|
مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
تدليس الحقائق(1) مُعدّل تدليس الحقائق(1) أبو عبيدة أمارة . وبما أن موضوع حوارنا هو تدليس الحقائق وتزوير الوقائع فهلم نجلو ما يمكن أن يندرج تحت ذلك المسمى من تزوير وتزييف للحقائق وقلب للوقائع وتغيير وتحريف للشواهد ، وتصوير الظلم وهضم الحقوق واضطهاد البشر كأنه ورود وياسمين ، ونحن نشهد اليوم كماً من مدلسي الحقائق وكماً من مزوري الوقائع وكماً من طالبي المجد والارتفاع ولو على جثث الخلائق ، وكماً من طالبي المال ومن مكاثريه ومتفاخرين به ولو على حساب معاناة مئات الآلاف أو قل ملايين من الناس ، وكثير من الثروات المكدسة والتي قسط منها على حساب كادحين مجهودين يعملون بشق الأنفس ولا يُحصِّلون إلا فتاتا ، وكما من المستبدين لهم المال المكدس الوفير دون كثير تعب ، وكماً من الناس المستغلين الذين لا يجدون إلا شحيحا ، ومن هم في تنعمهم الآثم لا يهمهم من يعاني ويكل ويكابد . والتبريرات لكل وضع آثم ولكل ظلم غاشم ولكل معاناة ولكل جور والتي أصحابها مُصِّرٌين على فعلها موجودة وملمعة فوق طاولات التسلط وجور الأنفس ، والتلميعات والزخارف وقلب الحقائق جهزت بعناية ودرست أحيانا بمكر وأحيانا بتدليس وأحيانا يكللها كثير من قلة الحياء . والهاتفين لكل جور وظلم موجودون وأحيانا للأسف كثر ، وعند بعض الجائرين كفى أن تكون منتميا لفئة معينة حتى تكون صاحب الامتيازات والتعاليات والكبر على الناس ، وعند بعضهم كفى أن يغض الطرف والاستهانة بحرمة المحرمات والاستهتار بدناوة النزوات الخرقاء حتى تجد المنحدرين السُفَّه ، وعند بعضهم كفى أن يهطل على الأتباع شيء من مجتنيات الظالمين ومن مكتسباتهم ومسروقاتهم فهذا مقدس ومحبوب وغيره مكروه مرفوض ، ومن خرج على أحلام هؤلاء فجهنمهم بالمرصاد ولهب النار الخارج من ألسنتهم سواد ، والله يقول :" سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا ( 19 الأحزاب) . وكثيرون منهم وغيرهم من يدّعون كل فاضل وكل مٌزيل للظلم وجالب الخير وما هم إلا انتهازيون يريدون تبديل وضع ظالم بوضع ظالم مثله ، واصلا من لا يستطيع رفع ظلم نفسه عن نفسه فكيف يرفع الظلم عن غيره ؟! وهؤلاء النماذج موجودون في كل المعسكرات شرقا أو غربا أو قُرْبا أو بُعْدا، وكثيرا من التزيينات التي يضعونها على وجوههم والمثل التي يترفعون بها على الناس ما هي إلا غطاء لجشع داخلي وظلم داخلي ، وأحيانا حال بعض هؤلاء كواضع الرأس في الرمل فإنه إنه إذا كانت عيناه مغطيتان ولا يرى أحدا فكأنما أحدا لا يراه ، وبعضهم من يهتمون بصغائر الظلم ويتعامون عن كبيره وعظيمه. وحقيقة أن بداية رفع الظلم أولا تكون بردع ظلم النفس عن النفس وإبصار الحقائق بصورتها الحقيقية بغير تدليس ولا تزوير للوقائع وعدم ظلم الغير وعدم طاعة الشر وأهله ، وبعدها النظر في داخل النفس والإبصار هل حقا يوجد خيرٌ ومروءة في الباطن كما بعلن في الظاهر ؟ وبعدها يسأل الإنسان نفسه لم يظلم غيره ؟ ولم يأكل حق غيره ؟ ولم يريد لنفسه أشياء كثيرة ولا يقيم وزنا لحقوق الآخرين ؟ والثورات التي تقوم ضد الظلم ، وضد هدر الثروات ، وضد الاستهانة بحقوق الأفراد وكرامتهم ، وضد التنازل عن ثوابت الأمة وعزيزها وضد التنازل عن الفاضل والكريم والنظيف وجكمة عقيدتها الغراء ، وضد الاستغلال وضد الفساد ، فهي حقا تريد عدلا وإنسانية سعيدة ومروءة رشيدة ، ولا تريد حمقى أو فاقدي الهوية أو عابدي التبعية أو من شياطين إنس يريدون زرع التعس والبؤس والخسران بين الناس ، ونرى شرائح من عندنا ومن عند غيرنا يترقبون نجاح الثورات حتى يملئوا الساحة بنرجسيات جديدة ومرارات سقيمة أو بخزعبلات وتصورات مريضة وتبديل الظالمين بظالمين جدد وتبديل الفاسدين بفاسدين جدد ، ونحن نعلم أن الشعوب المسلمة فد مجّت كل الظلم ومجّت كل المنافقين ومجّت كل أنصاف الحلول ومجّت في كل مراوحة في المكان ، ومجت كل أولئكم الناظرين في أعطافهم المعجبون بأنفسهم المزدرين لغيرهم والذين يريدون بناء عشوش الفساد ، ونضرب مثلا لتزييف معاناة المظلومين والاستئثار المكتسبات ، فمما عُرض في ثمانينيات القرن الماضي( أي قبل حوالي 30 علما تقريبا) عُرض شريط تلفزيوني لرسوم متحركة من إنتاج أمريكي يحكي قصة خيالية لحيوانات قامت بثورة لترفع الظلم عن نفسها ، وللمعلومة فأن هذا الشريط الكرتوني كان يريد وصف معايب الثورة البلشفية أو قل الثورة الشيوعية في روسيا وكيف أن المثل العليا كانت لخداع البسطاء ومتاجرة بشعارات رنانة كان لتلميع ظهور متسلطين جدد ، ونحن نعرف النتائج التي حصلت من تلك الثورة ، وكم حصل من تسلط ومن جبروت ومن عنت ومن ظلم ومن خسائر مادية واقتصادية متحصلة ولا يخلو الأمر من بعض الخير في الإنعتاق من عربدة متسلطين مزمنين ولكن الأدوار تبدلت ، وسنناقش جزءا يسيرا من تلك الإحداث لاحقا ، ونعود إلى الشريط الكرتوني ونذكر الجزء المهم من ذلك العمل الفني وهو أن الخنازير كانت هي صاحبة السلطة في مملكة الحيوان الجديدة وقد أخذت لنفسها حظا وافرا من الحقوق والراحة والرفاهية وأما الحيوانات الأخرى فكان نصيبها الكد والتعب وشحيح المستلزمات ، فتوجه وفد من الحيوانات المظلومة إلى صاحبي السلطة للاحتجاج على الوضع وقالوا : أليست في ثورتنا المجيدة أن كل الحيوانات متساوية ؟! فأجابوهم صاحبي السلطة أو علية الهرم : نعم كل الحيوانات متساوية ، إلا أنه هناك حيوانات متساوية أكثر من الأخرى ! شيء مضحك ومؤسف معا، وهذا الحقيقة تنطبق على كثيرين من متشدقي الحرية ومنادي والمساواة ومدلسي الحقائق ، وطبعا بالنسبة للثورة الحمراء البقية معروفة ولا نريد أن نقول كم سُفكت من دماء أو أزهقت أرواح باسم مثل رنانة جوفاء، أو كم لاقت نسبة كبيرة من الناس من القهر والكبت والعناء والفقر والتحجيم بمُثلٍ ونظريات بائسة من منشأها . ونحن ندري أن الفترة التي سبقت الثورة الشيوعية كان فيها من ظلم واستغلال ومن تهميش للناس ، فكان لهذا الدور في المراهنة على تمرد ضد وضع خاطئ ، وكانت الحقبة التي سبقت الثورة الشيوعية فيها أيضا من البون الشاسع بين الحاكمين والمحكومين ، وكان هذا في أوروبا كافة -وهو من مخلفات العصور الوسطى- كان تسلط كبير لأصحاب الحكم وتمجيد أنفسهم وتحصيل قمة المتطلبات وتضخيم البون بين طبقة النبلاء وطبقة البسطاء ، وهنا لا نريد الخوض كثيرا في التاريخ ولكن الظلم الحاصل في أوروبا كلها كان متشابها ، لكن طرق الخروج منه كانت مختلفة ، والنتائج الحاصلة في كلٍّ لم تكن تُلبّي كل تلك الطموحات المرغوبة أو تتجاوب مع عدالة إنسانية كافية ، ولكن عجلة الإصلاح سارت تتعثر أحيانا وتغرق في الأوحال أحيانا أخرى وترتقي أحيانا وتنتكس أحيانا . وحقيقة هنا فإننا لا نريد أن نضع في قفص الاتهام فقط المجرمين الصغار والمغّررين الكثار أو المغطى على أعينهم أو قل لربما أيضا المضحوك على ذقونهم من قبل شياطين الجن والإنس ، ولكن نضع معهم أيضا المجرمين الكبار أو قل حاملي العصا والملوحين بها لإرغام الحياة والوقائع على ظلمهم ومنطقهم الأعوج الجائر ونرجسيتهم العمياء والأفكار الجائرة فلينبذوا كل ظالم وجائر، وإذ نحن نذكر الخاطئين فحاشا أن ننسى العقلاء أو المنصفين أو مبصري الحقيقة أو المتنصلين من الظلم أو من محبي الخير، ونحن نعلم دون ذكر الأسماء أن كثيرا من المتغطرسين والمتوشحين بالمثالية وبهرجة المنطق المتعترس ما وشاحهم إلا لغطاء لجشع داخلي ونرجسية عمياء ، ونحن إذ نرى اليوم دولا عظمى ومتوشحة بكثير من المثل ومنادية بكرائم كثيرة وتدّعي أنها أم كل فاضل وفي الحقيقة فأنها مع تبنيها لبعض النظم والمثل المقبولة إلا أنها حامية لظلم أو تحت حضنها الدافئ نشأ الظالمون الصغار ، أو تحت اسم مدنيتها وعصريتها تتجرع شعوبا وأمم مرارات كثيرة ومعاناة وخيمة ويريدون علاج الخاطئ بالخاطئ ويريدون التعامي عن الفادح في سياساتهم والهادم في تعاليهم ، ويريدون عدم التبصر بالعادل والفالح والمنصف ، ولا يريدون هجر تكديس المادة وتقديسها والعجرفة بها وأحيانا صرفها في الشر، ونحن نعلم أن جموع كبيرة من الناس لا تجد كفافها والأموال مكدسة بيد فئة قليلة ، وعندما يتململ شعب ما رازح تحت ظلم وعسف وغرور مستبدين ما نرى شعوبا متعاطفة وحقيقة قسم من التعاطف يكون صادقا ، ومع هذا التعاطف الظاهر مع الشعوب المقهورة ومحاولة مساعدتهم ، لكن في الخفاء ويا ويح كل طاغ ، تحاول شعوب متجبرة تركيع وتطويع الأحرار وربما توليد ظالمون جدد . ونحن نعجب لهؤلاء أو قسم من هؤلاء إلى متى سيبقون يدلسون حقائق ويتعامون عن حكمة وعن رحمة وعن رشيد وحكيم إمكانية أن يعيش كل الناس بعدل وسلام ورضى وعقلانية ، وإلى متى يُتعامى هؤلاء عن منظور الحياة الكريمة والعادلة والرحيمة الموجود عند المسلمين الصالحين وإلى متى سيبقون ينظرون بعين الريبة وبعين الدونية لأمة ما تريد إلا الخير والفلاح والعدل والرحمة والقسط للعالمين ، وإلى متى تغليب المصلحة الضيقة والأنانية المقيتة الرفاهية المفرطة فوق كل حق وفوق كل عدل لأنفسهم وغيرهم . ونحن نعجب لأناس من بني جلدتنا يقولون في تصرفاتهم وتعاملهم مع شعوبهم عملا كمقولة فرعون التي تقول : ما علمت لكم من إله غيري ، فوالله عجبا لهؤلاء يتوشحون بكل فاضل وما هو إلا قناع زائف يخفي وراءه الوجه المجرم والهمجية البشعة التي لا تراعي أي فاضل أو مودة أو رحم ، وما قيمة التشدق بشعارات زائفة وبطولة كاذبة ، وبطولتهم تُطبّق والله عسفا وظلما وتجبرا على أجساد وصدور مساكين بسطاء وعديمي حيلة أو على كهول متفائلين بشهامة من كانوا يرجون فيهم الشهامة . أما آن لهؤلاء أن يثوبوا لقليل من العقل والمروءة ؟! فوالله الدنيا كلها ما تعدل آهة مظلوم ولا أنين مستنجد بالله ولا حسرة وكمد مغلوب مقهور ، وأي شيء يعدل أن يكتب في صحيفة أحد أمام الله والناس من ظلم أو من جور أو من عسف أو من تجبر وقهر لمستضعفين !؟ وكيف الرضا بأن يكون الشخص معززا متملقا في محيطه وباقي الناس والأرض سواء ؟! فليدرك كل متجاوز نفسه وليبدي كل صاحب خير خيره إن كان عنده خير ، ولا عبرة للمنصب والجاه أمام رضوان الله ورضا الناس والحق والحقيقة والعدل ، فوالله ما حاد إنسان عن طريق الصواب والحق وأصّر على الغي والتجبر والتعالي على الناس وسامهم سوء العذاب ولم يتب إلى الله ولم يرضي مولاه فقد ظلم نفسه قبل أن يظلم غيره ووضع نفسه في ويل وثبور، ولكن الحكيم من أدرك نفسه وندم على فعله وعلم أن متاع الدنيا بائس زائل غرور ، فمن تشبث بالزائل والغرور والظلم والجور فقد استحمق نفسه قبل أن يستحمقه غيره . وحقيقة نقول كلسان حال مسلمين يحبون الله ربهم ويحبون رسوله ورسل الله جميعهم فليكن أسوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان كثيرا ما يبيت الليالي طاويا إلا من لقيمات قلال لا يريد من متاع الدنيا شيئا غير إحقاق الحق وإنصاف المظلومين وتأمين الخائفين ورفع الغبن والقهر عن المستضعفين ونشر الرحمة للعالمين ، ولنقتدي بأبي بكر الذي سار مشيا على رجليه يواكب فردا من رعيته ممتطي ظهر حصان ، ولنقتدي بعمر وهو أمير المؤمنين الذي سار حافي القدمين حاسر الرأس وحيدا في الهاجرة يطلب جملين من إبل الصدقة ضاعا وعمر هذا وغيره من المسلمين الصالحين الكثر رضوان الله عليهم كان عمر وهو خليفة المسلمين من تواضعه يلبس الثوب ألمرتّق ، والأمثلة كثيرة والعبرة فيما يرضي الله ويوصل إلى العدل والصلاح وإحقاق الحق وأبطال الباطل . والذي يُضَحّى به فقط هو الكِبر والعجرفة وظلم الناس وكل أجوف من غرور الدنيا وكل كذب وكل تدليس ، ولنتساءل ما سوية ترويع الآمنين والعربدة على المستضعفين وحبس النفس في تصوِّر وصورة "كأنه حاذق العصر" وكأنه "قمة المثل" ومع هذا الأمانات ضائعة والمال مهدر والكرامة منتقصة والحقوق مهضومة . التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبيدة أمارة ; 06-26-2011 الساعة 06:27 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تدليس الحقائق(1) | أبو عبيدة أمارة | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 0 | 06-24-2011 12:43 AM |
صورة تخرج منها رايحه عند مشاهدتها اللي مايصدق لا يدخل لانه بيلحس مخه مثلي | a W h a m | نكت و ضحك و خنبقة | 15 | 08-26-2010 05:49 PM |
صوره تخرج منها رائحه عند مشاهدتها(اللي مايصدق لايدخل )لانه بيلحس مخه مثلي | اسلوبيـ يقهر عذاليـ | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 2 | 07-20-2010 10:02 PM |
تخليص جمركي عن طريق ميناء الملك عبد العزيز بالدمام | معقب جمركي1 | إعلانات تجارية و إشهار مواقع | 2 | 06-17-2010 10:18 PM |
صورة للامام على بن ابى طالب// تدليس الشيعة// | pyramid2007 | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 3 | 03-29-2010 08:32 PM |