وتلاشت خلف ستائر الذكرى
سمعت من الكثيرين أن حلمي هو أمتداد للواقع
لكن هل يمكنه أن يجسد كل مشاعري
هل يمكنه أن يذكرني بما نسيت
هل يمكن أن أكتشف فيه حل أحجية عجزت عنها بواقعي
عض على شفته السفلى ليمسك ببعض الكلمات القاتلة التي كادت تخنقه تبسم بحزن وهو يقول سأذهب وحدي لكن أتمنى أن أراك عندما أعود لا تتهوري فل كلن منا حدود يجب أن لا يتعداها وأيضاً لا تبحثي في الماضي كثيرا هنالك أمور يجب أن تبقى وتدفن فيه لأنها أن ظهرت ستدفن الباحث عنها أولاً
مسح على رأسها وهو يبتسم: تصبحين على خير أميرتي
ها قد بدأت السماء بالشجار مع الرياح لتدفع الغيوم الثمن وتبدأ بالبكاء كان بداية بكائها بضعه قطرات
رفع رأسه لها والألم يعتصر قلبه متسائلا بحيرة:.. هل سيعيد الماضي نفسه صدقا لا أريد لساندرا أن تشعر بما أشعر به.. عاود النظر للأرض قائلا بتململ لم أعتقد يوما أني سأصبح مجنونا أكلم نفسي
بدأ المشي بهدوء لا يعلم لما تملكته رغبه بالبكاء أو الصراخ لكنه لا يستطيع منذ صغره وهو لا يستطيع أمه وأباه سيحزنان لو رأياه يبكي عليه دائماً أن يبتسم لهما كي لا يزعجهما ولارا تستمد قوتها منه مشكلته أنه جعلهم يعتادون على ابتسامته لذالك أن أنزعج قليلاً سيشعرون به حقاً.. كتم كل شيء بقلبه ولم يجعل أي دمعة تفر من عينيه لكن إلى متى سيصمد كانت تلك أفكاره وهو يمشي بالأزقة لكي يكون بعيداً عن الناس رأى حجر صغير فركله بقوة كأنه يريد تحطيمه إلى أجزاء ليفرغ غضبه
رأى البرق قد أنار الطرقات لثوان ثم جلجل هزيم الرعد بالمكان ليسمع صراخ بعض الفتيات والأطفال الخائفين تبسم لا إرادياً فقد أصبحت الابتسامة بمثابة البكاء لديه عاودت له ذكريات عن يوم فظيع قد عاشه
( كايتو عزيزي أعتني بـ لارا فهي تحبك كثيراً أنت بمثابة أخاها الآن
أجاب ذالك الصغير ذو الثانية عشر بضجر : عمي هي معي منذ أن كنت صغيراً فأمي هي من ربتها بسبب موت والدتها لذالك من الطبيعي أن أكون أخاها
شعر بيد باردة قد لامست رقبته لتجعله يشعر بالقشعريرة بكل أجزاء جسده صرخ بغضب : سايتو كف عن تصرفاتك الغبية
ضحك سايتو بصخب : تبدو بغاية الجمال وأنت غاضب لكن عليك أن تفهم أن أخ لارا الأكبر هو أنا أنت أخاها الصغير أو يكفي أن تكون أبن عمها
صرخ كايتو بابن عمه: أكرهك سايتو أكرهك جداً
أجابه سايتو بلطف غير معهود: لا تقل هذا أريد أن أودعك اليوم ولا أريدك أن تكون غاضباً مني
كايتو بسخرية: أتهزئ بي أعلم عندما أسامحك ستستغل الفرصة وتزعجني من جديد
سايتو بلطف مبالغ فيه: لا أطمئن لأني من الآن وصاعدا سأذهب مع أبي للعمل بالبنك الدولي
كايتو ببراءة: بت أكرهك أكثر أفضلك وأنت شرير
ضحك سايتو بمرح ثم نادى لارا ليودعها
