عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. عيون الاقسام المخفية.•°`¯)}§¢¤~ > خواطر أعجبتني

خواطر أعجبتني خواطر اعجبتك واحببت أن تنقلها إلينا من شبكة الانترنت

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-20-2011, 01:22 PM
 
من اجمل الاشعار للدكتور سعيد الرواجفه 2

الهـائمة الغـيبـية

******
حـوار مــع
ميـــت






98 بيتا حوار مع ميت
الدكتور سعيد أحمد الرواجفه
الْمَوتُ أَقَبْلَ مِنْ فُتُوقِ مَجعَّدِ
لا فَرْقَ بَيْنَ مُوَسَّدٍ وَمّسَهَّدِ

الْكُلُّ يَلْهَثُ فِي الْحُطَامِ مُكَبَّلاً
وَالْمَوْتُ يَرْقُبُ مِنْ ثُقُوبِ الْمِرْصَدِ

طَعْمُ الْمَنَايَا فِي الْحَنَايَا مُبْهَمٌ
الْحَتْفُ يَأتِي رَغْمَ أَنْفِ السُّؤْدُدِ


يَا رَبُّ عَبْدُكَ قَدْ دَنـَا مِنْ قَبْرِهِ
يَحْثُو الْخُطَى رُحْمَاكَ إِنْ لَمْ يَزْهَدِ

هَذَا مِلاكُ الْمَوْتِ لَمْلَمَ شَكْلَهُ
نِصْفَ الْبَيَاضِ لِنِصّفِهِ الْمُتَسَوِّدِ

فِي الْوَجْهِ ذِي اللَّوْنَيْنِ عَيْنٌ عٌوِّرَتْ
فِي بُؤْيُؤءِ الأُخْرَى لَهِيبُ الْمَوْقِدِ

أَطْرَافُهُ كُـثْـرٌ فَـلَـمْ أَعْـدُدْ لـَـهـَـا
أَخّمَاصُهُ آلآفُ لـَمَّـا تُـعْـــــــــدَدِ

فِي كُلِّ إصْبَعِ مِدْيَةٌ قَدْ عُلِّقَتْ
وَتَسَدَّدَتْ غُزْرٌ كَعَصْفِ الْمَحْصَدِ

هَلْ أَنْتَ يَا هَذَا ذَوِينَا الْمُبْتَغَى
هَلْ أَنْتَ فِي رَوَعٍ عَمٍ مَتَعَنْقِدِ

وَبـَدَا يُلَمْلِمُ مُهْجَتِي وَحَشَاشَتِي
بَيْنَ أَصْبَعَيْنِ وَثَالِثٍ فِي مِكْبَدِي

قَدَمَايَ تَبْرُدُ مُستَقِيلٌ حِسُّهَا
وَكَذَا الأنَامِلُ وَالْمَرَافِقُ وَالثَّدِي

وَشُعَاعُ نَفْسِي فِي الصِّفَاقِ وَفِي الْ
قَفَا مُتَنَسِّلٌ مُتَلفْلِفٌفِي الصُّعَدِ

فَتَتَلْتَلتْ أَنْوَارُ رُوحِي وَدُوِّرِتْ
فَشَخٌصْتُ أنْظُرُ فِي دِمَاغِي فَرقْدِ

وَالرَّغْرَغَاتُ تَكَدَسَتْ فِي مِنْحَرِي
مُتَحَشْرِجٌ أُوَّارُهَا المُسْتَنْجِدِ

وَرَأيْتُ ذَاتِي قَدْ تَحَرَّرَ سِجْنُهَا
أُطْوَى بِكَفِّهِ مثْلَ ضُوءٍ مُبْعَدِ

وَرَأَيْتُ جِسْمِي قَدْ تَحَوَّلَ جُثَّةً
كُلٌّ يقولُ فَنَى فَلَمَّا أُرْدَدِ

فَتَكَاثَرَ النُّوَّاحُ حَوْلِي فُجْأَةً
وَدُمُوعُ ذَاكَ الصَّاِرخِ الْمُتَوَجِّدِ

وَبَدَأْتُ أَسْمَعُ مِنْ قَرِيضٍ مَادِحٍ
للهِ دَرُّهُ مِنْ طَبِيبٍ أَمْجَدِ

كَثُرَ الثَّنَا وَتَعَدَّدَتْ أَشْكَالُهُ
لا يَنْفَعُ الإطْرَاءُ مَهْمَا يُفْرَدِ

وَضَعُوا لِجِسْمِي فَوقَ لَوْحٍ أَحْدَبٍ
بَعْدَ الْغَسِيلِ وَبَعْدَ لَفِّ الْمُنْضَدِ

صَلُّوا فَلَمْ يَرْكَعْ بِهَا أَحَدٌ وَلَمْ
يُذْكَرْ بِهَا إسْمِي وَلَمَّا يُسْجَدَ

وَتَعَاقَبَ الْخُطَبَاءُ هَذَا وَاعِظٌ
أَوْ ذَاكَ أسْهَبَ فِي الزُّغَا الْمُتَوَعِّدِ

لَوْ كُنْتُ أَنْطِقُ حِينَهَا لَوَعَظْتُهُمْ
"هَذي مَخَاوِفُكُمْ تُؤَرِّقُ مِنْ غَدِ"

وَتَنَازَعَ الْعُبََّادُ حَمْلَ جَنَازَتِي
كُــلٌّ يٌــرِيـدُ ثَوَابَ رَبِّ الْمَشْهـَدِ

عِنْدَ الْمِقَابِرِ وَالْحَقَائِقُ نُوَّمُ
ولَسِانُ حَالِ لُحُودِهِمْ لَمْ يُصْدَدِ

عِنْدَ الْمَقَابِرِ حَيْثُ صَمْتٌ نَاطِقٌ
وَالْبَحْرُ يَبْتَلِعُ السُّكُونَ السرمدي

هَذِي إلأمَاكِنَ قَدْ عَفَتْ أَضْرَابُهَا
فِي بَطْنِ دَهْرٍ لَمْ يَزَلْ يَتَزَوَّدِ

بَلَعَ الْخَلائِقَ والْحَيَاةَ وَكُلَّ مَــا
تُعْطِيهِ لَمْ يَسْأَمْ وَلَمْ يَتَرَدَّدِ

فِي ذي الْمَقَابِرِ أَلْحَدُوا قَبرْيِ أنَا
وَاللهُ يُجْزِلُ أَجْرَ مَا لِلْمُلْحِدِ

وَضَعُوا الْجَنَازَةَ قُرْبَ قَبْرٍ مُلْحَدٍ
قَعَُدُوا وَذَاكَ الشَّيْخُ لا لَمْ يَقْعُدِ

وبَدَا يُلَقِّنُ مَيِّتاً كَلِمَاتِـــهِ
هَلْ يَنْفَعُ التِّلْقِيِنُ مَنْ لَمْ يَعْدُدِ

أُدْخِلْتُ فِي رَحِمٍ حَنُونٍ لا يُرَى
مُتَشَكِّياً عَدَداً وَلَـمْ يَـتَـمـَرَّدِ

هَالُوا التُّرَابَ وَأسْرَعُوا خَطَوَاتِهِمْ
قَدْ كُنْتُ أسْمَعُ وَقْعَ مَشْيٍ صَرْبَدِ

ذَهَبُوا جَمِيعاً خَائِفِينَ مِنْ الرَّدَى
هَلْ يَرْهَبُ الأحْيَاءُ إلاَّ مَرْقِدِي

وَتَنَازَعَ الْمَلَكَانِ كَوْنِي بَيْنَهُمْ
مَا كُنْتَ يَا هَذَا رَفِيقَ الْمَعْبَدِ

مَا كُنْتَ يَا هَذَا تُصَلِّي دَائِماً
كَثُرَتْ ذُنُوبُكَ مِثْلَ بَحْرٍ مُزْبِدِ

هَذَا كِتَابُكَ فَاجْتَرِئْ لِقِرَاءَةٍ
إنَّ الْكِتَابَ مُحَصَّنٌ لَمْ يُفْقَدِ

فَرَفَعْتُ مِنْ وَجَلِي بَنَاناً أَيْمَناً
اللهُ زَارِعُ ذِ الْبَنَانَةَ فِي يَدِي

قَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنًّ رَبِّي وَاحِدٌ
هَذَا النَّجَاءُ وَذَا بَنَانِي شَاهِدي

وَالظَّنُّ بِاللهِ كَرِيِمُ جَنَابِهِ
أبَداً تَوَحَّدَ فِي الأْمُورِ وَمَقْصِدِي

فََرَأيْتُ نَفْسِي فِي الْفَضَاءِ مُصَعَّداً
جَنْبِي خَيَالٌ لِلْمِلاَكِ الأَسْوَدِ

