07-29-2013, 08:12 PM
|
|
| | | | ✿✿
البارت واسفة على التاخير
أراحت رأسها المثقل بالهموم على وسادتها الرمادية و هي تحاول التغلب على دموعها
"لقد أحببته من كل قلبي"ابتسمت بسخرية و هي تضحك "هه و من سيُحبُ فتاة مثلي "
تنهدت بضجر في محاولة فاشلة لإمساك دموعها ؛ أخرجت هاتفها النقال و ضغطت عدت
أرقام و هي تبتسم برضا بينما تنزل دموعها بقوة و هي تهمس:لا مكان لي بينهم . . لا مكان !
وضعت الهاتف على أذنها و هي تحاول تعديل صوتها ؛أجابها الطرف الآخر برسمية :من المتكلم ؟
حاولت تعديل صوتها عندما سمعته : مـ مرحباً جدي
ظهر على صوته الاهتمام و هو يسمعها : يوشين ؟ !
جلست على السرير و هي تمسح دموعها:أجل إنها أنا
-كيف حالك يا أبنتي ؟
-ما زلت على قيد الحياة !
ظهر في صوته الاهتمام :هل أنتي بخير ؟
سرعان ما بدأ صوتها بالترنح من شدة البكاء:لا أُريدُ البقاء هنا جدي ؛أُريدُ الذهاب إلى فرنسا
أنا حقاً أكره اليابان و أكره من يعيشُ فيها !
-يوشين هل آذاكِ أحدهم ؟!
مسحت دموعها لتحاول قول تلك الكلمات:حفيدتك مُحطمة ,لقد كُسِرَ قلبي يا جدي لقد كُسِر !
-ما الذي جرى ؟
طال صمت يوشين و هي تشهق؛أعاد السؤال و أضاف عليه :هل هارو هو السبب ؟
هزت رأسها بنفي و كأنهُ أمامها و هي تُخرِجُ أنين بمعنى "لا"
-إذاً من هو ؟
-لقد أكتشف كُلُ من في المدرسة حقيقتي ؛ لقد أطلقوا عني الإشاعات و قالوا أنني خائنة !
-لِما خائنة ؟!
تساقطت دموعها كالمطر:لأنني لم أخبرهم أنني فتاة ؛ إنهم يظنون أني أستغل مشاعرهم !
-هل يعلمون بالسبب الذي جعلكِ تفعلين هذا ؟
- لم يعطوني فرصة لأشرح لهم ؛لقد تخلو عني يا جدي لقد تخلوا عني !
بدأ في صوته نبرة حانية:لا تقلقي يا عزيزتي سأُرسِلُ لكِ أحد خدمي لكي يأخذ أمتعتك (تحدث
بنبرة صارمة)و لا أُريدُ أن أسمع أنهم جرحوكِ ثانية ؛لا أريد أن تكون حفيدتي هي الضحية بل
أريدُها أن تكون المفترس ؛يجب أن لا يقولوا حفيدة غوستاف بارسليوس جبانة ؛ هل اتفقنا ؟
همست بهدوء:اتفقنا
-سأنتظركِ حتى تأتي ؛ إلى اللقاء !
همست بذات الهدوء:إلى اللقاء
طوت هاتفها و رمته في الناحية الأخرى من السرير و هي تستلقي على وجهها
✿✿
طرقَ الباب عدة طرقات ليسمع صوت آتٍ من الداخل:تفضل بالدخول كريستوفر
فُتِحَ الباب ليدخُل فتى أبيض , شديد الوسامة , ذو شعر أشقر طويل مُظفر يصلُ إلى أسفل
كتفيه , لديه عينان رماديتان و طولهُ فارغ ,كان بمثابة أمير في الروايات الخيالية هو و زيهُ
الرسمي:هل طلبتني يا سيدي ؟
ظهرت ملامح الجدية على وجه غوستاف و هو ينظر نحو كريستوفر بنظراتٍ غريبة:هل
ستُنفِذُ ما أمُركَ به ؟
أومأ كريستوفر برأسه إيجاباً:بالتأكيد سيدي !
