عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

Like Tree1Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 07-26-2011, 03:17 PM
 
الفصل الثامن

غادرت كاسى محطة الخدمة جالسة أمام عجلة قيادة سيارتها الصغيرة وسلكت طريقها . نظرت إلى مرآة السيارة فرأت سيارة كبيرة زرقاء تتبعها . كان يجب أن تشعر بالارتياح لأن دان خلفها ولكنها فى الحقيقة كانت غير مرتاحة . تركت سيارتها وأغلقت الشقة وردت المفتاح إلى المالك . وبعد ذلك طلبت من عامل الصيانة التأكد من سلامة ضغط عجلات السيارة والزيت . عندما أردات كاسى أن تدفع أخرج كارت الائتمان فلم تستطع أن تفعل شيئا .
كان عليها ان تشعر بالعرفان لأن دان يتكفل بها . فى الحقيقة كان سلوكه يبدو لها غريبا ومحيرا . إن ما يخيف كاسى حقا هو الاستقلال .
خفضت كاسى عينيها نحو يديها على عجلة القيادة . ما زالت الندبات واضحة للغاية على الرغم من التدليك اليومى بالدهانات الخاصة بالنسبة لها - التى كانت تتباهى بيديها ذات الأصابع الطويلة الرقيقة وأظافرها المقلمة بشكل جميل - تجد فكرة أن تجلس مع دان وأصدقائه إلى مائدة واحدة فكرة غير محتملة .
على الرغم من أنها قد قبلت بينها وبين نفسها بصفة مبدئية أن تذهب إلى بند وأن تتعرف على عائلته . إنه جنون محقق ليس فقط لوجهها ويديها المشوهتين لكن لأنها وقعت فى فخ لن تخرج منه إلا جريحة القلب .
على حدود بورتلاند أوقفت السيارة فى ساحة انتظار أمام محل للوجبات السريعة . توقف دان بجوارها . نزل من سيارته وفتح لها الباب . بقيت جالسة تنظر إليه دون أن تتفوه بكلمة .
- ماذا بك ؟ هل تعبت من القيادة ؟
ولأول مرة تواتيها الفرصة لتقول الحقيقة :
- نعم . إنى جائعة ولكن ليس لهذا هو السبب توقفت ...أنا لا أريد الذهاب إلى بند.
أرادت أن تبكى لكنها قالت لنفسها لو فعلت لقتلتك .
- لا تنشغلى يا عزيزتى .... هيا نأكل شيئا . وسنتناقش فى ذلك آجلا .
صفق دان باب السيارة الصغيرة .
كان قلب كاسى يدق بشدة .
فى متجر الوجبات السريعة جلست على مقعد عال بينما ذهب دان ليطلب الوجبات . عاد ومعه صينية محملة بالهمبورجر والبطاطس المقلية والمشروبات . جلس فى مواجهة السيدة الشابة
ابتسم إليها ابتسامة حانية ودافئة جعلتها غير قادرة على الحديث . اكتفت بالنظر إليه ثم - لتخفى اضطرابها - أخذت تأكل كأنها كانت ستموت جوعا . ثم جالت ببصرها فى المكان : حتى تتجنب النظر إلى عينى دان ولاحظت وجود سيدة جميلة جالسة على مقعد ليس بعيدا عنهما . نظرت السيدة إلى دان ومالت على صديقتها لتهمس إليها يشئ . ثم أخذت الاثنتان تنظران إلى كاسى التى - لأول مرة فى حياتها - لم تجرؤ على مواجهة نظرات السيدتين . أدارت بصرها . كان الأمر أقوى منها ، شعرت أن نظرات الفتاتين قد شلتها عن الحركة .
شعرت بموجة تمرد تعتريها . اضطرت إلى أن تبتسم وتمد يدها إلى دان على الفور ، أخذ يدها بين يديه دون أن يرد لها الابتسامة .
- ماذا يحدث يا حبيبتى ؟
كانت قريبة من الخوف . يا إلهى ! إنه يقرأ أفكارى كأنه يقرأ فى كتاب مفتوح .وعلى الرغم من ذلك قررت أن تواجه الموقف وضحكت ضحكة مصطنعة .
- هناك فتاتان تلتهمانك بعيونهما . لا بد أنهما يعرفانك .
- الفتاة ذات الشعر الأسود المجعد ؟ لا ، إننى حتى لم أقابلها .لا تهتمى بها .
وضع قطعة بطاطس فى فم كاسى . ثم قطعة أخرى فى فمه ، على الفور نسيت كاسى الفتاتين ورغبتها فى الاستقلال . نسيت كل هذا أمام هاتين العينين السوداوين اللتين تنظران إليها . بمجرد أن أصبحت بمفردها فى سيارتها بدأت تسوق الحجج حتى لا تذهب إلى بند . وصلت إلى منزلها ،ركنت سيارتها أمام البناية . توقف دان بالقرب منها . اتجها معا إلى شقتها .أخرج دان المفتاح وفتح الباب كأنه فى بيته ، إنه كذلك بما أنه دفع الإيجار .
قال :
- أسرعى وخذى حماما والبسى على راحتك . لدى بعض المكالمات الهاتفية التى يجب أن أجريها .
خلع وشاحها وربت على خدها
أخرجتها هذه الحركة عن شعورها . صاحت :
- تبا ! كف عن معاملتى كأننى طفلة .
لمعت عيناها الذهبيتان من شدة الغضب ... اندهشت هى نفسها من انفعالها
قال فى هدوء :
- لا تنفعلى هكذا .
- سأنفعل كيفما شئت .
- إذا تصرفت كطفلة فستعاملين كطفلة .
فى هذه المرة كان قد فقد هدوءه وتكلم بنبرة غاضبة .
اختفت كاسى فى الحمام . أقفلت الباب بالمفتاح وقد عقدت العزم على قطع صلتها بـ دان .
أخذت حمامها بينما كانت فريسة لأفكار مجنونة . جففت جسدها وقررت أن تجذب شعرها إلى الخاف .وأن ترتدى هذا الفستان قصير الأكمام الذى فصلته الصيف الماضى وأن تضع قرطا فى أذنها اليمنى . أرادت أن تظهر ما بها من ندبات .حتى هذا الوقت كانت قد تصرفت كالعبيد . هل خضعت حقا لـ دان ؟ لقد كشفها لنفسها عندما اكتشفت طبيعتها الحقيقية .
- يا إلهى . إننى حمقاء .
صاحت بصوت عال وهى تجفف شعرها . وتحيط به وجهها . قالت لنفسها : أعلمى يا كاسى أنك غبية ، سيكون من الأفضل أن تموتى عن أن تظهرى أمامه بهذا الثوب . وشعرك مسحوب إلى الخلف .
وأخيرا توجهت إلى حجرة المعيشة ترتدى بنطلونا من القطيفة .وقميصا مناسبا .لقد استعادت ثقتها بنفسها . إنها تعرف أنها جذابة . إنها تحتاج إلى أن تثق بنفسها . أثناء ذلك أعد دان القهوة وضع القدحين فوق الطاولة بالقرب من الأريكة .نظر إلى كاسى مبتسما وقال :
- هل تريدين قهوة ؟
أمسكت القدح الذى مد به يده إليها وجلست فى أحد المقاعد .شعرت أن هناك حاجزا قد أقيم بينهما .
تحدثت بهدوء وشعرت بالفخر لسماع صوتها الحازم يقول :
- لن أذهب إلى بند معك . سأدفع لك ما دفعته للإيجار .
- مم تخافين يا كاسى ؟
تمدد دان فوق الأريكة وخلع حذاءه ومد ساقيه كأنه فى بيته .
- لست خائفة . مم سأخاف ؟ أحب حياتى التى أحياها ! هذا كل شئ .
وضعت قدحها على الطاولة : حتى لا يرى دان ارتعاش يديها
- بلى أنت خائفة من أن تعتمدى على ، من أن تتزوجينى
رددت معاندة :
- انا لست خائفة . ببساطة لا أرغب فى الارتباط بعلاقة قد لا يحالفها الحظ فى الاستمرار .
أجاب دان بأدب مصطنع :
- لست موافقا . إذا رغب رجل وامرأة حقا فى الارتباط يستمر زواجهما .
- لا أريد أن أعيش معك على الاطلاق . أريد أن أفهمك إننى لست راغبة فى إقامة علاقة مستمرة معك .
- هل تتخيلين أننى ربما أكون مثل والدك عاشقا للنساء ؟ تعرين يا كاسى أن الجروح غير المرئية هى الأكثر إيلاما .
تيبست كاسى وقالت :
- هل تقصد أن أبى رسخ فى ذهنى أفكارا سيئة .
اعترف دان :
- هذا أمر محتمل .
- ربما على أية حال قد علمنى شيئا : إذا كسر أنفك فلا تغضب إلا من نفسك .
كانت كاسى تغلى من شدة الغضب . لماذا لم تفكر فيما ستقوله لـ دان حتى تقنعه ؟.
- أعتقد أنك تضعين الحصان أمام العربة يا عزيزتى .أنا لم أطلبك للزواج .
جلست كاسى مشدوهة .تورد وجهها . نظرت إلى دان الذى كان مبتسما ، وعيناه تلمعان لمعة شيطانية .أرادت أن تقذف بقدح القهوة فى وجهه ولكن فى هذه اللحظة تماما نهض .
- إذا كنت تحبين الاحصائيات يا حبييتى فإليك واحدة . أغلب الزيجات تفشل بسبب الملل . تسأم الزوجة زوجها والعكس صحيح هذا لا يمكن أن يحدث لنا .
لاذت كاسى بالصمت . ثم رفعت عينيها نحو دان
غمز لها فلم تستطع أن تمنع نفسها من الابتسام :
- اذهب إلى الجحيم يا دان . إنه حديث جاد .
قال مجبرا إياها على النهوض من مقعدها :
- بالتأكيد يا عزيزتى . جاد تماما مثلما أنا متعب . أريد أن ارتاح قليلا إننى لم أنم جيدا هذه الليلة . دعينا نستريح وبعد ذلك نستأنف الحديث .
