عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 08-11-2011, 10:46 AM
 
الفصل الثاني


المشهد الأول :



آآه أشعة الشمس


تزعج عيني ...


أشرقت شمس الصباح ، وليس ككل يوم إنها الساعة السابعة صباحا ، أمي فتحت الستائر لتسترق خيوط الشمس النظر إلى غرفتي مزعجة بذلك نومي ... "ما الأمر أمي "


..: يجب أن تستيقظي الآن ..


أغطي راسي بالبطانية في محاولة فاشلة لتجنب سماع صوت أمي وعزل أشعة الشمس عن عيني، ولكن الأمر لم ينتهي هنا ، فقد أمسكت أمي بالبطانية وألقت بها بعيدا عني ، آآآه كم أكره الاستيقاظ مبكرا ، أتقلب فوق السرير في محاولة لإيجاد وضع يبعدني عن أشعة الشمس المزعجة، أحاول التكوم على نفسي لكن أمي لم تكف عن حملتها المستبدة الدكتاتورية التي تنوي بها إيقاظي بنجاح ساحق...!


.. : لماذا يجب أن استيقظ مبكرا اليوم ، ما الأمر !!!!!!!!!!!!!!


روفيدا : غدا سيكون أول يوم دراسي لك يجب أن تستيقظي مبكرا لتنامي مبكرا، لا يمكنك السهر انتهت الاجازه !!


رانسي :لاااااااااااااا


روفيدا: ماذا..؟ هل ترغبين بالتغيب في أول يوم دراسي! ، أم تنوين الذهاب غدا من غير أن تنامي ؟؟هيا استيقظي ...


رانسي: حسنا حسنا امي سأستيقظ ، فقط 5 دقائق


روفيدا: فقط خمس دقائق ( بصوت حازم )


رانسي : ....!!


:::::


بعد نصف ساعة !!


روفيدا : رانسي لقد مرت نصف ساعة ( بصوت عالي غاضب )


على صوت أمي الذي كان كصوت جرس ينذر بحرب قادمة ، اقفز من مكاني في وضع الجلوس محاولة أن استند على ظهر السرير ليبقيني مستقيمة في جلوسي، حقا لا أستطيع التوازن...


..: لم أكن نائمة لم أكن.......( تتثاءب ) ،حسنا ها أنا ذاهبة لاغتسل ، يكفي صراخا


انهض من فراشي اجر أقدامي ، لا أعلم لما أنا هكذا، كنت أنام فقط لساعتين سابقا ولا أشكو من قلة النوم ، ولكن اعتقد بأني كنت كذلك لأنني على علم بأنه يمكنني النوم في أي وقت أشاء لا يهم إن كان صباحا أم مساءا ، ولكن غدا هو اليوم المشئوم " العودة إلى مقاعد الدراسة " ولن يقف الأمر عند هذا الحد ، انه التحدي الأعظم و يمكنني تسميته نكبة القرن ، سأكون كـالـغريب في تلك الجامعة، إنها بداية فصل جديد في جامعة جديدة بلا أصدقاء ،،، آآآه لما حياتي أصبحت معقده هكذا ؟


هذا ما كنت افكر به بينما كنت اخذ حماما دافئا ، استمررت في التفكير ومحاولة تخيل منظري في حرم الجامعة ، ماذا سألبس غدا ؟ هل سأجد أصدقاء ؟ هل الناس طيبون هنا في فيينا كما هم في ليـنز ؟ كثيرة هي الاسأله ، والاجوبه لتلك الاسأله رهن تصرفي غدا ، يجب أن ابتسم ،أن أكون جريئة ، أن استقبل الغد بابتسامه ....


.....



اجلس على طاولة الفطور ، لم أتحدث مع أمي فأنا حقا غاضبة ، لا أرغب في الاستيقاظ لان استيقاظي يعني مزيدا من التفكير في الغد .... أنها طبيعتي أن أفكر كثيرا عندما أقبل على شي جديد لا يمكنني أن أخذ الأمور ببساطه خاصة تلك الأمور المجهولة أو المصيرية ، بالرغم من ذلك أشعر بالحماس للغد، انه تناقض ، لذلك تدعوني كاسيلا بالمجنونة ولا ألومها على ذلك .....


اليوم يوم سيء فأنا لست في مزاج جيد ، و كذلك أمي ولا أعلم ما السبب ، فكلانا غاضبتان وكل ما نرغب به " كلمة واحده " حتى ننفجر ..!


رانسي : آآآآه لا يمكنني أن اجلس هكذا ؟


روفيدا : ما الامر الآن ؟ كل ما عليك فعله هو تناول فطورك !!


رانسي : امي أنت لا تفهميني ؟


روفيدا بصوت غاضب : ما بك اليوم ؟


رانسي : أمي أكره الحياة هنا اشعر بأني اختنق !! انتي السبب ؟


ترتسم على وجه أمي علامات الحزن وكأنما قد أصبت الجرح في قلبها، فهي تشعر بأنها أنانيه لاتخذاها قرار رحيلنا من لينز دون أن تفكر بي وبمشاعري وبالغربة التي سأعيشها ،،


أعلم بمشاعرها لأنها اعتذرت لي مرارا عن ذلك بالرغم من إنني لم ولن ألومها يوما أو اعترض على قراراتها ، اشعر بالندم لما قلت لكني لا أريد الاعتذار ، لا أريد الحديث ، اكره نفسي لماذا أفرغت غضبي على أمي ، اشعر بأني اختنق أكثر وكأن الأوكسجين قد نفذ ..


أقف مبتعدة عن طاولة الطعام ،متوجهة إلى الباب الخارجي بغضب ، اشعر كأنني سأنفجر،أحتاج لأحد أتحدث إليه ، أشاركه همومي ، وما أفكر به ..!!


،


عندما انطفئ غضبي ،وشعوري بالاختناق ، كنت جالسة مسندة ظهري على سور الحديقة ،الطريق خالي آآه أين هو ضجيج شوارع لينز اشتقت لذلك الضجيج المستمر ، اشتقت إلى شوارعها التي تدب بالحياة ، كم هي الساعة..! لا أعلم ؟؟.. "آآآه نسيت أن البس ساعتي" أتنهد بصوت عالي .. أشعر بأن المكان واسع و خالي ،أريد أن اصرخ بصوت عالي ولكني خشيت أن يوقظ الصراخ الجيران انه أمر محرج ، يكفيني ما بي ، ألتفت إلى يميني ، انه القصر الحزين ، لقد نسيت آمره كليا ، الآن أتذكر بأني لم أعد اسمع اللحن الحزين ، لأنني كنت أنام قبل الساعة الثالثة وعشر دقائق أو أكون جالسة في غرفة الجلوس ، بصريح العبارة أنا تهربت من ذلك اللحن.


رانسي محدثة نفسها : كم يبلغ حجم حديقة القصر الحزين ؟


وقفت وأنا أتسائل ، لم أسلك ذلك الطريق مسبقا ،لماذا ؟ ،ربما لان اقرب طريق للذهاب إلى موقف الحافلة يكون في عكس هذا الاتجاه....


أقف عند بداية جدار القصر الحزين "كم خطوة سأمشي حتى أصل إلى نهاية هذه الحديقه"


بدأت أمشي بخطوات واسعة اعد كم خطوة سأمشي حتى اصل إلى الطرف الأخر من القصر ، ربما كان شكلي مضحكا لكني لم أهتم فليس هناك احد ليضحك علي ،،


بينما أعد خطواتي " اثنان وثلاثون ،أربعه وثلاثون ، خمس وثلاثون ،آآآآآآآآآآه ما أجمل هذا الجدار "


ألهتني الرسومات الجميلة المتنوعة على جدار القصر لأتناسى لماذا بدأت المشي بهذا الاتجاه ، بينما امشي وأتفقد الرسوم التي أبهرت عيني أدركت بأن الجدار توقف هنا، لكن حديقة القصر لم تنتهي هنا ، " ما هذا..! إنها حديقة كبيره هل يسكن ملكُ هنا !! " المساحة الأخرى من الحديقة لم تكن تحيط بها تلك اللوحة الفنية ( الجدار ) بل اكتملت بسور صغير يصل إلى ركبتي، انه من النحاس ، اتخذ شكلا جميلا كالسيف يقطع في نهايته رمز يشبه الشمس ، أعمدة هذا السور تذكرني بالتمثال الذي يتوسط ساحة "هوبت بلاتز" في مدينتي لينز ..


من هنا سأتمكن من رؤية الحديقة واعتقد بأنني سأتمكن أن المح القصر من هنا ، وكان ذلك فقط ما اعتقدت ..!!


..: " لا يمكنني أن أرى شيئا ، هل هذه حديقة آم غابه " هناك الكثير من الأشجار ولا أعتقد بأنه يمكنني رؤية شكل القصر أو احد سكانه من هنا، خاب أملي ، القصر يقع فالجانب الأخر من الحديقة حيث تحيط به تلك اللوحة الفنية العظيمة ( الجدار) ... رغم شعوري بالإحباط أكملت طريقي لأرى نهاية حديقة القصر ، الآن يمكنني أن أرى ممرا بين تلك الأشجار ، إنه يتضح أكثر ، أنه أروع منظر رأيته منذ وصلي إلى فيينا ..!


