطوة , و جسده على وشك الانهيار , من شدة الإرهاق , والتعب , والظمأ والحر الشديد , الذي وضع علامات واضحة بلون أحمر قاتم على جسده كاملاً , والرمال المحرقة التي تكاد أن تحول قدميه إلى شعلة من النار . ولكنه , وبكل الإصرار والتصميم في نفسه , قرر أن يتابع طريقه , لأن أمامه خيارين لا ثالث لهما . الخيار الأول , أن يتابع المشي بثبات . ليكون أمامه خياران , إما الوصول إلى بحيرة ما لكي يشرب منها , ويستطيع متابعة طريقه بسهولة , أو أن يجده شخص ما فينقذ حياته بعد كل هذه المعاناة , أو الموت بسبب الحرارة , وطول المسافة التي يجب أن يقطعها . ولكنه إن بقي في مكانه هذا , ينتظر أحداً ما حتى ينقذه من هذه الصحراء , فلن يأتي أحد إليه بينما هو مستريح - نوعا ما – على الرمال فلينقذ حياته , أو الموت بسبب الحرارة . ولكنه إن بقي في مكانه , هذا ينتظر أحداً ما حتى ينقذه من هذه الرمال , فلن يأتي أحد إليه , بينما هو مستريح على الرمال , ولكن سيأتي شيء واحد مرعب فقط . شيء مخيف يهرب منه الكثيرون , وهو بالذات كان يهرب منه منذ زمن طويل , هذا الشيء دون أي مقدماتٍ هو الموت .. ولا شيء غيره . * * * - يبدو منذ بداية هذا اليوم أن حرارته الشديدة غير طبيعية بالمرة .. ولكن كيف يمكن أن تكون الحرارة في الصحراء ؟! . أنطلقت هذه العبارة بلهجة ساخطة من ذلك الرجل النحيل , وهو يمسح بيده العرف الغزير الذي يملأ جبينه . واستدار إلى الخلف , وهو يحجب الشمس بيده ليراقب ذلك الكائن الشبيه بالحصان الذي يقوم بشرب الماء من دلو معلق برأسه , وإلى جانبها وضعت سلسلة حديدية طويلة يمسكها الرجل بيده , وقد ضغط عليها بقوة . ثم أقترب منه وهو يفتح جراباً جانبياً ليخرج منه زجاجة مياه متوسطة الحجم , فتحها ورمى بغطائها بعيداً , ثم أخذ يشرب منها بسرعة وقطرات الماء تنساب بهدوء على ذقنه لتتساقط على الرمال الساخنة , وأطلق الرجل تنهيدة ارتياح وهو يبعد الزجاجة عن فمه ليأخذ نفساً عميقاً , ثم يسكب كل ما تبقى فيها من مياه على شعره ووجهه , ويتبع الزجاجة الفارغة بغطائها فيرميها على الأرض بلا اهتمام . واقترب من الكائن الغريب وأبعد الدلو عنه رأسه ليضعه في الجراب , وهو يقفز على ظهر الكائن ويلكز جانبه بقدمه , صارخاً بصوت عالٍ : - أنطلق يا (براكتيس) . وانطلق الكائن المدعو بـ(براكتيس) عبر تلك الصحراء , وواصل الركض لمدة تتجاوز الساعتين , قبل أن يصدر صوتاً يشبه الحشرجة دلالة على التعب والإنهاك , ولكن الرجل عاد يضربه بقوة على جانبه , وهو يقول : - هيا .. أسرع , لا تخذلني الآن . ولكن الـ(براكتيس) بدأ يبطئ من سرعته بهدوء , فقال الرجل كأنه يحدثه , وهو يشير بيده إلى مكان بعيد : - أسرع , حتى نصل إلى هناك بسرعة . وكان يشير بيده بعيداً إلى شجرة كبيرة أصبح ظلها الكبير بضعفي حجمها , كان وجودها في هذا المكان غريباً بالفعل , ولكن الرجل لم يكن مستعداً للاستغراق بالتفكير في هذا الوقت , ولم يخطر بباله أنها يمكن أن تكون مجرد سراب يصنعه العطش .. ربما لأنه لم يكن يشعر بالعطش في هذا الوقت , فبدت له تلك الشجرة التي تصنع ظلاً كبيراً جداً على الرمال , أشبه بالحلم الذي تحقق . وبينما كان الـ(براكتيس) يمشي ببطء