بعد ثوانٍ و بينما أياكو لا تزال تنتظر أن يصدمها شيء تعجّبت، حين فتحت عينيها التفتت لخلفها، و إذ براكب الدراجة مُلتفت و يلوّح لها بابتسامة ساخرة..
التفت الدرّاج و هو لا يزال يقود دراجته مبتعداً: لقد خدعتُكِ أيتها البشرية.
أياكو و هي لا تزال تنظر إليه و هو يبتعد: بَـ شـَ .. ـريّة؟ .. بـشـــريّـة!!! آآآآآآآآآآآآه شبح آخاااااااااار!!><
ارتمت أياكو على الأرض و قد ضمّت نفسها و هي ترتعش، لكنها سمعت صوتا هادئا و مألوفا يحدّثها فرفعت رأسها..
هارومي و هي تنظر إلى أياكو باستغراب: هيي، أياكو، ما بكِ؟
أياكو: مـ مرحبا هارو ^^".. كلّا لا شيء لا شيء هههه.
قامت أياكو من مكانها و نفضت الغبار عن ملابسها و ابتسمت: هيا بنا لنكمل طريقنا، لا أريد أن أتأخر عن المدرسة.
هارومي: حسنا، لكن لماذا صرختِ بتلكَ الطريقة؟
أياكو بارتباك: صرخت؟ متى؟
هارومي مقلّدة أياكو بسخرية: آآآآآآه شباااااح ..، أياكو، أكاد أجزم أن مدينة كيوتو المجاورة لنا قد سمعت صراخكِ..
أخفضت أياكو رأسها: هارومي تشان، هل يمكنني أن أخبركِ بسرٍّ ما؟ لكن لا تبوحي به لأحد رجاءً.
هارومي: مؤكد أياكو، هيا أخبريني، و سرّكِ في بئر .
أياكو: مؤخرّا، أظنني بدأتُ أرى أشباحا، أشعرُ أنني اكتسبتُ قدرة رؤيتهم فلا أحد يراهم غيري، و الدليل أنكم تتعجبون من تصرفاتي، هارو، حين صرختُ للتَّو، كان ذلك بسبب اندفاع شبح مجنون يقود دراجة بسرعة نحوي.. فخشيتُ أن أصطدم به..
انفجرت هارومي من الضحك: أشباح يقودون دراجات!! هههههه!! أعلم أن هناك سيارات تسمى بالشبح، لكن لم يسبق لي أن أسمع بالدراجة الشبح!! أياكو، يا لها من نكتة رائعة
شعرت أياكو بالغضب: هيي هارو تشان! من المفترض أنكِ صديقتي المقربة و يجب عليكِ أن تصدقيني لا أن تضحكي علي هكذا!!
هارومي و هي لا تزال مستمرة بالضحك: هاهههاآ ..ههه.. عذ.. عذرا أياكو.. لكن ليس من المعقول أن فتاة عاقلة بسنكِ تصدق بوجود الأشباح.. ههههه!!
أياكو و قد تنهدت: لا فائدة منكِ، تبا..><
طوال الطريق إلى المدرسة كانت أياكو تلاحظ الأشباح و تتجول بحريّة بين الناس، و قد بدت الطرقات أكثر ازدحاما بوجودهم..، في البداية كانت تتشبث أياكو بقوة في صديقتها من الخوف، لكنها بدأت شيئا فشيئا تتجاهل الأمر.
من ناحية أخرى، و طوال الطريق خلف أياكو، كان الشبحان يتبعانها و هما يحلّقان في السماء..
آيزوكو بتنهيدة: تاكووه>< ..، لقد بدأت قدراتها في رؤية الأشباح تنمو أكثر، يجب علي أن أخبرها بأن تتنازل عن المهمة بسرعة قبل أن يصعب الأمر.
باكي بابتسامته المعهودة: و من الأفضل لك أن تقرر قبل الساعة الحادية عشرة و الخمس و الأربعين دقيقة و الـ13 ثانية ليلا .
التفت آيزوكو بتساؤل إليه: لماذا؟
باكي و هو في مظهر المتحاذق: لأن القانون الذي يخصّ تغيّر المساعد بإرادته يجب أن ينفّذ خلال 48 ساعة ، و إلا سيتحتّم على أياكو تشان أن تظل الحارسة البشريّة للبوابة الفاصلة بين العالمين.
