وقع قلبى فى قدمى واقشعر جسدى لمجرد تفكيرى ان هذا الصوت قد يكون اكسيل هو من اصدره .. ولكن فجأة ظهر امامنا راى يبتسم ابتسامة عريضة ويقول بصوت عالى اوهايو (مرحبا) .. فوقعت على الارض وعلى راسى نقطة كبيرة .. فبدا على وجهه الاستغراب ورفع حاجبيه بتعجب .. اما انا فقد انتفضت من مكانى واقفة واتجهت نحوه بغضب واعطيته ضربة قوية على راسه .. مما جعله يتالم ويضع يديه على راسه وهو يتؤه الما قائلا بحنق لما ضربتنى ميا .. قلت له صارخة ايها الاحمق لقد ظننتك اكسيل .. اوف لقد كاد قلبى ان يقفز من جسدى .. ولماذا انتى خائفة من ان يكون انا اكسيل .. ضيقت عينى وقلت لانه ثم سكت ولم اكمل وقلت بعد فترة لاننى ضربته اخر مرة وهزئته .. اه حقا وسكت لكى الى الان .. اه اجل فانا لم اعطه فرصة ليقول شيئا .. وفجاة قفز شخص ما وسطنا وهى يصرخ مفاجأة .. مما جعلنى اشهق فزعا وتبين فى النهاية انها اليون .. فقمت بتئنيبها بشدة لانها فعلت بى ذلك .. فاعتذرت منى لانها لاحظت غضبى وفزعى وفى النهاية جلسنا جميعا حول بعضنا .. انا استند على جذع الشجرة وهم يلتفون حولى ويشكلون دائرة .. وعندما كاد جوك ان يذكر شيئا عن الخطة .. صحت فيه وقلت لقد انتهينا الان جوك وتعرف ماذا ستفعل .. قلت هذا وانا اقلب نظرى بين اكسيل واليون .. ففهم هو علىّ وصمت ولم يقل شيئا .. حل الصمت بيننا للحظات .. حتى فضه راى بسؤاله لى .. ميا ماذا كانت تريد منكى جدتكى البارحة ؟؟ .. نظرت نحوه باعياء وقلت لما تفتح هذا الموضوع الان ؟؟ .. لم يكن ينقصنى الا ان نتحدث عن جدتى .. هزنى وقال بترجى هيا ميا ارجوكى اخبرينى .. اريد ان اعرف السر وراء مجيئها المفاجىء هذا .. هيا ارجوكى اخبرينى .. تنهدت وقلت حسنا حسنا .. ساخبركم .. الموضوع ان جدتى الحبيبة الرائعة التى لامثيل لها فى العالم ارادت ان تعلمنى الطبخ .. نزل على الجميع نقاط وقالوا بهلع ماذا .. ارادت ان تعلمكى الطبخ .. ولكن انتى تطبخين جيدا ولست بحاجة الى دروس فى الطبخ .. هه لما تخبرونى انا اخبروها هى .. اه تلك المجنونة .. ولكن انتظروا انتظروا .. اتعلمون ما كان اول درس لى فى تعلم الطبخ .. قال الجميع فى صوت واحد ما هو ؟؟ .. تنهدت وقلت بسخرية كيف بامكانك ان تقشر بصلة ؟؟ وتقطعها وتفرمها ؟؟ ..وضع الجميع ايديهم على افواهم حتى لا تخرج ضحكاتهم .. اما انا فقد اكملت بسخرية اكثر .. ولا يغركم ويخدعكم الاسم المفرد لكلمة بصلة .. فقصدى هنا كيف بامكانك ان تقشر قفصا كاملا من البصل؟؟ .. لم يتحمل اصدقائى وانفجروا ضحكا .. اما انا فقلت نسيت وتقطعها وتفرمها .. مما زاد ضحكهم اكثر واكثر .. وقالوا متعجبين وماذا فعلتى انتى ؟؟ .. ماذا فعلت ..لم افعل شيئا قط قمت بتقشير وتقطيع وفرم البصل .. ماذا الم تحاولى ان تتهربى من هذا الامر .. حاولت بالتاكيد ولكن بائت محاولاتى بالفشل .. لماذا .. ببساطة لان السيدة التى كانت تعلم الطبخ للفتيات صديقة جدتى الروح بالروح وكأنهم شخص واحد وانقسموا لاثنين ..وبالتالى لم استطع التهرب .. وقشرت القفص كاملا .. اوه نسيت وقطعته وفرمته وايضا .. وبكيت بالدموع دون ارادة منى .. اتعلمون عندما يبكى المرء وهو لايريد ان يبكى .. انفجر جوك ضحكا وقال ليتنى كنت هناك لالتقط لكى صورا ههههههههههههههههههه .. كان سيكون امرا رائعا ههههههموهااهاهاهاهاهه هههه .. ضحكت فيونا وقالت عذرا ميا ولكن من يكون مكانكى ويعيش ما تعشينه عليه ان يبكى بدون اى سبب ومن غير اى ارادة .. ضيقت عينى ونظرت اليهما بسخط وقلت اخرسوا .. ونهضت من مكانى غاضبة وتركتهم وذهبت بعيدا عنهم ..
