عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

Like Tree1Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 07-25-2011, 04:05 PM
 
و انت اروع و اجمل و سوف انزل كل يوم فصلين باذن الله و ساحاول ان اتممها قبل شهر رمضان الكريم ان شاء الله و شكرا كثير لتشجيعاتك لي اني في غاية الامتنان لك:glb::rose::rose::rose:
  #12  
قديم 07-25-2011, 04:17 PM
 
الفصل السادس

استيقظت كاسى راقدة على جانبها وذراعها خارج السرير . أول شئ لاحظته وجود سترة دان ملقاة على المقعد . استدارت حتى تراه نائما . فى جزء كبير من نومها كانت كاسى فريسة للقلق والتوتر حتى تعبت . وغلبها النوم .لم تجد إجابة على الأسئلة التى تشغلها .
كانت كاسى معتادة على النهوض مباشرة فور استيقاظها . قامت ببطء ووضعت قدميها على الأرض .على الفور تحرك دان ونظر إليها .
ابتسم إليها
- آسفة لم أرد إيقاظك .
- إنى مستيقظ بالفعل .
ارتعشت كاسى عندما رأته مستلقيا على ظهره يشيع قوة ورجولة . كانت هذه هى المرة الأولى التى تشعر فيها كاسى بمثل هذا الانجذاب الشديد نحو رجل . كانت هذه هى المرة الأولى أيضا التى تكون فيها عاشقة
تمدد دان وعقد ذراعيه خلف رأسه . فى هذه اللحظة أرادت كاسى أن تربت على شعره الأسود الكثيف . كانت رغبتها فى ذلك قوية , ولتفر منها وضعت قدمها الأخرى على الأرض ونهضت
قال لها دان بينما ذهبت إلى الحمام :
- أعطينى منشفة يا عزيزتى , سأذهب لأخذ دشا فى شقتى .
ألقت إليه بمنشفة من خلال الباب الموارب ثم صفقته . سمعته يضحك , وتخيلت تعليقه الساخر . إنه يعرف أننى منجذبة إليه .
نظرت كاسى إلى نفسها فى المرآة . ليس لديها ما تهديه إليه . خبرتها فى الحب قليلة . إنه يستطيع أن يعثر على فتاة على ذوقه بين اللاتى يحمن حوله , لماذا هى إذن ؟ لقد انتهت كاسى إلى أن اقتنعت بحياة الوحدة , وهى ليست حمقاء لتلقى بنفسها فى مغامرة ليس لها مستقبل .
خلعت ملابسها , ونظرت إلى نفسها فى المرآة , على الرغم من ندباتها كانت قوية , رشيقة وفى صحة جيدة . وقفت تحت الدش وفتحت الماء الساخن .
عندما خرجت من الحمام عاد دان من شقته . وقف عند عتبة الباب مبتسما : كان شعره نديا , وذقنه حليقا . لقد استعد بينما كانت كاسى تأخذ دشا وترتدى ملابسها , وتتزين .
لم يكن لدى كاسى فكرة عما ستنتجه من أثر بنطلونها الجينز الذى يبرز جمال ساقيها الطويلتين , قميصها الأخضر المتناسق مع شعرها , وعيناها الذهبيتان . نظر إليها دان بإعجاب .
تحققت كاسى من أن مظهرها فى حالة جيدة .
ٍسألها دان :
- هل تنتمين إلى هذا النوع من النساء اللاتى يكتفين بقدح قهوة للإفطار ؟
- أسفة لأنى سأخيب أملك لكننى ألتهم الطعام التهاما فى الصباح .
قال :
- حسنا . أعرف مكانا حيث يقدم أنواعا رائعة : بسكويت , لحم بارد . من الأفضل أن تأخذى سترة خفيفة . هناك نسمة باردة هذا الصباح .
وضعت كاسى وشاحا حول رأسها , وارتدت سترتها . غادر الاثنان الشقة . اتجه دان إلى سيارة كبيرة لونها رمادى . تماما كما ظنت إن سيارته فخمة . مقاعدها ذات فراش وثير وفاخرة إنها لم تتخيله أبدا يقود سيارة حديثة .