آيزوكو و قد ثار غضبه: لماذا لم تخبرني بذلك من قبل!! باكااا(أحمق)!!
باكي مصطنعا الانزعاج: .. اسمي باكي يا سيد.
آيزوكو و قد أمسك به و خنقه: اسمع جيدا باكي! لولا أن والدي منعني من أن أنهيك من هذا العالم لكنتُ فعلتُ منذ زمن!
باكي بتألم: أيها الأمير آيزو><.. اهدأ أيها الشاب فالغضب ليس جيدا لمن هم لا يزالون في بداية حياتهم..! كيف لك أن تهدد من يبلغ من العمر 420 عاما شبحيا><؟ < و أنت أيضاً شابٌّ في الـ35 يا غبي
بينما آيزوكو لا يزال منفعلا ترك باكي و عادت النظرات الحزينة إليه: آسف باكي سان، لم أعد أستطيع ضبط أعصابي في الفترة الأخيرة.
باكي: أتفهّم غضبك أيها الشاب، فهذه أول مرة يكون لحارس بوابة العالمين مساعد من البشر، أنت أول شبح يجب عليه أن يتخذ مساعدا بشريا في مهمته، هذا كان قرار والدك و يجب عليك أن تحترمه و تسعى لتنفيذه.
آيزوكو: أرجوك لا تزد غضبي أكثر باكي سان، أووه أتساءل ما الذي فعلتُه كي أستحق كل ما يجري لي!
من جهة أخرى صرخت أياكو و هي تمسك برأسها: أتساءل ما الذي فعلتُه كي أستحق كل ما يجري لي!!
التفت زملاؤها في الصف إليها باستغراب، فانتبهت أياكو إلى ذلك فابتسمت بارتباك، و ارتبكت أكثر حين وجدت وجه معلمتها الغاضب أمامها.
في غرفة المديرة جلست أياكو أمام مكتب المديرة و أخفضت رأسها إلى الأسفل.
المديرة بتنهيدة: أياكو، هذه أول مرة تحضرين فيها إلى غرفتي، لهذا لن يكون عقابكِ قاسيا.
أياكو بخجل: آسفة حضرة المديرة، أعدكِ أنني سأحاول أن أظل الطالبة المثالية التي عرفتِـ...
تعجبت المديرة حين توقّفت أياكو عن الكلام، صمْتُ الفتاة المفاجئ كان بسبب أنها حين رفعت رأسها إلى الأعلى رأت شبحين صغيرين يلهوان خلف المديرة و يمرّان عبر جسدها بمرح..
وقفت أياكو و رفعت اصبعها مشيرة إلى الشبحين: أشـ.. أشـ.. أشباااااح !
قفزت المديرة من مكانها بخوف و صرخت: أشباااااح! ياا إلهييييي !! ..، أوه..
حين نظرت المديرة إلى المكان الذي تشير إليه أياكو لم تجد شيئا، فأغمضت عينيها بعصبية و وقفت بوقار، و أعادت ترتيب ملابسها و شعرها.. ثم نظرت إلى أياكو التي لم تعرف ماذا تفعل، علمت أياكو أنها وقعت في ورطة.
المديرة: آنسة ميازاكي! تخويف المديرة ليس تصرّفا لائقا! سأعاقبكِ بشدة لهذا !!
أخفضت أياكو رأسها و أغمضت عينيها و انحنت: أنا .. أنا آسفة سيدتي المديرة.. لم أكن أقصد .
نزلت دمعة على خدّ أياكو، فأشعر ذلك الأمر آيزوكو الذي كان يراقب الأمر من خارج الغرفة بالأسف، كذلك فعل باكي الذي كان بجانبه، و فجأة تعجّب باكي لأن آيزوكو جعل من نفسه مرئيا..
باكي: هـ هيي آيزوكو سان، لماذا أظهرتَ نفسك؟!
تكلّم آيزوكو و هو مخفض رأسه و هو يتقدم: أنا من سبّب هذا الحزن لهذه الفتاة، يجب عليّ مساعدتها في هذا الموقف الذي كان رغما عنها .
