#86
| ||
| ||
أجابه جيف بهدوء و هو مغمض العينين : - أصبح الأمر كعادة لدي . - أنا لا ألومك ، فكلينا لم يذق الحنان منهما . سحبَ جيف نفساً أخر من السيجارة ليقول : - لكنك كنتَ دوماً المفضل لديهما. سخر واتسون من قول جيف بقوله : - هه ، هذا واضحُ وضوح الشمس ، لدرجة أنهما أصبحا يطلبان منك مراقبتي . فتح جيف عيناه ليضيف إلى كلامه السابق : - كما أنك كنتُ الأعند و الأكثر عصياناً دوماً . انتبهتُ إلى أن واتسون جعل يده اليسرى قبضة واحدة و أخذ يضغط بشدة عليها ، يبدو أنه غاضب و غاضب لدرجة كبيرة ، كما يبدو أن جيف أنتبه إليه لأنه ألقى بنظره على قبضة يد واتسون لثواني ثم رفع بصره لينظر في وجه واتسون ويسأله : - ما الذي تفكر فيه الآن ؟ أجابه واتسون بهدوء نسبياً : - كنتُ أعتقد دوماً أنني سوف أبقى بخير رغم جميع محاولاتكم ، لكن ..... توقف قليلاً لينظر إلى جيف بحدة و يكمل كلامه بغضب : - لكن يبدو أن محاولاتكم تعدتني ، و أصبحتم تستهدفون القريبين مني .... ثم صاح بقوة : - لماذا أحرقتم منزل أبي ؟ ببرود أجابه جيف : - هدئ من روعك ، ليس من الجيد لشخصيتك أن تفقد برودها . خطى واتسون باتجاه جيف خطوات بطيئة و أخذ غضبه يتلاشى شيئاً فشيئاً لأنه كما بدى لي أصبح يتحكم في أعصابه بطريقة بارعة جداً حيث أنه قال ببرود لا يُصدق : - قد أبدو بارداً كالثلج ، لكن عندما يتعلق الموضوع بأحدٍ أحبه فصدقني ، لن أكون ذاك البارد . و نطق أخر أربع كلمات بقليلٍ من الحدة .. وضع جيف سيجارته في فمه ليأخذ نفساً ثم قال : - ما زلتَ بارعاً كما كنت ...... أحياناً أشك في أن لديك مشاعر ، فأنتَ تجيد إخفائها بطريقة لا تصدق . بهدوء قال له واتسون : - بعض الأمور لا يستطيع المرء أن يفقدها . انتبهت إلى أن الغراب الذي كان واقفاً على كتف جيف أبتعد عنه ليحلق باتجاه عمود إنارة ، و يقف عليه ليحث الغربان الأخرى على اللحاق به و الابتعاد عن قدمي جيف نظر جيف إلى الغربان نظرة سريعة ثم عاد بنظره لواتسون الذي وقف في مكانه بهدوء و قال : - على أيه حال يا واتسون ، أنا لا أتمنى عودتكَ إلى ظل والديكِ أبداً ، فهذا يعني انتهاء هذه اللعبة و هي في بدايتها . رد عليه واتسون بسخريته المعتادة : - في بدايتها ؟ أتمزح ؟ لقد مضت عشر سنوات . تكتف جيف ليغمض عينيه و يقول بهدوء : - عشر سنوات ؟ حقاً أن الوقت يمر بسرعة هنا ! ....... لا أعلم أن كان ذلك بسبب أن الوقت هنا يمر بسرعة ! ، أم بسبب حصولي على متعة كثيرة فلم أعد أشعر بالوقت ! ثم قام بفتح عينه اليسرى فقط ليلقي بصرها باتجاهي و ينظر إلي لثوانٍ ، ثم نظر إلى واتسون مجدداً ليسأله : - تلك الفتاة ، أتعلم ماذا سوف يكون مصيرها ؟ أدار واتسون رأسه بسرعة باتجاهي لينظر إلي بقلق واضح لم يستطع إخفائه ثم عاد برأسه باتجاه جيف ليقول له : - لا أظن أنكَ سوف تأذي فتاةً يا جيف ، فكما تقول أنتَ ، الفتيات الرقيقات يجب معاملتهن برقة . سخر جيف مني بطريقة أغضبتني بشدة وجعلتني أتمنى لو أقوم بصفعه بقوة حيث أنه قال : - رقيقة ؟ تلك ؟ بالله عليكِ ، لا تجعلني أضحك .... إنها أشبه بثورة صغيرة تحتاج إلى ترويض . كم وددتُ لحظتها أن أقوم بإيساعه ضرباً ، إنه بالفعل يشبه واتسون بطريقة لا تصدق! سمعتُ صوتاً أنثوياً من الخلف : - عذراً ! .......... لكن ما الذي تفعلينه ؟ ألتفت إلى الخلف لأرى فتاةً شابةً تنظر إلي ، إنها موظفة استقبال العمارة هززتُ كلتا يدي بالنفي لأجيبها بارتباك : - لا شيء ..... لا شيء ..... لا شيء أبداً . على ما يبدو ، أن تحديقي بالشارع من خلال الباب الزجاجي للعمارة أثار استغراب الموظفة ، في الحقيقة معها حق ، فأنا لو كنت مكانها ، و رأيت أحدهم يقف أمام الباب ، و ينظر من خلاله لأسترعى كامل انتباهي و فضولي ، و لكن رغم أنني قلتُ لها لا شيء ، وجدتها تنظر من خلال الباب إلى الشارع ، فألتفت بسرعة للشارع لأرى أن كل من واتسون و جيف قد .... قد اختفيا ! ذُهلت من هذا ، متى اختفيا ؟ وكيف ؟ و ماذا حدث ؟ سحقاً أن الفضول يقتلني ، كل هذا بسبب هذه الموظفة الحمقاء،من أين ظهرت لي فجأة؟! تكلمت الموظفة لتسألني : - عذراً ، لكن هل أسمكِ روز ؟ شعرتُ بقليلٍ من الغرابة ، لماذا تسألني عن أسمي يا ترى ؟ ، هززتُ رأسي بالإيجاب بخفة لتبتعد هي عني قليلاً وتذهب إلى طاولة الاستقبال و تقوم بأخذ ظرف ثم تعود لي وتسلمني الظرف وهي تقول : - هذا لكِ ، لقد وصلني ظهر هذا اليوم . أخذتُ الظرف منها لأسألها : - هل تعلمين من كان الشخص الذي أحضرها ؟ رفعت الموظفة رأسها قليلاً لأعلى لتتذكر و تقول : - هممم ، في الحقيقة ، كان شاباً ، شعره اسود وبعض خصله كانت ملونه بالأحمر ، بشرته بيضاء ، طويل بعض الشيء و وزنه مناسب ... هذا ما أتذكره . حسناً ، هناك شخصُ واحد يمتلك هذه المواصفات .... لا لحظة ، هناك اثنان ، جيف و واتسون ، لكن من منهما أرسل هذا ؟ ..... تذكرتُ شيئاً ، شيءُ بالتأكيد سوف يجعلني أعرف من منهما ، لون العينين ! ، لون عينيهما مختلفين ... أسرعتُ في سؤال الموظفة : - ما كان لون عينيه ؟ استغربت الموظفة قليلاً و قد وضح ذلك من خلال قولها : - لون عينيه ؟ توقفت قليلاً لتضع يدها على ذقنها وتنظر لأسفل ، هه هذه هي تصرفات الإنسان عندما يحاول تذكر شيئاً ما ، بعد ثواني رفعت رأسها لتجيبني : - لا أعلم ، لا أتذكر . أحسستُ بخيبة أمل كبيرة فشكرتُ الموظفة و أسرعتُ في فتح الظرف ، في حين ابتعدت هي لتقف في مكانها قرب طاولة الاستقبال ، كان داخل الظرف رسالة جعلتني أستغرب أشد استغراب فخط كاتب هذه الرسالة كان خط أمي ! ومرسل الرسالة هو أمي ( مرحباً عزيزتي روز ، كيف حالك ؟ ما أخبار نيويورك ؟ أعلم أنها مدينة رائعة فقد زرتها العديد من المرات أحببتُ أخباركِ بأنني سوف آتي لنيويورك غداً ، لدي عملٌ هناك ، لذلك ربما قد أمر عليكٍ و أنتٍ تستطيعين أن تأتي معي للعمل أن أحببتِ فقد اشتقت إليك كثيراً ، و أيضاً سوف يسرني أن أرى صديقتكِ أليسون فأنا أعلم أنها سافرت إليكِ و أنا لم أرها منذ زمن تحياتي الحارة والدتكِ ماري ) صُدمت من محتوى الرسالة ، فالرسالة قادمة من أمي لكن الشخص الذي جاء بها إلى هنا لا يعرف أمي ........ جيف أو واتسون ، ما علاقة أمي بهما ؟ هل تعرف أحداً منهما ؟ و لماذا جاء أياً كان منهما الذي أحضر الرسالة إلى هنا و طلب من الموظفة أن تسلمها لي ؟ قرأت محتوى الرسالة من جديد و ابتسمت بسخرية على كلمة ( اشتقت إليكِ ) هل تمزحين يا أمي ؟ أنتِ لا تشتاقين لأحد سوى لنفسكِ ، لم تحبيني يوماً فما الذي تنوين له برسالتكِ هذه ؟ ألتفتُ مجدداً لأنظر من خلال الباب الزجاجي إلى خارج المبنى ، كان خالياً تماماً من المارة و هادئاً لدرجة كبيرة كما لو أنه لم يحدث فيه نقاشُ حاد قبل قليل ، تذكرت أليسون فهمستُ بصوتٍ خائفٍ عليها : - أليسون ! ----------------------
__________________ |
#87
| ||
| ||
---------------------- طااااخ ... طااااخ .... تننننن .... تننننن .... تننننن نفس الصوتين يرنان في أذني و بنفس الوقع ، يبدو أنهما قادمان من شقتي ، لكن كيف ؟ ولماذا؟ أحسستُ بأنفاس قريبة من رقبتي ، ثم قام أحدهم بالهمس في أذني قائلاً : - روز ....... هل تعرفين من أنا ؟ همست : - من أنتَ ؟ جاءني جوابه ساخراً : - عيبٌ عليكِ يا روز ، ألا تتذكرين الشخص الذي أراد منكِ مشاركته التدخين ؟ فتحتُ عيناي بقوة لأنهض بسرعة و أنا أتلفت حولي بفزع ، كنتُ نائمة على فراشي في شقتي و الأهم من ذلك كنتُ وحيدة ! فماذا يعني ذلك ؟ أليس الشخص الذي أرادني مشاركته التدخين هو جيف ؟ إذاً أين هو ؟ و كيف دخل إلى شقتي ؟ أم أنني كنتُ أحلم ؟! نزلتُ من السرير لأفتح باب غرفة نومي وأتلفت حولي ، فما زلتُ للآن خائفة من الذي حدث سمعتُ صوت طقطقة أكواب و ملاعق في المطبخ فتوسعت عيناي صدمة و ركضت كالمجانين إلى المطبخ و قلبي يدق برعب وقفتُ أمام باب المطبخ لأتفاجئ برؤيته ، برؤية مقتحم أحلامي ، رأيتُ جيف يعد بيضة في مقلاة ويدندن لحن جميل ، بقيتُ ثواني في مكاني أحاول استيعاب الذي يحدث أمامي و يبدو أنني ما زلتُ نائمة و لم أستيقظ .... جيف ؟ جيف ؟ ماذا يفعل هنا ؟ ألتفت إلي جيف فجأة لأرتبك أما هو فأبتسم بخفة و قال لي وهو يضع البيضة في صحن : - آآه ، صباح الخير أيتها الثورة الصغيرة ، هذا هو فطورك البشري ، أرجو أن يعجبكِ . و أخرج سيجارة من علبته التي كانت في جيبه ليدخنها استعدت وعيي أخيراً و أدركت أن جيف قد دخل إلى شقتي من غير أذن مني و ها هو يستخدم أغراضي ومقلاتي من دون أذن مني أيضاً ، صحتٌ بحدة : - ما الذي تفعله هنا ؟ و كيف دخلت ؟ ومن سمح لك بالدخول أساساً ؟ رأيته يتفحصني بعينيه من رأسي إلى أخمص قدمي بنظرات وقحة جعلتني أفزع فنظرتُ إلى ملابس نومي بسرعة ، وشعرتُ براحة ، فقد كانت محتشمة تماماً ، سمعته يقول بسخرية : - هناك ألف طريقة للدخول إلى شقة كهذه ، أما ما الذي افعله هنا فأنا هنا لأعقد أتفاق معكِ ، أما سؤالكٍ الثالث فأنا الذي سمحتُ لنفسي بالدخول . أغضبني كلامه بشدة فلم يكن ينقصني سوى أن يظهر شخصاً أخر ليسخر مني ، أنه يشبه واتسون كثيراً ، مظهره الخارجي وتصرفاته ....... هل من المعقول ؟ ... من المعقول ؟ أن يكونان أخوة ؟ سألته بسرعة و بدون تفكير : - هل أنتَ شقيق واتسون ؟ رأيتُ الذهول واضحاً على ملامح وجهه ، ألهذه الدرجة أذهله سؤالي ولماذا؟ ، أنزل رأسه بعد ثوانٍ ليقول لي بغموض : - ربما . أخذ الصحن الذي وضع فيه البيضة للطاولة ووضعه عليها ليقول لي وهو يسحب كرسياً ويجلس أمام وجهه : - تناولي فطوركِ و دعينا نعقد اتفاقنا. نظرتُ بشك إلى الصحن ، فمن يعلم ! ربما قد وضع فيه سُماً أو شيئاً ما ! و على ما يبدو أنه أنتبه إلى نظرتي حيث أنه قال و هو يأكل القليل من البيض : - حسناً ، سوف آكل القليل لكي لا تشكي في أنني وضعتُ فيها شيئاً ما . و لكنه حالما أكل القليل منها حتى عبس جبينه بضيق و نهض من كرسيه بقوة ليركض لخارج المطبخ و هو يمر بجانبي ، ولا أعلم لماذا ؟
__________________ |
#88
| ||
| ||
شكراااااااا راااااااااااائع كالعادة :7b: :7b: :7b: :7b: :7b: :7b: :7b: :7b: :7b:
__________________ ЋӚ ѧЯƠğãnԎ ĝіЯӀ >> الفتاة المغرورة . . فكرة العضوة:rose:{mio} :rose: كتابتي أنا :a7eh: >> بدءاً من الجزء الرابع فقط |
#89
| ||
| ||
خرجتُ من المطبخ لأسمع صوت جلبة في الحمام فعلمت أن مصدرها من جيف، فتوجهت للحمام و وقفتُ بقرب الباب لأسأله باندهاش : - هل أنتَ بخير ؟! ما الذي حدث له فجأة ؟ هل من المعقول أنه وضع في البيضة شيئاً ما ونسي ذلك ؟ خرج لي بعد ثوانٍ ليجيبني بقليلٍ من الغضب بعد أن مسح فمه بيده : - تباً لهذا البيض ! أنه مقرف ! كيف تأكلون شيئاً كهذا؟ استغربتُ بشدة من هذا المخلوق العجيب ، فبيضي ! بيضي مقرف ! قال لي وهو يمر بجانبي : - هيا دعينا ننسى موضوع الإفطار و لندخل في صلب الموضوع و ننتهي . تكتفتُ لأقول له بجدية : - و ها أنا اسمع . جلس على الكنبة بهدوء ليقول لي : - اسمعي ، أنا هنا لأعقد اتفاق و أن وافقتي عليه و نفذتي شروطه بحذافيرها فأنا أعدكِ بأنكٍ لن ترينني مجدداً و ... أجل ، سوف تعود صديقتكِ أليسون إليك . أليسون ؟ ......... ضربتُ جبيني براحة يدي بخفة فقد نسيتُ أليسون تماماً ، سحقاً ، كيف نسيتُ صديقتي العزيزة؟ ....... لحظة لحظة لحظة ! ماذا قال للتو ؟ ، ألم يقل سوف تعود صديقتكِ إليكِ؟ توسعت عيناي صدمة لأقوم بالصراخ صرخة كانت كفيلة بهز العمارة : - أنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت . اندفعت لجيف لأصيح في وجهه بحدة : - أنتَ من خطف أليسون إذاً ! تراجعت للخلف قليلاً لأقول و ضميري يؤنبني بشدة : - اااوه ، كيف أنسى أن تلك الغربان لك و أليسون اختفت بسبب الغربان . حدقت في جيف الذي كان على حاله ، نفس تعابير وجهه الباردة و نفس جلسته ، سألتهُ بصوتٍ واهن : - هل فعلتَ لها شيء؟ بهدوء أجابني : - ليس بعد . أغضبتني جملته هذه بشدة ، هدوءه استفزني فهو بكلامه هذا يعني أنه سوف يؤذيها لكنه للآن لم يفعل لها شيئاً ما ، حاولتُ التحكم في أعصابي و قلتُ بهدوء أخفي داخله غضب وخوف شديدان : - إذاً ؟ ما الذي تريده مني ؟ ما هو الاتفاق ؟ أخرج علبة السجائر خاصته والتي حفظتُ شكلها أكثر من أي شيء أخر ، وقام بتدخين إحدى السجائر ثم نفث الدخان من فمه ليجيبني و هو يجلس بأسترخاء : - سهلُ جداً عليكٍ ... أعتقد ذلك ... نطق أخر كلمتين بسخرية ليكمل : - واتسون ، عليكٍ أن تجلبي واتسون إلى إحدى الأماكن التي سوف أقول لك ما هو لاحقاً ، و أنا سوف أعيد صديقتكِ إليك . شعرتُ ببعض الخوف من كلامه ، فذاك الحوار الذي دار بينه وبين واتسون يدل على وجود عداوة بينهما .. أو هذا ما أظنه ، لكن ... لكن كيف سوف أخذ واتسون إلى هناك ، إلى الخطر ، لا بد أن جيف سوف يؤذيه ، أليس بتصرفي هذا أؤذيه ... آآآآآه أنها مسألة صعبة و معقدة للغاية فأنا لكي أمنع أحدهما من التأذي أوذي الآخر عوضاً عنه ، أغمضت عيني بخوف لأهمس : - لكن .. ألن تأذي واتسون ؟ - أؤذيه ؟ بالتأكيد كلا ، لدي أوامر بأن أعيده إلى السيد والسيد كيد سالماً ..... لكن هذا لن يمنع من إعطائه كم ضربة تفشي غليلي منه ... فلقد تركني أطارده لعشر سنوات ، كقطٍ يطارد فأراً تماما . قال أخر جملة بغيض شديد ثم أضاف : - لكنني لا أنكر أنني استمتعت بمطاردته ، لكن هذه المطاردة كلفتني الكثير من وقتي ، و أنا أعلم جيداً أن ذاك البغيض كان يستمتع برؤيتي ألاحقه من مكان لأخر كما لو أنني لا أملك شيئاً أهم منه ....... ذاك الفتى المدلل . تشابكت يداي أمام صدري لأهمس بخوف : - هل سوف أفعل ذلك ؟ لم يسبق لي أن خدعتُ أحدهم ، أنه شعور سيء ، سيء. سخر جيف قائلاً : - هيا ، بالله عليكٍ ، كل واحد منا يملك شراً في داخله ، فقط جدي ذاك الشر و أخرجيه ، وهو سوف يسره كثيراً أن يساعدك . نظرتُ إليه لأشعر بأنواع الخوف ، كان ينظر إلي باستخفاف شديد ، يبدو أنه واثق من أنني سوف أتخذ الخيار الأصح لي و هو إنقاذ صديقتي ، و للأسف الشديد هو محق ، محق تماماً لا أريد أن أؤذي احدهم ، لكن .. لكن لا يمكنني الوقوف مكتوفة اليدين و أرى صديقتي تتأذى و السبب هو ....... معرفتي بواتسون .. أحسستُ فجأة بقليلٍ من الغضب ، فهذا كله بسبب واتسون ، لو أنني لا أعرفه لما حدث أياً من هذا ، لكنتُ الآن خارجة مع أليسون ، نرى المدينة ، نستمتع ونضحك ، فلماذا عرفني على نفسه و هو لديه الكثير من المشاكل ؟
__________________ |
#90
| ||
| ||