وَدَخَلتُ قَصْراً فِي الْفَرَاغِ مُعَلّقاً
أَحْجَارُهُ مِنْ جَوْهَرٍ وَزُبُرْجُدَ

مُتَحَمِّراً مُتَخَضِّراً مُتَلَوِّناً
مُتَجَمِّعاً فِيهِ بَرِيقُ الْعَسْجَدِ

فِيهِ الضِّيَاءُ تَعَدَدَّتْ أْشْكَالُهَا
والْعِلْمُ فِيهِ مَنْـبَعٌ لِـلْـوَافِــدِ

وَتَكَشَّفَتْ حُجُبٌ لِذِي وَاقْشَوْشَعَتْ
أسْتَارُهَا وَتَقَلَّصَتْ لَمْ تَصْمُدِ

وَبَدَا هُنَالِكَ بَرْزَخٌ لا مُنْتَهِي
فِيهِ الْبِدَايَةُ والنِّهَايَةُ والْهَدِي

وَتَجَمَّعَتْ فِيهِ الأنَامُ فَذَا الضِّيَاءُ
مَعَ الضَّبَابِ مَعَ الشَّهِيدِ مَعَ الدَّعِي

كُلٌ تُشَاهِدُ رُوحُهُ مَا أسْفَلَتْ
لَيْسَ الْمُهِمُّ كََثِيرَ بَيْعِ الْعُبَّدِ


مَا كَانَتِ الصَّلَوَاتُ غَيْرَ وَسِيَلةٍ
فِيهَا إكْتِمَالُ النَّفْسِ لِلْمُتَوعِّدِ

لتِحَمُّلِ الأنْوَارَ مِنْ ذَاتِ العَلِي
لا تُوِهِجُ الأنْوَارُ فِي شَيءٍ صَدِي

نَامُوسُ خَلْقٍ وُفِّقتْ أَسْرَارُهُ
فِي تَانِكَ الدُّنْيَا وفِي ذَا الْمَوْعِدِ

وَالْعَدْلُ مُطْلَقُ والظَّلَامُ مُبَدَّدٌ
إلاَّ عَلَى مُسْتَعْبِدٍ مُسْتَبْدِدِ

وَكَذَا أُوَلِئَكَ مَنْ رَضُوا بِبَقَائِهِ
نـِدٌّ لِـذَاكَ الـضَّائِـعِ الْـمُتَـَأبـِّـدِ


مَنْ يَرْضَ بالظُّلْمِ الْغَشُومِ لِنَفْسِهِ
طَبْعُ الظَّلُومِ طِبَاعُهُ فِي الْمَحْشَدِ

لا تُجْهِدِ الأَنْفَاسَ فِي مُتَنَفَّسِ
لا تُسْعدُ الأَقْدَارُ مَنْ لَمْ يُسْعِدِ

وَسُحِبْتُ تَوّاً تَارِكاً ذَا الْبَرْزَخِ
مُسْتَصْرِخاً شُبُحاً وَلاَ مِنْ مُنْجِدِ

وَرَأيْتُ نَفْسِي فِي الْمَقَابِرِ تَائِهاً
أَرنْوُ لِقَبْرٍ مِنْ قُبَيْرِي أَجْدَدِ

قَدْ مَرََّتِ الأّعْوامُ مِثْلُ لُحَيْظَةٍ
كَرّتْ بِهَا نَفْسِي وَلَمْ تَتشَدَّدِ


فَقَدِمْتُ ذَاكَ الْقَبْرَ أَسْأَلُ مَنْ بِهِ:
أَرَأَيْتَ قَبْرِي فِي الرُّكُودِ الرَّاقِدِ

مُدَّتْ إليَّ يَدٌ نُصَافِحُ بَعْضَنـَـا
جُثَثٌ مُنَخَّرةٌ تُصَافِحُ بِالْيَدِ

"كَيْفَ الزَّمَانُ وَمَنْ تَرَكْتَ رِحَالَهُمْ
أأُمُورُهُمْ بَقِيَتْ وَلَمْ تَتَجَدَّدِ؟"

فَأَجَابَنِي صَوْتٌ مُكَرْكِرَ صَافِراً
كَالرِّيحِ فِي الظَّلْمَا بِغَيْمٍ مُرْعِدِ

"إسْمِي بِلًى،بَيْتِي الْفَنَاُءُ وَجَارَتِي
رَقْطَاءُ فِي الزَّمَنِ الذَّي لَمْ يُوَجدِ


مُتَعَجِّلٌ أَرى جَاءَ قَبْلاً فِي هُنَا
مُتَلَهِّفٌ مُتَقَدِّمٌ لِلْمَـــــــــــــوْرِدِ

كَيْفَ الزَّمَانُ وَكْيَفَ تُحْسَبُ حَالُهُ!
إنَّ الزَّمَانَ هُنَا كَمَا المُتَجَـمِّـــدِ!

لاشَيءَ يُعْنِيهِ لَنَا مَا قَدْ مَضَى
مِنْ ذَا الزَّمَانِ وَآتِيَ الْمتُـَجَـدِّدِ!

كَوْناً جَديداً قَدْ رَأيْنَا هَا هُنَا
إنَّ الْمَمَاتَ شَبِيهُ يَوْم الْمَوْلِدِ"

هَيَّا إلَى ذَا الْجَمْعِ نَحّضُرُ لَمَّهُمْ
أَهْلُ الّمَقَابِرِ جُمِّعُوا فِي الْمَعْيَدِ


هَذَا الَّرمِيمُ لَقْدْ دَعَوْهُ مُخَلَّدَا
يَا لِلرَّمِيمِ بِهِ رُفَاتُ مُخَلَّــــــــــدِ

أُنْظُرْ لِذا كَاسٍ دُعِــــــــي
مٌتَفَسِّخاً فِي هَيْكَلٍ مُتَجَـــــــرِّدِ

ذَا طَيِّبٌ مُتَقَرِّحُ آذَانـُـــــــهُ
والدُّودُ فِي الأمْعَاءِ فِي الْمُتَخَثِّرَدِ

قَدْ حَلَّ ضَيْفَـاً فِي رِكَابِ رِحَابِنَا
والزَّادُ بَعدُ لأَهِلِهِ فِي الْمِـــزْودِ

واْلآخَرُونَ:مُـعَطَّرٌ وَمُكَمـَّـــــلٌ
وَمُجَمَّلٌ وَمُحَّسَنٌ لَمْ يُرْشَــــدِ


ذَاكَ الَّذِيُ مُتَقْوقِعاً مُتَنَتِّناً
مُتَكَوِّماً مِثْلَ الْبَقَايَا الرُّجـَّـــــــدِ

كَانَ الزَّعِيمُ لِقَوْمِهِ طَاغٍ بِهِمْ
وَالْيَوْمَ يُقْعِي بَائِساً بِالْمُــــفْرَدِ

نَبَذُوا لَهُ كَرِهُوا رِيَاحَ جِيَافِهِ
لا يَرْغَبُ الأمْوَاتُ رِيَح الْمُفْسِدِ

يَا كَاشِفَ الْعَوَرْاَتِ مِنْ ثَغَرَاتِنَا
لا يُقْنِعُ الْجُهَّالَ قَوْلُ الــــــرُّوَّدِ

هَيَّا لِقَبْرِكَ فَابْتَلِعْ أَحْدَاثـَـــهُ
وانْظُرْ لَطِيْفِكِ فِي الصَّدَى الْمّتُرَّدِّدِ


فَدَخَلْتُ قَبْرِي خَاوِياً مُتَعَظِّماً
فَوْقَ الرُّفَاتِ كَأَنَّنِي لَمْ أُوجَـــدِ

هَذِي بَقَايَايَا يُــهَدِّدُهَا الْبُــنَا
مَا لِلشِّيُوخِ لَجَمْعِ مَالٍ قُـــــــوَّدِ

هَاتُوا شُجَيْرَاتٍ تَظِلُّ ضُيُوفِيـَا
كَيْ يَعْبُرُوا لِثَواءِ ذَا الْمُتَــــمَدِّدِ

وَلْيَقْرَؤُا عِبَراً بِقَبْري دُوِّنَتْ
وَلْيَنْقُلُوا خَبَرِي إلى مَنْ يَجـْــحَدِ

آثَارُ قَبْرِي فِي الْفَلاةِ تَرسَّمَتْ
كَمْ يَرْسُمُ الْقُرَّاءُ مَقْطَعَ أَبـْـجَدِ!