انتابت كايتو نوبة خوف غريبة دائما يسافر سايتو إلى أماكن جما فهو مهووس بالسفر والآثار لكن هذه المرة مختلفة حقاً أراد أن يمنعه من الذهاب لكن ماذا سيقول له
لارا بطفولة: أشتري لي معك ببغاء
تكلم سايتو محاولاً ابتزاز كايتو: لديك واحد كبير لا حاجة لك بغيره
لارا بانزعاج : لا يوجد لدي
ـ بلا هناك كايتو
ضربه الأخير بانزعاج وصرخ بغضب : تبدو لي كالأطفال حقاً لا أصدق أنك بالحادي والعشرين من عمرك
أتاهم صوت دونالد ليقطع مشاجرتهم : هيا سايتو والدك بانتظارك
ـ حسناً أنا قادم
مسح على رأس كلاً من كايتو ولارا ثم غادر
هيلين : هي إلى غرفتكما أكتبوا واجباتكم ثم أخرجا لقد ألهاكما ذالك المشاكس كما هي عادته
أجاباها بمرح ثم ذهبا مرت ساعتين على ذالك ليشعر بعدها كايتو بانقباض غريب يقلبه ورغبه جامحة بالبكاء تماسك قليلاً ليقف مترنحاً فتح باب غرفته وأتجه للمطبخ ليشرب كوب من الماء البارد رغم أنهم بالشتاء
أرتشف منه رشفه لكن ألمه أزداد أضعافاً مضاعفة لذالك قرر أن يرى التلفاز لعله يهدأ أتجه للصالة وفتح التلفاز جلس على أحدى الأرائك بملل وهو يقلب القنوات توقفت يده على ذالك المنظر الفظيع لقد كان البنك الدولي يحترق وهناك عدد كبير من الضحايا كما تقول الصحافة لم يخرج من ذالك المكان أي أحد
غير القناة وحاول الابتسام عندما سمع صوت لارا
لارا بغضب: أيها المشاكس سأخبر أمي عنك لقد هربت لترى التلفاز
رسم تلك الابتسامة المزيفة على شفتيه وأخذ يضحك
لارا: ما بك هل جننت
لكنه لم يتوقف عن الضحك ضحك وضحك وضحك حتى اختفى صوته ليتحول لشهقات مكتومة
لارا التي لم تفهم الأمر حسبت صوته المخنوق صوتاً ضاحكاً : ما المضحك أهناك قصاصة ورق عالقة بشعري لأني كنت أجهز هدية لسايتو
تركها دون أن يريها عيناه وتوجه لغرفته كي لا تراه غسل وجهه عدة مرات بالماء البارد ليتوجه بعدها للارا
لارا بانزعاج: لا تكلمني أنا أكرهك
أبتسم مرغماً: هيا يا أميرة أبتسمي كنت أرى فلماً كوميديا لا أكثر
دونالد بصوته الجهور: فلماً كوميدياً إذاً أيها الكسول متى ستتحسن درجاتك
نظر لوالده نظرات ذات معنى فهو يعرف معاناة والده لا يريد أن يزيد الأمر سوأ أبتسم بمرارة قائلاً بلطف :آسف
دونالد: أنت لا تملك غيرها لكن لا بأس سأعاقبك عقابا خفيفا يليق بك
طرق الباب عده طرقات لطيفة
كايتو يتنفس الصعداء أنا سأفتح الباب
ركض نحو الباب بسرعة وفتحه رأى رجل توزيع البريد
الرجل: هنا منزل السيد دونالد
كايتو بابتسامة: أجل هذا هو
ـ هذا الطرد له هلا سلمته له أنت
نظر كايتو باستغراب لذالك الصندوق الكبير أبتسم قائلاً : لا أستطيع حمله
أدخل الرجل الصندوق للممر وذهب
زاد استغراب كايتو عادتاً رجال البريد يطلبون التوقيع
حاول أن يلقي نظره على ما بداخله لكن دونالد وصل
سأل أبنه : ماذا هناك؟
ـ أبي وصلك طرد
ـ غريب منذ زمن لم يصلني شيء
نظر لذالك الصندوق بريبة وبدأ بفتحه أجتمع حوله الجميع يتأهب والفضول يسري مسر الدم بعروقهم إلا كايتو الذي كلما قارب فتحه كلما ضاق صدره ما أن أزيح الغطاء حتى صرخت تلك الصغيرة بكل قوتها وبدأت تنتفض بين يدي كايتو الذي ضمها إليه كي لا ترى أخاها
كان ما يحمله الصندوق هو جثة سايتو المدرجة بالدماء لم يكن باداً عليه الحرق بل كانت طلقة واحدة بقلبه هي ما أدت لوفاته كان وجهه مغسولاً ويرتدي ملابس بيضاء لقد كان موته يشبه تقريبا موت ماكس وكان يحمل بيده رسالة قرءها كايتو لأن والده لم يتحرك منذ رفع الغطاء ووالدته قد أغمي عليها أما لارا فهي ما زالت تنتفض بين يديه كانت تحمل الكلمات التالية _ أحببت هذا الفتى بصدق لديه صفات قلما نجدها في هذا الزمان ذكرني بماكس الذي قتله والدي لذالك لم أحبب أن أنكل بجثته لقد حرك بي عواطف غريبة لكن أباه لاقى مصيره حرقاً على يد والدي هو ساذج لم ينتبه لي لأني صغير كان يحاول حمايتي دون أن يعلم أني كنت أستهدفه لكن بفعله لهذا حافظ على جسده من الحرق دونالد يقول لك والدي أبعد عائلتك عن طريقنا لأننا في المرة القادمة ستقتلهم جميعا بطرق قبيحة هذا آخر تهديد وهذا التهديد لأن لك مكانه عندنا_
وضع الرسالة بجيبه وهو ضائع ماذا يفعل أيبكي مع لارا أم يقف كما والده أما يصرخ لكنه آثر الابتسام رمى بجسده على الأرض ليجلس وفي حجره أخته الوحيدة كما سماها مسح على شعرها مهدئاً دون أن يسمح للدموع بالخروج حتى جروح قلبه وضع عليها حاجز كي لا يسمعها منذ ذالك اليوم لم يشفى قلبه لأنه لم يجد من يعالجه له سوا نفسه )
سحقاً كأن الزمان يعيد نفسه هذا ما همس به ثم توجه نحو منزله لم ينم تلك الليلة ومع ذالك ذهب للمدرسة بعد أن أرسل الكثير من المعلومات لساندرا
يبدو أن الشمس ما زالت مختبئة خوفاً من أن تطفئها الرياح الغاضبة لكنها ورغم أنف الرياح جعلت أشعتها تخترق ذالك الضباب لتوصل النور لسكان المدينة هي حقاً لا تستطيع مدهم بالدفء بيوم مثل هذا سيطرت عليه الأمطار
ـ هيا ساندرا أستيقظِ بقي أقل من ساعة على انطلاق الرحلة
أجابته تلك المراهقة بصوتها المرهق أثر عدم نومها : أنا جاهزة
كانت تجلس أمام حاسوبها يعينان حمراوين من النعاس هذا طبيعي فقد كانت طوال الليل تتبادل المعلومات مع كايتو
فالون بصوته المتململ : لدي عمل مهم اليوم أرجوك أسرعي
نزلت تلك الدرجات القليلة بتعب كانت قد بدلت ملابسها لثوب أرجوني اللون دون أكمام مع معطف من تدرج الأرجواني وانتعلت حذائها ذو الكعب العالي لكن شعرها المبعثر بفوضى جعل من شكلها مضحكاً جداً لفالون
صرخت بإحراج : لماذا تضحك؟
أشعار لشعرها قائلاً: تبدين كأميرة خرجت للتو من معركة رمي الوسائد
هاهاها سخيف هكذا أجابته وهي تمشط شعرها بالمشط الذي أخرجته من حقيبة يدها الصغيرة