مشاكل ! ابتسمت بسخرية عند قولي لهذا في نفسي فـ للتو اكتشفت شيئاً نشترك فيه أنا واتسون ...... إلا و هو المشاكل ! همستُ بصوتٍ واهن و أنا أشعر بخوف شديد : - مـ ... موافقة . رسمت شفتيه ابتسامة على وجهه ليقول لي و هو ينهض من الكنبة : - عظيم ، يا ثورتي الصغيرة . لم أشعر بغضب أو حنق اتجاهه ، فلو كنتُ في وضعي الطبيعي لرغبتُ بشدة في لكمه لكن في حالة الخوف التي أشعر بها الآن لا أرغب في أي شيء ، انتبهت له يقترب مني ويضع يده على وجنتي ليمسح عليها و يقول بمكر : - و أقول لماذا واتسون معجب بكٍ ، و الآن أدركت لماذا ، لأنكِ إنسانة تحب أن تقوم بفعل ما تريده لكن في نفس الوقت تفكر بالآخرين قبل فعله .. لأنكِ صعبة المراس وهو يحب أن يروض صعبات المراس ... هه ، أحب ذلك . أبعدت يده عني بسرعة فقد أربكتني لمسته ، لم أعد أحب أن يفعل ذلك لي أحدهم ، لم أعد أحب أن يقوم أحدهم بذلك لي بعد أن تعرفتُ على واتسون تذكرتُ فجأة عناق واتسون الحار لي ولمسته الحنونة وقبلته الرقيقة على يدي فشعرت بالحرارة تسري في جسدي و برغبة كبيرة و عارمة في أن أراه الآن و أرتمي في حضنه آآآآآآه يا له من تفكير أحمق بالفعل أفكر فيه الآن ، ما الذي حدث لي فجأة ؟ لِمَ كل هذا ؟ أبتعد جيف عني ليقول لي وهو يخرج من إحدى النوافذ : - حسناً ، الآن يجب علي أن أقول وداعاً . و خرج من النافذة ليسمح بدخول هواء إلى داخل الشقة و يحرك شعري بخفة فأخذت أنظر بوهن إلى النافذة ، فأنا لا أعلم ماذا سوف أفعل ، لو بقيتُ غاضبة من واتسون لحدث الأمر بسهولة ، لكن الآن .. الآن أخذت أفكر كالحمقاوات تماماً رميتُ نفسي على الكنبة و غطيتُ وجهي بيدي لتنزل دموعي على وجنتي ، لا أرغب في أذية أليسون و أيضاً لا أرغب في أذية واتسون ولا أذية أي أحد ، فكيف سوف أخدع أحدهم و أنا لم أعتد على فعل ذلك ، كنتُ دوماً أعتبر أمي أكثر إنسانة مخادعة في الكون و الآن أنا سوف أفعل ما تجيد فعله ، أخدع أحدهم ! لم أشعر بنفسي ألا و أنا أنام لفترة لم أعلم مدتها ، ولم أستيقظ ألا بعد أن أحسستُ بيد أحدهم توضع على كتفي ثم يقوم بإدارتي بخفة باتجاهه لأرتطم بصدره القوي و يحيطني بذراعيه ، سمعتُ يهمس في أذني بصوتٍ ساحر : - ما بكٍ يا روز ؟ ألا تودين خداعي ؟ أنه واتسون ، أنه صوته الحنون نفسه ضغطتُ على صدره بقوة و أخذت أشده إلي أكثر ، أنني أحتاج إلى أحداً يبقى بجانبي الآن أي أحد ! سمعتهُ يهمس في أذني مجدداً بنفس نبرة الصوت السابقة : - روز ؟ ألا تودين خداع شخصاً مثلي ؟ شخصٌ تحكمه تقاليد جماعته ؟ شخصٌ يريدكِ لنفسه فقط ، و سوف يقوم بإبادة كل شخصٍ يحاول سلبكٍ منه ، شخصٌ لن يمانع إراقة دماء أحدهم حتى يحصل على ما يريده ..... روز ، ألم أخبركِ ؟ .... أريدكٍ أنتِ . همستُ بصوتٍ خافت : - لماذا ؟ شدني إليه بقوة أكثر لأشعر بنفسي أختنق ، قال لي : - لماذا ؟ ألم يخبركٍ جيف قبل قليل أنني أحب ترويض صعبات المراس . همستُ بصوتٍ واهن : - و ... واتــ.....