محمد سيد صابر القاهرة - من التجسس إلى الأذان الموحد إلى لقاء نائب بجماعة الإخوان المسلمين مع أعضاء بالكونجرس الأمريكي.. ثلاث قضايا استحوذت على أحاديث المصريين في المنازل ومواقع العمل حتى النوادي والمواصلات العامة،بعضها تحول إلى مصدر للتساؤلات، وبعضها الآخر أصبح مدخلا لتأليف النكات التي اشتهر المصريون بها. وتصدر المشهد المصري قضية التجسس الجديدة لحساب إسرائيل، وهي الثانية منذ مطلع العام الجاري، فهناك من اعتبرها موجهة للداخل، وفي الوقت الذي تعاملت فيه الصحف الحكومية مع المهندس الشاب بهيئة الطاقة الذرية محمد صابر باعتباره مدانا بالفعل وأن التهم ثبتت عليه، فإن الصحف المستقلة نشرت تقارير وتصريحات تثير تساؤلات وتكشف عن تناقضات في القضية.
فقد نشرت الصحف المستقلة مثل "المصري اليوم" و"الدستور" تصريحات لرئيس هيئة الطاقة الذرية د.علي إسلام يؤكد فيها استحالة اختراق ونقل معلومات عن الهيئة إلى عملاء الموساد الإسرائيلي، في ذات الوقت الذي وجه النائب العام المصري إلى المهندس الشاب تهمة اختراق أنظمة الحاسب الآلي لهيئة الطاقة الذرية بهدف نقل معلومات عن الهيئة لإسرائيل.
كما نقلت عن تحقيقات نيابة أمن الدولة مع المهندس المتهم أنه بادر لإبلاغ مسئول بسفارة مصر في السعودية بشكوكه في شبكة تجسس يحاول تجنيده فيها متهمان آخران هاربان في إطار القضية نفسها، وهما إيرلندي وياباني.


وبعيدا عن معالجة الصحف الحكومية والخاصة للقضية، فإن سؤالا واحدا يشغل بال المواطن المصري العادي عندما يثار الحديث عن هذه القضية في وسائل المواصلات والجامعات والمقاهي، وهو لماذا تبقي مصر على علاقاتها مع إسرائيل بعد عشرات قضايا التجسس التي كُشف النقاب عنها منذ توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979؟!
محمد عوف موظف في وزارة التضامن الاجتماعي قال وهو ينتظر مترو الأنفاق في طريق عودته لمنزله بالقاهرة: "غريب أمر حكومتنا فماذا تستفيد من الإبقاء على علاقات طبيعية مع دولة لا تتوقف عن إرسال جواسيسها لاختراق خصوصية مصر؟" وأكمل: "لماذا لم تغلق هذه السفارة وتقلص العلاقات مع إسرائيل فورا؟"
السؤال نفسه يطرحه أمجد علي، طالب بهندسة القاهرة، ويقول: "دعنا نصدق أجهزة الدولة بأن المهندس الشاب جاسوس وخائن لبلده، ومعروف دوليا أن التجسس من الأعمال العدوانية، وبالتالي تعتبر إسرائيل دولة معادية لمصر بحسب أجهزة الدولة، فلماذا إذن تتمسك بوجود سفارتها على أرض مصر وهي مجرد مكتب للموساد؟ وبماذا نفسر اللقاءات المستمرة بين المسئولين المصريين والإسرائيليين على الأراضي المصرية حتى بعد فضح عمليات قتل الأسرى والتباهي بالتمثيل بجثثهم؟"


أما القضية الثانية فتتعلق بالبث التجريبي لعملية توحيد الأذان في 20مسجدا بالقاهرة الكبرى ( القاهرة – الجيزة – القليوبية) تمهيدا لتعميمها، فالكثير من الناس تعاملوا مع التجربة بسخرية شديدة، حيث إن الهدف الحقيقي من وراء توحيد الأذان غير واضح لهم.
وفي إطار تعليقات المواطنين على هذه القضية قالت فاطمة سعيد ربة منزل: "ماذا يقلق الحكومة من الأذان؟! أضافت سيدة مسنة أخرى تسير بجوارها: "سمعت الأذان الموحد فتخيلت أن المؤذن هو: "فطوطة .. هذه الحكومة ينطبق عليها المثل القائل "الفاضي يعمل قاضي"، وفطوطة شخصية كاريكاتورية شهيرة لعبها الفنان المصري سمير غانم في فوازير شهر رمضان.
وجاءت تعليقات الشباب على الأذان الموحد مواكبة للعصر، أحمد محاسب في بنك حكومي اعتبره أذان "ديجيتال" يتماشى وشعارات تكنولوجية ترفعها حكومة الدكتور أحمد نظيف لنشر الثقافة الدينية".


ثالث القضايا التي استحوذت على اهتمام المصريين برغم مرور وقت ليس بالقصير عليها، تمثلت في لقاء رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان محمد سعد الكتاتني مع زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس النواب الأمريكي ستيني هوير ضمن لقاء بين وفدين برلمانيين مصري وأمريكي جرى في السفارة الأمريكية يوم 5 إبريل الجاري.
فبرغم مسارعة الإخوان لنفي ما رددته الصحف الحكومية عن فتح قناة حوار بين الجماعة والولايات المتحدة من خلال هذا اللقاء واعتبارها أن اللقاء يمثل "دعما من الجانب الأمريكي لقوى غير مشروعة" يمكن أن تستفيد منه هذه القوى في انتخابات مجلس الشورى (الغرفة الثانية بالبرلمان) المقبلة على حساب مرشحين شرعيين لقوى شرعية"، بحسب تقدير هذه الصحف.
ثم تردد في الأيام التالية لهذا النفي شائعات أخرى عن تلقي الكتاتني دعوة من هوبر لزيارة مقر الكونجرس والحديث أمام أعضائه، وهو ما نفته قيادات الجماعة أيضا.
لكن ما لم يتم نفيه وما لم تتنبه إليه وسائل الإعلام الرسمية هو لقاء آخر جمع بعد أيام قليلة من لقاء الكتاتني وهوير، بين القيادي بالجماعة عبد المنعم أبو الفتوح والمرشح السابق للرئاسة الأمريكية مايكل دوكاكيس، حسبما كشفت مصادر سياسية عليمة لإسلام أون لاين.نت.
وحضر اللقاء الذي جرى في القاهرة ونظمته أيضا السفارة الأمريكية، د. منار الشوربجي، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وأبو العلا ماضي وكيل مؤسس حزب الوسط المصري.
وخلال اللقاء الذي سعى فيه دوكاكيس للتعرف على وجهة نظر التيار الإٍسلامي من عدة قضايا بينها الصراع العربي الإسرائيلي، طرح أبو الفتوح فكرة الدولة المدنية ثنائية القومية، وهو الأمر الذي نفاه مرشد جماعة الإخوان فيما بعد وأكد على أنه لا يعبر عن وجهة نظر الجماعة.

بس يا ترى ما الدافع الرئيسي اللي ممكن يدفع انسان انو يخون بلدو ؟؟؟؟

شكرا لك اخي اسامة

__________________