05-13-2007, 09:14 AM
|
|
رد: تعالوا نؤمن ساعة | | | | الزهد والورع كان رسولنا صلى الله عليه وسلم ، دائماً ما يُزهد أصحابه رضوان الله عليهم في الدنيا ويُعلقهم بالآخرة ، وكانوا دوماً رضوان الله عليهم يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الآخرة وكل ما يُقرب إلى الله من قول وعمل ، تاركين الدُنيا وملذاتها وشهواتها وراء ظهورهم . ومما جاء في السُنة النبوية المُطهرة عن الزهد في الدنيا هذهِ الأحاديث الطيبة : 1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس »
[رواه ابن ماجه وصححه الألباني].
2- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ))
[رواه البخاري]. وزاد الترمذي في روايته : (( وعدّ نفسك من أصحاب القبور ))
3- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ))
[رواه مسلم].
4- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليمّ ، فلينظر بم يرجع )) [رواه مسلم].
5- و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مالي وللدنيا ، إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قال أي نام في ظل شجرة ، في يوم صائف ، ثم راح وتركها ))
[رواه الترمذي وأحمد وهو صحيح].
6- و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لوكانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة، ما سقى كافرا منها شربة ماء )) [رواه الترمذي وصححه الألباني].
7- و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا، ولا يزدادون من الله إلا بعدا ))
[رواه الحاكم وحسنه الألباني].
وهاهي عائشة أم المؤمنين – رضى الله عنها – تصف ذلك الزُهد في الصحيح وتقول : (( ما أكل آل محمد صلى الله عليه وسلم أكلتين في يوم إلا إحداهما تمر )).
و عنها - رضى الله عنها - قالت: ((كان يأتي علينا الشهر ما نوقد فيه نارًا, إنما هو التمر والماء, إلا أن نؤتى باللُحم )) .
وفي الصحيح أيضًا عن عمر رضي الله عنه قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو مضطجع على رمال حصير ليس بينه وبينه فراش, قد أثر الرمال في جنبه, متكئًا على وسادة من أدم حشوها ليف, فرفعت بصري في بيته, فوالله ما رأيت فيه شيئًا يرد البصر غير أهبة ثلاثة, فقلت: يا رسول الله, ادع الله فليوسع على أمتك, فإن فارس والروم قد وسع عليهم وهم لا يعبدون الله, فقال: ((أو في هذا أنت يابن الخطاب؟! إن أولئك قوم عجلوا طيباتهم في الحياة الدنيا سئل شيخ الاسلام رحمه الله تعالى عن رجل تفقه وعلم ما أمر الله به وما نهى عنه ثم تزهد وترك الدنيا والمال والأهل والأولاد خائفا من كسب الحرام والشبهات وبعث الآخرة وطلب رضا الله ورسوله وساح في أرض الله والبلدان فهل يجوز له أن يقطع الرحم ويسيح كما ذكر أم لا ؟ فأجاب الحمد لله وحده الزهد المشروع هو ترك كل شيء لا ينفع في الدار الآخرة وثقة القلب بما عند الله كما في الحديث الذي في الترمذي ليس الزهد في الدنيا بتحريم الحلال ولا إضاعة المال ولكن الزهد أن تكون بما في يد الله أوثق بما في يدك وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أصبت أرغب منك فيها لو أنها بقيت لك لأن الله تعالى يقول لكي ( لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ) فهذا صفة القلب .
قال ابن قدامة المقدسي - رحمه الله تعالى – في مختصر منهاج القاصدين : اعلم: أن حب الدنيا رأس كل خطيئة، وبغضها أسباب كل طاعة ، والزهد فيها رأس المنجيات. ومقاطعتها إما أن تكون بانزوائها عن العبد ويسمى ذلك ( فقراً )، وإما بانزواء العبد عنها، ويسمى ذلك ( زهداً ) .
وفي كِتاب سيرة الإمام أحمد بن حنبل لأبي الفضل صالح بن أحمد بن حنبل ، أن رجلاً سئل الإمام أحمد ما الزهد ؟ فقال : قصر الأمل .
وفي وفيات الأعيان ، جاء رجل إلى حاتم الأصم ، فقال : يا أبا عبد الرحمن أي شيء رأس الزهد ، ووسط الزهد ، وآخر الزهد ؟ فقال حاتم : رأس الزهد الثقة بالله ، ووسطه الصبر ، وآخره الإخلاص .
ذكر الإمام أحمد في كتابه الزهد . دخل عمر على ابنه عبد الله – رضى الله عنهما – وإنَّ عنده لحماً . فقال : ما هذا اللحم ؟ قال : اشتهيتهُ . قال : وكلما اشتهيت شيئاً أكلته ؟ كفى بالمرءِ سَرَفاً أن يأكل كل ما اشتهاه .
وذكر في كتاب مختصر منهاج القاصدين ، أنه دخل رجل على أبي ذر رضى الله عنه ، فجعل يُقلب بصره في بيته ، فقال : يا أبا ذر ! ما أرى في بيتك متاعاً ولا أثاثاً . فقال : إن لنا بيوتاً نوجَّه إليه صالح متاعنا . فقال : إنه لا بد لك من متاع ما دمت هُهنا . فقال : إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه .
وذكر أبن خلكان في وفيات الأعيان ، أن أبي بكر الصديق – رضى الله عنه – قال يوماً لابنته عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها : انظري يا بُنية ما زاد في مال أبي بكر منذ وُليت هذا الأمر – أي الخلافة – فرُديه على المسلمين . فنظرت ؛ فإذا بَكرٌ وقطيفة لا تساوي خمس دراهم ومجشة ، فلما جاء بذلك الرسول إلى عمر ؛ قال عمر : رحم الله أبا بكرٍ لقد كلَّف من بعده تعباً .
وذكر بن كثير في تاريخه : أن بشر الحافي كان يأكل الخبز وحده . فقيل له: أما لك أدم ؟ فقال: بلى ، أذكر العافية فأجعلها أدماً !
ومن كلامه رحمه الله تعالى : من أحب الدنيا فليتهيأ للذل
قال الشيخ بن القيم رحمه الله تعالى ، في كتابة الفوائد : الزهد أقسام زهد في الحرام وهو فرض عين وزهد في الشبهات وهو بحسب مراتب الشبهة فان قويت التحقت بالواجب وان ضعفت كان مستحبا وزهد فى الفضول وزهد فيما لا يعنى من الكلام والنظر والسؤال واللقاء وغيره وزهد فى الناس وزهد فى النفس بحيث تهون عليه نفسه فى الله وزهد جامع لذلك كله وهو الزهد فيما سوى الله وفى كل ما شغلك عنه وافضل الزهد إخفاء الزهد وأصعبه الزهد فى الحظوظ والفرق بينه وبين الورع أن الزهد ترك مالا ينفع فى الآخرة والورع ترك ما يخشى ضررة في الآخرة والقلب المعلق بالشهوات لا يصح له زهد ولا ورع | | | | |
__________________ قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى : عليك بطريق الحق و لا تستوحش لقلة السالكين و إياك و طريق الباطل و لا تغتر بكثرة الهالكين .... |