سألته كاسى بينما تحركت السيارة سالكة طريق الجنون :
- هل ذهبت إلى هذا المطعم كثيرا ؟
- نعم انا واخوتى كنا نأتى إلى هنا مرات عديدة فى السنة .
أراد كاسى أن تسأله عن إخوته لكن قبل أن تفكر فى الطريقة التى تصيغ بها سؤالها بادرها دان :
- ربانى أخواى الأكبر منى . مات أبى عندما كنت فى الرابعة عشرة . أخى الأكبر يكبرنى بأربع عشرة سنة , والأخر باثتنى عشر سنة . كنت مدللا جدا بطريقة ما . ثلاثتنا كان يعمل فى استثمار الغابات ولكن بما أنى الأصغر كانوا يتركون لى القليل من العمل .
طرحت كاسى سؤالا أخيرا :
- هل لأخويك أطفال ؟
- نعم زوجة هانك أنجبت سبعة خلال ست عشرة سنة زواج ! فريد لديه خمسة .
سألته كاسى :
- ألا تحب الأطفال ؟
بلى بالتأكيد ! يالها من فكرة إنى حتى أريد الكثير من الأطفال .
أمام المطعم , أوقف السيارة أمام الباب وأبطل المحرك . التفت نحو كاسى :
- هل أنت ابنة وحيدة ؟
- نعم . بما أنى كذلك فقد كان على رعاية أمى المريضة , وأبى عاشق النساء . كنت أود أن يكون لى أخ أو أخت يتقاسمان معى هذه المسؤولية .
أمسك دان يدها :
- لا أعتقد أنك بحاجة إلى ذلك , فإنك قوية . أشعر بالخجل , لأنى تحدثت عن طفولتى . أنا على الأقل كان لى أخوان وزوجتاهما .
أمسك سترة كاسى على المقعد الخلفى . سحبت كاسى يدها . ونظرت عبر النافذة . الرقة والرعاية التى يظهرها دان تجاهها جعلتها تشعر بالحساسية والحزن .
سألته :
- هل سنذهب لنأكل ؟
مرت بلسانها على شفتيها نادمة على أنها تحدثت عن نفسها . ثم بحركة عصبية أصلحت الوشاح على شعرها , لتتأكد أنه يخفى أذنيها .
بعد الإفطار عادا إلى نيويورك . ترك دان السيارة فى ساحة انتظار , وتنزها فى الحى التجارى , وشاهدا معروضات الحوانيت فى لحظة ما توقفت كاسى أمام متجر صغير , لتنظر إلى الداخل . إنه خاو وبه أرفف خشبية . قالت لنفسها إنه يتناسب مع الطراز الذى تريده ولكنها لاحظت لافتة كتب عليها مبيع فعدلت عن التفكير فيه .
قال دان مازحا :
- هل تنوين فتح حانوت لبيع أدوات الصيد ؟
صاحت كاسى ضاحكة :
- أدوات الصيد ؟ يا لها من فكرة ! أريد فتح حانوت للملابس ...لقد قررت - مهما حدث - أن تستفيد من هذا اليوم . ستفكر فى المستقبل أجلا.
سارت معه جنبا إلىجنب وحدثته عن مشروعاتها : ستفصل الملابس خلال الشتاء لتبيعها خلال الربيع . سمعها دان باهتمام .
- تعرفين الحياكة إذن .
أوقفها فجأة :
- لكنك تتمتعين بكل الخصال الحميدة ،جميلة ، مستقلة ،ذكية ، موهوبة ومفعمة بالطموح .
جمد وجه كاسى . بدت حزينة على الفور . أدرك دان أنه قال ما كدرها .
- ماذا هناك ؟ لماذا هذا الحزن فجأة يا كاسى .
- لا شئ . لا تهتم بذلك .
عادت إلى السير ويداها فى جيبى البنطلون .
