|
نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
أخطاؤنا تحت مجهر الرقابة العليا وطبيعة الإنسان كل إنسان أن لا يرى أخطاءه بل يرى أخطاء الآخرين ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( عجباً للمؤمن يرى القذى في عين أخيه ولا يرى الجذع في عينه ) فمن هذا المنطلق يجب أن نقف فنراجع حساباتنا ونصحح أخطائنا لأننا بحق نريد إصلاح مجتمعنا وأفرادنا أمّا من يقف عند فكرة معينة فيتحجر عقله عندها سواء كانت في مشروع دعوي أو سياسي أو فكري أو اقتصادي ولا يقبل مراجعة حساباته فهذا محكوم عليه بالفشل مسبقاً إذ أن هناك ظروف ومتغيرات دائمة و من هنا نرى أنّ.. _تصحيح الخطأ هو واجب شرعي لمن أراد مرضات الله وأراد بحق إصلاح الأمة وأراد الخير لها _ يجب أن لا ننتظر أن يشخص لنا الآخرون أخطائنا فربما يشخصون أخطائنا بشكل غير صحيح ويعطون علاج غير نافع أما إذا قمنا بهذا العمل بأنفسنا فإننا نعلم أين يكمن الخطأ فنتجنبه . _ قضية إصلاح الخطأ هو أمر ملازم في سير الدعوة الإصلاحية ونحن هنا نريد أن نضع أبرز الأخطاء تحت مجهر الكتاب والسنة ونأخذ علاج لها لعلّ الله سبحانه أن ينفعنا ويرفعنا ويغير ما بنا من حال . 1- قلت الإنصاف وعدم العدل منّا نحوى الآخر أياً كان هذا الآخر سواء كان عاملاً في الساحة أو مخالفاً لنا أو عدواً أو على الحياد ، قلت الإنصاف وعدم العدل مرض فتاك وداء وبيل أصابنا في مقاتلنا وأخر آثار جهدنا وضيع سنوات من عمر العاملين على غير هدى وربنا سبحانه وتعالى في هذه النقطة تحديداً لا يمكن أن يجامل أحداً يقول سبحانه : ( ولا يجرمنكم شنآن قومٍ على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ) ويقول أيضاً : ( فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا ) , ولو نظرنا إلى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم لرأينا جلياً عدله في حكمه مع أنصاره ومخالفيه لقد إرتكب حاطب بن أبي بلتعة الخيانة العظمة يوم فتح مكة بمراسلته المشركين لكن رسول الله يقول لعمر بن الخطاب عندما أراد أن يضرب عنقه : ( إنه شهد بدراً و ما يدريك لعل الله إطلع على أهل بدر فقال إفعلوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) أمام السيئة العظيمة إستحضر الحسنة العظيمة ،و كان دعاء النبي صلى الله عليه و سلم : ( اللهم إني أسألك كلمة الحق في الغضب و الرضى ) ، وإذا نظرنا لواقعنا لرأينا كيف أننا نجرح بعضنا البعض حتى مع إخواننا في الدعوة وهذا خطأ بارز خطير وقعت فيه أمتنا ، يقول شيخ الإسلام رحمه الله : ( كن كالنحلة لا تحط إلا على الأزهار ولا يجنى منها إلا الرحيق ولا تكن كالذبابة لا تقع إلا على الأذى ولا يجنى منها إلا الأذى ) . 2- عدم مراجعة الأخطاء والاستفادة من التجارب ، مثال على هذا معركة أحد عندما ظنّ الصحابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات كيف أنهم قد أسقط في أيديهم وخسروا المعركة فعاتبهم الله بقوله : ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ..) أمّا كيف استفادوا من هذا الخطأ فهو في تصحيح النية أولاً وثانياً استفادوا من هذا الخطأ عندما مات الرسول واسقط في أيديهم مرة أخرى لكنهم تذكروا هذه الآية فعادوا إلى رشدهم وصوابهم ، هذا ما نحتاجه في وقته هذا فإلى متى سنبقى نلدغ من نفس الجحر عدة مرات . 3- إعطاء المسائل أكبر من حجمها يقول الله تعالى: ( قد جعل الله لكل شيء قدرا ) ويقول أيضاً: ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) ، فتضخيم جانب الجهاد على حساب قضية الإصلاح أمرٌ و قع فيه الكثير من شبابنا مع نسيان أن ما أصاب أمتنا هو من ذنوبها و أخطائها فتشكلت جماعات أساءت للأمة إبتداءاً و كانت ذريعة للعدو في ضرب الأمة ثانياً لقد ضخمت قضية أفغانستان حتى ذهب الآلاف من الشباب فقتلوا على أراضيها و جاءنا كرازاي العميل رقم واحد بمؤامرة غربية عربية عبرية أسهمت فيها بعض دول الخليج جهاراً نهاراً ، لقد ذبح الجيل القادر على الإصلاح و التغير بمذابح مهيئة مسبقاً في البوسنة و في العراق أخيراً و قد أعدت لهم السجون و المعتقلات مسبقاًو سلموا هناك بالمجان ، نحن لا نقصد إلغاء الجهاد و هو فريضة الوقت و لكن هناك مشروع للجهاد يجب أن نتعلمه