عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-13-2011, 02:56 AM
 
الرضا باب الله الأعظم ، وجنة الدنيا ومستراح العابدين

الحمد لله ولي الحمد واهله وصلى الله على سيدنا محمد نبيه وصفوته من رسله وبعد السلام عليكم ورحمة الله ايها الاحبة الكرام هذا الموضوع في الرضا عن الله فقد جاء عن ام الدرداء رضي الله عنها كانت تقول : « إن الراضين بقضاء الله الذين ما قضى لهم رضوا به ، لهم في الجنة منار ليغبطهم بها الشهداء يوم القيامة »
وعن أبي مسلم ، أنه دخل على أبي الدرداء في اليوم الذي قبض فيه وكان عندهم في العز كأنفسهم ، فجعل أبو مسلم يكبر فقال أبو الدرداء : « أجل فهكذا فقولوا فإن الله تبارك وتعالى إذا قضى قضاء أحب أن يرضى به »
وعن أنس بن مالك ، قال : خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثمان سنين وخدمته عشر سنين ، فما لامني لائم من أهله إلا قال : « دعوه فإنه لو قضي شيء كان »
وعن محمد بن مسلم ، قال : بلغني أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أوصني ولا تكثر علي قال : « لا تتهم الله في شيء قضاه لك »
وعن زيد بن أسلم ، قال : « قال موسى صلى الله عليه وسلم : يا رب ، من الأمة المرحومة ؟ قال : أمة أحمد يرضون بالقليل من العطاء وأرضى منهم بالقليل من العمل وأدخلهم الجنة بأن يقولوا لا إله إلا الله »
وعن عبد الواحد بن زيد قال : « الرضا باب الله الأعظم ، وجنة الدنيا ، ومستراح العابدين » واليكم هذه الحكاية عن الراضين

عن سعيد بن المسيب ، قال : قال لقمان لابنه : « لا ينزلن بك أمر رضيته أو كرهته إلا جعلت في الضمير منك أن ذلك خير لك . قال : أما هذه فلا أقدر أن أعطيكها دون أن أعلم ما قلت أنه كما قلت قال : يا بني فإن الله قد بعث نبيا ، هلم (1) حتى نأتيه فعنده بيان ما قلت لك قال : اذهب بنا إليه
قال : فخرج وهو على حمار وابنه على حمار وتزودوا ما يصلحهم من زاد (2) ثم سارا أياما وليالي حتى تلقتهما مفازة فأخذا أهبتهما لها فدخلاها فسارا ما شاء الله أن يسيرا حتى ظهرا وقد تعالى النهار واشتد الحر ونفد الماء والزاد واستبطآ حماريهما فنزل لقمان ونزل ابنه فجعلا يشتدان على سوقهما فبينما هما كذلك إذ نظر لقمان أمامه فإذا هو بسواد ودخان فقال في نفسه : السواد شجر والدخان عمران وناس

فبينما هما كذلك يسيران إذ وطئ (3) ابن لقمان على عظم ناتئ (4) على الطريق فدخل في باطن القدم حتى ظهر من أعلاها فخر ابن لقمان مغشيا (5) عليه فحانت من لقمان التفاتة فإذا هو بابنه صريع (6) فوثب إليه فضمه إلى صدره واستخرج العظم بأسنانه واشتق عمامة كانت عليه فلاث بها رجله ثم نظر إلى وجه ابنه فذرفت (7) عيناه فقطرت قطرة من دموعه على خد الغلام فانتبه لها فنظر إلى أبيه وهو يبكي

فقال : يا أبت أنت تبكي وأنت تقول : هذا خير لي ؟ كيف يكون هذا خيرا لي وأنت تبكي وقد نفد الطعام والماء وبقيت أنا وأنت في هذا المكان فإن ذهبت وتركتني على حالي ذهبت بهم وغم ما بقيت وإن أقمت معي متنا جميعا ؟ فكيف عسى أن يكون هذا خيرا لي وأنت تبكي ؟ قال : أما بكائي يا بني فوددت أني أفتديك بجميع حظي من الدنيا ولكني والد ومني رقة الوالد وأما ما قلت : كيف يكون هذا خيرا لي ؟ فلعل ما صرف عنك يا بني أعظم مما ابتليت به ولعل ما ابتليت به أيسر مما صرف عنك ، فبينا هو يحاوره إذ نظر لقمان هكذا أمامه فلم ير ذلك الدخان والسواد فقال في نفسه : لم أر شيئا