..: كم هم محظوظون سكان هذا القصر ..كم أتمنى أن أتجول والعب بين أشجار هذه الحديقة ""


أقف في مكاني أتلفت حولي.. لا يوجد أحد ..! ،" لماذا لا ادخل إلى الحديقة !! ، إنها كبيره ولا أعتقد بأن احد سيلحظ وجودي بين تلك الأشجار، امم سألقي نظرة عن قرب واخرج بسرعة "


بدأت الأفكار المجنونة تغزو راسي ،لا أستغرب أن يلقبني الجميع بــ " المجنونة رانسي " ،،


رانسي : لن يراني احد لا يمكن أن يراني أحد في هذا الحي الميت !


هذا ما كنت اردده ، وكأن تلك الجملة تدفعني لتطبيق فكرتي المجنونة ..


تلتفت في جميع الاتجاهات لتتأكد من خلو الطريق ، علي أية حال هو شارع بلا حياه كما وصفته..


تتلمس السور بأصابعها الرقيقة ، كسارقة ماهرة تهيئ الجو لتبدأ عمليتها ، تستعد لأن تقفز عن السور


:::


تتوقف
__________________
  #7  
قديم 08-11-2011, 10:48 AM
 

:::


..: لا يمكنني فعل ذلك آآه لا يمكنني ..!!


تمشي بخطوات سريعة مكمله طريقها محاولة الوصول إلى نهاية هذه الحديقة أو كما وصفتها " الغابة "...


تتوقف مرة أخرى تنظر خلفها ،،


لقد جنت بحق ،،


تقفز من على السور إلى غابة القصر ، تجري بين الأشجار كمجرم فار من العدالة ، دون أن تنظر خلفها مرددة : مجنونه ،مجنونه ،مجنونه، مجنونه،مجنونه مجنووووو آآآآآآآآآآآآآآآآآآخ ) أصدمت بإحدى الأشجار لتسقط على ارض الحديقة متألمة متأوه ، لقد صدمتها بقوه ، ولا يستغرب أن تظهر بقعة حمراء على جبهتها ، عيناها دامعة من الألم ، تتأوه بصوت مكتوم بعد أن أدركت بأنها الآن تستقر في مكان ما في حديقة القصر ....


...: ( صوت ضحك )


تلتفت في جميع الاتجاهات تحاول إيجاد مصدر الضحكة ، نسيت الألم ، ليحل محله الذعر..


رانسي : من هناك ؟؟


مازال يضحك ، الصوت قريب جدا ولا تراه ، زاد ذلك من خوفها ، تحدث نفسها " أنا اقتحمت حديقة القصر هذا عقابي "


رانسي : من هناك..؟؟ ( بصوت راجف )


أمشي إلى الخلف فقد قررت الهرب ، إنني لست في وضع يسمح لي أن أبقى ، فأنا مجرمه كذلك ، أمشي بخطوات سريعة إلى الخلف ، توقف الضحك ، ولكن يجب أن أخرج من هنا .. وهذا كان كل همي حينها ..


،


اصطدم مرة أخرى بشجرة خلفي ، اصرخ خوفا " أنا أسفه أردت فقط أن أرى الحديقة، لم اقصد أن..." لم أكمل حديثي حتى رأيت أحدهم يقفز من على إحدى تلك الأشجار الكبيرة ليستقر على الأرض، لم استطع أن أره بوضوح ، شلت قدمآي لم أستطع الحراك ،غطت كفوفي عيناي لا أرغب بأن أموت هنا لاااا، لا يمكن أن تكون نهايتي اليوم ، لم أعتذر لامي عن ما فعلت هذا الصباح ... كل ما علي فعله الصراخ وطلب النجدة نعم لن أموت هنا " اصرخ بصوت مرتفع طالبة النجدة " لأشعر بيديه حول فمي ، نعم سيخنقني لأموت بين أشجار هذا القصر ولن يجدني أحدهم ، ارتخت كل عضلاتي من الخوف استسلمت لقبضته ، يجرني بين الأشجار الكثيفة كل ما أمكنني فعله حينها البكاء بصمت ، اختنقت الدموع ، الآن أنا أستسلم كليا لأموت ، لأسمعه يهمس في أذني...


... : أيتها الحمقاء اصمتي، حارس الحديقة سوف يمسك بنا.


لم أستوعب ما قاله لأنني ما زلت أعيش حالة الهلع


...: اسمعي سأزيل يدي عن فمك، ولكن لا تصرخي و إلا ستكون نهايتك حقا.


أهز برأسي موافقة ، إذاً إن نبست بحرف سيقتلني هذا اللص ،أزل يده التي كانت تغطي فمي ، تنفست بعمق ولا أكذب إن قلت بأن الهواء الذي تنفسته كان بارد كالثلج ، لم استسغ الهواء ،كان ما يزال يجلس على الأرض خلفي واضع يده على كتفي ، لا أعلم ما يفعله ،أريد أن أرى على الأقل من هو الذي سأموت على يديه ..


ألتفت إلى الخلف لأراه ، ولكن ذلك لم يكن سهلا ، ضغط على راسي بقوه وأنزلني إلى الأرض لأشهق من المفأجاه والخوف والألم الذي لم يعد يهمني.. كانت يدآي ترتجفان ،،


امسك بيدي وكأنه يحاول بذلك تهدأتها ليتبع بصوت هامس: لا تخافي لن أفعل بك شي.!


رانسي : هل ستقتلني هنا ؟؟..


..: (يضحك بصوت منخفض)


رانسي : ..


..: أسميتني سارق فالمرة الأولى التي تقابلنا بها ، وهنا أصبحت مجرما سفاحا ..!! " إنك مثيرة للاهتمام "


رانسي : لا أفهم ..!


..: لا تخشي أنا لست سارقا ولا مجرما ، وبدلا من الخوف يجب أن تشكريني لأنني أنقذتكِ !!


رانسي : من ماذا أنقذتني؟


ترك يدي، وقف في مكانه ،في حين ما زلت جالسة على ارض الحديقة


..: أظن بأن الحارس ذهب، آآآه هل أنتي حقا مجنونه لتقتحمين منزلي ؟


التفت بسرعة لأرى من كان هو هذا : ماذاااا منزلك ؟


يرفع شعره عن جبهته ينظر إلي وهو يبتسم : لماذا أنتي هنا ؟


رانسي : انت !! أنت هو ... أنت القط ؟


..: ( يضحك بصوت مرتفع )


يمسح على شعري أو بالأحرى يلعب بخصل شعري الكستنائيه ويبعثرها بينما هو مستمر في ضحكه ، أغضبني الأمر ، اصفع كفه بعيدا عن شعري الذي تناثرت خصله ، لأحاول بعدها تصفيفه بيدي ، لا يمكنني أن انظر إلي وجهه مباشرة أشعر بالإحراج ، و الاهانه ، لقد أبكاني ، كان يضحك علي في حين كنت حقا على وشك أن أموت من الخوف....


رانسي : هل تهزأ بي ؟ ( بصوت غاضب )


حقا أردت البكاء ، لا لم ارغب بالبكاء فلقد كانت عيني تدمع ...~


رانسي : لماذا أخفتني ؟ هل هو حقا مضحك أن تخيف احد بهذه الطريقة ؟


" توقف عن الضحك " ، رفعت رأسي لأراه ، كنت أتوقع أن أرى وجها متأسفا نادما ولكن ذلك لم يكن ، كان يبتسم من ما زاد غيضي !!!!!


..: هل أخفتك حقا ؟؟


رانسي : مااااذا؟؟ وهل الأمر يحتاج إلى سؤال ؟


..: أليس من الأفضل أن تقولي شكرا بدلا من كل هذه الاسأله ؟


رانسي : ولما علي أن اشكر شخصا شريرا مثلك..؟


..:هل نسيتِ بأنه يمكنني أن أسجنك بتهمة اقتحام منزل؟


رانسي : .....


لقد خدعت بذلك الوجه الملائكي البريء ، وهل هي جريمة الفضول ..!


انظر مباشرة إليه لا يمكنني رؤية عينيه ، فقد افلت خصل شعره التي سجنت عيناه خلف قضبانها مجددا ..


..: لن افعل ذلك ..


رانسي : ماذا ؟


..: لن أشتكيك بتهمة الاقتحام


رانسي : لماذا ؟


..: لاني لا اهتم فهو ليس منزلي


اتفاجاء بجوابه هنا : إذا أنت لص ؟؟ كما توقعت!!


يضحك مجددا : لا لست لص .. ولست مثلك مقتحم منازل ، كل ما في الأمر أن هذا المنزل لوالدي ، إذا أنا لا املك أحقية اتهامك ( يبتسم )


رانسي : أنت مجنون !!


...: ربما


رانسي : سأذهب ( امشي مبتعدة عنه ليمسك بيدي ،قبل أن انطق بكل الغضب الذي بداخلي ...


..: الم تأتي إلى هنا لتري القصر !


لم أتوقع ذلك منه ، نظرة إليه ، هل هو حقا مجنون ، آم أحمق كبير !!


