#211
| ||
| ||
- بـلى ، تستطيعين يا عـزيزتي ، من أجلي سـوف تستطيعين ...... ألن تفعلي شيئاً لأجلي يـا روز ؟ سحـرت بـلون عينيـه الغريبين و أخـذ جسدي يخـدر بشكـل غريب ، ولـم أعد أستطيـع الإحساس بالعالم من حـولي ، كـل ما شعـرت به هـو رغبتي الشـديدة في أن نبقـى هكـذا لفتـرة طـويلة ، ننظـر لأعين بعضنـا البعـض .. وقـريبين لدرجـة كبيـرة استسلمت لمشـاعر غريبـة اجتاحتني في هذه اللحظة ، و طـوقت رأسـه بذراعي الاثنين و جبيننا لا زالا متلاصقـين ، بحـركتي هذه جعـلته يمـد ذراعيه الاثنين لخـلف ظهـري ثـم يقـوم بشـد جسـدي إليه أكثـر ، أخذنا ننظـر إلى أعين بعضنـا كالمخدرين تماماً لدقائق ، ثـم دنـى واتسـون شفتـيه من شفـتي ، يـريد أن يُقبـلني ، لكـن ..... - روز ، هـا ................... أوه! أوه! آسف . فـزعتُ بشدة عندمـا سمعـت صوت أيـريك و ابتعدت بسـرعة عن واتسـون و أنا أتعـرق ، و قـلبي ينبض بشـدة ، آآآآآآه ما الذي كنت أفعله ؟ ماذا ؟ .. ماذا حدث لي لدقائق ؟ ألتفت لأيـريك بسرعة بعيـنان مندهشتـان لأراه ينظـر في أرجاء المكـان بحيـرة و خجـل ، عنـدما التقت أعيننا و رآني أنظر إليه تكـلم أخيراً بتلكؤ : - أوه! ..... عذراً! .... أنـا ... أنـا ... لـم أكن أقصد المقاطعة! ... آسف! ..... أنا... أنـا راحـل الآن! و ألتـفت للخـلف ليهـم بالذهـاب لكننـي صُحت بسـرعة و بـدون تفكـير : - أيـريـــــــــــــك ..... توقـف أيـريك في مكـانه ثـم أدار رأسه ببطء لينظر إلي منتظراً أن أقول مـا أريد ، لكـن أنا لم أفكـر بما الذي سـوف أقوله ، كنت فقط أفكـر في طريقة تخـلصني من ما يفكـر به أيـريك عنـي الآن ، أخـذتُ أنظـر في أرجـاء المكـان بحـيرة ، ثـم نطقتُ أخيراً بصعوبة : - أيـريك .. أيـريك ... أسـرعت باتجاهه لأمسك ذراعه ثم أحثه على المشي و أنا أقول له بسـرعة : - هيـا ، سـوف أفسـر لك إن مشيـنا . قـال لي بهدوء : - لا داعي لأن تفسـري لي شيئاً ، من الطبيعي أن يكـون لديك صديق حميم . صحتُ بسرعة و أنا أشتعـل خجلاً من أخـر ما قاله : - كـلا ، الأمـر ليـس كذلك .... ليس كذلك . سمعتُ صـوت واتسـون يقـول بهـدوء : - بـلى الأمر كذلك ... أسرعت في النظـر إليه بصـدمة ليُكمل كلامه بنفـس الهدوء : - لماذا يجب أن نُخفي أمـر علاقتنا أكـثر من ذلك يـا عـزيزتي ؟ أنعقـد لسـاني عن الحـديث و أخـذت أنظـر إليه بصدمة تتلوها صدمة ، سمعـت أيريك يقول بسعادة : - هـذا رائـع .. بـل أكـثر من رائـع . أدرت رأسي إليه بسـرعه حالما قال ذلك و قـلتُ بتلعثـم من جراء دهشـتي : - مـ.... مـاذ ... مـا الـذي تقـولانه ؟ هـل أنـا الوحـيدة التـي لم تعـد تعـرف ما الذي يحدث حولها أم ماذا ؟ مـا الذي يتفوهان به هذان الاثنان ؟ مـا هـي التفاهات التي يقولانها ؟ ألتفت إلي أيريك بسـرعه لأرى عيناه تلمعان بقـوة ، أقتـرب مني أكثـر و أمسك وجنتيَ بكلا يـديه ليقـول لي بسعادة : - فقط انتظري أن أخبـر مارك و جـوليان بهـذا الأمر ، سـوف يفرحان بشـدة . أنه يمـزح >< ، يمـزح ! أليس كذلك ؟! نظـرت له ببـلاهة ، صدقـاً لم أعـد أعرف ماذا يحدث في هذا العالم .. ألتفت إلى واتسـون بسـرعه لأراه ينظـر إلينا بهدوء لكنه حالما رآني أنظر إليه حتى أبتسم لي بخفـة ، همـستُ له بصـوتٍ واهن: - واتـسـون .. ضـرب أيـريك كتفـي بخفـة بمـرح ليقـول لي : - لماذا لم تخبـريني بذلك مسبقاً ، لو أنني فقط لم أعد أدراجي بعد أن ذهبت عنك لأنني أردت أخباركِ أنني سـوف آتي لأخذك من الشقـة لكنت لم أعـرف أبداً .. دافعـتُ عن نفـسي بسـرعة : - كـلا ، أبداً .. أنا ليس لدي صديق حميم ، كـل ما رأيته كان مجـرد نزوة أو غبـاء أو سميه ما تريده ، واتسـون ليـس ... أردت أكمال كلامي ألا أن واتسـون وقـف بجانبي بسـرعه وحضـن جانبي ليقاطع كلامي : - أنها فقط خجلة مما رأيته .. علاقتنا سـرية ، لا تريد روز أن نخبـر أحداً عنها حتى تتطـور . فتحت فمـي لأعـترض على كلامه ألا أنه همـس في أذني بسـرعة : - لا تريدين أن تظهريني بمنظـر الأحمق يا روز ، أليـس كذلك يا جميلتي ؟ حمـلقت فيه بارتباك ، إذا كان لا يريد أن يظهـر بمنظـر الأحمق فعـليَ أنا أن أبـدو كالحمقـاء ، أهذا ما يريده ؟ أن أتحمـل نتائج كذبته بنسبة علاقتنا ؟ مسـح أيـريك شعـره بيده ليـقول لواتسون : - إذاً أسمك واتـسون ؟ أجـابه واتـسون بهدوء : - أجـل .. مـد أيـريك ذراعه للهواء ليصافح واتسـون فصافحه واتسـون ببعـض البـرود على الرغم من أن زاويتي فمـه انفرجت في ابتسامة خفيفة ، لكـنه كما يبـدو لي ، أن واتـسون يجامل أيـريك لا غيـر ، قـال أيـريك و هـو يصافح واتسـون : - سـررت بمعـرفتك ، أنا أيـريك ، صـديق روز منذ الطفـولة . أومأ واتسون رأسه بخفـة ليقـول : - و أنا أيضاً سـررت بمعـرفتك .. في الحقـيقة كنت أتحرق شوقاً لمقابلة أحد الثلاثة الذين هم أصدقاء روز منذ الطفـولة و الذين كثـيراً مـا تعـزهم روز ، وهـا هو اليـوم قد جـاء . أبتسـم أيـريك بسعادة بعد أن انتهى من مصافحة واتسـون : - يسعدني أن روز ما زالت تعزنا كالسابق ، في الحقيقة نحن نعتـبرها كأختنـا تماماً . أبتسـم واتسـون بخفـة _ كعادته _ ليقـول: - يـسرني سمـاع هذا . قال له أيـريك بمـرح : - أعتقـد أنك لن تمانع في أخذ روز معـي غداً لنـلهو قليلاً ؟ أجـابه واتسـون ببرود : - كـلا ، مطلقاً فأنا لا أعتقد أنكما سوف تفعلان شيئاً خاطئاً معاً ، أعنـي أنتَ أصغـر منها . زالـت ابتسامة أيـريك الكبيـرة لينظـر بصدمة لواتسـون فلتو قام واتسـون بأهانته بأن قال له أنني لن أقبل بعـلاقة مع أيـريك لأنه أصغـر مني مهما حـاول ، لم يقل ذلك مبـاشرة ، لكـنه كان يقصد ذلك ألتفت بسـرعه و بذهـول لواتسـون لأرى النظرة الباردة نفسها على ملامحه و هـو ينظـر لأيريك ، ألتفت إلى أيـريك لأرى نفس ملامح الصـدمة تكـسو وجهه ، أوه يا له من مسكين! ما الذي قلتُ له واتسون ؟ لماذا تعمدت أهانته؟ يـا لك من شـرير .... جاءتني للحظات فكـرة شريرة ، خطة لأنتقم من واتسـون و أستـرد كرامة أيـريك ، فما سوف أفعله بعد قليل سوف يُغضب واتسـون كثيـراً ، قـلت بسـرعة. : - أيريك ، ما رأيك في أن تأتي معي للشقة ؟ سـوف يسـرني بشدة أن تبيت عندي الليلة . و نظرت لواتـسون بسـرعه لأبتسم له بخبث ، بينما هـو تجهم وجهه و تغـيرت ملامحه إلى دهشـة ، فأسـرعت في أمساك أيريك من ذراعه لأحثه على المشـي و أنـا أقـول له : - هيـا ، بسرعة ، لدينا ليلٌ طويل لنستمتع برفقة بعضنا البعض . قـال لي أيريك باعتراض: - أوه ، كلا .. لا أريد أن أُثقل عليك ، ثـم أنه لـدي غرفة في فندق لأبيت فيها . عـبستُ وجهي بتمثيل لأقـول له بقليل من الزعل المصطنع : - مـاذا ؟ أتقول هذا و لديك صديقة لتبيت في شقتها ، فقط هذا اليوم ، هذا اليوم ، أرجـوك . أبتـسم أيـريك بمـرح على الرغم من أنني أعرف أنه ما زال مصدوماً من واتسون : - لا بأس ، مـوافق . صحتُ بفـرح : - عظيـم . ألتفت لواتسـون لأراه ينظـر إلينا و الشـرر يتطاير من عينيه ، لقد كان غاضباً و بشدة ، فابتسمت بمكـر لأقـول له باستفزاز : - أراك لاحقاً . مشينـا أنا و أيريك لنبتعد عن واتسـون ، وذهبنا إلى شقتنا ، لكنني كنتُ متفاجئة من أن واتسون برح في مكانه و لـم يقل أي شيء أو يبعدني عن أيـريك بالقوة ، يا ترى ما الذي حدث لذلك القاسي الذي لا يبالي إلا بنفسـه وبـرغباته ؟ سمـحت لأيـريك بأن يأخـذ فراشي و أنا أنام على الأرض ، فكـرت بكل شيء جرى لي منذ ظهـور واتسـون ، المـزيد من المشـاكل ، تذكرتُ أليسـون فتساءلت عن حالها الآن ، لا بد أنها خائفة و بشـدة ، هذه المسكيـنة ... قطـع تفكـيري صوت أيـريك يهمـس لي : - روز ؟ ألتفت إليه لأنظـر إليه في ظلام الغـرفة ، فرأيته يميل بجسـده إلى حافـة السـرير و ينظـر إلي و قـد بـدت عيناه الزرقـاء جميـلة جداً في الظـلام ، أجبـته : - نعـم ، أيـريك ؟ همـس قائلاً بهـدوء : - هل تحـبين ذاك الشخـص ؟ أعنـي واتسـون ؟ أشتعلتُ خجلاً عندها ، فمـجرد ذكـر هذا الموضوع يجعلني أشعـر بخجلٍ شديد ، أجبـته بارتباك : - لا أعـلم ... أعنـي ... لا .. لا أعلم ... ثـم تغـيرت نبـرة صوتـي إلى خجـلٍ شديد : - لا تسألني شيئاً كهذا مرة أخـرى . و ألتفـت بسـرعه لجانبي لأعطـي أيريك ظهـري ، فسـمعته يقـول لي بمشـاكسة: - هـذا معنـاه أنك تحبينـه . ألتفت إليه بسـرعه وصحت عـليه بخجل بدون تفكـير : - كـلا ، أطلاقاً .... مستـحييييييل . قـال لي باستغراب : - حسـناً ، حسنـاً .. لا داعـي لكل هذا الغضـب .. ثـم أبتسـم بخبث ليـقول لي : - ثـم من عسـاه يحصل على قلبك الفولاذي هذا . ضربته بوسادتي بقـوة على بطنـه ليشهق هـو بفـزع فقلت له و أنا أمثل الغضب : - ومن عساها تأخذ شخصاً أحمقاً مثلك . أبتسـم أيـريك بسـعادة ليقـول لي : - سبق و أن دخـلت قلبـي فتاة . شهـقت بصدمـة لأقـول له باندهاش : - حقـاً ؟ أيـريك ، هـل أنتَ واقعُ في الحـب ؟
__________________ |
#212
| ||
| ||
الأسـئلة : - ما رأيكـم بأيـريك ؟ - لماذا أهـان واتـسون أيـريك ؟ - واتسـون و مكـوثه مكـتوف اليدين دون أن يعترض على مبيت أيـريك مع روز ، ما سببه ؟ - رأيكـم بدعـوة روز لأيـريك بالمبيت عندها لتغـيض واتسـون ؟ - رأيكم بالجـزء + أفضـل مقطـع ؟
__________________ |
#213
| ||
| ||
الفصـل التـاسع – [ قـُبلة الوداع من قبله .. مؤلمة ! ] – ألـتفت إلي ليـراني قـد جلستُ على سـاقي و أخذتُ أحدق به بلهفـة شديدة ، فأغمض عيناه بهـدوء لتنفرج زاويتـي فمـه في ابتسـامة سعـيدة ، ثـم قـال لي : - يمكـنك قـول هذا ! - من هـي ؟ فتـح عيناه لينظـر إلى عيناي مباشرة ، ثـم همـس : - ربـما أنتِ . ألجمـتني الصـدمة السكـوت ولم أعرف ماذا أنطق ، أيريـك ؟ .. هل يقـول .. هل يـقول أنه ... يحبـني ؟! أعتـدلت في جـلستي لابتعـد إلى وراء و الصـدمة أعتلت ملامحي ، و أخذتُ أحدق بالأرض بعـدم تصـديق ثـم ، حـدث شيٌ لم أتوقعـه و جعـلني أغضب بشدة وأنفـخ وجنتي بعصبيـة ... حيـث سمعتُ أيريـك يضحك بكـل قوة ليقـول لي بين قهقاته : - هـل .. هل صدقتي ؟ ... مستحيل .. مستحيل .. مستحيل .. أنا أحب فتاة أكبر مني ؟ مسـتحيل .. شعـرتُ بأنني بالفعـل غبية ، لا أصدق أنني صـدقت ما قاله ! هذا الأحمق ! مددتُ يدي اليمنى باتجاه اليمين أحاول أمساك أي شي لأضربها بهذا الأحمق ، فتلمست يدي الوسادة فأخذتها و رميتها بقوة على أيريك لتصطدم ببطنه فيـواصل هو ضحكـه بعـد أن أبعـد الوسادة عن بطـنه نظـرتُ لـه لثـواني ، ثـم قمت بنفـخ وجنتـيَ بغضب لأمسـك لحـافي و اقوم بتغطية نفـسي و أنا أرتمي على فراشي و أعطـيه ظهـري و أقـول بقليلٍ من العصـبية : - هيا ، أنه وقت النوم . أحـسستُ به من خـلفي يمـد يده إلى شـعري ، لكـنه أبعد يده قبل أن تـلمس شعـري فجأة ، ثـم سمعت صـوت شهـقة و صوت خطـوات متخبطـة ، لكـنني لم أعر المـوضوع أهمـية ، فقد فكـرت في أن أيريك يقـوم بفعل هذه الأشياء ليلفت أنتبـاهي ، لكـنني لن أفعل .. أردتُ قول شيئاً ما ، لكننـي غيرت رأيي ، فأنني أني تحدثت فسوف أُظهر أهتمامي بالموضوع ، ولكن يجب أن أبدو غاضبة منه .... لكن الحقيقة هي العـكس تماماً ، لستُ غاضبة منه ، أنما أدعي الغـضب ^^" مرت دقائق لم أشعر بها بأي شيء ، فأيريك ألتزم الصمت تماماً وهذا أثار استغرابي بشدة ، لا حركة لا صوت ، كما لو أنه مات فجأة ! أولم يجب أن أسمع صوتاً له عندما يتحرك على السرير ، لكنه لم يصدر صوتاً واحداً منذ دقائق ! .. ألتفت بسـرعة للخلف لتتسع عيناي استغراباً .... أيريك لم يكـن هناك ! أعني لم يكن موجوداً على السرير! نهضت من فراشي لأرمي اللحاف بعيداً عنه و صحـتُ و أنا ألتفت حولي : - أيــريك ! .. أين أنت؟ لم أحصل على رد منه ، فاستغربت بشدة وأخذت افكر ( عجباً ، متـى نهض ؟ لم أسمعه وهو ينهض من فراشه ... لا ، لحظة ! أيمكن أن صوت الخطوات المتخبطة تلك كانت له ؟ .. أجل ، ربما ، فهـي أخر صوت سمعته في الغرفة ، لكـن .. السؤال الذي يطرحه نفسه الآن ، أين هـو ؟ ) خرجتُ من غـرفتي و أنا أصيـح و أبحث عنه من خلال عينـاي : - أيـريك ؟! أين أنت ؟ .. أيريك ! هذا ليس مضحكاً ، أين أنتَ ؟ شعرتُ بأحدهم في الظـلام ، فأعتقدت إنه أيريك ، فمددتُ يدي نحو مفـتاح الضـوء لتُضي الغـرفة و أنا أقـول بمرح: - ها أنت ! لكـن الابتسامة زالت عن شفتاي عندما رأيت الشخص الذي كان في الظلام .. فهـو لم يكـن سـوى .. " واتـسون " ، ألـتفت حـولي بشك وقـلتُ بحدة بعـد أن أيقنت أن واتسون فعل شيئاً ما لأيريك ، فما الذي يفعله هنا أن لم يكـن قـد جاء [ لينتقم منـي ] ؟ ... أن صـح التعـبير : - أين أيـريك يا واتسون ؟ أجـابني بسخـرية معـتادة منه : - عجباً ، لقد قفزتِ بسرعة إلى فكـرة أنني أنا المـسؤؤل عن إختفائه ! حدجته بنظـرة حادة تدل على غضبي الشديدة ، و هو عندما رأى نظرتي تلك أبتسم لي بـسخرية! ( يـاااه ، هذا الشاب عجـيب ، أرمقه بنظرة غاضبة فيبتسم بسخرية ؟! أعـتقد أنه فقط يحاول إثارة أعصابي ، وهو ينجح قي فعل ذلك كل مرة .... آآآه أن ابتسـامته الساخرة جمـيلة جداً .. أنها رائعة .. لحظة ! لحظة ! ما الذي أقوله أنا الآن ؟! هل جُننت ؟! ) قـلتُ ذلك في نفـسي و أنا مندهشـة من المـسار الذي أخذت فيه أفكـاري تسـير ، فأنا أفكر في ابتسامة واتسون ؟ أفكر في شيٍ كهذا و أيريك مختفي ؟ أنتبهت إلى أنه نهض من مكـانه ليتوجه نحـوي ، فتراجعت إلى الخلف بخـوف قليلٍ ، إلى أنه اصبح هو أمامي و أنا وقفتُ في مكـاني أنظر إلى الأسفل بارتباك شديد .... ثم ، مد يده باتجاه ذقني ليرفعه و يُجبرني على النظر إلى وجهه ، قال بصـوتٍ خافت : - إذاً ، دعوتِ صديقكِ ذاك إلى هنا فقط لتثيري أعصابي يا روز ؟ و أنفرجت زاويتي فمه في ابتسامة ساخرة لُيكمل : - أنك بالفعل قطة شرسة يا روز ... و أنا أحب تـرويض القطط الشرسة ، أحب أن أفعل ما أريده أنا ، فأنتِ ملكي ولستِ لغـيري ، ومن يحاول الأقتراب من أملاكي فلن أمانع في تشويه وجهه . شعـرتُ ببعض الخـوف من كلامه ، لكن خـوفي سرعان ما أستـبدل بخجـل وشعـور آخر غريب ، عندما دنى شفتيه من شفتـي و أعطـاني قـبلة نـاعمة طويـلة على شفـتي لأشعر بالقشعريرة تسري في جسدي ، ثم أبعـد شفتيه عنـي ليقـول لي بهدوء : - هذه القُبـلة كانت من حقـي لكن صديقكِ ذاك ظهر في وقتٍ غير مناسبٍ أبداً . لم أجرؤ على النطق بشيء و ألتزمت الصمت ، في حين أبتعـد هو عنـي وترك ذقنـي ليقـول لي : - في الحقيقة ، صديقكِ ذاك ، أجبرته قبل قليل على الخروج من شقتك .. ثم قهق بسخرية ليكمل : - أعتقد أنه يظنني رجلاً مجنوناً أحمقاً الآن ، و أعتقد أنه سوف يكـرهني و يحقد علي لسنينٍ قادمة . ضحك بسخرية بينما أنا نظرتُ إليه بصدمة و قلتُ بعدم تصديق: - ماذا ؟ كيف ؟ - عندما كنتما نائمين ، لعبتُ بعقلكِ لكي تظنين أن صديقكِ ما زال بالغرفة ، في حين قمتُ أنا بالتحدث إليه و قلتُ له أنني غاضب بشدة من ما فعلتهِ أنتِ و أنني لا أريد من أي أحد أن يقترب من حبيـبتي و أتمنى منه أن يبتعد عنكِ فقط . ثم نظـر إلي ليرى عيناي قد تجمعت الدموع فيهما ثم أبتسم لي بهدوء ليتقدم نحـوي ويحضنني بهـدوء ليقول لي : - أعلم أنكِ غاضبة مما فعلته ، لكن صدقيني ، هذا أفضل له ولكِ ، لا أعتقد أنك تودين أن تخـسري أحداً بسبب معرفتكِ بي فهناك الكثـير الذي لا تعرفينه عني يـا عـزيزتي روز .... الكثـير الكثـير . و نطـق أخر كلمتـين بغمـوضٍ شـديد ، فذرفتُ الدموع و أنا أفكر في كلامه ، أنه محق ! هذا أفضل لأيريك ، فأليسون قد خُطفت بسبب معـرفتي بواتسون ، و هذا ربما أفضل شيء له ولي ... سوف أحاول أن أتسامح منه لاحقاً ، بعد .. بعد .. بعد أن أقوم بخـداع واتسـون و أُنهي كـل شي .. خداع واتسون ؟ تـذكرت ماذا يجب علي فعـله فأتسعت عيناي بصدمة و أنا في حضـن واتسـون ، ثم سمعتُ صوتاً داخل رأسـي يقـول لي : [ - روز .. حان الـوقت لتخبريه بأنكِ تريدين رؤيته لاحقاً .. يجب أن تجـريه للمينـاء القـديم ، أنه أفضل مكان يمكننا فيه أن نقـوم باختطاف فأرنا الصغـير ... ] هذا الصـوت ! هذا الصـوت لجيف ! أنه صـوت جيف ! عاد الصوت ليقول لي : [ - هيا ، أخبريه الآن ، أخبريه .. أنك تريدين رؤيته في الساعة الثامنة مساءاً عند الميناء القديم .. أخبريه الآن و إلا لن تري صديقتكِ الشقراء أليسـون بعـد اليوم .. قـــــولي له فقط ! ] وقال كـلمته الأخيـرة بحـدة شديدة جعلت قلبي يقفـز من مكـانه هذا .. هذا ..المجنون أنه يريد أن أخـدع واتسون الآن ؟ لا ... مستحيل .. لا يمكنني فعل ذلك ! شعـرت بجـسدي يهـتز من كثـرة خوفي و هذا جعل واتسون يحـدق بي باستغراب ، ثم يقـترب مني ليمسك كلتا يدي و يقول لي بحنان : - ما بكِ؟ هل تشعرين بالبرد ؟ هززتُ رأسي بالنفي في حين عاد صوت جيف مجدداً في رأسي ليقول لي بسخرية : [ - هيـا .. هيا يا روز .. من أجل أليسـون .. ألن تفعليها من أجلها يا ثـورتي الصغيـرة ؟ ] لا إرادياً مني صـرختُ بحدة بعد أن نـزلت دمعة على وجنتي و دفعتُ واتسـون بقـوة عنـي " كمـا لو أنني تخـيلت أنه جيف " : - كـــــلااااااااااا . لم أنظـر لواتسـون لأرى ما ردة فعله فقد أغمضـت عينـي بقـوة لأمنـع نفسي من رؤية أي شيء ، ووضعتُ يدي على أذني لأغطيهما ، كمـا لو أن ذلك سوف يبعـد صوت جـيف عن رأسي ، عاد صوته مجدداً ليقـول وهو يقهق: [ - لا مفر مني يا صغـيرة .. أنا اليـوم أمتلكتـك ، و صـوتي سوف يبقى يرن في أذنك أن لم تنفذي ما أتفقنا عليه .. ] ثـم أكمـل بسخـرية : [ - أو لا تعني أليسـون لكِ شيئاً ؟ .. هذه المسكيـنة أخبرتها بأنكِ سوف تنقذينها .. لكن للأسف ! ، يـبدو أنكِ تكتبين عليها العـذاب بين يـدي .. مسكيـن أليسـون ! لديها صديقة باعتهـا من أجـل شاب ] عندما قال أخر جمـلة ، ثارث ثائرتي وشعـرت بالغضب تجـاه نفـسي .. فأنا أفعـل ذلك ! أنني بيع صديقتي من أجل شاب! لا أصدق أنني أفعـل هذا ! .. يجب .. يجب علي أن أفعـلها ، صديقتي لا تستحق ما يحدث لها ، لا تستحق أن تتأذى بسببي وبـسبب .. واتسـون .. علي أن أفعلـها ، عـلي أن أخـدع واتـسون .. ( أنـا أسفـة ... يا واتسـون ) عندما فتحت عـيني شعـرت بيـدين تمسكـان ذراعي برقـة ثـم رأيت عـينا واتـسون تحـدقان بي بقلق .. همـست : - واتسـون ؟ أبتـسم لي بخفـة بحـنان ، وهذا أكـثر ما كسـرني و جعـلني حطام ، فنـزلت دمـوعي على وجنـتي لتبللهما لأقول بصـوتٍ واهن : - واتسـون ... أنا أريد أن أكلمك بشأن أيريك لاحقاً ، أرجوك ... فقط أرحل الأن .. وتعال ... بـلعت ريقي و ازداد ذرفي للدموع لأقـول بصوتٍ متكسـر : - تعـال .. غـداً .. للميـنــ..ـا..ء القـ..ـديـ..ـم ... السـ..ـاعـ..ـة .. الثـ..ـامـ..