عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-25-2007, 01:11 AM
 
حكم العمليات الاستشهادية.................!!

حكم العمليات الاستشهادية


فضيلة الشيخ سلمان العودة حفظه الله,, آمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

فضيلة الشيخ كثر الحديث والجدل حول العمليات الاستشهادية, وأقيمت ندوات وحوارات وكتبت مقالات وطبعت نشرات.. مابين مؤيد ومعارض ومتحمس ومندفع ومتحفظ ومتردد... ولكلٍ آرائه وأنصاره.. وأصبحنا نرى ونسمع العجب..!!

وفي هذه الأيام صدرت أقوال من بعض أهل العلم كان لها ماكان من أثر.... فضيلة شيخنا الكريم نرجوا منكم وفقكم الله وأعانكم أن توضحوا لنا ما يلي:

1 الحكم في هذ المسألة على ضوء الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة رحمهم الله تعالى
2 حدود ومجال تنفيذها بمعنى هل تكون ضد الكفار في بلادهم فقط أو تكون ضدهم خارج حدودهم في بلاد لهم نفوذ ومصالح فيها؟
3 هل تقام ضد الأهداف العسكرية فقط أو على كل مايؤثر على العدو؟!
4 هل تشمل المدنيين أو الحربيين فقط؟؟
5 حد الإثخان فيها.. فإذا كان المقصود بهذه العملية رجل واحد ولكنه مهم بالنسبة للعدو كأن يكون قائداً كبيراً مثلاًً أو بارجةً... بخلاف لو كان الهدف عدداً كبيراً من العامة أو الأشياء التي لاتشكل أهمية للعدو فما هو المقياس في ذلك؟
6 هل يشترط إذن الوالدين فيها إذا كانت جائزة شرعاً؟
7 هل تجوز في بلاد المسلمين ضد غيرهم؟
8 هل يعتبر شهيداً من يقوم بها أم منتحراً؟ وهل ندعوا له ونترحم عليه؟
9 ماهو الاسم الشرعي والصحيح لها؟
10 هل يصرف على تخطيطها والإعداد لها من الزكاة أم من بيت مال المسلمين؟؟

أفتونا جزاكم الله خيراً.

والسلام عليكم ورحمة الله،،،


الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته مسألة ما يسمى ب (العمليات الاستشهادية) من المسائل الحديثة التى لا تكاد تجد نصاً عليها في كتب الفقهاء المتقدمين، وذلك لأنها من أنماط المقاومة الحديثة التى طرأت بعد ظهور المتفجرات وتقدم تقنيتها.

وهي في الغالب جزء مما يسمى ب "حرب العصابات" التى تقوم بها مجموعات فدائية سريعة الحركة، وقد برزت أهمية مثل هذا اللون من المقاومة في الحرب الأهلية الأمريكية، وفي الحرب العالمية الثانية وما بعدها، وصارت جزءاً من نظام الحروب الذي يدرس في المعاهد والأكاديميات الحربية.

وقد احتاج إليها المسلمون على وجه الخصوص لأسباب عديدة:

أ. منها ماجبلوا عليه من الفدائية والتضحية وحب الاستشهاد، ورخص الحياة عليهم إذا كانت ذليلة، فالموت العزيز لديهم خير من الحياة الذليلة.

لا تسقني ماء الحياة بذلةٍ بل فاسقني بالعز كأس الحنظلِ.

ب. ومنها مايتعرضون له في عدد من بلادهم من سطوة أعدائهم وجراءتهم عليهم نظراً لتخلفهم العلمي والتقني والحضاري، وتفوق أعدائهم في هذا المضمار، فصارت بعض البلاد الإسلامية كلأً مباحاً للمستعمرين والمحتلين، وهذا مانشاهده في أرض فلسطين المباركة، وفي كشمير، وفي أرض الشيشان، ومن قبل في أفغانستان، إضافة إلى الجمهوريات الإسلامية التي كانت تحت سيطرة الاتحاد السوفيتي من قبل.