باغتتها يده بسحب المشط منها أبتسم ليقول..: أتسمح لي أميرتي بمساعدتها
اجتاحت السعادة قلبها لتبدو لوهلة على معالم وجهها لكنها سرعان ما كبحت حالتها تلك لتجيب بغرور ..: هذا واجبك على أيه حال
لم تسمع تعليقه لكن لم يلبث دقائق حتى قال انتهيت
وقف أمامها حاملاً دبوس شعر وضعه على غرتها ثم قبل جبينها بحنو قائلاً : هي سأوصلك لمدرستك
دب النشاط بجسدها لتذهب آثار النعاس كأنها لم تكن ابتسمت بعذوبة : هيا بنا كم سيكون هذا رائعاً
هاي أيوجد أحدً هنا
لم يجبه أحد ليبدأ بإلقاء الشتائم كما هي عادته
كاد أن يصعد لغرفته لولا سماعه لصوت الصحون أتى من المطبخ
أبتسم من طرف فمه بخبث وأتجه نحو المطبخ
ليرى تلك الصغيرة وهي ترتدي مآزر الجلي ترفع قدميها القصيرة لتصل لأماكن الصحون
دخل خلسة ووضع يديه على عينها
ابتسمت كأنها تراه وقالت مدعيتاً الانزعاج : ماثيو كف عن تصرفاتك الطفولية كدت أن أسقط الصحن
قهقه بغرور: لم أكن لأدعك تسقطيه
ـ صدقتك
أبعد يدها عن عيناها ليتجه نحو الثلاجة وهو يكلمها : أين الجميع ماري
ماري وهي تكمل عملها: مايا مع لويس يدرسان بالمكتبة ميرال ذهبت لساندي تعرف في الآونة الأخيرة علاقتهما أصبحت سيئة بسبب المدعو زيرو أما التوأمان فهما بغرفتي يعبثان بها
أخرج قارورة الماء ليسكب قليلاً منها بكوب أعطته له ماري أرتشف منها وهو يتابع أخته الصغيرة وهي تعمل
تأفف بضجر عندما رأى القدر على الغاز ..: ماري لماذا تطبخين أنت أين الخدم؟؟
ابتسمت برقة لتجيبه: لديهم إجازة اليوم لقد ذهب المختصون بالمطبخ لذالك علي أنا أن أهتم بكم
ـ ليت الغبية مايا تتعلم منك القليل
ـ لا يجب عليك قول هذا عنها
مسح على رأسها ثم أتجه نحو الغاز أغلقه وقال: هي جهزي نفسك سنذهب للمطعم لتناول غدائنا
ـ ونحن أيه الكبير المهمل
وجه نظرة غاضبة نحوهما قائلاً ..: من الطبيعي أن أصطحبكما معي
ميرك وهو يسحب ماري من يدها: هيا أختي جهزي لنا ملابسنا
ماثيو: أنت كبير كفاية لتجهزها بنفسك
نظرت ماري ماثيو بلطف: لا بأس سأساعدهما
ذهبوا جميعاً ليظهر بعد عشرة دقائق التوأمان وقد ارتديا كنزه زرقاء دخلها خطوط أفقيه بيضاء وفوقها معطف أبيض وبنطال جينز أزق
وسرحا شعرهما التسريحة ذاتها
ماثيو غريب : لماذا قلدتما بعضكما
ميرك: لكي لا تعرفنا
مارك : هل تستطيع التفريق بيننا
هز برأسه بالإيجاب قائلاً الذي على الجهة اليمنى مارك أم اليسرى فهو ميرك
صرخا بخيبة أمل كيف عرفت؟؟
ـ لأنه ومهما تطابقتما يبقى ميرك هو صاحب اللسان الأطول
ضحك مارك بينما أشتعل ميرك غاضباً
ماري: هيا بنا نذهب فقد تعبت من الوقوف
ها قد مرت خمسة أيام على الرحلة المدرسية لذالك قررت ساندرا العودة للمنزل وفعلاً بفضل مساعدة كايتو استطاعت العودة
نظرت حولها بقلق : رغم أن الساعة تشير للثالثة فجراً إلا أن فالون لم يعد بعد