رانسي :....


..: لوكاس


رانسي : هــاه !!


..: اسمي لوكاس


رانسي بصوت منخفض : ومن يهتم ما هو اسمك أيها القط المتشرد


..: لست قط


لم اتوقع أن يسمعني ...


رانسي : أنا رانسي !


..: لم أسألك ؟


كان ينظر إلي وهو يبتسم ، انه يتعمد إغاظتي


رانسي : لم اكن أخبرك ؟


..: آه حقا ، لا أستغرب إنها ليست المرة الأولى التي أراك بها تحدثين نفسك.


لقد وصلت حدا لم أعد فيها أتحمل أي كلمة أخرى منه ، لا لم أستطيع ...،


أدوس على قدمه بقوة ليقفز متأوهاً


.. تبا ، ما بك؟


رانسي : تستحق ذلك !!


الآن فقط أشعر بأن كل الغيظ المكبوت في صدري قد زاح ، إنها المرة الأولى التي أشعر فيها بالسعادة لرؤية احدهم يصرخ ألما ، إنني اشعر بالرضا التام ويمكنني الرحيل من هنا بقلب راض ..


رانسي : وداعا ( ملوحة بيدها تعلوا وجهها ابتسامة رضا )



لوكاس : رانسي .. هل ستذهبين من غير أن ترضي فضولك ؟


رانسي : ماذا تعني ؟


لوكاس : سأريك البوابة السرية حيث يمكنك التسلل منها إلى هنا متى ما شئت من غير أن يتكرر ما حدث اليوم !!


رانسي : لماذا اثق بك ؟


لوكاس : لاني.. لاني .. قطك المتشرد.. ربما ..؟ ( يكبت ضحكته )


تهمس رانسي : حقا مجنون


لا ارغب بأن اكرر هذه التجربة السيئة وأعود إلى هنا ،ولكن أنا حقا فضولية لأعرف أين هي البوابة السرية تلك التي يتحدث عنها .


رانسي : هل هي بعيده ؟


لوكاس : ليس كثيرا .. هل نذهب ؟


رانسي : حسنا ، سأراها فقط ، فأنا لست مهتمة بإعادة هذه الزيارة التي ستمكنني من رؤيتك مرة أخرى ، بعد أن أراها أتمنى أن لا نتقابل مجددا.


لوكاس : حسنا ..


امسك بمعصمي وكأنما يجرني ، هو حقا لا يعرف التعامل مع الفتيات ، انه بدائي همجي متعجرف سيء الطباع .. لا يمكنني أن أرى ذلك الوجه الملائكي مرة أخرى في هذا الشخص ..


كنت انظر إلى يديه التي تمسكني بقوه وكأنني سأحاول الهرب منه ،ابتسمت ،عندما أعدت النظر في كل ما حدث ، أرى بأن الأمر مضحك ولا أعلم لماذا ؟


كنت أفكر كيف لقط يمكن أن يتحول لسارق ، و من سارق إلى قاتل ، و من قاتل إلى فتى مجنون ، و من فتى مجنون إلــــــى ......


..: ها قد وصلنا


رانسي : اين ؟


انظر إلى المكان ، قد سحرني منظر حديقة القصر مسبقاً ، ولكن عندما أرى هذا المكان فأنا اعجز عن الوصف ...


كوخ صغير ناصع البياض ،بجانبه صخور كبيره وأخرى صغيره ينحدر بينها جدول صغير ،ولا أعلم كيف لجدول صغير أن يجري في هذا القصر ، لم أسمع من قبل بأن هناك جدول يجري في هذا الحي ، لقد ذكرني المنظر بــ " لينز " بالرغم من إنه لا يوجد أي وجه تشابه ~


رانسي : أتذكر لينز لا أعلم لماذا ؟


..: لم يسبق لي أن ذهبت هناك !


رانسي : ولدت هناك ، عشت بين ريفها، جبالها ، مصانعها ، ساحاتها ، أصدقائي هناك ، أبي عاش وتوفي هناك.


..: إن أصبحت قط جيد ، هل ستأخذينني معك لأرى لينز ؟


يبتسم ، والآن يمكنني أن أرى وجهه الملائكي الطفولي مرة أخرى ، ابتسم أنا الأخرى وكأننا لم نتشاجر من قبل ...


اربت على رأسه :حسنا..حسنا إن كنت قط جيد سوف أخذك معي


نضحك سويا ...


رانسي : كدت أن أنسى ، أين هو الباب السري أيها المحتال ؟


لوكاس : أنه هناك ( يشير بيده إلى جانب الكوخ الأبيض )


يمسك بمعصمي مرة أخرى ويمشي لاتبعه ،إن ما يفعله يغضبني ولكني كنت مبهورة بجمال المكان فلم أقل شيا، لم أتخيل أن يوجد مكان كهذا في أحضان هذا القصر الساحر ، أو كما كنت أدعوه القصر الحزين ، نصل إلى مكان ما خلف ذلك الكوخ ، وكما قال ، هناك باب نحاسي ضخم قديم تغطيه الأعشاب والشجيرات المتسلقة انه حقا يبدو كتلك الأبواب التي نراها في أفلام الرعب فلا يمكنني رؤية ما خلف هذا الباب ،يقترب لوكاس من الباب يدفعه بقوه ليُفتح.


لوكاس : انه يطل على ممر ضيق ، لذلك لم يعد أحد يستعمله ؟


رانسي : ولما قد يبني باب ضخم كهذا هنا؟


لوكاس : هذا القصر قديم جدا ، واعتقد بأن المنزل المقابل للباب النحاسي لم يكن موجودا عندما بني هذا القصر ، لذلك أهمل هذا الباب الآن .


رانسي :رائع انه كـ الافلام ، هذا ما يحدث في الافلام


لوكاس :أظن ذلك !


رانسي :إلى أين يؤدي الممر ؟


لوكاس : إلى الشارع الأمامي.. هيا لنرى !!


يمسك بمعصمي مرة أخرى ويجرني ، اعتدت على ذلك منه لم يعد الأمر يغيظني ، نمشي في الممر أنه مظلم بعض الشيء ولكن يمكننا الرؤية بوضوح لان الشمس مازلت ساطعه،،،


.... أتذكر شيئا مهما


رانسي : هل أنت عازف الكمان ؟
__________________
  #8  
قديم 08-11-2011, 10:50 AM
 

لوكاس : الكمان ؟


رانسي : الساعة الثالثة و 10 دقائق


لوكاس ينظر إلي ويبتسم من دون أن يجيب بكلمه


رانسي : غدا اول يوم لي في جامعة فيينا ..!


لا أعلم لما اخبره بذلك .. هو لا يجيب ولكني استمر في الحديث


رانسي : لا أعلم ما علي فعله ، انفجرت غضبا هذا الصباح على أمي ، لم أكن اقصد ذلك ، ماذا تدرس ؟


لوكاس : إذا أنت في جامعة فيينا ؟


رانسي : هاه ...... نعم ؟ ماذا عنك ؟


لوكاس : لازلت طالب فالمدرسة الثانوية


رانسي : حسنا ...


"لحظة صمت" لأستوعب خلالها بأنه اصغر مني ، قد أكملت الـتاسعة عشر من عمري في أيار الماضي ..


رانسي : هاه انت اصغر مني ؟


لوكاس : لماذا ؟؟ لا يمكنني أن أكون أصغر منك ؟


اتوقف ، لاوقفه ايضا


رانسي : هل أنت حقا طالب في الثانوية ؟ في أية سنه ؟


لوكاس :السنة الاخيره ..؟


رانسي: متسلق جدران وأشجار محترف ، تحمل صفات قاتل ولص ، والآن كاذب ؟


لوكاس: ....


اسحب يدي من يده التي كانت تمسكني بقوه ، لا أعلم لماذا اشعر بالغضب


لوكاس : لم أكذب ؟ أنتي لم تسأليني ؟


رانسي : .... ( أكملت تمشي دون أن تلتفت له )


لوكاس يمشي خلفها ..


لوكاس : لم أكذب ؟ ولما يهم كم عمري ؟


رانسي : لا يهمني !


لوكاس : إذا لماذا أنت غاضبه ؟


رانسي : لا أعلم !


لوكاس : حقا مجنونه !! ( يقولها بغير مبالاة )


أقف فجأة ،كان هو خلفي مباشرة يمشي بغير مبالاة،،


تفاجأ لتوقفي ، يقفز لوكاس خوفا ، لم أستطع كتم ضحكتي والادعاء بأني مازلت غاضبه ، انفجرت ضحكا ، وقد أحرج من ذلك ..


الآن انظر إليه ، انه لم يكن مخطئ ، أنا من أعتقد بأنه فالعشرينات من عمره ، كان طويلا ، دافئ الصوت ، بارد المشاعر، يضحك حينما يرغب ، يصمت حينما أحس بذلك ، غير مبال ... هنا يقطع تفكيري لوكاس


لوكاس : ما المضحك فالأمر ..!


ابتسم آنا ، فقد أحرجه أن خاف مني ، أخيرا اشعر بأني ملكة الموقف


رانسي : لا تقلق لن اخبر أحدا بأنك طفل تخشى المفأجات ..!