تمدد على الأريكة . كانت كاسى هى الأخرى متعبة فوجدت أن فكرته لا بأس بها . ذهبت لتستريح ولكن هيهات ، للمرة الألف أخذت تسأل نفسها عن القدر الذى ساق إلى طريقها هذا الرجل فى ليلة ضباب .
فى المساء عندما سألها دان إن كانت تريد تناول العشاء فى مطعم فرفضت كاسى بهز رأسها :
- لدى حساء وطعام معلب ، إذا كنت تستطيع الاكتفاء بطعام بسيط .
- لست صعب الارضاء . سخنى العشاء بينما أضع السيارة فى الجراج . سنسافر بسيارتى إلى بند .
- دان . أريد أن أقود سيارتى الخاصة .
- هذه حماقة . لدى سيارتان أخريان فى المنزل .
- أنا لا أفهمك
قاطعها :
- حسن . إذا كنت لا تفهميننى فلن تقابلنا مشكلة السأم ولن تشملنا الاحصائيات الخاصة بالزواج .
ذهبت كاسى وأحضرت ماكينة الخياطة التى وضعتها فى الدولاب لتبتعد قليلا عن المناقشة .
كانت تتوقع تعليقا ساخرا ولكن اكتفى دان بالعبث فى صندوق الخياطة . أخرج قطعة قماش قطنى مقلم أحمر وأزرق ووضعها أمامها .
- من الممكن أن يصبح هذا قميصا ؟
-لا
انفجرت كاسى فى الضحك وأخذت من يديه قطعة القماش ووضعتها فى الصندوق .
اقترب منها :
- ما الذى يناسبنى بين كل هذا حتى تقصى لى قميصا ؟
- أنت تمزح ! هل سترتدى قميصا فعلته بنفسى ؟
- بالتأكيد . ألا تصدقينى أبدا ؟ سأصاب بشد عضلى بدون شك عندما سأنزل ماكينة الخياطة لكننى أريد أن أخوض المخاطرة من أجل قميص .... ومن أجل قبلة .
استطرد :
- إنك ستصبحين أكثر جمالا عندما تتقدمين فى العمر
- لا ...
- صه ! أعرف أنك لا تريدين أن أشير إلى جمالك لكننى سأتحدث عنه .
أمسك يدها فى رقة .
- ذقنك يشوكنى إنك رجل فريد على أية حال !
ربتت على حده فى حنان , ثم أرادت أن تبتعد لكنه منعها من ذلك ممسكا ذراعها . انفجرت كاسى فى الضحك . لا لم يكن هذا ممكنا , هذه الضحكة هذه السعادة ليست حقيقية ! لكن كم هو جميل أن تكون بين ذراعي دان ! أن تمزح معه كالمراهقين .
صاح عاقدا حاجبيه :
- سأعلمك كيف تطيعين سيدك .
- أنبأتك يا دان أننى حصلت على دورة فى الفنون الحربية .
- تقصدين أنك لن تترددى فى أن ..
- أن أدافع عن نفسى .
بدت عيناها كبقعتين من الذهب الصافى . ابتعد بينما تظاهرت بانها تدافع عن نفسها .
- يا لها من امراة قوية !
أخذت كاسى وجه دان بين يديها . إنها لم تشعر قبل ذلك بهذه السعادة وبهذه الحرية .
- صغيرى المسكين يكفينى أن أقبلك قبلة صغيرة حتى تشعر بالأمان .
وأخيرا خرجت كاسى عن كل تحفظ .
قال :
- قبلة أخرى .
- انتظر ...
نظرت إليه فى مكر ثم أخذت تدغدغه , واخذ يضحكان من جديد .
قال :
- توقفى ! توقفى عن ذلك كاسى .
لقد حدث تحول غريب فى حياة كاسى منذ أن قابلها هذا الرجل الساحر . على الرغم من الظروف السيئة التى جمعتهما إلا أنها تشعر بسعادة لم تشعر بمثلها قط . هذه هى المرة الأولى التى تشعر فيها بانها قريبة إلى شخص ما إلى هذا الحد . نظر فى عينيها :
- أريدك لى زوجة , وصديقة ورفيقة ..
كان صوته أجش يدل على ما شعر به من عاطفة .
- عزيزتى .. أريدك أن تكونى زوجة لى . أنت أيضا تحتاجين إلى ذلك . دقات قلبك تكشف عن ذلك .
همست فزعة :
- ليس الآن .
- سيكون ذلك كما تريد سيدتى . حبيبتى أنظرى إلى هل تريدين أن تكونى زوجة لى ؟
أجابت والدموع فى عينيها :
- أنت تعرف أنه نعم .
- سنخضع لطلباتك يا عزيزتى لكن يجب ان أخلصك من خوفك .
نهض دان وجذبها برفق , وقادها إلى الأريكة حتى تستريح .
عندما وصلا إلى بورتلاند كانت الأمطار تنهمر بشدة . كانت كاسى سعيدة ,. لانها لن تضطر إلى أن تقود السيارة بنفسها . ذكرتها ستائر المطر والضجيج بمساء الحادث .
تركت يد دان عجلة القيادة وأمسكت ذراع رفيقته .
قال لها :
- اقتربى .
إنه حلم أن تكون مع مثل هذا الرجل ! ربما يكون ذلك ما زاد من قلقها :
إن الأحلام نادرا ما تتحقق . كانت معجبة بملامح وجه رفيقها . وحاجباه معقودان مركزات فى القيادة . قالت فى نفسها : أحبك يا دان . لا أريدك أن تكون حلما . أريد أن يكون كل ذلك حقيقة .
- ربما سيزورنا والدك .
أيقظ صوت دان السيدة الشابة من أفكارها .
- أشك فى ذلك . لقد اخبرته أين سأكون ؟ لكن يجب ان يشعر بالذنب بعد ما قاله لى .. كتبت كلمة ل جودى ستكون الوحيدة من بين صديقاتى التى سأفتقدها .
- جودى فقط ؟
- جميع الأخريات علاقات عمل . ليست لدى النية لكى أراهم من جديد .
قال دان موافقا على كلامها :
- من يأسف على مثل هؤلاء الأصدقاء ؟
استندت كاسى إلى كتفه .
- حدثنى عن بند . هل والدتك هناك الآن ؟
- لا إنها فى نيويورك مع إحدى أخواتى . أمى تعشق المسرح إنها تقضى مع عمتى وقتهما فى برودواى أو فى لندن .
- لندن ؟ لترى المسرحيات ؟
- ليس لكى ترى المسرحيات فقط . إن لديها أصدقاء هناك . عمتى بولا عكس والدتى وأختها الأخرى . إنها صعبة التخلى عن جذورها !
عرفت كاسى من نبرة دان المحبة كم يحب عمته بولا .
- هل سأراها ؟
التفت نحوها دان وقال :
- عمتى بولا سيدة مختلفة قليلا . إنها مربية نحل .
- عمتك تربى النحل ؟
- أمر غريب أليس كذلك ؟ لديها حديقة مليئة بخلايا النحل . إنها تتاجر فى العسل ولقد فتحت عدة متاجر تحمل اسمها فى بورتلاند : عسل العمة بولا إنها تمتلك علامة مميزة .
- أنت تمزح .
انفجر دان فى الضحك وقال :
- لا , أنا لا أمزح على الإطلاق .
- هل هى متزوجة ؟
- مات زوجها منذ عشرين عاما . ليس لديها أطفال وتدعى أننى ابنها ! إنها تشتاق لمعرفتك .
كلماته الأخيرة جعلت كاسى تشعر بالعصبية ., سألت دان بصوت حاد :
- لماذا ؟
- تشتاق لتتعرف عليك , لإنها تحبنى . تريد أن تتحقق من صحة ما قلته عنك .
صاحت كاسى فى غضب :
- دان ! انت لم تحك ما دار .. بيننا لأسرتك .
- بلى بالتأكيد ., قلت لهم إننى أريد الزواج منك . لماذا كنت سأخفى عنهم ذلك ؟
كان بنبرته بعض التغطرس .
- لأننا .. لم نقرر شيئا بعد .
- بلى . إذا عارضت ما قررته فسأفقد احترام عائلتى لى .
- لا أدرى على الإطلاق متى تمزح ؟ أنت تسخر منى ! لا أعرف كيف أتصرف أمام أناس يقيموننى .
- إنى أمزح . ستحبين عمتى بولا تماما كما أنها ستحبك . أول شئ تفعله سيكون أن تحضر لك كتابا فى فن الطهى . إنها تستبدل السكر بالعسل فى كل أطباقها .
ابتسم إليها دان .
- أين تسكن أنت ؟
جاء هذا السؤال توا على ذهن كاسى .
- فى كوخ بالقرب من مكان العمل فى الغابة . أعيش هناك من وقت لأخر . أحيانا أعيش فى المنزل . كلبتى تعيش هناك وأذهب لكى أراها .
استطردت كاسى :
- من الذى يهتم بالمنزل فى هذا الوقت ؟
عمتى بولا فى جزء من الوقت . وأنا فى جزء أخر . أمى تزرع بعض أنواع الخضروات فى هذا المسكن .
قالت كاسى :
- أعشق المنازل حيث توجد النباتات .
كان المشهد رائعا . يخترق الطريق الغابة . ومنطقة مساكن للهنود .
انحرف ادن ناحية الشمال واتخذ اتجاه مدينة تدعى " مدراس " شعر بعصبية رفيقته المتزايدة فأخذ يكلمها عن المنطقة .
قال :
- لم يعد البيت بعيدا . المكان يرى هنا . نحن قريبان جدا من جبل " باكور " لدى صديق ينظم جولات الجو جميل جدا هنا والثلج ناعم جدا . بالمناسبة هل تتزحلقين عن الجليد ؟
- قليلا . لست ماهرة .
- هناك حلبات لكل المستويات .
أمسك دان يد السيدة الشابة . يبدو أنه يريد أن يعطيها بعض الشجاعة التى تنقصها . بقيا صامتين حتى وصلا إلى " بند " إنها صغيرة بالمقارنة إلى " بورتلاند " .
ضحك متفاخرا :
- هذا هو شارعنا الرئيسى .
وجدت كاسى المدينة ساحرة . اخترقا الشارع ليجدا نفسيهما على الطريق مرة أخرى .
- إننا نسكن خارج " بند " على شاطئ النهر . لقد وصلنا يا عزيزتى .
سحبت كاسى يدها , وأصلحت الإيشارب على أذنيها .

