|
أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#111
| ||
| ||
الفصل الخامس : 5- لأنها تشبه الأم ... ضغطت لورا بأصابعها المرتجفة على صدغيها كي لا تسمع الأصوات المرتفعه الآتية من قاعة الاستقبال في الطابق الاسفل . كان القماش المطرز الذي صنع منه فستان العرس يلوي قامتها النحيفة , كما تلوي الريح السنبلة الصغيرة . هبطت في الكرسي الصغير الموضوع امام منضدة الزينة ذات المرايا المزخرفة , وراسها ما يزال بين يديها , ثم اسندت مرفقيها الي المنضدة . هذه الغرفة الشاسعة بدأت تخنقها , اثاثها من الخشب الاسود الثقيل , وابواب الخزائن العالية المزينة بالمرايا , تعكس سريرا عريضاً , يقع في احدى زوايا الغرفة , عليه غطاء من قماش موشى بالذهبي والاحمر الغامق . كل شئ من الطراز الاسباني . انه ديكور يليق بزوجة مكسيكية للسينيور دييغو سيزار دافيد راميريز ..... عندما سمعت هذا الاسم , في المركز البلدي , رفعت لورا حاجبيها مستغربة , فقال لها دييغو ان والدته اميريكية الجنسية , نعم هذه الغرفة تليق بعروس مكسيكية , لكنها تبدو غريبة لفتاة اميريكة عاشت حياتها في جو بسيط , هل نامت والدة دييغو في هذا السرير , وهل وضعت فيه ولدها البكر؟ ارتعشت لورا لهذه الفكرة , وشعرت بارتياح عندما شاهدت كونسويلو تدخل الغرفة وتقول : " ارسلني دييغو لاطلب منكِ ان تستعجلي " . بدأت لورا تفك سلسلة الازرار الصغيرة التي تغلق الفستان عند الظهر , فقد جرى تصميم الفستان لجدة دييغو منذ ستين سنة , اي قبل اختراع السحابات , وهذه السيدة العجوز التي استقبلت لورا بلطف في المسكن العائلي في كوبرنافاكا , الّحت عليها كي ترتدي هذا الثوب يوم العرس , وقالت لها بانجليزية صحيحة : " كنت احلم دائماً بان ترتدي عروس دييغو الفستان نفسه الذي ارتديته عندما تزوجت جده . ما من احد في العائلة له مقاييس جسمي نفسها سواكِ ". نظرت كونسويلو في عين حاسدة الى ثوب لورا الحريري الاصفر الموضوع على المقعد وقالت : " حظكِ كبير لانكِ تزوجتِ من رجلٍ تري ". فضّلت لورا الاّ ترد . كانت تعلق فستانها في الخزانة , وتستعد لارتداء ثوبها الاصفر , وهي لا تشعر باي خجل من خلع ملابسها امام النساء , فقد تعوّدت ذلك كعارضة أزياء . وكانت كونسويلو تتأمل في عينٍ ناقدةٍ قامة الفتاة الممشوقة والنحيفة . " لست ادري كيف انجذب دييغو الى امراة نحيفة مثلك ِ . ان صديقاته كلّهن نساء جميلات ذوات أجسام مليئة ". قالت لورا و هي تبكلّ زنار تنورتها : " صحيح ! ولكن لماذا لم يقع اختياره على واحدة منهن ؟". " كان دائماً متمسكاً بفكرة واحدة , وهي ان ياتي بامراة تحلّ مكان والدته التي توفيت عندما كان صغيراً . انه لايزال اسير هذه الذكرى ". انتفضت لورا قلقاً . قفزت الى ذهنها صورة تلك المراة الشقراء الجميلة المعلقة في الجدار بين عدد من اللوحات تمثل رجالاً ونساء كلهم سمر . صحيح ان هناك بعض التشابه بينهما , لكن ذلك لا يؤكد ان دييغو انما اختارها لهذا السبب . قالت لورا : " كل ما تقولينه اوهام ! ". فاجابت كونسويلو : " لا . لست مخطئة , واذا كان ما اقوله غير صحيح , فلماذا لم يخترني انا ؟ ان تقاليد بلادنا تقضي بان يتزوج الرجل ارملة اخيه ". " تلك هي اذاً المشكلة ". فكرّت لورا وهي تجلس وراء منذدة الزينة . كانت كونسويلو تأمل في ان يتزوجها دييغو بعد انتهاء فترة الحداد , لكن بدل ان يفعل ذلك , اختار امراة غريبة ... انها غلطة لا تغتفر , لو كان بامكان لورا ان تقول لها ان زواجها لن يدوم , فقط لان يخرج والدها من السجن بعد اعلان برائته , في كل حال , الم يفرض دييغو عليها الزواج , هي التي كانت ترفض تلك الفكرة بقوة ". قالت لورا : " كان عليكِ ان تكلمي دييغو بالامر ". " أن تكلمني عن ماذا ؟". كان صوت دييغو منبعثاً من عتبة الغرفة .. التفتت لورا نحوه , فاقترب منها وهو لا يزال يرتدي بذلة العرس الغامقة . وقد وضع على القبعة قرنفله حمراء . وبرغم قرار لورا اعتبار هذا الزواج بمثابة اتحاد عابر سببه الوضع المؤسف الذي يعيشه والدها في السجن . فانها لم تستطع ان تلجم انفعالها عندما سمعت في الكنيسة كلمات الحب والاخلاص تتدفق من فم دييغو , وتمنت لو ان هذا الزواج كان اكثر من صورة ساخرة كئيبة . وبعد خروجهما من الكنيسة وسط اصدقاء دييغو الذين ملأتهم الدهشة والفرح , توجها الى المسكن العائلي , حيث كانت قاعات الاستقبال الواسعة تزدحم بمئات المدعووين من الشخصيات ورجال الاعمال , الذين حرصوا على تقييم العروس برغم نظرات زوجاتهم الحانقة , بينما رمقت بعض السيدات لورا بنظراتهن اللاذعة الخبيثة . ثم وجّه دييغو بعض الكلمات باللغة الاسبانية الى ارملة اخيه التي هزّت كتفيها وخرجت من الغرفة بعدما صففقت الباب وراءها بحدة . التقت عينا المكسيكي اللاهيتين بعيني لورا في المرآة وقال : " ها نحن اخيراً وحيدان يا زوجتي . لقد تحملّت بعذاب كل هؤلاء الرجال الذين كانوا يحيونك , ولم تخطر ببالي الا فكرة واحده , هي ان اخطفكِ من بين المدعوين واذهب بكِ الى فيلا جاسينتا بأسرع ما يمكن ". عانق لورا التي شعرت برعشة صغيرة , فهمست وهي تلتفت اليه : " ارجوك ....". لكنه لم يسمع . بل راح يعانقها بحنان . مما جعلها تشعر باحاسيس بالغة . همس في اذنيها قائلاً : " اه لو تعرفين كم احبكِ هل يجب ان ننتظر حتى نصل الى فيلا جاسينتا ؟ هل تريدين ان اطلب من المدعويين الانصراف ليتسنى لنا ان نكون وحيدين ؟". المدعوون يزدحمون في قاعات الاستقبال في الطابق الاسفل . امام هذا المنظر استعادت لورا وعيها فتخلصت فجاة من عناق دييغو وراحت ترتب نفسها , ثم همست في صوت مخنوق : " هل نسيت ان هذا الزواج هو مجرد زواج ابيض ؟". وبقوة تمسك بكتفيها وحدّق في اعماق عينيها وقال : " سبق لي يا حبيبتي ان قلت لكِ ان الزواج لن يفسخ , ومن هذا الزواج ومن هذا الحب سيكون لنا اولاد ". " لا ". وضع يده على صدر زوجته حيث كان قلبها ينبض بسرعة جنونية , ثم همس قائلاً : " كيف تقولين شيئاً كهذا ؟ انكِ ترغبين في هذا الاتحاد وانا كذلك . انني اعرف تمامًا انكِ تشعرين بان قلبينا ينفعلان في انسجام وتناغم !". هذا الكلام الهائم جعلها ترتعش في خوف غامض . اية امراة لا تتاثر بكلمات الحنان والغزل من فم رجل جذاب له خبرة واسعه في استمالة النساء ؟". قالت في عناد وتصلب بالراي وهي تتوجه الى منضدة الزينة وتسرّح شعرها : " لا شك انك تهذي يا سينيور , انت تعرف جيداً سبب زواجنا . وهذا الزواج لا دخل له بانجاب الاولاد من اجل استمرار عائلة . راميريز , عندما يخرج والدي من السجن فانني ......". توقفت وعضت على شفتيها فسألها دييغو في لطف : " ماذا ستفعلين يا حبيبتي ؟". أمسكها من معصمها وادارها نحوه واكمل : " هل تعتقدين انني بعدما اقسمت بان اكون مخلصاً امام اصدقائي والشهود ؟, سأرضى بأن تطرديني عندما لا تعودين بحاجه الىّ لأصبح أضحوكة الجميع ؟؟!! ". لاااا يا لورا , لقد اصبحتِ زوجتي , وسوف تبقين زوجتي , وانني اتعهد بذلك ". ارتعشت لورا حين لمحت نظرته المصممة , يبدو ان تهديده ليس مجرد كلام . انه ينوي الذهاب في الزواج حتى النهاية , وسيصر على ان يكون له اولاداً , مما يؤدي الى استحالة فسخ الزواج ,,, نعم , لكن ... نحن في القرن العشرين ,, بأولاد او من دون اولاد كل شئ ممكن حتى الطلاق ..... وبعد ان وضعت احمر الشفاه , تناولت حقيبة يدها وقالت وهي تبتسم : " انني جاهزة ". " اذاً , هيا بنا , حقائبنا اصبحت في السيّارة ". " الا تريد ان تبدل ثيابك ؟" ابتسم وقال : " الخدم في فيلا جاسينتا لم يحضروا العرس , وسيفرحون اذا شاهدوني في ثياب العرس ". وبطرف اصابعه راح يداعب خدها : " كما اني اريد ان يفهم كل اللذين سنلتقيهم في طريقنا ان هذه العروس الجميلة هي ملكي ". ثم اضاف وهو ينظر الى لورا : " ارجوكِ من اجل والدكِ , ان تبذلي كلّ ما في وسعكِ كي تظهري امام الجميع انكِ الزوجة المحبة ". صمت المدعوون المتجمعون في المدخل الواسع حول سبيل ماء لمدة لحظات لدر رؤية العروسين يهبطان السلم , ثم تجمّعوا حولهما ووجهوا اليهما التهاني والتمنيات . وعندما اصبحا في السيارة المزينة بالورد , اقلع دييغو بسرعه . وبعد قليل سلك الطريق المؤدية الى اكابولكو , ومن وقت الى اخر كان يرد باشارة من يده على تحيات السائقين او الفلاحين الذين لاحظوا بذلة العرس , ولم يتبادل مع لورا الا بعض التعليقات العابرة في شان الاماكن التي مروا فيها . كانت لورا المتكئة باسترخاء على المقعد المريح , تحلم في اليقظة , يا لسخرية القدر , فقد تزوجت من رجل كانت تريد ان تعتبره الرجل المناسب , لولا الظروف الحاضرة , انه متديّن مثلها , وهذا في رايها امر اساسي . كما ان دييغو يتمتع بجمال وجاذبية وثراء و شهرة . اخفضت عينيها على الزمردة المحاطة بحبات الماس الرائعة التي يتالف منها خاتم الزواج الموضوع في اصبع يدها اليسرى قرب المحبس الذهبي . دييغو بنفسه