لوكاس : طفل !!!! ( تبدو علامات الغضب على وجهه )


رانسي : نعم لا تخشى ، يمكنك الاعتماد على أختك الكبيرة


كنت انوي أن اربت على رأسه ولكنه حقا طويل ولا يمكنني أن أصله ، لذلك ربت على كتفه وأنا ابتسم ابتسامة المنتصر


لوكاس : عمري سبعة عشر، لست طفلا ،وما هذا..! أختي الكبيرة ؟ ( باستنكار )


رانسي : نعم ( اشعر بلذة الانتصار عندما أرى تعابير وجهه )


يمسك لوكاس بيدي فجأة فوق راسي، يدفعني إلى الجدار ، قفز قلبي من مكانه ، انظر إليه بغضب


رانسي : ماذا الآن..! ، توقف عن حركاتك الصبيانية هذه،إنك تؤلم يدي ؟


لوكاس : ...


ينظر إلى عيني مباشرة بعد أن مالت خصل شعره الحريرية على أطراف جبهته ، أخافتني تلك النظرة ، قلبي تسارعت نبضاته


رانسي : لوكاس ما الامر ،انك تمسك يدي بقوه ،انها تؤلم اتركني ؟


لوكاس : هل ابدو لك طفلا ؟


رانسي : .....


اخافني لوكاس فهو حقا ليس طفل ، ابعد بوجهي فلم اعد أستطيع النظر إلي عينيه ،


يحرر يدي من قبضته ،ارفع رأسي لأرى لوكاس يبتسم


..: أختي الكبيرة ، هاه ؟


رانسي : لوكاس أحمق


لوكاس : ....


يمشي بجانبي ، لم نتحدث حتى وصلنا إلى نهاية الممر ،ولا أعلم لماذا استغرق مرورنا في هذا الممر وقتا طويلا !! او ربما أنا أعلم ولكن لا أريد أن أتذكر الموقف مرة آخرى..


لوكاس : وصلنا


( آآه أخيرا تكلم أستطيع أن أتنفس الآن ، لا أعلم لماذا ولكن بعد ما حدث كان الصمت رهيبا خانقا كان الممر ضيقا ولكن الآن اشعر بارتياح )


رانسي : نعم ، كانت مغامرة رائعة


لوكاس : حقا !! هل ستكررينها ؟


رانسي : هل يمكنني أن أسألك شيئا قبل أن اذهب ؟


لوكاس : ...


انه هكذا فقط يبتسم ، لا أعلم إن كانت هذه الابتسامة تعني الموافقة آم لا


رانسي :لماذا كنت على الجدار ذلك اليوم ؟ لماذا لم تجبني عندما تحدث إليك ؟ هل أنت من يعزف اللحن الحزين ؟


لوكاس : ثلاثة أسأله ..!


رانسي : هاه ؟


لوكاس : قلت سؤالا ،ولكنك سألتني ثلاثة أسأله !!


رانسي : لا يمكنك ان تجيب ؟


لوكاس : في ذلك اليوم انت أنقذتني ، شكرا .


عاد إلى إحدى عاداته ، وهي أن يمسح بيده على راسي ليبعثر خصلات شعري بطريقته المازحة، علمت بهذا أنه لا يرغب في الإجابة عن تساؤلاتي الآن ..


رانسي : وداعا


لوكاس : قولي إلى اللقاء


رانسي : الم اقل لك بأني لن أتي إلى هنا مرة أخرى..


لوكاس : حقا ، إذا أنا سآتي إليك


اضحك على جوابه ...


رانسي : ما نحن الان ؟


لوكاس : قط وصاحبه ، اممم ربما ؟ ( يخفي ضحكته ويغمز بعينه )


إنه حقا مجنون ، غامض ، يتعمد إغاظتي ، شرير ، ولكنه بالرغم من كل هذا فو يحمل عينان حزينتان بريئتان وابتسامة طفوليه ، كيف يمكنني أن اغضب منه ..!


رانسي : مجنون إلى اللقاء ..


خرجت إلى الطريق العام حيث أشعة الشمس كانت عموديه ، ذهبت عائدة إلى المنزل وهو عاد يمشي في ذلك الممر عائد إلى ذلك القصر ، لا أعلم إن كنت ارغب في لقاءه مرة أخرى .. لا أعلم ، هل يمكن أن نصبح أصدقاء في يوم ما ؟


..................................................

__________________
  #9  
قديم 08-11-2011, 10:52 AM
 
::المشهد الثاني::


آسفه ، آسفه ، آســــــــــــــــفـه ، كررتها مرارا أمام وجه أمي القلق الغاضب ، لم أكن أنوي الاعتذار عن تأخري في الخارج ، كنت انويه عن جرحها بكلامي على طاولة الفطور هذا الصباح ،ولكن يبدو أن هذا اليوم الغريب لا يمكنه أن يمر بهدوء ..
،

أغوص في فراشي ،فأنا منهكة من مغامرة اليوم ..بالرغم من ذلك "أشعر بالسعادة" ، إنها المرة الأولى منذ وصولي إلى هنا ، نعم إنها المرة الأولى..! لا يمكن وصف سعادتي باكتشاف أحد سكان القصر ، أيامي الرتيبة و المكررة قد تغيرت ،،

لو لم أغضب من أمي لقضيت يومي فالمنزل أفكر بالغد ومشاكلي، ولكن لقائي به أنساني كل شي ، فلا يمكنني التفكير سوى به وما حدث معه ، لأشعر بأنه اليوم الأول لي هنا في فيينا ، شعرت بأني لم أكن هنا من قبل ،، إنه اليوم الأول ضللت اردد إنه اليوم الأول حتى غبت في عالم الأحلام ...
،

كانت الساعة القديمة تدق مشيرة إلى الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل ، جلست في فراشي أفكر هل ما حدث خلال الصباح حقيقة أم حلم ؟ ، لم أستطع أن انهض من فراشي بالرغم من أنه لا يمكنني العودة إلى النوم فقد نمت لأكثر من 10 ساعات ، لذا جلست في فراشي استرجع ما حدث خلال اليوم...

بعد مرور نصف ساعة استيقظت من فراشي ، ذهبت لأغتسل و أعود أجلس على حافة السرير ، أفكر .. لا يمكنني التهرب من الغد ، ذهبت ألقي نظرة في خزانتي ،" ماذا سألبس غدا ؟ " ، جلست انبش في خزانتي لأبعثر ملابسي في كل أنحاء الغرفة ، اعبث بالعطور والمكياج ، في كل مرة أجرب شي ولكن لا يمكن لألوان الماكياج التي أمتلكها أن ترضيني ولا لملابسي التي اشتريتها بنفسي أن تلائمني .. يمر الوقت سريعا بينما أنا هنا أتسلى بإحداث كل هذه الفوضى في غرفتي الصغيرة..

"آآآه تعبت " أجلس على ارض الغرفة ، انظر حولي ، لو رأت أمي غرفتي سيجن جنونها ، استلقي على الملابس التي كانت على أرضية الغرفة ، انظر إلى سقف الغرفة ، أمد يدي للأعلى وكأنما ستصل إلى السقف ،ولكن ذلك لم يحدث ، فالسقف من هنا يبدو بعيدا ، بعيدا جدا ، يذكرني السقف بــ لوكاس ، هو دائما بعيد فوق الجدران أو على الأشجار لا يمكنني الوصول إليه .. انزل يدي لأضعها على صدري ، أغمض عيني لأسمع ساعتنا القديمة المجاهدة الصابرة تدق مشيرة إلى الساعة الثالثة ، أردد مع الساعة " تون ، تون ،تون ، تون ...هل سيعزف اليوم؟ "

بعدها وكما هي العادة لم أعد أسمع دقات الساعة ، وإنما نبضات قلبي التي لا يزاحمها إلا صوت الكمان الحزين ، لا ليس حزينا ، إن اللحن ليس حزينا اليوم ، ليس كـ المرات السابقة ، أقف بسرعة ، أتوجه إلى النافذة ، بسرعة افتحها ، " لا يمكنني أن أراه من هنا" أتنهد بصوت عالي ،،

آخذ نفسا عميقا،،

أشم رائحة الصباح

رائحة عطر الأزهار التي توشك على أن تتفتح

رائحة العشب النائم على سطح الأرض

رائحة النجوم .. وهل للنجوم رائحة ؟

اترك النافذة مفتوحة لأسمع لحن الكمان الذي تتسارع ألحانه على أوتار السعادة ليرقص قلبي تفاؤلا وتتباطىء مرة أخرى ليسترخي جسدي في بعد آخر في عالم من الخيال ،أعود إلى السرير اجلس عليه استمع إلى اللحن ،أبتسم ، كنت على أمل أن يكون سبب "اللحن المبتسم" كما أسميته ،هو أنه سعد بلقائي بالأمس أيضا ، هذا ما كنت أرجو وأنا لا أعلم سبب سعادته اليوم ..
،

استيقظ على صوت أمي الغاضب " اعتقدت بأنك ستكونين مستيقظة ، كيف لك أن تنامي كل هذا الوقت هل أنت دب في سبات ولماذا غرفتك في فوضى عارمة هل حدثت حرب هنا " .