  #17  
قديم 07-26-2011, 03:27 PM
 
الفصل التاسع

سلك دان طريقا ضيقا يقطع حقلا ممتدا من التبن تنمو به أشجار عالية , وبعد ذلك اخترق براري مسورة حيث يرعى فرس ومهر فى الحشائش . ركض هذا الأخير نحو السور ليرى السيارة المارة , ثم عاد إلى أمه . عبر دان بعد ذلك قطعة أرض كثيفة الأشجار تنتهى حدودها عند حدود مرج . فى هذا المكان يقبع منزل ضخم بالحجارة البنية . سلك بعد ذلك طريقا ضيقا تحفه الأشجار الصغيرة ينتهى بممر مبلط .
شعرت كاسى بخيبة أمل . لقد تخيلت أن عائلة دان ستكون فى استقبالها لكن الباب الضخم ذا المقابض المزخرفة كان مغلقا .
كان لون اعلى البيت على الرقم من تأثره بمرور السنين جميلا ومناسبا تماما للبيئة المحيطة . طريق ثان يحيط بالبيت يؤدى إلى الجراج . ولكن ترك دان السيارة بالخارج .
نظرت كاسى إلى صديقها وقالت :
- إنه جميل جدا . هذا المكان يبدو هادئا .
أمسك دان يدها وقال :
- كنت اعرف أنك ستحبينه يا عزيزتى . الشمس هنا لتستقبلنا .
خرج من السيارة , وفتح الباب للسيدة الشابة . دخل الاثنان إلى المنزل . وجدا نفسيهما فى صالة كبيرة فى الدور الأرضى تؤدى إلى حجرة الطعام . كانت حجرة الطعام مزينة بلوحات جميلة من الطبيعة , كان يوجد مدفأة ., أرائك وثيرة , طاولة وكراسى .
فى الردهة المجاورة ساعة حائط ضخمة أسفل سلم خشبى , الأرض الخشبية ملمعة براقة تحت السجاد الصوفى دليل على عراقة المسكن . كان على أية حال تماما مثلما وصفه لها دان . إنه يعكس الرفاهية , والذوق الطيب والهدوء .
قاد دان كاسى إلى مطبخ واسع به نوافذ واسعة , طاولة مستديرة , وكراسى ذات ظهر مستقيم , موضوعة بطريقة تجعل الجالس إليها يرى النهر .
حتى الآن لم يتفوه دان بكلمة :
- سأطلعك على الطابق العلوى .
أمسك يدها وسبقها إلى السلم الكبير المؤدى إلى الغرف . كان باب الغرفة الأولى مفتوحا . والشمس تغطى السجادة البنية الموضوعة أمام النافذة . فى وسط الغرفة سرير كبير مغطى بمفرش صوفى مقلم احمر وأزرق , إنه مكان ظهرت به , لمسات رجولية . الأثاث داكن وثقيل , الكراسى مكسوة بالجلد . هناك بابان . واحد يؤدي إلى الدولاب والثانى إلى الحمام . هذه الغرفة تتناسب مع دان .
سألته كاسى :
- هل هذه غرفتك ؟
- غرفتنا ؟
أجابها دان بسؤال أخر . غاصت كاسى بعينيها فى عينى دان الداكنتين وهزت رأسها . فكرت فى أن الصمت هو أفضل إجابة دفعها دان برفق لتعبر ردهة تؤدى إلى غرفات أخرى .
- هناك أربع غرف فى الطابق الأول . ثم شقة صغيرة فوق الجراج للضيوف . هنا حجرة أمى لكن كما تعرفين نادرا ما تكون فى البيت . هذه غرفة صغيرة تصلح تماما لتكون حجرة للخياطة . فى الجنب توجد غرفة أخرى . ستقيمين فيها فى انتظار أن تشاركينى غرفتى بعد الزواج .
فتح دان بابا وابتعد ليدع كاسى تدخل . كانت الحجرة فسيحة , ومربعة الحوائط ., مدهونة باللون الأبيض . الأرض مفروشة بسجادة خضراء , وطاولات وكراسى بيضاء . السرير مفروش بغطاء هندى موشى بزخارف حمراء مع وسادات مناسبة . على الأرض أصص نباتات عطرية .
قالت كاسى فى إعجاب :
- إنها رائعة .
ابتسمت إلى دان ابتسامة مشرقة فاحتضنها .
- أحب أن أراك فى منزلى .
- كنت أعتقد أنه منزل والدتك .
ابتسم إليها معاتبا. ربت على خدها فى رفق .
- دان ماردوك . يا لك من مراهق .
- لكنك انت دائما اميرتى الجميلة .
أخذ يضحك محتضنا كاسى . كل نظرة وإشارة من دان تكشف عن عاطفة غامرة يكنها دان ل كاسى وهى تكاد تنصهر تحت نظراته .
لم يكن لديها رغبة إلا فى شئ واحد . أن تبقى بالقرب منه تشعر بنبضات قلبه التى تعبر لها ببلاغة لا تصل إليها الكلمات . رأت نفسها فى عينيها .
- أحبك يا جميلتى . أحبك .
أجابت كاسى مضطربة :
- وأنا أيضا .
كانت الدموع تلأتلأ فى عينيها .
سمعا صوت سيدة :
- كوكو دان ! إنى أنتظرك منذ وقت طويل .
قال دان مفسرا إلى كاسى :
- إنها عمتى بولا إنى مندهش , لأنها لم تصعد حتى تفاجئنا فى وضع غرامى , إنها متشددة بعض الشئ , ولكن بها صفة حميدة وهى إنها مباشرة فى تصرفاتها .
شعرت كاسى بالقلق وتبين دان ذلك فربت على كتفها حتى يطمئنها .
استطرد :
- إنها تلاحقنى منذ وقت طويل حتى أتزوج فتاة طيبة . ستحكى لك فى البداية تاريخ العسل .
كانت سيدة تنتظر أسفل السلم . ذات شعر رمادى , عيناها واسعتان ولها ابتسامة مشرقة . ترتدى بنطلون جينز , وتى شيرت مطبوعا عليه العمة بولا كلها من العسل .
استقبلها دان بقبلة حانية على وجهها . اضطر إلى أن ينحنى فهى تصل إلى صدره بالكاد .
قدمهما لبعضهما :
- عمتى بولا . كاسندرا فارو ولكن ندعوها كاسى .
- صباح الخير يا كاسى . يا إلهى كم هى طويلة ورشيقة وشعرها وعيناها بلون العسل .
مدت العمة بولا يدها لتصافح صديقة ابن أخيها . لمعت عيناها بالسرور .
قال دان مرحا :
- كنت اعرف أنك ستقولين هذا .
- لماذا تأخرت فى اصطحابها إلى هنا يا عزيزى ؟
- لقد جئت بأسرع ما استطعت يا عمتى الصغيرة .
هزت العمة بولا رأسها فى رضا . نظرت كاسى إلى دان خلسة , ورأت أنه سعيد باستقبال عمته الحار .
قالت :
- هيا بنا نشرب القهوة ., سنتعرف أكثر ل دان هنا صديقة صغيرة ستغضب لانه لم يذهب ليسلم عليها بعد اسمها سالى ولها أجمل عينين زرقاوين فى العالم .
سارت كاسى إلى جانب العمة بولا وتبعهما دان بعد لحظات .
فتح الباب فظهر كلب أسود كبير وأسرع نحو المطبخ . وقف لحظات عند الطاولة المستديرة ونظر إلى كاسى فى فضول . كانت العمة بولا محقة , هذه الكلبة لها عينان زرقاوان مدهشتان .
قال دان بصوت حازم :
- قولى صباح الخير ل كاسى يا سالى .
تقدمت الكلب عدة خطوات . جلست , ورفعت فمها وتأوهت ثم نظرت إلى دان وقفزت فى سعادة .
ربتت كاسى على ظهرها وقالت :
- صباح الخير يا سالى .
سألت وهى تضع يدها على رأس الكلبة الكبيرة :
- ما سلالتها ؟
أجاب دان :
- إنها كلبة من الكلاب التى تجر الزلاجات فى سيبيريا . اسمها سوفسكايا لكننا سميناها سالى .
أعرفت لماذا ؟ إن اسم سالى أسهل .
أحضرت العمة بيا القهوة والأقداح ووضعتها على الطاولة .
سألت دان :
- هل ستشرب القهوة معنا ؟
- بالتأكيد . بشرط أن تقدمى لى واحدة من كعكاتك اللذيذة ., وبعد ذلك سأذهب لأفرغ محتويات السيار
أخذ دان مقعدا وجلس وظهره إلى النافذة .
- كيف حال فريد وهانك ؟ هل لديهما الكثير من العمل ؟
- نعم , إنهما مشتاقان للمجئ لرؤية زوجة اخيهما القادمة .
شعرت كاسى بالتوتر , شدت الوشاح إلى أذنيها .
لاحظ دان ذلك ونظر إليها بحنان عندما ارتجفت يداها وهى تمسك بقدح القهوة . فى هذه اللحظة لاحظت أن العمة تتفحص ندبات يدها . سحب يدها بسرعة ووضعتها فوق ركبتها .
- كل العائلة دفعة واحدة , هل أنت مستعدة لمواجهة ذلك يا عزيزتى ؟
خفضت كاسى عينيها . هكذا . لقد اصطحبها دان إلى هنا , ليقدمها لأسرته والمقابلة ستكون هذا المساء . لم يكن لديها أى خبرة عن العائلة وخاصة إذا كانت عائلة مترابطة مثل عائلة دان . ثبتت نظرها على دان رغم أنها لا تراه . إن رأسها يموج بالأفكار .
فجأة . رن جرس التليفون . ذهب دان إلى الطرف الأخر من المطبخ ليجيب . فى طريقه ربت على كتف كاسى فشعرت بالدموع تتصاعد إلى عينيها .
قالت العمة بولا لتزيل الصمت وعلى شفتيها ابتسامة أشرقت وجهها المجعد وعينيها الماكرتين :
- كنت أنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر . كنت أعرف أن دان سينتهى بالتعرف على الفتاة المناسبة تماما مثل أبيه وأخويه . فى هذه العائلة يختار الرجال زوجاتهم بعد تفكير ناضج , ثم يقعون فى حب عميق , لقد وجد دان المراة التى تلزمه .