أعتدل غوستاف في جلسته خلف المكتب و أشار لكريستوفر بالجلوس؛تقدم كريستوفر و جلس
بينما قال غوستاف:هل تعرف يوشين موساشي ؟
بدا التردد واضحاً بصوت كريستوفر:هل تعني حفيدتُكَ يا سيدي ؟
أومأ غوستاف برأسه و هو يُتابع:ستأتي للعيش معنا هُنا , إنها مجروحة و تتألم , لا أعلمُ
ماذا قال لها أصدقائها بالضبط و لكنني مُتأكدٌ من أن قلبها ما زال ينزف , لذا لم أجد من هو
أفضلُ مِنكَ لخدمتها , حيث أنكما تتشابهان (همس بصوت خافت)إذا لم تتغير بعد ما حدثَ لها
أراد أن يُتابِعَ حديثه لولا أن قطع عليه صوت هاتفه , رفعه لأذنه بعد أن رأى الأسم:ما الأمر
عزيزتي ؟
أدرك كريستوفر أنها يوشين ؛ أومأ غوستاف برأسه و هو يُخِرجُ قلماً و ورقة:حسناً ما أسمهما ؟ عند من يعيشان الآن ؟ حسناً سأتفاهم معهم بشأن هذا(أبتسم بوقار و هو يهمس)
لا تبكي يا عزيزتي , عائلتكِ هي عائلتي سيكون الصغيرين بخير , أعتني بنفسك , إلى اللقاء
أغلق هاتفه و نظر نحو كريستوفر بعد أن تنهد:كريستوفر , عِدني . . .
رفع كريستوفر حاجبيه بتساؤل :بماذا ؟
بدا للحزن تقاسيم على وجهه :عِدني بأنك ستهتم بها و لن تتخلى عنها
أجاب كريستوفر و هو يحاول إخفاء دهشته لكون سيده"الصارم" حزين:أعدك
✿✿
نظرت نحو ساعتها لتراها تشير للواحدة بعدَ مُنتصف الليل , لقد كان الجو هادئاً على غير
العادة , في هذا الوقت قبل البارحة كانت تلعب ألعاب الفيديو مع تاكيشي و البارحة كانت تُدلك
ظهر كين لأنه غلبها في تلك اللعبة قبل شهر , "كين" همست بأسمه و هي تتذكر حرارة تلك
الصفعة ! , هذا كثير بالنسبةِ لها ! لقد كانت لطيفة مع الكل و مع ذلك نسوا كُلَ ما قدمتهُ لهم
من أجل شيء سخيف لم تعترف به هيَ لنفسها حتى تعترف به لهم ؛جلست على سريرها
ليخرج بطنها صوتاً يدلُ على الجوع , أنزلت قدميها على قطع الرُخام الباردة و أتجهت نحو
الباب و عندما فتحته وجدت رجلاً مفتول العضلات يرتدي بزة سوداء رسمية و أصلع
و خلفه رجل أسمر طويل ذو شعر أشقر و عضلاته تكاد تُمزق بزته السوداء ، جفلت من
الرعب: من أنتما ؟
انحنيا بطريقة رسمية ليقول الأصلع:أنا أعتذر على التأخير آنستي و لكننا كنا ننقل ملفك
لثانوية أنجي لاين في فرنسا
أدركت أنهما من طرف جدها و أخرجت ابتسامة باهتة:لا بأس يُمكنكُ حمل الأغراض
إلى السيارة فقط(و أشارت بيدها إلى ثلاث حقائب)
انحنيا بآسف:ننحن آسفان لجعلك تقومين بالعمل لوحدكِ آنستي !
ابتسمت بهدوء :هل أخذتما ايفا و أيفان ؟
رفعا جسديهما و قال الأصلع:أجل آنستي إنهما نائمان في السيارة
توجهت نحو المطبخ بخطى بطيئة و هي تهمس:خذوا الأغراض ,سأتناولُ شيء ما و أعود !
-أمركِ آنستي !
اتجهت نحو المطبخ بخطى باردة ليوقفها صوتٌ من خلفها:هل سترحلين ؟
حاولت أن لا تلتفت:و هل يهمُكَ هذا ؟
أدارها إليه بسرعة و أمسكها من كتفيها :يوشين لا تُقدمي على خطوة تندمين عليها !
يوشين أنا عمُكِ و صديقك و أعرف مصلحتك !