لذالك اتصلت بـ سايمون وبمحاولة ماكرة استطاعت أن تعرف أنهم مكلفون بمهمة بجبل الموت ذالك المكان الخبيث
ابتسمت وهي تخرج مسدس من جيبها كانت قد استعارته مِمن يضرب به المثل بالبراءة كايتو ما قصتك هذا ما همست به لنفسها وهي تتذكر
( ساندرا تحدثت للمدير يمكنك الذهاب
ابتسمت بسعادة: أشكرك
وهمت بالمغادرة لولا أنه أمسك بيدها مرغماً إياها على التوقف وضع المسدس بيدها الأخرى هامساً خذي هذا وأحمي به من تحبين ما دمت تستطعين هذا لكن حاولي ألا تموتي أنت لكي لا تعذبيه ولا تتعذبي أفعل ما منعت أنا من فعله)
تنفست الصعداء وهي تتجه لمركز الشرطة السرية فعمها هو المدير يمكنها التحدث معه على الأقل
ما أن دخلت إلى القسم وجدت جان وقد بدا بعجلة من أمره
همست بصوت منخفض: مرحبا سيد جان
أبتسم لها قائلاً أهلاً بك لكن لماذا أنت هنا
أجابته : لأرى عمي لديه عمل لي
جان بعفوية : آها لا تخبريني أنك الشرطية الجديدة
أخرجت مسدسها قائلة بمكر : كيف عرفت
ـ لا داعي لرؤية السيد هيا بنا فـ فالون وسايمون وأسامي بحالة لا يحسدون عليها وقد طلبوا التعزيزات كما تعلمين
أنقبض قلبها لما سمعته لكنها أدعت المعرفة وانطلقت لـ حيث الجبل
عندما وصلوا كانت المعركة بأوجها وكان واضحاً جداً أن الشرطة في حالة إبادة جماعية
جان: علينا أن نبقى هنا فهكذا يمكننا مساعدتهم أكثر من الدخول والتوغل معهم
هزت رأسها بنعم
وفي الطرف الآخر من الجبل كان المدعو نيكولاس يعطي تعليماته لأتباعه أما ساي فقد قرر الرحيل لمكان ما
نيكولاس : حاصروا الجبل وارموا عليهم ثلاث قنابل ستكون كفيلة بمقتلهم جميعاً
و ها قد لاقت كلماته أذناً مرهفة قد سمعتها
فقد كانت ساندرا تتفقد أطراف الجبل
ذهبت نحو جان وأخبرته لـ يبدؤوا بالحل المضاد جمع كل قواته الذي أحضرها معه بمكان واحد فقوت العدو تفوق قوته بعدة مرات وكثف أطلاق النار ليستطيع من بقي من الشرطة على قيد الحياة من الهرب وفعلاً نجحت الخطة فقد بدئوا بالانسحاب أما ساندرا فقد كانت تقوم بمساعدة الجرحى
لولا سقوط أسامي قائدة الفرقة بين يدا نيكولاس
نيكولاس بغضب: استسلموا وسلموا أسلحتكم لي حتى أترك قائدتكم وحتى القوات الداعمة عليها إظهار نفسها
نظر فالون نحوه بغضب وهو يوقف سايمون الذي فقد عقله
نيكولاس : هيا ألا تريدون سيدتكم
خرج جان ورمى سلاحه قائلاً ما رأيك بأن تأخذني عوضاً عنها
رمقه نيكولاس بنظرات غريبة قائلاً : لما قد يدخل طفل لصفوف الشرطة
فالون بانزعاج : لا يوجد طفل سواك
نيكولاس بخبث أجاب جان متجاهلاً فالون : موافق على ما قلته يا فتى
وبينما كان جان يتقدم أطلق فالون رصاصة كانت كفيلة بقتل أسامي وأنطلق وهو يحمل سايمون ليكمل البقية هربهم فلم يبقى ما يهددهم به
في اليوم ذاته كان الانفجار الكبير الذي قتل به يوشيدا وآنجل كتنفيس عن غضب العصابة لكن أحد ضحاياه كان ساي