ثم قال : قد رأيت ولكن لعل أن يكون قد أحدث ربي بما رأيت شيئا فبينا هو يتفكر في هذا إذ نظر أمامه فإذا هو بشخص قد أقبل على فرس أبلق (8) عليه ثياب بياض وعمامة بيضاء يمسح الهواء مسحا فلم يزل يرمقه (9) بعينه حتى كان منه قريبا فتوارى عنه ثم صاح به فقال : أنت لقمان ؟ قال : نعم قال : أنت الحكيم ؟ قال : كذلك يقال وكذلك نعتني ربي قال : ما قال لك ابنك هذا السفيه (10) ؟ قال : يا عبد الله من أنت ؟ أسمع كلامك ولا أرى وجهك قال : أنا جبريل لا يراني إلا ملك مقرب أو نبي مرسل ، لولا ذلك لرأيتني فما قال لك ابنك هذا السفيه ؟ قال : قال لقمان في نفسه : إن كنت أنت جبريل فأنت أعلم بما قاله ابني مني

فقال جبريل صلى الله عليه وسلم : ما لي بشيء من أمركما على أن حفظتكما ائتيني فقد أمرني ربي بخسف (11) هذه المدينة وما يليها ومن فيها فأخبروني أنكما تريدان هذه المدينة فدعوت ربي أن يحبسكما عني بما شاء فحبسكما الله عني بما ابتلى به ابنك ولولا ما ابتلي به ابنك لخسفت بكما مع من خسفت . قال : ثم مسح جبريل يده على قدم الغلام فاستوى قائما ومسح يده على الذي كان فيه الطعام فامتلأ طعاما ومسح يده على الذي كان فيه الماء فامتلأ ماء ثم حملهما وحماريهما فزجل (12) بهما كما يزجل الطير فإذا هما في الدار التي خرجا منها بعد أيام وليال » انتهى

والكلام عن الرضا وحكايات الراضين تكاد لا تنحصر فالفطن يغنيه القليل عن الكثير والله الهادي الى سواء السبيل
__________
(1) هلم : اسم فعل بمعنى تعال أو أقبل أو هات
(2) الزاد : هو الطعام والشراب وما يُتَبَلَّغُ به، ويُطْلق على كل ما يُتَوصَّل به إلى غاية بعينها
(3) وطئ : وضع قدمه على الأرض أو على الشيء وداس عليه ، ونزل بالمكان
(4) النتوء : البروز
(5) الغشي : فقدان الوعي ، والإغماء
(6) صريع : قتيل
(7) ذرفت العيون : سال منها الدمع
(8) الأبلق : الذي به سواد وبياض
(9) رمق : نظر وتأمل وراقب
(10) السَّفَه : الخفّة والطيشُ، وسَفِه رأيُه إذا كان مَضْطربا لا اسِتقامَةَ له، والسفيه : الجاهلُ
(11) الخسف : ذهاب الشيء في الأرض والغور به فيها
(12) زجل : رمى
__________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قبر النبي الآعظم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم SCORPIONKING نور الإسلام - 1 06-15-2010 08:52 AM
الرضا بما قسمه الله سجدة قلب نور الإسلام - 8 05-09-2010 03:54 AM
// الرضا هو باب الله الأعظم // 2ana نور الإسلام - 3 01-25-2010 04:17 AM
الرضا بما اعطانا الله اياه منارسميرمصطفي مختار نور الإسلام - 4 11-02-2009 02:42 PM
أسماء الله الحسنى الثابتة واسم الله الأعظم قتيبة الهيتي نور الإسلام - 7 03-18-2007 02:17 AM


الساعة الآن 07:02 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011