اليون: لما قلتم لها هذا الكلام انظروا ها قد تضايقت الان
راى بغضب مكبوت : ان فعلتم هذا مجددا فسوف ابرحكم ضربا انتما الاثنين اتفهمان
اليون : احمقان
راى موجها حديثه لاليون : هيا فلنلحق بها ولنرى اين ذهبت
اليون : حسنا هيا .. ثم غادرا
اخذ كل من راى واليون يبحثون عن ميا فى الجامعة ولكن لا اثر لها وفى النهاية قرر الاثنان ان يفترقا بحثا عنها وذهب كلا منهما فى طريق .. عند راى .. كان راى قلقا جدا وظل يبحث حوالى ربع ساعة كاملة بدون جدوى ولكن اتى الى اسماعه صوت تنهدات وشهقات شخص ما .. فمضى خلف هذا الصوت حتى ..

.. عند اليون .. ظلت تبحث وتبحث ولكن لا فائدة هى لا تستطيع العصور على ميا .. دخلت فى مكان شبه غابة .. كانت جامعتهم فى وسط مكان مخضر واشجار كثيفة تلتف حولها فى كل مكان من الداخل خلف ابنية الجامعة وحولها كان خلف الجامعة غابة كبيرة ممتدة لاميال ومسافات بعيدة وحدائق واسعة وقد نبّه المدير على عدم التوغل فى هذه المناطق من الجامعة خوفا من اى ضرر او سوء قد يحدث .. ولكن الان اليون تتجول وحدها فى هذه المناطق فماذا سيحدث لها .. تابعوا ولا تفزعوا.. او ربما عليكم ان تفزعوا..

وفى مكان اخر بعيد عن اصدقائنا وعن الجامعة وبالتحديد فى مبنى عالى بعض الشىء ويبدوا من شكله انه مبنى مهم فالحرس يقفون امامه من الخارج والموظفون والعمال يدخلون ويخرجون منه باستمرار .. وفى غرفة مميزة جدا فى اعلى المبنى كانت غرفة المدير او بالاصح المديرة .. كانت تجلس على مكتبها تضع يدها على ذقنها وتبدوا فى حالة تفكير عميق ولكن فيما كانت تفكر .. كانت تتمتم ببعض الكلمات .. دعونا ننصت قليلا الى ما تقول .. اه اجل اه اجل اجل .. انها تقول شيئا عن فتاة ما وعن عقاب وعن تربية واصدقاء وعن انضباط ونظام وعن ماذا لااصدق عن ................. ولكن اتعلمون من تلك السيدة انها جدة ميا .. ترى ماذا تخطط لها ياجماعة .. يبدوا انها لاتنوى خيرا على الاطلاق .. ادعوا لميا ان تنجوا منها .. ومن هذا العقاب .. فهو سيكون قاس جدا ولكن هل سيتدخل احد ؟ هذا سؤال وارد .. ولكن اذا تدخل احد فمن سيكون؟ .. وكيف ستكون ردة فعل جدة ميا ؟ هل ستوافق على تخفيف العقاب وعدم تنفيذه ؟ ولكن هناك سؤال مهم يطرح نفسه .. ماهو العقاب يا سادة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وهذا ما لن اخبركم به

عند جوك وفيونا
كانوا يتحدثون عن انهم اخطئوا فى حق ميا وعليهم الاعتذار واتفقا فى النهاية على ان يعتذرا لها اول ما يروها واثناء حديثهم اتى اكسيل ليقول ببرود مرحبا .. ما ان رآه جوك حتى وجّه نظره ناحية اليون .. وكأنه يقول لها هل نبدأ .. كانت هى شاردة تحدق فى اكسيل فقد كان يرتدى بنطال اسود وعليه بادى ابيض وقد كتب عليه بعض الاشياء بالون الاسود وقد كان عليه جاكيت بالون الاسود بدون اكمام مما جعله يبدوا رائعاا .. ولكنها انتبهت علي جوك وهزت راسها بنعم .. وحرك راسه نحوها وكانه يقول ابدئى انتى .. فهزت رأسها مرة اخرى بنعم .. ثم نهضت من مكانها ونفضت ملابسها ووقفت موازية