وضعه في اصبعها بعدما اجبرها على خلع خاتم الخطبة الذي اهداها اياه برانت . وقد بعثت الى خطيبها برسالة موّسعه , تطلب منه ان يسامحها على تغيير رايها , ولم يتسنى له الوقت للرد عليها , هل سيتسنى له القراءة بين السطور ليدرك ان لورا ما تزال تحبه ؟. سالها دييغو فجأة : " بماذا تفكرين ؟". انتفضت , لكنها ردت عليه بصراحة . " افكر ببرانت خطيبي ". قطب دييغو حاجبيه وقال : " لم يعد لكِ خطيب يا لورا , لديكِ زوج مصمم على ان يجعل منكِ في القريب العاجل زوجته , بكل ما تحمل الكلمة من معنى ...... ثم هذا الذي يدعى برانت , اما كان فعل مثلما سافعل انا الليلة لو كان مكاني ؟". اجابته وهي تحاول ان تخفي انفعالها : " ليس اذا طلبت منه ألاّ يفعل ". " هذا ما كنت اظن . في عروقه تسري دماء باردة ". صرخت بعنف وحدّة : " أنت مخطئ ! إ نه يتمتع برجولةٍ مثلكَ , إنما هو انسان متمدّن ... ولطيف , وأقل تطلباً منك ". " أمثال هؤلاء الرجال بطبعهم البارد , يجعلون الدنيا مهجورة من البشر , يا لورا المسكينة ! هل تعتقدين انّ الغزاة الاسبان كانوا يضيّعون وقتهم عندما يغازلون النساء ؟.. لا ... عندما كانت تعجبهم المراة التي يلتقونها كانوا يتزوجونها وما من مرة شكت هذه النسوة من شئ ". سالته لورا في مرارة : " وهل يسمعون شكواهن ؟". ... |
#112
| ||
| ||
" ربما لا . اني اعترف بذلك , لكن القليلات هنّ اللواتي حاولن التخلص من هذا القدر , ومعظمهم أسسّ عائلات مثل عائلتي , واعطين اولادهن العطف والحنان والمحبة التي نالوها من ازواجهم . لا شك في انهن نساء رائعات عرفن ان يتقبلن مصيرهن . فقالت لورا بسخرية : " لم يكن امامهن خيار آخر ". وصلا الى مدخل اكابولكو ولما رات الشاطئ الرملي الذي تحدّه اشجار النخيل وجوز الهند , فكرت لورا بانفعال انها سترى والدها عمّا قريب . الممر الطويل المتعرج الذي يؤدي الى فيلا جاسينتا لم يكن قد قطعته لورا من قبل , المرّة الوحيدة التي جاءت فيها مع دييغو الى هنا كانت عن طريق البحر على متن يخته , ظهرت الفيلا من بعيد , جدرانها بيضاء وقرميدها زهري وهي مبنية على قمة تلة صخرية , تحيط بها الازهار من كل الجهات , على الشرفة الواسعه وجهتي السلالم العالية و الجدران الصغيرة والمرتفعات المشجرة .... انها فيض من الالوان الزاهية والروائح العطرة . وما ان توقفت السيارة امام الفيلا , حتى انفتح الباب بمصراعيه الكبيرين ... وظهرت جوانيتا الخادمة المسؤولة , وورائها زوجها كارلوس المسؤول الاول في الفيلا . اسرعت جوانيتا بوجهها الاسمر الضاحك لاستقبال العروسين , فرحةً برؤية سيدها في بذلة العرس والقرنفلة الحمراء , قبّلها دييغو على خديها وصافح من في المنزل وطلب من جوانيتا ان تحضّر الشراب المنعش في غرفة الجلوس . اخذها الى الصالون الصغير الذي تطل شرفته على البحر المنظر رااائع .. فتوجهت لورا الى الشرفة لتتمتع بهذا المنظر الخلاّب . الامواج تتكسر على الصخور والرغوة