فجأة تنبهت إلى الندبة التى فى وجهها . عندما وصلت أمام السيارة . انتظرت أن يفتح دان الباب .دزن أن ينطق بكلمة شغل المحرك وانخرط فى حركة المرور . اتخذ طريق الساحل . بعد عدة كيلو مترات اتخذ طريق رملى يؤدى إلى الشاطئ وأوقف السيارة .امتد المحيط الهادئ أمامهما .
- أريد أن أعرف لماذا بعدت هكذا فجأة ؟
تشبثت يدا دان بعجلة للقيادة ، ولمعت عيناه بين جفنيه .
أجابت كاسى بنبرة فاترة :
- أكره المداهنة .
قال دان :
- المداهنة ؟ أنا أقصد بصدق كل كلمة أتفوه بها .
أجابته :
- كاذب
- لا تقارينى أبدا بـ إيدى فارو ولا بأى شخص على شاكلته .
أدركت كاسى أن رفيقها غاضب . لم تجد قوة حتى تفر من قبضة اليدين الممسكتين بكتفيها .
- أعرف ما فى رأسك القذر
نظر إليها بعينيه نظرة ثبتتها فى مقعدها :
- لقد أخبرتك بالفعل : كف عن التدخل فى حياتى يا دان ليس لديك الحق فى ...
- بلى لدى الحق . وأنت تعرفين تماما أن تقبلى بذلك أولا مشكلتك هى أنك جد مغرورة
- هذا خطأ وكف عن تحليلى .
- أنت تخشين أن أكتشف ما يختفى تحت مظهرك الجميل . أفكارك مسممة بالأفكار النسائية التى تدعى بأن المرأة يجب أن تعيش حياة مختلفة عن حياة الرجل .ألا تقاسمه أحلامه وطموحاته وألا تتزوج ! ألا تخجلين من أن تعترفى بأن رعايتى لك فى المستشفى كانت تسعدك . ذلك يجعلك تؤمنين بأنك ضعيفة وغير مستقلة ؟ لقد تصرفت بمفردك وقتا طويلا ، وتندمين على عدم ارتباطك وخاصة اليوم بعد حادثك .
- هذا ليس صحيحا . أنا قادرة على أن أعيش كما أنا
وضع دان يده على فمها .فأجبرها على ابتلاع كلماتها . لم يكن هناك أى رقة فى هذه الحركة .لقد أراد فقط أن يمنعها من الكلام . هزت رأسها لتخلص فمها .
احتضنها بشدة رافضا أن يحررها متجاهلا جهودها لتتحرر من قبضته .
وأخيرا استسلمت لحضنه فقبلها بحنان بالغ : دق قلبها بشدة . لم تعرف هل ذلك بسبب الخوف أم أن قلبها يرقص فرحا . إن قبلته تمس أعماقها وتغلفها بالحنان : اعتراها خوف مباغت أن تفقد سيطرتها على الموقف .فعادت إلى أرض الواقع .
همست :
- دان ! لا ! أرجوك .
نظر إليها باهتمام وقال :
- ليس لديك وجه جميل فقط . إنى أحب عصابة رأسك وعنقك الجميل ، قوامك الرشيق ، شعرك اللامع وخاصة أعشق عينيك : إنها تعكس مشاعرك وفمك .. لم تتحقق لى سعادة مثل التى أشعر بها عندما اقترب من شفتيك وأرتشف أعذب القبلات
سالت دمعة على خد كاسى مسحها دان بلطف . همست :
- أنا لا أفهمك . أنا لا أفهمك على الإطلاق .
- أنا نفسى لا أفهم نفسى .. أعرف ببساطة أننى تعس عندما أكون بعيدا عنك . أنا لا أشعر بنفسى إلا عندما أكون معك . لقد عرفت هذا الإحساس منذ الليلة الأولى فى المستشفى .
- لا يمكن أن تكون قد انشغلت بى بهذه السرعة .
أجاب بابتسامة على شفتيه :
- بلى
صمتت . لقد أصابتها كلماته بالاضطراب .