وَيَمُرُّ فِي قَبْرِي سَبِيلٌ عَابـِرٌ
وَيُرَى بِقُرِْيـِي رَاحِمٌ مُتَوجٍِّــدِي

كَمْ كُنْتَ يَا ذَا الْقَبْرِ تَطْفحُ فَرْحَةً
والْيَوْمَ بَالٍ مِثْلَ كُحْلِ الْمـِــرْوَدِ

للهِ دَرُّكَ يَوْمَ كُنْتَ شَرِيكَنَـا
سَمْحاً كَرِيماً فِي الْخِلاقِ الأْحْمَدِ

كَمْ كُنْتَ تَطْمَحُ أنْ تَكُونَ مُخَلَّداً
رَغْمَ الَْيقِينِ يَكِوْنِ يَوْمِ الْعُـــــــوَّدِ

كَيْفَ الْغُمُوضُ فَهَلْ عَلِمتُمْ عِنْدَكُمْ
أإلَى الْفَنَاءِ أَمِ الْبَقَاءِ الأخْــــــلَدِ


وَيَجِيءُ مِنْ قَبْرِي صَدىً مُتَهَامِساً
مِثْلَ السَّرَابِ الْعَائِمِ الْمُتَــبَدِّدِ

كَيْفَ الْعِيَالُ وَكَيْفَ أَهَلْيِ كُلُّهُمْ
مَا بـَـالُ عَامِرِ وَالصَّغِيرِ مُحَّمدِ؟

زَيْدٌ وَمَرْوَانٌ(1) بَنيََّ فَقُلْ لَهُمْ
غُزُّوا عَلَى قَبْرِي نَصَائِبَ شُهَّدِي

وَلْيَحْفُرِ الْحُفَّارُ فَوْقَ صُفُوحِهَا
نَقْشاً صَرِيحاً مِنْ لِسَانِ مُبـَــدَّدِ

"لا شَيءّ فِي الدُّنْيَا يَدْوُمُ بقاءُهُ
غَيْرَ التَّوَجُّهِ نَحْوَ رَبٍّ أَوْحَـــــــدِ
(1)تنبأ المؤلف بمروان قبل مجيئه فعوقب بأن جاء سِقْطـاً
والْحُبُّ لِلْبُؤَسَاءِ نُورٌ خَالِـــدٌ
إنَّ الْمَحَّبَةَ أصْلُ كُنْهِ الْمُوجـِــدِ"

وَإذَا بِعَامِر فِي الصَّبَاحِ يَشُدُّنِي
وَيَهُزُّنِي فِي النَّائِمِ الْمُتَوسِّـــدِ


بِالْبَابِ مَرْضَى قَدْ تَعَالَى صَوْتُهُمْ
هَيَّا أَبِي إَنْهَضْ سَرِيعاً وْأرْشُدِ

فَصَحْوتُ أَنْظُرُ فِي الأمُوُرِ لِبُرْهَةٍ
هَلْ كَانَ رُؤْيَا أَمْ حَقَائِقُ فِي غَدِي!!
**********************************************
*********************************
************
****
*

الهائمة

القضائية
********
ناموس العدل



63بيتاً ناموس العدل
الدكتور سعيد أحمد الرواجفه


تَرَى حِكَمِي مُقَدَّرَةَ الْخِصَالِ
وَذَا يُغْنِيكَ عَنْ وَهْمِ الْخَيَالِ

تَسَاوَى النَّاسُ فِي حَمْلِ الثِّقَالِ
فَذَا الْعَتَّالُ سَاوَى ذَا الْمَعَالِي

وَمَا قَدَرٌنُطِيقُ سِوَى اكْتِمَالٍ
وَلَسْتَ بِبَالِغٍ ذَاتَ الْكَمَالِ

وَمَا الإِنْسَانُ إلا رِمُّ بَالِي
يُقَاسِي الْمَوْتَ أَوْجَوْرُ اللَّيَالِي

مُقَدَّرَةٌ لَهُ الْأَرْزَاقُ قَدْراً
فَلَمْ تَزْدَدْ بِإِكْثَارِ الْغـِــــــلَالِ

وَمَنْ يَأخُذْ حَرَامَ الْمَالِ رِزْقاً
يُنَقِصُ فِعْلُهُ مَالَ الْحَلَالِ

فَقِيرُ النَّفْسِ دَوْماً فِي افْتِقَارِ
وَلوْ جُمِعَتْ لَهُ الدُّنْيَا كَمَالِ

وَمَنْ يَعْبُدْ قُطَيْعَاتِ النُّقُودِ
أَمَامَ الْقِرْشِ يَرْكَعُ فِي ابْتِهَالِ

فَلا دِينٌ وَلا خُلُقٌ تبَقَّى
لِذَاكَ الْعَبْدِ مُنْتَفِخِ الطِّحَالِ

وَيَبْدُو فِي الْأَنَامِ حَبِيبَ رَبٍّ
مَصَائِدُهُ مُسَدَّدَةُ النِّبَالِ

فَمَا الْأَمْوَالُ إلا دَرّبَ قُو ٍّ
بِهَا نَعْتَاشُ مَعْ عَيْشِ الْعِيَالِ

مُسَخَّرَةً لِتَخْدِمَ فِينَا غَايٍ
وَمَا كَانْتْ لَنَا غَايُ الْأَمَالِ

فَهَذَا الرِّزْقُ حُدِّدَ مُنْذُ خَلْقٍ
كَذَا كَانَتْ مُحَدَّدًةَ الْأَجَالِ

وَيَبْدُو الطِّبُّ حَقَّقَ مُعْجِزاَتٍ
حَبَا بَعْضاً بِأَعْمارٍ طِـــــــــوَالِ

وإنَّ الطِّبَّ أسْبابٌ تَسِيرُ
لِيَحْصَلَ مَا تَأَتـَّى مِنْ فِعَالِ

لَقْدْ جَاءَتْ مِنَ الأَزَلِيِّ حُكَماً
لَدَى بَعْضٍ وَبَعْضٌ فِي الْجِدَالِ

تَرَى الأحْكَامَ تَصْدُرُ عَنْ مَعَاشٍ
وَمَا تَدْرِي بِهِ شَدُّ الِّرحــَــالِ

فَطَبْعُ النَّاسِ مَطْبُوعٌ بِطَبْعٍ
عَلَى تَقْدِيسِ أَمْرٍ ذِي جَلَالِ

فَذَا سُنِّي وَذَا شِيعِي وَذَاكَ
يَهُوديٌّ يٌخَبِّطُ فِي الضَّلَالِ

وَقِسِّيسٌ يُسَمِّي الْكُلَّ خَلقاً
وَرَوْحُ اللهِ أهْلٌ لِلتـَّـــعَالِي

لِكُنْفُو شْيُوسَّ أَتْبَاعٌ تَوَالَوْا
عَلَى الْأجيَالِ فِي طَلَبِ الْمَنَالِ

وَإبْرَهْمِيْ وَبُوذِىٌّ وَنَارُ
لََهَا التَّقّديسُ تُشْعَلُ بِالتَّوالِي

وَأَبْقَارٌ مُحَرَّمَةٌ تَخَــورُ
لَهَا قُدُسٌ وَلَمْ يَخْطُرْ بِبـَـالِي

وَذَا الْوَثَنِيُّ فِي الأوْثَانِ يُغْشَى
يَرَاهَا رَمْزَ أَسْرَارِ الْخَـــوالِي

وِعلْمَانِيُّ ألْغَى كُــــــلَّ رَبٍّ
يَرَى رَبّاً أَسَاطِيراً بوَالـِــــي

وَأَحلَلَ فِي مَكَانِ الرَّبِّ رَبّاً
فَفِي فِكْرٍ مُقَدَّسُةُ الْمِثَالِي

وَرَأْسُ الْمَالِ هُيِّجَ مِثْلُ ثَوْرٍ
وَغَيْرُ الْمَالِ ضَرْبٌ مِنْ خَيــَالِ

فَذَا الإنْسَانُ فِي غَرْبٍ وَشَرْقٍ
تَسَاوَى أَصْلُهُ فِي كَلِّ حَالِ

ولا أدْرِي فَإِنَّ الْفَصْلَ عُمِّـي
وأنَّ الْغَيْبَ أَبْعَدُ مِنْ مَنــَــالِي

فَإِنِّي إنْ رَأَيْتُ الأمْرَ حَقّاً
فَذَا شَأْنِي فَدَعْنِي لا تُبَالِي

وَأَحْمِي حُرَّ رَأْيِكَ مَا اقْتَدَرْتُ
وَأَبْذُلُ مَا اسْتَطْعتُ مِنَ النِّضَالِ