البيضاء ترتفع احياناً بعلو المنزل . ومن جهة اخرى يبدو الشاطئ الرملي تحميه سلسلة صخور تحيط بعرض الشاطئ . قالت لورا لنفسها : "على الاقل هنا يمكنني ان اسبح بصورة دائمة ". ظهر دييجو فجاة وقال كانه قرا افكارها : " من الافضل الاّ تسبحي الا على الجهة الجنوبية من الشاطئ , فالشاطئ الشمالي ملئ بالتيارات الخطرة , افضل شئ هو الاكتفاء بالسباحة في البركة ". فكّرت لورا :" اليس جريمة ان يسبح المرء في البركة عندما يكون البحر على خطىً قريبة منه ؟ شاطئ تحده اشجار النخيل وجوز الهند المليئة بالثمار الناضجة ". شعرت بيد دييغو تلمس عنقها بينما ترفع يده الاخرى ذقنها وسالها : " هل تعتقدين حقاً ان السباحة هي التسلية الوحيدة التي تجدينها في فيلا جاسينتا , يا حبيبتي اود ان اقدم لكِ اكثر ... وافضل ...." وبحركة عنيفة تخلّصت لورا من قبضته وقالت : " اراك واثقاً من نفسك !". أجابها بصوت خفيض : " نعم , اني واثق من قدرتي على اسعاد زوجتي , وعندما اضمكِ بين ذراعيّ الليله ,أعدك بانكِ ستنسين برانت نهائياً ". فقالت وهي تدير نظرها عنه وتحدّق في الخليج : "كيف تجرؤ على التحدث بهذه الصورة , انت تعرف جيداً ان هذا الزواج ليس سوى اتفاق ورياء ! يا الهي سامحني لانني ارتكبت صباح هذا اليوم خطيئة مميتة , فقط لانقاذ حياة والدي , فقد اقسمت بان اخلص لرجل لا احبه . ارجوك الاّ تجعلني اضاعف خطأي الى .... الى ....." . جذبها دييغو نحوه بقوة وقال : " تقولين انكِ لا تحبينني ! اني اشعر كلما عانقتكِ بان هناك تجاوباً لديكِ . ومن يقول انك لن تتوصلي الى حبي متى اصبحنا زوجين بالفعل ؟". فجأة خفف من حدة صوته ونظر اليها بلطف وقال : " اني اسف يا حبيبتي .. ان تخوّفك في محله , وهذا شئ طبيعي , الا يمكنكِ ان تثقي بي . اني قادر على اكون لطيفاً معكِ ". ظهرت جوانيتا حاملة صينية : " شكراً جوانيتا ". ثم اضاف بعض الكلمات الاسبانية طالباً من الخادمة ان تفرغ حقائب السيدة . ولما خرجت جوانيتا من قاعة الاستقبال التفت دييغو نحو زوجته وسالها : " هل يمكنني ان اطلب منكِ ان تتصرفي كسيدة المنزل , يا لورا ؟". وبعد تردد قصير , هزت لورا كتفيها واتجهت نحو الطاولة التي وضعت عليها الصينية , كانت تشعر بالتعب وبالعطش بعد المسافة الطويلة التي قطعتها في هذا الحرّ اللاهب , فلم تشعر برغبة في التحدث مع الرجل الذي بدات تخشاه , عليها ان تحافظ على نشاطها وحماسها وطاقتها لانها ستكون في حاجة اليها هذا المساء لتبقيه بعيداً عنها . ومع ذلك فهي تعترف ان شغف دييغو بها وولعه وشوقه , اضافة الى الديكور الروماني المحيط بيهما , كلها توقظ فيها رغبتها . ومن حسن حظها . فقد ادرك دييغو انه من الافضل تغيير الموضوع , فبدا يتحدث بمرح وطلاقة عن اشياء كثيرة وفي الوقت نفسه كان يحتسي الشاي ويأكل السندويتشات الصغيرة والحلوى بالكريما التي احضرتها جوانيتا . " هل تعرفين يا لورا ان هذه الفيلا تحمل اسم جدتي ؟". " لا . لم اكن اعرف ان جدتك تدعى جاسينتا ". " عندما بنى والدي هذا المنزل , اعطاه اسم والدته ....". سالته في صوتٍ ساخر : " ولماذا لم يعطه اسم زوجته "؟. غاصت نظرات دييغو بتعبير حزين فقال : " لم توافق جدتي على زواجهما , في الحقيقة يمكن القول ان والدتي لم تستطع التجاوب مع تقاليد البلاد .....". "وما هو اسم والدتك "؟. " لورا . لورا دايفيس ". كأنها تلّقت حماماً مثلجاً . هل كانت كونسيويلو على حق عندما قالت ان دييغو لم يتزوجها الا لانها تشبه والدته ؟ حتى انهما تحملان الاسم نفسه ..... سالها دييغو بلطف عندما رآها تنتفض : " ماذا جرى يا حبيبتي , تبدين كانكِ تخشين حكم جدتي ... لكن هل تعتقدين انها استقبلتكِ بالحرارة وهذا الحب وأعارتكِ فستان عرسها , لو لم تعتبركِ الزوجه التي احلم بها ؟". وضعت لورا فنجان الشاي على الطاولة وقالت ببرود : " لا يهمني كثيراً ما اذا كانت جدتك تقبلني ام لا ". انها كذبة واضحة . في الحقيقة , احبّت لورا كثيراً هذه المرأة العجوز التي تتمتع ببعض الاستبداد والجمال , والتي لا تخفي حبها الكبير لحفيدها الوحيد . اضافت وهي تنهض دفعة واحدة : " هل يمكنني الآن ان اتوجه الى غرفتي ؟". سأوصلكِ الى جناحنا , ان جوانيتا تعدّ لنا عشاء بسيطاً وخفيفاً . لكننا لن نتناوله قبل الثامنة والنصف , وأمامنا الكثير من الوقت حتى ذلك الحين ". تساءلت لورا بعصبية وهي تتبعه في البهو , ثم في الممر : " أمامنا الوقت كي تفعل ماذا ؟ هل سيحاول تنفيذ ما يجول في خاطره ؟". فتح دييغو باب شقتهما الفاخرة المستقلة تماماً عن المنزل . وفي رواق صغير تطلّ غرفة نوم شاسعة مزينة ومفروشة في ذوق مترف ولطيف , الابواب الزجاجية تفتح على شرفة مزهرة تطل على قسم من الشاطئ , وفي وسط الغرفة سرير عريض . التفتت لورا الى دييغو وقالت : " بما ان العشاء سيتاخر , فانني اوّد ان اذهب لزيارة والدي قبل ...." " كلا يا حبيبتي , هذا لا يمكن تحقيقة اليوم ". فقالت لورا بغضب : " لكن لماذا ؟ لقد اتفقنا على .....". " لقد اتفقنا على ان تتزوجيني ليكون لدي سبب وجيه يمكنني من مساعدة والدك على ان يمثل امام المحكمة باسرع وقتٍ ممكن . لقد وعدتكِ بان افعل ذلك , وساحقق هذا الوعد ". " واتفقنا ايضاً على رؤية والدي ". فقال بهدوء : " نعم سأتيح لكِ ذلك . لكن كثيرين سيفاجأون بان ترغب زوجتي في الابتعاد عني ليلة العرس ... والدكِ ايضاً سيستغرب ذلك ....". " لماذا ؟ انه يعرف ان ...." توقفت لورا عن متابعه الكلام وعضّت على شفتيها , صحيح .. لا يعرف والدها ان هذا الزواج ليس زواج حب . " ان والدكِ يعرف فقط اني احب ابنته اكثر من اي امراة اخرى , وان سعادتها هي اقصى ما اتمناه ". اكثر من اي امراة اخرى . انه يعني والدته ... تضايقت لورا فجأة , وتوجهت نحو النافذة واسندت جبينها الملتهب اليها وراحت تتامل الامواج تتكسر على الصخور . لماذا رفض دييغو ان يسمح لها برؤية والدها الان ؟ هل يخاف اقاويل الخدم , او انه يصرّ على ان يملكها قبل ان يتسنى لها الهرب ؟ قالت في جفاف : " بما انه لا مجال لرؤية والدي الان فاني افضّل ان استريح ". وفوجئت بقبول دييغو عرضها : كما تريدين يا حبيبتي , سآتي لآخذكِ الى العشاء في الثامنة . استريحي جيداً ". وبعدما أغلق الباب وراءه , خلعت لورا حذائها العالي وشعرت بألم في رأسها , فتناولت حبتي مسكن من حقيبتها وتوجهت الى الحمام . كان الحمام مقسماً الى جزئين . الاول يحتوي على مغسلة كبيرة وحنفية مذهبة .وطاولة زينة كبيرة تضم عدداً كبيراً من الادراج تعلوها المرايا الرمتفعة حتى السقف , اما الجزء الثاني فقد ذكرها بالحمامات الرومانية . فهو مؤلف من حوض رخامي اخضر في وسطه نافورة ماء تحيط بها احواض مزروعة باشجار النخيل , وما ان تناولت حبتي المسكن حتى عادت الى غرفتها وبدات تخلع ملابسها . فتحت باب الخزانة الواسعه ووجدت في جهة كل ملابسها معلّقة باتقان , وفي الجهة الثانية كانت ملابس دييغو , يا الهي , يجب ان تقنع نفسها انه الان زوجها وانه يحق له ان يضع ملابسه مع ملابسها . وبحركة غاضبة تناولت قميص نوم من الساتان الابيض وهرعت الى الحمام , حتى المياه الناعمة التي وضعت فيها الاملاح ذات العطور المختلفة لم تساهم في استرخاء عضلاتها بصورة كاملة . لكن عقلها يعمل باستمرار وتبحث من دون جدوى عن طريقة تجعل دييغو يتراجع عن تصميمه . بامكانها ان تهرب من المنزل وتستقل سيارة دييغو وتذهب الى اكابولكو . لكن ذلك لن يخدم قضيتها ولن يعيد الحرية الى والدها . لا يمكنها الاستغناء عن مساعدة دييغو , انها حلقة مفرغة . خرجت من المغطس ولفّت جسدها بمئزر الحمام . ثم راحت تجفف جسمها وارتدت قميص النوم . ربما توصلت الى اقناع زوجها بان رجلاً يحترم نفسه لا يمكن ان يحقق لنفسه اية متعة ضد ارادتها . تمددت فوق الغطاء الحريري المعرّق الذي يلف السرير . ماذا تفعل كي تجعل دييغو بعيداً عنها . راحت تقارن بين وضعها بوضع شهرزاد التي نجحت في النجاة من الموت المحتم طوال الف ليلة وليلة .. لانها راحت تروي لشهريار القصص المشوقة التي لا نهاية لها .... ولكن هل ستتمكن بهذه السهولة من ان تحوّل دييغو عن الهدف الذي صمم على تحقيقه ؟ أتمني التكملة تكون عجبتكم في انتظار ردودكم |
#113
| ||
| ||
اكثر من ابداع
__________________ |
#114
| ||
| ||
|
#115
| ||
| ||
يسلمو يا عسل روعة كتير حبيبتي إبداع في إبداع ننتظر البارت القادم |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
العاشق الصغير | سلطان الوني | نثر و خواطر .. عذب الكلام ... | 10 | 12-02-2012 06:21 PM |
انا العاشق | 00أحمد00 | قصائد منقوله من هنا وهناك | 59 | 02-17-2010 03:25 AM |
العاشق الصغير | عاشق الحب والرومانسية | شعر و قصائد | 3 | 12-23-2008 11:45 PM |
العاشق المجهول | دوووودوووو | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 6 | 02-02-2008 02:54 PM |