قالت :
- إذا أرادت أن تعرف فإننى أسفة على أنى اعتبرتك كاذبا
أخذها بين ذراعيه وسألها :
- هل أنت متأكدة
تعلقت به وابتسمت
- عزيزتى .هيا نتزه على الشاطئ .
مشيا خلال ساعات التقطا القواقع التى قذف بها الموج إلى الشاطئ أثناء الليل . أحيانا كانا يتكلمان .وأحيانا أخرى كانا يصمتان . لفحت الشمس الغاربة بشرتهما فحولتها إلى اللون البرونزى . فى لحظة ما أدرك دان حاجة رفيقته إلى الراحة .ووجد مكانا فى مخبأ عن رياح الشمال تحت صخرة ضخمة . وهناك استلقيا وبدأ يتبادلان الاعترافات
وعلى الرغم من ذلك حدث ما كدر صفاء هذا اليوم السعيد .
أغمضت كاسى عينيها واسترخت تماما بينما داعب دان شعرها الذهبى ، وامتدت يده لتنزع العصابة التى تخفى تشوهات جبهتها . فتحت كاسى عينيها فزعة وأمسكت العصابة بشدة .
استولت الدهشة على دان .إنه لم يفعل ما يزعجها إلى هذا الحد . تلألات عيناها بالدموع .أرادت أن تفسر له . أن تشرح له سبب ذعرها .إنها لا تريده أن يرى تشوهاتها .مرت سحابة أمام الشمس . ارتجفت كاسى . مدت يدها إليه ففتح ذراعيه .تشبثت به وقلبها يخفق بشدة .
- لا عليك يا عزيزتى . كل شئ على ما يرام .
فاتتهما وجبة الغذاء قررا أن يعودا مبكرا لوجبة العشاء . ذهبا إلى المدينة للتسوق . عندما عادا إلى البيت وضع دان السلتين الممتلئتين بالطعام ولوازم المطبخ .
سألته كاسى :
- هل أستطيع أن أساعدك فى إعداد شئ ما .
- لا شئ على الإطلاق .. إننى أنا من سيتولى الطهى هذا المساء . لست بحاجة إلى صبى طباخ .
ابتسم إليها مازحا . ردت إليه كاسى الابتسامة سعيدة بالسلام الذى سكن بينهما . لكن هل حقا سلام ؟ إنها تشعر بالاضطراب أمام هذا الشخص القوى قلبا وقالبا .
قال لها بحنان :
- اذهبى أنت لتأخذى دشا . سيكون طعام سيدتى جاهزا لنقل خلال ساعة . يجب أن أخذ دشا أنا أيضا وأغير ملابسى فإنى لا أريد أن أضيف الرمل إلى مكونات السلطة .
ابتسم إليها دان بينما كانت تتجه إلى الحمام . تحت دش الماء الدافئ قالت كاسى لنفسها إنها ليست فتاة مراهقة تجرى وراء قصة حب رومانسية ولكنها اعترفت فى قرارة نفسها أن دان هو الرجل الأول الذى يخفق له قلبها . وإذا كانت قد وقعت فى حبه فذلك لأنه على الرغم من قوته فهو مرهف الحس . هناك شئ بداخله يجعلها تشعر بالرغبة فى ضمه بين ذراعيها كالطفل . تأوهت : يا إلهى ! هل تجرؤ على أن تحب هذا الرجل ؟
بعد أن انتهت من حمامها اختارت كاسى ثوبا هنديا أزرق وأخضر بكم طويل ثم جففت شعرها وصففته بعناية حتى أصبح لامعا وناعما . سرحته بطريقة تخفى ندية خدها الأيمن .وأخيرا وضعت طبقة رقيقة من كريم الأساس على وجهها ولونت شفتيها ،وبعد أن انتهت ترددت قليلا قبل أن تخرج .
تقدمت فى الحجرة الفسيحة . صفر دان فى إعجاب مؤكدا ما عكسته المرآة إلى عينى السيدة الشابة
كان منشغلا فى تقطيع الخضراوات لكنه وضع سكينه وتقدم نحوها وقبل جبينها قائلا :
- رائع ! رائحتك زكية . هذا أفضل من الثوم والبصل .