استيقظ مفزوعة في مكاني ، متى نمت ؟؟ ..

..: سوف تتأخرين هيا بسرعة ، الساعة السابعة والنصف ؟.

اذهب لأخذ حماما سريعا،لأعود وارى الغرفة " آآآآه كيف لي أن أجد ما أريد في هذه الفوضى " ، ألتقط قميصا من الدانتيل باللون البيج الفاتح ، إنه المفضل لدي ، أبحث بين كومة الملابس الملقاة على الأرض على تنوره للقميص ، ولكني لا أجد ما أريده ، " تعبت ، ماذا افعل الآن " لِما افتعلت هذه الفوضى البارحة ، لماااذا ؟ .. اجلس على ارض الغرفة محبطه ،ألعب بخصل شعري المبللة ،انظر حولي لعلي ألمحها ولكني لا أجدها ، قررت أن ألبس بنطالي الجينز سيكون جميلا مع القميص الناعم من الدانتيل ، لبست ملابسي ، والآن أواجه مشكلة أخرى ، ماذا سأفعل بشعري ؟ ،جلست أمام المرآة العب بخصل شعري الكستنائيه الناعمة المنسابة كشلال لتنحدر على أكتافي ،كنت أرفعه تارة ، و أنزله تارة أخرى ، إنه يوم سيء ،شعرت بالغضب لما لا تجري الأمور كما ارغب، افلت شعري سأتركه هكذا ، نعم هكذا قررت ،لبست إكسسوارتي وحذائي الكعب باللون البيج ، لم يكن مظهري مبالغ به بل كان ناعما عمليا ، نزلت أجري إلى الطابق السفلي لأجد أمي تحضر طاولت الفطور وتستعجلني ، بقيت خمسة عشر دقيقة قبل أن تدق الساعة التاسعة ، لقد استغرقت كثيرا من الوقت أمام المرآة ، لا يمكنني تناول الفطور يجب أن ألحق بالحافلة ، يجب أن أكون هناك قبل الساعة التاسعة ، أخرج مسرعة لأتذكر بأني نسيت حقيبتي و الأوراق التي قد طلبت مني في الجامعة، أعود مرة أخرى لأفاجأ بأمي تجري نحوي حاملة حقيبتي وملف الأوراق ،، " أنت دائما هنا لمساعدتي "

روفيدا: " لأنني أنجبتك علي أن أتحملك "

أضحك هنا أقبلها على رأسها وأودعها ، أخرج مسرعه ، ليلفت انتباهي ، السيارة الفاخرة والرجل العجوز و .... ، إنه لوكاس !! هل هو ذاهب للمدرسة ؟

أنظر إلى ساعتي،،

إن الوقت متأخر ، هل الأغنياء يذهبون إلى المدرسة متى شاءوا

هل أناديه ، هل أقول له صباح الخير ، آه سأتأخر ..

..: لوكااس

لم يلتفت لي ، ربما لم يسمعني

..: هي أنت أيها القط المتشرد..! ( قلتها بصوت مرتفع قليلا ليسمعني )

ألتفت إلي ،كنت أحييه بيدي و ابتسم ، لم أتوقع أن نلتقي بسرعة مرة أخرى..
،

لقد رآني ، ولكن ما الأمر ؟؟

نظر إلي بتعجب ، وكأنه لا يعرفني ، تجاهلني وركب إلى السيارة ، أغاظني ذلك ، ما الأمر الآن لوكاس؟؟

أنت من قال بأننا أصدقاء ، هنا اصمت لا لم يقل بأننا أصبحنا أصدقاء ، قال إنها علاقة قط وصاحبه ، تمر السيارة من أمامي ولكنه لم يلتفت لي ،ارتسمت علي ملامح الحزن، و يمكن وصفها بالغضب ويمكن الاثنان معا..

..: لوكاس أحمق ، تبا لقد تأخرت .

اجري إلى موقف الحافلة ، ولقد وصلت في الوقت المناسب ، لو تأخرت دقيقة واحد لكانت الحافلة قد غادرت من دوني..

كنت في الحافلة أفكر ما به لوكاس؟ ، ربما لأن ذلك الرجل العجوز معه تجاهلني ، هل هو والده أم جده ؟؟

" إنه ليس الوقت المناسب لأفكر بـ لوكاس "
،
،

أقف أمام بوابة الجامعة ، الجو مختلف عن جامعتي السابقة في لينز ، أشعر بالرهبة ، إنني متأخرة يجب أن لا أفكر بشي، لا أفكر بشي ، تكرار الجملة مرارا طريقتي لأنسى التوتر ، امشي بسرعة ، الطلاب في كل مكان يتدفقون كالذباب ، كل يحمل معه رهبته ، توتره ، أو حتى هناك من يستمتع ويضحك بلقاء أصدقائه ، الآن آخذ رشفة من الهواء البارد لأرضي رئتي الطامعة ، انظر حولي، استكشف المكان ، نعم إنها مغامرة ، كل يوم هو مغامرة ، تحمل ذكرى ، سوف اصنع ذكريات جميله هنا، هذا ما كنت أفكر به قبل أن المح سيارة مسرعة في حرم الجامعة باتجاهي ، لاااا سوف تصدم بي لا يمكنني التحرك لااااااااااااااااااا ..
،
افتح عيني على صوت بوق السيارة ،الذي لم يتوقف ، لقد توقفت السيارة على مسافة 1 سم تقريبا مني، لا لم يصدمني هذا الأبله ، كيف له أن يسرع في حرم الجامعة هل هو حقا مجنون وكيف يحق لطلاب فيينا أن يدخلوا بسيارتهم في حرم الجامعة ما هذه الجامعة..!

لا أزال في حالة صدمه ، يخرج من السيارة رجل طويل مهندم اللبس ، وبدلا من أن يعتذر صرخ بوجهي ..

..: ألا يمكنك أن تفتحي عينيك ، هل ترغبين بالموت ؟

رانسي : ...

اعجز عن الكلام هنا ، هل أنا من يستحق اللوم ؟؟؟ لم أكن أرى أمامي من شدة الغيظ ، لانفجر غضبا في وجهه

رانسي : أيها الأبله الأحمق ، رجل في مثل عمرك وتقود بسرعة مجنونة كـ المراهقين ،، هل تسألني إن كنت أرغب فالموت؟؟ ، سأجيبك أنا لا أرغب فالموت بل أنت من يرغب فالموت !!

آخذ نفسا عميقا لأكمل ..

رانسي : لا تنظر إلي و كأنك لم تفعل شيئاً ، أنت المخطئ ، لماذا يجب أن تصرخ علي !!، ألا ترى الخطوط البيضاء ، كيف أخذت رخصة القيادة هااا اجبني ؟ الم تتعلم بأن الخطوط البيضاء للمشاة ، تبا ، رجل في مثل عمرك يجب أن يخجل من أفعاله الــ ..

انقطع نفسي لأصمت قليلا ، أردت أن أكمل ولكنه قاطني بصوت غاضب

..: هل تعلمين من أنا ؟؟ أنـــــ

وضعت يدي على اذني مردده بصوت علي "لا يهمني من أنت لن اسمع لن اسمع ... " و أنا حقيقة لم أسمعه ورحت امشي مبتعدة عنه فلقد ضقت ذرعا من شخص لا يحترم الآخرين ضربت مقدمة السيارة بقدمي ،لقد تألمت ولكن يمكنني تحمل ذلك ، مشيت مسرعة مبتعدة عنه فهو حقا مجنون ، صرخ قائلا : هيي أنتي ماذا تضنين أنك فاعله ؟ ، لم انتهي من كلامي تعالي

رحت امشي بخطى سريعة ، إنه حقا يوم سيء ..!

لقد تهت في هذه الجامعة كنت أبحث عن مكتب "الآنسة كارلا " لتناقشني في موضوع معادلة المواد الدراسية ، حيث أخبرني السيد جيمس المسئول عن الطلاب الجدد والمحولين بأنه يجب أن اذهب إليها لأن هناك مواد قد درستها في جامعتي السابقة لا يمكن معادلتها، وعليه يجب أن اختار مواد أخرى لأدرسها عوضا عن تلك التي ستحذف ، " وهل هناك أسوا من هذا اليوم " أتنهد بصوت عالٍ في ممررات هذا المبنى أبحث عن تلك الانسه المدعوة كارلا ،ولا أعلم لم تخيلتها عجوز عانس تضع الكثير من المساحيق لتخفي لعبة الزمن بوجهها ،،

بعد أن تعبت من الدوران في هذا المبنى،قررت أن أسأل احدهم ،،

رانسي : عذرا ، هل تعلم أين مكتب الآنسة كارلا

..: نعم في نهاية الممر ستجدين مكتبها على اليمين ..

رانسي : شكرا لك

اخيرا سأجد هذه المدعوة كارلا ، ادق على الباب ..:

..: تفضل ،كيف يمكنني مساعدتك ؟!!

لم تكن عجوزا،هذا ما أول ما خطر ببالي ..

رانسي :مرحبا انسه كارلا ، أنا الطالبة الجديدة المحولة من جامعة لينز و اخبرني السيد ..