ج. ومنها ضيق الخيارات لديهم، فإن من عوامل قوة الإنسان أن تعدم الخيارات لديه أو تقل، وبهذا تطيب له الحياة، لأنه لا شيء لديه يخسره، وهذا يمنحه طاقة جديدة.

ولهذا كثر التساؤل عن مثل هذه العمليات التي يسميها بعضهم "بالعمليات الاستشهادية" إيذاناً بمشروعيتها، ويسميها آخرون ب "العمليات الانتحارية" إيذاناً بمنعها أو تقليداً لوسائل الإعلام.

وقد اختلف فيها الفقهاء المجتهدون منعاً أو إذناً بحسب ماظهر لهم من النظر والترجيح.

وبمراجعة الحالات المشابهة في النصوص الشرعية، و الوقائع التاريخية نجد مايمكن الاستئناس به في أمر هذه المسألة:

1. ففي مصنف ابن أبي شيبة عن محمد بن إسحاق (وهو صدوق مدلس) عن عاصم بن محمد بن قتادة قال:
قال معاذ بن عفراء: يا رسول الله، مايضحك الرب من عبده؟ قال: غمسه يده في العدو حاسراً.
قال: فألقى درعاً كانت عليه، فقاتل حتى قتل.

وصححه ابن حزم في المحلى (7/294)
وذكره الطبري في تاريخه (2/33) عن عوف بن الحارث، وهو ابن عفراء، وهكذا في سيرة ابن هشام (3/175).

2. وقد روى ابن حزم في المحلى (نفسه) عن أبي اسحاق السبيعي قال: سمعت رجلاً سأل البراء بن عازب:
أرأيت لو أن رجلاً حمل على الكتيبة، وهم ألف، ألقى بيده إلى التهلكة؟
قال البراء: لا، ولكن التهلكة أن يصيب الرجل الذنب فيلقي بيده، ويقول: لا توبة لي.
قال: ولم ينكر أبو أيوب الأنصاري، ولا أبو موسى الأشعري أن يحمل الرجل وحده على العسكر الجرار، ويثبت حتى يقتل.

3.
وقصة أبي أيوب في القسطنطينية معروفة مشهورة، وفيها أن رجلاً من المسلمين حمل على صف الروم حتى دخل فيهم، فصاح الناس، وقالوا: سبحان الله يلقي بيديه إلى التهلكة؟
فقام أبو أيوب.
فقال: أيها الناس إنكم تتأولون هذه الآية هذا التأويل إنما نزلت فينا معشر الأنصار، لما أعز الله الإسلام وكثر ناصروه فقال بعضنا لبعض سراً، دون رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أموالنا ضاعت وإن الله قد أعز الإسلام وكثر ناصروه فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ماضاع منها فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم الآية… إلى آخر الحديث.

وهو في سنن الترمذي (2898) وقال: حسن صحيح غريب.
ورواه أبو داود (2151).

4.
كما روى أهل السير، وابن المبارك في كتاب الجهاد (1/134) قصة البراء بن مالك وإلقاءه نفسه بين المرتدين من بني حنيفة.

وفي بعض المصادر كالسير (1/196) وغيرها أنه أمر أصحابه أن يحملوه على ترسٍ على أسنة رماحهم، ويلقوه في الحديقة، فاقتحم إليهم، وشد عليهم، وقاتل حتى افتتح باب الحديقة، وجرح يومئذٍ بضعةً وثمانين جرحاً، وأقام عليه خالد بن الوليد يومئذٍ شخصاً يداوي جراحه.

ونحو هذا في ثقات ابن حبان ( 2/175 ) وتاريخ الطبري (2/281) وغيرهما.
وقريب منه قصة البراء رضي الله عنه بتستر.

5. وروى أحمد عن أبي إسحاق، قلت للبراء: الرجل يحمل على المشركين، أهو ممن ألقى بيده إلى التهلكة؟
قال: لا. لأن الله عز وجل بعث رسول الله صلى عليه وسلم فقال: « فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك » إنما ذاك في النفقة.

