نظراتها الساهمة ورنة الحزن والأسى العميق في صوتها العذب تحكيان بصدق المأساة الحزينة في أعماقها.
كانت فتاة بائسة يائسة من الحياة ولم يكن في مظهرها ما يدل على ذلك ، تلك كانت حياتها التي لم تعرف ذوق الحنان ولا الحب ولدت في عائلة صغيرة كان يملآها الحنان والعطف الا أن شاءت الأقدار أن تصاب الام بمرض وتنقل الفتاة الى بيت جدتها أن تجد الرعاية التامة كما كان في الحسبان ولكن بعد مرور الأيام و الأشهر والسنوات كبرت الفتاة و بدأت المشاكل تنهمر على رأسها كالمطر الأسود الذي يتساقط ضخات خاصة مع الجدة القاسية.
نعم...لم تكن في مظهرها ما يتناسب مع تلك الحياة اتي تعيشها فكانت ذو جمال باهر ، بينما لم تكن ظاهرة بوضوح عمق أساها ، فكأنما ولدت و بها قدر من الأسى يناسب طاقتها .
حاولت استدراجها لاسماعي شيئا عن حياتها لكنها لم تكن تملك القدرة المناسبة على التعبير، فحياتها المخيفة لا مكان فيها لترف التفكير و لا فوارق الجرأة أو قمم الاثارة ... بل هي عندها مجرد مسلسل لا ينتهي من الضجر.
والحياة؟ ..... ماذا تعني لك ؟ّ بابتسامة ساخرة ردت ان الحياة ألم يتبعها أم و الأمل يحققه عمل والعمل ينهيه أجل فبين الألم والأمل يخوض الانسان هذه الحياة قاصدا النجاح و هذا لن يكون الا بالصبر لذلك اذا أرادنا لحياتنا معنى فيجب أن نصنع لأنفسنا هدفا ، وهدف الانسان في الحياة وذلك يكون بالقضاء على العجز والضجر...................
ومع نظرات بعيدة و كلمات متمهلة أرتني أثار الضرب في جسدها ....ساد الصمت وشردت قليلا ودار حوار بيني و بين نفسي غريبة هذه الدنيا حيث أنها تشبه لعبة ان أتقنها الانسان نجح فيها ، فهي اذن ليست عادلة ، فأما القلوب أغرب منها؟؟؟؟
فجأة سمعنا دوي الرعد ولمعان البرق فألقت بنظرة حزينة الى النافذة فشعرت أن هذا الجو يبعث في نفسها ضيق كلما حل الطقس الماطر.
فجأة أضاء محياها وبدت أنها تذكرت شيئا تود بقوة أن تحكي لي حكايتها و أن علي أن أسمعها.
"لا شك أنك سمعت بحكاية لها بداية ولها نهاية " قالتها بطريقة استفهامية و عندها لم أفهم ماذا كان قصدها.
راحت الفتاة تحدق بي بنظراتمتأملة لا تخلو من اسى فقالت:نعم هذا هو الصبر ... وهذه هي طريقتي عندها شعرت بضيق في التنفس و ألم في صدري حيث أنني أشعر بازدياد الضيق حتى أنني أكاد اختنق , لا اريد اشعر بهذا الالم الغير المحتمل اريد ان اشعر به في عضو من اعضاء جسمي فربما يمكن رؤيت مصدر هذا الالم و معلجته .
فصدقت فدوى طوقان بقولها : اين تذهب قدرتنا على الحب... ؟
و ماذا يفعل بنا الزمن؟
وقفنا معا انا وهي في حضن الغرفة الدافئة التي يعمها جو رومانسي و ثالثنا الصمت و للصمت عبقريته الجمالية التي تنطق بالف فكرة و عاطفة ودعت الفتاة وانا اتمنى ان التقيها مرة اخرى مشيت مسافة و انا تائهة لا اعرف اين اسير...
و رجعت ببصري القي نظرة على اغماقي ... فقالت لي الاعماق هذه الحياة في كل لحظة من لحظات عمره يولد الانسان جديدا و يترك وراءه شخصيته في لحظته الحاضرة ... اليس هذا ما تقوله الفلسفة ؟؟؟؟
رفعت وجهي في السماء مستنجدة بها لتخلصني من تلك الدوامة الرهيبة.

__________________

ردود من فضلكم

__________________

__________________

مرسي على مرورك الكريم
و دمتي عزيزتي

__________________