لاكسيل وهى تبتسم ابتسامة عريضة وتقول مرحبا اكسيل كيف حالك .. ارتبك اكسيل ففى البداية لم يكن منتبها عليها وقال وهو يحك وجنته باصبعه من شدة التوتر ب خي ر .. ابتسمت وقالت جيد وانا ايضا بخير .. حسنا علىّ ان اذهب الان .. ساحضر بعض العصير لى انا وجوك .. اتريد ان احضر لك ايضا .. لم يشعر بنفسه الا وهو يقول .. امر رائع ان تفكرى بى قالها وهو يقلب نظره فيما حوله .. ثم تابع لكنى سبق وشربت لذا لا تتعبى نفسك .. لمعت عينا فيونا وشعرت بسعادة غامرة .. اما جوك فقد ضرب جبهته بكفه وقال فى نفسه تلك الغبية ماذا تفعل .. اهكذا ستثير غيرته .. يا الهى فلينقذنى احد من يد هؤلاء الحمقى .. ولكن قالت فيونا .. حسنا ساذهب اذن .. وخطت بضعة خطوات ثم وقفت فجأة وقالت موجهة كلامها لجوك بعد ان استدارت .. اه نسيت اى نكهة عصير تفضلها عزيزى جوك .. نزلت هذه الكلمة على راس اكسيل كالصاعقة .. وتجمد فى مكانه وقد كان يعطيهم ظهره .. اما فيونا فتابعت اوه صحيح تذكرت انها التفاح اليس كذلك .. راح نظر جوك الى اكسيل .. ثم ابتسم وقال اجل اجل انه التفاح .. ابتسمت وقالت حسنا اذن ساذهب .. فنادى عليها جوك وقال .. فيونا .. استدارت باستغراب وقالت نعم .. قال بخبث .. عزيزتى انتبهى على نفسك ولا تتاخرى كثيرا .. فالمكان ممل من دونكى عزيزتى .. ابتسمت فيونا وهى تفتح فمها بتعجب .. وقالت لا تقلق عزيزى لن ادعك تنتظر طويلا ثم ذهبت .. اما اكسيل فقد تجمد الدم فى عروقه وشيئا ما قبض على قلبه .. وجلس مكانه بصمت مستندا على جذع الشجرة مكان ميا السابق وهو صامت تماما ولايحرك ساكنا وخصلات شعره تغطى ملامح وجهه بغموض .. اما جوك فقد كان سعيدا لانه احسّ انه حرّك شيئا ما داخل اكسيل ولو كان شيئا بسيطا .. ظل الصمت سائدا بين اكسيل وجوك .. منذ ذهاب فيونا .. اكسيل لم يتحرك ساكنا ولم يقل اى شىء .. ولكن قطع جوك الصمت السائد بينهما قائلا بمرح كيف حالك اكسيل .. لم يرد عليه اكسيل فى البداية .. ثم رفع نظره نحوه وقال بخير .. قالها وهو يرمقه بنظرة كره غريبة تكاد تحرق جوك فى مكانه .. امتعض جوك وبلع ريقه وقال ساذهب لأرى فيونا لقد تاخرت .. ضحك اكسيل بطريقة مخيفة .. وقال اوه عزيزى جوك ابقى معى فالمكان ممل هنا .. ولا اريد ان ابقى وحدى .. ارتعب جوك من اكسيل وشعر انه سينقض عليه ويفترسه ولكن ما حصل كان عكس ذلك تماما لقد نهض اكسيل من مكانه وذهب دون ان يلقى اى بالا لجوك .. اما جوك فوضع يده على صدره وتنهد .. ثم قال باستغراب انه غاضب حقا .. يا الهى انه غاضب لمجرد انى ناديت فيونا امامه بعزيزتى .. واذا لمستها او ضحكت معها او خرجنا سوية .. كيف ستكون ردة فعله وماذا سيفعل بى حينها .. هل سيأكلنى .. اهىء اهىء ياماما .. انا خائف .. عندما ارى ميا ساحطم راسها .. الذى ابتكر هذه الخطة .. يبدوا ان خطة ميا تسير بشكل جيد جدا .. وكما يقول جوك اذا كان غضب اكسيل اشتعل بمجرد قوله لفيونا بعزيزتى .. فماذا سيفعل حين يحدث شيئا اخر .. وهذا الشىء الاخر هو ما لن اخبركم به .. على الاقل الان ..