بتناغمه و تكامله و توزع أدواره ، و هناك فئة إلتفت إلى جانب التربية فجعلته مقدماً على العلم و التعلم و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و المقاومة بشروطها المضبوطة ، إنه التضخيم و إعطاء المسائل أكبر من حجمها 4- فرار الكثير من الشيب والشباب من ساحة العمل تحت مبررين: أ- قسم يقول أنا أفر من ساحة العمل خوفاً من الفتنة والأذى ، و الله سبحانه و تعالى يقول : ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لمّا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء و الضراء و زلزلوا حتى يقول الرسول و من معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ) ، و هل رأيت دعوة بلا أذى و هل رسالة بلا محنة و هل رأيت طريقاً إلى الجنة ليس محفوفاً بالمكاره . ب- قسم يفر من العمل بسبب ذنوبه ومعاصيه ، و الله سبحانه و تعالى يقول : ( لولا فضل الله عليكم و رحمته ما زكى منكم من أحدٍ أبدا ) فمن منا بغير ذنب . وطبعاً هذان القسمان على خطأ كبير وحججهم واهية وخاطئة . 5- عدم احترام التخصص ، والتخصص أمر مطلوب في وقتنا هذا تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم في دعوته حيث كان يفرد لكل مسألة من هو عليمٌ بها فأقرأ الصحابة أبي بن كعب وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ وللقضاء علي وفي الحروب خالد بن الوليد ، أمّا نحن فالكل يصلح للقيادة والكل يصلح للسياسة والكل يصلح للفتوى وهذه طامة كبرى . 6- التقصير في تكثير سواد العاملين في ساحة العمل ،إنه تكثير يحبه الله و رسوله ألم تسمع بمقولة رسول الله لأبي دجانة يوم كان يمش بتبختر أمام المشركين يوم أحد حين قال له : ( إنها لمشية يبغضها الله إلا في هذا الموقف ) فمتى ما سمعت بعمل خيري أو محاضرة أو دعوة فواجب عليك المشاركة والحضور ولو بالجلوس والاستماع و هذا ابن القيم يقول : ( إن هذا الدين مبنيٌ على مرا غمة أهل الباطل ) ، فيا للأسف أهل الباطل يتزاحمون في حضور مباريات وحفلات خليعة ومسرحيات سخيفة ولا نجد هذا التزاحم بأعمال ترضي الله وتساهم في رفع مستوى أمتنا . 7- عدم مدّ الجسور مع كثير من طبقات الناس ، فيجب علينا أن نتواصل في دعوتنا مع الجميع نساء و رجال كبار وصغار عمال وفلاحين فساق و عصاه و نتألف قلوبهم بشتى الوسائل فرسول الله لم يدع أحداً من المشركين إلا دعاه من سادة قريش إلى الشباب و العبيد فإن الرسل كلهم إنما بعثوا إلى الكفار و العصاة و المجرمين إبتداءاً . 8_التأثر بكثرة أهل الباطل وقوتهم و قلة أهل الحق و ضعفهم،يقول الإمام ابن القيم : (لا يغرنك كثرة السائرين في طريق الباطل فحسبهم أنهم على باطل ومآلهم إلى النار ولا يحزنك قلة السالكين في طريق الحق فحسبهم أنهم على حق و مآلهم إلى الجنة ) و لقد بدأت دعوة النبي في دار الرقم بعدد قليل من الصحابة . 9 _النظرة الإقليمية في دعوتنا فيجب في الدعوة إلى الله أن تكون نظرتنا شمولية و واسعة الأفق حتى تناسب كل زمان و مكان من هذا العالم ، فليس كل مشاكل العالم هي نفس مشاكل بلدنا فلكل بيئة خطاب معين ينفعها و أولويات العمل ليست واحدة للجميع . 10 _ انصراف الناس إلى الدنيا على حساب الدين نرقع دنيانا بتمزيق ديننا فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع ليست المشكلة في الانصراف إلى أمور الحياة و المعيشة و السعي في الرزق المشكلة أن يكون هذا على حساب الدين فالدين هو الأساس و سعينا في الدنيا يجب أن يكون لأجل الدين حتى نكون سعداء في الدنيا و الآخرة معاً
__________________ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {...فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ}(الرعد : 17) |
#2
| ||
| ||
رد: أخطاؤنا تحت مجهر الرقابة العليا بارك الله بكم وشكراً على الموضوع والتذكير القيّم. من أخوكم في الله فارس السنّة.
__________________ يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله) في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض (( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ )) الزمر : 36 ألا أن سلعة الله غالية .. ألا ان سلعة الله الجنة !! |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |