الزوجة المريضة بلإيدز ...هل لها حقوق - عيون العرب

أبايحي · #1 04-14-2007, 06:13 PM

الزوجة المريضة بالإيدز.. هل لها حقوق؟

فيروس الإيدز
يتحدث الكثيرون عن الحقوق الخاصة بزوجة مريض الإيدز، وينسون أن هناك نسبة كبيرة من مرضى الإيدز نساء أُصبن به لسبب أو لآخر؛ وهو ما يطرح العديد من الأسئلة فمثلا: ما الحقوق الشرعية لهذه الزوجة المريضة على زوجها؟ وهل يكون لها حقوق في حالة الطلاق؟ وهل يختلف الحكم إذا كان سبب مرضها علاقة جنسية غير شرعية؟.
بعض العلماء قال بوجوب أن تأخذ الزوجة حقوقها كاملة في حال طلاقها دون البحث عن أسباب مرضها، وبعضهم ربط بين عدم إعطائها حقها واعترافها بأن المرض أصابها نتيجة ممارسة الفاحشة، وآخرون لم يقيموا اعتبارا لسبب المرض من الأساس، وأكدوا على إعطائها حقوقها.

كل حقوقها.. ولكن

في البداية يؤكد الدكتور محمد المسير -الأستاذ بجامعة الأزهر- على أن الزوجة المصابة بالإيدز تأخذ حقوقها كاملة في حالة طلاقها دون بحث عن السبب الحقيقي للمرض، إلا إذا اعترفت الزوجة المريضة بأنها أصيبت بالمرض نتيجة ممارستها الفاحشة، فإن الزوج إذا طلقها في هذه الحالة لا تأخذ حقوقها، أما إذا شك زوجها -بل حتى إذا تيقن من ذلك- ومن أن المرض أصابها نتيجة انحرافها وخيانتها له فإن طلاقه لها يجب أن يصاحبه حصول هذه الزوجة على كل حقوقها الشرعية طالما لم يأت بالبينة الشرعية؛ وهي أربعة شهود.
ويضيف المسير: إن "الزوج المتيقن من خيانة زوجته عليه اللجوء إلى اللعان حيث يحلف أربع مرات بالله إنها لمن المنحرفات، وفي الخامسة يقول: إن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، وهذا حكم الله تعالى في سورة النور: "والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين* والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين" (النور: 6-7)، وإذا قام الزوج بفعل هذا فإن زوجته لا ترجع إليه أبدا، ولا تأخذ حقوقها".
وعلى نفس المنوال يؤكد الشيخ فرحات المنجي -من كبار علماء الأزهر- على أن "الزوجة التي يكتشف أنها مريضة بالإيدز لها كل حقوقها الزوجية... لأن أحدا لا يستطيع أن يعلم السبب الحقيقي لإصابتها".
ويضيف: "حتى لو كانت هناك تحليلات طبية تكشف سبب الإصابة بالمرض فلا يعتد بها؛ لأنها كلها أمور تدخل في باب التخمين، ولا يصح أن نرهن مصير إنسان مريض على أمور تخمينية، فقد يكون نقل الدم أو خلافه سبب الإصابة، وعلى هذا يكون للزوجة في حال طلاقها كل حقوقها من نفقة شرعية، ومؤخر صداق، ونفقة متعة، وكافة الحقوق الشرعية الأخرى".
لكن المنجي يستدرك قائلا: "أما إذا اعترفت الزوجة أمام شهود بأن إصابتها بالمرض قد جاءت نتيجة علاقات غير شرعية فتعد آثمة في حق زوجها، وقد جنت ما اقترفته يداها من ذنب، وفي هذه الحالة لا يحق لها أي شيء من حقوقها الشرعية من متعة وخلافه.. لكن مؤخر الصداق يجب لها فقط لأنه حق اكتسبته بمجرد الدخول بها، أما غير ذلك فلا يحق لها".
ويضيف: "إن الإيدز يعد في نظر العديد من الفقهاء مرضا ينهدم معه أسمى أهداف الزواج ومقاصده؛ لأن الطب يعجز عن علاجه، ولا يقوى الآخر على احتماله، والشريعة الإسلامية تتسم بالواقعية حيال هذه الطوارئ... فلو أبقت على الزواج ومنعت الطلاق لضمدت الجرح على فساد، وثبتت الداء في معدنه، وأفسحت المجال للكيد والمكر، وقد تتسع رقعة المرض وتنتشر بين الزوجين فيستشري بذلك الفساد في المجتمع، وتعم الرذيلة، فكان الحل بالفراق علاجاً لهذه المحاذير التي لا يُقضى عليها إلا به، وفي هذا يقول الموصلي -من فقهاء الحنفية: ولأن مصالح النكاح قد تنقلب مفاسد، والتوافق بين الزوجين قد يصير تنافرا، فالبقاء على النكاح حينئذ يشتمل على مفاسد من التباغض والعداوة والمقت وغير ذلك؛ فشرع الطلاق دفعاً لهذه المفاسد".