متجهاً نحو الشجرة , لاحظ الرجل جسماً غريباً , ولكنه عندما أمعن النظر جيداً أكتشف بشري بل رجل .. كيف تأكد من هذا ؟! . ببساطة لأنه لا يمكن أن تملك امرأةٌ عضلاتٍ كبيرة كهذه , كان رجلاً يمشي بصعوبة شديدة , وجسده يترنح في حدة مع كل خطوة وهو يوشك على السقوط في أي لحظة , تابع الرجل مراقبته في شك وهو يظن أنه مجرد قاطع طرق سيحاول سرقة بضاعته ما أن يقترب منه , ولكن .. وبعد فترة من المراقبة , وبعد أن رأى ظهر ذلك الرجل الذي تبرق عليه قطرات العرق , وتلك العلامات الحمراء الداكنة على جسده ظهره , والتي لا يمكن أن تصنعه سوى حرارة الشمس الحارقة التي يبدو أنها تلفح جسده منذ فترة طويلة , وقد بدا أنه غير منتبه لأن أحداً ما يراقبه في هذه اللحظة , متابعاً طريقه في تؤدة . أقترب الرجل ببطء منه , وقد تحفزت كل عضلات جسده دفعة واحدة , مع الـ(براكتيس) الذي أخذ يطلق حشرجة غريبة متكررة . وما أن أصبح خلف الرجل حتى هبط عن الـ(براكتيس) , وهو يقترب من الرجل بهدوء , ومد يده ليضعها على كتف الرجل الذي انتفض جسده واستدار إلى الخلف , قائلاً : - من .. من أنت ؟! . ابتسم الرجل الآخر وهو يقول : - أنا (سايمون) تاجر متنقل أريد إيصال حمولة من الطعام والماء إلى أحدى القرى الفقيرة في هذه البلاد , وهي تقع بعد هذه الصحراء الواسعة مباشرة . أومأ الرجل برأسه وقال الرجل بضع كلمات خرجت من فمه بصعوبة شديدة : - مياه .. مياه . نهض (سايمون) بسرعة واقترب من الـ(براكتيس) , ثم فتح ذلك الجراب الجانبي , ليخرج منه زجاجة مياه كبيرة الحجم , أعطاها للرجل الذي بدء يشرب منها بسرعة , فقال (سايمون) ضاحكاً : - أهدأ يا رجل .. على الرغم من أني لست طبيباً إلا أني اعتقد أن شرب المياه بهذه السرعة بعد مدة طويلة لم يلمس خلالها حلقك المياه , غير صحية . ثم فتح جراباً آخر , أخرج منه علبة طعام صغيرة , وهو يتابع قائلاً والابتسامة لا تفارق وجهه : - خذ هذا الطعام يا رجل , أعتقد أن القرى الفقيرة لن تموت بسبب هذه العلبة الصغيرة ... قطع عبارته فجأة وهو يستدير مع الرجل الآخر إلى كائن الـ(براكتيس) الذي أطلق صوتاً غريباً , وقد أنغرز في رقبته سهم حاد ينتهي بريشة فضية اللون , لتتدفق دماء زرقاء من الجرح العميق , وذلك الكائن يطلق صرخات بشعة غريبة قبل أن يسقط جثة هامدة . استدار الرجلان إلى المكان الذي أتى منه السهم , حيث كان هناك رجل يجلس على ظهر أحد كائنات الـ(براكتيس) ويحمل في يده قوساً وهناك جعبة سهام على ظهره , قبل أن يضرب جانب الـ(براكتيس) فينطلق مبتعداً بينما ارتسم الذهول على وجهي الرجلين وهما لا يدركان حقيقة ما إن كان ما رأياه في اللحظة السابقة واقعاً أم مجرد سراب تصنعه الحرارة , و (سايمون) ينظر في حسرة إلى كائن الـ(براكتيس) الذي سقطت جثته على الأرض , كأنها تؤكد لهما أن ما رأياه حقيقة واقعة , والرجل يقول : - هل تعرف من هذا ؟! . اقترب (سايمون) بهدوء من جثة الـ(براكتيس) , ثم قام بانتزاع السهم فضي اللون من رقبته , وأخذ يراقبه في تركيز لفترة وجيزة , ثم أومأ برأسه وهو يقول : - نعم .. يبدو من لون هذا السهم الذي أطلقه الرجل أنه من قرية أو قبيلة (السهم الفضي) . وصمت للحظة قبل أن يقول في حيرة : - ولكن ما يشعل تفكيري الآن , هو السبب وراء قتله لكائن الـ(براكتيس) , وما الذي يمكن أن يستفيده من وراء كل هذا ؟ . - إنه ليس بالأمر الصعب . قالها الرجل في بساطة عجيبة , ثم تابع قائلاً : - إن الأمر ليس بهذه الصعوبة لكي تدرك أنه يريد أن يتركنا عالقين في هذه الصحراء الخالية من أي بشري , وبلا أي طعام أو ماء حتى تنتهي حياتنا هنا ! . انتفض (سايمون) للفكرة المريعة , ولكنه نهض مقترباً من كائن الـ(براكتيس) وفتح جراباً نظر بداخله , ثم عاد يغلقه مرة أخرى , وهو يقول : - ولكن لدينا الكثير من الطعام والماء , ويمكن أن يكفونا لما يقارب من يومين كاملين . قال الرجل في غيظ : - نعم .. الطعام والماء يمكن أن يكفونا ليومين كاملين , ولكن هل يمكنك أن تحمل هذا الوزن الثقيل , لما يقارب من هذه المدة الطويلة , وثم تذكر أننا ما زلنا في وسط الصحراء , أي أن المسافة طويلة جداً , ولا يمكن أن نواصل المسير مع هذا الوزن الضخم الذي ينوء عن حمله الـ(براكتيس) . هنا صمت (سايمون) وكأنه يفكر في شيء ما , يمكنه أن ينقذهما من هذا الوضع , قبل أن يرفع سبابته إلى أعلى , قائلاً في توتر : - عندما وجدتك هنا كنت ذاهباً إلى تلك الشجرة الكبيرة , فما رأيك أن تذهب لترتاح قليلاً هناك فيبدو أنك متعب للغاية , بينما أقوم أنا بنقل الطعام والماء إلى تحت الشجرة حتى لا يفسد تحت الشمس , ونرتاح للحظات هناك , ونأكل ما نستطيع ونتابع طريقنا , تاركين كل شيء وراء ظهورنا . كانت فكرة لا بأس بها , خاصة أن الرجل يوشك أن يغمى عليه من التعب , فنهض (سايمون) وهو يكرر كلامه , قائلاً : - أذهب أنت لترتاح الآن , وسأقوم أنا بنقل الطعام والماء إلى تلك الشجرة . لكن الرجل مد يده إلى الأمام ليوقف (سايمون) ويثبته في مكانه , وهو يقول : - لا يا رجل , فبسببي تعرضت لكل هذه المتاعب , فلم يكن باستطاعة رجل قرية (السهم الفضي) أن يقتل كائن الـ(براكتيس) إن لم تتوقف , فعلى الأقل يجب أن أساعدك في ما ستفعله . ابتسم (سايمون) وقال , وهو يمسك بيد الجل قائلاً : - حسناً .. لنتعاون على نقلها معاً وثم سنرتاح معاً , هل أنت موافق ؟ . أومأ الرجل برأسه موافقاً . فبدأ الاثنان بنقل الطعام إلى تحت الشجرة , ولكن .. وفجأة , رمى الرجل بما يحمله بين يديه , وهو يشير إلى (سايمون) بالصمت , ليبدو صوت وقع أقدام أحد كائنات الـ(براكتيس) وهو يقترب منهما . فاستدار الرجلان إلى مصدر الصوت بسرعة , ليجدا أمامهما اثنين من قاطعي الطرق يجلس كل منهما على كائن (براكتيس) , ويحمل في يده سلسلة حديدية يجرها خلفه , وأحد الرجلين يصرخ بهما قائلاً : - أعطونا كل ما معكما من نقود إن كنتما تريدان الحفاظ على حياتيكما . صرخ الرجل بدوره , وهو يتخذ وضعية قتالية : - لن تأخذا منا شيئاً . واتخذ (سايمون) وضعية قتالية بدوره , فيما ابتسم قاطع الطرق في وحشية وهو يقول : - كنت أنتظر أن تقولا هذا أيها التعسان . وضم قبضته على السلسلة الحديدية ووجهها نحو قدم الرجل لتلتف حولها , ويجذبها قاطع الطرق فيسقط الرجل أرضاً , وهو يطلق صرخة متألمة , بينما قال قاطع الطرق في سخرية : - هل غيرتما رأيكما الآن ؟! . قال (سايمون) في تحدي : - أبداً .. لن نغير