..: آه لينز ، اشتقت إلى لينز

رانسي : ...

كارلا تضحك بعد أن ترى علامات التعجب على وجهي لتكمل : أنا من لينز عزيزتي ، نحن من نفس المدينة تفضلي اجلسي ؟

أشارت إلى الكرسي ، إنها حقا لطيفه ، اسحب كل ما قلته عنها مسبقا من إنها عجوز عانس

رانسي : شكرا ، لقد اخبرني السيد جيمس بأنه علي إعادة بعض المواد التي سبق وأن أخذتها في جامعتي السابقة ..

كارلا : لا عزيزتي لا ينبغي إعادتها ، بل عليك أخذ مواد أخرى من مقررات جامعتنا، فلقد حذفت تلك المواد من مقرراتنا منذ فتره طويلة

رانسي : وماذا يجب أن أفعل الآن ؟

كارلا : لا تخشي شي عزيزتي أعطني رقمك الجامعي

أعطيتها رقمي الجامعي الجديد ، لتدخله فالحاسوب أمامها ، بعد خمس دقائق من الصمت

كارلا : تخصصك فنون جميله همم جميل

رانسي : نعم..!

كارلا : ما هو مجالك في الفنون الجميلة ؟

رانسي :أحب التصوير الرسم والنحت ، ولكني أميل إلى النحت ..!

كارلا : ما هو تخصصك الثانوي ؟

رانسي : ارغب بأن يكون علم الآثار القديمة

كارلا : علم الآثار ، رائع جدا ما رأيك أن أسجلك في مادتين مقدمة في تخصص علم الآثار ؟ لتكون بديلا عن المادتين التي سوف يتم حذفهما من جدولك ؟

رانسي : ألا يمكن بأي طريقه معادلتها ، فلقد حصلت على تقدير عال في هاتين المادتين ؟؟

كارلا : عزيزتي لو كان الأمر بيدي لفعلت ذلك ولكن هذا نظام الجامعة ، لكن لا عليك عزيزتي لأنك من مدينتي لينز سوف أسجلك مع أفضل بروفيـــسور، آآآآه كم هو وسيم سوف تستمتعين بصفوفه .. هل تعلمين العديد من الطلاب يرغبون بالتسجيل معه ولكن هناك محدودية لعدد الطلاب ....

أكملت حديثها عن البروفـــســور وعن وسامته وتاريخ حياته ،إنها مجنونة به، الآن أعود في كلامي مرة أخرى إنها عجوز عانس وسوف أضيف انها مجنونه بالشبان الوسيمين ، لقد شعرت بالجوع ،بالدوار والنعاس فأنا حقا لا أهتم بما تثرثر هي به ،

كارلا : عزيزتي سجلتك في صفوفه الآن جدولك كامل لهذا الفصل ،والنظام هو نفسه كما في جامعتك السابقة تسجلين في بداية كل فصل

رانسي : شكرا لك انسه كارلا

تغمز لي بعينها قائله : سوف تستمعين بجماله آآه لو أعود طالبة لأدرس معه

ابتسمت ، كانت مصطنعه فأنا حقا لست في مزاج يسمح لي بأن أبتسم ، خرجت من مكتبها أتنفس الصعداء ، اخيراااا

اسمع صوتها تناديني مرة آخرى لاااااا ....

كارلا : عزيزتي رانسي ، هذا جدولك وخريطة للجامعة لتعرفي أماكن صفوفك

رانسي : آه شكرا جزيلا

ابتسم ابتسامة مصطنعه مرة أخرى ، أريد أن أعود إلى المنزل ،أشعر بالتعب والوحدة ، لا أريد أن اجلس هنا دقيقة واحده ، امشي خارجة من هذا المبنى ، اذهب إلى كرسي خشبي هناك في أحد زوايا الباحة الأمامية للمبنى ، أخلع حذائي الكعب الذي أرهق قدماي ، ارفع أقدامي على الكرسي واضع راسي بينهما ،لا أفكر بشي ، فلقد أنهك المشي طويلا بالكعب وحادث الصباح كل قواي ، جائعة ، متضايقة وأشعر برغبة البكاء ..

..: هل يمكنني أن أجلس هنا ؟

من دون أن ارفع رأسي لأرى من يتحدث

..: يمكنك ، لا أهتم

حقا لست مهتمة بما حولي حتى لو قيل أني غريبة أطوار أو مجنونه

..: ما الأمر ؟

أحدث نفسي ومن أنتي لتسأليني ما الأمر ،قررت أن لا أرد عليها فأنا لست في مزاج لأتحدث مع الآخرين كل ما ارغب به أن اجلس مع نفسي..

..: هل أنتي بخير ؟ أنا جورجي من قسم التاريخ ماذا عنك ؟

رانسي :.....

جورجي : هل ازعجك ؟

نعم أنتي تزعجيني ولكن لا يمكنني قول ذلك ، لما نحتاج إلى هذه المجاملات

رانسي : أنا فقط أشعر بالدوار والتعب إنه يومي الأول في هذه الجامعة.

جورجي :آآه حقا ، هل ذهبتِ إلى العيادة ؟

رانسي : لا لا احتاج ، ربما لاني لم أتناول الفطور

جورجي : لنذهب إلى مطعم الجامعة هيا

تمسك بيدي فجأة ،كدت أقع ولكنها أمسكتني بيدها الأخرى ،لبست حذائي ، لتجرني معها ،لم أقل بأني سأذهب معها ولكنها اتخذت القرار بنفسها ، ذكرني ذلك بالقط لأبتسم ، أخيرا ابتسم ،لقد وصلنا إلى المطعم الذي كان مزدحم ،مليء بالضحكات ، باللقاءات ، والحياة ،أدركت بأني عزلت نفسي بعيدا عن الحياة.

بينما كنا نبحث عن طاوله خاليه ... قررت أن اشكرها

رانسي : شكرا، آآآ ......... ؟؟

نسيت أسمها ،ابتسمت لي ..

..: جورجي أسمي جورجي ،ماذا عنك ؟

..: رانسي

..:اسمك جميل ..

رانسي : شكرا ،حقيقة كنت في حالة اكتئاب لأنه اليوم الأول لي في الجامعة ولم تجري الأمور كما ارغب ، لذلك أعتذر إن تصرفت معك بوقاحة

جورجي: لا داعي للاعتذار ،، هل آنت طالبة سنه اولى ؟

رانسي : لا ، سنه ثانيه ولكني انتقلت ،ماذا عنك ؟

جورجي : آه ، سنه رابعة هذه أخر سنة لي

رانسي :محظوظة

ضحكنا سويا ، وجدنا طاوله ، لم تكن خاليه ولكن بها كرسيان فارغان لنجلس عليهما، تحدثنا كثيرا ،شعرت بحال أفضل ، رأت جدولي وأخبرتني بأني محظوظة لأسجل في صفان من صفوف البروفـــســوور ( سبيستيان ) ، لطالما رغبت أن تأخذ معه صف ولكن لم يحالفها الحظ ، هو صغير السن و وسيم وصفوفه ممتعه بالرغم من إنه صارم ، إنه نفس الكلام الذي قالته الانسه كارلا، كذلك رغبت جورجي أن ترى بعضا من أعمالي الفنية إن التقينا مرة أخرى ..

بعد وجبة أكلتها لتسعد معدتي بها ، قررت جورجي أن تريني الجامعة وأين يمكنني أن أجد قاعات المحاضرة، كنا نتمشى ، كان الجو جميلا ، كان العديد من الطلاب يلقون التحية عليها عندما يلمحونها ، هنا أفكر إنها حقا معروفة ولديها العديد من الأصدقاء ، أنا محظوظة لألتقي بها ، كذلك أخبرتني بأن اليوم سيكون فقط تعريفي بين البروفـــســوور والطلاب لذلك لا يجب أن اخشي من تفويت محاضرات اليوم وانه من الغد ستبدأ المحاضرات بشكل رسمي لذا يجب علي أن لا أتأخر غدا..

مررت من جانب إحدى القاعات التي سأدرس بها إحدى مواد التخصص ( الفنون ) كان البروفـــســوور بالداخل لمحت شكله يبدو مخيفا ، ولكني تحمست ،القاعة كبيره بها العديد من الأدوات الفنية والأجهزة التي لطالما رغبت باستخدامها ، كنت أرغب في أن ادخل ولكن لم يبقى الكثير من الوقت للمحاضرة ..