ـنة .. ليـلاً . ثـم غطيت وجهـي بيـدي لأمنـع نفسـي من رؤية وجهـه و أضعـف أمـامه ، فسمعـته يقـول لي باستغراب: - أهـذا سـوف يجعلك تشعـرين براحة ؟ هـززتُ رأسي بالإيجاب و لم أقـل كلمـة واحدة ، فـلم أسمـع سـوى صوت خطـوات تطرق الأرضية مبتعدة عني ثـم واتسـون يقـول لي: - حسناً ، أنا راحل .. سـوف آتي غداً للمكـان المطـلوب ! و سمعـت صـوت الباب يُغلق ليـكون أخر صـوت أسمعـه في الشقـة جثـوتُ على ركـبتي لأجهـش في بكـاءٍ مرير ، فلقد خـدعتُ للتـو شخصاً ! لطالما كنتُ أكره أمي ، لأنها كانت مخادعة طوال الوقت ، لكـن الان .. أنا فعلت فعلتها كـيف سـوف أبتسـم أمام النـاس بعـد الآن ؟ و أنا أعلم أنني ربما بخداعي هذا أذيت ذاك الشخـص ! ( هـل ما فعـلته يا تـرى هـو الصحـيح ؟ أم أن هنـاك طريقة أخرى لأنقاذ أليسـون لكنــني غفلت عنها ؟ وبذلك أذيت أحداً و أنا لم أكـن مضطرة ! )
__________________ |
#214
| ||
| ||
فجأة .. رن هـاتف شقتـي فألقيـت بنظـري كـله على الهـاتف و أنا أتساءل من عساه يتصـل بي في هذا الوقـت ، مـسحت دموعي بسـرعة و أتجهـت نحـوه لأرفع السمـاعة بكـسل و أجيب ببـرود : - نعـم ؟ جـاءني صـوت من السماعة لم أتـوقع أنه قـد يكـون المتـصل .. كان ذلك ( جـيف ): - عظـيم ، يا ثـورتي الصغـيرة ، لقـد فعلتِ ما أردته تمـاماً ، أنتِ الآن ضمن دائرة سيطرتي . عبستُ وجهي و فكرت ( مـا الذي يتحـدث عنه هذا الأحمق ؟! أنني حقاً في مزاج لا يسمح لي بتلقي أي نكـات أو أحاجي من أي أحد ) صحـت بحـدة : - نعم؟ ما الذي تريده ؟ - أوووه ، هـوني على نفسـك يا فتاة ، فبكلامكِ هذا سوف تفسـدين الصـورة الذهبية التي وضعتها لكِ في ذهنـي . شعـرتُ برغبة عارمة في السخرية منه وتحقـيره و قد أطعتُ هذه الرغبة حيث قلتُ بسخرية : - هل سبق و أن قال لك أحدهم أنكَ مهرجٌ كبيـر . جـاءني صوت ضحكه من السمـاعة فعقدتُ حاجبي باستغراب ، بينما هو قال لي بجدية حين توقف عن الضحك: - حسناً ، كفانا لهواً ، أنظـري للنافذة . أطعتـه بسـرعة و نظرت للنافذة لأفزع و أرتد بجـسدي للوراء قليلاً ، حيثُ أنني رأيتُ غراباً أسوداً بشعاً خـلف النافذة ينظـر إلي بشـدة ، أنه بالتأكيد إحدى غربان جـيف العـزيزة ، سمعته يقـول لي: - عرفتُ من خلال إدوارد أنك أخبرت واتسون بما أردته ... قاطعته بسـرعة لأسأله : - من هو إدوارد ؟ - أنه الغـراب . آه ، عظيم ، ويسمـي غربانه أيضاً ، أتساءل كيف يستطيع التمـييز بينهم ، فهم متشابهون بالنسبة لي ! - لا تعلمين يا ثورتي الصغيرة كيف كان الحديث مع عقلكِ صعبُ جداً ، لو كنتِ قريبة مني لِمَ وجدت صعـوبة في الحديث معك عبر التخاطر ... توقف قليلاً ثم أضاف : - حسناً ، الآن ، فلينتظر كلانا مجيء الغـد ، عندها أنا سأذهب في طريقي و أنتِ في طريقكِ ... هذا طبعاً أن أستطعت إحكام قبضتي على واتسون و إرجاعه إلى السيد والسيد كيد ، أما إذا حدث العكس و وجد طريقة للنجاة وهو يفعل ذلك طوال الوقت فأنني لن أترككِ ترتاحين يا صغيرة ... الآن يا صغيرة ، طابت ليلتكِ . و أغلق الخط لأرجع السماعة إلى مكانها بيأس فقد ضاق صـدري عندما ذكـر ما سوف يحدث لواتسون ، أشعر بأنني سيئة جداً ، أن تعـرف أن أحـدهم قد يتأذى و تقف مكـتوف الـيدين ولا تفعل شيئاً يجعلك تشعـر بأنك سيء ----------------------------------------- طااااخ طااااخ ... تننننن ... تنننننن ... تننننن أنهما نفـس الصـوتين مجدداً ، أنني أسمعهما بوضوح كما لو أنني قريبة منه .. تنننن .. تننننن . تننننن ما هذا ؟ أن الصوت يقـترب ! كما لو أنه قادم باتجـاهي ! كان الصوت يقترب أكـثر و أكـثر إلى أن ... أتسعت عينـاي صدمة وخـوف حينما رأيتُ شخصاً يغطي رأسه بقطعة قماش ولا يظهـر منه سوى عيناه الزرقاوتان المخيفتان و ... كـان يمـسك بفأس كبيـرة مخيـفة و يجـرها على الأرض لتحدث ذلك الصـوت . أبتعدت للخلف قليلاً عندما اقترب مني ، لكـن عيـناي اتسعتا صدمة و قمـت بالصراخ بحـدة عندما رفع فأسه عالياً يريد أن يضربني بهـا ، ثـم رمى أحـدهم بنفسه علي ليحضن جـسدي بقوة ونسقط سوية على الأرض بعيداً عن الفأس التي كسـرت الأرض التي كنت أقف عليها و عـلقت بين المتكـسر نهض الشخـص بسـرعة عنـي ولم أستطـع لمح شيء منه لأعرف من هو ، ثـم ألتـفت للخـلف ليقـول لصاحب الفأس : - أبتعـد عنهـا ، لا تـقترب منها ، دعـوها و شأنهـا ، أن كنتم تريدوني فلا داعي لأقحام أي أحد أخر في هذا المـوضوع .. ثم سمعـته يقـول بسخـرية : - اليـوم أنا سـوف أعـود أليكـم ، سوف أترك كل شيء و أعود و أنـفذ ما تريدانه ، سـوف أكون أبنكما المطـيع الأحمق الذي تريدانه ، يـا أبي ويا أمـي اللذان أنجباني .... ثـم أضاف بحـزن : - فقط دعـوها و شأنهـا . ثـم ألتفت إلي ببطء لينحنـي لي ويصل إلى مسـتواي ، فقد كنتً جالسة على الأرض نظـرت لوجهه لكنني لم أستطـع لمح شيء ، كان وجهه مغطى بسواد الليل ، لكنني سمعته يقول لي: - أنا اليـوم سـوف أُخدع من قبلكِ يا روز ، وسوف أتركك و أذهب ، يمكنكِ أن تبني علاقة مع أي أحد بعد اليوم يا روز ، لكـن أدركِ شيئاً واحداً يا روز ، قلبكِ ما زال لي وسوف يبقى لي . ثم مـد يده لأحدى خصل شعـري ليشمها مطولاً ثم شدها بقـوة جعـلتني أصرخ بألم و أغمض عيني ، وعندما فتحتهما رأيته يمسك بخصلة شعـر قد أخذها من شعـري بعد أن قام بشـده بقوة ليقطعها ، شـم الخصلة التي قطعها قليلاً ثم قال لي: - سـوف أخذ هذه لأتذكرك . ثـم مال باتجاهي ليقـترب من شفـاهي و يطـبع قبلة على شفتـاي التي ارتجفتا بشدة حالما ألتقتا شفاهنا لقد كانت القبلة مؤلمة وبشـدة أبتعـد عنـي بعـدها ثـم رأيتـه يبتعـد عنا ليمـشي باتجاه صاحب الفأس الذي وقف يراقبنا ، و حالما أصبح بجانبه حتى قبض صاحب الفاس على ذراعه بخشـونة كمـا لو أنه مجـرم سوف يقـتاد إلى العـدالة كـان ذلك الشخـص الذي قبـلني هو ( واتسـون ) -------------------------------- فتحت عـيناي بقـوة بفـزع و صحت بسـرعة بخـوف و أنا أرفع جسدي : - واتـسووون ! لكـن لم يكـن هناك واتسـون أو صاحب الفأس ، كل ما رأيته هو أنني كنتُ في غرفتي جالسة على سريري شعـرت بدموعي تنزل إلى وجنتي بحـرقة ، فذلك الحلم أثار حـزني بشدة واتسون كان يودعني فيه ، أنه يحبني و يحبني بصـدق وعندما تكلم عن والديه ، بدى لي أنه لم يعش حياة سعيدة معهما ، أشعـر أنهما فضيعان جداً و عندما قبض صاحب الفأس على ذراعه ، بدى كما لو أنه مجرم ... نزلت دمـوعي بشدة و نهضت من على السـرير بسـرعة لأخرج من الغرفة و أنا أبكـي بشدة ، مستحيل ، مستحيل أن أدعهم يأخذون واتسون ، مستحيل أن يعـود إلى والديه ، مستحيل ، لن أقابل حبه بخـداعه و التآمر عليه علي أن أذهب و أبحث عنه و أخبره عن جـيف ، و أنا أعلم أين سوف أبحـث ، سوف أبحث عنه في منزل السـيد فـوستر الجـديد ، لقد ترك السيد فوستر عنوانه الجديد لي بعد اسبوع من حادث الحريق و سوف أذهب لأرى واتسون .. أخذت هاتفي الجـوال و حقيبة يدي الصغـيرة و أرتديت ثيابي على عجلة لأخرج من الشقة بسرعة البرق بعد أن مسحت دمـوعي ، و عندما أصبحت خـارج العمارة تذكرت الغـربان ، فرفعت بصـري إلى أعمدة الإنارة لكنني لم أرى أي غراباً واحد ، غـريب ! حتى البارحة عندما خرجت مع أيريك لم يكن هناك غربان هززت رأسي بسرعة لأنسى أمر الغربان و سـرت بسـرعة للشـارع لأستقل سيارة أجرة وصلتُ إلى المنزل أخيراً بعد فترة من الوقت ، كان منزلاً أصغر من سابقه ، حيث أن منزل السيد فـوستر السابق كان كبيراً