|
أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
لحن آلألم,ألحب صۉت آلگمآن~ ((متميزة )) كانت الساعة القديمة القابعة في إحدى زوايا المنزل تدق وكأنما صوت دقاتها لحن تعايشت على سماعه منذ طفولتي.. إنها الثانية عشر بعد منتصف الليل ...* الغرفة مظلمة صامته لا اسمع غير صوت دقات الساعة وصوت تنفسي ،، لقد نمت بعد يوم شاق قضيته في مساعدة والدتي لترتيب أثاث المنزل وتنظيفه ،كنا قد انتهينا من ذلك الساعة الخامسة عصرا لأذهب بعدها لارتاح في غرفتي التي تقع في الطابق الثاني~ لم أكن اعتقد بأني سأنام لأنني عادة لا أستطيع النوم عند تغير غرفتي ولكن يبدو أن التعب غلبني لأنسى ما اعتدت عليه ، أضيء المصباح واتجه نحو خزانتي لأخذ قميص النوم واذهب لأخذ حماما دافئا.. ها قد استعدت نشاطي ، أنا هكذا إنسانة ليليه اشعر بكامل طاقتي عند غياب شمس النهار ، لأنني أحتاج لتلك لحظات الصمت والشعور بالتوحد مع نفسي بعيدا عن الناس، الليل ملاذي لأستكمل حياتي. اعتقد بأن أمي نائمة ولا أستغرب ذلك فالوقت تعدى منتصف الليل ولربما هي أكملت تنظيف وترتيب المنزل بعد أن تركتها متوجهة إلى غرفتي ، أنها سعيدة بهذا المنزل الجديد لأنها تعتبره بداية جديدة لنا بعد وفاة والدي العزيز، لقد عانت كثيرا وجاهدت نفسها لتكمل مسيرة الحياة معي لذلك أتمنى بأن نبني ذكريات جديدة سعيدة معا في هذا المنزل وننسى الألم والفراق الذي جرح قلوبنا. أتوجه إلى المطبخ علي أجد شي أكله واسلي به معدتي الجائعة ، ألمح شي على طاولة الطعام وكما أتوقع وضعت أمي لي وجبة العشاء على طاولة الطعام،أخذت الطعام لأسخنه، وأعود لأجلس وحيدة على طاولة الطعام أكل بصمت ،،، بعد أن ارضي جشع معدتي لا أعلم ما علي فعله ، كل شي جديد ومخيف حولي ، ولا أعلم لما هو مخيف ، أعود بعد وجبتي إلى غرفتي، فاستكشاف ما هو جديد أمر مرعب إن لم يكن هناك من يرافقك ......! ، ، ما زلت على ذلك السرير أحاول أن أنام ولكن الأمر مستحيل، قد مرت قرابة الساعة في محاولات فاشلة لأعود إلى عالم الأحلام، إنها الساعة الثالثة صباحا ، أجلس على السرير لأسمع لحنا جديدا غير الذي اعتادت أذني على سماعه ، انه ليس اللحن الذي تصدره الساعة القديمة ليس صوت الرياح..!~ لا ليس هطول المطر ..! وليس البكاء..! وليس حفيف الأشجار..!~ كان صوت حزين ،حزين جدا لدرجة أنه أوقظ الجراح في قلبي، انه صوت لحن الكمان ، إنها الساعة الثالثة صباحا من يعزف الألم في مثل هذه الساعة من الصباح ، من أين يأتي الصوت ... كنت أتسائل ولم أدرك حينها بأني ابتعدت عن السرير باحثة عن مصدر الصوت ، اشعر بأن هذا الصوت يناديني وكأنني لست أنا ولست هنا ، أدركت ما حل بي حين ألتفت لأواجهه نفسي في المرآة ، أخذني صوت الألم بعيد عن عالمي ، لما هو يبكي ؟ هذا ما خطر ببالي حينها ؟ هل جرح ؟هل فقد غالي كما حدث معنا ؟! اقتربت من النافذة كان صوت الألم قريبا ، فتحت النافذة لأرى ما كانت تطل عليه ، لاا لم أكن اعلم بأنه يمكنني أن أرى حديقة المنزل المجاور بكل وضوح ،أو بالأحرى القصر المجاور فهو واسع كالبحر أو هكذا تخيلته كانت الأشجار كثيفة تتحرك كالأمواج بسبب الرياح التي لم تستطع أن تزعج صوت الألم ، أخذني مشهد المنزل المجاور وحديقته الكبيرة لأنسى صوت الألم الذي يكافح ليصل إلى مسامعي عابرا تلك الأشجار صامدا أمام إزعاج الرياح متسكعا بين جوانح الصمت ،أردت أن أرى وجه عازف الكمان ولكن لا اعتقد بأن هناك فرصة في هذا الظلام ،تركت النافذة مفتوحة وأسندت ظهري إلى الجدار لتخذلني أقدامي في تلك الزاوية القريبة من النافذة ،، اجلس على الأرض الباردة منصتة إلى اوركسترا الطبيعة مع عازف أو عازفة الكمان ، لحن الألم لم يتوقف وقلبي لم يتوقف انتشاءه لأكمل مسيرة الاستيقاظ معه ..... ، ، عندما استيقظت كنت على السرير وكانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا ، لم أعرف حينها هل ما حدث حلم أم حقيقة ... لم أكن أعلم ولكني قد صحوت وأنا أدندن ذلك اللحن ،نزلت إلى الطابق السفلي ،ابحث عن أمي ولم أجدها فالمنزل، حينها سمعت الباب يفتح لتطل أمي ومعها أكياس، علمت بأنها خرجت للتسوق ، ابتسمت لي ، اقتربت مني قبلتني على راسي وقالت " صباح الخير " ، إنها السعادة ،، هذه هي السعادة !. نعم سوف نصبح أنا وأمي سعيدتين معا هنا في هذا المنزل ولا أرغب بالمزيد ، ابتسمت لها قبلتها على رأسها وغصت في أحضانها اعتصرها كما لو أنها ستهرب مني، افطرنا سويا ،لم يكن هناك صمت على طاولة الإفطار فلقد تحدثنا عن الكثير من الأشياء ،أولها كان عن دراستي وجامعتي الجديدة التي انتقلت إليها ، وكيف أنها ستكون تجربة وإعادة استكشاف لأساتذة جدد ،وبناء صداقات جديدة ، بالرغم من شعوري بالخوف من هذه التجربة وحزني لفراق أصدقائي من جامعتي السابقة إلا إنني لم استطع رسم تلك المخاوف والأحزان على وجهي ، فلقد قررت مسبقا أن لا اسبب الألم لأمي التي عانت كثيرا بعد وفاة والدي ،لقد ذاقت المر من الحياة وقد اتخذت قرارا بإعادة بناء حياتها لذا يجب علي أن أساندها فليس لها غيري وليس لي أحد سواها.!!! // // يــتبع ~
__________________ |
#2
| ||
| ||
الفصل الأول ،، المشهد الأول: إنه اليوم الثاني لنا هنا في هذا الحي ،، قد حل المساء وخرجت أتجول في ممرات هذا الحي الواسعة إنه حي راقي بالرغم من وجود بعض المنازل المتواضعة كمنزلنا ، وصلت إلى نهاية الطريق وعلي الآن أن اختار " إما العودة أو الطريق الأيمن الذي يؤدي إلى الشارع الرئيسي وموقف الحافلة" ليس هناك مكان ما أرغب في الذهاب إليه لذلك قررت أن أعود أدراجي إلى المنزل قبل أن تقلق أمي ،وأنا في طريق العودة لاحظت بأن الطريق قصير ولا أعلم لماذا أخذت وقتا طويلا عند ذهابي!! ، واعتقد بأن تفسير ذلك هو أنني كنت استكشف ما حولي أثناء مسيري ولكن الآن أنا اعرف الطريق جيدا ، بينما كنت أحدث نفسي انتبه إلى أنني أقف في منتصف الطريق وذلك أعاق سيارة قادمة نحوي لذلك مشيت لأصل إلى الرصيف وأكمل طريقي، لم يعد منزلي بعيدا ،لقد تخطتني السيارة لتسبقني ، إنها حقا سيارة فاخره .. أقف عند باب حديقة منزلنا ليلفت انتباهي السيارة الفاخرة التي كانت تقف أمام القصر الحزين أو هكذا أسميته ،أنها عادتي أن طلق مسميات على الأشياء حولي جماد كانت أو حية ، ما زلت أقف أمام باب حديقة منزلنا أحدق في السيارة الفاخرة ، آملة أن أرى احد أصحاب هذا القصر الحزين، كانت الثواني حقا طويلة نزل السائق ليفتح الباب لسيدته أو سيده ، أي كان... كنت راغبة في أن أرى احد سكان هذا القصر ، انزل قدمه ،" انه رجل " هذا ما تبادر إلى ذهني سريعا ، كانت عيناي قد بدأتا من الأقدام وكأن الستار قد بدأ يرفع لأرى رجلا في الستين من العمر أو اكبر، وهنا شعرت بالإحباط ولا أعلم لماذا ؟ حينها ضحكت على نفسي لأنني شعرت بالإحباط ، حقيقة كنت انتظر عازف أو عازفة الكمان ،وكنت أتمنى أن يكونوا في مثل عمري ... هذا ما تمنيت .. فتحت الباب ودخلت المنزل وكنت مازلت أفكر بسكان القصر لأنسج قصتهم ، انه رجل عجوز غني جمع الأموال ليعيش وحيدا الآن في ذلك القصر المليء بالأشباح والوحدة ، يستيقظ كل صباح يتوجع ويعزف ألحانا حزينة ، هكذا تخيلت القصة ولا أعلم ما هي الحقيقة.. كما هي العادة اقضي الليل مع كتبي ، أوراقي وأقلامي انسج القصص الخيالية ، أو ارسم في دفتر الرسم ما يجول خاطري ، وقد فعلت الاثنان الليلة ،،،وذلك لاني اشعر بأن الوقت يمر ببطء شديد ولا أعلم لماذا ؟. تدق الساعة الثالثة اذهب إلى فراشي لأحاول النوم ، بعد مرور بعض الوقت لا.. لم أنم.!~ ولا أعلم إن كنت أحلم.!~ ولكن يصلني الآن ذلك اللحن الحزين ، التفت إلى جانب السرير اليمين المنبه على الطاولة انظر إلى الساعة إنها الساعة الثالثة و 10 دقائق ، أعود لأضع رأسي على الوسادة واستقر في وضعية مريحة أغمض عيني وأنصت إلى لحن العازف الحزين ، انه لحن مختلف عن المرة السابقة ويحمل ألما جديدا ، أشعر بالعازف يستنجد ولكن هذا اللحن يعيقني يجعلني أكثر كسلا ، أكثر نعاسا ، أشعر بأن عازف الكمان يبحث عن الدف الذي تعطيني إياه تلك الألحان التي يعزفها ..... ، ، أصبحت عادة هي أن أنام على صوت الكمان كل فجر في تمام الساعة الثالثة 0 دقائق ،، إنها الليلة العشرون لنا في هذا المنزل ، وكما هي العادة اذهب إلى غرفتي بعد أن أشعر بالملل من مشاهدة برامج التلفاز المكررة على كل القنوات الفضائيات ،، أفضل أن اجلس في غرفتي بين كتبي ، أوراقي ارسم واكتب ، إنها أفضل وسيلة لتمضية الليل ...كانت الساعة الحادية عشر مساءا ، فخطر ببالي أن استخدم الانترنت اليوم وارى بريدي الالكتروني ولربما دخلت ( المسنجر ) لأتحدث مع أصدقائي هذا إن كانوا مستيقظين في هذا الوقت ،جلست على السرير و فتحت حاسوبي المحمول لأغوص في عالم الانترنت ........ لم ينقذني من غرقي في هذا العالم الالكتروني إلا صوت الألم ..آه إنها الساعة الثالثة ولم اشعر بالوقت يمضي ..هنا ضحكت فقد أصبح صوت الكمان دليلي لمعرفة الوقت وليس ساعتنا القديمة !! أغلقت الحاسوب و وضعت راسي على المخدة أنصت إلى صوت الكمان الحزين ، في الحقيقة السرير واسع ويكفي لشخصين ولكني اشعر بأنه مزدحم وذلك لكثرة الأوراق المبعثرة والكتب وعلب الألوان ،أنه مزدحم ولكني لا أستطيع أن أتحرك من مكاني وكأنما صوت الكمان يخدرني كل ما سمعته ولا أعلم ما السر ، لقد أصبحت ألحانه البديل للحبوب المنومة ،، هذا أخر ما كنت أفكر به وهذا أخر ما أتذكره من تلك الليلة ... والسؤال الذي ما زلت أردده من الليلة الماضية من هو عازف الكمان ؟!. أصبح هذا الأمر يزعجني أو بالأحرى يشغل تفكيري ، ربما لأنني اشعر بالفراغ وذلك لا يهم، كل ما أريد أن اعرفه من هو عازف الكمان ،من هو عازف هذا اللحن الذي يخدر جسدي وكأنه أقوى أنواع الحبوب المنومة ، لماذا الساعة الثالثة فجرا ؟ كثير من الاسألة تدور في بالي ليقطعها صوت أمي ~ ....: ما بك لا تفطرين ؟ ...: آه كنت أفكر أمي : في ماذا ؟ يبدو بأنك أصبحت تستطيعين النوم من دون استخدام الحبوب المنومة منذ جئنا إلى هذا المنزل ؟ ( رسمت ابتسامة جميلة على شفتيها ، سعيدة هي بأن تراني اترك تلك الادويه التي كانت تخشى أن أدمنها ) ...: نعم ، لم اعد احتاجها فقد وجدت دواء ذو مفعول أقوى أنه " دواء روحي " .. ( هنا ضحكت بصوت عالي نعم ذلك ما وجدته في هذا المنزل دواء روحي بعيدا عن تلك الحبوب المسكنة لأوجاع قلبي وسهري وخوفي من أنام ولا أستيقظ مرة أخرى كما حدث مع والدي ..... أمي : احمد الله حبيبتي ( تمسح بكفها على راسي وترسم علامات التعجب على وجهها لتكمل ....) ما هو يا حبيبتي ! ما هو دواءك الروحي ؟ ... : لحن الألم ( ابتسم وأحاول كتم ضحكتي عندما أرى علامات التعجب على وجه أمي ، امسك بيدها التي كانت تمسح على راسي لأقبلها وأنهض عن طاولة الطعام حاملة طبقي واذهب إلى المطبخ لأغسله تاركة أمي مع علامات التعجب خلفي )..... اليوم قررنا أن نرى احد الجيران فلا يمكننا العيش وحيدتين وكأنما أمي شعرت بوحدتي ،كانت أمي قد أعدت الفطائر والبسكويت الذي أستطيع أن أعيش على أكله لمدة سنه كاملة دون أن اشبع منه، نعم إن البسكويت الذي تعده أمي لذيذ جدا خاصة مع الشوكلاته الذائبة فوق أطرافه الهشة ، هنا أنا أتلذذ بمجرد النظر إليه ~ ... : أمي ضعي القليل منه لي أنه يبدو لذيذا ( أمد يدي لأخذ قطعة من البسكويت فلا يمكنني تجنب تلك الرائحة التي تعطر مطبخ منزلنا ) أمي : " رانسي " لقد أكلتِ كل البسكويت حبيبتي سوف اصنع لك لاحقا هذا للجيران !! رانسي : حسنا حسنا فقط قطعه واحده تفي بالغرض !! أخذت قطعتين لأخرج مسرعة و ألتفت إلى أمي واخرج لساني محاولة بطريقة مازحه أن اغيضها ، كانت تحاول أن تخفي ابتسامتها بوجه شبه غاضب أو ذلك ما حاولت أن تبديه لي ، ابتسمت وذهبت اسبق أمي إلى حديقة المنزل .. ، ، حديقة منزلنا صغيره مقارنة بالقصر المجاور ، خلعت حذائي الوردي ، ممسكة به بيدي ، ورحت امشي حافية الأقدام على العشب شبه المبلل من ندى الصباح ، الشمس مشرقة ولكن هناك بعض السحب المتجولة التي تغطي الشمس تارة لترسم الظل في حديقتنا ، ومحلقة بعيدا تارة أخرى لتترك الشمس ترسل خيوطها الدافئة إلينا ، كنت ألبس ردائي المشجر وشكرا لذلك أستطيع أن أنام على العشب دون أن اخشي أن تترك الأرض الخضراء بقعا على ثوبي، اخترت مكانا قريبا من الأزهار التي كانت أمي تزرعها وتهتم بها منذ وصولنا إلى هنا ، أعجبني الموقع ألقيت بالحذاء الوردي ونمت على العشب الأخضر، أغمضت عيني ، أشم رائحة الأزهار الجميلة في حين الشمس تصفع وجهي، هنا تنهدت وقلت محدثة نفسي :"آآآه إنها رائحة الشمس" !!! .. : مجنونه !!!!! رانسي : نعم أنا مجنونه وهل للشمس رائحة ( ضحكت بصوت عال ) صمت حل بالمكان حتى ضحكاتي توقفت.! لم أرغب في أن افتح عيني .! الصوت لم يكن أمي.! لا أستطيع التفكير.! الشمس أنهكتني.! افتح إحدى عيني لأرى شخص يجلس على الجدار لا أعلم إن كان حقيقي أم من صنع خيالي..! أغمض عيني مرة أخرى ،، افركهما بيدي،، الآن أستعد لأفتح عيني لأضحك على نفسي وخيالي الواسع ، أو ذلك ما تمنيت أن يحدث ~ ،، ،،
