09-07-2011, 12:01 PM
|
|
فجاة النتشر صوت مدو عبر البحيرة كانت اجراس قصر مازاردى تعزف السلام الملائكى اخذت ليا تتامل تلك الجزيرة الصغيرة وظل ماكس يراقبها دون ان يحرك طرفا واحدا من اطرافه ثم مال عليها وتناول يدها النحيلة يتحسسها وابقى يدها فى يده حتى جاءت اطباق الطعام قالت له :
-لن تتركنى هكذا اموت جوعا ؟
سحب يده وقد ارتسمت على وجهه شبه ابتسامة .
-لابد انك كثيرا ما تقومين بغسل الصحون .
اخذت تنظر الى يديها وكفيها الخشنتين .
-نعم تلال من الصحون .
-اهذا هو عملك ؟
-اننى مسؤولة عن دار للمسنين اننى اهب حياتى لوالدى ولثمانى نسوة مسنات .
-لكن لا يبدو ان والديك قد كبرا فى السن الى هذه الدرجة .
-لقد توفى والدى فى حادث قطار قبل مولدى وتزوجت امى ثانية عندما صار عمرى عاما واحدا وانا احب ليونيل للغاية انه زوج امى كان قد بلغ الخمسين عندما تزوجها واليوم اصبح فى مرحلة متاخرة من الشيخوخة اما امى فهى مصابة بالتواء فى المفاصل .
سالها ماكس بصوت قد ملأه الاحترام :
-وبالتاكيد انت واختك مسؤولتان عن كل شئ ؟
-لا انا اقوم بهذا بمفردى تعاوننى احدى السيدات فى العمل .
-واستطعت الرحيل انها لمسؤولية ثقيلة .
-معك حق .
-اتمنى الا يكون الموقف فى غاية الخطورة ؟
-لا كنت اريد الرحيل لبضعة ايام فقط .
-انى افهمك تماما فذلك النوع من العمل لابد ان يكون مرهقا للنفس كما هو مرهق للبدن ولكن لماذا لا تقدم لك اختك يد المساعدة ؟
-انه عمل لا يتوافق معها بالمرة انها كالزهرة البضة الخلابة بينما انا فواحدة من نباتات الحقل .
-بل انت زهرة برية انك تخفين جمالك الرقيق وراء الظلال هل شاهدت يوما احدى الارهار البرية ؟ الساق رفيعة نحيلة البراعم تلمع كالاصداف والقلب من الذهب الخالص .
-لن تقول ذلك ان رايتنى اقوم بتقشير البطاطس او بمسح ارضية المطبخ .
-ولم لا؟ ان عملك شاق وهذا لا يدعو الى الخجل لن يديك هاتين رمز لقلبك الكبير تقولين ان اختك لا تساعدك الم تطلبى منها ان تفعل ذلك ابدا ؟
-نعم فهى لم تخلق لذلك .
-لكن الم ترغبى ابدا فى القيام بعمل اخر ؟
طيرت التفاتتها خصلة من شعرها البرونزى فاعادت ليا بسرعة احكام شعرها اخذ ماكس يراقبها باهتمام .
-بلى لقد بدات اتلقى دروسا فى علم البساتين اتعلم شيئا عن هذا العلم ؟
-نعم .
-انه لشئ غريب حقا انك تبدو كالايطالين بينما تتحدث الانجليزية بطلاقة لا تشوبها الا لكنة خفيفة لا تكاد تلاحظ .
-كما قلت لك لقد عدت من الخارج من زمن قصير لقد عشت فى بريطانيا منذ كنت فى الثامنة عشرة .
-اذن فالامر صحيحانك لست بحارا ؟
-وهل يدهشك ذلك ؟
-لا لا يهمنى كثيرا هذا الامر ولم عدت الى ايطاليا ؟
-لان ابى قد مات .
لمست يده برقة فرفع عينيه اليها واخذ يواصل حديثه :
-ما الذى منعك من مواصلة دراسة علم البساتين ؟
-لقد كنت اقوم بالدراسة فى مدينة اخرى وفى احد الايام عندما عدت فى اجازة دراسية علمت ان الالم قد اشتد على امى ووان داء مفاصلها قد اصبح يقعدها تماما عن الحركة وارتبك المنزل كانت امى فى حاجة الى فبقيت الى جوارها .
-دون اى تردد ؟
-بالمرة اننى احب اسرتى الا ترى انه من الطبيعى جدا ان نهتم باهلنا وان نرعاهم ؟
-ولكن كان من واجبهم ايضا ان يسمحوا لك انها تضحية كبيرة من جانبك .
-لا مطلقا كان فى منزلنا العديد من الغرف فواتتنى الفكرة بتاسيس دار للمسنين حتى تسد حاجتنا اننى احب جدا نزلاءنا وهم كذلك يحبوننى اننى لا انسجم تماما مع من هم فى مثل سنى بعكس اختى انها تشبه احد المذنبات الصغيرة .
