|
أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#16
| ||
| ||
غادرت كاسى محطة الخدمة جالسة أمام عجلة قيادة سيارتها الصغيرة وسلكت طريقها . نظرت إلى مرآة السيارة فرأت سيارة كبيرة زرقاء تتبعها . كان يجب أن تشعر بالارتياح لأن دان خلفها ولكنها فى الحقيقة كانت غير مرتاحة . تركت سيارتها وأغلقت الشقة وردت المفتاح إلى المالك . وبعد ذلك طلبت من عامل الصيانة التأكد من سلامة ضغط عجلات السيارة والزيت . عندما أردات كاسى أن تدفع أخرج كارت الائتمان فلم تستطع أن تفعل شيئا . كان عليها ان تشعر بالعرفان لأن دان يتكفل بها . فى الحقيقة كان سلوكه يبدو لها غريبا ومحيرا . إن ما يخيف كاسى حقا هو الاستقلال . خفضت كاسى عينيها نحو يديها على عجلة القيادة . ما زالت الندبات واضحة للغاية على الرغم من التدليك اليومى بالدهانات الخاصة بالنسبة لها - التى كانت تتباهى بيديها ذات الأصابع الطويلة الرقيقة وأظافرها المقلمة بشكل جميل - تجد فكرة أن تجلس مع دان وأصدقائه إلى مائدة واحدة فكرة غير محتملة . على الرغم من أنها قد قبلت بينها وبين نفسها بصفة مبدئية أن تذهب إلى بند وأن تتعرف على عائلته . إنه جنون محقق ليس فقط لوجهها ويديها المشوهتين لكن لأنها وقعت فى فخ لن تخرج منه إلا جريحة القلب . على حدود بورتلاند أوقفت السيارة فى ساحة انتظار أمام محل للوجبات السريعة . توقف دان بجوارها . نزل من سيارته وفتح لها الباب . بقيت جالسة تنظر إليه دون أن تتفوه بكلمة . - ماذا بك ؟ هل تعبت من القيادة ؟ ولأول مرة تواتيها الفرصة لتقول الحقيقة : - نعم . إنى جائعة ولكن ليس لهذا هو السبب توقفت ...أنا لا أريد الذهاب إلى بند. أرادت أن تبكى لكنها قالت لنفسها لو فعلت لقتلتك . - لا تنشغلى يا عزيزتى .... هيا نأكل شيئا . وسنتناقش فى ذلك آجلا . صفق دان باب السيارة الصغيرة . كان قلب كاسى يدق بشدة . فى متجر الوجبات السريعة جلست على مقعد عال بينما ذهب دان ليطلب الوجبات . عاد ومعه صينية محملة بالهمبورجر والبطاطس المقلية والمشروبات . جلس فى مواجهة السيدة الشابة ابتسم إليها ابتسامة حانية ودافئة جعلتها غير قادرة على الحديث . اكتفت بالنظر إليه ثم - لتخفى اضطرابها - أخذت تأكل كأنها كانت ستموت جوعا . ثم جالت ببصرها فى المكان : حتى تتجنب النظر إلى عينى دان ولاحظت وجود سيدة جميلة جالسة على مقعد ليس بعيدا عنهما . نظرت السيدة إلى دان ومالت على صديقتها لتهمس إليها يشئ . ثم أخذت الاثنتان تنظران إلى كاسى التى - لأول مرة فى حياتها - لم تجرؤ على مواجهة نظرات السيدتين . أدارت بصرها . كان الأمر أقوى منها ، شعرت أن نظرات الفتاتين قد شلتها عن الحركة . شعرت بموجة تمرد تعتريها . اضطرت إلى أن تبتسم وتمد يدها إلى دان على الفور ، أخذ يدها بين يديه دون أن يرد لها الابتسامة . - ماذا يحدث يا حبيبتى ؟ كانت قريبة من الخوف . يا إلهى ! إنه يقرأ أفكارى كأنه يقرأ فى كتاب مفتوح .وعلى الرغم من ذلك قررت أن تواجه الموقف وضحكت ضحكة مصطنعة . - هناك فتاتان تلتهمانك بعيونهما . لا بد أنهما يعرفانك . - الفتاة ذات الشعر الأسود المجعد ؟ لا ، إننى حتى لم أقابلها .لا تهتمى بها . وضع قطعة بطاطس فى فم كاسى . ثم قطعة أخرى فى فمه ، على الفور نسيت كاسى الفتاتين ورغبتها فى الاستقلال . نسيت كل هذا أمام هاتين العينين السوداوين اللتين تنظران إليها . بمجرد أن أصبحت بمفردها فى سيارتها بدأت تسوق الحجج حتى لا تذهب إلى بند . وصلت إلى منزلها ،ركنت سيارتها أمام البناية . توقف دان بالقرب منها . اتجها معا إلى شقتها .أخرج دان المفتاح وفتح الباب كأنه فى بيته ، إنه كذلك بما أنه دفع الإيجار . قال : - أسرعى وخذى حماما والبسى على راحتك . لدى بعض المكالمات الهاتفية التى يجب أن أجريها . خلع وشاحها وربت على خدها أخرجتها هذه الحركة عن شعورها . صاحت : - تبا ! كف عن معاملتى كأننى طفلة . لمعت عيناها الذهبيتان من شدة الغضب ... اندهشت هى نفسها من انفعالها قال فى هدوء : - لا تنفعلى هكذا . - سأنفعل كيفما شئت . - إذا تصرفت كطفلة فستعاملين كطفلة . فى هذه المرة كان قد فقد هدوءه وتكلم بنبرة غاضبة . اختفت كاسى فى الحمام . أقفلت الباب بالمفتاح وقد عقدت العزم على قطع صلتها بـ دان . أخذت حمامها بينما كانت فريسة لأفكار مجنونة . جففت جسدها وقررت أن تجذب شعرها إلى الخاف .وأن ترتدى هذا الفستان قصير الأكمام الذى فصلته الصيف الماضى وأن تضع قرطا فى أذنها اليمنى . أرادت أن تظهر ما بها من ندبات .حتى هذا الوقت كانت قد تصرفت كالعبيد . هل خضعت حقا لـ دان ؟ لقد كشفها لنفسها عندما اكتشفت طبيعتها الحقيقية . - يا إلهى . إننى حمقاء . صاحت بصوت عال وهى تجفف شعرها . وتحيط به وجهها . قالت لنفسها : أعلمى يا كاسى أنك غبية ، سيكون من الأفضل أن تموتى عن أن تظهرى أمامه بهذا الثوب . وشعرك مسحوب إلى الخلف . وأخيرا توجهت إلى حجرة المعيشة ترتدى بنطلونا من القطيفة .وقميصا مناسبا .لقد استعادت ثقتها بنفسها . إنها تعرف أنها جذابة . إنها تحتاج إلى أن تثق بنفسها . أثناء ذلك أعد دان القهوة وضع القدحين فوق الطاولة بالقرب من الأريكة .نظر إلى كاسى مبتسما وقال : - هل تريدين قهوة ؟ أمسكت القدح الذى مد به يده إليها وجلست فى أحد المقاعد .شعرت أن هناك حاجزا قد أقيم بينهما . تحدثت بهدوء وشعرت بالفخر لسماع صوتها الحازم يقول : - لن أذهب إلى بند معك . سأدفع لك ما دفعته للإيجار . - مم تخافين يا كاسى ؟ تمدد دان فوق الأريكة وخلع حذاءه ومد ساقيه كأنه فى بيته . - لست خائفة . مم سأخاف ؟ أحب حياتى التى أحياها ! هذا كل شئ . وضعت قدحها على الطاولة : حتى لا يرى دان ارتعاش يديها - بلى أنت خائفة من أن تعتمدى على ، من أن تتزوجينى رددت معاندة : - انا لست خائفة . ببساطة لا أرغب فى الارتباط بعلاقة قد لا يحالفها الحظ فى الاستمرار . أجاب دان بأدب مصطنع : - لست موافقا . إذا رغب رجل وامرأة حقا فى الارتباط يستمر زواجهما . - لا أريد أن أعيش معك على الاطلاق . أريد أن أفهمك إننى لست راغبة فى إقامة علاقة مستمرة معك . - هل تتخيلين أننى ربما أكون مثل والدك عاشقا للنساء ؟ تعرين يا كاسى أن الجروح غير المرئية هى الأكثر إيلاما . تيبست كاسى وقالت : - هل تقصد أن أبى رسخ فى ذهنى أفكارا سيئة . اعترف دان : - هذا أمر محتمل . - ربما على أية حال قد علمنى شيئا : إذا كسر أنفك فلا تغضب إلا من نفسك . كانت كاسى تغلى من شدة الغضب . لماذا لم تفكر فيما ستقوله لـ دان حتى تقنعه ؟. - أعتقد أنك تضعين الحصان أمام العربة يا عزيزتى .أنا لم أطلبك للزواج . جلست كاسى مشدوهة .تورد وجهها . نظرت إلى دان الذى كان مبتسما ، وعيناه تلمعان لمعة شيطانية .أرادت أن تقذف بقدح القهوة فى وجهه ولكن فى هذه اللحظة تماما نهض . - إذا كنت تحبين الاحصائيات يا حبييتى فإليك واحدة . أغلب الزيجات تفشل بسبب الملل . تسأم الزوجة زوجها والعكس صحيح هذا لا يمكن أن يحدث لنا . لاذت كاسى بالصمت . ثم رفعت عينيها نحو دان غمز لها فلم تستطع أن تمنع نفسها من الابتسام : - اذهب إلى الجحيم يا دان . إنه حديث جاد . قال مجبرا إياها على النهوض من مقعدها : - بالتأكيد يا عزيزتى . جاد تماما مثلما أنا متعب . أريد أن ارتاح قليلا إننى لم أنم جيدا هذه الليلة . دعينا نستريح وبعد ذلك نستأنف الحديث . تمدد على الأريكة . كانت كاسى هى الأخرى متعبة فوجدت أن فكرته لا بأس بها . ذهبت لتستريح ولكن هيهات ، للمرة الألف أخذت تسأل نفسها عن القدر الذى ساق إلى طريقها هذا الرجل فى ليلة ضباب . فى المساء عندما سألها دان إن كانت تريد تناول العشاء فى مطعم فرفضت كاسى بهز رأسها : - لدى حساء وطعام معلب ، إذا كنت تستطيع الاكتفاء بطعام بسيط . - لست صعب الارضاء . سخنى العشاء بينما أضع السيارة فى الجراج . سنسافر بسيارتى إلى بند . - دان . أريد أن أقود سيارتى الخاصة . - هذه حماقة . لدى سيارتان أخريان فى المنزل . - أنا لا أفهمك قاطعها : - حسن . إذا كنت لا تفهميننى فلن تقابلنا مشكلة السأم ولن تشملنا الاحصائيات الخاصة بالزواج . ذهبت كاسى وأحضرت ماكينة الخياطة التى وضعتها فى الدولاب لتبتعد قليلا عن المناقشة . كانت تتوقع تعليقا ساخرا ولكن اكتفى دان بالعبث فى صندوق الخياطة . أخرج قطعة قماش قطنى مقلم أحمر وأزرق ووضعها أمامها . - من الممكن أن يصبح هذا قميصا ؟ -لا انفجرت كاسى فى الضحك وأخذت من يديه قطعة القماش ووضعتها فى الصندوق . اقترب منها : - ما الذى يناسبنى بين كل هذا حتى تقصى لى قميصا ؟ - أنت تمزح ! هل سترتدى قميصا فعلته بنفسى ؟ - بالتأكيد . ألا تصدقينى أبدا ؟ سأصاب بشد عضلى بدون شك عندما سأنزل ماكينة الخياطة لكننى أريد أن أخوض المخاطرة من أجل قميص .... ومن أجل قبلة . استطرد : - إنك ستصبحين أكثر جمالا عندما تتقدمين فى العمر - لا ... - صه ! أعرف أنك لا تريدين أن أشير إلى جمالك لكننى سأتحدث عنه . أمسك يدها فى رقة . - ذقنك يشوكنى إنك رجل فريد على أية حال ! ربتت على حده فى حنان , ثم أرادت أن تبتعد لكنه منعها من ذلك ممسكا ذراعها . انفجرت كاسى فى الضحك . لا لم يكن هذا ممكنا , هذه الضحكة هذه السعادة ليست حقيقية ! لكن كم هو جميل أن تكون بين ذراعي دان ! أن تمزح معه كالمراهقين . صاح عاقدا حاجبيه : - سأعلمك كيف تطيعين سيدك . - أنبأتك يا دان أننى حصلت على دورة فى الفنون الحربية . - تقصدين أنك لن تترددى فى أن .. - أن أدافع عن نفسى . بدت عيناها كبقعتين من الذهب الصافى . ابتعد بينما تظاهرت بانها تدافع عن نفسها . - يا لها من امراة قوية ! أخذت كاسى وجه دان بين يديها . إنها لم تشعر قبل ذلك بهذه السعادة وبهذه الحرية . - صغيرى المسكين يكفينى أن أقبلك قبلة صغيرة حتى تشعر بالأمان . وأخيرا خرجت كاسى عن كل تحفظ . قال : - قبلة أخرى . - انتظر ... نظرت إليه فى مكر ثم أخذت تدغدغه , واخذ يضحكان من جديد . قال : - توقفى ! توقفى عن ذلك كاسى . لقد حدث تحول غريب فى حياة كاسى منذ أن قابلها هذا الرجل الساحر . على الرغم من الظروف السيئة التى جمعتهما إلا أنها تشعر بسعادة لم تشعر بمثلها قط . هذه هى المرة الأولى التى تشعر فيها بانها قريبة إلى شخص ما إلى هذا الحد . نظر فى عينيها : - أريدك لى زوجة , وصديقة ورفيقة .. كان صوته أجش يدل على ما شعر به من عاطفة . - عزيزتى .. أريدك أن تكونى زوجة لى . أنت أيضا تحتاجين إلى ذلك . دقات قلبك تكشف عن ذلك . همست فزعة : - ليس الآن . - سيكون ذلك كما تريد سيدتى . حبيبتى أنظرى إلى هل تريدين أن تكونى زوجة لى ؟ أجابت والدموع فى عينيها : - أنت تعرف أنه نعم . - سنخضع لطلباتك يا عزيزتى لكن يجب ان أخلصك من خوفك . نهض دان وجذبها برفق , وقادها إلى الأريكة حتى تستريح . عندما وصلا إلى بورتلاند كانت الأمطار تنهمر بشدة . كانت كاسى سعيدة ,. لانها لن تضطر إلى أن تقود السيارة بنفسها . ذكرتها ستائر المطر والضجيج بمساء الحادث . تركت يد دان عجلة القيادة وأمسكت ذراع رفيقته . قال لها : - اقتربى . إنه حلم أن تكون مع مثل هذا الرجل ! ربما يكون ذلك ما زاد من قلقها : إن الأحلام نادرا ما تتحقق . كانت معجبة بملامح وجه رفيقها . وحاجباه معقودان مركزات فى القيادة . قالت فى نفسها : أحبك يا دان . لا أريدك أن تكون حلما . أريد أن يكون كل ذلك حقيقة . - ربما سيزورنا والدك . أيقظ صوت دان السيدة الشابة من أفكارها . - أشك فى ذلك . لقد اخبرته أين سأكون ؟ لكن يجب ان يشعر بالذنب بعد ما قاله لى .. كتبت كلمة ل جودى ستكون الوحيدة من بين صديقاتى التى سأفتقدها . - جودى فقط ؟ - جميع الأخريات علاقات عمل . ليست لدى النية لكى أراهم من جديد . قال دان موافقا على كلامها : - من يأسف على مثل هؤلاء الأصدقاء ؟ استندت كاسى إلى كتفه . - حدثنى عن بند . هل والدتك هناك الآن ؟ - لا إنها فى نيويورك مع إحدى أخواتى . أمى تعشق المسرح إنها تقضى مع عمتى وقتهما فى برودواى أو فى لندن . - لندن ؟ لترى المسرحيات ؟ - ليس لكى ترى المسرحيات فقط . إن لديها أصدقاء هناك . عمتى بولا عكس والدتى وأختها الأخرى . إنها صعبة التخلى عن جذورها ! عرفت كاسى من نبرة دان المحبة كم يحب عمته بولا . - هل سأراها ؟ التفت نحوها دان وقال : - عمتى بولا سيدة مختلفة قليلا . إنها مربية نحل . - عمتك تربى النحل ؟ - أمر غريب أليس كذلك ؟ لديها حديقة مليئة بخلايا النحل . إنها تتاجر فى العسل ولقد فتحت عدة متاجر تحمل اسمها فى بورتلاند : عسل العمة بولا إنها تمتلك علامة مميزة . - أنت تمزح . انفجر دان فى الضحك وقال : - لا , أنا لا أمزح على الإطلاق . - هل هى متزوجة ؟ - مات زوجها منذ عشرين عاما . ليس لديها أطفال وتدعى أننى ابنها ! إنها تشتاق لمعرفتك . كلماته الأخيرة جعلت كاسى تشعر بالعصبية ., سألت دان بصوت حاد : - لماذا ؟ - تشتاق لتتعرف عليك , لإنها تحبنى . تريد أن تتحقق من صحة ما قلته عنك . صاحت كاسى فى غضب : - دان ! انت لم تحك ما دار .. بيننا لأسرتك . - بلى بالتأكيد ., قلت لهم إننى أريد الزواج منك . لماذا كنت سأخفى عنهم ذلك ؟ كان بنبرته بعض التغطرس . - لأننا .. لم نقرر شيئا بعد . - بلى . إذا عارضت ما قررته فسأفقد احترام عائلتى لى . - لا أدرى على الإطلاق متى تمزح ؟ أنت تسخر منى ! لا أعرف كيف أتصرف أمام أناس يقيموننى . - إنى أمزح . ستحبين عمتى بولا تماما كما أنها ستحبك . أول شئ تفعله سيكون أن تحضر لك كتابا فى فن الطهى . إنها تستبدل السكر بالعسل فى كل أطباقها . ابتسم إليها دان . - أين تسكن أنت ؟ جاء هذا السؤال توا على ذهن كاسى . - فى كوخ بالقرب من مكان العمل فى الغابة . أعيش هناك من وقت لأخر . أحيانا أعيش فى المنزل . كلبتى تعيش هناك وأذهب لكى أراها . استطردت كاسى : - من الذى يهتم بالمنزل فى هذا الوقت ؟ عمتى بولا فى جزء من الوقت . وأنا فى جزء أخر . أمى تزرع بعض أنواع الخضروات فى هذا المسكن . قالت كاسى : - أعشق المنازل حيث توجد النباتات . كان المشهد رائعا . يخترق الطريق الغابة . ومنطقة مساكن للهنود . انحرف ادن ناحية الشمال واتخذ اتجاه مدينة تدعى " مدراس " شعر بعصبية رفيقته المتزايدة فأخذ يكلمها عن المنطقة . قال : - لم يعد البيت بعيدا . المكان يرى هنا . نحن قريبان جدا من جبل " باكور " لدى صديق ينظم جولات الجو جميل جدا هنا والثلج ناعم جدا . بالمناسبة هل تتزحلقين عن الجليد ؟ - قليلا . لست ماهرة . - هناك حلبات لكل المستويات . أمسك دان يد السيدة الشابة . يبدو أنه يريد أن يعطيها بعض الشجاعة التى تنقصها . بقيا صامتين حتى وصلا إلى " بند " إنها صغيرة بالمقارنة إلى " بورتلاند " . ضحك متفاخرا : - هذا هو شارعنا الرئيسى . وجدت كاسى المدينة ساحرة . اخترقا الشارع ليجدا نفسيهما على الطريق مرة أخرى . - إننا نسكن خارج " بند " على شاطئ النهر . لقد وصلنا يا عزيزتى . سحبت كاسى يدها , وأصلحت الإيشارب على أذنيها . |