نظرت كاسى إلى السيدة العجوز طويلا قبل أن تسألها :
- كيف تأكدت أننى الفتاة التى تلزمه ؟ أنت لا تعرفين شيئا عنى قد أكون واحدة من المعجبات اللاتى يدرن حوله ..
- عندى ستون عاما يا صغيرتي , إننى لم أولد بالأمس . إذا كنت مجرد فتاة ممن يدرن حوله - كما تقولين - لما اصطحبك دان إلى منزل أمه .
تكلمت العمة بولا بصراحة . نظرت إليها كاسى بدهشة بينما كانت تهم بالحديث . عاد دان وجه كلامه إلى السيدة الشابة :
- هانك بحاجة إلى عدة أيام . يجب ان أذهب . إنى سعيد بتعرفك على عائلتى وستكونين معها أثناء غيابي .
أجابت كاسى :
- لدى العديد من الأشياء التى يجب ان أفعلها كما يجب ان أخيط أنت تعرف هذا جيدا .
قدمت العمة بولا الكعك بالتفاح , وتناولوا الحديث عن مشروعات كاسى . بدت العمة بولا ودودا بشكل جعل كاسى تنسى اللقاء المرتقب مع باقى عائلة دان .
سألت السيدة العجوز :
- هل تريد المزيد من الكعك يا دان ؟ هناك الكثيرمنها فى الثلاجة طهوتها اليوم . هل تعتقد أن أربع كعكات كافيات ؟
رددت كاسى فى دهشة :
- أربع ؟
انفجر دان فى الضحك :
- هناك اثنا عشر طفلا وسبعة كبار , ويكون العدد تسعة عشر بك يا عزيزتى
قالت العمة بولا :
- يجب أن تأتى لوسى وماريان مع هيلين .
نظرت إليها كاسى فى حيرة .
سألها دان فى دهشة :
- هل عادت ؟
ثم التفت إلى كاسى وشرح لها :
- لوسى أخت هيلين وهكذا يكون العدد عشرين . من الأفضل أن تصنعى كعكة أخرى يا عمتى بولا.
مر بعد الظهر بدون أى حادث . عادت العمة بولا من منزلها - كانت تسكن فى المنزل المجاور - ومعها كعكات وضعتها فى الفرن . أفرغ دان السيارة من محتوياتها وساعد كاسى على ترتيب حاجياتها . كانت سعادتها فى أن تكون بجانبه , وكان ذلك هو الشئ الوحيد الذى يزيل خوفها . بالإضافة إلى أنها كانت مشغولة بما سترتديه هذا المساء وتسريحة شعرها , شعرت أنها فتاة مراهقة تستعد لأول حفل لها .
أخذت دشا وغسلت شعرها جيدا , ثم جففته بالمجفف . نظرت إلى نفسها فى المرآة , وبدت سعيدة بالنتيجة , بدت المشكلة فى اختيار ما سترتديه , فتحت الدولاب وهمت باختيار الفستان عندما طرق دان الباب ثم دخل .
أخذها بين ذراعيه قال :
- رائحتك ذكية . جئت لأقول لك أن ترتدى ملابس قديمة . لابد أن الأطفال سيطلبون اللعب بالكرة
- دان . أريد أن أضربك لما ورطتنى فيه ! وأنا ..
أسكتها دان بقبلة خاطفة .
- ما الذى يزعجك ؟ أنت لست خجولا ! امرأة قادرة على عمل الإعلانات أمام مئات الأشخاص . لا تخشى مواجهة واحد وعشرين شخصا معظمهم من الأطفال .
- إنه ليس نفس الشئ يا دان . إنه أمر جديد . لم يكن من الواجب ان آتى . ستعتقد عائلتك أننى أثرت عليك حتى ترتبط بى بعد الحادث .
اعترض دان :
- هذه هى أحمق الكلمات التى سمعتها على الإطلاق ! هل تعتقدين أننى أحتاج إلى موافقة عائلتى لاختيار المرأة التى سأعيش معها ؟ أود أن تقدرك عائلتى وأن تحبينها . ولكن لن يغير رأيهم أى شئ فى مشاعرى .
احتضنها دان برفق وعلى الفور ذاب خوفها وقلقها كالثلج تحت الشمس . همست :
- إنى أشعر ببعض الخجل .
- لا داعى لهذا الشعور . سأكون معك وسيمر كل شئ بخير .
نظرت إلى عينيه محاولة أن تستمد منهما شجاعتها . فرأت فيهما إما الغضب أو الحب.
- سأحاول ..
- غدا , سيذهب الأطفال إلى المدرسة , ولذلك لن يتأخروا كثيرا هذا المساء , والآن اذهبى وارتدى بنطلون جينز , وبلوفر . سيكون الجو باردا بمجرد غروب الشمس . سأبقى حتى أساعدك فى اللبس
صاحت كاسى :
- اخرج من هنا يا دان و إلا سأنادى على العمة بولا .
غادر الغرفة .
عندما نزلت كاسى السلم بعد عدة دقائق كانت ترتدى بلوفر أصفر وبنطلون جينز , وحذاء أصفر مناسب , وعلى شعرها عصابة من الحرير .
دخلت المطبخ بينما كان دان يفرغ محتويات كيس فى أطباق من الكارتون . نظر إليها تاركا الكيس يسقط على الأرض . ثم فتح ذراعيه واستقبل كاسى التى جرت إليه .
- أنت تشبهين الكتكوت فأنت رقيقة وناعمة مثله .
قبلينى وعلى الفور ساعدينى فى وضع الطاولة على الشرفة .
فردت كاسى مفرشين على الطاولتين ثم وضعت الشوك والسكاكين .
سألت دان بعد أن انتهت :
- هل هذا كل شئ ؟
- سنعد القهوة فيما بعد . لدينا بعض الوقت حتى يأتى الجميع , وأود أن أقضى هذا الوقت معك .
أمسك دان ذراع السيدة الشابة وقادها إلى حجرة المعيشة . غرق الاثنان فى جو من السحر . كان الأمر كأنهما كانا معا دائما . نسيت كاسى كل الأسئلة المحيرة وكفت عن التفكير مستسلمة لنشوة القرب من هذا الرجل .
أمسك يدها وجلس معها على الأريكة . ثم احتضنها وأخفى وجهه فى شعرها الذهبى .
بادرته :
- دان .. كيف بقيت أعزب حتى هذا الوقت ؟
كدت اتزوج ذات مرة ,وفى الوقت الذى حدددناه لإتمام الزواج رن لى إنذار خطر . تظاهرت لحبيبتى بأننى لست ثريا , ففرت على الفور وهجرتنى , لانها ترفض الزواج من عامل بسيط .
ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتى دان . نظر إلى كاسى .
- وجرح قلبك يا عزيزى ؟
ضحك مهدهدا كاسى بين ذراعيه وقال :
- ليس تماما . كنت صغيرا جدا عندما حدث ذلك . كنت أعتقد أننى أملك العالم .
- فى هذه الفترة من فترات الحياة عندما يعتقد المرء أن هذا العالم ينتمى إليه ويستطيع أن يفعل فيه ما يريد . لقد أحسنت فى مكياجك هذا المساء . أنت جميلة .
نظر إليها بشدة وعيناه تلمعان بالمكر . تبع الندبة التى فى خدها ولأول مرة يلمس أذنها المجروحة تحت شعرها .
تيبست كاسى فى مكانها لكنه قبلها رغم كل شئ , لم تقاومه كاسى ولم تخش أن يكتشف باقى ما تخفيه من ندبات . كان ضربا من الجنون أن تستسلم للمساته على هذه الأريكة . لكنها فقدت كل قدرة على المقاومة . وشعرت أنها تسبح فى فضاء لا نهائى .
فجأة فتح باب المسكن .
- أوه , أوه يا دان ! أحتاج إلى المساعدة لحمل الكعكات .
زفر دان , انفجرت كاسى فى الضحك وانتزعت نفسها من حضنه .
قال :
- المرة القادمة ذكرينى بأن أغلق الباب بالمفتاح .
أصلحت كاسى من هندامها وأعطته مجلة .
- ما عليك إلا أن تقرأ يا دان . سأذهب لمساعدة عمتك .
قال دان فى سعادة وهى تغادر الحجرة :
- حسنا !
عندما رأت كاسى السيدة الشابة وهى تحمل الكعكات فى يدها بصعوبة سألت نفسها : كيف استطاعت الوصول إلى هنا . لكنها وصلت على اية حال .
- كنتما فى وضع غرامى . أليس صحيحا ؟
ازال دان أحمر الشفاه عن شفتيك . هذا الولد لن يتركك فى سلام حتى تتزوجينه , وسيجبرك على البقاء فى غرفة النوم خلال أسبوع ! فعل والده ذلك مع زوجته . كانت حاملا فى هانك فى اليوم التالى لعرسهما .
توردت كاسى لهذا الحديث الصريح .
- إيه يا سيدتى . دان لم يخبرنى باسمك .
- بلى لقد أخبرك به , العمة بولا . لا تخشى من رفع الكلفة بيننا . الجميع يناودننى العمة بولا .
ضحكت عينا السيدة العجوز وأحاطت خصر كاسى بذراعها .
- سأفعل أنا أيضا . وكذلك اعتبرك قريبة لى .
قال دان خلف السيدتين :
- أتصور أنكا تتآمران على .
التفتت كاسى . سالته فى براءة تامة :
- هل قرأت المجلة كلها يا دان ؟
ربت على ذراعها . ردد مقلدا صوتها :
- نعم قرأت المجلة بأكلمها . هل تريدين أن أذهب إلى بيتك لاحضر باقى الحلوى يا عمة بولا ؟
- سأرافقك . كاسى تحتاج إلى أن تصلح من مكياجها . وبعد ذلك تتركها وشأنها يجب ان تكون جميلة هذا المساء .
ربتت كاسى على خد دان ابتسمت إليه ابتسامة ماكرة .
قالت وهى تمضى :
- استمع إلى نصائح عمتك .