اقترب منها حتى يستنشق عبيرها .
قالت ضاحكة متمنية ألا يلاحظ اضطرابها :
- أتمنى ذلك .
تبادلا ابتسامة سعيدة
قال دان :
- تحاولين إغوائى . هل تنوين الرقص هذه الليلة ؟
أجابت مازحة :
- أفضل الرقص على غسيل الأطباق .
- لا تتحركى إذن حتى آتى . اجلسى .
أجلسها فى أحد المقاعد . وأحضر لها عصيرا فاتحا للشهية . ثم توجه إلى الحمام
سألت كاسى نفسها وهى ترتشف كوبها .كيف يتقابل شخصان غريبان ومختلفان من حيث الماضى وأسلوب الحياة . ويستطيعان أن يتوافقا إلى هذا الحد ؟ إنهما كالمتزوجين . إنها لا تستطيع تحمل هذه الفكرة وهى التى تعتبر نفسها مشوهة .
قالت لنفسها بصوت منخفض : هدئى من روعك ، واهتمت بما أعده دان فى المطبخ : طماطم مقطعة ، شرائح من الخضروات وشرائح اللحم تنتظر الشواء . على الطاولة طبق تفوح منه رائحة لذيذة لا تعرفها كاسى . فى اللحظة التى جذبت فيها الطاوبة إلى وسط المطبخ ظهر دان وهو يجفف شعره . كان يبدو مشغول البال .
- لا أستطيع أن أتخلص من فكرة أننى أنا وأنت عشنا موقفا مشابها .
دهشت كاسى من جديته فى هذا القول ، قالت :
- أنت تمزح .
- لا يا حلوتى .
اختفى من جديد فى المطبخ ثم عاد وشعره ندى , ولكن مصفف .
- أشعر أننا نعرف بعضنا منذ زمن طويل .
ابتسمت كاسى وقالت مازحة , لتخرجه من انشغاله :
- لابد أنك أحد ضحايا حبى .
وقد نجحت كاسى فى ذلك , لأن دان قد ابتسم لها . حملقت فيها عيناه الداكنتان . أصر على أن تبقى جالسة فى مكانها بينما تولى هو إعداد العشاء . وضع شرائح اللحم على الشواية . وأثناء طهوها أعد السلطة وقطع الخبز , ثم دهنه بالزبد .
سألته كاسى بفضول :
- أين تعلمت أن تطهو هكذا ؟
- فى أحد المعكسرات عندما كنت فى السادسة عشر , وستحبين الأرز الذى أطهوه .
قهقهت كاسى .
أثناء العشاء تحدث دان عن طفولته . عما تعلمه فى معسكر الكشافة حيث يتدرب الصبية على أن يكونوا رجالا .
تبادلا الابتسامات , وقضيا أوقاتا سعيدة فى السهر والضحك كأنهما صديقان , تألقت كاسى ولمعت عيناها البنيتان بالسعادة . وعلت شفتيها ابتسامة لم تفارقها طوال سهرتهما .
فرغا من الطعام , وأعادا النظام إلى المطبخ معا , لم تتوقع كاسى أن يكون دان مرتبا ودقيقا إلى هذا الحد . لقد وضع كل شئ فى مكانه .
سألها متفحصا وجهها فى الضوء الخافت :
- ماذا سنفعل الان يا سيدتى النبيلة ؟
- ما الذى تقترحه يا سيدى العزيز ؟
فجأة شعرت بأنها صغيرة جدا أمام هذا الرجل المفعم بالرجولة .
نظرت إليه بعينيها الواسعتين .
قال وهو يقترب منها :
- أود أن أقبلك .







  #13  
قديم 07-25-2011, 04:22 PM
 
الفصل السابع

قبلها دان على عنقها دون مبالاة بأذنها المجروحة ولمست شفتاه ندبة خدها .
صاحت وهى تدفعه :
- دان لا
نهرها :
- أنت تتفوهين بهذه الكلمة كثيرا .
