|
نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
التحذير من شهوات الفكر المهلكة!! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقلت لكم هذا الموضوع الاسلامي وهو مهم جدا وموثق...وفيه من الفائدة ما يرضيكم واتمنى من الله ان تتابعوه للنهاية.. وان تقرؤوه بتمعن وتفكر..وتدبر في ايات القرآن.. وبهدوء وبدون ملل.. عسى الله ان تستفيدوا منه ان شاء الله وانا ساحاول ان اضع جزء جزء حتى لا تتعبوا في القراءة ويسهل عليكم قرائة الموضوع بالكامل ** التحذير من شهوات الفكر المهلكة علي بن عمر النهدي الخميس11 رمضان1432هـ الحمد لله الذي {يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} [الرعد : 27] والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد التواب وعلى كل من زجر النفس عن غيها وثاب. أما بعد : قال الحسن البصري رحمه الله : والله ما جالس القرآن أحدٌ إلا قام من عنده بزيادة أو نقصان قال الله: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء : 82]. انتهى. وصدق رحمه الله، ومصداق قوله مسطور في الكتاب, في قوله تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ والذين لاَ يُؤْمِنُونَ في آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى}. [فصلت:44] ، وقوله جل وعز: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِين}. [يونس:57]. فبيّن جل وعلا أن القرآن هدى وشفاء لصنف، وعمى وخسارة لصنف آخر, فخصَّ جلَّ في علاه المؤمنين بالانتفاع بهذا الكتاب العظيم, ونصَّ على أن الذين لا يؤمنون به يزيدهم خسارة وهو عليهم عمى, والإيمان وعدمه هنا ليس هو مطلق الإيمان, الذي يتصف به كل من انتسب إلى الإسلام, بل هو إيمان حقيقي من جنس إيمان المتقين، كما صرَّح بذلك ربنا عز وجل في أول سورة البقرة فقال تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة : 2]. ثم بيَّن جلَّ وعزَّ صفتهم بقوله: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} [البقرة : 3 ، 4]. فهذا هو الإيمان المشروط للانتفاع بالقرآن, وهو قول وعمل, ففيه التصديق والإقرار بالغيب وأمور الآخرة, والعمل متمثلًا في الإنفاق وإقامة الصلاة, وهما لا يقعان من مؤمن إلا بنية وإرادة، منشأهما المحبة، وهي أصل عمل القلب. -- تتمة.. |
#2
| ||
| ||
وأما من آمن إيمانًا مجملًا كالذي يولد بين أبوين مسلمين، ولم يتعرف على حقائق الإيمان, أو يكون حديث عهد بالإسلام، ولَمَّا يحقق الإيمان المشروط للانتفاع بالقرآن, فأمثال هؤلاء لو شُكِّكوا لشكُّوا؛ لعدم وجود ما يدرأ الريب عنهم, من علم القلب ومعرفته ومحبته ويقينه بدينه, فهؤلاء إن عوفوا من المحنة وماتوا دخلوا الجنة, وإن ابتلوا بمن يُورِد عليهم شبهات توجب ريبهم, فإن لم يُنعم الله عليهم بما يزيل الريب, وإلا صاروا مرتابين، وانتقلوا إلى نوع من النفاق دون أن يعلموا, فليحذر المسلم من السير خلف شهواته الفكرية, وإطلاق العنان لعقله الضعيف, ليبحر فيما ليس له به علم, متتبعًا الشبهات والمتشابهات مما يحسبه دلائل عقلية, وحقائق قطعية, وما هي إلا سراب يحسبه الظمآن ماء, وهو خلي عما يعصمه منها. -- تتمة.. |
#3
| ||
| ||
فهذا الصنف بعيد كل البعد عن الانتفاع بالهدي القرآني, والنور الرباني؛ لخلوه من الإيمان المعين على فهم القرآن، والازدياد به إيمانًا على إيمانه, ولذلك كان الصحابة رضي الله عنهم يتعلمون الإيمان قبل تعلم القرآن، ولهذا ثبت الإيمان في قلوبهم، فرضي الله عنهم ورضوا عنه, فعَنْ جُنْدُبٍ البجلي رضي الله عنه قَالَ: ((كُنَّا مَعَ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِتْيَانًا حَزَاوِرَةَ فَتَعَلَّمْنَا الإِيمَانَ قَبْلَ أَنْ نَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ فَنَزْدَادُ بِهِ إِيمَانًا، فَإِنَّكُمُ الْيَوْمَ تَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ قَبْلَ الإِيمَانِ)).[أخرجه ابن ماجه في سننه والطبراني في الكبير بسند صحيح] تابعونا.. |
#4
| ||
| ||