عند ميا كانت تقف عند شجرة كبيرة تبكى بصمت ولكن رغما عنها شهقت وتنهدت من شدة التعب والآهات .. تمنت لو تهرب من كل شىء .. ولكن للاسف هذا صعب جدا فى الوقت الحالى .. تذكرت جدتها وكلامها القاسى معها فى الصباح دائما وتذكرت العقاب الذى اخبرتها جدتها عنها .. بدأ راسها يؤلمها لمجرد تفكيرها فى ان جدتها ستبعدها عن اصدقائها او قد تفعل شيئا يقضى على حلمها تماما .. وتذكرت كلام جوك وكلام فيونا وضحكهم عليها .. وقالت معهما حق من يعيش عيشتى عليه ان يبكى كل يوم وبدون اى سبب .. ليت امى كانت هنا .. ليتها .. وغزت الدموع وجه ميا ورسمت خطين متلالئين عليه .. سمع راى صوتا غريبا وتبع الصوت حتى وصل الى مصدره .. وتبين انها ميا .. كانت تعطى ظهرها له بحيث لا يمكنه رؤية وجهها .. لكنه كان يعلم انها تبكى .. قال بصوت قلق ميا .. ما ان سمعت اسمى ينادى حتى انتفضت ورفعت يدى ومسحت دموعى بسرعة ثم استدرت نحوه وانا ابتسم واقول .. راى ماذا اتى بك الى هنا .. هل حدث شىء ما ؟ .. بدا على وجهه الشك فى انى لم اكن ابكى .. وبدا حزينا نوعا ما .. لانى ادعيت غير ذلك ولم ارد البكاء امامه .. فاجأنى بقوله ميا كنت ابحث عنكى .. لانكى بدوت متضايقة جدا من كلام جوك وفيونا .. ابتسمت وقلت ارجوك لايمكن لهما ان يضايقانى .. فقط اردت البقاء وحدى قليلا فاخذتها حجة وهربت .. قال بشك حقا .. اجل اجل .. وهل جلستى لوحدكى بما فيه الكفاية ام اذهب واترككى .. لالا لقد اختنقت من الجلوس وحدى .. هيا فلنذهب .. حسنا فلنذهب .. ومضينا انا وهو سوية .. ولكنه توقف فجأة وكنت انا اسير فى وجهى ثم انتبهت على توقفه فاستدرت له .. وقلت مابك لما توقفت .. قال بدون اى مقدمات .. ميا اكنتى تبكين قبل قليل ؟؟ .. ضحكت وقلت ماهذا الهراء .. انا لم اكن ابكى .. صرخ فى وجهى وقال لاتكذبى علىّ .. اعلم انكى كنتى تبكين .. صرخت فى وجهه لا لم اكن ابكى .. صرخ بل كنتى تبكين .. صرخت لا لم اكن ابكى .. بل كنتى .. لا لم اكن .. بل كنتى .. صرخت وعليت صوتى على صوته وقلت لا .. اتجه نحوى مسافة الخطوات التى بعدتها عنه وانا شاردة وامسك ذراعى بكلتا يديه واخذ يهزنى بشدة قائلا بغضب .. كفى عن الكذب ميا .. لقد كنتى تبكين وانا اعلم ذلك .. ثم توقف عن هزى ولانت نظراته نحوى بعد ان كانت جامدة وقال بصوت حنون وهو ينظر فى عينى .. ميا ارجوكى ارجوكى لاتكذبى علىّ ولا تخفى الامر عنى .. بدات يده تشتد على ذراعى وتمسكنى بقوة .. واكمل هو بحزن ارجوكى كفى عن ابعادى عنكى توقفى عن فعل ذلك ارجوكى .. لا اريد الا ان اكون بقربكى ميا لا اريد غير ذلك .. خجلت من نبرته وتحديقه فى عينىّ .. شعرت بالدوار من نظراته لى .. شعرت بانى ساقع .. كان وجهه قريبا من وجهى لايبعد عنه الا عشر سنتيمترات .. ظل يحدق بى .. وانا فى حالة مزرية .. ولكنى ثبت وقلت بجدية راى اتركنى .. لم يجبنى .. فاعدت قولى مجددا .. راى اتركنى .. ظلت عيناه تنظر نحوى وصدره يعلوا ويهبط وانا اعيد راى ابتعد عنى .. اخير اصدر ردة فعل .. هز راسه نافيا .. مما اصار غضبى وقلت وانا اشد على اسنانى .. راى قلت ابتعد عنى .. قال لن ابتعد عنكى .. فماذا انتى بفاعلة الان ها .. شطت غضبا وشددت على اسنانى اكثر وقلت وانا اصرخ راى انت لا تعنى لى شيئا ابدا.. انت فقط صديق مقرب لى ومثل اخى تماما .. فتوقف عما تفعله فهذا اصبح امر مقرف حقا .. ظل يحدق بى بألم وتعجب شديد .. وانا اكملت .. ثم اتريد ان تعرف اذا كنت ابكى ام لا .. حسنا لقد كنت ابكى .. ابكى من حسرتى وصداع راسى .. ولكن اذا كنت تنتظر منى ان اظهر ضعفى وبكائى امام احد غير نفسى فلا تتوقع ان اظهره .. انا لم ابكى قط منذ وفاة امى ولم اكن ضعيفة ولم اتاثر ابدا .. واذا كنت تنتظر منى الان اى بكاء او تاثر مما يجرى فلا تحاول ولا تتعب نفسك بالانتظار .. انا لن اكون بحاجة اى احد غير نفسى وغير حلمى .. اغمض عينيه بحزن وقهر من حدة كلامى الموجه اليه .. ثم ارجوك ارجوك توقف عن هذا .. انظر حولك ولو قليلا .. هناك من يهتم بك .. ويحلم ويتمنى لو تعطيه نظرة واحدة منك او فقط ابتسامة .. ولكنك انك احمق واعمى لا ترى اى شىء .. ولا تهتم باى احد .. انا .. فقط انا .. ولكنى مستحيل ان اكن لك اى مشاعر راى اتفهم مستحيل .. انت صديقى ورفيقى وشقيقى ولكنك لست اكثر من صديق .. افلت ذراعىّ من يديه ووقف ينظر نحوى نظرات حقد وكره عجيبة .. ولكن هذه كانت الحقيقة كان عليه ان يعرف ذلك .. كان عليه ان يواجه الواقع ويخرج من الوهم الذى يضع نفسه فيه .. كان عليه ان يعلم اننى لا يمكن ان اكون اكثر من صديقة .. كان عليه ان يعلم انى اخته التى تساعده دائما وتريه الذى لايراه لا ان ينظر نحوى هكذا .. لم اتحمل نظراته فقلت .. لا تنظر نحوى هكذا ولا تحقد علىّ او تكرهنى ارجوك .. انا لا اقول هذا الا لمصلحتك راى .. لا اريد ان اعلقك بى .. لانى مستحيل ان اغير وجهة نظرى عنك يا صديقى .. ولكنى انا استطيع تغييرها ميا .. لا .. لا ارجوك .. ارجوك توقف عن هذا .. لن تستطيع قط ولو باى طريقة .. توقف عن هذا راى ولا تفسد حياتى .. فهى كذلك .. وليست بحاجة لك لتفسدها اكثر .. فجدتى تفسدها وان كنت تريد معاونة جدتى على افساد حياتى اكثر .. فسوف تضع بينى وبينك حاجز كره صعب جدا ان يمحى .. اتفهم راى صعب ان يمحى .. ولكن ميا انا انا ...... لا لا راى لا تقولها ارجوك فهى لن تغير من الامر شيئا ابدا .. ارجوك اريد ان نظل اصدقاء انا وانت .. فارجوك لا تجعل شيئا يفسد هذه الصداقة .. صمت وانزل نظره للارض بآسى وقال .. حسنا ميا لقد فهمتكى .. ثم رفع نظره نحوى قائلا .. ولكنى لا اعدكى بانى ساستطيع محو مشاعرى نحوكى حتى ولو لم تكونى تكنين لى اى مشاعر .. سابقى بجانبكى وسنظل اصدقاء ولعل يوما ما قد تشعرين نحوى كما اشعر نحوكى .. ولكن عليكى ان تعلمى انى لن اتخلى عنكى قط .. قال هذا الكلام بقلبا مفطور ونظرات حارقة نحوى وابتسم ابتسامة حزينة واقترب منى وعانقنى عناقا هادئا لم يدم الا لثوانى عديدة .. ثم نظر نحوى وقال سافعل ما تريدين فقط .. ولكن لا تبعدينى عن حياتك ميا .. ولا تخفى عنى مشاكلك .. ابتسمت وقلت حسنا ايها المعتوه .. ولكن لا تتعود على معانافتى فانا لن اسمح لك بهذا دائما .. وايضا من الافضل لك ان تتجنب مضايقتى واثارة غضبى والا فصدقنى سابرحك ضربا ولن تفرق معى اذا كنت صديق او شقيق .. ثم قفزت وعملت حركة كارتيه بيديها وقالت ها .. ضحك راى وقال حسنا .. اعتدلت وقلت جيد .. قال هل نذهب الان .. حسنا ومضينا معا واثناء سيرنا قال هو بمزح ولكن انتظرى ميا من كنت تقصدين بقولكى .. قلت ماذا اى قول .. قال لى بحنق لانه يعلم انى اتغابى امامه .. اى قول اقصد .. حسنا ميا كفى عن الاستغباء واخبرينى من هذا الذى يتمنى منى نظرة او ابتسامة .. ضحكت وقلت اه تقصد هذا .. انه لا احد .. نظر نحوى وهى مضيق عينيه وقال حقا لا احد .. يعنى انتى قمتى بنعتى بالاحمق والاعمى بدون اى سبب .. ابتسمت ميا وقالت فى الحقيقة .. قاطعها هو وقال اجل الحقيقة .. انا اريد الحقيقة .. ارتبكت ميا وقالت انه .. ولكن قبل ان تكمل حصل شىء غريب .. صوت صراخ مدوى وصل الى اسماعهم .. انتفضت ميا لسماعها هذا الصراخ وقالت بفزع لا .. هذا صوت اليون .. قال راى بتعجب اليون ولكنها .. ااااااه يا الهى مستحيل ..........

كانت اليون تسير بدون هدى ويبدوا انها تاهت ولاتعرف اين هى .. كانت الغابة مظلمة الى حد ما .. فاغصان الاشجار تظلل على المكان وتخفى اشعة الشمس عنه .. وعلى العشب الاخضر بعيدا عن اليون بمسافة بضع خطوات كان هناك احدا ما ... شيئا ما .. يتحرك .. ولكن من .. لا ندرى .. دعونا نقترب اكثر من موقع الاحداث حتى نستطيع الرؤية بوضوح .. اه اجل هناك شيئا يتحرك ولكن ما هو لا اتبين ملامحه اهو بشرى ام .. اه لا لا استطيع ان ارى جيدا .. انتظروا انتظروا .. آه ها انا اراه اراه بوضوح انه انه هاااااااااااااااااااااااااااا لا اصدق انه .. اهىء اهىء اهىء .. يا عينى عليكى يا اليون .. لقد ضاعت الفتاه وصار موتها محتما .. اهىء اهىءاهىء مازالت صغيرة على هذا .. مازالت شابة جميلة لما يحدث معها هذا .. اهىء اهىءاهىء.. هاااااااااااااااااااااااااااااااا لالا انه يقترب منها ببطأ سوف سوف يعضها بالتأكيد هذا سىء سىء جدا .. لا لا اهربى اليون اهربى .. هيا اهربى .. ماذا تنتظرين .. اوووووووووووه اسفة اخذتنى الحماسة و نسيت ان هناك جمهور اخر منتظرا توضيح الاحداث هههههههه .. حسنا حسنا ساخبركم لا تتذمروا .. انه ..اقصد ان .. انه .. اسمعوا فلتتابعوا حتى تعرفوا ساروى ما يحدث الان ..
كانت اليون تقف بذعر عند احدى الشجيرات الكبيرة .. تحرك راسها يمينا ويسارا .. فهى تسمع صوتا غريبا منذ مدة من الوقت ولا تعرف مصدره .. شعرت بصداع شديد فى راسها .. اخذت تدور حول نفسها وتقول بصوت عالى .. جوك اهذا انت .. اذا كان هذاا انت .. فارجوك توقف عن هذا واخرج فى الحال .. هذا ليس مضحكا على الاطلاق .. بدأ الصوت يزيد التحرك من حولها .. جوك ارجوك توقف .. انا خائفة .. ميااااااااااا اذا كان هذا انتى فارجوكى اوقفى جوك .. وهيا اخرجوا .. ان لم توقفيه سابكى .. هيا توقف جوك ..ارجوك توقف .. هيا اخرجوا .. شعرت اليون بالخوف الشديد .. وبدأت الرؤية تصبح مشوشة .. فهى فى طريقها للبكاء .. وبدا صدرها يعلو ويهبط وانفاسها تتسارع .. وصار الجو حارا جدا وصار جسدها يتعرق .. سمعت صوتا يصدر من خلفها بمسافة بضعة خطوات .. فمضت ناحية الصوت وهى تقول بلهفة ميا اهذه انتى .. ولكن فجأة شعرت بانها ضغطت على شيئا لزج .. وعندما نظرت لاسفل وجدت انها ضغطت على ذيل افعى وصدمت بشدة .. اما الافعى فقد اصدرت فحيحا غريبا ثم التوت وقامت بعض قدم اليون .. وفى تلك اللحظة دوى صوت صراخ غريب وقوى فى المكان كله .. كان هذا الصراخ صراخ اليون .. اليون الان فى مشكلة كبيرة .. فهل ستنجوا وهل سينقذها احدهم .. هذا ما ستعرفوه الان .. سمع كل من ميا وراى هذا الصراخ المدوى لاليون ولحسن الحظ كانوا قريبين من مكان اليون فاسرعوا بتجاه الصوت ووصلوا اليها ليجدوا اليون ملقاة على الارض وعلى مسافة بعيدة عنها قليلا هناك افعى كبيرة الى حد ما تزحف وتقترب من اليون واليون ثابتة فى مكانها ولا تستطيع الحراك وصوت بكائها وانينها عال جدا وتحاول ان تنهض ولكنها لا تستطيع .. ماان رأى كل من راى وميا هذا حتى صرخت ميا .. اليون .. اما راى فقد اسرع ينظر حوله .. لعله يجد صخرة ما او اى شىء يضرب بها هذه الافعى وبالفعل وجد صخرة متوسطة لحجم بجانب احد الاشجار واتجه نحوه بسرعة ثم حملها وركض باقصى سرعة ناحية اليون والافعى التى تتجه نحوها وقبل ان تصل الافعى الى اليون بخطوة واحدة كان راى قد ضرب الافعى بالصخرة على راسها بقوة عدة مرات حتى ماتت .. واتجهت ميا باقصى سرعتها الى اليون ووضعت يدها على شعرها بخفة وقالت اليون .. عزيزتى اليون .. رفعت اليون نظرها لتجد ميا وتراها .. وما ان رئتها حتى اندفعت نحوها وهى تبكى وترتعش وتقول بصوت مخنوق ومكتوم من شدة البكاء والخوف .. ميا .. ميا .. لقد ناديت عليكى كثيرا ولكنكى لم تجيبى .. ربطت ميا على ظهر اليون وقالت اسفة عزيزتى لم اكن هنا لاجيب عليكى اسفة .. اسفة .. وراى يراقب ويبتسم بسعادة .. ولكن اختفت ابتسامته فجاة عندما اصدرت اليون انينة شديدة جدا وانتفاضة غريبة وبدت وكانها اصيب جسدها الشلل من شدة الالم .. اسرع راى نحوها .. وامسكها بهدوء وقال بخفوت اليون هل عضتك الافعى فى مكان ما .. لم تجب اليون راى وظلت متعضة والالم يقطعها .. كان صدرها يعلو ويهبط وراى ينظر اليها ويترجاها ان تخبره ان كانت الافعى قد عضتها ام لا .. فى النهاية اقتربت اليون من راى واسندت راسها على كتفه وهمست فى اذنه .. لقد عضتنى راى .. فزع راى وشعر بخوف شديد وقال لاليون .. اين .. اين عضتك اليون .. ارجوكى .. تماسكى قليلا واخبرينى اين عضتكى الافعى يا اليون .. اخبرينى .. ابتعدت