رفعت عينيها الدامعتين بصرامة:لو كُنتَ حقاً تُحبُني لما أخبرتهم بحقيقتي !
همس بهدوء:كنت أعلم كم تعانين يوشين ، فهذا أول عيد ميلادٍ تحتفلين به منذُ سنينَ عديدة
لقد قرأت ذلك بيومياتك يوشين لقد كُنتُ أعلمُ أنكِ تودين أن تكوني فتاة و لو ليوم واحد !
قاطعته بصرامة:ومن قال لكَ أفتح يومياتي ؟!
-لقد كُنتِ حزينة طوال الوقت و خصوصاً عندما ينادونك بجوين !
أبعدت يديه عن كتفيها و أدارت ظهرها له :إذ كُنتَ تُريد دفتر يومياتي فخذه لأنني سأتخلى
عن كُل ما به , سأكون شخصاً آخر هارو ؛ أنا أعِدُكَ بذلك !
ما إن مشت خطوتين حتى أوقفها بصوته:هل حقاً ستنسينَ كل شيء (بدأ في صوته بعض
الجدية) حتى أميرُ اللامبالاة ؟
ألتفتت له بِسُرعة:ما الذي تقصده ؟
أبتسم هارو عندما علم أنها تعلم ما يعنيه:أعني تلك القصيدة التي كتبتيها في كين !
صمتت لفترة و هي تُحاولُ إيجاد تبرير لها ,ليردف:لقد كانت خواطرك كلها تتحدث عنه
أشعارك , و أغانيك , كُلُ شيء كان يتحدث عنه و كثيرٌ من الجمل أعجبتني خصوصاً
"أظن أنني أُحبه" أو "عندما يضحك أو يبتسم أشعر بالسعادة حتى لو كانت هموم الدنيا
تثقل كاهلي" أو "أشعر بالألم و الحزن عندما أراه لا يشعر بمشاعري"
ابتسمت بسخرية و هي تُديرُ لهُ ظهرها لكي لا يرى دموعها:سأتخلى عنه و عن كُل شيء
يخصه ! فما قاله كفيلٌ بأن يمحي كل المشاعر التي شعرتُ بها تجاهه !
تقدمت بسرعة على رخام الممر البارد و هي "حافية"و لم تعلم أن "أمير اللامبالاة"كان
يقف خلف باب غُرفته يُنصتُ بصمت و هو لا يكادُ يُصدِقُ ما يسمع !
همس هارو بهدوء و هو يعلم بمشاعرها:أنتِ كاذبة يوشين ,أنتِ كاذبة(رفع من حدة صوته
و هو ينظر ناحية باب غرفة كين)ألن تعتذر إليها يا كين ؟
أطل المعني برأسه من خلف الباب و هو يهمس:لا أظنُ أنني أمتلكُ الجرأة بعد !
أبتسم هارو و هو يُربت على كتف كين:لديك وقت قليل قد لا يتجاوز الخمس دقائق و لكنني
واثق بأنك تستطيع الاعتذار , فهي ذات قلب أبيض و سهلةُ المُراد لذا ستتقبله بسرعة !
لم يعلم أن جملته الأخيرة كانت خاطئة ! كان كُلُ شيء خاطئ فيها , هذه السويعات القليلة
تغير كل شيء ! لقد أصبحت أُنثى مجروحة ذات فؤاد مُحطم !
✿✿
دخلت المطبخ و كانت إضاءته مُغلقة , لم تهتم للأمر فالثلاجة كانت بقرب طاولة الطعام
توجهت نحو الثلاجة و فتحتها و أخرجت قنينة صودا و رقائق بطاطس ؛ أغلقت باب الثلاجة
و وضعت الأغراض على طاولة الطعام و عندما اتجهت نحو الإضاءة لتضيئها سمعت صوتاً
قادم من عند الطاولة:أيتها السارقة أنا من اشتريت الصودا !
تابع صوتٌ آخر:و أنا اشتريت رقائق البطاطس . . . ,
و عندما أضاءت الأنوار و ألتفت رأت إيجي و ميكيو و تاكيشي يأكلون كيس رقائق البطاطس
غزت مُحياها ابتسامة خافتة:لقد أرعبتموني يا شباب
مد تاكيشي كيس البطاطس ليوشين و هو يقول:رحمة و رأفة بكِ أيتها اللصة سنعطيكِ من
طعامنا !
ضحكت مُجبرة على طريقته الدرامية و سايرته:شُكراً لكَ سيدي الأمير !
فتح إيجي علبة الصودا و قدمها لها:لماذا لم تُعدي بعض البطاطس المقلي فأنتِ تحبينه ؟
جلست أمامهم على أحد الكراسي و أخذت تأكل بعجلة:ليس لدي الوقتُ الكافي لذلك !
همس ميكيو بحنية:لا تقلقي مينورو خرج مع أكي و إيليا و ماركوس , و كين ما زال نائماً
شربت من الصودا و نظرت له بصرامة:لستُ أنا من يخافُ منهم إنما . .
تاكيشي:إنما ماذا ؟
ابتسمت ببعض الحزن:سأعودُ للديار !
أعتدل ميكيو في جلسته بينما بانت ملامح الجدية على وجهه:إلى أين ستذهبين ؟
أخذت تتناول طعامها بهدوء و هي تهمس:سأذهب لفرنسا عند جدي !
ضرب تاكيشي الطاولة بيده:ما هذا الهُراء يوشين ؟ تتخلين عنا من أجل مُشكلة كهذه ؟ !
إيجي:لم أعهدكِ هكذا يوشين , لم أعهدكِ ضعيفة أبداً
أزدردت طعامها بصعوبة:أنا لم أضعف يا إيجي ,إنما . . أنا لا أستطيعُ المُتابعة َهُنا فجميعُ من
في المدرسة يعرفون بحقيقتي
إيجي:لا تقلقي يوشين نحنُ بِجواركِ دائماً
ابتسمت بهدوء و هي تُحاول إمساكَ دموعها:لقد قالوا أشياء كثيرة عني و عنكم !
ميكيو:مثل ماذا ؟
وضعت يدها على جبينها و أخفضت رأسها لكي لا يروا دموعها:مثل كوني طعنت كين
في ظهره أو حطمت الأكويا الذين لم يُحطموا أبداً ! أو أنني لم أتي إلى هُنا إلا من أجل
خيانتكم !
أتجه إيجي نحوها و أبعد يدها عن وجهها و وضع يدهُ أسفل فكها و هو يقول
: إنهم يُطلقون الإشاعات دائماً و خصوصاً علينا نحن(أوقفها معه و حضنها)هل ذكروا
أنكِ كُنتِ سبباً في جعل إيجي يتخلص من كآبته ؟ (تابع و هو يسمع شهيقها)أو ذكروا
أنكِ ربطتي بين مينورو و أكي أو إيليا و ميكيو ؟ ؛ لا تبكي يوشين إنهم يطلقون الإشاعات
دائماً !
توجه ميكيو نحوها و مسح على شعرها من الخلف:نحن نقدر مشاعركِ يوشين لذا لا تخافي
نحنُ لن نُصدِقَ ما يقولونه أبداً !
طرق أحد الحرس الباب ليلتفت الجميع إليه , تنحنح بخجل عندما رأى إيجي يحضن يوشين
:لقد نقلنا الأغراض آنستي
ابتعدت يوشين عن إيجي و لكن ما زالت يدُهُ تُحيطُ كتفها:حسناً أنا قادمة
أنحنى الخادم و خرج بعد أن أغلق الباب ؛ عقد تاكيشي حاجبيه:بعد كُل هذا التعب و عصر
عيناي حتى تخرج الدموع تُريدين الذهاب ؟
ضحكت يوشين على تعليقه و همست : أجل ما زلت ُ أُريدُ الذهاب و لكن مهما يكن شباب
لا تغضبوا على البقية لأنهم جرحوني فبالنهاية كُنتم أصدقاء قبل أن تعرفوني و لا أُريدُ
أن تخسروا بعضكم الآن
أبتعد ميكيو و أتجه نحو الباب:انتظري لا تذهبي فلدي شيءٌ أُعطيكِ أياه !