وَإنَّ الْحُرًّ لا يُغْضِي لِحُــــرٍّ
فَلا اسْتِبْعَادُ مَا بَيْنَ الرِّجَالِ

ومَنْ يَقْهَرْ شُعُوباً ذَاتَ يَوْمٍ
كَأُنْثَى الْكلْبِ تُمَسْكُ فِي اتِّصَالِ

تَرَاهَا قَدْ غَدَتْ قَيْداً لِكَلْب
وَيَرْمِيهَا سَفِيهٌ بِالْحِبـــَــــــالِ

فَذَاكَ الْكَلْبُ أُنْشِبَ فِي جِمَاعٍ
كَذَا أُنْثاهُ مُطْبِقَةُ الْحِجـَـالِ

وَذَا السَّجَّانُ يَقْهَرُ سَاجِنِيهِ
كِلَا الطَّرفَيْنِ فِي نَفْسِ الْمَكَالِ

ألا فَأْحْذَرْ فَإِنَّ الْكِذْبَ عَارٌ
يُلَوِّنُهُ الْقَبِيحٌ مِنَ الْخـِــــلَالِ

وَلا شَرَفٌ لِمَنْ يُخْلِلْ بِوَعْدٍ
وَلَوْ هَدَّ الْعَظِيمَ مِنَ الْجِــبَالِ

وَمَا الْحُرِّيَّةُ العَمْيَا يُــــــرَادُ
لِفَكِّ النَّزْوِ مِنْ قِيدِ الْعِـــقَالِ

إذَا مَا الْكُلُّ أطْلَقَ مُشْتَهَاهُ
فَتِلْكَ الْفَوْضَى تَرْبُو فِي اشْتِعَالِ

وَمَا الْحرُّيَّةُ النَّقْحَاءُ إلاَّ
مُوَاجَهَةٌ وَحَمْلٌ لِلسُّــــــــــــؤَالِ

وَذَا عَرْضٌ مِنَ التَّارِيخِ نَحْيَا
يُحَيِّرُ لُبَّنَا فِيمَا اسْتَــــــــــــطَالِ

فَمَا الأيَّامُ إلا كَوْمُ مَاضٍِ
وَآتٍ عِلْمُهُ خَبْطُ احْتِـــــــمَالِ

"يُشَخْلِعُ" فِيهِ مَدْعُوٌّ بِشِعْرٍ
كَنَثْرٍ فِيهِ هَزٌّ لِلْوِصــَـــــــــالِ

تَمَطَّى ذَاتَ يَوْمٍ فِي احْتِفَالٍ
بِفَخْرٍ مِثْلُ مَنْ يَنْطِقْ غَوَالِي

وَقَالَ مَقَالةً فِي كُلِّ أُنْثَى
وَلَسْتٌ مَكَرّراً قَوْلَ ابْتَــــــذَالِ

وَنَادَى أُمَّهُ أنْ سَامِحِيهِ
عَلَى مَا يُعْنِي فِي هَذَا الْمَقَالِ

لَقَدْ جَلَّى الْحَقِيقَةَ فِي قِطَاعٍ
تَفَشَّى بَيْنَهمْ دَاءُ انْحِــلالِ

تُضِلُّ النَّفْسُ فِيهِ دُوْنَ صَفْــوٍ
وَسُخْطُ اللهِ أيْدِزْ فِي انْتِقــَـالِ

وَمَا أيْدِزْ سِوَى وَحْشٍ رَهيبٍ
وَلَسْتُ بِقَائِلٍ مَرَضٍ عُضُــالِ

إذَا مَا خَرَّ فِي جَسَدٍ دَنِئٍ
فَبَطْنُ الأرْضِ خَيْرٌ مِنْ تَوالِي

يُعَرِّي الْجِسْمَ مِنْ حِصْنِ الدِّفَاعِ
وُيفُنِْي النَّفْسَ فِي سُوءِ الْفِعَالِ

تَرَى جِسْماً بِهِ أيْدِزْ خَوَارُ
وَصـَــاحِبُهُ يُعَانِي فِي انـْـعـِـزَالِ
يُجَافَى فِي الْحَيَاةِ بِكُلِّ نَبْذٍ
وَعِنْدَ اللهِ جَهْلِي بِالـْمـــَــــــآلِ


تَرَى الأُنْثَى لِعِفَّتِهَا نَفُوراً
حِمَارُ الْوَحِشِ يَنْفرٌ فِي التِّلالِ

تَصُونُ طَهَارَةً فِي النَّفْسِ مِنْهَا
كَمَا صَانَتْ يَدُ الأقْدَارِ حَالــِـــــي

يَلُوحُ بِخِبْئِهَا شَوقٌ دَفِينٌ
بِهِ شَوْقٌ إلَى شَوْقِ الرِّجـَـــالِ

وَتَبْدُو وَرْدَةً يَوْمَ التَّجَلِّي
عَرُوسٌ طُهْرُهَا بَادٍ فـَـــــجَالِي

تَرِق ُّبَدَاهَةً وَأرَقُّ طَعْماً
عَلَى ظَمَاءٍ مِنَ الٍمَاءِ الــــــزُّلالِ

فَمَا فِي حَوَّ مَعْنَى مِثْلُ طُهْرٍ
يُجَلِّيهَا بِأكْنَافِ الْجـــَــــــمَالِ

ولستُ بِنَاظِرٍ مَجْداً لِقَوْمٍ
لَهُمْ أَمَّاتُ خَائِنَةٌ سَــــــــوَالِي

كَذَا سُنَنٌ بِهَذَا الْكَوْنِ سُنَّتْ
ثَبَاتٌ طَبْعُها رَغْمَ الـــــــــــزَّوَالِ

وَمَنْ يَخْرِقْ لِنَامُوسٍ بِكَوْنٍ
تَلَقَّى عِقَابَهُ شَرَّ الْوبَــــــَــالِ
************************************************************
***********************
******
**
*

الهائمة السحرية


************
الغول والمارد









57 بيتا الْغُولُ والْمَارِدْ
الدكتور سعيد أحمد الرواجفه

الْمَارِدُ الْجَبَََّارُ يَخْشَى مَنْدَلِي
وَيَعْودُ يَقْفِزُ فَوْقَ صُمِّ الْجَنْدَلِ

فِإذِا رآنِي قَدْ قَرَأتُ الطًّلْسَمَا
خَرَّتْ مَفََاصِلُهُ بِقُرْبِ مُحجَّلِــــــــي

مُتَكَوِّماً مُتَخَضِّعاً فِي رَحْمَتِي
مُتَضَائِلاً فِي حَجْمِ حَبِّ الْخَرْدَلِ

"أنَا خَادِمٌ أَرْجُو لِعَفْوِكَ سَيِدِّي"
مُتَلَعْثِماً فِي تَمْتَمِ الْمُتَوَسِّلِ

إنْهَضْ بَأمْرِي وَاقِفاً مُتَأَدِّبَـــاً
وَعِقَابُ مِثْلِكَ أَكْلُ جُرْسِ الْحَرْمَلِ

إمْضِ لِتَوِّكَ فِي الْفَلاةِ مُنَادِياً
وَأجْمَعْ لِرَبْعِكَ فِي الْمَكَانِ الأفْضَلِ

واْنْقُلْ إلَيْهِمْ آمِراً مِنْ آمِرِ
أنـِّي عَلَيْهِمْ فِي الْغَدَاةِ مُحَوِّلِ

فَتََفَازَعَ الْمُرْدَانُ هَذَا مَارِدٌ
كَئِبٌ كَذَاكَ الْمَارِدِ الْمُتَهَلِّــلِ

كُلُّ لَهُ هَيْءٌَ تَعَمْلَقَ شَكْلُهُ
مِثْلُ الدُّخَانِ الصَّاعِدِ الْمُتَجَدِّلِ

ذَا أَسْودُ اللِّوْنِ وَذَاكَ الأبْيَضُ
مُتَشَامِخاً فِي الْجَوِّ يَنْظُرُ مِنْ عَلِ

وَتَرَى لآخَرَ رَكِّبَتْ ألْوَانـُــهُ
يَبْدُو كَطَيْفٍ فِي حَنَايَا الْمُصْقَلِ

وَالْبَعْضُ يَرْكَبُ مُسْرِجاً شُبُحاً هُنَا
مِثْلَ الْخُيُولِ تَلَمْلَمَتْ مِنْ أَخْيُلِ

جَمْعٌ كَثِيفٌ جُمِّعُوا وَتَصَايَحُوا
صَوْتٌ لَهُمْ دَوَّى كَقَذْفِ الْقُنْبُلِ

لَبَّيْكَ سيِّدُنَا بِأَمْرِكَ فُزِّعَتْ
هَذِي الْجُمُوعُ وَأُقِفَتْ فِي الْمَحْفَلِ

فَكِرَهْتُ أَنْ يَبْقَى خِلَافاً شَكْلُهُمْ
هَذَا التَّنَاقُضُ فِيهِ لــــــمْ أَتَحَـــمَّلِ