#17
| ||
| ||
الفصل التاسع سلك دان طريقا ضيقا يقطع حقلا ممتدا من التبن تنمو به أشجار عالية , وبعد ذلك اخترق براري مسورة حيث يرعى فرس ومهر فى الحشائش . ركض هذا الأخير نحو السور ليرى السيارة المارة , ثم عاد إلى أمه . عبر دان بعد ذلك قطعة أرض كثيفة الأشجار تنتهى حدودها عند حدود مرج . فى هذا المكان يقبع منزل ضخم بالحجارة البنية . سلك بعد ذلك طريقا ضيقا تحفه الأشجار الصغيرة ينتهى بممر مبلط . شعرت كاسى بخيبة أمل . لقد تخيلت أن عائلة دان ستكون فى استقبالها لكن الباب الضخم ذا المقابض المزخرفة كان مغلقا . كان لون اعلى البيت على الرقم من تأثره بمرور السنين جميلا ومناسبا تماما للبيئة المحيطة . طريق ثان يحيط بالبيت يؤدى إلى الجراج . ولكن ترك دان السيارة بالخارج . نظرت كاسى إلى صديقها وقالت : - إنه جميل جدا . هذا المكان يبدو هادئا . أمسك دان يدها وقال : - كنت اعرف أنك ستحبينه يا عزيزتى . الشمس هنا لتستقبلنا . خرج من السيارة , وفتح الباب للسيدة الشابة . دخل الاثنان إلى المنزل . وجدا نفسيهما فى صالة كبيرة فى الدور الأرضى تؤدى إلى حجرة الطعام . كانت حجرة الطعام مزينة بلوحات جميلة من الطبيعة , كان يوجد مدفأة ., أرائك وثيرة , طاولة وكراسى . فى الردهة المجاورة ساعة حائط ضخمة أسفل سلم خشبى , الأرض الخشبية ملمعة براقة تحت السجاد الصوفى دليل على عراقة المسكن . كان على أية حال تماما مثلما وصفه لها دان . إنه يعكس الرفاهية , والذوق الطيب والهدوء . قاد دان كاسى إلى مطبخ واسع به نوافذ واسعة , طاولة مستديرة , وكراسى ذات ظهر مستقيم , موضوعة بطريقة تجعل الجالس إليها يرى النهر . حتى الآن لم يتفوه دان بكلمة : - سأطلعك على الطابق العلوى . أمسك يدها وسبقها إلى السلم الكبير المؤدى إلى الغرف . كان باب الغرفة الأولى مفتوحا . والشمس تغطى السجادة البنية الموضوعة أمام النافذة . فى وسط الغرفة سرير كبير مغطى بمفرش صوفى مقلم احمر وأزرق , إنه مكان ظهرت به , لمسات رجولية . الأثاث داكن وثقيل , الكراسى مكسوة بالجلد . هناك بابان . واحد يؤدي إلى الدولاب والثانى إلى الحمام . هذه الغرفة تتناسب مع دان . سألته كاسى : - هل هذه غرفتك ؟ - غرفتنا ؟ أجابها دان بسؤال أخر . غاصت كاسى بعينيها فى عينى دان الداكنتين وهزت رأسها . فكرت فى أن الصمت هو أفضل إجابة دفعها دان برفق لتعبر ردهة تؤدى إلى غرفات أخرى . - هناك أربع غرف فى الطابق الأول . ثم شقة صغيرة فوق الجراج للضيوف . هنا حجرة أمى لكن كما تعرفين نادرا ما تكون فى البيت . هذه غرفة صغيرة تصلح تماما لتكون حجرة للخياطة . فى الجنب توجد غرفة أخرى . ستقيمين فيها فى انتظار أن تشاركينى غرفتى بعد الزواج . فتح دان بابا وابتعد ليدع كاسى تدخل . كانت الحجرة فسيحة , ومربعة الحوائط ., مدهونة باللون الأبيض . الأرض مفروشة بسجادة خضراء , وطاولات وكراسى بيضاء . السرير مفروش بغطاء هندى موشى بزخارف حمراء مع وسادات مناسبة . على الأرض أصص نباتات عطرية . قالت كاسى فى إعجاب : - إنها رائعة . ابتسمت إلى دان ابتسامة مشرقة فاحتضنها . - أحب أن أراك فى منزلى . - كنت أعتقد أنه منزل والدتك . ابتسم إليها معاتبا. ربت على خدها فى رفق . - دان ماردوك . يا لك من مراهق . - لكنك انت دائما اميرتى الجميلة . أخذ يضحك محتضنا كاسى . كل نظرة وإشارة من دان تكشف عن عاطفة غامرة يكنها دان ل كاسى وهى تكاد تنصهر تحت نظراته . لم يكن لديها رغبة إلا فى شئ واحد . أن تبقى بالقرب منه تشعر بنبضات قلبه التى تعبر لها ببلاغة لا تصل إليها الكلمات . رأت نفسها فى عينيها . - أحبك يا جميلتى . أحبك . أجابت كاسى مضطربة : - وأنا أيضا . كانت الدموع تلأتلأ فى عينيها . سمعا صوت سيدة : - كوكو دان ! إنى أنتظرك منذ وقت طويل . قال دان مفسرا إلى كاسى : - إنها عمتى بولا إنى مندهش , لأنها لم تصعد حتى تفاجئنا فى وضع غرامى , إنها متشددة بعض الشئ , ولكن بها صفة حميدة وهى إنها مباشرة فى تصرفاتها . شعرت كاسى بالقلق وتبين دان ذلك فربت على كتفها حتى يطمئنها . استطرد : - إنها تلاحقنى منذ وقت طويل حتى أتزوج فتاة طيبة . ستحكى لك فى البداية تاريخ العسل . كانت سيدة تنتظر أسفل السلم . ذات شعر رمادى , عيناها واسعتان ولها ابتسامة مشرقة . ترتدى بنطلون جينز , وتى شيرت مطبوعا عليه العمة بولا كلها من العسل . استقبلها دان بقبلة حانية على وجهها . اضطر إلى أن ينحنى فهى تصل إلى صدره بالكاد . قدمهما لبعضهما : - عمتى بولا . كاسندرا فارو ولكن ندعوها كاسى . - صباح الخير يا كاسى . يا إلهى كم هى طويلة ورشيقة وشعرها وعيناها بلون العسل . مدت العمة بولا يدها لتصافح صديقة ابن أخيها . لمعت عيناها بالسرور . قال دان مرحا : - كنت اعرف أنك ستقولين هذا . - لماذا تأخرت فى اصطحابها إلى هنا يا عزيزى ؟ - لقد جئت بأسرع ما استطعت يا عمتى الصغيرة . هزت العمة بولا رأسها فى رضا . نظرت كاسى إلى دان خلسة , ورأت أنه سعيد باستقبال عمته الحار . قالت : - هيا بنا نشرب القهوة ., سنتعرف أكثر ل دان هنا صديقة صغيرة ستغضب لانه لم يذهب ليسلم عليها بعد اسمها سالى ولها أجمل عينين زرقاوين فى العالم . سارت كاسى إلى جانب العمة بولا وتبعهما دان بعد لحظات . فتح الباب فظهر كلب أسود كبير وأسرع نحو المطبخ . وقف لحظات عند الطاولة المستديرة ونظر إلى كاسى فى فضول . كانت العمة بولا محقة , هذه الكلبة لها عينان زرقاوان مدهشتان . قال دان بصوت حازم : - قولى صباح الخير ل كاسى يا سالى . تقدمت الكلب عدة خطوات . جلست , ورفعت فمها وتأوهت ثم نظرت إلى دان وقفزت فى سعادة . ربتت كاسى على ظهرها وقالت : - صباح الخير يا سالى . سألت وهى تضع يدها على رأس الكلبة الكبيرة : - ما سلالتها ؟ أجاب دان : - إنها كلبة من الكلاب التى تجر الزلاجات فى سيبيريا . اسمها سوفسكايا لكننا سميناها سالى . أعرفت لماذا ؟ إن اسم سالى أسهل . أحضرت العمة بيا القهوة والأقداح ووضعتها على الطاولة . سألت دان : - هل ستشرب القهوة معنا ؟ - بالتأكيد . بشرط أن تقدمى لى واحدة من كعكاتك اللذيذة ., وبعد ذلك سأذهب لأفرغ محتويات السيار أخذ دان مقعدا وجلس وظهره إلى النافذة . - كيف حال فريد وهانك ؟ هل لديهما الكثير من العمل ؟ - نعم , إنهما مشتاقان للمجئ لرؤية زوجة اخيهما القادمة . شعرت كاسى بالتوتر , شدت الوشاح إلى أذنيها . لاحظ دان ذلك ونظر إليها بحنان عندما ارتجفت يداها وهى تمسك بقدح القهوة . فى هذه اللحظة لاحظت أن العمة تتفحص ندبات يدها . سحب يدها بسرعة ووضعتها فوق ركبتها . - كل العائلة دفعة واحدة , هل أنت مستعدة لمواجهة ذلك يا عزيزتى ؟ خفضت كاسى عينيها . هكذا . لقد اصطحبها دان إلى هنا , ليقدمها لأسرته والمقابلة ستكون هذا المساء . لم يكن لديها أى خبرة عن العائلة وخاصة إذا كانت عائلة مترابطة مثل عائلة دان . ثبتت نظرها على دان رغم أنها لا تراه . إن رأسها يموج بالأفكار . فجأة . رن جرس التليفون . ذهب دان إلى الطرف الأخر من المطبخ ليجيب . فى طريقه ربت على كتف كاسى فشعرت بالدموع تتصاعد إلى عينيها . قالت العمة بولا لتزيل الصمت وعلى شفتيها ابتسامة أشرقت وجهها المجعد وعينيها الماكرتين : - كنت أنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر . كنت أعرف أن دان سينتهى بالتعرف على الفتاة المناسبة تماما مثل أبيه وأخويه . فى هذه العائلة يختار الرجال زوجاتهم بعد تفكير ناضج , ثم يقعون فى حب عميق , لقد وجد دان المراة التى تلزمه . نظرت كاسى إلى السيدة العجوز طويلا قبل أن تسألها : - كيف تأكدت أننى الفتاة التى تلزمه ؟ أنت لا تعرفين شيئا عنى قد أكون واحدة من المعجبات اللاتى يدرن حوله .. - عندى ستون عاما يا صغيرتي , إننى لم أولد بالأمس . إذا كنت مجرد فتاة ممن يدرن حوله - كما تقولين - لما اصطحبك دان إلى منزل أمه . تكلمت العمة بولا بصراحة . نظرت إليها كاسى بدهشة بينما كانت تهم بالحديث . عاد دان وجه كلامه إلى السيدة الشابة : - هانك بحاجة إلى عدة أيام . يجب ان أذهب . إنى سعيد بتعرفك على عائلتى وستكونين معها أثناء غيابي . أجابت كاسى : - لدى العديد من الأشياء التى يجب ان أفعلها كما يجب ان أخيط أنت تعرف هذا جيدا . قدمت العمة بولا الكعك بالتفاح , وتناولوا الحديث عن مشروعات كاسى . بدت العمة بولا ودودا بشكل جعل كاسى تنسى اللقاء المرتقب مع باقى عائلة دان . سألت السيدة العجوز : - هل تريد المزيد من الكعك يا دان ؟ هناك الكثيرمنها فى الثلاجة طهوتها اليوم . هل تعتقد أن أربع كعكات كافيات ؟ رددت كاسى فى دهشة : - أربع ؟ انفجر دان فى الضحك : - هناك اثنا عشر طفلا وسبعة كبار , ويكون العدد تسعة عشر بك يا عزيزتى قالت العمة بولا : - يجب أن تأتى لوسى وماريان مع هيلين . نظرت إليها كاسى فى حيرة . سألها دان فى دهشة : - هل عادت ؟ ثم التفت إلى كاسى وشرح لها : - لوسى أخت هيلين وهكذا يكون العدد عشرين . من الأفضل أن تصنعى كعكة أخرى يا عمتى بولا. مر بعد الظهر بدون أى حادث . عادت العمة بولا من منزلها - كانت تسكن فى المنزل المجاور - ومعها كعكات وضعتها فى الفرن . أفرغ دان السيارة من محتوياتها وساعد كاسى على ترتيب حاجياتها . كانت سعادتها فى أن تكون بجانبه , وكان ذلك هو الشئ الوحيد الذى يزيل خوفها . بالإضافة إلى أنها كانت مشغولة بما سترتديه هذا المساء وتسريحة شعرها , شعرت أنها فتاة مراهقة تستعد لأول حفل لها . أخذت دشا وغسلت شعرها جيدا , ثم جففته بالمجفف . نظرت إلى نفسها فى المرآة , وبدت سعيدة بالنتيجة , بدت المشكلة فى اختيار ما سترتديه , فتحت الدولاب وهمت باختيار الفستان عندما طرق دان الباب ثم دخل . أخذها بين ذراعيه قال : - رائحتك ذكية . جئت لأقول لك أن ترتدى ملابس قديمة . لابد أن الأطفال سيطلبون اللعب بالكرة - دان . أريد أن أضربك لما ورطتنى فيه ! وأنا .. أسكتها دان بقبلة خاطفة . - ما الذى يزعجك ؟ أنت لست خجولا ! امرأة قادرة على عمل الإعلانات أمام مئات الأشخاص . لا تخشى مواجهة واحد وعشرين شخصا معظمهم من الأطفال . - إنه ليس نفس الشئ يا دان . إنه أمر جديد . لم يكن من الواجب ان آتى . ستعتقد عائلتك أننى أثرت عليك حتى ترتبط بى بعد الحادث . اعترض دان : - هذه هى أحمق الكلمات التى سمعتها على الإطلاق ! هل تعتقدين أننى أحتاج إلى موافقة عائلتى لاختيار المرأة التى سأعيش معها ؟ أود أن تقدرك عائلتى وأن تحبينها . ولكن لن يغير رأيهم أى شئ فى مشاعرى . احتضنها دان برفق وعلى الفور ذاب خوفها وقلقها كالثلج تحت الشمس . همست : - إنى أشعر ببعض الخجل . - لا داعى لهذا الشعور . سأكون معك وسيمر كل شئ بخير . نظرت إلى عينيه محاولة أن تستمد منهما شجاعتها . فرأت فيهما إما الغضب أو الحب. - سأحاول .. - غدا , سيذهب الأطفال إلى المدرسة , ولذلك لن يتأخروا كثيرا هذا المساء , والآن اذهبى وارتدى بنطلون جينز , وبلوفر . سيكون الجو باردا بمجرد غروب الشمس . سأبقى حتى أساعدك فى اللبس صاحت كاسى : - اخرج من هنا يا دان و إلا سأنادى على العمة بولا . غادر الغرفة . عندما نزلت كاسى السلم بعد عدة دقائق كانت ترتدى بلوفر أصفر وبنطلون جينز , وحذاء أصفر مناسب , وعلى شعرها عصابة من الحرير . دخلت المطبخ بينما كان دان يفرغ محتويات كيس فى أطباق من الكارتون . نظر إليها تاركا الكيس يسقط على الأرض . ثم فتح ذراعيه واستقبل كاسى التى جرت إليه . - أنت تشبهين الكتكوت فأنت رقيقة وناعمة مثله . قبلينى وعلى الفور ساعدينى فى وضع الطاولة على الشرفة . فردت كاسى مفرشين على الطاولتين ثم وضعت الشوك والسكاكين . سألت دان بعد أن انتهت : - هل هذا كل شئ ؟ - سنعد القهوة فيما بعد . لدينا بعض الوقت حتى يأتى الجميع , وأود أن أقضى هذا الوقت معك . أمسك دان ذراع السيدة الشابة وقادها إلى حجرة المعيشة . غرق الاثنان فى جو من السحر . كان الأمر كأنهما كانا معا دائما . نسيت كاسى كل الأسئلة المحيرة وكفت عن التفكير مستسلمة لنشوة القرب من هذا الرجل . أمسك يدها وجلس معها على الأريكة . ثم احتضنها وأخفى وجهه فى شعرها الذهبى . بادرته : - دان .. كيف بقيت أعزب حتى هذا الوقت ؟ كدت اتزوج ذات مرة ,وفى الوقت الذى حدددناه لإتمام الزواج رن لى إنذار خطر . تظاهرت لحبيبتى بأننى لست ثريا , ففرت على الفور وهجرتنى , لانها ترفض الزواج من عامل بسيط . ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتى دان . نظر إلى كاسى . - وجرح قلبك يا عزيزى ؟ ضحك مهدهدا كاسى بين ذراعيه وقال : - ليس تماما . كنت صغيرا جدا عندما حدث ذلك . كنت أعتقد أننى أملك العالم . - فى هذه الفترة من فترات الحياة عندما يعتقد المرء أن هذا العالم ينتمى إليه ويستطيع أن يفعل فيه ما يريد . لقد أحسنت فى مكياجك هذا المساء . أنت جميلة . نظر إليها بشدة وعيناه تلمعان بالمكر . تبع الندبة التى فى خدها ولأول مرة يلمس أذنها المجروحة تحت شعرها . تيبست كاسى فى مكانها لكنه قبلها رغم كل شئ , لم تقاومه كاسى ولم تخش أن يكتشف باقى ما تخفيه من ندبات . كان ضربا من الجنون أن تستسلم للمساته على هذه الأريكة . لكنها فقدت كل قدرة على المقاومة . وشعرت أنها تسبح فى فضاء لا نهائى . فجأة فتح باب المسكن . - أوه , أوه يا دان ! أحتاج إلى المساعدة لحمل الكعكات . زفر دان , انفجرت كاسى فى الضحك وانتزعت نفسها من حضنه . قال : - المرة القادمة ذكرينى بأن أغلق الباب بالمفتاح . أصلحت كاسى من هندامها وأعطته مجلة . - ما عليك إلا أن تقرأ يا دان . سأذهب لمساعدة عمتك . قال دان فى سعادة وهى تغادر الحجرة : - حسنا ! عندما رأت كاسى السيدة الشابة وهى تحمل الكعكات فى يدها بصعوبة سألت نفسها : كيف استطاعت الوصول إلى هنا . لكنها وصلت على اية حال . - كنتما فى وضع غرامى . أليس صحيحا ؟ ازال دان أحمر الشفاه عن شفتيك . هذا الولد لن يتركك فى سلام حتى تتزوجينه , وسيجبرك على البقاء فى غرفة النوم خلال أسبوع ! فعل والده ذلك مع زوجته . كانت حاملا فى هانك فى اليوم التالى لعرسهما . توردت كاسى لهذا الحديث الصريح . - إيه يا سيدتى . دان لم يخبرنى باسمك . - بلى لقد أخبرك به , العمة بولا . لا تخشى من رفع الكلفة بيننا . الجميع يناودننى العمة بولا . ضحكت عينا السيدة العجوز وأحاطت خصر كاسى بذراعها . - سأفعل أنا أيضا . وكذلك اعتبرك قريبة لى . قال دان خلف السيدتين : - أتصور أنكا تتآمران على . التفتت كاسى . سالته فى براءة تامة : - هل قرأت المجلة كلها يا دان ؟ ربت على ذراعها . ردد مقلدا صوتها : - نعم قرأت المجلة بأكلمها . هل تريدين أن أذهب إلى بيتك لاحضر باقى الحلوى يا عمة بولا ؟ - سأرافقك . كاسى تحتاج إلى أن تصلح من مكياجها . وبعد ذلك تتركها وشأنها يجب ان تكون جميلة هذا المساء . ربتت كاسى على خد دان ابتسمت إليه ابتسامة ماكرة . قالت وهى تمضى : - استمع إلى نصائح عمتك . |
#18
| ||
| ||
الفصل العاشر كانت كاسى فى المطبخ مع العمة بولا عندما سمعت الكلبة تنبح وأبواب سيارة تصفق . ارتفع صوت امرأة يأمر : - أحمل الدجاج إلى المطبخ يا جون . جيم وجولى أمسكا الطفل ولا تقتربوا من سالى . لا تهرب يا جوستان . هناك الكثير الذى يجب ان تحمله . تركت كاسى نفسها لتسقط على مقعد . إن ساقيها لا تستطيعان أن تحملاها . قالت لنفسها : ابتسمى يا كاسى . لا تكشفى عن انفعالاتك . تظاهرى بالهدوء . تبا ! كفى عن التوتر لك كل الحق فى أن تكونى هنا . إن دان هو من أراد ذلك . تشجعى يا كاسى . تشجعى ! على الرغم من ذلك نظرت إلى العمة بولا نظرة كلها قلق . قالت الاخيرة لتشجعها : - اعتمدى على يا كاسى . هذه سكين ابدئى فى تقطيع الكعكات الصغيرات ست قطع والكبيرة ثمان وضعت الحلوى على الطاولة . بعد قليل قالت السيدة العجوز : - هذه مارجى واطفالها الخمسة . إنها أم مثالية . أمسكت كاسى سكين المطبخ . كانت سعيدة , لأنها لديها شيئا تفعله . سمعت صوت دان . لقد وعدها بأن يكون معها . صفق باب المطبخ . دخل خمسة أطفال فى نفس الوقت . قالت العمة بولا : - يا صغار ضعوا الطعام على الطاولة فى الشرفة . اندفع الصغار . سمعت صوت المرأة الحاد للمرة الثانية : - اذهبوا لتلعبوا فى الخارج يا أطفال ! لا تقتربوا من النهر , وراقبوا جاين جيدا , وعندما تبدوءن مباراة الكرة أحضروا لى الصغير . لم يسعف كاسى الوقت لترسم فى خيالها صورة صاحبة هذا الصوت . سيدة قصيرة شعرها أسود وقصير , دخلت إلى المطبخ مبتسمة , مرتدية بنطلون جينز , وقميص مربعات وحذاء رياضيا . نظرت إلى كاسى بعينين ضاحكتين فلم تستطع كاسى إلا أن ترد لها ابتسامتها . - أنت كاسى ؟ أجابت العمة بولا بسعادة : - بالتأكيد . منذ ان رأيتها عرفت أنها الفتاة التى خلقت من أجل دان . لو رأيتهما مع بعضهما هو أسمر وهى شقراء مثل العسل . تقدمت مارجى نحو كاسى بابتسامة لطيفة : - أنا مارجى زوجة فريد . أنا سعيدة جدا بلقائك . انتظرت هذه اللحظة طوال اليوم . احتضنت كاسى بحنان ثم ابتعدت , وما زالت الابتسامة على شفتيها . صاح دان عائدا من الشرفة : - هيه ! مارجى أرى أنك قد تعرفت بالفعل على زوجة المستقبل . احاط كتفى زوجة اخيه بذراعيه . - نعم , حدث ذلك بالفعل . كيف حالك يا دان ؟ - طيب جدا يا صغيرتى مارجى وأنت ؟ قبل جبينها . - حسن . صاح رجل دخل توا : - هيه ! اترك زوجتى أيها الصبى . كان هذا الرجل أقصر من دان ولكنه قوى البنيان مثله . شعره أسود , وبه بعض الخطوط من الشعر الأبيض . وله شارب . صاحت مارجى وهى تقترب نحوه : - عزيزى ! لم أتوقع ان تصل مبكرا . ألم تمر على البيت لتبدل ملابسك . أعطينى معطفك وأخلع رابطة عنقك ولتكن على راحتك . - أردت ان اكون جميلا لمقابلة كاسى . قالت بصوت ماكر : - لا تحتاج لأن تكون جميلا من أجل كاسى . فأنت لى . مد اخو دان يده مصافحا كاسى : - أنا فريد . - اهلا فريد . سعيدة جدا لمقابلتك . - انا سعيد . لأن هذا الصبى الشيطانى قد وجد أخيرا من تشاركه حياته ! أهلا عمة بولا كيف حالك ؟ ماذا أعددت لنا من طعام شهى ! لا يوجد فى بيتنا طعام ! قالت العمة بولا ضاحكة : - أنصت إلى . لو كنت مكانك يا مارجى لما طهوت أى طعام . فى هذه اللحظة وصلت هيلين وأسرتها . اقترب دان من كاسى وسألها : - هل كل شئ على ما يرام يا عزيزتى ؟ أجابت بكل صدق : - تماما . كانت هيلين سيدة طويلة , شعرها مائل للون الرمادى . استقبلت كاسى بلطف , ولكن ليس فى نفس حرارة ماجى . أطفالها يعشقون العم دان . قالت إن هانك زوجها لديه كثير من العمل وهم مضطرون للعشاء بدونه . كانت أختها معها . إنها شقراء مدت إليها كاسى يدها لتصافحها لكنها لمستها بالكاد . اختفى قلق كاسى تماما , وأدركت أنها لم تكن على صواب عندما خشيت من استقبال عائلة دان . التى أثبتت أنها عائلة طيبة وودود . سار الحديث فى جو عائلى جميل . كانت كاسى تتحدث إلى فريد والسيدتين فى سعادة بينما ذهب دان ليلعب الكرة مع أولاد اخويه . ثم عاد بهم لتناول العشاء . أثناء العشاء كان دان يربت على يدها أو على خدها . ينظر إليها كأنه يريد أن يظهر لعائلته كم يحبها . بعد العشاء . عاد الأطفال للعب ونهضت كاسى لتساعد العمة بولا فى تنظيف المائدة. قالت لها العمة بولا : - لا تتحركى . تحدثى مع مارجى بينما تأكل جاين . ستساعدنى هيلين ولوسى . بكت ماريان . - أريد أن تلعب أمى معى . نظرت إلى كاسى ببغض . قالت مارجى : - لا تبكى يا عزيزتى . اجلسى على المقعد العالى فى المطبخ وراقبى أمك وهى تساعد العمة بولا . ثم ابتسمت مارجى . ونظرت إلى فريد بعينين مشرقتين . شعرت كاسى بالحنان الذى يربطهما . وقبل فريد زوجته بحب . هذان الزوجان متحابان بل إن كليهما يعشق الآخر ودان أيضا سيكون زوجا محبا , وأبا واعيا . إنه يرغب فى كاسى وهى لاتشك فى ذلك . لكن الحب ؟ هل من الممكن أن يكون قد احبها فى هذا الوقت القصير ؟ لا يجب الخلط بين الشفقة والشعور بالذنب . وبين الحب . فى نهاية السهرة جمع فريد ومارجى أطفالهما وذهبا . وعدت مارجى بأن تعود لترى كاسى فى غياب دان . أخذت هيلين أطفالها فى سيارتها الكبيرة عندما وصل زوجها . قال الأطفال إلى اللقاء ل كاسى , ثم قبلوا والدهم قبل أن يرحلوا مع هيلين . شعرت كاسى بالارتياح , لأن عائلة ماردوك عائلة مترابطة . راقبت هانك وهو يتقدم نحوها . كان طويلا مثل دان , ولكنه أكثر نحافة يضع نظارة . قال : - آسف على التأخير . كان هناك عطل فى قطاعة الخشب . واضطررت للانتظار حتى أعرف إذا كان عطلا جسيما . مد يده ليصافح كاسى مبتسما : - أهلا كاسى . أعتقد أنك عانيت من الضوضاء . هكذا تقول العمة بولا إن الضوضاء تكون حيث يكون الاطفال . - لا إنهم فى غاية الظرف . احتضن دان كاسى وقال محدثا أخاه : - تعال إلى المطبخ يا هانك لقد احتفظت لك ببعض الطعام . بعد أن رحل هانك بعد ساعة تقريبا كانت كاسى مقتنعة بأن هانك لا يقدر وجودها فى المنزل . عندما جلس إلى طاولة الطعام تحدث مع دان عن العمل وكانت هناك مشكلات بسبب العقود الاجنبية . ويجب ان يعود دان إلى اليابان لتسوية هذه المشكلات . أثناء ذلك تحدثت كاسى مع العمة بولا فى المطبخ . ثم عادت هذه الأخيرة إلى بيتها . عادت كاسى إلى غرفة المعيشة حيث لم يوجه لها هانك كلمة واحدة باستثناء تحيته لها قبل أن يرحل . بعد رحيل أخيه أعلق دان الباب . إيه حسنا . كيف كان الأمر؟ - مؤثر . حتى هذه الليلة لم أتعرف على عائلة كبيرة العدد مثل عائلتك . أعتقد أننى أفضل أن أكون بمفردى مع العمة بولا أو مارجى . قال فاتحا ذراعيه : - أو معى . تعالى إلى يا أميرتى . استطرد : - الباب مغلق بالمفتاح ولن يأتى أحد ليزعجنا هذه المرة . - دان . أنا لا أصدق . أسكتها بقبلة ثم همهم " لا تصدقى شيئا " ثم ابتسم إليها منتصرا . صاحت : - هذا ليس من العقل يا دان . انتزعت نفسها من بين ذراعيه وابتعدت . - ليس من العقل ؟ قالت : - لا يجب ان نتمادى فى ذلك . لا أريد حملا غير شرعى . - تريدين أطفالا. أليس كذلك يا كاسى ؟. حتى لا يطردك أفراخ أخى من العش . توجهت إلى حجرة المعيشة ودان يتبعها . قالت : - أريد أن انشئ أسرة فى يوما ما . لكن ليس الآن . لابد أن أجرى عملية تجميل أولا . كما أنه ليس لدينا ما نقدمه لطفل . أجابها بصوت اجش : - تبا . ماذا تقصدين ؟ نحن متحابان . سنكون أبوين متازين . انزل من فوق سحابك يا دان . نحن متعارفان بصعوبة . أمسك ذراعها واجبرها على أن تجلس على الأريكة وقال : - أنت تكذبين ليس هذا هو السبب . ما زلت تخشين الارتباط . فى الماضى كانت تهرب من نظراته أمام اليوم فهى غير قادرة على ذلك , تحشرج صوتها , وارتعشت ساقاها , إن دان يقول الحقيقة . استندت إلى الوسادات مضطربة . كانت تعرف أنها غير قادرة على المقاومة . ستجد نفسها بين أحضان دان ضعيفة وخاضعة مرة اخرى . استطرد : - لست أفهم لماذا لا تريدين أطفالا على الفور يا عزيزتى ؟ احتضنها . نظرت إلى عينيه فقرأت فيها الحنان . - لست على استعداد لمحاربتك . شعرت بوخز فى قلبها . - أحبك يا أميرتى . رفع هامتها بإصبعه وقبلها فى حنان . لاذت كاسى الصمت . ذلك لأنها لا تعرف بماذا تجيب . لقد قال دان الحقيقة فهو يحبها بالفعل . لقد أصابهما شئ يفوق العادة منذ اللحظة الأولى التى رأيا بعضهما . ابتسمت إليه . كل ما يهمها الآن أنها معه . أسندرت رأسها الأشقر إلى كتفه . - هل سمعت هانك وهو يتحدث عن المشكلة المتعلقة بعقد اليابان ؟ يجب ان أسافر غدا . - كم من الوقت ؟ - خمسة أو ستة أيام . ستكونين بخير هنا . العمة بولا تسكن إلى جوارك . وطلبت من مارجى ان تأتى لتراك . قالت كاسى مترددة : - هل أنت متأكد أنه يجب على أن أبقى ؟ أفضل أن أعود إلى شقتى . لا أعتقد أن هانك يستحسن فكرة وجودى هنا . - هانك رجل عملى جدا . إنه لا يقرر شيئا إلا بعد دراسة . فهو لا يعيش إلا للعمل ولاطفاله . لا أريد القول بأنه غير سعيد مع هيلين . إنها زوجة طيبة . فهى تأخذ منه القليل من الوقت . لها اهتماماتها الخاصة : الرحلات , الجولف .. هانك محب للعمل . أما فريد وأنا فمصنع الخشب بالنسبة لنا مجرد وسيلة للعيش . فهو ليس الحياة . حياة فريد هى مارجى إنه يحبها بشدة . لقد أحبها دائما . وأسال نفسى ماذا سيفعل إذا حدث شئ لزوجته . رفعت كاسى رأسها : - تتكلم كأن شيئا سيحدث لها ... - واجهت مارجى مشاكل صحية . أرادت أن يكون لها خمسة أطفال إنها أم رائعة . أجابت كاسى : - تبدو مارجى فى صحة طيبة . عيناها البراقتان , وضحكتها المشرقة . - إنها بخير الآن . وأنا سعيد لأنها أعجبتك . اجتذبها دان نحوه بشدة . - أريد أن أحتجرك بين ذراعي وأسمع دقات قلبك . - دان عزيزى . لا يجب ان .. انتزعت نفسها من بين ذراعيه ونهضت قائلة : - سأعود خلال لحظات . ذهبت إلى غرفتها , وتوجهت نحو الحمام , وأغلقت الباب خلفها . قالت لنفسها بصوت مرتفع : - إنه محق فى رغبته فى الزواج . سيكون زوجا , وأبا ساحرا , إنه أنا من يتشكك . سأصاب بخيبة الامل ما لم ينجح زواجى ,. أخرجت رداء للنوم من الدولاب . قبل أن ترتديه نظرت إلى نفسها فى المرآة . كم تخشى أن تثير اشمئزاز دان بكل هذه الندبات التى شوهت جسدها الجميل . اغروقت عيناها بالدموع وادارت ظهرها إلى المرآة وارتدت الثوب . سرحت شعرها بشكل يخفى أذنها وخرجت إلى غرفتها , واقفلت كل الأضواء إلا ضوء الأباجورة المجاورة لسريرها . بعد لحظات دخل دان فى هدوء . قالت عندما رأته : - أنت جميل ورائحتك ذكية . ابتسم إليها : - يجب أن أكون جميلا فى عينى حبيبتى . - حسن . كان الضوء خافتا جدا . - لماذا أطفأت كل الأنوار . أريد أن أرى وجهك الجميل . قالت : - ماذا ؟ - لا أريد أن يغيب عنى ملامح وجهك . ما الذى تخفينه يا كاسى ؟ لماذا تخجلين من أن أراك ؟ شعرت كاسى أن كلماته سكينا يغمس فى قلبها . - لا . ليس هذه الليلة يا عزيزى . همس : - تعرفين أن هذا لن يستمر . يجب ان يكون حبك قويا بالقدر الكافى حتى تقبلى أن تزيلى كل ما بيننا من حواجز . أريد أن نكون واحدا . لا يوجد أى أسرار بيننا . لم تجب كاسى بشئ . كانت غير قادرة على الحديث . اغروقت عيناها بالدموع ونزلت على خديها . ربت على خدها فشعر بدموعها . همس : - لا ياعزيزتى . لسنا مضطرين لتسوية هذه المشكلة هذه الليلة . أنت متحفظة دائما لكن لايهم , سنتحدث فى ذلك عند عودتى . زادت هذه الكلمات الحانية حزن كاسى . قالت بصوت متكسر : - أمهلنى بعض الوقت . عادت تبكى فى صمت . هل هذه هى المرة الأخيرة التى سيكون فيها معها ؟ وقعت فريسة لقلق عميق . أخذت تقبله بحب . همس دان : - الحب الجميل هو الذى ينمو ببطء حتى يصل إلى الاعماق . أقفلت كاسى عينيها . وقالت : أريد حبك يا دان وليس شفقتك . لا أستطيع رؤية الاشمئزاز فى عينيك . جلس دان فى سيارته ينظر إلى كاسى . فى عينيها قرأ القلق : - كل شئ سيكون على ما يرام . أليس كذلك ؟ هزت رأسها ثم زفرت . بحثت عيناها عن عينى رفيقها : - كل شئ سيكون بخير يا دان لكنك ستوحشنى . - وأنت أيضا ستوحشيننى . - هل ستذهب إلى هذه الأماكن ... مع الجيشا ؟ لمعت عينا كاسى بالمكر وهى تنظر إلى وجه دان - هل ستغارين ابتسم إليها قالت كاذبة : - ولا قيد أنملة . ضحك فى سعادة وصافح يد السيدة الشابة . ثم سلك طريق المطار حيث سيستقل طائرة صغيرة إلى بورتلاند . - ستعتنى العمة بولا بك . أنت تخشين النوم بمفردك فى الليل تستطعين أن تأتى وتنامى فى حجرة أمى . - أعرف . لقد اقترحت على ذلك لكننى لا أخشى الوحدة . - لقد طلبت من فريد أيضا أن يمر عليك من وقت لآخر . نظرت إليه كاسى فى دهشة : - لماذا ؟ - أريد أن أتاكد من أنك ستكونين محاطة بهم يعتنون بك يا حبيبتى . - شكرا لاهتمامك بى . ولكن لا أجد طائلا فى إزعاج فريد . لن تغيب أكثر من خمسة أيام على أية حال . - ستكون أطول ايام فى حياتى . كنت أود أن أصطحبك معى . - وأنا أيضا . ركن دان السيارة فى ساحة انتظار المطار الصغير - هل ستأتين ؟ هزت رأسها .قالت وهى تعلم أنها تخشى البكاء أو الانهيار عند رؤية دان وهو يرحل : - لا أحب لحظات الوداع فى مكان عام . لا ترهق نفسك فى العمل واعتن بنفسك . ابتسم إليها ثم احتضنها . أقفلت كاسى عينيها . لقد اعتمدت عليه كثيرا فى الأيام الماضية ! لم تكن تعرف أبدا أنها تحتاج إليه إلى هذه الدرجة . أحبك لا تنس ذلك يا دان - أحبك أنا أيضا يا كاسى . تبادلا قبلة طويلة - يجب أن أذهب الآن . |