فالمقصود بتعلم الإيمان: أي اليقين بما جاء عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم, والاعتصام بذلك, والقطع بأنه الحق الذي لا يأتيه الباطل أبدًا, وعدم معارضة هذا الأصل بغيره كائنًا ما كان, والجزم بأن علوم الأولين والآخرين العقلية النافعة لا يمكن أن تغادر القرآن طرفة عين أو أقل من ذلك, فإذا تحقق ذلك, يصبح المؤمن مهيأً لتعلم القرآن، وفهم ما فيه من معان تحيا بها القلوب السليمة، التي ليس بينها وبين الحق سوى إدراكه. وهذا اليقين لا يمكن تحصيله إلا بتحصيل أسبابه, مثل سؤال الله تعالى الهداية الخاصة, ومباشرة أهل الإيمان والاقتداء بهم في الأقوال والأعمال, ثم حفظ العقل وجعله في حرز عن مصادر التلقي الفاسدة, فأعظم الخلل ينشأ - وهذا من أصول الضلال – من الاعتداد بالنفس, والتغرير بالعقل في قراءات مفسدة لفطرته السليمة, وللعقل شهواته فينغمس فيها حتى تنتكس الفطرة، وتتبدل اليقينيات عند المرء, فإذا اعتقد ما ليس بيقين على أنه يقين قطعي وهو مظنون, حينئذ تكثر الإشكالات بين هذا اليقين المظنون مع اليقين الحقيقي, فيسلُّ الشيطان سكين الشبهات والمتشابهات؛ لذبح اليقين الحقيقي عند هذا المسكين وتلك المسكينة الغرقاء في شهواتهم العقلية, المغلفة بأسماء شيطانية, كحرية الفكر, أو الانفتاح على الثقافات, أوالجراءة في النقد. فهنا يأتي دور الإيمان الصادق, فمن كان ضعيف الإيمان أو حديث الإسلام, فلن يصمد أمام شهوة عقله, ولا أمام حيل الشيطان وألاعيبه الماكرة, وأما من تعلم الإيمان وتيقن بدين الإسلام, وعافاه الله من شهوات العقول في تتبع الشبهات والمتشابهات، فهذا الجدير بالنجاة من هذه المهالك. ولهذا شدَّد السلف الصالح على ترك الأهواء ومجادلة أهلها؛ لعلمهم بأن هذه الأهواء بحار لا سواحل لها, فنهوا رحمهم الله, عن تتبع المتشابهات, ونهوا عن إجابة أصحاب الشبهات ومناظرتهم, فكانوا يردون الباطل بالحق فيدمغه فإذا هو زاهق, دون الاسترسال في تفنيد الشبهات وتقصي الرد عليها؛ لئلا يكون ذلك وسيلة لنشرها وبثها بين الناس, فما أعقلهم رحمهم الله, فقد علموا بأن العقول تتفاوت والأفهام لا تتساوى, فربما أجابوا عن شبهة بإيقاظ أخرى, أو قاموا بدحضها عن إنسان دون إنسان, فوقفوا عند الأصل القرآني برد الشبهات والمتشابهات بالمحكمات, واستدلوا على من ينازع فيها ويجادل بأنه زائغ أو شاك, ولا دواء لهما إلا لطف الله تعالى بهما, فالهوى ليس له دواء. عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، قَالَ: (إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ بَحَثُوا، وَنَقَّرُوا حَتَّى تَاهُوا). ويقول الإمام مالك بن أنس رحمه الله : (يُلَبِّسُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ يَطْلُبُونَ مَنْ يُعَرِّفُهُمْ). وقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: (مِنَ الْمَسَائِلِ مَسَائِلُ لَا يَجُوزُ لِلسَّائِلِ أَنْ يَسْأَلَ عَنْهَا، وَلَا لِلْمَسْئُولِ أَنْ يُجِيبَ فِيهَا) وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: (لَوْ أَدْرَكَ هَؤُلَاءِ الْأَرَائِيُّونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَنَزَلَ الْقُرْآنُ كُلُّهُ يَسْأَلُونَكَ يَسْأَلُونَكَ). عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: (مَا رَأَيْتُ قَوْمًا كَانُوا خَيْرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا سَأَلُوهُ إِلَّا عَنْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ مَسْأَلَةً، حَتَّى قُبِضَ ... مَا كَانُوا يَسْأَلُونَ إِلَّا عَمَّا يَنْفَعُهُمْ). نقل هذه الآثار الذهبية ابن بطة رحمه الله ثم قال : (فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، وَانْتَهُوا عَنِ السُّؤَالِ، وَالتَّنْقِيرِ، وَالْبَحْثِ عَمَّا يُشَكِّكُ الْيَقِينَ، وَلَيْسَ هُوَ مِنْ فَرَائِضِ الدِّينِ، وَلَا مِنْ شَرِيعَةِ الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَقْتَدُوا بِالزَّائِغِينَ، وَلَا تَثِقْ نُفُوسُكُمْ إِلَى اسْتِمَاعِ كَلَامِ الْمُتَنَطِّعِينَ الَّذِينَ اتَّهَمُوا أَئِمَّةَ الْمُسْلِمِينَ، وَرُدُّوا مَا جَاءُوا بِهِ عَنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَحَكَّمُوا آرَاءَهُمْ، وَأَهْوَاءَهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ وَدَعَوُا النَّاسَ إِلَى مَا اسْتَحْسَنُوهُ دُونَ كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). انتهى [الإبانة الكبرى - بابُ تَرْكِ السُّؤَالِ عَمَّا لَا يُغْنِي وَالْبَحْثِ وَالتَّنْقِيرِ عَمَّا لَا يَضُرُّ جَهْلُهُ وَالتَّحْذِيرِ مِنْ قَوْمٍ يَتَعَمَّقُونَ فِي الْمَسَائِلِ وَيَتَعَمَّدُونَ إِدْخَالَ الشُّكُوكِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ] -- تتمة.. |
#5
| ||
| ||
يااااااااااااه ....!!! ... يعطيك العافيه خيتو شكراااا
__________________ {لا تستوحشو طريق الحق لقله سالكيه} |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نوبات السعال المهلكة | حقيقة لا خيال | مواضيع عامة | 0 | 01-24-2011 12:57 PM |
فكر القوة وقوة الفكر - صراع الفكر والسلطة | محمد خطاب سويدان | مواضيع عامة | 0 | 01-10-2010 12:45 PM |
الآفة المهلكة | أم يارا | نور الإسلام - | 6 | 11-14-2008 07:47 PM |