عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > مواضيع عامة

مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-09-2011, 05:57 PM
 
توضيح الحقائق

توضيح الحقائق
أبو عبيدة أمارة .
تكلمنا في المرة السابقة عن تدليس الحقائق ، ومعنى كلمة التدليس جاء من كلمة الدّلس ، والدلس لغة هو اختلاط الظلام بالنور ، والدلس قد يؤدي إلى تشويش الحقائق أو عدم وضوحها أو إمكانية تحريفها ، وهو مصطلح قد يوازي مصطلح الغموض المقصود أو الضبابية المفتعلة أو مصطلح تزييف الصورة وهي مصطلحات مستعملة اليوم ، وليس فقط هناك تدليس للحقائق بل وهناك أيضا تدليس للنوايا ، فالوشاح ألتجميلي لكثير من نوايا السوء والوشاح ألتجميلي لإرادة هدم الفاضل وإرادة تعطيل الكريم والنافع للناس هو وشاح خرق ، والوشاح ألتجميلي لتأسيس الخسيس ومحاولة زرع الهابط ونشر ثقافة الرديء في الحياة هو وشاح رديء ذميم ، ومرد النوايا السيئة والأفعال السيئة وكل سيء رذيل مرده إلى فساد جل الأشياء والفوضى والخراب ومهما كان هذا السيئ مغطى بأي مسمى سقيم أو تفلسف عقيم وهو تدليس أيضا .
وفي هذه الحلقة بإذن الله سنناقش قضية توضيح الحقائق ، ولماذا توضيح الحقائق ؟ وحقيقة أليس كثير من الحقائق واضحة وجلية لصاحبها ولمن يرى ؟ وأليس قسط من الحقائق مرة ويذوق مرها وعلقمها كثير من المضطهدين والمغلوبين على أمرهم وإلى الله المشتكى ، وأليس صاحب الظلم يعلم ظلمه وسوء أفعاله ولكنه يتغاضى ولا يبالي ، وزيادة في المكر السيئ يصور الظالم ظلمه كأنه عسلا ونبلا ولا يأبه لفداحة المآسي والجرائم التي تحصل ، وكثير هم مزيفي الحقائق وقالبيها كي يحصلوا على مكتسبات قميئة ظلما وعدوانا ، وعند بعض الناس قسط من الحقائق مشوش وعند البعض القسط واضح لكن الطرف مغضوض عنه ، وكثير من الظاهر المعلن عند بعض الناس ليس كالباطن المخفي .
وحقيقة أن العنوان "توضيح الحقائق" هو قصدا كي لا يقال أن المسلم ينظر إلى الأمور برؤية الجانب السلبي بهدف الإصلاح فحسب ، بل هناك رغبة جلي وتوضيح الحقائق وتبيين الأخطاء ومحاولة إبصار الأمور بالمنظار الصحيح ومحاولة وضع الاعتبارات الصحيحة في سياقها الصحيح ومسارها السليم بمشيئة الله ، وأيضا هو واجب النصح ، وهو واجب ديني على كل مسلم ومسلم وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن "الدين النصيحة" ، وهي أيضا رغبة التذكير ورغبة النصح الإرشاد للخير وللمعروف ، والنهي عن المنكر ، ورغبة التذكير أن الظلم ظلمات وأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب ، ودعوة المظلوم لا تُرد وتُرفع فوق السحاب ، وأن الله يُملي للظالم فإن أمسكه فلا يفلته ، وأن الله ليس غافلا عما يعمل الظالمون ، وأن الظلم والغشم لا يجلب الخير بتاتا وأبدا بل يجلب الشر ، ولا يغُرَّن أي من الظلمة مهما صغر أو كبر ظلمه فلا يغرنهم ما يكسبون وما يُحصِّلون من عاجل ومن فان مقيت مغموس بمعاناة المظلومين وأنّات المضطهدين وآهات المقهورين وآلام وشكاوى وحسرات المغلوبين على أمرهم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ومع هذا وحقيقة فأن أمة الخير والصلاح رغم جراحها وآلامها فإن رغبتها هو الخير للجميع ورغبتها بناء أساس إنساني جميل كريم وحكيم وثابت لحياة عادلة حكيمة مستقرة مستقيمة ، ونشر العدل والتراحم وبسط السماحة والنافع والطيب بين الناس ، وأيضا رغبة نبذ التظالم ومحاربة واجتثاث الظلم والأمر الظالم هي رغبة مقبولة ومطلوبة ومحبوبة بل وواجبة ، ورغبة إرساء الصالح والنافع والمقسط والإنساني للناس جميعا وهي رغبة أيضا منشودة ومطلوبة وحميدة .
وأيضا وحقيقة وأمر بكبير الأهمية هو درء جور المُتَجنّين على الإسلام والمسلمين الصالحين والمفترين على الإسلام والمسلمين والمشوهين صورتهم ، أو الذين يريدون جعل الإسلام والمسلمين هامشا معطلا ، أو طمس المضمون الجميل الطيب للإسلام والذي هو مقسط لكل الناس ، وحقيقة أن المسلمين ليسوا لا نكرة ولا مغفلين ، وأن الإسلام والمسلمون هم الأصل وهم الخير وهم العدل وهم الصلاح ، وأن من عاداهم من غيرهم فهو المستجد الهجين وهو النفعي أو المتحين الفرص كي يسدر في غيه أو هو الفاسد الذي يريد أن يتمرغ في الفساد دون مسائلة ، والمسلم عندما يذكر الخاطئ والفادح في مسار الخاطئين أو المتنكبين عن الصراط إنما هو للموعظة والتذكرة ورؤية الصواب والتناصح ، وكي يراجع ويحاسب كل صاحب خطأ نفسه ويصلح من يحب الإصلاح نفسه وغيره ، ومن أراد ليس إلا المراوغة وكسب الوقت كي يسدر في طغيانه فألاعيب الظلمة المتعترسين باتت لا تنطلي على أحد .
وفي هذه المرة بإذن الله سنحاول توضيح بعض الحقائق أو لنقل سنحاول جلو بعض الأمور المخادعة ، أو سنحاول سبر حقيقة أي مسمى جميل(أو مُجَّمَل) ليس إلا للخداع ، أو سبر حقائق وأمور تختفي وراءه أياً من دعاوى التمدن والتحضر أو أيا من دعاوى أخرى ستذكر بإذن الله ، وحقيقة أننا سنناقش هنا بلسان حال مسلمين يحبون الله ورسوله ، فسنناقش جانبا من تلك الأفكار التي تُطرح في الساحة وسنحاول بإذن الله قدر المستطاع تبين صواب أو خطا أو تدليس كل فكرة ورؤية ، أو ربما مقاربتها بعضها للخير ، والمسلم لا يدّعي العصمة لنفسه ، واللهم نقول أن العصمة ليست إلا لرسلك جميعهم ولخاتمهم خاتم النبيين المرسلين جميعا محمد صلوات الله وسلامه عليه وصلوات الله وسلامه على أنبياء الله جميعهم ، وهو لأن رسل الله مُبَلّغين عن ربهم ، والكمال لله وحده لا شريك له .
ونحن إذ نريد توضيح الحقائق وتخصيص الحوار للفريق من بني أمتنا الذين يعرضون عن الإسلام أو عن وحلوله ، أو قل المستنكفين عن الإسلام وأحيانا المتكبرين عليه وأحيانا من ينظرون إليه نظرة المتعالي ، إذ نريد أن نحاورهم فحقيقة هنا نريد حوارا عقلانيا هو بالدليل والحجة والبرهان ولا نريد فرض الآراء ولا التعالي ولا التدليس ولا العربدة التي قد يفعلها غير المسلم الصالح ، ونحن حاليا لسنا بصدد الحوار مع الغير منتمين لمناطقنا أو الغرباء عن ملتنا ومع أنه قد يعني بالضرورة ما يقال هنا أناسا بعيدين من محيطنا ، ونحن نعلم أيضا أن كثيرا من متبني الأفكار الدخيلة لهم صلات مع جهات أجنبية إن كانت مباشرة أو غير مباشرة .
وفي البداية نقول أن الإسلام هو خير وهو ما كان أبدا وبتاتا ضد أي شيء صالح أو ضد أي خير أو ضد أي رحمة أو ضد أي عدل أو ضد مدنية عاقلة رشيدة بل وعلى العكس تماما فإن الإسلام ومع كل خير وصلاح وهو ضد الظلم والفساد وضد الطغيان وضد استغلال الناس وضد استغفالهم وضد سلب مقدراتهم وضد الكِبر والتعالي ، والإسلام أولا مع أن يصلح الإنسان نفسه قبل أن يصلح غيره .
ونقطة أحببت أن أتطرق إليها قبل مناقشة ما يمكن مناقشته من نظريات متشبث بها أصحابها ومعجب بها دعاتها ومسحورون بها ، فالنقطة هي كلمة "ربيع الشعوب العربية" ، وحقا هو ربيع إن شاء الله ، فهو ربيع إن شاء الله موعِدٌ بالخير والنماء ليس فقط للشعوب المسلمة بل لكل أمم الأرض ومستضعفيها بإذن الله ، ولكن لطفا وتكرما نتساءل ونسأل : ماذا يمكن أن نسمي فترة النبوة ؟ وماذا يمكن أن نسمي فترة الخلافة الراشدة ؟ وماذا يمكن أن نسمي فترات العز والخير والفلاح والارتقاء في حياة المسلمين والإنسانية عامة ؟ أهي معاذ الله خريف أم شتاء أماذا يعتبرونها ؟!
وعلى كل يمكن أن نقول عن أحوال كل الأمم أنه لربما فيها هناك ربيع وصيف وخريف وشتاء كتبدل فصول السنة في حياة كل الأمم؟!ربما!
ونقطة أخرى أيضا عندما يقال الربيع العربي أليس يغمز ويراد قياسه بالربيع الأوروبي ! وأن الربيع العربي جاء متأخرا أو متلكئا ! أو لأن العرب شعب محدود وغيره متنورين أكثر ، حاشا ومعاذ الله وطبعا!؟ وهذا وللأسف ليس فقط حسب رأي كثير من الأوروبيين ولكنه رأي أيضا ناس من بني جلدتنا صارت قبلتهم أوروبا ، وسؤال آخر نسأله : ماذا نسمي الفترة التي كان المسلمين فيها بعز وسؤدد والغرب كان فيما كان فيه ؟ وإذا مر بأمة الخير شتاء أو عواصف فمن صنع من؟
ونأتي لكلمة المدنية ، وهل الإسلام بعيد عن أو ضد المدنية ، فوالله ما الإسلام إلا مع المدنية الطيبة الصالحة الحقيقية النافعة والعادلة والرشيدة ، وعندما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طيبة أسماها المدينة المنورة لأن الإسلام أراد المدنية الطيبة المنورة ، ولنأتي لمعنى كلمة مدنية ومفهوم المدينية والذي هو حسب لسان العرب يؤول إلى ثلاث جذور لغوية ، الجذر الأول: دنا يدنو دنوا بمعنى القرب أو القرابة. أما الجذر الثاني: دان دينا فلان : جازاه ، بمعنى الدين ، ودان دينا فلانا. أما الجذر الثالث: مَدن مُدونا أقام بالمكان بمعنى الإقامة ، وحقيقة أن المعنى الحقيقي للمدنية هو مجموع من كل تلك المعاني المذكورة ، فهي تجمعات سكانية مقيمة وثابتة ومتدانية ومتقاربة ويسودها نظام مديني يحكم ويدين بالدين والشرائع .
وهناك مدنيات كثيرة فمنها من هو مختلف بالقناعات والاعتبارات وممشى الحياة ومنها متشابه ، وقد يكون قسط من تلك القناعات والاعتبارات مغلوطة أو صحيحة أو خليط من كليهما ، وسنرى فسما من تلك المغالطات ، وحقيقة أن الإٌسلام أراد المدنية مجتمعا مترابطا متآلفا متحابا متكافلا خيِّرا عادلا عقلانيا متنورا ، ولنذكر المدينة المنورة مرة أخرى .