__________________ |
#3
| ||
| ||
المشهد الثاني ،، كنت ما زلت نائمة على العشب الأخضر فاتحة عيني لأرى الشخص الجالس على الجدار ، اجلس بسرعة في مكاني بعد أن أدرك أنني لست أحلم ، اقفز واقفة على قدمي ولا أعلم ما يجب علي فعله لاحقا ، هل اصرخ بأن هناك لص ، لا لا ربما هو ليس لص .. إذا من هو ؟ رانسي : مـ مــ من أنت ؟ ( قلت بصوت مقطع ،مرتبك ، حقيقة لم أكن خائفة بقدر ما كنت محرجه لأنه رآني أُحدث نفسي وأتقلب على العشب كالأطفال ) ... : .....!! رانسي : هل أنت لص ؟ أنت لص ؟ هل سرقت من القصر المجاور سأتصل بالشرطة؟ ... : .....! لم يجبني كان صامتا ،كانت عيناي تتفحصانه ، كان شعره أسود كالليل ، طويل يغطي نصف وجهه ،يلبس ملابس سوداء ليست رثة ولكن مرقعه و لا أعتقد بأنها مرقعة لكثرة اللبس ، وإنما لأنها أحدث الصيحات الآن ، انه يحدق بي ، أو هكذا خيل إلي فأنا لا أستطيع رؤية عينيه أو ملامحه التي غطاها شعره ، كان يحمل شي على ظهره فقد برز شي ما خلفه، إنها حقيبة بيضاء ، وأنا لا أعلم إن كانت حقيبة أو كيس كبير فأنا لا أستطيع تمييز ماهيتها ،وقفت صامته ولا أعلم لما لم اصرخ أو اهرب ، لم يتحرك من مكانه يبدو شكله كقط مشرد تائه على ذلك الجدار الأبيض ، الآن أحاول الاقتراب من الجدار لأراه عن قرب ، توقفت ......! لم استطع الاقتراب أكثر تسمرت في مكاني لأن قلبي بدأ ينبض بسرعة وكأنني كنت اجري في سباق للماراثون، وضعت يدي على صدري وكأنما ذلك سيبطئ نبضاته السريعة ، رفعت رأسي إليه ~ رانسي : ما بك ؟ لماذا تجلس على الجدار ؟ ...: ..... رانسي : إن كنت لا تستطيع الكلام أشر لي بيديك ؟! أراه وبلغة صريحة كنت أتفحصه.... من هذه الزاوية أستطيع أن أرى وجهه تقريبا، أنه ابيض كالثلج ،أحاول أن اقترب من الجدار مجازفة بأزمة قلبيه قد تصبيني، فقلبي مازلت نبضاته تتسابق ،مازلت رافعة رأسي مترقبة لأي حركة قد يؤديها ،، كنت اسلي نفسي بأن الوقت نهار فلا يمكنه أن يؤذيني ،، نعم لا يمكنه أن يؤذيني هذا ما كنت أردده بينما عيناي كانتا تترصدانه ، فجأة ودون سابق إنذار يتحرك الفتى فوق الجدار محاولا الوقوف ، ليقفز قلبي خوفا من مكانه وأصرخ :" أمي أنقذيني أنقذيني فلينقذني احدهم " ، تسمر الفتى في مكانه وكأنني من أخافه وليس العكس ، كنت حينها اجلس على ارض الحديقة بعد أن خانتني قدماي من الخوف ، مخفية وجهي خلف كفوفي مترقبة أن يضربني بشي ما يملكه ويخرجه من تلك الحقيبة التي على ظهره ولكن ذلك لم يحدث ، رحت استرق النظر من خلف الفراغات بين أصابعي من غير أن أزيل كفوفي عن وجهي ،، كان ما يزال واقفا في مكانه ينظر إلي ، أزلت كفوفي عن وجهي عندما مر بنا نسيم محمل برائحة الشمس الممزوجة بعطر زهور الحديقة ليحرك ذلك النسيم خصل شعره التي اخفت نصف وجهه ، لقد برز وجهه الملائكي الطفولي ، شعره ناعم كالحرير، حركه النسيم ليبرز ما كانت تخفيه تلك الخصل ، كانت خلف تلك الخصل السوداء عينان واسعتان كالفضاء حزينتان كما هو الوجع ،كانتا على وشك البكاء وكأنما حبست الدموع بداخلهما ليغرقا في ألم دائم ، توقفت عن الصراخ ، لأني أدركت بأني من يخيف هذا الفتى ، شعرت و كأنني جرحته ولا أعلم لماذا شعرت برغبة البكاء، هل هو خوفا منه أم ماذا ؟ قلبي ما زال يخفق بسرعة وكأن جنونا حل به اشعر برغبة قلبي فالقفز خارج هذا الصدر الذي يكاد يحترق ... لا أعلم ما هذه الأحاسيس المتضاربة التي لا يمكنني تداركها !! استيقظت من كل أفكاري المجنونة حينما سمعت أمي تنادي : رانسي ما الأمر؟ شحت بنظري عنه وكأنني أبحث عن شيء ولا أعلم ما هو هذا الشيء ، أعود بنظري مرة أخرى إليه كان قد غطى الشعر وجهه فلم أعد أرى تلك العينين الحزينتين اللتين عادتا خلف قضبان تلك الخصلات ،استدار معطياً بذلك ظهره لي ،لاااا لم أعد أرى ذلك الوجه الأبيض كبياض الثلج ، عندما أدركت من هو !! لم يكن هناك ~ لم استطع أن أناديه لأنه قفز إلى باحة القصر الحزين المجاور ،انه كالقط !! ألتفت إلى أمي التي كانت تقف إلى اليسار ممسكه بيدي :" هل أنتي بخير ما الأمر حبيبتي" ،، كانت تلمس خدي ، جبهتي تسألني تهزني خائفة ~ رانسي : أنا بخير ،كان هناك، على الجدار يقف قط حزين يحمل في حقيبته دواء روحي!! كنت أشير بيدي إلى المكان الذي كان يجلس فيه الفتي ، ثم ابتسمت وأنا انظر إلى وجهها الخائف المتسائل رانسي : لا تقلقي شعرت بالدوار لأنني جلست تحت أشعة الشمس لوقت طويل أنا بخير الآن. أمي : يا إلهي لقد أرعبتني أيتها الشقية ، اشعر بأنني سأموت بسببك ... رانسي : أطال الله عمرك أمي هيا لنذهب .. وقفت على قدمي امشي مع أمي عائدة معها لداخل البيت لنحضر البسكويت والفطائر التي كانت تعدها للجيران ،لكن قلبي حينها لا يزال مجنونا ، ولا ألومه لذلك ،فقد أختبر الخوف ، الحزن ، والتعجب ، وللآن لا أدرك ما حدث، ولما لم أخبر أمي الحقيقة !. ولا أعلم لماذا اشعر بالندم ،كم أرغب بأن يعاد المشهد مع قط القصر الحزين لأسأله عن الكثير من ما يجول بخاطري !!... هل تسكن ذلك القصر ؟ إن الحقيبة التي تحملها .. إنها تشبه حقيبة الكمان ! أأنت عازف اللحن الحزين عند الساعة الثالثة والعشر دقائق من كل صباح ؟ هل أنت مجروح ؟ لماذا تجلس على الجدار ؟ هل تأتي إلى هنا دائما ؟ هل سأراك مرة أخرى ؟؟ لماذا لا ترد علي !!! لماذاااا ؟؟ اشعر بالندم لأنني تعاملت هكذا مع الموقف هل سأراه مرة أخرى ؟؟ أدرك بأن تساؤلاتي تحولت مِن " من هو عازف اللحن الحزين ؟! " إلى " متى سأراه مرة أخرى ؟!" .. كنت غارقة في تساؤلاتي وشعوري الذي لا يمكنني وصفه ، إنه شعور جديد لا أعلم ما هو !! ، ، كنا خارج المنزل متوجهين إلى إحدى المنازل المجاورة ، كنت ما زلت على أمل أن أرى القط ولكن لاا لم أره فقد عاد إلى هناك ولا أعلم أين هو هناك .. وهل هو في ذلك القصر الواسع؟ . تمنيت أن نقصد في وجهتنا القصر الحزين ولكن أمي استنكرت الأمر ، إن سكانه أغنياء ولن نشعر بالراحة لأننا لسنا بمستواهم الاجتماعي، ولأسباب أخرى كثيرة كان أهمها أنها لم ترى امرأة تدخل أو تخرج من ذلك القصر. كنت ارغب في مجادلتها بأن سكان الحي لا يخرجون من منازلهم وذلك حقيقة ،ولكني لم أرغب في أن أجادلها فأنا لست متأكدة من أن القط هو احد سكان المنزل وليس لصا ،مشينا في طريقنا لنطرق احد الأبواب لتفتح لنا امرأة في مثل عمر والدتي تقريبا ، استقبلتنا بابتسامه وكانت قد عرفت بأننا سكان المنزل المجاور فقد رأتني مسبقا أتجول في ممرات الحي ،، جلسنا في غرفة الجلوس التي كانت واسعة في حين ذهبت جارتنا " روزلينا " لتجلب الشاي لتناوله مع ما صنعته والدتي من فطائر لذيذه وبسكويت ، عادت المرأة وجلست تتحدث مع والدتي ، شعرت بأن وجودي معهن ليس له معنى ، بالرغم من ذلك كانت أمي تبدو سعيدة وتوافقت مع السيدة روزلينا ، لذلك جلست في محاوله للاندماج .. حينها أدركت أمي بأنني لا أستطيع الانتماء إليهم ، فتحدثت قائله : سيده روزلينا أليس لك أبناء ؟ روزلينا : لدي ولدان الأول متزوج ويعيش في كندا مع زوجته، والآخر يدرس في كندا كذلك . أمي (روفيدا ) : آه حقا إذا تعيشين وحيده ! روزلينا :نعم أنا وزوجي ويمكنك أن تقولي وحيده لأني لا أشعر بوجوده فهو دائما مشغول. تضحك السيدة روزلينا بعد ما قالته وكأنها تخفي حزنها و وحدتها خلف تلك الضحكة ، أمي ضحكت معها وكأنها تساعدها في إخفاءه ..! روزلينا :ماذا عنك هل هي ابنتك الوحيدة ؟وأين زوجك لم أرى زوجك عندما انتقلتوا إلى هنا هل هو مسافر ؟ روفيدا : إنها ابنتي الوحيدة انتقلنا حديثا لننسى جراحنا من فقدان زوجي ، نعم زوجي توفي لذا نحن نعيش وحدنا فالبيت ! ابتسمت والدتي ولا أعلم لما الإنسان المجروح يخفي جروحه بابتسامه أو ضحكه ، بسرعة البرق ظهرت أمامي صورة الفتى القط ، كان صريحا لم يبتسم لم يضحك كان حزينا وأبدى لي حزنه أنه واضح ليس مثلنا نحن ، هنا قاطعت أمي وجارتنا : سأخرج ! نظرتا إلي بدهشة ،وكأنما كنت معهما منذ البداية لم يعلما بأنني كنت بعيدة في عالمي ، أردت أن اضحك ولكني اتبعت قائله : سأخرج لأتمشى فالطقس جميل اليوم ! ابتسمتا إلي وكان ذلك الرد بالموافقة ، هنا أتسائل وأتعجب كيف يمكن استخدام الابتسامة في أكثر من موقف ،كل هذه التساؤلات تجول بخاطري وأنا متوجهة إلى الباب ليقطع تفكيري صوت والدتي : "انتبهي ولا تبقي في الشمس لوقت طويل حبيبتي لا أريد أن يتكرر ما حصل هذا الصباح" أهز رأسي موافقة وأنا ابتسم ، اليوم أكتشف بأن الابتسامة لها استخدامات كثيرة ... ،،
__________________ |
#4
| ||
| ||
المشهد الثالث ،، كانت الطيور تخرج من القبعة السوداء بعد أن وضع الساحر منديلا أبيض عليها ، أنها خدعة قديمه ولكن هذا ما كنت أشاهده على التلفاز في محاولة لتضييع بعض الوقت ، حقيقة لم أستطع الجلوس هادئة في غرفتي لذلك قررت الجلوس في غرفة الجلوس في الطابق السفلي ،اليوم أنا أترقب الساعة الثالثة والعشر دقائق بفارغ الصبر، إنني احترق شوقا لسماع لحن الألم .. ماذا سيعزف اليوم ؟ لم أكن هكذا مسبقا ، لقد كانت فقط عادة أن أنام على إحدى ألحانه ، ولكن ما حدث هذا الصباح مع ذلك القط الذي لا يمكنني نسيان وجهه ، عيناه ~ " توقفي " أقولها بصوت عالي ،، ماذا أفعل الآن ! لقد عاودت التفكير به بالرغم من إنني وعدت نفسي أن لا أفكر بما حدث هذا الصباح حتى تدق ساعة لحن الألم لأنام، ولكن بلا فائدة .... ... : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه كيف أستطيع نسيانه روفيدا : نسيان ماذا ؟!!!!! رانسي : آآه لم تنامي بعد امي؟ روفيدا : لا، ماذا تشاهدين ؟ رانسي : لا شي حقا لا شي فكل ما أراه واسمعه هو عقلي الذي لا يستطيع التوقف عن التفكير بذلك القط ، إنها أمر محزن أن لا أفكر إلا بك ( ضحكت ) لتتعجب والدتي روفيدا : ما المضحك ؟ أضع راسي على كتف أمي التي كانت تجلس بجانبي على الكنبة . رانسي : حقا لا أعلم أمي ؟هل أصبحت مجنونه ؟ روفيدا :ما الأمر حبيبتي ! لا تبدين على طبيعتك ؟ هل حدث شي هذا الصباح ؟ رانسي : هل هو غريب أن أفكر بذلك القط طوال اليوم ؟ روفيدا :هل حقا كان هناك قط ؟!! اهز راسي كإشارة بنعم ~ روفيدا : هل تريدين أن اشتري لك قط ؟ هل تشعرين بالوحدة ؟ ( تربت على راس رانسي بلطف ) رانسي :لا أعلم إن كنت سأحب القط إن اشتريته لي ! ولكن إن كان عازف كمان سأجعله يعزف لي كل مساء لأنام . ضحكت وأنا أرفع رأسي لأرى وجه أمي والتعابير المرسومة عليه ، وكما توقعت كانت قد فتحت عينيها مصدومة من إجابتي، كانت جادة عندما سألتني إن كنت ارغب بقط ولم تكن تتوقع ردي هذا . رغم دهشتها ضحكت معي ورفعت رأسي عن كتفها ووقفت ذاهبة إلى غرفتها ، كنت اتبعها بنظري لتتوقف ..:" لا تسهري واذهبي إلى الفراش مبكرا أيتها المجنونة " ابتسم لها : تصبحين على خير !! حل الصمت بغرفة الجلوس ، لم يعد أحد هنا سواي ، تنهدت مرة أخرى بصوت عالي ، أرجعت رأسي إلى الخلف أغمضت عيني وجلست أردد: " لن أتذكر ما حدث ،، لن أتذكر ،، لن أتذكر .." لا أعلم كم مرة كررتها ...... لأغيب في عالم الأحلام على الكنبة في غرفة الجلوس ~ .. : رانسي ، رانسي ؟ رانسي : هاه ، ماذا ؟ ( مازالت في عالم الأحلام ) روفيدا : رانسي هل نمتي طوال الليل هنا ؟ هل نمتي في وقت متأخر؟ رانسي :اممم ماذا امي ؟ روفيدا هنا تصرخ بصوت عالي : رانسي استيقظي كيف لك أن تنامي في غرفة الجلوس ؟ أمي كانت غاضبه ، أمسكت بيدي في محاوله لإيقاظي، أردت أن أبعدها وبدلا من ذلك تركت هي يدي لأسقط على الأرض متوجعة .. رانسي : أمي لماذاااا ؟ اوووه ظهري لقد تكسرت عظامي أمي لم تكن لتجيبني فقد انفجرت ضحكا لتجلس على الطاولة الزجاجية على جانب الكنبة ، نظرت إليه بغضب وقفت لأرجع اسقط بعد أن تعثرت بإحدى وسائد الكنبة المتناثرة على الأرض لتكمل أمي مسيرة الضحك ، أقف مجددا امشي بسرعة متجهة إلى غرفتي في الطابق العلوي ، أغلق الباب خلفي وأغوص في فراشي الدافئ ،" الساعة "هذا ما نطقت به نعم الساعه ، اقفز من فراشي ابحث عن منبهي، إنها الساعة السابعة صباحا ، لا كيف حدث هذا ، لم اسمع عزفه ليلة البارحة ؟ كيف لي أن أنام دون أن اسمع دوائي الروحي ،، .. : آه لماذا أنا غبية ؟ كيف لي أن أنام في غرفة الجلوس !!! رحت اضرب المخدة بيدي لأنفس عن غضبي ، لا يمكنني وصف مشاعر الغيظ التي كانت تحتويني ،، ثم تذكرت بأنه ربما إن لم أسمع لحنه ، أستطيع أن أراه ذهبت لأخذ حماما باردا لأستكمل يومي بنشاط ... ..: ماذا ألبس ؟ اممم !! قميصي الأبيض الجديد مع الجينز ،، أم هذا الفستان البنفسجي ؟ كنت في أوج نشاطي واثقة من أنني سأراه اليوم ، اخترت الخيار الأول ،لألبس ملابسي واخرج مسرعة من غرفتي فأنا لا أعلم متى سيأتي !! ..: إلى اين ؟ رانسي : آه إلى الحديقه . روفيدا :إذا لنفطر في الحديقه ؟ رانسي : لاااا تنظر امي إلي بتعجب !!! : لماذا ؟ رانسي : لاا، لنفطر هنا .. غيرت رأيي لن أذهب إلى الحديقة لنفطر هنا ؟ روفيدا :كما تشائين !!!! لماذااا فعلت ذلك ، لقد بدا الأمر مشككا ، أنا غبية ، ولكني لم أرغب بأن تكتشف أمي أن هناك قط يجلس على جدار منزلنا أو بالأحرى على جدار القصر ، فالجداران تقريبا متلاصقان ، أو هكذا يبدوان فلا توجد مسافة بينهما.. علي أية حال أريد أن أسأله الكثير من الاسأله لذا يجب أن اخفي الأمر عن أمي في الوقت الحالي ، لأنها لن توافق أن ترى الفتى القط يجلس على جدار منزلنا وكأنما ذلك أمر اعتيادي وسوف تبلغ عنه ولن أستطيع أن أراه مرة أخرى ... لا لن اخبرها وهذا قراري ... ، ،
__________________ |
#5
| ||
| ||
أجلس على طاولة الفطور وكأن هناك شوكة على كرسي ، فأنا لا أريد أن أكل ، لا أريد أن أجلس هنا ، أخشى أن يذهب ولا أراه ، ربما سيأتي اليوم في وقت مبكر ، علي أن اسبقه إلى هناك لأرى من أين يتسلق الجدار ، ماذا يفعل على ذلك الجدار....! ... : سأذهب إلى الحديقة ~ ...: حسنا !!بالرغم من أني لا أعلم سر حبك للحديقة فجأة .. (( تنظر إلي و كأنما هي تسألني ما الأمر رانسي ؟؟ )) رانسي : ..... اخرج من المنزل إلى الحديقة ، اذهب مسرعة إلى المكان الذي التقينا فيه بالأمس ... ...: ليس هنا بعد ؟؟( شعرت بالإحباط ، لم يكن هناك موعد، ولكني فقط شعرت بالحزن لأنه لم يكن هناك ) جلست على العشب الأخضر أواجه الجدار ، أبدو مغفلة ، ولكن لا أهتم لذلك .... ،، لا أعلم كم مر من الوقت ولكنني تعبت الانتظار ،جربت أن اسلي نفسي بكل شي فالحديقة العشب ، الشجيرات النافورة الصغيرة ، وأخيرا أزهار الحديقة ، قطفت اثنتان لألعب ببتلاتها أحبك، أكرهك أحبك، أكرهك، أحبك ..... لم يعد هناك شي أفعله ،، أنظر إلى الساعة في يدي إنها تشير إلى العاشرة... التقينا بالأمس عند الساعة التاسعة ،إذا هو لن يأتي اليوم .... أيقن الآن بأني مغفلة حقيقة لقد خدعت بمظهره البريء ، هو مجر لص مشرد ... هذا ما فكرت به ،وذلك لم يواسني ، فقد شعرت بالحزن أكثر لأنني قضيت ساعتين في انتظاره ، كنت حقا على أمل أن يكون هو عازف الكمان وأن يكون أحد سكان القصر الحزين ، ولكن يبدو بأني تركت لصاً يفر بجريمته ..آآآه كم أكرهني !!!! أعود إلى غرفتي ، منهكة ، " لماذا لم تأتي ؟؟؟" .. هنا كنت اشعر برغبة البكاء ولكن لم استطع !! ،، نمت لأستيقظ الساعة الرابعة مساءا ،لم أعد أفكر بالقط ... ولا عازف الكمان ... ولا القصر المجاور لأنني أدركت أنني كنت أعيش حالة من الفراغ ، جعلتني أركز اهتمامي على أشياء و أشخاص لا أعرفهم أو أنا حقا لا أعلم إن كانوا موجودين ...! ،، إن الإجازة الصيفية على وشك الانتهاء لم يتبقى منها سوى أسبوع واحد ، لذلك سأنشغل بحياتي وأشياء أخرى وأنسى ما حدث خلال إجازتي الصيفية التي كانت مليئة بالأحداث والتغيرات ،، فتحت حاسوبي ،،لأتحدث مع أصدقائي القدامى ، اشتقت إليهم وخصوصا " كاسيلا " التي كانت أقرب لي من روحي ، ولكننا لم نتحدث مع بعضنا منذ أن انتقلت إلى " فيننا " ولا يمكنني أن ألومها في ذلك ، فلقد كنت أنانية ولم اخبرها بأني سأغادر"لينز" للأبد ،خشيت أن ابكي عند وداعها ،لم أرغب بأن أتألم عند رويتها تبكي، لم أرغب بأن أشعر بالتردد ،أردت أن أرحل بهدوء ،اعتقدت أن خروجي من لينز يعني نسياني لذكريات طفولتي ، أصدقائي ، لكن عندما وصلت إلى فيينا .. لم أشعر بأن ذلك ممكن ،بالرغم من إدراكي لذلك لم أستطع الاتصال بـ كاسيلا ، ربما خوفا من أن ترفضني أو أن تكون نسيتني .... "إلى متى سأظل أهرب من مشاكلي ومخاوفي " ..! " إلى متى ؟ " أمسكت الجوال ابحث بين الاسماء... " كاسيلا " ........ ...: ألو كاسيلا اسمعيني أنا اسفه ، لالالا ،، كاسيلا إنها رانسي اشتقت لك كثيرا ،، لا لا يمكنني أن اقول هذا ،، احم كاسيلا أعلم بأنك غاضبه ولكن أشتقت إليك ....لااااااا لا يمكنني ذلك ،ماذا يجب أن اقول لها ماذا ؟؟!! لماذا هو صعب أن اتصل بصديقتي لماذا ،أتأمل الرقم فالجوال ،حقا أريد أن أتحدث معها يجب أن اعتذر لها ،أريد أن اخبرها عن عازف الكمان ، القط ، القصر الذي بجانبنا عن جيراننا وحديقة منزلنا الجميلة أريد أن اخبرها بذلك. اضغط على زر الاتصال ، انه يرن ، قلبي يخفق بسرعة فلم أقرر بعد ما يجب أن أقوله ،ما الذي يجب أن ابدأ به ، هل سترد علي الكثير والكثير يدور في بالي ...: الوووو رانسي : امم امم الووو ... :... رانسي : هل ما زلتي تحفظين رقمي في جوالك باسم "المجنونة رانسي"؟ ..:لا غيرته إلى اسم "حمقاء للابد " اضحك انا هنا ، انها كاسيلا لم تتغير رانسي : اسفه صديقتي العزيزه ، أنا اسفه أســفــ ( لم استطع أن اكملها اختنقت الحروف والكلمات ..كاسيلا لم ترد ايضا أعلم بأنها تبكي مثلي ) كاسيلا :ايتها الحمقااء اعتقدت بأنك نسيتني ولن تتصلي بي ابـــ ( تجهش بالبكاء .. رانسي :وكيف لي أن انسى صديقتي المتعجرفه التي تناديني بالحمقاء في أول مرة احدثها فيها بعد فراقنا .. كاسيلا : لانك حمقاء ، هل تعلمين كم أكرهك ،، هل تعلمين أنا لا ابكي الآن !! رانسي : ( وهي تبكي وصوتها مخنوق ) أعلم أعلم أنا فقط من يبكي كاسيلا : هل انتي بخير الان ؟ رانسي : وهل يهمك الامر نضحك كلانا ، انه الصلح الذي كنت أرغب به ، انها الضحكة التي كنت أرغب أن أشاركها كاسيلا ، إنها الدموع التي رغبت أن تمسحها صديقة طفولتي وعمري ... تحدثنا كثيرا ، بدأنا منذ اليوم الذي غادرت به لينز ، أخبرتني كيف أصبح الجو حزينا هناك بعد مغادرتي، وكم بكوا أصدقائي ، أخبرتني كذلك بأن "جون" اعترف أخيرا بحبه لـ " آنا " التي اعترفت هي الأخرى بأنها معجبة به ،آآآآه كم عانينا لنجمعهما سويا ، جون يستحق السعادة فقد أحب آنا لمدة أربع سنوات ولم ييأس، كم أتمنى أن يحبني أحد كما أحب "جون".."آنـا" ، طال حديثنا لأخبرها كذلك عن عازف الكمان والفتى القط ، قالت بأنني مجنونه ولكنها تحمست للمغامرة وتمنت أن تكون معي لنستكشف سويا سكان القصر ، و إن كان الفتى القط هو نفسه عازف الكمان ، كنا نضحك كثيرا ، وكأنه قد جمع شملنا أخيرا ، قررنا أن تزورني أو أزورها حينما تأتي الفرصة ، يفصل بيننا ساعة 45 دقيقه بالقطار لذلك لن يصعب لقائنا هكذا هونا على أنفسنا الأمر. انتهت المكالمة بــ رانسي : كاسيلا أنا حقا سعيده ، اعتقدت بأنه لن يمكننا أن تحدث كالسابق أبدا كاسيلا :هيي هيي ايتها الحمقاء ، لو فقط اعتذرتي لي مسبقا لما بكيت كثيرا ، كيف لي أن لا أسامح صديقة عمري ،كنت أعلم بأنك تتألمين لوفاة والدك لذلك كنت انتظر اليوم الذي تتصلين بي فيه أنا اكثر من يعلم بوجعك وكرهك للفراق رانسي. هنا عجزت عن الكلام فلم يسعني قول المزيد .. رانسي : شكرا ...! كاسيلا: أعلم رانسي وشكرا لك لانك لم تدعني أخسر صديقتي .. رانسي: آآآآآه حسنا اتصلي بي متى شئت واذا قررتي القدوم الي فيينا اخبريني حسنا كاسيلا:حسنا ،يجب أن اأتي لارى الفتى ذوو الوجه البريء الملائكي ( تقولها بصوت ساخر ) رانسي:آآه لم يكن يجب أن اخبرك كاسيلا : ( تضحك ) حسنا حسنا اسفه سأكلمك لاحقا امي تناديني رانسي :حسنا سلمي على جميع اصدقائنا كاسيلا : حسنا ، وداعا رانسي : وداعا .... انتهى الاتصال .....! لكن لم تنتهي سعادتي ...... شعرت بالطاقة تدب في كل أنحاء جسدي ، كل ما كنت أحتاجه فيتامين الصداقة ،، // //
__________________ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ۉهـآ قـد ξـدنــآ بڳـل لهفه ۉاشتياق ░بنوتـــيآت ░ ][ موضّضوع اشترآكي ][ | كورني لايت | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 10 | 09-20-2010 08:36 PM |