#19
| ||
| ||
الفصل الحادي عشر خرج دان من السيارة وأخذ حقيبته من على المقعد الخلفى . جلست كاسى أمام عجلة القيادة .مال إلى نافذة السيارة وقبلها للمرة الأخيرة . - أحبك يا دان لم تقل ذلك أبدا بصوت عال . ابتعد واختفى دون أن يلتفت خلفه .تبعته ببصرها . حتى اختفى . رنت كلماته فى أذنها " أحبك " انتظرت حتى تقلع الطائرة الزرقاء الصغيرة وتتخذ اتجاه الشمال الغربى حتى ترحل . أمضت كاسى فترة بعد الظهر هادئة فى الحجرة التى وضعت فيها ماكينة الخياطة . أخذت قميصا من دولاب دان واتخذته موديلا حتى تفصل له واحدا جديدا .أرادته قميصا جميلا واختارت له قماشا قطنيا خفيفا لونه أزرق . انتهت من القميص تقريبا إلا الكولة البيضاء التى ستضيقها فيما بعد . سمعت نباح سالى ثم باب سيارة يصفق . نظرت عبر النافذة ثم نزلت لتفتح الباب . - أهلا فريد - كيف حالك يا كاسى ؟ - بخير وكيف حال مارجى ؟ ضحك : - بخير أيضا . والآن وقد انتهينا من التحيات الرسمية لنفكر فى شئ جاد . هل لديك أى عصير طازج ؟ ضحكت كاسى بدورها وذهبت إلى المطبخ . إنها تحب فريد كثيرا .إنها المرة الثالثة التى جاء فيها ليطمئن عليها منذ رحيل دان . - عصير برتقال ؟ - بكل سرور . مارجى تخبرك أنه ستمر لتراك غدا . إنه اليوم الذى تذهب فيه جاين إلى الحضانة . - لست مضطرا للمجئ كل يوم يا فريد . إننى بخير . - لا تقلقى يا كاسى . هذا أقل شئ أستطيع أن أفعله من أجل أخى الصغير ... هل تحبينه ؟ هل تحبينه حقا ؟ كانت هذه هى المرة الأولى التى يطرح عليها فريد سؤالا شخصيا . نظرت إليه طويلا قبل أن تجيب : - نعم أحبه ربت على يدها : - أنا سعيد لذلك .. إنى سعيد بذلك حقا . ثم شرب العصير جرعة واحدة ونهض قائلا : - سأسرع. لن آتى غدا لدى الكثير من العمل طوال اليوم . رافقت كاسى فريد حتى الباب .ابتسم إليها ابتسامة تشبه ابتسامة دان فوثب قلب السيدة الشابة فى صدرها . قال عند عتبة الباب : - بالمناسبة لقد اتصل أخى . طلب منى أن أخبرك أنك أوحشته . - فريد ! بحق السماء ! لماذا لم تخبرنى على الفور ؟ هل حدثك عن العمل ؟ نعم . انتظم كل شئ .سيكون هنا بعد غد . - على أية حال سيتصل من بورتلاند حتى أذهب لأخذه . بقيت عند عتبة الباب تراقب سيارة فريد وهى تبتعد .سوف يعود دان خلال يومين . ماذا سيحدث ؟ إنها لا تستطيع أن تحيا مع هذا الخوف أكثر من ذلك . فى اليوم التالى عندما جاءتها مارجى أطلعتها كاسى على القميص المنتهى متسائلة : - هل تعتقدين أنه سيعجبه ؟ - بالتأكيد . سيعجبه لأنك أنت من فصلته ! إنه يحبك حقا يا كاسى .لم أكن أتوقع أبدا أن يحب دان إلى هذه الدرجة . - نحن لم نتعارف منذ وقت طويل . أنا لست متأكدة من أن شعوره نحوى حب حقيقى . أحيانا أستيقظ فى قلب الليل وينتابنى شعور بأننى فى عالم خيال بعيد عن الواقع . حملقت كاسى فى الفضاء سألتها مارجى : - هل هناك ما يزعجك ؟ أعاد هذا السؤال كاسى إلى أرض الواقع - كيف توجهين لى هذا السؤال بعد ما نظرت إلى . نقلت مارجى قدح القهوة من يد إلى أخرى - أنت تولين وجهك اهتماما كبيرا . لم يلاحظ أى من أطفالى الندبة التى فى وجهك . وليس أمامك سوى بضعة أشهر تتحملين فيها هذه الندبة . قال لى دان إن جراح التجميل يستطيع إخفاءها تماما . كان صوت مارجى مفعما بالأمل . هزت كاسى رأسها : - لدى ندبة طويلة من كتفى الأيمن حتى ركبتى . صدرى وبطنى وكل جزء من جسدى به قطوع بغيضة . أى رجل - حتى دان - يستطيع أن يحب امرأة لها هذا الجسد . نزلت دموع كاسى على خديها . منذ الحادث أصبحت دموعها سهلة الانهمار . تبادلت السيدتان نظرة مؤثرة . أخيرا قالت مارجى : - انت مخطئة . إذا كان هناك رجل يحبك بصدق فلن يهتم بنواقصك . الحب الحقيقى يصنع من التفاهم ، الثقة والعفو . الحب الحقيقى هو التسامح فهو يقبل حساسية وضعف الإنسان . قالت كاسى : - شكرا يا مارجى على هذه الكلمات الطيبة . ولكن ما زال اليأس يقرأ فى عينيها - لا بد أن أواجه هذه المشكلة فور عودة دان . خفضت بصرها وحدقت فى قدحها - أعطت الفرصة لـ دان يا كاسى . صدقينى آل ماردوك أناس أقوياء . عندما يحبون فإنهم يحبون بكل روحهم - أوه يا مارجى إذا رأيت صدرى ستفهمين ؟ شحبت كاسى كانت هذه هى المرة الأولى التى تفضى كاسى بيأسها . - وإذا رأيت صدرى أنا ... يا كاسى . تحدثت مارجى بصوت هادئ ليس به شائبة حزن . - ماذا تقولين يا مارجى ؟ بدت الحيرة على وجه كاسى . - لا تنزعجى إلى هذا الحد يا كاسى . أجريت لى عملية استئصال منذ أربع سنوات . لن يكون لى أطفال بعد ذلك . استطردت وعيناها تلمعان بالثقة : - زاد اقتراب فريد بى منذ ذلك الحين . لأن كلينا يثق فى الآخر . - ماذا أقول لك يا مارجى ؟ ابتسمت كاسى خلال دموعها .فى هذه اللحظة تبكى من أجل مارجى وليس من أجلها . - لا تقولى شيئا .... يجب أن أذهب لكى أحضر جاين .أود أن تصبحى زوجة أخى زوجى يا كاسى ذهبت وغسلت قدحها ووضعته فى مكانه . عيناها تعكسان حنانا حقيقيا . أجلا فى المساء ذهبت كاسى إلى العمة بولا . تناولت السيدتان العشاء فى هدوء وهما تتحدثان .وعادت كاسى إلى البيت قبل الليل . غدا سيعود دان . هذه الفكرة سكنت ذهنها . لقد قال لها سنتحدث عند عودتى . وقعت فريسة للأفكار السوداء .أغلقت الأبواب وصعدت إلى غرفتها ونامت . فى نهاية المساء اقتنعت بأن قصة حبها ستنتهى بعد عودة دان .منعها ذهنها المشوش من النوم الهادئ . شعرت أنها متعبة وعصبية فى نفس الوقت .إنها تعيش مأساة حقيقية .كانت تريد أن تبكى . ارتدت الروب وجالت فى المنزل . أطعمت سالى ورتبت المجلات ثم ذهبت لتنام . فى صباح اليوم التالى فى ساعة مبكرة سمعت صوت سيارة تتوقف أمام الباب .. صفقت أبواب السيارة بعنف . أسرعت كاسى نحو الباب .صعد فريد والعمة بولا درجات السلم بسرعة . فتحت لهما كاسى تمتمت السيدة العجوز : - صغيرتى . تسمرت كاسى فى مكانها : - عمة بولا ، فريد ، ماذا يحدث ؟ قال فريد فزعا : - تعرضت طائرة دان للاختطاف .هناك مجنون على متن الطائرة يهدد بنسفها ما لم تتوجه إلى كوبا قالت كاسى متعلقة بمقبض الباب : - قنبلة ... فى طائرة دان ؟ قال فريد : - كان ذلك فى جريدة اليوم سألت العمة بولا : - ألا يمكن توجيه الطائرة إلى كوبا ويرحل هذا المختل ؟ بدت عجوزا جدا هذا الصباح . خداها نديا بالدموع . وشعرها الذى تهتم به دائما أشعث هذا الصباح قال فريد : - ليس لدى الطيار القدر الكافى من الوقود . سيضطر للنزول . كادت كاسى أن تفقد وعيها . رأتها العمة بولا وهى تترنح فأمسكتها . سألت كاسى بصوت مهتز: - هل أنت متأكد من أنها ليست مزحة ؟ أجاب فريد متأكدا : - إنها ليست مزحة .هذا المختل يستحق أن ... ضرب الباب بقبضة يده .حاولت كاسى أن تتماسك وأتجهت نحو السلم . - سأذهب إلى بورتلاند .يجب أن أكون هناك . قالت العمة بولا : - ابقى هنا سيذهب فريد . سيتصل بنا بمجرد أن يصل إلى شئ لن يكون هناك داع لوجودك فى بورتلاند . قالت كاسى معترضة : - يجب أن أذهب . فريد هل ستأتى ؟ - هناك طائرة تنتظرنى فى المطار . تم تغيير طرق الطيران الدولى . لكن يمكننا النزول فى مطار خاص . ثم نذهب إلى المطار الدولى بالسيارة . أثناء رحلتهما إلى بورتلاند لم تكف كاسى عن التفكير فى كلمات دان : أنت حبيبتى وأنا أميرك . لقد كنا معا منذ آلاف السنين . سنكون معا سنولت جميلة أخرى ؟ هل هذه هى نهاية حياتهما المشتركة ؟ هل سيكونان معا فى مستقبل بعيد أو على كوكب آخر ؟ سجن الخوف كاسى وأحاطها بإحكام . دفعت عن ذهنها فكرة أنها لن ترى دان أبدا بعد ذلك وهيئته القوية . وسحر عينيه . كادت أن تفقد عقلها من التفكير . نزلت من الطائرة وساقاها لا تقويان على حملها ثم صعدت إلى السيارة التى ستقلهما إلى المطار الدولى . أخبرهما السائق أن الطائرة البوينج 747 توجد على بعد خمس وثلاثين دقيقة من المطار . ركب قرصان الجو من هونولولو وأخبر الطيار على الفور نياته . قال السائق : - هذا كل ما أستطيع أن أخبرك به . السلطات صامته . كانت كلمة ماردوك هى كلمة السر التى سمحت لهما بالمرور من بوابة المطار التى خصصت للسلطات وللطوارئ .وهناك أدخلا إلى صالة خصصت لأسر المختطفين . لم يفد العاملون فى شركة الطيران فريد بأى معلومات . لا أحد يريد الحديث أو الادلاء بمعلومات غير مؤكدة . الجميع ينتظرون يبتهلون ويبكون . مر نادل يحمل المشروبات هزت كاسى رأسها رافضة عندما قدم إليها قدح قهوة .لكن أخذ فريد زجاجتى كوكاكولا وأعطاها واحدة - اشربى وإلا لن تستطيعى أن تقفى على قدميك . وقعت كاسى فريسة للخوف . سمعت قلبها يدق فى صدرها . خلال سفرها من بند إلى بورتلاند ثم إلى المطار لم تفكر كاسى مرة واحدة فى وجهها ولا فى الوشاح الذى نسيت أن تضعه على رأسها . لمست خدها وتبعت بإصبعها الندبة دون أن تدرى .فجأة ارتفع صوت فى الصالة .فزعت كاسى ثم جلست لترى بشكل أفضل الشاشة . - نحن على اتصال بالمطار لننقل آخر أخبار البوينج 747 المختطفة وعلى متنها مائة وثلاثة وأربعون فردا بالإضافة إلى الطاقم . مطار بورتلاند مغلق وتحولت رحلات الطيران إلى فانكوفر وسيتل .طبقا لآخر المعلومات من برج المراقبة يحاول الطيار إقناع المختطف بالنزول إلى بورتلاند لتزويد الطائرة بالوقود . ارتفعت الهمسات عندما اختفت الصورة من على الشاشة . تسمرت كاسى فى مكانها . أخذت سيدة تبكى . تنبهت كاسى إلى أنها قد تعلقت بيد فريد .عندما سحب يده وقال : - سأذهب لأرى إذا كنت أستطيع أن أعرف أكثر . هزت كاسى رأسها مذعنة . شعرت أنها قد تحولت إلى إنسان آلى بدون روح . إنها لا تفكر إلا فى دان الحنون المبتسم . كانت الصالة ساكنة إلا من صوت واحد منبعث من الشاشة : - هاكم آخر المعلومات من برج المراقية .اتفق المختطف على أن تحط الطائرة ... وافق فقط على أن يترك السيدات والأطفال . كما أعلن أنه لن يتأخر فى القضاء على الطاقم إذا لم تزود الطائرة بالوقود وتقلع إلى حيث يريد . عاد فريد وجلس إلى جوار كاسى وأحاط كتفيها بذراعه ارتفعت الأصوات فى الصالة وتدافع الناس إلى النوافذ - ها هى ! لقد وصلت . سمعت كاسى صوت المحركات ورأت طائرة كبيرة زرقاء وفضية فى السماء وتتجه نحو ممر الهبوط . دعت الله أن تهبط دون مشكلات .خفق قلبها بشدة . هبطت الطائرة بسلام . والناس فى الصالة ما زالوا يحدقون عبر النوافذ .اقتربت سيارة تقل رجلا من الطائرة .ارتفع صوت فى الصالة - ذهب ضابط إلى القرصان حتى يقنعه بأن يترك الأطفال والسيدات وستعرف النتيجة خلال دقائق تبع كلماته صمت ثقيل . قال رجل متوسط العمر : - النذل يستطيع تفجير الطائرة فى أى لحظة . عند سماعها هذا الكلمات دفنت سيدة وجهها بين يديها . سمعت كاسى نبأ فتح باب الطائرة ونزول الركاب .زفرت فى ارتياح عندما رأت سيدة تحمل طفلا وتنزل سلم الطائرة . ثبتت عينا كاسى على الطائرة متمنية أن بعد النساء يسمح المختطف بنزول الرجال ولكن سرعان ما شعرت بخيبة الأمل . أقفل باب الطائرة . فجأة شعرت بضيق تنفسها ، إنها لا تستطيع أن ترى ولا أن تفكر . ازدردت ريقها واستطاعت بصعوبة أن تقترب من النافة لتنظر إلى الطائرة . ظهر المتحدث مرة أخرى على الشاشة وفى يده بعض الأوراق : - لدى أخبار عظيمة ! انتزع سلاح المختطف . سيفتح باب الطائرة ويوضع السلم . والحمد لله انتهت الأزمة فى نهاية هذا الانتظار الثقيل . شرح الطيار كل شئ من خلال الراديو ،إنه السيد ماردوك هو من أزال خطر القنبلة بعد أن سيطر على المختطف . اسندت كاسى رأسها على كتف فريد غير قادرة على أن تصدق أن الأزمة قد انتهت . ردد فريد : - يا إلهى ! لقد كنت خائفا جدا . خائفا جدا . قالت بصوت مهتز : - هل انتهت حقا ؟ قال فريد مبتسما : - انتهت ! كل شئ بخير يا كاسى . شعرت بوهن مفاجئ . استندت إلى الحائط تبحث عن الشاشة بعينيها وصوت المتحدث: - دان ماردوك من عائلة معروفة بالتجارة فى الأخشاب .جده الأول سيلاس ماردوك بنى مصنعا للأخشاب فى القرن الثامن عشر .أخوه يوجد فى صالة الانتظار مع سيدة شابة يرجح أنها خطيبته . فجأة ظهر وجه كاسى على الشاشة .بدت مشوهة . لاحظت وجود كاميرا قريبة جدا منها . إنها تبدو بشعة . - لا ! لا ! مدت يدها لتخفى وجها عن الكاميرا . ثم رحلت وهى تجرى وكادت أن توقع الرجل حامل الكاميرا . بعد عدة مترات . كانت تجد صعوبة فى تحريك قدميها .إنها تتحرك كالإنسان الآلى . خرجت وأوقفت تاكسيا . |
#20
| ||
| ||
بلييييييييييييييييييييييييييييييييز كمليها بسررررررررررررررعة ارجوكى يا سلسبيل.
__________________ يوما ما ستشرق شمس الامل |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ماتشوف بعينيك فى هذا الشكل او هذه الصورة ليس ما تره عيناك انظر جيدآ بامعان ستشوف شكلآ ثاني غير ماتشوف عيناك . | SCORPIONKING | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 27 | 06-01-2010 11:44 PM |
عيناك عيناك سيدتي | dyadak | قصائد منقوله من هنا وهناك | 1 | 12-28-2009 10:49 AM |
لماذا تكررت الآية (فبأي آلاء ربكما تكذبان) 31 مرة؟ | حمزه عمر | نور الإسلام - | 22 | 06-23-2009 05:36 AM |
لو ترى عيناك...!! | أموووني | قصائد منقوله من هنا وهناك | 28 | 03-02-2009 11:01 PM |
عيناك | مازن الطائي | محاولاتك الشعرية | 4 | 08-15-2007 04:58 PM |