  #18  
قديم 07-27-2011, 03:41 PM
 
الفصل العاشر

كانت كاسى فى المطبخ مع العمة بولا عندما سمعت الكلبة تنبح وأبواب سيارة تصفق . ارتفع صوت امرأة يأمر :
- أحمل الدجاج إلى المطبخ يا جون . جيم وجولى أمسكا الطفل ولا تقتربوا من سالى . لا تهرب يا جوستان . هناك الكثير الذى يجب ان تحمله .
تركت كاسى نفسها لتسقط على مقعد . إن ساقيها لا تستطيعان أن تحملاها . قالت لنفسها : ابتسمى يا كاسى . لا تكشفى عن انفعالاتك . تظاهرى بالهدوء . تبا ! كفى عن التوتر لك كل الحق فى أن تكونى هنا . إن دان هو من أراد ذلك . تشجعى يا كاسى . تشجعى !
على الرغم من ذلك نظرت إلى العمة بولا نظرة كلها قلق .
قالت الاخيرة لتشجعها :
- اعتمدى على يا كاسى . هذه سكين ابدئى فى تقطيع الكعكات الصغيرات ست قطع والكبيرة ثمان
وضعت الحلوى على الطاولة .
بعد قليل قالت السيدة العجوز :
- هذه مارجى واطفالها الخمسة . إنها أم مثالية .
أمسكت كاسى سكين المطبخ . كانت سعيدة , لأنها لديها شيئا تفعله .
سمعت صوت دان . لقد وعدها بأن يكون معها .
صفق باب المطبخ . دخل خمسة أطفال فى نفس الوقت .
قالت العمة بولا :
- يا صغار ضعوا الطعام على الطاولة فى الشرفة .
اندفع الصغار . سمعت صوت المرأة الحاد للمرة الثانية :
- اذهبوا لتلعبوا فى الخارج يا أطفال ! لا تقتربوا من النهر , وراقبوا جاين جيدا , وعندما تبدوءن مباراة الكرة أحضروا لى الصغير .
لم يسعف كاسى الوقت لترسم فى خيالها صورة صاحبة هذا الصوت . سيدة قصيرة شعرها أسود وقصير , دخلت إلى المطبخ مبتسمة , مرتدية بنطلون جينز , وقميص مربعات وحذاء رياضيا .
نظرت إلى كاسى بعينين ضاحكتين فلم تستطع كاسى إلا أن ترد لها ابتسامتها .
- أنت كاسى ؟
أجابت العمة بولا بسعادة :
- بالتأكيد . منذ ان رأيتها عرفت أنها الفتاة التى خلقت من أجل دان . لو رأيتهما مع بعضهما هو أسمر وهى شقراء مثل العسل .
تقدمت مارجى نحو كاسى بابتسامة لطيفة :
- أنا مارجى زوجة فريد . أنا سعيدة جدا بلقائك . انتظرت هذه اللحظة طوال اليوم .
احتضنت كاسى بحنان ثم ابتعدت , وما زالت الابتسامة على شفتيها .
صاح دان عائدا من الشرفة :
- هيه ! مارجى أرى أنك قد تعرفت بالفعل على زوجة المستقبل .
احاط كتفى زوجة اخيه بذراعيه .
- نعم , حدث ذلك بالفعل . كيف حالك يا دان ؟
- طيب جدا يا صغيرتى مارجى وأنت ؟
قبل جبينها .
- حسن .
صاح رجل دخل توا :
- هيه ! اترك زوجتى أيها الصبى .
كان هذا الرجل أقصر من دان ولكنه قوى البنيان مثله . شعره أسود , وبه بعض الخطوط من الشعر الأبيض . وله شارب .
صاحت مارجى وهى تقترب نحوه :
- عزيزى ! لم أتوقع ان تصل مبكرا . ألم تمر على البيت لتبدل ملابسك . أعطينى معطفك وأخلع رابطة عنقك ولتكن على راحتك .
- أردت ان اكون جميلا لمقابلة كاسى .
قالت بصوت ماكر :
- لا تحتاج لأن تكون جميلا من أجل كاسى . فأنت لى .
مد اخو دان يده مصافحا كاسى :
- أنا فريد .
- اهلا فريد . سعيدة جدا لمقابلتك .
- انا سعيد . لأن هذا الصبى الشيطانى قد وجد أخيرا من تشاركه حياته ! أهلا عمة بولا كيف حالك ؟ ماذا أعددت لنا من طعام شهى ! لا يوجد فى بيتنا طعام !
قالت العمة بولا ضاحكة :
- أنصت إلى . لو كنت مكانك يا مارجى لما طهوت أى طعام . فى هذه اللحظة وصلت هيلين وأسرتها .
اقترب دان من كاسى وسألها :
- هل كل شئ على ما يرام يا عزيزتى ؟
أجابت بكل صدق :
- تماما .
كانت هيلين سيدة طويلة , شعرها مائل للون الرمادى . استقبلت كاسى بلطف , ولكن ليس فى نفس حرارة ماجى .
أطفالها يعشقون العم دان . قالت إن هانك زوجها لديه كثير من العمل وهم مضطرون للعشاء بدونه . كانت أختها معها . إنها شقراء مدت إليها كاسى يدها لتصافحها لكنها لمستها بالكاد .
اختفى قلق كاسى تماما , وأدركت أنها لم تكن على صواب عندما خشيت من استقبال عائلة دان . التى أثبتت أنها عائلة طيبة وودود .
سار الحديث فى جو عائلى جميل . كانت كاسى تتحدث إلى فريد والسيدتين فى سعادة بينما ذهب دان ليلعب الكرة مع أولاد اخويه . ثم عاد بهم لتناول العشاء . أثناء العشاء كان دان يربت على يدها أو على خدها . ينظر إليها كأنه يريد أن يظهر لعائلته كم يحبها .
بعد العشاء . عاد الأطفال للعب ونهضت كاسى لتساعد العمة بولا فى تنظيف المائدة.
قالت لها العمة بولا :
- لا تتحركى . تحدثى مع مارجى بينما تأكل جاين . ستساعدنى هيلين ولوسى .
بكت ماريان .
- أريد أن تلعب أمى معى .
نظرت إلى كاسى ببغض .
قالت مارجى :
- لا تبكى يا عزيزتى . اجلسى على المقعد العالى فى المطبخ وراقبى أمك وهى تساعد العمة بولا .
ثم ابتسمت مارجى . ونظرت إلى فريد بعينين مشرقتين .
شعرت كاسى بالحنان الذى يربطهما . وقبل فريد زوجته بحب .
هذان الزوجان متحابان بل إن كليهما يعشق الآخر ودان أيضا سيكون زوجا محبا , وأبا واعيا . إنه يرغب فى كاسى وهى لاتشك فى ذلك . لكن الحب ؟ هل من الممكن أن يكون قد احبها فى هذا الوقت القصير ؟ لا يجب الخلط بين الشفقة والشعور بالذنب . وبين الحب .
فى نهاية السهرة جمع فريد ومارجى أطفالهما وذهبا . وعدت مارجى بأن تعود لترى كاسى فى غياب دان . أخذت هيلين أطفالها فى سيارتها الكبيرة عندما وصل زوجها . قال الأطفال إلى اللقاء ل كاسى , ثم قبلوا والدهم قبل أن يرحلوا مع هيلين .
شعرت كاسى بالارتياح , لأن عائلة ماردوك عائلة مترابطة . راقبت هانك وهو يتقدم نحوها .
كان طويلا مثل دان , ولكنه أكثر نحافة يضع نظارة . قال :
- آسف على التأخير . كان هناك عطل فى قطاعة الخشب . واضطررت للانتظار حتى أعرف إذا كان عطلا جسيما .
مد يده ليصافح كاسى مبتسما :
- أهلا كاسى . أعتقد أنك عانيت من الضوضاء . هكذا تقول العمة بولا إن الضوضاء تكون حيث يكون الاطفال .
- لا إنهم فى غاية الظرف .
احتضن دان كاسى وقال محدثا أخاه :
- تعال إلى المطبخ يا هانك لقد احتفظت لك ببعض الطعام .
بعد أن رحل هانك بعد ساعة تقريبا كانت كاسى مقتنعة بأن هانك لا يقدر وجودها فى المنزل .
عندما جلس إلى طاولة الطعام تحدث مع دان عن العمل وكانت هناك مشكلات بسبب العقود الاجنبية . ويجب ان يعود دان إلى اليابان لتسوية هذه المشكلات . أثناء ذلك تحدثت كاسى مع العمة بولا فى المطبخ . ثم عادت هذه الأخيرة إلى بيتها . عادت كاسى إلى غرفة المعيشة حيث لم يوجه لها هانك كلمة واحدة باستثناء تحيته لها قبل أن يرحل .
بعد رحيل أخيه أعلق دان الباب .
إيه حسنا . كيف كان الأمر؟
- مؤثر . حتى هذه الليلة لم أتعرف على عائلة كبيرة العدد مثل عائلتك . أعتقد أننى أفضل أن أكون بمفردى مع العمة بولا أو مارجى .
قال فاتحا ذراعيه :
- أو معى . تعالى إلى يا أميرتى .
استطرد :
- الباب مغلق بالمفتاح ولن يأتى أحد ليزعجنا هذه المرة .