أبتعد إيجي و وقف تاكيشي و تحدثا معاً من دون موعدٍ مُسبق:و أنا كذلك
ابتسمت بهدوء و جلست على الطاولة لتتابع طعامها:حسناً إذاً , سأتناولُ طعامي و أذهب
لارتداء حذائي , إذا لم تجدوني هنا ستجدونني في غُرفتي
أومأ الاثنان برأسيهما و خرجا بينما تابعت هي تناول طعامها و سُرعان ما فُتح الباب خلفها
ابتسمت بهدوء قبل أن تلتفت:لقد عُدتم بسُرعـ
توقفت كلماتها عن الخروج عندما رأت كين و مينورو و إيليا و أكي و ماركوس , تحولت
ملامحها من الاستغراب إلى البرود و عادت لتناول طعامها جلس الثلاثة الأخيرين على طاولة
الطعام أمامها , بينما توجه كين نحو الثلاجة و أخرج بعض الصودا:سمعت أنكِ ستنتقلين ؟
ابتسمت بسخرية"أنا حفيدة غوستاف بارسليوس يجب أن لا أبكي أمامهم":و ماذا في ذلك ؟
أنزل علب الصودا أمام أصدقائه و قد استفزته نبرتها , ليقول بسخرية بعد أن نسي نفسه:
إنهُ أفضل شيء تفعلهُ خائنة ٌ مثلك !
استدرك ما قاله عندما رأى لمعة في عينيها و لكنها سرعان ما قالت و هي تقف:لا يوجد
خائنٌ هُنا غيرك فقد كُنتَ تعلمُ أنني فتاة و مع ذلك لم تخبر أصدقائك !
ألتفت مينورو لكين بصدمة: هل كُنتَ تعلم بذلك كين ؟ !
صمت كين و لم يُجب لتتأكد شكوك مينورو و يوشين التي قالت كلماتها السابقة صدفة !
أردفت بسخرية:هه جميعكم هكذا تنسون المعروف الذي يُقدمُ لكم لسببٍ تافه
أرادت أكي الكلام عندما كانت يوشين تُدِيرُ ظهرها :هيّ أنتِ , لقد جرحتِنا جميعاً و إلى
الآن لديكِ الشجاعة لتتكلمي ؟ ! ألا تشعرين بالعار !
تابعت يوشين طريقها بهدوء:أنتِ من يجبُ أن تشعُرَ بالعار لأنكِ تتحدثين لشخصٍ أدار
لكِ ظهره !
خرجت من المطبخ مُتجهة نحو غُرفتها و أرتدت حذائها و قبعتها الحمراء الشتوية و عندما
خرجت وجدت لايون أمامها:هل حقاً سترحلين ؟
ابتسمت بهدوء:لا تقلق لن يسكب أحدهم الماء عليك كُل صباح !
ضحك لايون بهدوء و هو ينظر لعينيها الدامعتين:لا يُمكنني إرغامُكِ على شيءٍ لا تُريدينه
قبّل جبينها و حضنها و هو يُحاول إمساك دموعه لرؤيته ابنة عمة كسيرة الفؤاد:عيدَ ميلادٍ
سعيد مُقدماً
ابتعد عنها و أعطاها كيس ورقي أحمر و هو يبتسم:أتمنى أن يُعجبك فأنا فاشل في أختيار
الهدايا !
ضحكت بصوتٍ خافت :أجل صحيح لقد كانت آنا هي التي تشتري لك الهدايا دائماً ؛ بالمناسبة
بلغ تحياتي لآنا و قُل لها أنني أخذت ايفا و ايفان معي
ابتسم لايون و نظر إليها بجدية:ألا تُريدين أن أُبلغ سلامي لشخص آخر ؟
نظرت لهُ باستغراب:من تعني ؟
-شخص كان يجب أن يكون في مكان غوستاف الآن
أدركت أنه يعني والدها:بلغ له سلامي فبالنهاية لن يعرف من أكون حتى !
تبددت ابتسامة لايون: دائماً ما يسأل عنك و لكنني أنسى أن أخبرك
تقدم إيجي نحوها و هو يبتسم و خلفه ميكيو و تاكيشي ,كانوا يحملون أكياساً كثيرة
تقدم إيجي نحوها و مد إليها 6 أكياس :عيد ميلاد سعيدٌ مقدماً !
اتسعت عينيها بدهشة:ما كُلُ هذا ؟
أبتسم و هو ينحني باتجاهها: تستحقين أكثر من هذا !
مد تاكيشي 4 أكياس بينما ميكي :عيد ميلادٍ سعيد !