ثم همس :
- شعرك رائع ورائحته زكية ، إنه يذكرنى بالشلالات فى غابة غنية لم تطأها قدم إنسان .
- دان ... أرجوك
همس :
- أحبك يا كاسى لماذا تحبين أنت عذابى بالابتعاد عنى .
بدأت كاسى تضعف .ربتت على شعره الأسود
قالت لنفسها مهما كان المستقبل فإنها لن تحرم نفسها من سعادة هذه اللحظات
- عزيزتى .
نظر إليها دان بعينين يماؤهما الحب والشوق إلى أن يحتويها ويمتلكها إلى الأبد ... ارتعشت وهمست :
- دان عزيزى
خرجت هذه الكلمة من أعماقها
- حقا عزيزك ؟
لمعت عينا دان بالفرحة . تنبهت كاسى فجأة . هل تفوهت حقا بهذه الكلمة ؟ زفرت وخبأت وجهها فى صدره .
همست :
- نعم أنت حبى
قال وهو يداعبها :
- أنت فتاة عنيدة . لقد انتظرت لقاءك منذ زمن بعيد .
إنها اللحظة السحرية التى تعترف فيها بحبها على الرغم من كل ما تحمله فى صدرها من آلام .بل إنها أسعد لحظة فى حياتها . وهذا الرجل الذى جمع كل ما تتمناه أى أمرأة فى رجل حياتها إلى جوارها يهدهدها كأنها طفلة مدللة .
همس إليها :
- أريد أن يطول الليل وأبقى معك .
همس إليها بكلمات الحب التى لم تسمعها أبدا . كلمات أنستها جراحها وندباتها . جعلتها تشعر بسعادة غامرة أثملتها فغابت عن كل حقيقة إلا حقيقة واحدة هى أن كليهما قد خلق للآخر
استيقظت كاسى من نوم عميق . كانت بين ذراعى دان تخلصت من حضنه بحذر ونهضت فى الظلام . سارت نحو الحمام واحتجزت نفسها بداخله قبل أن تضئ الأنوار . استندت إلى الباب وتركت عينيها تعتادان على النور . ثم نظرت إلى نفسها فى المرآة . فزعت عندما اكتشفت صورتها : شعرها أشعث قد كشف عن ندباتها وما قطع من أذنها .نظرت إلى باقى جسدها حيث انتشرت الندبات .
اغرورقت عيناها بالدموع .
ابتعدت كاسى عن المرآة . وأخذت دشا وارتدت ثوبا بكمين طويلين . عندئذ شعرت بالأمان .نظرت من جديد إلى نفسها فى المرآة . أخذت الفرشاة وسرحت شعرها حول وجهها .
الآن قد أخفت عيوبها .
اطفأت نور الحمام . وعادت إلى الغرفة . فجأة شعرت بالعصبية .إن دان مستيقظ .
- كنت أعتقد أنك نائم يا دان
- لقد استيقظت عندما تركتنى .
ابتسم إليها ونظر إليها بحب ثم احتضنها :
- لماذا تركتنى يا حبيبتى . هل كنت متعجلة ؟ آسف .
ربتت كاسى على خده . إنه أكثر الرجال أمانة ووضوحا . إنه لا يتظاهر ولا يخفى شيئا .لكن كيف تؤكد له أنها قد وقعت بدون أمل فى حبه ؟ لو فقط قابلته قبل الحادث ؟ والآن إنها لا تستطيع أن تقرأ الاشمئزاز على وجهه عندما يكتشف ما بها من تشوهات
- دان هذا هو أجمل يوم فى حياتى ؟
كان هذا الشعور الذى انتابها غريبا . إنها تريد أن تهبه السعادة . لم يستطع أى رجل قبل ذلك أن يعبر الحواجز التى أقامتها حول نفسها بقصد الحماية .
إن دان أيضا يحتاج إليها .وكانت كاسى فخورا بذلك .