قررت أن أعود إلى المنزل بعد هذا اليوم الشاق ، شكرت جورجي كثيرا ، فلقد أزالت تلك الغيمة السوداء التي غطت سمائي ، ودعنا بعضنا ، ذهبت أنا خارج الجامعة ، وهي عادت إلى أصدقائها ربما..!
__________________
  #10  
قديم 08-11-2011, 10:55 AM
 
هذا البارت صغير لكن هو آخر مشهد من الفصل الثاني أتمنى أن ينال رضاكم ~

::المشهد الثالث::




مرت قرابة الساعتان، على السرير أتقلب في محاولة للنوم ولكن بلا فائدة ، قررت أن اجلس مع أمي ، ذهبت أبحث عنها في غرفة الجلوس ، المطبخ ، لكن لم أجدها ، اذهب إلى غرفتها ، كانت مستلقية على السرير تقرأ إحدى المجلات ، رأتني ونادتني لأجلس بجانبها ، لم أخبرها عند عودتي عن احداث يومي الأول في الجامعة وهي كذلك لم تسألني لأنها رأتني في مزاج لا يسمح لي بالحديث ،،


جلست معها ، سألتني الآن عن يومي ، أخبرتها عن العجوز كارلا وعن جورجي ، وكيف كان يومي شاقا ، وكذلك أخبرتها عن الحادث الذي كدت أن أتعرض له ، وتناقشنا في الكثير الكثير كان أهمها حاجتنا إلى سيارة فالأمر صعب إن كنت سأذهب بالحافلة كل صباح ، ولكن الأمر شبه مستحيل في وضعنا المادي الحالي فكل ما نملكه هو الراتب الذي نحصله من دكاكين والدي في مدينة لينز والتي يديرها صديق والدي القديم هناك، الآن أعتقد بأنه يجب أن أتحول من فتاة أمي وأبي المدللة لأبحث عن عمل جزئي لأساعد أمي ، خرجت من غرفتها بينما هي أكملت قراءة المجلة ، أخذت مشروباً غازياً من الثلاجة وخرجت إلى حديقة المنزل.


رانسي : آآه والدي لما تركتنا وحدنا..!!


جلست على كرسي ابيض بالقرب من النافورة ، أسندت رأسي على ظهر الكرسي أغمضت عيني، كانت قطرات الماء المتسللة من النافورة تستقر على وجهي لأصاب بالقشعريرة ، ولم ينتهي الأمر بقطرات الماء ، فالنسيم البارد جمدني فلم أعد أستطيع التفكير بشي ، أصبحت كـ الطبل أتلقى الضربات في مكاني ، والفرق بيننا، أن ضرب الطبل يصدر ألحانا ، وأنا أتلقى الضرب بصمت.


..: هل يمكنني التقاط صوره لك الآن ؟


رانسي : ....


ألتفت إلى مصدر الصوت بسرعة ، كما توقعت ، لوكاس يجلس على الجدار يبتسم ، أردت أن أقفز من السعادة ولكني تذكرت ما حدث هذا الصباح


رانسي : القط مرة أخرى على الجدار هل يجب أن اتصل بمأوى القطط المشردة ليأخذوه بعيدا ..!


لم يجبني كما هي عادته ، عدت إلى وضعيتي في الكرسي لن أحدثه كما لو أنه لم يفعل شي


لوكاس : ما الأمر ؟


رانسي :....


لوكاس : كيف كان يومك فالجامعة ؟


رانسي :....


لوكاس :.....


رانسي بصوت عال : أمي هناك قط على الجدار ..!


كنت أعلم بأن أمي مازلت في غرفتها ولا يمكنها سماعي ولكني أردت أن أغيظه


لوكاس بصوت عال: نعم خالتي أنا القط ولن أذهب من هنا حتى أعرف ما بها ابنتك المجنونة


أقف بسرعة غاضبه ، دائما أنا من يغضب فالنهاية ..!


لوكاس : ما الخطأ الذي فعلته ؟


رانسي : الا تعلم ؟


لوكاس ببرائه : لا ، ولكن هل يمكنني أن اطلب منك شي ؟


رانسي بغضب : ماذا ؟


لوكاس : صوتك عال جدا، هل يمكنك الاقتراب لنتحدث ؟


هل يتعمد إثارة غضبي ، كيف له أن يكون هادئ في حين تجاهلني هذا الصباح ، كيف يمكنه أن يرسم تلك الملامح البريئة وكأن شيئا لم يكن


رانسي : إن كنت تتسلى بإثارة غضبي ، فأنا حقا لست في مزاج لذلك


صامت ، ولقد أعتدت صمته ، اقتربت منه ، كان يجلس على الجدار وكأنه كرسي ، الأمر عادي بالنسبة له ، هل هو حقا قط ؟؟


لوكاس : اخيرا


رانسي : ماذا ؟


لوكاس يبتسم : يمكنني أن أرى وجهك بوضوح الآن


هنا أتسائل هل هو حقا نفس الشخص هذا الصباح ، لقد أصبحت أشك بعيني ، ربما لم يكن هو ..


رانسي : لما تجاهلتني ؟


لوكاس : ولما أتجاهلك ؟


رانسي : هذا الصباح ..!


لوكاس : هذا الصباح ؟؟


رانسي : لوكاس لا تستخف بي


لوكاس بوجه حزين: أسف ولكن حقا لم أرك كيف لي أن أتجاهلك


صمت قليلا ثم اتبع: لا أعلم لم تغضبين عندما ترين وجهي


رانسي : لأنك تثير غضبي ؟


لوكاس : و ماذا يجب أن افعل ؟


يرفع شعره عن عينيه ينظر إلى مباشره ، يقفز إلى أرض حديقتنا


رانسي : مـ مـ ماذا تفعل ؟


لوكاس : هل أخيفك ؟


رانسي : ولما أخاف منك ؟


في الحقيقة كنت خائفة ولا أعلم لماذا ..!


أقترب لوكاس ، كان يحدق بوجهي


..: هل أنتي مريضه ؟


ارفع رأسي لأرى وجهه قريبا من وجهي: لا


لوكاس : كيف كان يومك ؟


رانسي : سيئا


آآآآآه لم حدثته ، كنت غاضبه ، كيف أمكنه أن يخدعني مرة أخرى لأنسى كل شي


لوكاس : الوجه الحزين لا يلائمك ابتسمي ، غدا سيكون جيد صدقيني ، فبالإضافة إلى أني قط ، ولص ، وشبه قاتل، فأنا عراف ..!


ابتسمت هنا ، أنه يغضبني كما يشاء ويهدئني كما يشاء ، هذا هو قطي لوكاس..


رانسي : كيف كان يومك الدراسي ؟


لوكاس وهو يفكر : في القصر ممل


رانسي : لماذا فالقصر ألا تذهب إلى المدرسة ؟


لوكاس : لم أذهب يوما، لأذهب الآن


رانسي بتعجب : ماذا ، لماذا ، حتى لو كنت تكره المدرسة يجب أن تذهب ، هل تريد أن تبقى جاهل ؟


لوكاس يضحك : رأيت وجها جديدا لرانسي


رانسي : هيي لا تمزح أن أتكلم بجديه


لوكاس : أدرس في المنزل


رانسي : كيف ؟


لوكاس بحماس : هكذا..! يأتي المدرسون إلى المنزل ، أنا لست جاهل ، وعندما أتخرج سأذهب إلى جامعة فيينا معك سنلتقي هناك.


رانسي : أليس مملا أن لا تذهب إلى المدرس ، هل لديك أصدقاء ؟


لوكاس ينظر إلى الأرض ، ثم يرفع رأسه لينظر إلي


..: ألسنا أصدقاء ؟


رانسي : ....


لم أستطع الرد ، ابتسمت له بمعنى الموافقة


رانسي : لماذا لا تذهب إلى المدرسة ؟


لوكاس ينظر إلي ، يرفع شعره الذي يغطي وجهه مرة أخرى، يمكنني أن أرى عينيه الساحرتين


لوكاس : هل أبدو لك إنسانا طبيعيا لأذهب إلى المدرسة ؟


رانسي : ماذا تقصد ؟


لوكاس : كما قلتي سابقا أنا قاتل ؟


رانسي : ماذا تعني ؟


لوكاس ينظر إلى الأرض تفلت يده خصل شعره الحريريه ، يشيح بوجهه بعيدا عني ليتبع


.. : قتلت أمي


ضحك بعدها بصوت عال ، لم يكن يضحك فرحا ،،


هل يمكنني أن أشبه ضحكاته بالبكاء ..!


هل كان يبكي بطريقته ..!


لم أستطع تكذيب ما قال ولا أعلم لماذا ، حقيقة خفت من كلمة " قتلت " ولكن لا يمكنني الخوف منه ، هل هذا لأنني مجنونه ، أم لأنه أعترف بأننا أصدقاء ...


رانسي : لماذا قتلتها ؟


ألتفت إلي ، تلك النظرة التي كانت تعلوا وجهه ، إنها نفسها التي رأيتها في أول مرة التقينا ، ولكنها أسوأ ، أشد حزنا ، أشد وجعا ، أشد بؤسا ، لم أتوقع أن أرى تلك النظرة مرة أخرى ،،


أراد أن ينطق بشي ولكن الحروف غصة فلم يكن ليستطيع أن ينبس بحرف ، يحاول أن يخفي وجهه ، ألمح دموعه ، يحاول أن يرسم ابتسامه ليخفي ألمه ولكنها لا تنفك أن تتركه


لوكاس : لانني لست إنسان ، أنا لا أستحق أن ابكي حتى..!