6. وقد جاء في صحيح مسلم رحمه الله من حديث صهيب الطويل المعروف، قول الغلام الذي عجزوا عن قتله للملك:
إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك
قال: وماهو؟
قال: تجمع الناس في صعيد واحد، وتصلبني على جذع، ثم خذ سهماً من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس، ثم قل: بسم الله رب الغلام، ثم ارمني، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني… الحديث، وفيه أن الملك فعل ما أمره به، فمات الغلام
فقال الناس: آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام.. الحديث.
والحديث في المسند(22805) وغيره
.

فهذا الغلام قد أرشد الملك إلى الطريقة التي يتحقق بها قتله، ثم نفذها الملك، وتحقق بها ما رمى إليه الغلام من المصلحة العظيمة العامة من إيمان الناس كلهم بالله بعدما بلغهم خبره، وما أجرى الله له من الكرامة.

7.
وفي حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله: « الذين يلقون في الصف الأول فلا يلفتون وجوهم حتى يقتلوا، أولئك يتلبطون في الغرف العلى من الجنة، ويضحك إليهم ربك، إن ربك إذا ضحك إلى قومٍ فلا حساب عليهم ».

رواه ابن أبي شيبة (4/569) و الطبراني، وأبو يعلى، وابن المبارك في الجهاد، وأبو نعيم في الحلية، وغيرهم.
وقال المنذري: رواته ثقات.

8. كما روى ابن أبي شيبة عن مدرك بن عوف الأحمسي قال: كنت عند عمر رضي الله عنه فقال... وفيه: يا أمير المؤمنين، ورجل شرى نفسه، فقال مدرك بن عوف: ذاك والله خالي يا أمير المؤمنين، زعم الناس أنه ألقى بيده إلى التهلكة فقال عمر: كذب أولئك، ولكنه ممن اشترى الآخرة بالدنيا.

9. وقال محمد بن الحسن الشيباني في السير (1/163)
أما من حمل على العدو فهو يسعى في إعزاز الدين، ويتعرض للشهادة التي يستفيد بها الحياة الأبدية، فكيف يكون ملقياً نفسه إلى التهلكة؟ ثم قال: لابأس بأن يحمل الرجل وحده، وإن ظن أنه يقتل، إذا كان يرى أنه يصنع شيئاً، فيقتل أو يجرح أويهزم، فقد فعل ذلك جماعة من الصحابة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، ومدحهم على ذلك، وقيل لأبي هريرة : ألم ترى أن سعد بن هشام لما التقى الصفان حمل فقاتل حتى قتل، وألقى بيده إلى التهلكة
فقال: كلا، ولكنه تأوّل آيةً في كتاب الله
{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ } [البقرة: 207]

فأما إن كان يعلم أنه لا ينكي فيهم ، فإنه لا يحلُّ له أن يحملَ عليهم، لأنه لا يحصل بحملته شيء مما يرجع إلى إعزاز الدين، ولكنه يقتل فقط، وقد قال تعالى:
{ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ } [النساء: 29]

فإذا كان لا ينكي لا يكون مفيداً فيما هو المقصود، فلا يسعه الإقدام عليه.

10. وقد ذكر الحافظ ابن حجر في مسألة حمل الواحد على العدد الكثير من العدو أن الجمهور صرحوا بأنه إذا كان لفرط شجاعته، وظنه أنه يرهب العدو بذلك أو يجرئ المسلمين عليهم أو نحو ذلك من المقاصد الصحيحة فهو حسن.

ومتى كان مجرد تهورٍ فممنوع، لا سيما إن ترتب على ذلك وهن المسلمين. ( انظر: سبل السلام 2/473 )

11. وقيده في حاشية الدسوقي (2/208) بأمرين:

أ- أن يكون قصده إعلاء كلمة الله.

ب-وأن يظن تأثيره فيهم.