هَيَّا جَمِيعاً وَحِّدُوا ألْوَانَكُمْ
فََتَصَاغَرُوا وَتَحجَّمُوا فِي الأضْئَلِ

وَتَحَوَّلُوا قُزُماً تَوَحَّدَ هَيْئُهُمْ
وَتَنَظَّمُوا وَتَصَافَفُوا فِي الأْكْمَلِ

"أيْنَ الزَّعِيمُ لِيَأتِي لِي حَالاً هُنَا"
فَبَدَا الزَّعِيمُ مِنَ الطِّرَازِ الأوَّلِ

"قدْ جِئْتُ حَالاً مَا الأوَامِرُ وَالْنُّهَى
أُأْمُرْ نُطِعْ لَكَ فِي حُدُودِ الْمُنْزَلِ؟"

أُدْنُ إليَّ كَبِيرهُمْ مُتَنَصِّتاً
واْسْمَعْ لأَمْرِي طَائِعاً لِي وَافْعَلِ

"إخْدَعْ لِرَبْعِكَ بِالْكَلَامِ مُنَمِّقاً
كَلِمَاتِ مِنْ زِيَفٍِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ وَمِنْ مُتَضَلِّلِ"

فَأَجَابَ:مَعْذِرَةً تَرَانِي عَاجِزاً
لا نُحْسِنُ التَّضْلِيلَ كَابْنِ الْمَهْبَلِ

مِنْ نَارِ قَدْ خُلِقَتْ طَبَائِعُنَا وَمِنْ
لَهَبَاتِهَا كُنَّا بِصِدْقِ الْمِقـْـــــــوَلِ

فَنَظَرْتُ تَوّاً لِلْجُمُوعِ مُوِّجَهاً
أمْراً لِكُلٍّ مِنْهُ غَنِّ وَطَبِّــــــلِ

فَأَجَابِتِ الأفْرَادُ:أُعْذُرْ عَجْزَنَا
الرَّقْصُ لِلرُّؤَسَاءِ طَبْعُ مُغَفَّـلِ

فَشَكَرْتُ حُسْنَ لِقَائِهِمْ وَأمَرْتُهُمْ
إفْرنْقِعُوا فَلَكُمْ طِبَاعُ الأفْضَلِ

فَتَفَرَقُوا وَتَحَجَّبُوا وَتَكَلَّمـــُـــــوا
صَوْتٌ تَفَرْقَعَ: طَوْعُ أَمْرِ غَرَنْدِلِ
وَأَسِيرُ فِي الظَّلْمَا بِقَلْبٍ جَلْمَدٍ
مُتَوَثِّقُ الْخَطَوَاتِ لَمْ أَتَزَلْـزَلِ

وَالضَّبْعُ تُرْعَبُ فِي الشِّعَابِ جُمُوعُهَا
مِنِّي إذَا أَقْبَلْتُ غَيْرَ مُبَدِّلِ

فإذا رَأتْ زَوْلِي تَجُرُّ ذُيُولَهَا
كَثِيَابِ نُسْوِ الْحَيِّ عِنْدَ النُّزَّلِ

وَتُقَعْقِعُ الأصْوَاتَ مُقْبِلَةً وَفِي
إدْبَارِهَا حُدُثٌ تُفَرْقِعُ مِنْ يَلِي

نَفَحَاتُ رِيحٍ خُلِّطَتْ هَدَرَاتُهَا
مِثْلَ الْبَرُودِ بِجِمْرِ رَكِْيي الْمِزْبَلِ

أَضْرَاسُهَا تَصْفِيحُ قَالِبِ صُفِّحَتْ
مُتَصَمِّتٌ كَحَدِيدِ حَدِّ الْمِعْوَلِ

وَالْبَوْلُ يُرْشَقُ طَائِراً مِنْ أَذْيُلٍ
تَبْغِي بِهِ سَلْباً لِلُبِّ الْعَاقِلِ

فَإِذَا تَخَلْخلَ لُبُّ ذَا يَتْبَعْ لَهَا
يَجْرِي إلَى أَوْكَارِهَا بِالْهـَــرْوِلِ
وَالْغُولُ مَرْعُوبٌ يُهَزْهِزُ شِدْقَهُ
كالرِّيحِ يَهْزُزُ فِي فَتِيلِ الْمِشْعَلِ

قَدْ كانَ يُرْعِبُ أهْلَ حَيٍّ كُلَهُ
والْكُلُّ يَنْدِبُ مَا فَنَى مِنْ قُتَّلِ

بالقربِ جاورهمْ فداورهمْ بِهِ
يَفْرِي لِشَيْخٍ فِي فِنَاءِ الْمَنْزِلِ

بِأَظَافِرٍ حُدْبٍ وَوَجْهٍ مُرْعِبٍ
وَحَوَادِقٍ بُرْقٍ كَزَيْتٍ مُشْعَلِ

الْوَجْهُ أسْوَدُ وَالْعُيونُ تَفَتَّقَتْ
شُقَّتْ مِنْ الأعْلَى فَنَحْوَ الأسْفَلِ

مِثْلُ الْغَدِيرِِ تَكَسَّرَتْ فِيهِ السَّمَا
وَاللَّوْنُ فِيَها رَاكِدٌ لَمْ يَنْجَلِ

أَنْيَابُهُ فِي فَجْوَةٍ مِنْ وَجْهِهِ
كَخُيُوطِ ضُوءٍ فِي الظَّلامِ الْمُسْدَلِ

جِلْدٌ لَهُ مِثْلُ الْكَدَادِ بِشَعْرِهِ
شَوْكٌ تَغَزْغَزَ فِي مَسَامِ الْمُنْخُلِ

فَأَسِيرُ نَحْوَهُ والْتَّرَصُّدُ بَيْنَنَا
إثْنَانِ كُنَّا مِنْ طُغَاةِ البُّسَلِ

أَمْشِي أحَاذِرُ أَنْ يَكُونَ مُبَاغِتاً
وَتَرَاهُ يَغْلِي مِثْلَ مَاءِ الْمِرْجَلِ

مُتهِّيجاً مُتَكَشِّراً مُتَحَفِِّزاً
فَبَدَأتُ أنْذِرُهُ وَلَمْ أتَعَجِّــــــلِ

ألْقَيْتُ نَفْسِي فِي مَحَاوِرِ أَنْفِهِ
مِثْلَ الْحَدِيدِ الصَّمْصَمِ الْمُتَكتِّلِ

فَتَلَمْلَمَ الْغُولُ الرَّهِيبُ يُريُدنِي
مُتَسَدِّدِاً نَحْوِي يُحَدِّدُ مَقْتَلِي

فَرَمَيْتُ كَفِّي لِلشَّعِيبِ مُخَامِساً
حَجَراً زَلِيطاً مِنْ حِجَارِ الدَّحْدَلِ

وَقَذَفْتُ ذَاكَ الْغُولَ فِي لَهَزَاتِهِ
أقْعَى ضَعِيفاً بَاكِياً مُتَذَلِّلِي

عَبَرَاتُهُ تَهْمِي وَصَوْتُهُ يَائِسٌ
وَالشَّكْلُ بَائِسُ كَاليَتَيِمِ الْمُهْمَلِ

مُتَثنِّياً أَطْرَافُهُ فِي صَدْرِهِ
مِثْلَ الْبَريِمِ الْغَزْلِ فَوْقَ الْمِغَزلِ

"إنْهَضْ بِجَنْبِي سَائِراً مُتَخَشِّعاً
وَطِعِ الأوَامَر يَا أسِيرَ غَرَنْدَلِ

وَبَدَأتُ أسَحْبُ أذْنَهُ مُتَبَلِّغاً
أُذْنَاً سَمِيكاً مِثْلَ قُرْصِ الْمَلْمَلِ

وَقَدِمْتُ ذَاكَ الْحَيِّ فَرَّتْ نُسْوُهُ
هَلَعاً مُوَلْوِلَةً لَهَوْلٍ مُقْبــِـــــلِ

أمَّا الرِّجَالُ فَقَدْ تَغَيَّرَ سَمْتُهُمْ
سَاوَتْ نَوَاظِرهُمْ ثُقُوبَ الْمُنْهَلِ

فَوَضَعْتُ ذَاكَ الْغُولَ تَحْتَ عُيُونِهِمْ
"قُومُوا لَهُ" وَصَكَكْتُ بَابَ الْمَنْدَلِ