أفرغت فاهها و عجزت كلماتها عن الخروج: هذا أكثرُ من ما أستحقه شباب !
ميكيو:فلتفترضي أنها هدايا بسيطة من الأكويا !
أبتسم لايون و نظر لأصدقائه:ما رأيكم بأن نوصل الأميرة إلى السيارة ؟
جفلت يوشين بسرعة:لا تفعلوا فالجميعُ مُستيقظ الآن و قد يرونكم معي !
أمسك لايون بيدها و مشى معها بينما قال إيجي بهدوء:و إذا رأوكِ ماذا سيحدث ؟ , إنهم
لا يستطيعون فعل أي شيء !
و ما أن خرجت من القسم حتى ساد الصمتُ في الممر عندما رأوها , ضغطت على يد لايون
بعفوية و هي تُسرِعُ في خُطاها
"ألا تشعُرُ بالعار ؟"
"كيف تجرؤ على المشي مع الأكويا بعد ما فعلته لهم ؟"
"لقد سمعت بأنها حبيبة سوين قائد عصابة ناتشو من مدرسة ماندوس ! "
"أجل هذا صحيح ! و يقولون أيضاً بأنهُ أرسلها إلى هُنا لتتجسس على الأكويا "
"لقد أستقبلها كين بصدر رحب بينما هيَ طعنته ُ من ظهره"
همست في سرها بسخرية"هذا مضحك , مضحكٌ جداً ؛ أن أكون حبيبة شخص لا أعرفه
و لا تربطني علاقة به عدا أنه عدو شخص أحببته , صحيح ! لما لا يكون كين يظن مثلهم !
يُمكِنُني تبرير ذ َ لِكَ له و لكن . . . (تنهدت و تابعت في سرها)سأرحلُ و أترُكُ كُل شيء خلفي
و سأشعرُ بالراحة . . . بالتأكيد سأشعرُ بالراحة ! "
شد لايون على يدها بعد أن دخلوا المصعد:هل أنتِ بخير يا عزيزتي ؟
حاولت الابتسام:أجل أنا كذلك !
إيجي :لا تتضايقي سيكون كُلُ شيء بخير !
ابتسمت له دون أن تنبس ببنت شفه , نزلوا للدور الأرضي ثم اتجهوا لموقف السيارات
نظرت يوشين للحارسين و أشارت لهما و هي تقترب:خُذا الأغراض
و ما أن أخذاها حتى نزل شاب أشقر ذو بشرة بيضاء و عينان رماديتان و شعره منسدل على
كتفيه و من شدة طوله لا تستطيع جوين أن تصل إلى كتفيه حتى , أنحنى بآسف:أنا أعتذر
يا آنستي لأنني تأخرت
"يا إلهي حارس آخر"ابتسمت بضيق:لا بأس لم أكن مستعجلة !
رفع رأسه و آخذ يتأملها ؛ شعرٌ أشقر ناعم بالكاد يتعدى شحمة أذنها و عينان فيروزيتان
واسعتان و قد بدا بهما بعض الاحمرار و بشرة ناصعة البياض مع شفتين ورديتين
و جسم أنثوي ممشوق اختفى خلف تلك الملابس الصبيانية:أنا خادِمُك كريستوفر
ابتسمت له بهدوء , ليُقاطعها إيجي:يبدو أنهُ حان وقت الرحيل . . ,
ألتفتت له بهدوء و همست محاولة تمالك نفسها لكي لا تبكي:يبدو ذلك
لم تشعر ألا بجسد إيجي يحضنها بقوة و هو يهمس:لا تنسينا يا عزيزتي
أحاطت ظهرهُ بيديها:أنا لا أنسى أعز أصدقائي !
أبتعد عنها ليحضنها البقية و ما أن ابتعدوا حتى ذرفت دموعها :حسناً إذاً شباب يبدو
أن الوقت ينفذ (ابتسمت و هي تمسحُ دموعها)لا تتخلوا عن مينورو و كين و ماركوس
و أكي و إيليا من أجلي (توسعت ابتسامتها و هي تنطق تلك الأحرف بألم)فالأصدقاء
القُدماء يفهمونك أكثر من الجُدُد !