اليون عن راى .. واصبح وجهها مقابلا لوجهه وقالت بصوت مكتوم وخانق .. وصدرها يعلو ويهبط .. راى .. ماذا .. قالت مرة اخرى .. راى .. ثم اغمضت عينيها بالم وفتحتهما مجددا وقالت وهى تشد على قميص راى .. هل سأموت راى .. هل ساموت .. شعر راى بقبضة تعصر قلبه بشدة وسؤال اليون يتردد فى عقله .. قال مشجعا لها لا لا لن تموتى عزيزتى لا تقولى هذا ارجوكى .. لن يحدث هذا .. لن تموتى .. ثم اذا متى .. اخبرينى من سيخفف عنى عندما تواجهنى مشكلة اوعندما اكون متضايقا .. سيكون كل شيئا بخير .. سأس اع د ك ى (ساساعدكى) سنذهب الى الطبيب وسيساعدكى .. هيا فلنذهب .. كان فى طريقه للنهوض ليحملها ويذهبوا ولكنها اوقفته وقالت راى انتظر .. فعاد راى الى وضعتيته مجددا ليصبح جالسا امامها .. لتقول بصوت مبحوح .. راى انا .. انا .. ارجوكى لا تتكلمى الان فقد تصابين باذى .. لا .. راى .. ارجوك دعنى اتكلم ..راى .. انا ..انا .. عضت على شفتيها باسنانها .. وتابعت انا .. انا .. .. و شقت ابتسامة غريبة وجهها الذى شحب لونه .. انا .. ثم اقتربت منه وقرّبت وجهها منه والصقت شفتيها الباردتين بشفتيه وقبلته بحرارة .. تفاجأ بشدة وفتح عينيه على اخرهما .. و لكن لم يتمكن من ان يبادلها اياها .. لان اليون سقطت بعدها مباشرة على الارض .. فاقدة الوعى دون اى حراك .. هزها راى وهو يرتعش ويصرخ اليون .. اليون افتحى عينيكى ارجوكى ارجوكى اليون افتحى عينيكى .. لا تفعلى بى هذا ارجوكى افتحيهما .. ارجوكى لا .. اليون لا .. وميا صدمت وعجز لسانها عن الكلام ولم تنبث باى فعل او اى حركة .. اما راى فقد اخذ يهز فى اليون بشدة ويترجاها ان تفتح عينيها ولكن لا فائدة .. واثناء هزهه لها لاحظ قدمها وعلامة غريبة عليها .. فادرك ان الافعى قد عضتها فى قدمها .. فاندفع ناحية قدمها وامسكها .. وقام بوضع فمه على مكان العضة ليمتص السم وميا تراقبه بخوف وتقول راى ارجوك توقف ودعنا ناخذها الى المستشفى بسرعة ارجوك هيا .. وهو بين كل لحظة ولحظة يقول لها .. لا ليس قبل ان اسحب السم من جسدها .. والا فسنفقدها للابد .. وها هى اليون لا يفرقها عن الموت الا دقائق معدودة فهل ستنجو .. من يدرى لا احد يدرى .. باستثنائى انا .. وبالتاكيد لن اخبركم

والان هناك اسئلة كثيرة جدا تطرح نفسها .. بدئا من عقاب جدة ميا ونهاية الى حالة اليون .. اريد منكم يا جماعة ان تاخذوا نفسا عميقا لان روايتنا مازالت فى بدايتها ومازال هناك الكثير من الاحداث المخبئة والكثير من الاشخاص الجيدين والمزعجين الذى سيظهرون فى روايتى فى القريب العاجل انشاء الله .. واتمنى ان اكون قادرة على توضيح هذه الاحداث واتمام هذه الرواية على خير مايرام .. وصحيح هناك شيئا اخر .. بطلة روايتنا لها ماض غامض .. وحتى الان نحن لا نعلم عنه شيئا الا القليل .. وايضا شخصيتها تبدو غامضة وملامحها لم تظهر بعض ..........................

__________________

حجز

__________________

البارت جميل

__________________

واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو البارت مررررررررررررررررررررررررررررة روعة وجميييييييييييييييييييييل وطويييييييييييييييل مررررررررررررررررررة يسلمو حبيبتي

__________________

وآو بآرت خرآفي رائع جدا إبداع
يسلمو إيديكي‎ ‎