ــسون . أحسستُ بدموعي تنزل على وجنتي ، أنني الآن في أسوء حالاتي فأنا لا أريد أن أقوم بشيء سوف أندم عليه كلياً لاحقاً ، لا أريد أن أكون كأمي ... لا أريد .. همستُ بصوتٍ باكٍ : - لا أريد .. لا .. لا .. ليس أمي .. لا .. أمي .. كـلا .. لا أريد . همس واتسون : - روز ، اخدعيني يا روز ، اخدعيني ولا تبالي بأحد ... اخدعيني . صحتُ بقوة : - كـلا .. لا أريد أن أؤذي أي أحد .. حتى لو كان ألد أعدائي ... كلا مستحيل ... لا .. مستحيل .. كلا .. لن أفعل .. لن أفعل ... و لا أعلم ماذا حدث بعد ذلك فقد همس واتسون في أذني بكلمات لم أستطع تمييزها ، ثم غفوت بين ذارعيه .. ------------------------ أحسستُ بضوء مزعج يتسلل إلى عيني فضاقت عيناي بانزعاج لأقوم بفتحهما بعد قليل و أستوعب المكان الذي كنت فيه ، كنتُ نائمة على الكنبة في صالة شقتي ... دعكتُ عيناي فقد كنتُ نعسة جداً ، تذكرتُ أليسون و جيف و ..... واتسون ألتفتُ حولي بفزع أبحث عنه لكنه لم يكن موجوداً ، هل كنتُ أحلم ؟ يبدو ذلك فأنا نائمة على الكنبة وليس في الغرفة و أيضاً ، هل يقول أحدهم لآخر أن يقوم بخداعه ... خداع ؟ حضنتُ نفسي بخوف .. ( كلا .. لا أريد أن أخدع أحدهم ، كلا ... واتسون لماذا قلتَ شيئاً فضيعاً كهذا ؟ أن أقوم بخداعك ! لماذا أحلم بشيءٍ كهذا ؟ .. أوه .. رباه ماذا علي أن أفعل ) أخفيتُ وجهي براحة يدي و أنا أشعر بمرارة شديدة ، سمعتُ صوت هاتف شقتي يرن .. أوه ، هذا ليس وقت الاتصالات ، لا أرغب في سماع صوت أحد و على رغم كل هذا ، نهضت من مكاني و اتجهت للهاتف بخطوات مثقلة لأرفع السماعة وأجيب بصوتِ واهن : - نعم ؟ جاءني صوت مرح من السماعة : - أوه ما هذا الصوت ؟ يبدو كما لو أنكِ ترغبين في الدخول في عراك مع أحدهم . لم أستطع منع ضحكة خفيفة تفلت من فمي فقد كان المتصل أيريك .. لحظة ! لحظة ، أيريك ؟ أليس في لوس أنجلوس فكيف يتصل علي من لوس أنجلوس على هاتف الشقة ؟ رحبتُ به بسعادة فقد كنت فرحة جداً لسماع صوت شخص أحبه : - أوه أهلاً أيريك ، لا تعلم كم أنني مشتاقة لك ، لكن ألستَ في لوس أنجلوس فكيف تتصل بي على هاتف الشقة ؟ يبدو أن أيريك ذُهل من هذا فقد وضح هذا في صوته : - ألم تخبركِ أمكِ بأنني قادم معها هذا اليوم؟ ... وفي الحقيقة .... أنني الآن أمام عمارة شقتك الآن ...
__________________ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تواجدتِ انتِ هنا.. | عاشق ذهب | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 2 | 06-14-2011 06:27 PM |
صـور للبنـوتهـ الكشخـهـ (( أمـل قطـآمـي))..~ | мєσσѕн | موسوعة الصور | 18 | 11-28-2010 04:34 PM |
كل عام و انتِ أمي | mero_m | شعر و قصائد | 6 | 03-20-2010 03:35 PM |
وردة ٌ انتِ ...شمعة ٌ انتِ ...بل فرحة القلب الحزين | سيف الإسلام | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 12 | 08-29-2007 07:13 PM |