12. وذكر ابن العربي (1/166) أن الصحيح جواز إقدام الرجل الواحد على الجمع الكثير من الكفار: لأن فيه أربعة وجوه:

الأول: طلب الشهادة.
الثاني: وجود النكاية.
الثالث: تجرئة المسلمين عليهم.
الرابع: ضعف نفوس الأعداء، ليروا أن هذا صنع واحد منهم، فما ظنك بالجميع؟

13. وقال ابن تيمية كما في الأنصاف (4/116): يسن الانغماس في العدو لمصلحة المسلمين، وإلا نهي عنه، وهو من التهلكة.

ويلحظ في غالب هذه النصوص والأخبار أنها في رجل أو رجال انطلقوا من جماعة المسلمين وعسكرهم صوب العدو.

ولكن في بعضها كما في قصة الغلام المؤمن، ما ليس كذلك.

والذى يترجح من مجموعها و الله أعلم أنه يجوز القيام بعملية من هذا النوع المسؤول عنه بشروط تستخرج من كلام الفقهاء ، ومن أهمها:
1) أن يكون ذلك لإعلاء كلمة الله.
2) أن يغلب على الظن، أو يجزم، أن في ذلك نكاية بالعدو، بقتل أو جرح أو هزيمة أوتجريءٍ للمسلمين عليهم أو إضعاف نفوسهم حين يرون أن هذا فعل واحد فكيف بالجماعة.

وهذا التقدير لا يمكن أن يوكل لآحاد الناس وأفرادهم، خصوصاً في مثل أحوال الناس اليوم، بل لابد أن يكون صادراً عن أهل الخبرة والدراية والمعرفة بالأحوال العسكرية والسياسية من أهل الاسلام وحماته وأوليائه.

3) أن يكون هذا ضد كفار أعلنوا الحرب على المسلمين، فإن الكفار أنواع:
منهم المحاربون، ومنهم المسالمون، ومنهم المستأمنون، ومنهم الذميون، ومنهم المعاهدون، وليس الكفر مبيحاً لقتلهم بإطلاق بل ورد في الحديث الصحيح كما في البخاري (2930) عن عبدالله بن عمرو
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما » ورواه النسائي وأحمد وابن ماجه وغيرهم.

والأصل إجراء عقود المسلمين على الصحة وعدم التأويل فيها، وهذا يفضي إلى الفوضى والفساد العريض.

4) أن يكون هذا في بلادهم، أوفي بلادٍ دخلوها وتملكوها وحكموها، وأراد المسلمون مقاومتهم وطردهم منها، فاليهود في فلسطين والروس في الشيشان ممن يمكن تنفيذ هذه العمليات ضدهم بشروطها المذكورة.

5) أن تكون بإذن الأبوين، لأنه إذا اشترط إذن الأبوين في الجهاد بعامته، فإذنهما في هذا من باب أولى، والأظهر أنه إذا استأذن والديه للجهاد فأذنا له، فهذا يكفي، ولا يشترط الإذن الخاص والله أعلم.

ومن يقوم بهذه العمليات وفق الشروط المعتبرة شرعاً فهو بإذن الله شهيد إذا صحت نيته، إنما الأعمال بالنيات، يدعى له ويترحم عليه.

ويجوز الصرف على هذه العمليات من بيت المال، أومن الزكاة لأنها من سبيل الله، أو من غيرها.

أما حد الإثخان فهو خاضع لتقدير أهل الشأن والخبرة كما ذكرنا، بحيث يتحقق العلم، أو يغلب على الظن أنها ستوجع فيهم قتلاً أو جرحاً، أو تحدث فيهم ضرراً بليغاً، أو تنشر فيهم رعباً، أوتحملهم على الرحيل إلى ديارهم، دون أن يكون لها مردود سيء أكثر من ذلك مثل الانتقام من الأبرياء، أو تهديم المدن والقرى، أو الانجرار إلى حرب شاملة لايقوى عليها المسلمون، ولم يستعدوا لها، وما أشبه هذا مما يملك النظر فيه من آتاه الله الفهم وبعد النظر وقوة الإدراك.

والاجتهاد في هذا الباب وارد وهو عرضة للخطأ والصواب، ولكن يتقي المسلمون ربهم ما استطاعوا والله أعلم.