************************************
*********************
******************
*********
*



الهائمة الجوالة

*************

الناس والحياة




120بيتاً الناس والحياة
الدكتور سعيد أحمد الرواجفه

سَأَلْتُ اللهَ أَطْلُبُهُ مَكَانِــي
فَلَمْ أَرَ مَا يُلَبِّي فِي جَنَانِي

وَمَا الْمَجْدُ بِكَفِّي إلا فَانِي
كَمَا تَفْنَى الثَّوَانِي فِي الزَّمَانِ

وَإنَّ الشَّمْسَ والأَقْمَارَ تَرْنُـو
إلَى أشْلَاءَ فَرَّتْ مِنْ بَنَانِي

أنََا كُلٌّ وَكُلُّ الْكَوْنِ كُلِّي
وَسِرُّ الْكَوْنِ مُرْتَهَنٌ بِشَانِي

فَلاَ مَعْنَى لِكُلِّ الْكُلِّ دُونِي
وَلاَ مَعْنَى لِشَخْصٍ بَاتَ فَانِي

أَنَا فِي الْكَوْنِ مَحْدُودٌ وإنَّ الْكَوْ...
نَ فِي لُبِّي ضَئِيلٌ كَالْمَعَانِي

أَنَا وَالْكَوْنُ كُلٌّ فِي فـَــــــرَاغٍ
كَلاَ شَيْءٍ بِمُفْرَغَةِ الأوَانِي

وَمَا الأيَّامُ إلَّا كَرُّ وَهـْـــــــمٍ
مُزَرْكَشَةٌ بِعِقْدٍ مِـنْ جُــمَـانِ

تَقُولُ الآنَ ظَرْفاً نَحْنُ فِـيـهِ
فَذَا مَاضٍ وَآتٍ أَيــْــنَ آنِ!!!!

فَماَضٍ قَدْ مَضَى أَبَداً يَعُودُ
كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَبَداً بَدَانــِــــي

وَآتٍ عِلْمُهُ مَا زَالَ مَطـْـوِي
وَفِيهِ تُنَطَّرُ الْغُرُّ اْلأَمَانــِــــي

فَحِينَ وُصُولِهِ يَغْدُو كَمَاضٍ
كَجُزءٍ دَقَّ مِنْ جُزْءِ الثَّوانـِـي

فَبَيْنَ الْمَاضِي وَالآتِي سَرَابٌ
وَكُلٌّ فِيهِ قَرْقَعَ بِالشِّنَانِ!!!!!

إ ِوَانظُرْ فِي الزَّمَانِ تَرَاهُ عُقْمَا
وَدَقِّقْ فِي الْفَنَاءِ تَرَى مَكَانِي

فَإنِّي إنْ طَوَيْتُ الْعُمْرَ فِـيـهِ
يَكُونُ الدَّهْرُ وَهْماً قَدْ طَوَانِي

أَيَا نَفْسِي فَعِيشِي حَيْثُ شِئْتِ
مِنَ الأزْمَانِ عَيْشَ الْعُنْفُوانِ

أََنَا الْمَاضِي أَنَا الآتِي فَوَحْدِي
تَرَانِي هَادِماً أمْضِي فَبَانِي

أَنَا الإنْسَانُ فِي دَهْرِ السَّرَابِ
وَوَعْيُ الْغَيْبِ فِيهِ قَدْ رَمَانِي

تَمَتَّعْ بِالسَّرَابِ كَمَا تَشَاءُ
وَعِشْ مُتَحَلِّماً باِللَّيْلِ هَانِي

أتَطْلُبُ مِنْ قَرَائِنِكَ اْمْتِدَاحاً
يُهَدْهِدُ وَجْدَ نَفْسِكَ إذْ تُعَانِي!

فَمَا مَدْحٌ يَرَاهُ النَّاسُ حَمْدَا
سِوَى نِفْقٍ مُسَوَّى بالْمَجَانِ

تَرَى صِنْفاً تَشَرْدَقَ فِيهِ مَالٌ
عَلَى جُوعٍ تَغَذَّى بالْهـَــــوَانِ

فَأَغْرَقَ فِي مَظَاهِرِهِ وَعَدَّى
يُغَطِّي نَقْصَهُ ضَخْمُ الْمَبَانِي

تَصَنَّعَ فِي مَشَارِبِهِ وَقَــوْلٍ
بِهِ جُمَلُ النِّفَاقِ الْمُسْتَبَانِ

وَفِي الْبُسَطَا مُبَاشَرَةٌ وَفِيهَا
نَقَاءُ الْقَلْبِ مَعْ صِدْقِ اللِّسَانِ

سِوَى بَعْضٍ مِنَ الأصْنَافِ دِنْيءٌ
كَحُمْرِ دِلاغَةِ الْعِرْقِ اللبُّـــــَانِ

تَبَسَّطْ فِي مَعَاشِكَ دُونَ نَفْخٍ
تَرَى التَّبْسِطَ يُسْعِدُ لِلْجِنَانِ

فَإنَّ بَسَاطَةً وَصَفَاءَ فِكـْـــــرٍ
هُمَا أَمْرَانِ دَوْماً فِي اقْتِرَانِ

وَمَنْ يَطْلُبْ سَجَايَا لَمْ تُطِعْهُ
كَمَنْ شَبَّى أَتَاناً مِنْ حِصَانِ

رَأَيْتُ النَّاسَ جُلَّهُمُ الْحُبَالَى
بِأَحْقَادٍ وَحُسْدٍ فَالْمِنــَــانِ

أَصِيلُ الطَّبْعِ فِيْهِمْ قَدْ تَغَاثِي
نَقِيُّ الْحَبِّ غَثٌّ بِالــــزَّوَانِ

مَفَاهِيمٌ مُضَلَلَّةٌ تَفَشَّـــتْ
وَمَاءُ النَّارِ يَطْفَحُ فِي الأوَانِي

إذَا فَسَدَتْ سُرَاةُ النَّاسِ أغْوَوْا
فَسَادُ الرَّأسِ يَظْهَرُ فِي الْمَثَانِي

تَرَى خُنْعَ الرِّجَالِ إلَى الرِّجَالِ
كَــرَمِيِ الْقَلْبِ قَذْفاً بِالسِّنَانِ

وَمَنْ يَقْبَلْ خُنُوَعاً مِنْ شَبِيْهٍ
فَفِي أعْمَاقِهِ عَبْدُ الْكِيــــَـانِ

تَكُنْ أَعْمَاقُهُ تَرْكِيبَ عَبــْــدٍ
يُحَقِّقُ ذَاتَهُ فِي ذَاتِ ثَانـِـي

وَوَيْلٌ ثُمَّ وَيـْـلٌ ثُمَّ وَيــْـــلٌ
لِكُلِّ النَّاسِ مِنْ قَاصٍ وَدَانِ

إذَا مَا كَانَ فِي الْجُلَّى ذَلِيلٌ
تَجَرَّعَ كَأْسَهُ قَــبـْـلَ اْلأوَانِ

بُنَفِّسُ نَقْصَهُ فِي كُلِّ حُرٍّ
وَتَخْنُقُهُ الْهَوَاجِسُ كَالْعَوَانِي

يَسُودُ الْحُرُّ نَفْسَهُ قَبْلَ غَيْرٍ
وَيَطْعَنُ نَقْصَهُ حَقَّ الطِّعَانِ

إذَا مَا الْحُرُّ سَادَ النَّاسَ يَوْماً
فَإنَّ عُلُوَّهُ يُدْيِنيهِ ثَانـــــــــِـــــي

كَمِثْلِ الشَّمْسِ تَزْدَادُ ارْتِفَاعاً
وَتَبْدُو أَنَّها أدْنــَى مــَــــكــَــانِ

وَلا تَخْشَى الْكَرِيمَ وَلا الشُّجَاعَا
فَفِي أخْلاقِهِمْ مَتْنُ اتــِّــــزَانِ

وَفِي الْكُرَمَاءِ طَبْعٌ جَلَّ وَصْفِي
وَلَيْسَ لِبَاذِلٍ يَبْغِي امْتــِـناَنِي

فَطَبْعُ كَرِيمِ طَبْعٍ قَدْ تَسَامَى
يُنَاقِضُ طَبْعُهُ طَبْعَ الأنَانـــــِـي

تَصَحَّحَتِ الطَّوَايَا وَاسْتَقَامَتْ
عَلَى خُلُقٍ رَفِيعٍ مُسْتــَـــــــزَانِ

وَلَيْسَ شَجَاعَةً إلْقَاءُ نَفْسٍ
عَلَى هَلَكٍ بِلا عَقْلٍ مُصــــَــانِ

فَذَاكَ غَبِيُّ لَمْ يُدْرِكْ لِمَعْنَى
وَلَمْ يَعْلَمْ مَخَاطِرَ مِنْ أَمــــَـــــانِ

فَلَوْ حَسَّتْ جَوَارِحُهُ بِخَوْفٍ
لَثَنَّى هَارِباً مَلْوِي الْعِنــــــَـــــــانِ