المديرة و هي تؤنب أياكو: لا أعرف أي عقابٍ يناسبكِ جرّاء فعلتكِ هذه..! أظن أن أفضل عقابٍ لكِ هو أن...
قاطعها دخول آيزوكو: كونيتشيوا(مرحبا) سيدتي المديرة.
التفتت المديرة إليه بتعجب: كونيتشيوا أيها السيد ... عذرا من أنت؟
آيزوكو و قد ابتسم: أنا عمّ هذه الفتاة. << عمّها؟ بماذا يفكّر؟؟
اقترب آيزوكو من أياكو و وقف بجانبها، و على وجهه ابتسامة، تفاجأت أياكو، فهي لا تعرفه أصلا..
أياكو بهمس: ديـ.. ديمو(لكن),, أنا لا أعرفك أيها السيـ..
تفاجأت أياكو ثانية حين أمسك بيدها و همس لها: ابقي هادئة فقط..
ثم التفت آيزوكو إلى المديرة التي سألته: عمّها؟
آيزوكو: أجل، أعذريني، نسيتُ بطاقة الهوية في السيارة، إن أردتي التأكد اسمحي لي أن أذهب و أحضرها. < محتااال
المديرة: كلا كلا لا داعي لإتعاب نفسك سيد ميازاكي .
آيزوكو و لا يزال مبتسما: شكرا لكِ، سيدتي المديرة، هل يمكن لي أن أخبركِ بشيءٍ ما؟ على انفرادٍ رجاءً.
المديرة: بالطبع، أياكو، اذهبي و انتظري عند الباب.
أياكو: هاي سينسي(حسنا معلمتي) .
خرجت أياكو من الغرفة و وقفت إلى جانب الباب و هي لا تزال متعجبة، فانحنت لتسترق السمع عمّا يتحدثان به.
المديرة: ما الأمر سيد ميازاكي؟
آيزوكو: في الحقيقة سيدتي.. إن أياكو في الفترة الأخيرة بدأت تتصرف بغرابة، يمكنكِ القول أنها تعاني من مشكلة نفسية...
أياكو من الخارج محاولة كتم غضبها: "مشكلة نفسية هاا؟ ألم يجد عذرا أفضل!"
تابع آيزوكو: ..إذ أن والديها سافرا و تركاها في المنزل مع أخيها لوحدهما، بسبب عمل والديها و أنتِ تعرفين أمور العائلة.. < يا إلهي !
المديرة: أجل، عائلة ميازاكي تمتلك شركة و أخوك الأكبر والد أياكو هو صاحبها. لكن لا أفهم كيف يمكن لهما أن يتركا الطفلين المسكينين في المنزل لوحدهما.
آيزوكو: لقد اضطرا لذلك، و أنا الآن جئتُ من منطقة أماغاساكي إلى تويوناكا فقط كي أبقى مع أبناء أخي.
المديرة: أنا مسرورة لأنك ستفعلُ ذلك من أجلهم، لقد تأثرت..
آيزوكو: هذا من واجبي سيدتي، لكن أرجو أن لا تقسي على أياكو فهي حساسة جدا.
المديرة: أوه بالطبع، سألغي عقوبة أياكو تشان حالا.
آيزوكو: شكرا على كل ما قمتِ به سيدتي، لقد جئتُ لأطمئن فقط على حال أياكو و الآن انهيت عملي، إلى اللقاء.
المديرة: إلى اللقاء أيها الشاب، اهتم بنفسك.
نظرت أياكو إليه و هي تفكّر: " لماذا أشعر أنني قابلتُه مسبقاً؟ يبدو أن انشغال عقلي مؤخّرا أثّر على ذاكرتي ^^"، أو ربما أتوهّم أنني رأيتُه من قبل "

1. • 
     1- هل ما فعله آيزوكو يعني أنه قبِلَ بأياكو كزميلة له في المهمة ؟ أم شيءٌ آخر؟ < لا تنسوا أنني قلتُ أن تصرفاته مفاجِئة
     2- أكثر موقفٍ نال استحسانكم
     3- تعليقاتكم على هذا الفصل ..~