والسلام عليكم ورحمة الله
  #2  
قديم 04-25-2007, 12:33 PM
 
رد: حكم العمليات الاستشهادية.................!!





بارك الله بكم وشكراً على الموضوع والفتوى القيّمة.

من أخوكم في الله فارس السنّة.
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
  #3  
قديم 04-25-2007, 02:25 PM
 
رد: حكم العمليات الاستشهادية.................!!

بارك الله فيك أخى فارس
  #4  
قديم 04-25-2007, 04:14 PM
 
رد: حكم العمليات الاستشهادية.................!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أجوبة سماحة الشيخ : محمد بن صالح العثيمين رحمه الله


قال : رحمه الله في شرح حديث قصة أصحاب الأخدود , محددا الفوائد المستنبطة منه : ( إن الإنسان يجوز أن يغرر بنفسه في مصلحة عامة للمسلمين , فإن هذا الغلام دل الملك على أمر يقتله به ويهلك به نفسه , وهو أن يأخذ سهما من كنانته ....
قال شيخ الإسلام لأن هذا جهاد في سبيل الله , آمنت أمة وهو لم يفتقد شيئا لأنه مات , وسيموت آجلا أو عاجلا ) .

فأما ما يفعله بعض الناس من الإنتحار , بحيث يحمل آلات متفجرة ويتقدم بها إلى الكفار , ثم يفجرها إذا كان بينهم فإن هذا من قتل النفس والعياذ بالله , ومن قتل نفسه فهو خالد مخلد في نار جهنم أبد الأبدين , كما جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام .
لأن هذا قتل نفسه لا في مصلحة الإسلام , لأنه إذا قتل نفسه وقتل عشرة أو مئة أو مئتين , لم ينتفع الإسلام بذلك , فلم يسلم الناس , بخلاف قصة الغلام , وبهذا ربما يتعنت العدو أكثر ويوغر صدره هذا العمل , حتى يفتك بالمسلمين أشد فتك .
كما يوجد من صُنع اليهود مع أهل فلسطين , فإن أهل فلسطين إذا مات الواحد منهم بهذه المتفجرات وقتل ستة أو سبعة أخذوا من جراء ذلك ستين نفرا أو أكثر , فلم يحصل في ذلك نفع للمسلمين , ولا انتفاع للذين فُجرت المتفجرات في صفوفهم .
ولهذا نرى أن ما يفعله بعض الناس من هذا الإنتحار , نرى أنه قتل للنفس بغير حق , وأنه موجب لدخول النار والعياذ بالله , وأن صاحبه ليس بشهيد , لكن إذا فعل الإنسان هذا متأولا ظانا أنه جائز , فإننا نرجو أن يسلم من الإثم , وأما أن تكتب له الشهادة فلا ؛ لأنه لم يسلك طريق الشهادة , ومن اجتهد وأخطأ فله أجر .


***********************

سؤال : ما الحكم الشرعي فيمن يضع المتفجرات في جسده , ويفجر نفسه بين جموع الكفار نكاية بهم ؟ وهل يصح الإستدلال بقصة الغلام الذي أمر الملك بقتله ؟