- دان . أنا لا أصدق .
أسكتها بقبلة ثم همهم " لا تصدقى شيئا " ثم ابتسم إليها منتصرا .
صاحت :
- هذا ليس من العقل يا دان .
انتزعت نفسها من بين ذراعيه وابتعدت .
- ليس من العقل ؟
قالت :
- لا يجب ان نتمادى فى ذلك . لا أريد حملا غير شرعى .
- تريدين أطفالا. أليس كذلك يا كاسى ؟. حتى لا يطردك أفراخ أخى من العش .
توجهت إلى حجرة المعيشة ودان يتبعها . قالت :
- أريد أن انشئ أسرة فى يوما ما . لكن ليس الآن . لابد أن أجرى عملية تجميل أولا . كما أنه ليس لدينا ما نقدمه لطفل .
أجابها بصوت اجش :
- تبا . ماذا تقصدين ؟ نحن متحابان . سنكون أبوين متازين .
انزل من فوق سحابك يا دان . نحن متعارفان بصعوبة .
أمسك ذراعها واجبرها على أن تجلس على الأريكة وقال :
- أنت تكذبين ليس هذا هو السبب . ما زلت تخشين الارتباط .
فى الماضى كانت تهرب من نظراته أمام اليوم فهى غير قادرة على ذلك , تحشرج صوتها , وارتعشت ساقاها , إن دان يقول الحقيقة . استندت إلى الوسادات مضطربة . كانت تعرف أنها غير قادرة على المقاومة . ستجد نفسها بين أحضان دان ضعيفة وخاضعة مرة اخرى .
استطرد :
- لست أفهم لماذا لا تريدين أطفالا على الفور يا عزيزتى ؟
احتضنها . نظرت إلى عينيه فقرأت فيها الحنان .
- لست على استعداد لمحاربتك .
شعرت بوخز فى قلبها .
- أحبك يا أميرتى .
رفع هامتها بإصبعه وقبلها فى حنان .
لاذت كاسى الصمت . ذلك لأنها لا تعرف بماذا تجيب . لقد قال دان الحقيقة فهو يحبها بالفعل . لقد أصابهما شئ يفوق العادة منذ اللحظة الأولى التى رأيا بعضهما . ابتسمت إليه . كل ما يهمها الآن أنها معه .
أسندرت رأسها الأشقر إلى كتفه .
- هل سمعت هانك وهو يتحدث عن المشكلة المتعلقة بعقد اليابان ؟ يجب ان أسافر غدا .
- كم من الوقت ؟
- خمسة أو ستة أيام . ستكونين بخير هنا .
العمة بولا تسكن إلى جوارك . وطلبت من مارجى ان تأتى لتراك .
قالت كاسى مترددة :
- هل أنت متأكد أنه يجب على أن أبقى ؟ أفضل أن أعود إلى شقتى . لا أعتقد أن هانك يستحسن فكرة وجودى هنا .
- هانك رجل عملى جدا . إنه لا يقرر شيئا إلا بعد دراسة . فهو لا يعيش إلا للعمل ولاطفاله . لا أريد القول بأنه غير سعيد مع هيلين . إنها زوجة طيبة . فهى تأخذ منه القليل من الوقت . لها اهتماماتها الخاصة : الرحلات , الجولف .. هانك محب للعمل .
أما فريد وأنا فمصنع الخشب بالنسبة لنا مجرد وسيلة للعيش . فهو ليس الحياة . حياة فريد هى مارجى إنه يحبها بشدة . لقد أحبها دائما . وأسال نفسى ماذا سيفعل إذا حدث شئ لزوجته .
رفعت كاسى رأسها :
- تتكلم كأن شيئا سيحدث لها ...
- واجهت مارجى مشاكل صحية . أرادت أن يكون لها خمسة أطفال إنها أم رائعة .
أجابت كاسى :
- تبدو مارجى فى صحة طيبة . عيناها البراقتان , وضحكتها المشرقة .
- إنها بخير الآن . وأنا سعيد لأنها أعجبتك .
اجتذبها دان نحوه بشدة .
- أريد أن أحتجرك بين ذراعي وأسمع دقات قلبك .
- دان عزيزى . لا يجب ان ..
انتزعت نفسها من بين ذراعيه ونهضت قائلة :
- سأعود خلال لحظات .
ذهبت إلى غرفتها , وتوجهت نحو الحمام , وأغلقت الباب خلفها .
قالت لنفسها بصوت مرتفع :
- إنه محق فى رغبته فى الزواج . سيكون زوجا , وأبا ساحرا , إنه أنا من يتشكك . سأصاب بخيبة الامل ما لم ينجح زواجى ,. أخرجت رداء للنوم من الدولاب . قبل أن ترتديه نظرت إلى نفسها فى المرآة . كم تخشى أن تثير اشمئزاز دان بكل هذه الندبات التى شوهت جسدها الجميل .
اغروقت عيناها بالدموع وادارت ظهرها إلى المرآة وارتدت الثوب .
سرحت شعرها بشكل يخفى أذنها وخرجت إلى غرفتها , واقفلت كل الأضواء إلا ضوء الأباجورة المجاورة لسريرها .
بعد لحظات دخل دان فى هدوء .
قالت عندما رأته :
- أنت جميل ورائحتك ذكية .
ابتسم إليها :
- يجب أن أكون جميلا فى عينى حبيبتى .
- حسن .
كان الضوء خافتا جدا .
- لماذا أطفأت كل الأنوار . أريد أن أرى وجهك الجميل .
قالت :
- ماذا ؟
- لا أريد أن يغيب عنى ملامح وجهك . ما الذى تخفينه يا كاسى ؟
لماذا تخجلين من أن أراك ؟
شعرت كاسى أن كلماته سكينا يغمس فى قلبها .
- لا . ليس هذه الليلة يا عزيزى .
همس :
- تعرفين أن هذا لن يستمر . يجب ان يكون حبك قويا بالقدر الكافى حتى تقبلى أن تزيلى كل ما بيننا من حواجز . أريد أن نكون واحدا . لا يوجد أى أسرار بيننا .
لم تجب كاسى بشئ . كانت غير قادرة على الحديث . اغروقت عيناها بالدموع ونزلت على خديها . ربت على خدها فشعر بدموعها .
همس :
- لا ياعزيزتى . لسنا مضطرين لتسوية هذه المشكلة هذه الليلة . أنت متحفظة دائما لكن لايهم , سنتحدث فى ذلك عند عودتى .
زادت هذه الكلمات الحانية حزن كاسى .
قالت بصوت متكسر :
- أمهلنى بعض الوقت .
عادت تبكى فى صمت . هل هذه هى المرة الأخيرة التى سيكون فيها معها ؟
وقعت فريسة لقلق عميق . أخذت تقبله بحب .
همس دان :
- الحب الجميل هو الذى ينمو ببطء حتى يصل إلى الاعماق .
أقفلت كاسى عينيها . وقالت : أريد حبك يا دان وليس شفقتك . لا أستطيع رؤية الاشمئزاز فى عينيك .
جلس دان فى سيارته ينظر إلى كاسى . فى عينيها قرأ القلق :
- كل شئ سيكون على ما يرام . أليس كذلك ؟
هزت رأسها ثم زفرت . بحثت عيناها عن عينى رفيقها :
- كل شئ سيكون بخير يا دان لكنك ستوحشنى .
- وأنت أيضا ستوحشيننى .
- هل ستذهب إلى هذه الأماكن ... مع الجيشا ؟
لمعت عينا كاسى بالمكر وهى تنظر إلى وجه دان
- هل ستغارين
ابتسم إليها
قالت كاذبة :
- ولا قيد أنملة .
ضحك فى سعادة وصافح يد السيدة الشابة . ثم سلك طريق المطار حيث سيستقل طائرة صغيرة إلى بورتلاند .
- ستعتنى العمة بولا بك . أنت تخشين النوم بمفردك فى الليل تستطعين أن تأتى وتنامى فى حجرة أمى .
- أعرف . لقد اقترحت على ذلك لكننى لا أخشى الوحدة .
- لقد طلبت من فريد أيضا أن يمر عليك من وقت لآخر .
نظرت إليه كاسى فى دهشة :
- لماذا ؟
- أريد أن أتاكد من أنك ستكونين محاطة بهم يعتنون بك يا حبيبتى .
- شكرا لاهتمامك بى . ولكن لا أجد طائلا فى إزعاج فريد . لن تغيب أكثر من خمسة أيام على أية حال .
- ستكون أطول ايام فى حياتى . كنت أود أن أصطحبك معى .
- وأنا أيضا .
ركن دان السيارة فى ساحة انتظار المطار الصغير
- هل ستأتين ؟
هزت رأسها .قالت وهى تعلم أنها تخشى البكاء أو الانهيار عند رؤية دان وهو يرحل :
- لا أحب لحظات الوداع فى مكان عام . لا ترهق نفسك فى العمل واعتن بنفسك .
ابتسم إليها ثم احتضنها . أقفلت كاسى عينيها . لقد اعتمدت عليه كثيرا فى الأيام الماضية ! لم تكن تعرف أبدا أنها تحتاج إليه إلى هذه الدرجة .
أحبك لا تنس ذلك يا دان
- أحبك أنا أيضا يا كاسى .
تبادلا قبلة طويلة
- يجب أن أذهب الآن .