رأينا مهما فعلتما . تقلصت حدقتا عيني قاطع الطرق , وهو يقول : - حقاً ! .. إذا فليتذوق صديقك الغبي ثمن عنادك السخيف هذا أيها الأحمق . وقام برمي السلسلة الملتفة حول قدمي الرجل إلى صديقه الذي أمسكها ولكز جانب الـ(براكتيس) بقدمه , لينطلق بسرعة كبيرة , ولكن .. شيء واحد أوقف ذلك العذاب الذي يتعرض له الرجل , كان سهماً فضي اللون أنطلق ليصيب قاطع الطريق في منطقة القلب , اتبعه سهم آخر أصاب كائن الـ(براكتيس) الخاص بقاطع الطريق الثاني في رقبته فسقط الكائن على صاحبه محطماً عظامه عن آخرها , وسهم ثالث حطم السلسلة التي تحيط بقدم الرجل . فاستدار (سايمون) إلى المكان الذي أتت منه السهام الثلاثة ليجد فتاةً في مقتبل العمر , شقراء الشعر , زرقاء العينين , بارعة الجمال , تجلس باسترخاء على ظهر كائن (براكتيس) جميل أبيض اللون , اقتربت منه بسرعة , وهي تسأله : - هل مات صديقك ؟ . ركض (سايمون) نحو الرجل , وهو يتحسس رقبته قبل أن يقول : - لا .. فقد أغمي عليه من الإرهاق .. فقد كان متعباً للغاية عندما وجدته . وصمت وهو ينظر إلى الرمال بجوار رأس الرجل ليجدها حمراء اللون فيصرخ بسرعة , وهو يشير إلى رأس الرجل الذي كانت الدماء القانية اللون تتدفق منه بغزارة من جرح كبير : - إنه مصاب . - ماذا ؟! . قالتها الفتاة وهي تقترب منه أكثر حتى أصبحت أمامه مباشرة , وهي تصرخ في توتر : - ضعه بسرعة على ظهر كائن الـ(براكتيس) الخاص بي , والركب أنت على ظهر الـ(براكتيس) الآخر . - حسناً ! . قالها (سايمون) وقد بدأ ينفذ ما قالته الفتاة بالفعل , وهو يحمل الرجل المصاب بصعوبة ليضعه على ظهر كائن الـ(براكتيس) , ويقفز بسرعة على ظهر الـ(براكتيس) الآخر , وقد بدا القلق جلياً بأسوأ حالاته على وجهه . * * * انطلقت الفتاة بسرعة شديدة وهي تجلس على ظهر كائن الـ(براكتيس) الأبيض الخاص بها , وخلفها مباشرة كان (سايمون) يتبعها على ظهر (براكتيس) آخر . وبينما هما ينطلقان بهذه السرعة الكبيرة , استدارت الفتاة بحركة خاطفة إلى الرجل , ووقعت عيناها على الجرح الذي بدأت الدماء تتدفق منه بغزارة , وإلى وجه الرجل الذي أصبح شاحب اللون , وهي تقوم بإيقاف الـ(براكتيس) بحركة مفاجئة , وهبطت عن ظهره , و (سايمون) يقول , وهو يهبط عن ظهر الـ(براكتيس) بدوره : - ماذا هناك ؟ .. لماذا توقفت ؟ .. هل حدث شيء ؟! . لم ترد الفتاة على هذه الأسئلة وكأنها لم تسمعها , وهي تمسك بالرجل وتحاول إنزاله فيقترب (سايمون) منها بسرعة ليساعدها , فيضعانه بهدوء على الرمال , قبل أن تقول الفتاة دون أن تنظر إلى (سايمون) : - الجرح ينزف كثيراً , وقد فقد الرجل الكثير من الدماء , لذا احتاج إلى شيء ما لأوقف النزف .. على الأقل بينما نقوم بتجاوز هذه الصحراء . قال (سايمون) وهو ينظر حوله : - شيء مثل ماذا ؟ . - أي شيء .. المهم أن يكون جافاً . نظر (سايمون) حوله باحثاً عن أي شيء جاف , ووقع نظره على جراب جانبي معلق إلى كائن الـ(براكتيس) الذي أخذه من قاطع الطرق , وانحنى ليفتحه ومد يده وحركها داخل الجراب حتى لامست شيئاً ما , فأخرجها فوراً ليكتشف أنها قطعة من القماش , قال وهو يتحسسها ليتأكد من أنها جافة : - هل تفي هذه بالغرض . استدارت الفتاة إليه , وتطلعت إلى القطعة القماشية للحظة أو يزيد , قبل أن تأخذها منه وهي تقول : - لا أعرف .. ولكن المهم أن تخفف من النزيف , ولو قليلاً . ثم وضعت قطعة القماش على الجرح بهدوء , وقامت بتضميده جيداً , قبل أن يعاود الاثنان انطلاقهما في هذا الطريق شبه المستقيم الذي رسماه لأنفسهما , بعد أن قاما بوضع الرجل المصاب على ظهر كائن الـ(براكتيس) مرة أخرى . كان الطريق ممتداً أمامهما إلى اللا ما نهاية , وقد بدأت الشمس برحلة الغروب المعتادة لتزيل هذا الحر الخانق , أو تزيل بعضاً منه على الأقل . ومع حلول المساء , وعلى ضوء القمر , بدت تلك القرية واضحة مثل الشمس , كانت قرية صغيرة وبعيدة جداً , ولكنها كانت واضحة أمامهما كما هي , وبكل تفاصيلها تقريباً . كانت الرحلة طويل بالفعل . والقرية تقترب ببطء , لكن وعندما بدأت الشمس بالشروق , كان الاثنان قد دخلا القرية ليجدا أمامهما رجلاً عجوزاً يجلس على كرسي قديم , وقد غرق في النوم . فتسلل الاثنان دون أن يشعرا أحداً بهما , ثم قاما بالتوقف أمام أول منزل يقابلهما .. لم يكن منزلاً بالمعنى الحرفي , بل كان كوخاً قديماً شبه محطم , ولا باب له فقد مكان خاص بالباب محفور في الخشب , فهبطا عن كائني الـ(براكتيس) , وقاماً بإدخال الرجل إلى الكوخ . - سأذهب للبحث عن طبيب في هذه القرية . قالها (سايمون) وهو يقف عند مدخل الكوخ , فأومأت الفتاة برأسها وهي تقول : - حسناً .. ولكن لا تتأخر , فسنحتاج لطبيب بأقصى سرعة ممكنة , فقطعة القماش الصغيرة هذه لن تستطيع امتصاص كل هذا القدر الكبير من الدماء التي لم تتوقف حتى الآن . أشار (سايمون) إلى الأرض , وقال وهو يخرج بسرعة من الكوخ : - وبينما أعود مع الطبيب - هذا إن وجدته - ابحثي عن أي شيء في الكوخ , يمكن أن يبطئ تدفق الدماء . راقبت الفتاة (سايمون) وهو يخرج من الكوخ ليبحث عن الطبيب فوراً , قبل أن تدور ببصرها في أنحاء الكوخ بهدوء وتركيز , باحثة عن أي شيء يمكنها أن توقف النزيف به مؤقتاً . كانت هناك مجموعة من السيوف والخناجر الصدئة المرميةٌ على الأرض بإهمال , ولكنها لن تفيدها بشيء سوى القتال .. وأين القتال في هذا الكوخ المنعزل , فتابعت البحث حولها , ولكن .. ولكنها كانت متأكدة من أنها لا يمكن أن تجد شيئاً يمكنها استخدامه . أي شيء . * * * بانتظار ردودكم لوضع البارت الثاني |
#2
| ||
| ||
القصة كثير حلوة و مثيرة بتمنى تحطي البارت باسرع وقت الاني متشوقة |
#3
| ||
| ||
وااااااو انا ثاني من يرد و لي الشرف طبعا الروايه خووووقاق بس الحوارات كانت قصيره يعني سايمون يخاطب الرجل و الرجل يرد عليه و كذا يعني وووو بث
|
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
عرض الأسطورة .. أقوى عروض الـ vps | eblanet.net | إعلانات تجارية و إشهار مواقع | 0 | 09-27-2010 12:08 AM |
( برنار) الفتاة الأسطورة | بصمة فنان | لوحات فنية و خط عربي | 5 | 01-12-2010 03:32 PM |
إلى عشاق الأسطورة Maradona | نبيل المجهول | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 0 | 05-15-2007 04:04 PM |
إلى عشاق الأسطورة Maradona | نبيل المجهول | رياضة و شباب | 0 | 05-15-2007 04:03 PM |