سأقتلك يا ذا الوجهين كيف أقنعت الجنود بالكذب ليقولوا أن أسامي قتلت على يد نيكولاس مع أنك القاتل كان ذالك صوت سايمون الأخ الحزين الصديق الذي قتل بسكين غدر صديقة
ساندرا : يكفي سايمون واثقة من أن لديه سبب
ـ أنت حمقاء لا يوجد لديه سوا غروره
فالون : معك حق ماذا ستفعل ؟؟
ـ سأخبر والدي بكل شيء
ساندرا : عندها سأخبره بكذبك سايمون وسأحمل القضية عن أخي فالرصاصة أطلقت من سلاحي
تكلم فالون بغضب : أصمتا أنا لا أحتاج لدفاعك عني ساندرا وأن سايمون لا تخيفني أذهب وأفعل ما تريد أيها الغبي الساذج لقد مللت منكما أخرجا هذه شقتي لا أريد رؤيتكما بها فأنا من الآن لا أعرفكما
ـ ساندرا سأذهب الآن لأنك غاضب لكني أعدك بأني سأجعلك تعترف بي يوماً وتفخر بي
خرجت وهي في قمة حزنها لتتمشى قرب النهر أما سايمون فقد ذهب حيث دفنت أخته
كانت تمشي ببطء محملة بأعباء الحياة لماذا قتل أخاها أبنه عمه و صديقته بهذه السهولة ما لذي جعله يتخلى عنها لماذا لا تستطيع أخبار الجميع بأن أخاها هو القاتل ماذا حصل لها هي حقاً تائهة فمهما فعل تحاول أن تساعده وتحميه تحاول أن تثبت له أنها ذات فائدة له تريده أن يقول هذه أختي
قطع تفكيرها ذالك الأنين الخافت ركضت لذالك الشاب الملقى على الشاطئ والدماء تملئ ملابسه
سألته بخوف وهي تتصل بالإسعاف من أنت هل جرحك خطير
أجابها بصوته الضعيف: أ نـ ... ــا ساي وضع يده على رأسه في محاولة فاشلة منه ليذكر باقي المعلومات
سحبته ساندرا لحجرها بقلق وهي تمسح الدماء عن وجهه وتحاول لف جرحه لتمنعه من النزيف أكثر يا لها من محظوظة هذا اليوم من الفجر لآخر الليل وهي ترى الدماء بكل مكان
سمعت همسة الساخر: بماذا تفكر زهرة الساكورا
ابتسمت مرغمتاً : ساكورا أيها الساخر
ـ أجل يبدو أن البرد جعل خديك بلون الساكو .. لما يكمل كلمته يبدو أن الإرهاق أفقده قدرته على الكلام
وصلت سيارة الإسعاف لتوصله للمشفى
كانت حالته غير خطرة لكنه فقد الكثير من الدم مما جعلها تتبرع له فقد كان دمهما متطابق
وبقيت تزوره كل يوم لتطمئن على حالته
كان يبدو أليفاً جداً لكنه مع هذا غامض فقد فقدت ذاكرته بالكامل وقد كان يبدو صغيراً تحت السن القانوني مما سهل على دونالد الذي أتى بزيارة روتينيه لفحص هيلين تبنيه ووضعه على أسمه بسبب تعلق هيلين به
ساندرا: الآن سأتركك عليك أن تكون فخوراً لأن دونالد تبناك
أجابها بغضب مصطنع هاي ساكورا كفي عن معاملتي كطفل أنا وافقت على هذا الأجراء لكي لا يضعوني بالميتم بحجة صغر سني
ضحكت بخفة : إلى اللقاء الآن لدي عمل وأنت عليك الذهاب مع عائلة السيد دونالد سيعجبك الوضع فهم يمتلكون ولداَ بمثل عمرك
نزلت دموعها من عيناها كأنها مستيقظة لتنفث عما تراها هناك في غيبوبتها التعيسة