جداً ، أما هذا فهـو أصغـر بكثـير خطـوت أول خطـواتي باتجاه باب الخـشب الصغـير الذي علي أن أفتحه بالبداية حتى أمشي باتجاه الباب الرئيسي و أطرقه ، و عندما أزحتُ الباب الخشبي الذي كان يصل إلى ركبتي رأيتُ رئيس الخدم يسـقي الحديقة وهو رأني أيضاً و ابتسم لي ، فهـو يعرفني جيداً كما يعرفني سيده ، بادلته الابتسامة و مشيتُ باتجاهه بينما هو ترك خرطوم المياه ليتجه لي لكنني توقفت في منتصف المسافة بيني وبينه عندما رن هاتفي الجوال ، فأخرجته من حقيبة يدي لأجيب : - مرحباً . - يالكِ من عابثة مخادعة كبيـرة يا أيتها المشعوذة . كان ذلك رداً لاذعاً قاسياً وبشدة و قد جاء من جيـف ، عقدت حاجبي باستغراب لأسأله : - لِمَ كل هذا ؟ - أنتِ تريدين بشدة أن تموت صديقتكِ أليس كذلك ؟ أنها الآن بجانبي و أن خطوتي خطوة أخرى باتجاه الباب فأنا أُقسم ، أُقسم بأنني سوف أقتلها وبأبشع طريقة . همست بخوف على أليسون : - أوه ، أليسون ! أرجوك أتركها ، لا دخل لها بما يحصل بيننا . - إذاً أبتعدي عن المنزل ، و نفذي ما أتفقنا عليه و ألا فأن أليسون سوف تلتحق بأجدادها الميتين . أرتجفت يدي التي تحمل الجوال و همستُ بصوت متقطع : - أرجوك .. أتـ..ــركها . - أستنفذين ما أريده ؟ نزلت دمـعة على وجنـتي اليـسرى لأهمـس بانكسار: - أجل .. سوف ... سوف أفعلها . أجابني بحدة وقسوة : - من الأفضل أن تكوني صادقة هذه المرة ، و أن لا تحاولي اللعب معي مجدداً و ألا فيمكنكِ أن تودعي أليسون منذ الآن . و أغلق الخط في وجهي ، لأغلق هاتفي و أبعد يدي عن أذني لتستقر بجانب خصـري و أنا أحدق بالارض بلمحة انكسـار و ضياع في عـيني ، رفعت بـصري لأرى سيد الخدم يتقدم إلي فأرتديت عنه بسرعة و خرجت من ساحة المنزل و أنا أركض باتجاه سيارة الأجرة وأستقلها من دون أن أقول كلمة واحدة لسيد الخدم أو أعتذر له على الأقل .............. ذهبت وتـركته مذهـول .. منـي . تحـركت السيارة لتبتعـد عن المنـزل في حين أنا أخـذت أبكـي و أضم نفـسي بقوة ( أنا قد قررتُ سابقاً أن أخبر واتسون بكل شيء لكن جيف كان يسبقني دوماً بخطوة ، لقد علم بـأنني قررتُ أن أخبر واتسون ، ولن أتساءل كيف علم ؟ فهـو أثبت لي بأنه قادر على معرفة كل شيء ، واتسـون .. أنا .. أنا ) شهـقت بقوة و أنا أبكـي وهمـست بصوتٍ باكٍ : - واتسـون ، أنا مخادعة كبيرة ، أرجو أن تسامحني يوماً ما .. أنا .. أنا آسفة . دفنت رأسي في ركبتـي لأبكـي بمرارة ، فقد كان هناك شعور يخالجني أضافة إلى شعـوري بأنني بخداع واتسون قد أذيه ، شعـور أخر كان أقوى من الأول وهو الذي كان يُقطعنـي ويمزقني لكنني أنا .. لا أعرف ما هو وصـلت إلى شقتـي بسرعة و أرتمـيت على فراشي و دموعـي تنزل على وجنـتي ، لا صيحة ولا شهقة صدرت منـي ، كنت أبكـي بصمت فقط ، و أدع ألآلآم في قلب ، فالقلب فقط من يحتوي الآلام .. لا غـيره اضافة رد مع اقتباس
__________________ |
#215
| ||
| ||
الأسئلة :- - ما رأيكم بالجزء ؟ - هل تلك كانت حقاً قبلة الوداع ؟ - رأيكـم بجـيف الآن ؟ - أنتقادات ؟ أو توقعات ؟ أو شيء ثـاني حابين تقولوه
__________________ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تواجدتِ انتِ هنا.. | عاشق ذهب | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 2 | 06-14-2011 06:27 PM |
صـور للبنـوتهـ الكشخـهـ (( أمـل قطـآمـي))..~ | мєσσѕн | موسوعة الصور | 18 | 11-28-2010 04:34 PM |
كل عام و انتِ أمي | mero_m | شعر و قصائد | 6 | 03-20-2010 03:35 PM |
وردة ٌ انتِ ...شمعة ٌ انتِ ...بل فرحة القلب الحزين | سيف الإسلام | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 12 | 08-29-2007 07:13 PM |