  #19  
قديم 07-27-2011, 03:48 PM
 
الفصل الحادي عشر

خرج دان من السيارة وأخذ حقيبته من على المقعد الخلفى . جلست كاسى أمام عجلة القيادة .مال إلى نافذة السيارة وقبلها للمرة الأخيرة .
- أحبك يا دان
لم تقل ذلك أبدا بصوت عال . ابتعد واختفى دون أن يلتفت خلفه .تبعته ببصرها . حتى اختفى . رنت كلماته فى أذنها " أحبك "
انتظرت حتى تقلع الطائرة الزرقاء الصغيرة وتتخذ اتجاه الشمال الغربى حتى ترحل .
أمضت كاسى فترة بعد الظهر هادئة فى الحجرة التى وضعت فيها ماكينة الخياطة . أخذت قميصا من دولاب دان واتخذته موديلا حتى تفصل له واحدا جديدا .أرادته قميصا جميلا واختارت له قماشا قطنيا خفيفا لونه أزرق . انتهت من القميص تقريبا إلا الكولة البيضاء التى ستضيقها فيما بعد . سمعت نباح سالى ثم باب سيارة يصفق .
نظرت عبر النافذة ثم نزلت لتفتح الباب .
- أهلا فريد
- كيف حالك يا كاسى ؟
- بخير وكيف حال مارجى ؟
ضحك :
- بخير أيضا . والآن وقد انتهينا من التحيات الرسمية لنفكر فى شئ جاد . هل لديك أى عصير طازج ؟
ضحكت كاسى بدورها وذهبت إلى المطبخ . إنها تحب فريد كثيرا .إنها المرة الثالثة التى جاء فيها ليطمئن عليها منذ رحيل دان .
- عصير برتقال ؟
- بكل سرور . مارجى تخبرك أنه ستمر لتراك غدا . إنه اليوم الذى تذهب فيه جاين إلى الحضانة .
- لست مضطرا للمجئ كل يوم يا فريد . إننى بخير .
- لا تقلقى يا كاسى . هذا أقل شئ أستطيع أن أفعله من أجل أخى الصغير ... هل تحبينه ؟ هل تحبينه حقا ؟
كانت هذه هى المرة الأولى التى يطرح عليها فريد سؤالا شخصيا . نظرت إليه طويلا قبل أن تجيب :
- نعم أحبه
ربت على يدها :
- أنا سعيد لذلك .. إنى سعيد بذلك حقا .
ثم شرب العصير جرعة واحدة ونهض قائلا :
- سأسرع. لن آتى غدا لدى الكثير من العمل طوال اليوم .
رافقت كاسى فريد حتى الباب .ابتسم إليها ابتسامة تشبه ابتسامة دان فوثب قلب السيدة الشابة فى صدرها .
قال عند عتبة الباب :
- بالمناسبة لقد اتصل أخى . طلب منى أن أخبرك أنك أوحشته .
- فريد ! بحق السماء ! لماذا لم تخبرنى على الفور ؟ هل حدثك عن العمل ؟
نعم . انتظم كل شئ .سيكون هنا بعد غد .
- على أية حال سيتصل من بورتلاند حتى أذهب لأخذه .
بقيت عند عتبة الباب تراقب سيارة فريد وهى تبتعد .سوف يعود دان خلال يومين . ماذا سيحدث ؟ إنها لا تستطيع أن تحيا مع هذا الخوف أكثر من ذلك .
فى اليوم التالى عندما جاءتها مارجى أطلعتها كاسى على القميص المنتهى متسائلة :
- هل تعتقدين أنه سيعجبه ؟
- بالتأكيد . سيعجبه لأنك أنت من فصلته ! إنه يحبك حقا يا كاسى .لم أكن أتوقع أبدا أن يحب دان إلى هذه الدرجة .
- نحن لم نتعارف منذ وقت طويل . أنا لست متأكدة من أن شعوره نحوى حب حقيقى . أحيانا أستيقظ فى قلب الليل وينتابنى شعور بأننى فى عالم خيال بعيد عن الواقع .
حملقت كاسى فى الفضاء
سألتها مارجى :
- هل هناك ما يزعجك ؟
أعاد هذا السؤال كاسى إلى أرض الواقع
- كيف توجهين لى هذا السؤال بعد ما نظرت إلى .
نقلت مارجى قدح القهوة من يد إلى أخرى
- أنت تولين وجهك اهتماما كبيرا . لم يلاحظ أى من أطفالى الندبة التى فى وجهك . وليس أمامك سوى بضعة أشهر تتحملين فيها هذه الندبة . قال لى دان إن جراح التجميل يستطيع إخفاءها تماما .
كان صوت مارجى مفعما بالأمل .
هزت كاسى رأسها :
- لدى ندبة طويلة من كتفى الأيمن حتى ركبتى . صدرى وبطنى وكل جزء من جسدى به قطوع بغيضة . أى رجل - حتى دان - يستطيع أن يحب امرأة لها هذا الجسد .
نزلت دموع كاسى على خديها . منذ الحادث أصبحت دموعها سهلة الانهمار .
تبادلت السيدتان نظرة مؤثرة .
أخيرا قالت مارجى :
- انت مخطئة . إذا كان هناك رجل يحبك بصدق فلن يهتم بنواقصك . الحب الحقيقى يصنع من التفاهم ، الثقة والعفو . الحب الحقيقى هو التسامح فهو يقبل حساسية وضعف الإنسان .
قالت كاسى :
- شكرا يا مارجى على هذه الكلمات الطيبة .
ولكن ما زال اليأس يقرأ فى عينيها
- لا بد أن أواجه هذه المشكلة فور عودة دان .
خفضت بصرها وحدقت فى قدحها
- أعطت الفرصة لـ دان يا كاسى . صدقينى آل ماردوك أناس أقوياء . عندما يحبون فإنهم يحبون بكل روحهم
- أوه يا مارجى إذا رأيت صدرى ستفهمين ؟
شحبت كاسى كانت هذه هى المرة الأولى التى تفضى كاسى بيأسها .
- وإذا رأيت صدرى أنا ... يا كاسى .
تحدثت مارجى بصوت هادئ ليس به شائبة حزن .
- ماذا تقولين يا مارجى ؟
بدت الحيرة على وجه كاسى .
- لا تنزعجى إلى هذا الحد يا كاسى . أجريت لى عملية استئصال منذ أربع سنوات . لن يكون لى أطفال بعد ذلك .
استطردت وعيناها تلمعان بالثقة :
- زاد اقتراب فريد بى منذ ذلك الحين . لأن كلينا يثق فى الآخر .
- ماذا أقول لك يا مارجى ؟
ابتسمت كاسى خلال دموعها .فى هذه اللحظة تبكى من أجل مارجى وليس من أجلها .
- لا تقولى شيئا .... يجب أن أذهب لكى أحضر جاين .أود أن تصبحى زوجة أخى زوجى يا كاسى
ذهبت وغسلت قدحها ووضعته فى مكانه . عيناها تعكسان حنانا حقيقيا .
أجلا فى المساء ذهبت كاسى إلى العمة بولا . تناولت السيدتان العشاء فى هدوء وهما تتحدثان .وعادت كاسى إلى البيت قبل الليل . غدا سيعود دان . هذه الفكرة سكنت ذهنها . لقد قال لها سنتحدث عند عودتى .
وقعت فريسة للأفكار السوداء .أغلقت الأبواب وصعدت إلى غرفتها ونامت . فى نهاية المساء اقتنعت بأن قصة حبها ستنتهى بعد عودة دان .منعها ذهنها المشوش من النوم الهادئ .
شعرت أنها متعبة وعصبية فى نفس الوقت .إنها تعيش مأساة حقيقية .كانت تريد أن تبكى .
ارتدت الروب وجالت فى المنزل .
أطعمت سالى ورتبت المجلات ثم ذهبت لتنام .
فى صباح اليوم التالى فى ساعة مبكرة سمعت صوت سيارة تتوقف أمام الباب .. صفقت أبواب السيارة بعنف .
أسرعت كاسى نحو الباب .صعد فريد والعمة بولا درجات السلم بسرعة . فتحت لهما كاسى
تمتمت السيدة العجوز :
- صغيرتى .
تسمرت كاسى فى مكانها :
- عمة بولا ، فريد ، ماذا يحدث ؟
قال فريد فزعا :
- تعرضت طائرة دان للاختطاف .هناك مجنون على متن الطائرة يهدد بنسفها ما لم تتوجه إلى كوبا
قالت كاسى متعلقة بمقبض الباب :
- قنبلة ... فى طائرة دان ؟
قال فريد :
- كان ذلك فى جريدة اليوم
سألت العمة بولا :
- ألا يمكن توجيه الطائرة إلى كوبا ويرحل هذا المختل ؟
بدت عجوزا جدا هذا الصباح . خداها نديا بالدموع . وشعرها الذى تهتم به دائما أشعث هذا الصباح
قال فريد :
- ليس لدى الطيار القدر الكافى من الوقود . سيضطر للنزول .
كادت كاسى أن تفقد وعيها . رأتها العمة بولا وهى تترنح فأمسكتها .
سألت كاسى بصوت مهتز:
- هل أنت متأكد من أنها ليست مزحة ؟
أجاب فريد متأكدا :
- إنها ليست مزحة .هذا المختل يستحق أن ...