بيد القاضي!

الدكتورة سعاد صالح -العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية- تؤكد على أن الإسلام حفظ للمرأة حقوقها إذا طلقها زوجها لإصابته أو إصابتها بمرض الإيدز أو غيره من الأمراض المشابهة له، ولا يجوز حرمانها من حقوقها مهما كانت الأسباب، أما إذا لجأت الزوجة للخلع خوفا على زوجها وأبنائها من انتقال العدوى لهم تنفيذا لقول الله سبحانه وتعالى: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار"، إذا فعلت المرأة ذلك فعلى الرجل أن يكون رحيما بها، ويوفر لها أسباب الرعاية الصحية خاصة لو كان موسرا.
ولكن إذا اعترفت الزوجة بممارستها الفاحشة، وأن إصابتها جاءت نتيجة ذلك، فإنها تعاقب، ولكن عقابها لا يحرمها من حقوقها إذا طلقها الزوج لذلك السبب الشرعي، ويكون الحكم حينئذ بيد القاضي الذي يتحرى الأدلة والقرائن، ويصدر حكمه بناء عليها، وفي حالة التيقن من ارتكاب المرأة للفاحشة في حق الزوج الذي اتهمها بالزنا تصبح الزوجة ناشزا لا يحق لها من حقوقها إلا مؤخر الصداق.
وتوضح الدكتورة ملكة دراز -أستاذة الشريعة بجامعة القاهرة- الحكم الشرعي في تلك المسألة قائلة:
إذا اكتشف الزوج إصابة زوجته بالإيدز فعليه في البداية أن يحكم عقله ودينه حتى لا يسارع بارتكاب ذنب قد تضيع على أثره حياة هذه المسكينة، خاصة أن أحدا لم يقل لنا إن التحاليل الطبية سليمة مائة في المائة... فقد تخطئ وتصيب، وهو ما يعني أن معرفة سبب إصابة الزوجة بالمرض أمر من الصعب تحديده؛ اللهم إلا إذا اعترفت الزوجة بتعدد علاقاتها الجنسية خارج إطار الزواج.
وبشكل عام تؤكد د.ملكة أن الزوجة المريضة في حال قرر الزوج طلاقها تستحق كل حقوقها، وقد قال الزهري: يفسخ النكاح بكل داء عضال، كذلك فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج امرأة فلما دخل عليها أبصر بكشْحها (خصرها وجانبها) بياضاً (أي برصاً)، فانحاز عن الفراش، ثم قال: خذي عليك ثيابك، ولم يأخذ مما آتاها شيئاً"، وعن عمر رضي الله عنه أنه قال: "أيما امرأة غُرّ بها رجل بها جنون أو جذام أو برص فلها مهرها بما أصاب منها، وصداق الرجل على من غره".
وكذلك من حق الزوجة أن تطالب بفسخ النكاح في حال ما إذا ظهر عجز الزوج عن الوفاء بحقوق المعاشرة الجنسية؛ كالمجبوب المقطوع، والخصي، والعنين، ومن الممكن قياس مرض الإيدز على هذا.
وقد وردت الآثار وأقوال الفقهاء التي تحث على اجتناب أصحاب الأمراض المعدية عند الاختيار للزواج، وعلّل الإمام الشافعي رحمه الله ذلك في بعض الأمراض بأنه "قلما يسلم الصحيح من الزوجين من انتقال العدوى إليه، وإن سلم أدرك نسله".
وتستطرد: "الواضح أنه ما دامت الزوجية قد تمت فإننا نجد التوجيهات الدينية تطالب كلا من الزوج والزوجة برعاية الطرف الآخر في مسائل العلاقات الجنسية، وكلها أمور يجب أن يقوم الدعاة بتوعية المسلمين بها لمواجهة هذا المرض الخطير".
المصدر: إسلام أون لاين

**fares alsunna** · #2 04-14-2007, 08:37 PM

بارك الله بكم وشكراً على الموضوع القيّم
من أخوكم في الله فارس السنّة.

**ربيحة** · #3 04-14-2007, 09:13 PM

نسأل الله لأمتنا العفو والعافية

شكرا للموضوع

**osama ali** · #4 04-14-2007, 10:09 PM

شكرا لك على هذا الموضوع

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
(عمل الزوجة)	ام بتول	ختامه مسك	4	03-27-2007 05:31 AM
تحدث الزوجة في المسنجر مع رجل آخر هو خيانة حقيقية	salama	الحياة الأسرية	7	03-20-2007 10:36 PM
صــ3ــور لاتحبها الزوجة ؟؟	زهرة الرمال	الحياة الأسرية	2	03-10-2007 01:17 PM