-انت تملكين شفافية الكهرمان ونقاء الذهب ان الحياة المرفهة الرغدة لا تساوى شيئا هناك من الرجال من يفضلون صفاتك وكمثال رجل يائس من اخطاء الاخرين رجل اذهله ما وجده فيك من رقة نادرة لا تتوافر الا للملائكة .
-هذا الرجل المسكين سيصبح اكثر ياسا عندما يكتشف هؤلاء المسنين العشرة الذين اقوم برعايتهم .
-ليس هكذا ان كان يتمسك بك كما انك قد استطعت تحرير نفسك عندما اردت ان تاتى الى هنا .
-لم اكن لفعل ذلك فى ظروف اخرى لقد جئت الى هنا من اجل اختى لامى انها هنا منذ اسبوعيت لقد التقت شاب لكن عائلته لا ترغب فى ان يتزوجها .
-اذن فالامر كذلك ؟
كانت نبرته غريبة لاحظت ليا ذلك بدا فجاة وكانه يشعر بوخزة الم كحيوان قد وقع فى الفخ .
-انها عائلة واسعة الثراء تخشى ان تكون اختى لا تسعى الا وراء المال لكن سيلينا ورونزو متحابان للغاية هى على الاقل تخلص له الحب انى على ثقة من هذا .
-لكنها هنا منذ اسبوعين فقط ؟
كان يسالها فى غموض احست ليا ان كل كلمة تنطق بها تبعده عنها دون ان تدرى السبب فى ذلك .
-لا ادرى ان كان هذا الحب سيدوم لكننى ارى ان من حقهما الحصول على فرصة سيكون هذا اكثر عدلا وانسانية .
-ولكن هل اختك اعتادت معرفة الرجال حتى تاخذ قرارها بمثل هذه السرعة ؟
-نعم لقد تعرفت على العديد من الرجال .
-ربما يكون ثراء الرجل هو ما جعلها تشعر بحبه ؟
-لا اعتقد ذلك فقد صادفت رجالا اكثر ثراء ولكنها كانت تصدهم جميعا انها غارقة فى حبه الا تظن ان الحب اقوى من اى شئ ؟
-لا هناك اشياء مهمة اخرى يجب اخذها فى الاعتبار .
بدا فجاة كانما قد اصبح بعيدا عنها .
-انى اعلم ان ذلك لن يكون سهلا وانهما لا ينتميان الى نفس البيئة والوسط لكنهما يتبادلان الحب وفى ايامنا هذه يمكننا التغاضى عما يختلفان فيه .
-بلا شك لا يمكن ذلك .
قال ذلك صارخا وهو يضع كاسه على المائدة :
-لم اكن ابدا اكثر اقتناعا برايى مثل هذه اللحظة بالذات لا يمكننا ابدا الانتقال هكذا من وسط الى اخر من عالم الى عالم مختلف تمام الاختلاف .
-لم اكن اتصور ان العائلات النبيلة من هذا النوع تبدى كل هذه الغيرة وهذا الاهتمام لحصر الزيجات فيها فى اطار العائلة ان كانوا لا يريدون لابنائهم ان يكونوا اغبياء فعليهم ان يتقبلوا منان الى اخر الزواج باخريات من طبقة مختلفة .
-على الاقل سيحفظهم هذا من المغامرين الذين لا يسعون الا وراء المال .
-انك لا تعرف اختى ولا اعرف لماذا تتخذ هذا الموقف العدائى منها اتمنى الا يكون جميع الايطالين مثلك يقتلون حرصا على ارثهم عميانا ويحكمون على الامور بلا تبصر .
قامت من مقعدها واطرافها تضطرب بشدة ثم قالت بازدراء :
-سوف اضيف هذا العشاء الى حسابى فلا اريد ان تتهمنى انا ايضا باننى اهتم بك سعيا وراء المال .
-كوميديا لطيفة احسنت .
-لقد خاب ظنى للغاية لا يفيد الجدال معك ابدا على كل حال ماذا يفيد ذلك لقد اخطات فى الحكم على اختى اما انا فسافعل كل شئ لاساعدها .
جرت فى الفندق حتى وصلت الى درجات السلم كى تبتعد سريعا عنه وصلت فى ثوان الى حجرتها كان الباب شبه مفتوح لابد ان سيلينا نائمة وجدت ليا زر النور فاضاءت المصباح وفوجئت بالمنظر الذى بدا عليه المكان كان كل شئ مبعثرا بطريقة لا تصدق بحثت عن حقيبتها فلم تجد غير جواز سفرها وقد القى فى احد الاركان لا يمكن ان تكون هذه سرقة عادية اعترتها فكرة ان تكون اختها قد اختطفت لقد نفذ ماسيمو تهديداته بنسفها من الوجود تماما .
|
التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 07-21-2015 الساعة 05:15 AM |