أراد تاكيشي الكلام لولا أن صوتاً من خلفه أوقفه:عذراً أيها الأكويا
التفتوا جميعاً ليظهر أنه فتى من المجلس الرئاسي و أردف:المُديرُ يُريدكم في أمر مستعجل !
التفتوا ليوشين وودعوها و ما أن تلاشت ظلالهم حتى نظرت لكريستوفر:لنذهب يا كريس !
أستغرب من اختصارها لأسمه فهذا نادرٌ في عائلة كعائلتها , أنحنى بهدوء و هو يفتح باب
السيارة التي رُسِمَ عليها شعار شركة غوستاف بارسليوس بالألماس , و ما أن انحنت
لتركب السيارة حتى سمعت صوتاً يناديها:يوشين يوشين !
التفتت بسرعة لترى إيليا تركُضُ نحوها:أنتظري لحظة
بقيت يوشين تنتظرها حتى وصلت إليها و ما أن توقفت عندها حتى بدأت تلهث:أنا . . .
آسفة !
-لا بأس يحق لكِ أن تفعلي أي شيء!
نظرت إليها إيليا بتوتر:أودُ أن أخبركِ بشيء جميع من في المدرسة يعرفونه لذلك كرهوكِ
بشدة !
دققت يوشين النظر بوجه إيليا الذي يتصبب عرقاً لِتُردف الأخيرة:لقد سمعتِ عن فتاً يُدعى
سوين , صحيح ؟ هذا الفتى من المدرسة المُعادية لمجمعنا و قد كانوا يكرهون كين بالذات
و يودون أخذ كُل شيء منه , و قبل خمس سنوات أخذوا صديقة كين التي كان يحبها
و التي بقيت بجواره 4 سنوات و لكن سوين أغراها بجماله و ماله بما أنه أبن سادس
أغنى رجل في العالم و ما لبث كين إلا و صديقته تتبع عدوه و منذُ ذلك الوقت أصبح
سريع الغضب و يكرهُ الطلاب الجُدُد لأنهُ يظنُهم من أتباع سوين ؛ بعد أن تحطم كين
تخلى سوين عن ينارا "صديقة كين" و ما لبثت ألا و عادت لكين كسيرة الجناح
لنتفاجئ جميعنا بأنه أحبها من جديد و لكن للأسف عاد سوين مُجدداً و ذهبت ينارا
خلفه تتبعه كالكلب المسعور ؛ وَمُنذُ ذلك الوقت أقسم كين بأنه لن يستقبل أحداً
و لكنه أستقبلكِ أنتِ لنكتشف في النهاية أنكِ فتاة و بدأ الجميع بإطلاق الإشاعات عنكِ
أنتِ و سوين و أظنُ أن كين صدقهم خوفاً من أن يُجرحَ ثانية ً , أرجوكِ أخبريني . . .
(نظرت لها إيليا بترجي)أتوسلُ إليكِ أخبريني , هل أنتِ من طرف سوين ؟
بقيت يوشين صامتة تحاول تحليل ما سمعته ؛ فكيف للرجل الذي أحبته أن يكون أحب
فتاة أخرى ؟ بل كيف يسمح لنفسه بأن يعتقد بأنها من طرف رجل كرهه , كيف يعتقد
أنها سهلة ُ المنال لتذهب لأي رجُل !
ابتسمت بسخرية و هي تنظر لعينيّ إيليا : أنا لست ُ سهلة المنال لأذهب لأي رجل و أخدمه ,
أو أتجه نحو شخص لم يفعل لي شيء و أطعنه من ظهره من أجل رجل خائن !
أدارت ظهرها و تقدمت لتصعد للسيارة:بلغي تحياتي لأصدقائك و خاصة كين و أخبريهم
بأن يوشين ليست بحاجة لأحباء و أصدقاء لا يثقون بها !
صعد كريستوفر بعدها و ملامح وجهه الباردة "التي ستُصيبُ آنسته بالعدوى فيما بعد"
تعتري وجهه ؛لم تسمع إيليا سوى صوتُ فرامل السيارة و هي تبتعد
سافرت أميرتي مع الرياح . . . ,
. . . . و ما زال قلبي حديث ُ الجراح . . . ,
. . . . . . . . . . و روحي تنوحُ , تنوح , لا تكف عن النياح !
✿✿ | | | | |
__________________ |