الجواب : الذي يجعل المتفجرات في جسمه من أجل أن يضع نفسه في مجتمع من مجتمعات العدو قاتل لنفسه , وسيعذب بما قتل به نفسه في نار جهنم , خالدا فيها مخلدا , كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن قتل نفسه بشيء يعذب به في نار جهنم .
وعجبا من هؤلاء الذين يقومون بمثل هذه العمليات , وهم يقرؤون قول الله تعالى ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ) النساء 29 ثم يفعلوا ذلك , هل يحصدون شيئا ؟ هل ينهزم العدو ؟ أم يزداد العدو شدة على هؤلاء الذين يقومون بهذه التفجيرات كما هو مشاهد الآن في دولة اليهود , حيث لم يزدادوا بمثل هذه الأفعال إلا تمسكا بعنجهيتهم , بل إنا نجد أن الدولة اليهودية في الإستفتاء الأخير نجح فيها ( اليمينيون ) الذين يريدون القضاء على العرب .
ولكن من فعل هذا مجتهدا ظانا أنه قربة إلى الله عز وجل فنسأل الله تعالى ألا يؤاخذه لأنه متأول جاهل .
وأما الإستدلال بقصة الغلام , فقصة الغلام حصل فيها دخول في الإسلام , لا نكاية في العدو , ولذلك لما جمع الملك الناس وأخذ سهما من كنانة الغلام وقال : باسم الله رب الغلام , صاح الناس كلهم : الرب رب الغلام , فحصل فيه إسلام أمة عظيمة , فلو حصل مثل هذه القصة لقلنا إن هناك مجالا للإستدلال , وأن النبي صلى الله عليه وسلم قصها علينا لنعتبر بها , لكن هؤلاء الذين يرون تفجير أنفسهم إذا قتلوا عشرة أو مائة من العدو فإن العدو لا يزداد إلا حنقا عليهم وتمسكا بما هم عليه .

"المصدر: فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة"

هل الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة يوم كانوا في مكة، هل كانوا يُقتلُون في الكفار؟
أبداً. بل كانوا منهيينَ عن ذلك.
هل كانوا يخربون أموال الكفار وهم في مكة؟؟ أبداً كانوا منهيين عن ذلك.
مأمور بالدعوة والبلاغ فقط. أما الألزام والقتال هذا أنما كان في المدينة. لما صار للأسلام دولة. انتهى كلامه حفظه الله تعالى.

هذا أمرٌ لايجوز إنما المشروع مع الكفار الجهاد في سبيل الله ومقابلتهم في المعارك
إذا كان عند المسلمين إستطاعة يجهزون الجيوش ويغزون الكفار ويقاتلونهم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم أما التخريب والأغتيالات، فهذا يجر على المسلمين شراً، الرسول صلى الله عليه وسلم يوم كان في مكه قبل الهجرة كان مأموراً بكف اليد، ( ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتو الزكاة) مأموراً بكف اليد، عن قتال الكفار، لأنه ماعندهم إستطاعة لقتال الكفار، ولو قتلوا احداً من الكفار ،
لقتلهم الكفار عن آخرهم، واستئصلوهم عن آخرهم، لأنهم أقوى منهم، وهم تحت وطأتهم وشكوتهم. فالأغتيال يسبب قتل المسلمين الموجودين في البلد مثل ماتشاهدون الآن وتسمعون، هذا ليس من أمور الدعوة، ولاهو من الجهاد في سبيل الله ،هذا يجر على المسلمين شراً، كذلك التخريب والتفجيرات، هذه تجر على المسلمين شراً كما هو حاصل، فلما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان عنده جيش وعنده أنصار حينئذ أُمرَ بالجهاد، أُمرَ بجهاد الكفار.

"من شريط أسئلة مهمة في الدعوة. تسجيلات منهاج السنة"

والاجتهاد في هذا الباب وارد وهو عرضة للخطأ والصواب، ولكن يتقي المسلمون ربهم ما استطاعوا والله أعلم.

والسلام عليكم ورحمة الله




  #5  
قديم 04-25-2007, 04:28 PM
 
رد: حكم العمليات الاستشهادية.................!!

بارك الله فيكى أختى الوردة الجورية وسدد خطاكى
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تشاجر جراحان في صربيا فتركا المريض في غرفة العمليات وخرجا script أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 09-03-2007 02:12 AM
فرقة العمليات القذرة الامريكية المختصة لتشويه صورة المجاهدين algdz أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 03-02-2007 12:59 AM
لماذا يلبس الطبيب اللون الاخضر وليس الاحمر عند إجراء العمليات الجراحية ؟؟؟ نبيل المجهول صحة و صيدلة 5 01-20-2007 09:08 PM
عاشق...في غرفة العمليات beauty rose أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 07-14-2006 08:44 AM


الساعة الآن 02:18 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011