ضرب الباب بقبضة يده .حاولت كاسى أن تتماسك وأتجهت نحو السلم .
- سأذهب إلى بورتلاند .يجب أن أكون هناك .
قالت العمة بولا :
- ابقى هنا سيذهب فريد . سيتصل بنا بمجرد أن يصل إلى شئ لن يكون هناك داع لوجودك فى بورتلاند .
قالت كاسى معترضة :
- يجب أن أذهب . فريد هل ستأتى ؟
- هناك طائرة تنتظرنى فى المطار . تم تغيير طرق الطيران الدولى . لكن يمكننا النزول فى مطار خاص . ثم نذهب إلى المطار الدولى بالسيارة .
أثناء رحلتهما إلى بورتلاند لم تكف كاسى عن التفكير فى كلمات دان : أنت حبيبتى وأنا أميرك . لقد كنا معا منذ آلاف السنين . سنكون معا سنولت جميلة أخرى ؟
هل هذه هى نهاية حياتهما المشتركة ؟ هل سيكونان معا فى مستقبل بعيد أو على كوكب آخر ؟ سجن الخوف كاسى وأحاطها بإحكام . دفعت عن ذهنها فكرة أنها لن ترى دان أبدا بعد ذلك وهيئته القوية . وسحر عينيه .
كادت أن تفقد عقلها من التفكير . نزلت من الطائرة وساقاها لا تقويان على حملها ثم صعدت إلى السيارة التى ستقلهما إلى المطار الدولى . أخبرهما السائق أن الطائرة البوينج 747 توجد على بعد خمس وثلاثين دقيقة من المطار . ركب قرصان الجو من هونولولو وأخبر الطيار على الفور نياته .
قال السائق :
- هذا كل ما أستطيع أن أخبرك به . السلطات صامته .
كانت كلمة ماردوك هى كلمة السر التى سمحت لهما بالمرور من بوابة المطار التى خصصت للسلطات وللطوارئ .وهناك أدخلا إلى صالة خصصت لأسر المختطفين . لم يفد العاملون فى شركة الطيران فريد بأى معلومات . لا أحد يريد الحديث أو الادلاء بمعلومات غير مؤكدة . الجميع ينتظرون يبتهلون ويبكون . مر نادل يحمل المشروبات
هزت كاسى رأسها رافضة عندما قدم إليها قدح قهوة .لكن أخذ فريد زجاجتى كوكاكولا وأعطاها واحدة
- اشربى وإلا لن تستطيعى أن تقفى على قدميك .
وقعت كاسى فريسة للخوف . سمعت قلبها يدق فى صدرها .
خلال سفرها من بند إلى بورتلاند ثم إلى المطار لم تفكر كاسى مرة واحدة فى وجهها ولا فى الوشاح الذى نسيت أن تضعه على رأسها . لمست خدها وتبعت بإصبعها الندبة دون أن تدرى .فجأة ارتفع صوت فى الصالة .فزعت كاسى ثم جلست لترى بشكل أفضل الشاشة .
- نحن على اتصال بالمطار لننقل آخر أخبار البوينج 747 المختطفة وعلى متنها مائة وثلاثة وأربعون فردا بالإضافة إلى الطاقم . مطار بورتلاند مغلق وتحولت رحلات الطيران إلى فانكوفر وسيتل .طبقا لآخر المعلومات من برج المراقبة يحاول الطيار إقناع المختطف بالنزول إلى بورتلاند لتزويد الطائرة بالوقود .
ارتفعت الهمسات عندما اختفت الصورة من على الشاشة . تسمرت كاسى فى مكانها . أخذت سيدة تبكى . تنبهت كاسى إلى أنها قد تعلقت بيد فريد .عندما سحب يده وقال :
- سأذهب لأرى إذا كنت أستطيع أن أعرف أكثر .
هزت كاسى رأسها مذعنة . شعرت أنها قد تحولت إلى إنسان آلى بدون روح . إنها لا تفكر إلا فى دان الحنون المبتسم .
كانت الصالة ساكنة إلا من صوت واحد منبعث من الشاشة :
- هاكم آخر المعلومات من برج المراقية .اتفق المختطف على أن تحط الطائرة ... وافق فقط على أن يترك السيدات والأطفال . كما أعلن أنه لن يتأخر فى القضاء على الطاقم إذا لم تزود الطائرة بالوقود وتقلع إلى حيث يريد .
عاد فريد وجلس إلى جوار كاسى وأحاط كتفيها بذراعه
ارتفعت الأصوات فى الصالة وتدافع الناس إلى النوافذ
- ها هى ! لقد وصلت .
سمعت كاسى صوت المحركات ورأت طائرة كبيرة زرقاء وفضية فى السماء وتتجه نحو ممر الهبوط . دعت الله أن تهبط دون مشكلات .خفق قلبها بشدة .
هبطت الطائرة بسلام . والناس فى الصالة ما زالوا يحدقون عبر النوافذ .اقتربت سيارة تقل رجلا من الطائرة .ارتفع صوت فى الصالة
- ذهب ضابط إلى القرصان حتى يقنعه بأن يترك الأطفال والسيدات وستعرف النتيجة خلال دقائق
تبع كلماته صمت ثقيل . قال رجل متوسط العمر :
- النذل يستطيع تفجير الطائرة فى أى لحظة .
عند سماعها هذا الكلمات دفنت سيدة وجهها بين يديها . سمعت كاسى نبأ فتح باب الطائرة ونزول الركاب .زفرت فى ارتياح عندما رأت سيدة تحمل طفلا وتنزل سلم الطائرة .
ثبتت عينا كاسى على الطائرة متمنية أن بعد النساء يسمح المختطف بنزول الرجال ولكن سرعان ما شعرت بخيبة الأمل . أقفل باب الطائرة . فجأة شعرت بضيق تنفسها ، إنها لا تستطيع أن ترى ولا أن تفكر . ازدردت ريقها واستطاعت بصعوبة أن تقترب من النافة لتنظر إلى الطائرة .
ظهر المتحدث مرة أخرى على الشاشة وفى يده بعض الأوراق :
- لدى أخبار عظيمة ! انتزع سلاح المختطف . سيفتح باب الطائرة ويوضع السلم . والحمد لله انتهت الأزمة فى نهاية هذا الانتظار الثقيل .
شرح الطيار كل شئ من خلال الراديو ،إنه السيد ماردوك هو من أزال خطر القنبلة بعد أن سيطر على المختطف .
اسندت كاسى رأسها على كتف فريد غير قادرة على أن تصدق أن الأزمة قد انتهت .
ردد فريد :
- يا إلهى ! لقد كنت خائفا جدا . خائفا جدا .
قالت بصوت مهتز :
- هل انتهت حقا ؟
قال فريد مبتسما :
- انتهت ! كل شئ بخير يا كاسى .
شعرت بوهن مفاجئ . استندت إلى الحائط تبحث عن الشاشة بعينيها وصوت المتحدث:
- دان ماردوك من عائلة معروفة بالتجارة فى الأخشاب .جده الأول سيلاس ماردوك بنى مصنعا للأخشاب فى القرن الثامن عشر .أخوه يوجد فى صالة الانتظار مع سيدة شابة يرجح أنها خطيبته .
فجأة ظهر وجه كاسى على الشاشة .بدت مشوهة . لاحظت وجود كاميرا قريبة جدا منها . إنها تبدو بشعة .
- لا ! لا !
مدت يدها لتخفى وجها عن الكاميرا . ثم رحلت وهى تجرى وكادت أن توقع الرجل حامل الكاميرا . بعد عدة مترات . كانت تجد صعوبة فى تحريك قدميها .إنها تتحرك كالإنسان الآلى .
خرجت وأوقفت تاكسيا .


  #20  
قديم 07-28-2011, 01:19 AM
 
بلييييييييييييييييييييييييييييييييز
كمليها بسررررررررررررررعة
ارجوكى يا سلسبيل.
__________________



يوما ما ستشرق شمس الامل
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ماتشوف بعينيك فى هذا الشكل او هذه الصورة ليس ما تره عيناك انظر جيدآ بامعان ستشوف شكلآ ثاني غير ماتشوف عيناك . SCORPIONKING أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 27 06-01-2010 11:44 PM
عيناك عيناك سيدتي dyadak قصائد منقوله من هنا وهناك 1 12-28-2009 10:49 AM
لماذا تكررت الآية (فبأي آلاء ربكما تكذبان) 31 مرة؟ حمزه عمر نور الإسلام - 22 06-23-2009 05:36 AM
لو ترى عيناك...!! أموووني قصائد منقوله من هنا وهناك 28 03-02-2009 11:01 PM
عيناك مازن الطائي محاولاتك الشعرية 4 08-15-2007 04:58 PM


الساعة الآن 03:47 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011