وكثير من دعاة المدنية اليوم يقصدون ويرمون إلى المدنية الأوروبية والتي قسط كبير منهم مبهورون بها والتي فيها من الجيد والغث ، وما هو الجيد في المدنية الأوروبية ؟ النظم العقلانية أو الممزوجة بالعقل والهوى ، أو النظام المدني المطبق عندهم وجله متأثر جدا بنظم ونظام الإسلام وعقلانيته وسماحته ونزاهته وعدله ، وقل أيضا متأثر جدا بأنظمة ربانية سابقة على عهود الأنبياء المستخلفين، وليراجع من شاء التاريخ ، ولنرى مدى سمق المدنية الإسلامية ونكتفي بمقولة لعمر بن الحطاب : لو أن بغلة تعثرت في العراق لخفت أن يسألني الله لما لم تصلح لها الطريق يا عمر ؟ فإذا كان هم المسلم الصالح للدواب فكيف همه للبشر ؟
ودعاة المدنية منهم من يظن الإسلام جلمودا لا يتماشى مع الحياة الحديثة أو أنه خارج العصر، وهذا خطأ بل هم الجلاميد والمتخلفين الذين يريدون العودة للبهيمية والمعتقدات المتحجرة ولعبادة الأحجار .
وبالنسبة للإسلام فوالله كل يوم يأتي فتتجدد الشهادة وتكبر للإسلام وترتفع به في كل مكتشف جديد وتفحص رشيد يشهد على عظمة الإسلام وسمق ورحمة وحكمة الإسلام .
ومن دعاة المدنية من لا يعجبهم في المدنية الأوروبية إلا غثها وما بها من هبوط للتبهم ، ويتغطون بالديموقراطية ، ولو أرادوا الحق فما في الإٌسلام من شرائع ونظم حياة ونزاهة وصلاح وضد وكره الفساد بمبدئية وعقائدية وصلاح ما هو أكثر من الديموقراطية بكثير، والشيء الوحيد الذي قد يستفيد منه المسلمون من الديموقراطية هو صناديق الاقتراع وآلية اختيار أهل الحل والعقد بنطاق أوسع .
ونأتي إلى العلمانية ودعاتها ومتحمسيها ، ونتساءل أولا : هل الإسلام ضد العلم أو ضد التعلم؟ حاشا ومعاذ الله ، بل الله أرادنا أن ننظر في ملكوت السموات وأن نتفكر في آيات الله في خلقه وفي أنفسنا ، ويرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات ، ولكن بعض القوم مبهورون بانجازات غيرهم متقاعسون عن تبصر الحقائق متعالمين متكبرين على غيرهم ، وثانيا كثير من تعاليم الإسلام دعت المسلمين لاستعمال العقل لمعرفة الفلك والجهات والقبلة ولمعرفة الرياضيات لحساب المواريث وللتداوي وهذه أمثلة للتدليل لا للحصر .
والعلمانيون يظنون بتسميهم هذا أنهم أفهم الناس وأعلم منهم ، وما هم إلا أتباع لغيرهم كببغاوات تحاكي الآخرين أو متحجرون في ضلال عقيم تعيس ، ومن العلمانية ما هو معناها إلا الإلحاد ، فالملحدون بمجرد المقدرة التي وهبهم الله للناس في الإبصار والتحليل العلمي صاروا كأنهم خلقوا من غير شيء أو أنهم هم الخالقون.
ولننظر إلى فريق من أمتنا تقمصوا شيوعية أو اشتراكية أو مذاهب غيرها وتحمسوا للدون من الأفكار مع وجود الأفضل والأقرب إلى الواقعية ، وحقيقة نقول لمن إئتزر بما صاحبه مجه ورماه ومقته أليس عيبا أن يتمسك به الآخر؟ وذلك التمسك مع ثبات أن تلك الرؤى ما هي إلا لخداع الشعوب وتوليد طفيليين يريدون العيش على كدح الآخرين.
وحقيقة نتساءل هل صاحب أي من تلك الأفكار المتبناة أو الفلسفات الهلامية والتي إذا صاحبها متمسك بها أو مقتنع بها فهل حقا قناعته هي من قوة الفكرة ؟ أم هي من قوة وتزيين أصحاب الفكرة الأصليين ولما عندهم من دنيا ؟ّ



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
توضيح الخطأ (((((((((مهم جدا)))))))))) المزيون سامي نور الإسلام - 44 07-12-2010 07:05 PM
توضيح معنى نقص ( العقل ) عند المرأة.. عاطف الجراح نور الإسلام - 1 05-03-2010 06:29 AM


الساعة الآن 03:25 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011