فَإنَّ شَجَاعَةً عَقْلٌ وَبَأسٌ
وَحُسْنُ الرَّأيِ مَعْ وَفْرِ الْحَـــــنَانِ

فَأَقْدِمْ فِي مَكَانٍ فِيهِ عَزْمٌ
ولا تُضِعِ الْفَضَائِلَ بِالتَّوَانـــِـــــي

وَأَحْجِمْ إذْ سَدَادُ الرَّأْيِ حَزْمٌ
فَإنَّ الْحَزْمَ مُنْج ٍكَالْبَــيــَــــــانِ

إذَا ما الشَّرُّ دَاهَمَكَ اعْتِبَاطاً
فَتِلْكَ لُحَيْظَةٌ فِيهَا الْمَعَانـــِــي

تَثَبَّتْ دُونَ لَجٍّ وَاْرْتِــجـَــاجٍ
رَبَاطَةُ جَأْشِ قَلْبِكَ فِي امْتِحَانِ

فَإنْ طَحَنَتْ رِحَى الأقْوَى رِحَاكَا
تَصَبَّرْ آبِياً ضَعْفَ الْمُـــــــــدَانِ

فَإنْ تَكُ شَارِباً لَا بُدَّ قَسْراً
فَطَوعْاً إلْتَثِمْ فَاهَ الدِّنــَـــــانِ

فَإنْ كَانَتْ حَيَاةٌ دُونَ مَعْنَى
فَأَحْرَى أنْ تُزَفَّ إلَى الْجَبَانِ

تَرَاهُ فِي النَّوَادِي بُؤْرَ غَدْرٍ
وَأَسْرَعُ مَا يَكِرُّ إلَى الْجِفَانِ

فَمَا رَوْمُ الْمُحَالِ سَقَاهُ ذُلاًّ
وَلـَكِــنَّ الصَّغِيرَ إلَى الْمَهَانِ

صَدِيقُكَ لا تُطِعْ هَمْزاً وَلَمْزاً
بِهِ،قَدْ جَاءَ مِنْ طَرَفٍ فـُـــلاَنِ

إِ وَاغْفِرْ زَلَّةً تَأْتِيكَ مِنـــْـــهُ
وَلَوْ كَانَ الصَّدِيقُ الأمْرِيكَانِي!!

وَلاَ تَجْمَعْ لِنفْسِكَ اثَنَتَـيـْنِ
فَتُهْلِكَ رُوحَ حُبِّكَ ضَرَّتــَــــــانِ

كِلاَ الْأُوَلَى مَعَ اْلأخْرَى تُعَانِي
وَأَنْتَ تُرَى بِطَبْعِ الْهَيْلَمـَــانِ

إذَا جِئْتَ الْقَدِيمةَ قَصْدَ رَاحٍ
تَجِدْ فِي الثَّوْبِ مِنْهَا فَرْخَ جَانِ

تُعَاتِبُ ثُمَّ تَحْمَى فِي بُكَاءٍ
مُقَلَّدَةً بِطَوْقِ الْقُرْقَعــــَــــــانِ

فَتَنْهَضُ وَاقِفاً تَيْغِي الْهُرَوُبَا
فَتُشْعِلُ نَارَهَا كَالْمُرْزُبــــَـــــانِ

وَأمَّا الزَّوْجَةُ الأُخْرَى فَتَأْتِي
مُلَبَّسَةً بِثَوْبِ الطَّيْلَســــَـــانِ

تُنَبِّهُ فِيكَ شَيْخاً قَدْ تَصَابَى
تُدَاوِي عِنَّةً فِيكَ ابْرَتــــــَـــــــــانِ

وَتَصِبْغُ لِحِيَةً بِالصَّبْغِ دَوْماً
تُغَطِّي الشَّيْبَ تُتْرَكُ شَيْبَتَــــانِ

وَيَبْدُو جَذْْرُ شَيْبٍ تَحْتَ شَعْرٍ
كَأَنَّ الشَّعْرَ خُلِّطَ بِالصِّبــَـــــــانِ

فَأنْتَ مُطَوَّقُ الأعْضَاءِ ضَنْكَى
كَمَنْ تُكْسِي لِجِسْمِهِ بَدْلَتـــَـــانِ

وَتَغْضَبُ إذْ يُقَالُ إلَيْكَ شَيْخُ
تَشُقُّ الشَّيْبَ جَرْياً دَمْعــَــــــتَانِ

فَتَخْتلِطُ الأمُورُ فَأَنْتَ "عُتْقِي"
وَأَنْتَ صَغِيرُ قُيِّدَ لِلْخِتــــــَــــــانِ

وَلاَ تَقْبَلْ نَصِيَحَةَ مِنْ لَئِيمٍ
يٌثَنِّي مَكْرَهُ كَالْخَيــْــــــزَرَانِ

بَنِي وَطَنِي بِشَرْقٍ أوْ بِغَرْبٍ
فَحُبُّهُمُ جَمِيعاً قَدْ سَبـَـــانِي

فَفِي شَرْقٍ عِرَاقِيٌّ عَتِيدٌ
قَوِيُّ الطَّبْعِ لُيِّنَ بِالْمــــِـــــرَانِ

وَسُوِريٌّ تَنَعَّمَ فِي الشَّآمِ
رَقِيقُ الْجِلْدِ دَاهِيَةُ اللِّجـَــــــانِ

عَلَى لُبَنَانَ فَاسْكُبْ مِنْ دِمَائِي
دِمَاءُ الْقَلبِ تُسْكُبُ فِي الْجِنَانِ

وَهَذَا الْهَائِمُ الشَّادِي يُنَادِي
بِصَوْتِ مُلَوَّعٍ دَافٍ شَجَانـــِــــي

تَذَكَّرْ يَا أَخِي أنِّي وَأرْضِي
رُبَى حَيْفَا وَحَتَّى عَسْقـَـــلانِ

وَذَا الأرْدُنُّ مَوْقِعُهُ فُؤَادِي
بِجَوفِ الْقَلْبِ ضَمَّتْهُ الْحَوَانِي

فَفِينَا الشَّعْبُ مِطْوَاعٌ غَيُورٌ
وَشَدُّ الْبَطْنِ يَبْدَأ مِنْ مَعَانِ

إذَا مَا زُرْتَنَا يَوماً كَضَيْفٍ
إِ فَاحْملْ فِي الْحَقِيبَةِ للْبِطَانِ

وَذِ نَجْدٌ بِهَا أَهْلِي وَأَصْلِي
حِجَازٌ جَنْبُهَا وَالدَّوْحَتـَــــــانِ

بِهِ الْحَرَمُ الشَّرِيْفُ وَطُهْرُ نَفْسِي
مَتَى تَطْهُرْ بِذَاتِي الْقِبْلَتَانِ

فَيَا لَهَفِي عَلى قَبْر الرَّسُولِ
أَفِي الدُّنْيَا تَشِّعُ شَهَادَتَانِ

وَيَا لَهَفِي عَلَى أَطْنَابِ بَيْتٍ
بِذَاكَ التَّلِّ تَرْعَى نَاَقَتـــَـانِ

فَأرْكَبُ نَاقةًّ تَسْري بَلِيْلٍ
إلى أرْضِ الرَّبيِعةِ وَالْمَوَانِي

كُويْتُ هَاكَ فِيهِ قَدْ تَعَالَتْ
عَلى الأرْمَالِ مُوسِعَةٌ الِّلِيوَانِ

صَغِيرُ الْحَجْمِ مِثْراءٌ عَظِيمٌ
يَهُزُّ الأرَْضَ طُرًّا فِي ثوَانِـــــي

برِفْقَتِهِ إمَارَاتٌ غَـــــوَالِــي
مُزَيَّنَةٌ وَتَصْلُحُ لِلْحـــسـِــــــانِ!

وَإرْهَاصٌ لِيَوْمِ الدِّينِ بَانـَـا
فَبَيْتُ الشَّعْرِ قُلِّعَ مِنْ زَمَـــانِ!