ضمت رأسه إلى صدرها وربتت على شعره الأسود . أرادت كاسى أن يمتد بهما الوقت وهما على هذا الحال دون أن يتكلما . إنها لا تشعر بأى خجل فى وجود هذا الرجل بين ذراعيها ... على العكس إنها تجد فى ذلك طبيعية بالغة .
ابتعد دان قليلا لينظر فى عينيها .
قال بصوت حازم :
- أعتقد أنه يجب أن نعود غذا ، يجب أن أستأنف عملى . ألا تعتقدين أن الأجازة قد طالت ؟ سنمر على شقتك ونأخذ حاجياتك التى ستحتاجين إليها .
أنا لم أقل أبدا أننى سأذهب إلى بند . لدى مشروعات للست سنوات القادمة .والآن وقد نجحت جودى فى تأجير شقتى سأستطيع دفع إيجار شقة أخرى .
- إنها تؤجرها يا عزيزتى . إنه أنا من دفع الإيجار لمدة ستة شهور وبإقامتك فى بند ستعوضينى عما دفعت .
نظرت إليه وسألته :
- لماذا أخبرتنى أنها أجرتها ؟
كانت كاسى غاضبة حقا
- فكرى يا حبيبتى ... أنا لم أحدد شيئا .
استطرد بصوت واثق :
- لقد قلت إننى اهتممت بشقتك . إنى متأكد من مشاعرى أريد أن أتزوجك .وأعيش معك باقى حياتى لكنى لا أريد أن أتعجلك فى إتخاذ قرارك .أريدك أن تكونى متأكدة تماما من أنك تريدين الارتباط بى . وكذلك تتاح لنا الفرصة للتعارف أكثر .كل ما أطلبه هو أن تأتى معى إلى بند وأن تتعرفى على أسرتى وترين طريقة حياتى وبعد ذلك ستقررين إذا كنت تريدين ربط حياتك بحياتى . لا أعتقد أننى أطلب منك الكثير بذلك .
تصاعدت دموع العاطفة إلى عينى السيدة الشابة :
- لماذا أنت كذلك ؟ لماذا أنت طيب ومتفهم بينما أبدو أنا بغيضة ؟ هذا ليس عدلا يا دان . ليس لدى ما أهبه لك . وأنت لقد وهبتنى كل شئ إنك تسعد أى امرأة تقترن بها .أنا لست .... أنا لست حتى جميلة .
- أنت كما أنت يا كاسى : مستقلة ،ذكية ّومفعمة بالعواطف الجميلة التى تفتخر بها أى امرأة .... بالاضافة إلى أنك بدأت تؤمنين بأننا قد عشنا معا حياة سابقة . كيف أستطيع ألا أحب أميرتى ؟
احتضنها بشدة
قالت :
- دان أنت تعرف أن هذا لن يستمر .
- سيستمر حبنا قرونا وقرونا .


  #14  
قديم 07-25-2011, 08:43 PM
 
رووووووووووووووووووعة
انتظر التكملة بشوق
شكرا لكى على امتاعنا باختيارك الموفق سلسبيل.
__________________



يوما ما ستشرق شمس الامل
  #15  
قديم 07-26-2011, 03:05 PM
 
لا شكر على واجب ان هذا من دواعي سروري
تسلميلي يا قمر
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ماتشوف بعينيك فى هذا الشكل او هذه الصورة ليس ما تره عيناك انظر جيدآ بامعان ستشوف شكلآ ثاني غير ماتشوف عيناك . SCORPIONKING أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 27 06-01-2010 11:44 PM
عيناك عيناك سيدتي dyadak قصائد منقوله من هنا وهناك 1 12-28-2009 10:49 AM
لماذا تكررت الآية (فبأي آلاء ربكما تكذبان) 31 مرة؟ حمزه عمر نور الإسلام - 22 06-23-2009 05:36 AM
لو ترى عيناك...!! أموووني قصائد منقوله من هنا وهناك 28 03-02-2009 11:01 PM
عيناك مازن الطائي محاولاتك الشعرية 4 08-15-2007 04:58 PM


الساعة الآن 08:27 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011