يضحك مرة أخرى ، أردت أن احضنه و أهدئه ، شعرت بألمه ، قلبي تحطم لرؤيته هكذا، لم يخفني اعترافه ولا أعلم لماذا ، أمسكت بيده ، ألتفت لينظر إلي ، كان يجاهد دموعه ، يحبسها لتغرق عيونه الجميلة في بحر من الاسىء ، شعرت بيده ترتجف ، جلس على الأرض مرددا


..: ليتني لم آت إلى هنا كله بسببك رانسي ، كله بسببك


جلست معه احتضنته ، وضع رأسه على كتفي ، لم أعد أرى وجهه ولكن شعرت ببكائه الصامت ،جلسنا هكذا مدة كان فيها قلبي يرتعش ولا أعلم هل حزنا على لوكاس آم لسبب آخر لا أعلمه.


همس في أذني : هذه أخر مرة تريني فيها أبكي ، استمتعي بلحظة انتصارك


هنا قلت في نفسي ها قد عاد لوكاس ، تنهدت ومسحت بيدي على شعره أبعثره


..: قط جيد ، سأستمتع بلحظة انتصاري فأنا لا أرغب في رؤية تلك النظرة الحزين مرة أخرى.


أبعد رأسه عني ، لم يرني وجهه


لوكاس : أنت حمقاء


رانسي : هااا ؟؟


لوكاس يشعر بالإحراج، ربما لأني رأيته في اضعف حالته وهو الذي أعتاد أن يكون القوي أمامي ، كان وجهه أحمر ، كانت عيناه تحبسان دموعه التي لم يستطع أن يخلصهن من سحر عيونه لقد بدا لطيفا جدا كـ الأطفال أردت أن أغيظه قليلا ..


رانسي : لماذا وجهك أحمر ، يا الهي هل تشعر بالإحراج أمام أختك الكبيرة ؟


تغير وجهه وزادت وجنتيه احمرار ،هنا أفكر إنه حقا جميل بكل حالاته ، إنه فاق وصف الجمال ، أعشق عينيه الواسعتان ، بشرته الصافية كالماء العذب ، البيضاء كالثلج ، شعره الأسود كالليل ، الناعم كـ الحرير ، يده الكبيرة الحنونة ، أكتافه العريضة ، قامته الطويلة كل ما به جميل لو كان عندي أخ صغير لتمنيت أن يكون كــ لوكاس


لم يقطع تفكيري وغيابي في بحر جماله إلا ..


..: لست محرج و لكن لأن الجو حار ، أنا ، أنا لا أتحمل هذا الجو الحار


أحاول أن أتصنع الارتعاش ..


رانسي : الجو بارد..!


لوكاس : تبا ، غبية لا يمكنك التفريق بين الجو البارد والحار


نظر إلى الجهة الأخرى ثم اتبع


..: كم مرة علي أن أخبرك أنا لست أخاك الصغير ، فقط سنتان ، هل تفهمين لا يوجد فرق كبير فالعمر بيننا ، فقط سنتان..!


اضحك هنا عليه فهو حقا يبدو لطيف وهو غاضب


رانسي : انا ايضا أرى وجها جديدا لــ لوكاس الصغير اليوم


التفت إلي غاضبا ، توقعته أن يصرخ في وجهي قائلا بأنه ليس صغيرا كعادته ولكنه لم يفعل ذلك ، أمسك بكتفي اقترب وقبلني على خدي، لم أتحرك ، لم انبس بكلمه توقفت عن الضحك ، ذهبت الابتسامة ليحل محلها الدهشة ... ماذا فعل ؟؟؟


عندما أدركت ما فعله هذا القط الأحمق ، احمرت وجنتاي خجلا ، ولماذا اخجل أليس هو كـ أخي الصغير ..!


لوكاس : إن قلت أني لست صغير إذا أنا لست صغير ، و إن قلت أن الجو حار إذا هو حار ، الآن أرى وجهك أحمر اذهبي للداخل فــ لربما أصبت بضربة شمس ..


كان مازال وجهه احمر وبعد القبلة لم يكن يستطع أن يضع عينيه بعيني ، كنت أضع أحد كفي على خدي "مكان القبلة" ، مشى مبتعدا لابتسم ، الشمس على وشك المغيب ايها الغبي لوكاس كيف سأصاب بضربة شمس في هذا الجو البارد ( قلت محدثة نفسي )


مشيت إلى داخل البيت :على الأقل ذهب مبتسما هذا هو لوكاس لا يمكن هزيمته ، الآن أعرف وجها آخر له .


،


منذ أن عرفت لوكاس أصبحت أيامي مشوقه ، والآن أعود إلى مقاعد الدراسة ستصبح حياتي أكثر تشويقا، لا أعلم ما يخفيه لي القدر ، ولكني على يقين بأنه يمكنني الاستمرار ، فلا يمكنني أن أضعف الآن و أخذل أمي و أصدقائي ..


هذا ما كنت أفكر به وأنا في غرفة الجلوس أشاهد التلفاز ، لأسمع الجوال يرن


" انها كاسيلا "


..: لماذا تأخرت في الرد ،لا ترغبين في سماع صوتي ؟


رانسي تضحك : على الأقل قولي " الووو " لما تصرخين في أذني


كاسيلا : اخبريني هيا اخبريني كيف كان يومك الأول في جامعة فيينا هل هناك الكثير من الفتيان الوسيمين ؟


رانسي : نعم الكثير الكثير ، لدرجة أنني لم أستطع أن اختار منهم


كاسيلا : آخ كم محظوظة


رانسي تضحك: ما أسخفك يا كاسيلا


كاسيلا : حقيقة كيف كان يومك الأول؟


رانسي : سيئا في أوله جيدا في نهايته ..!


كاسيلا : آه وكيف هو جدولك ؟


رانسي : جيد ، ولقد ساعدوني كثيرا هنا ، ماذا عنك ؟


كاسيلا : ماذا عني ؟ لقد حصل شي مهم توقعي ما هو ؟


رانسي مازحه : ستيف طلب منك الخروج معه ..!


كاسيلا بثقه : أصبتِ ؟


رانسي : هاااا ، هل انتي جاده ....!


كاسيلا وهي تضحك سعيده : نعم


ستيف آو كما كنا نسميه عندما كنا في السنة الأولى في الجامعة " الفتى اللعوب" ،كان يبدل في كل مرة صديقة جديدة كما يبدل ثيابه ،ولكن كاسيلا كانت تحبه وتحترمه فـ لم تكن لترى عيوبه ، كان رياضيا وسيما يحتل المراتب الأولى في كل شي، والآن تحقق حلم كاسيلا بأن تكون رفيقته ، ولكني قلقة عليها ، لا أريدها أن تجرح بسببه ، و إن جرحها لن أسامحه أبدا ، سيكون موته على يدي..


حدثتني كيف بدأ الحوار معها ، وكيف أخبرها بأنها لفتت انتباهه ولكنه لم يتجرأ أن يتحدث معها مسبقا ، أخبرها بأن تبديله لصديقاته المستمر ليس بسببه وإنما لان الفتيات يتوقعن أن يكون الإنسان المثالي المعصوم من الخطأ لذلك لم تنجح علاقاته السابقة ، كل هذه التبريرات التي طرحتها أمامي كاسيلا ، لم تمنعني من القلق عليها ، فهي إنسانة إن أحبت أصبحت مجنونه ويمكن أن تستغل ، ولكن لم أرغب أن أفسد سعادتها، لذا بقيت صامته .


كذلك أخبرتها عن ما حدث لي خلال اليوم ، كان تقريرا شهيا فلقد ضحكنا ولا أعلم لما بدأ يومي الذي كنت أشتكي منه مضحكا الآن عندما أحدث كاسيلا ،، أعتقد بأن السر يكمن في مسحوق السعادة الذي تنشره صداقتنا حولي ..!


أنهيت المكالمة بعد أن تحدثت أمي إلى كاسيلا أيضا ، فلقد كانت تعتبرها كابنتها التي لم تنجبها،،


،


كانت الساعة تشير إلى الثانية عشر بعد منتصف الليل عندما قررت أن اذهب إلى غرفتي لأنام ، لا أعلم ما سيحدث في يومي الثاني في جامعة فيينا ، ولكني على يقين بأنه سيكون مشوقا ولن أشعر بالوحدة بعد الآن ....

،
نهاية الفصل الثاني
..
يتبع
__________________
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية ابي انام بحضنك واصحى بنص الليل كاااااااملة رواية رومنسية جنااااااان رووعة بنت كيوت شفايفها توت قصص قصيرة 28 08-11-2013 08:28 AM
(( ږنﮃٵ ڒٵ ټ)) ĽÉ†`Ś mãķė Ôûг ćÖļļỄςťÍÖ كورني لايت ملحقات الفوتوشوب 15 09-26-2011 05:22 PM
رواية رومنسية طويلة دلوعة ومن العسل مصنوعة أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 07-26-2011 07:00 AM
Topic ٵڵحڕۉڤ ٵڵلـﮯ ڀڶآ إﺴـمـﮎ مآڹڛـﻣـيـﮩآ أپـﭾـﮃيـﮧ Chazz.p مِكس ديزاين 0 04-26-2011 05:10 PM
رواية حب في السعوديه اقوى روايه ( رواية الحب بعد فوات الاوان ) ЯǒǑǒйĝ3ħ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 9 05-19-2010 09:19 AM


الساعة الآن 04:34 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011