سَأَرْحَلُ رَاكِباً ظَهْرَ الْقَلُوصِي
إلَى أَرْضِ الدَّخُولِ فـَــــحَوْمَلانِ

إلَى الْمُتَخَنْجِرِ الْمُتَعَنجْرِ الطَّيِّ
فَحَيِّي إبْنَ عَمِّكَ فِي عُمـَــانِ

لَقْدْ حَضَرَتْ قَوَافِلُهُ لِتـــَـــــوٍّ
مِنَ الْمَاضِي يَجُرُّهُ سَائِبــَـــانِ

ألا سِيرِي قَلُوصِي نَحْوَ صَنْعَا
وَتَظْهَرُ فِي قَلُوصِي نُدْبَتـــَـــانِ

مُحَيَّرَةً مُضَلَّـلَـةَ السَّبِيــــــلِ
يَسَارَ تَسِيرُ فَِيهِ أمْ يَمَانــِــي

فَقُلْتُ قَلُوصِي هَيَّا فَاْسْتَنِيرِي
وَشُدِّ الْخَطْوَ لِلسَّدِّ الْيَمَانــِـي

عَسَى فِي السَّد نَلْقَى فِيهِ مَاءً
فَيَغْسِلُ مَاءُهُ مَا قَدْ غَشَانِي

ألا هَيَّا سَرِيعاً يَا قَلُوصــِـــــي
فَرِيحُ الْمَجْدِ فِيهِ قَدْ دَعَانــِـي

وَأَبْحَثُ بَعْدَهَ عَنْ سَلِّ خُــبْزٍ
يُغَذِّي الشَّعْبَ فِيهِ الأسْوَدَانِ

تَرَى جُوعاً تَخَلَّفَ مِنْ نُمَيْرِي
و(حُُُُو حُُُو حُُو ) وحَبُيِّ الأسْمَرَانِي

وَنَركْبُ قَارِباً فِي النِّيلِ يَطْفُو
فَمَرْبِضُ عِزََّنا أَرْضُ الْكِنـــَـانِ

تَلاقَيِْنَا عَلَى عَهْدٍ قَدِيـــمٍ
فَجَفْوُهُمُ لِقَلْبِي قَدْ شَجَانــــــِـي

يُقَمْقِمُ قَوةً فِي كِيسِ قَمْحٍ
وَيَخْنِقُ هَمَّهِ فِي الْمَرْطَبــَــانِ!

إلَى مَقَدِْيشُو هَيَّا يَا رِكَابِي
وَأَلْقِ تَحِيَّةً فِي اسْكُوُشُبـَـــــانِ

أُشَارِكُهُ الْهُمومَ بِكُلِّ قَلْبِي
فَيَلمْعُ ثَغْرُةٌ كَالشَّمْعَــــــــدَانِ

ضَمِيرُ الشَّعْبِ غَنَّى مَا عَنَانِي
وَليِبِيَّا تُعَانِي مَا أُعَانــــــي

فَلا خَطٌّ يُقَوْلِبُهَا فَتَصْفـُـــو
مُعَامَلَةٌ عَلَى خَطٍّ بَــــــــيــــــانِ

تَعَالَيْ يَا أُخَيَّةَ فَأشْكِي هَمَّ
بِذَا الأسْطُولِ تُحْمَلُ قُوّتــَــــــانِ

جَزَائِرُنَا قويٌّ فِيهِ صَمْـــــتٌ
شَهِيدٌ زَارَنَا مِنْ تِلْمِســــَـــــانِ

وَتُونُسُ ثُمَّ قَابِسُ أَهْلُ فِيهَا
وأهْلُ مَوَدَّتِي فِي الْقَيــْــــرَوَانِ

تُرَى فَاسٌ وَمِكْنَاسٌ تُغَنِّي
تَحِيَّتُنَا لأهْلِ اعْنَيْزِ قـــَـــــانِ

وَقَلْبِي ذَابَ فِي تَطْوَانَ يَوْماً
أُنَاجِيهَا وَنَحْنُ الْعَاشِقـــَـــــانِ

وَعِنْدَ الأهْلِ تَهُدُرُ مَنِّي فُصْحَى
لَهَا وَقْعٌ كَضْرَبِ السِّنْدِيَـــــانِ

وَثَمََّ تَأتِي هَدَراً ثَُمََّ شَلْحاَ
فَأَطْلُبُ حِيَنَهَا لِلتُّرْجُمـــَــــانِ

عَلَى جَيَلٍ يُسَمَّى ابْنُ الْغُنَيْمَا
تَوَقَّفْ شَادِيُ الأنَغَامِ شَأْنِي

تَرَى عَيْنَ الدَّواَ مَعْ أُمِّ عَبْــدٍ
فَنَادِي(وِلْدَ) جَدِّي فِي أُوَّرَانِ

وَمَنْ رَامَ اْتِّحَاداً فَلْيُوَحِّدْ
لِعُمْلَتَنِا يُوَحِّدْ لِلْمـَـــــــــكَانِ

الخاتمه

مناجاة




















الخاتمة
الدكتور سعيد أحمد الرواجفه


يَا مَنْ عَشِقْتُ فَخَلْفَ السّتْرِ مُحَتْجبٌ أَُبْدُو إلِيََّ فَإنْ الْعُمقَ فِي لَهـــــــــــــــــــــَفِ

أفْضَحْ لِسِتْرِكَ وَاكْْشِفْ مِنْ تَحْجُّبِـهِ واكْشِفْ لِذَاتِكَ فِي ذَاتِي وَفِي شِغَفَِـــي

جَمْعُ الْعَذَارَى لَقدْ أُغْرِقْنَ فِي شَغَفِي وَالْحُبُ يَطْفَحُ فِيَ بَاِبِي وَمُزْدَلـــــــــــــــــفِ

تِلْكَ الْبَوادِرَُ تُخْفِيني وَتُظْهِرُنـِـي حَتّىاقْتَربْتُ وَكَانَ الْبَابُ لِلدَّلــــــــــــــفِ

فِي قَرْعَةٍ كَبِدِي فِي قَرْعِهَا لَهِـــفٌ أقْرَعْ لبِاَبكَ فِي ذُلِّ وَفِي أَنـــــــــــــــــــَفِ

حَان الوُلُوجُ فَأنْوارٌ وبَهْرَجُــــــــهَا تَبْدوُ إلِيَّ بِشِقٍّ الْبَابِ مِنْ شُـــــــــــرَفِ

رَباَّهُ أَنْتَ أنَا مَزْجُ و َمُؤْتَلــَـــــــجٌ النُّوَرُ فِي النُّورِ فَا،والجْرْمُ فِي التَّلَفِ
**********

المؤلف:الدكتور سعيد أحمد عبدا لله أبو الشيخ الرواجفه
_من المؤلف وحتى الجد الأول في الإسلام 43جداًأربعةعشر منهم في الحجاز و تسعة
وعشرون منهم سبعة وعشرون في جنوب الأردن وواحد في فلسطين.و واحد في وسط
الأردن.

-من اسرة أبو الشيخ من عشيرة الغنيمات من الرواجفه،
ولقب أبو الشيخ أو آل الشيوخ وذلك نسبة إلى أجداده والمسبوقة اسماءهم بلقب شيخ
فهم أولياء ذوي كرامات وقوى روحية مشهودة والمعروف الآن مقامات لثمانية منهم.

_سبق المؤلف أن نسّبَّ قبيلة الرواجفه إلى الجذر ثمود ورجفتهم وثم هوازن وثقيف
ويبدو أن اسرة المؤلف حسباً من هذه القبيلة أما النسب فيعود إلى جده الأول في الإسلام (شخصية إماميه معروفه)يتحفظ المؤلف عن ذكرها، ومن هناك يحمل الأولياء نور الأنبياء.ويشترك المؤلف في الجد الثلاثين مع أسرة حكم معروفه.

_المؤلف طبيب معروف في الأردن،وله بحوث علوم ما وراء النفس وكتابات أخرى.
(المؤلف يأتي بالا نساب لمن أراد من استجواب القرائن في علوم ما وراء)
العنوان: الأردن- مادبا-تلفون: 0096253244484 خلوي:00962796678352
e.m:
95321‘1ع8
سعيد أحمد الرواجفه
الهائمات العشر/سعيد أحمد الرواجفه
عمان:[د.ن]،1991
ر.أ[103/6/ 1991].[138]ص
1.الشعر العربي-الأردن-العصر الحديث
أ.العنوان :مادبا-شارع الملك عبدالله الثاني تلفون:05/3244484


ملحق،غلاف الهائمات العشر

يَا مَنْ تَسَتغْيثُ

هُنَاكَ وَهُنَاكَ /مِنْ كُلِ حَدْبٍ وَصَوْب صَبَاؤُت يَسْمَع

جَاءَكَ الْغَوْث

لَبِّثْ قَلِيلاً تَأتِكَ الرَّكَائِبْ *

أُسُودُ غَابٍ فَوْقَ الَّنَجَائِبْ

كَتَآئِبٌ تَتْبَعُهَا كَتْائِبْ

*(مقتبسة)

طباعة:محمد سعيد الرواجفه
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من اجمل الاشعار للدكتور سعيد الرواجفه said44 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 07-20-2011 01:14 PM
اجمل تشكيلات غرف السفرة و اجود انواع الاخشاب بأقل الاسعار lmandoo إعلانات تجارية و إشهار مواقع 0 04-21-2011 05:35 PM
الصفحة الرسمية للمكتب الخاص للدكتور:مسلم بن سعيد مسن الكثيري في الفيس بوك نور ظفار مواضيع عامة 1 11-16-2010 08:10 PM


الساعة الآن 12:04 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011