عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام العامة > مواضيع عامة

مواضيع عامة مواضيع عامة, مقتطفات, معلومات عامه, مواضيع ليس لها قسم معين.

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-16-2007, 10:24 PM
 
Post دولة "قابلة للحياة .. قابلة للموت"


لا برق من غير رعد..
لا مطر من غير سحاب..
لا قتل من غير فتنة..
هنا تكمن الحقيقة بكل أبعادها. أن نخضع لها، أن لا نُغطيها وندفنها تحت أكداس الوهم والمواربة والتجميل الآني.
الحقيقة، قد تكون مؤلمة، قد تلهب بعض ردود الفعل عند أفراد يأخذون الأمور على غير وجه حق.. أو عند آخرين مرتبطين بالتخاذل أو بذيل الدولار.
محوران مدهشان، على الساحة، بحاجة إلى التداول الفكري، والتبصر في ما سيأتي من أحداث، بعيداً عن قلق الأحكام المسبقة والتكهنات غير الواقعية.
المحور الأول: الصورة التي يرى فيها الرئيس الأمريكي نفسه، "كمخلص للبشرية" من شرورها، و"كمبشر" بما يقول إنها الحرية والديموقراطية.
المحور الثاني: مطلب أو رغبة الغائب (شارون)، رئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق في إنشاء “دولة فلسطينية” خلال 30 شهراً ( مضى منها حتى اليوم 17 شهراً...)
(جورج بوش) و”أوامر الرب"
بداية، نتحدث عن الرئيس الأمريكي (جورج بوش) “الابن” الذي يُكرر القول عن انتصار همي في حربه في أفغانستان والعراق، والمقاربة الدينية لأحاديثه، وفق ما قاله لأحد المسؤولين الفلسطينيين بأن “الرب” أمره بإنشاء دولة فلسطينية إلى جانب الكيان الصهيوني. وأن الرب أوصاه بحماية (إسرائيل).. وأن يُحارب الإرهاب مهما كان الثمن!!..
كل ذلك يجب ألا يغيب تلك الصورة التي كان عليها (بوش) “الأب” حينما ارتدى سترة عسكرية عليها “خريطة العالم” وكأنه كان يسعى أو يتمنى أن يكون زعيماً للعالم، أو الشرطي الوحيد، حارس الديموقراطية والحرية، مهما كان الثمن.. أيضاً.
إلا أن حرب الخليج الثانية “غزو الكويت وتحريرها” وما حملته تلك الحرب من أوزار وآثام، مازالت أسرارها طي الكتمان، بدءاً من خروج القوات العراقية من الكويت و"خيمة صفوان" وانتهاء بالحرب الثالثة واحتلال العراق، وما إلى ذلك من غياب أو تغييب “أبطال” كثيرين في تلك المعارك، ويدل ذلك على حجم الأسرار والمخاوف التي قد تحدث حين انكشافها...
إن طموحات (بوش) “الأب” لم تتحقق خلال رئاسته، وهذا ما يُدركه “الابن” الذي حوَّل الأمر كله إلى قضية “شخصية” بذرائع شتى، لا تعرف حتى اللحظة من الذي أدخلها في رأسه وأحلامه.. قضية “وحي من الرب” إن جاز التعبير، يأمره بالحرب، في أفغانستان، وفي العراق. ويأمره بحماية (إسرائيل)..
الرئيس (بوش) “الابن” لم يخرج عن المنظومة “العقدية” أو منظومة الذين قادوا أمريكا ووضعوها على شفير حروب لن تنتهي بسهولة، إنه ينطلق من مبدأ “الأنا القوي” ومن مبدأ “الذي ليس معي فهو ضدي” ومن نتائج الغرور ب “التقنية العسكرية” المشهود لها..
لكن السؤال المهم هو: ألم يأمر “الرب” عبده (بوش) "الابن" بنشر السلام والطمأنينة والرحمة؟ أم أن الأمر جاء بمفهوم “توراتي” كأن يأمر بالقتل والبطش كما حدث في الأيام الأولى حين دخل “بنو اسرائيل” أرض كنعان، فأمرهم الرب بقتل كل رجل وطفل وامرأة وشيخ، وقتل الشجر والبقر..!!! “سفر أشعيا".
لماذا لم يأمر الرب عبده (بوش) بتدمير كوبا مثلاً!؟
الصورة برمتها لا تُثير الاستغراب أمام ما نراه اليوم من استباحة للتاريخ والجغرافيا في منطقتنا العربية، فالقتل والدمار والخراب على أشده في فلسطين والعراق، على أيدي الصهاينة وجيشهم الذي جاء أفراده من كل لون وعرق، وعلى أيدي القوات الأمريكية في العراق حيث جاء (بوش) الابن أيضا بمرتزقة من كل صوب ولون، وآخرهم من أمريكا اللاتينية.
أليس هذا هو “تهافت الأمم علينا”!؟..
ما الذي دفعهم لفعل ذلك!؟
يقول قائل: لو كنت مكانهم لفعلت ما فعلوا!..
لماذا..؟
لأن المنطقة تمور بالتاريخ والثروة، بالوجدان، بالنقاء الفطري، بكل ما يعني العالم من مفاهيم وحضارة.. إلا أن الجغرافيا اختلفت، منذ ثورة الشريف حسين مروراً بوعد (بلفور) و(سايكس بيكو) و(حسين / مكماهون)، والعدوان الصهيوني وانتهاءً ب “الدولة الفلسطينية” القابلة للحياة!
أي أن المنطقة منذ 1948 تحديداً، كانت ثمرة هزائم فكرية وأخلاقية وثمرة خيانات وجهالات دفعت ثمنها أجيال عدة. وكلما تبزغ شمعة لتُضيء العتمة يتكالب عليها الآخرون.. بظلمهم وظلامهم.
وعلى الصعيد البشري، حدث ولا حرج عن حجم تلك العداوات بين شعوب المنطقة "العربية" وعن الحدود والصدود والقيود.. عن الاتهامات بالخيانة، عن الخيانات بحد ذاتها..
الذي نواجه، هو ثمرة ما زرعنا، وحولنا الهزائم إلى دعاء ورجاء، وأطلقنا مسميات ناعمة على انكساراتنا، وتم استغلال ذلك في الصعود إلى العروش، على أكتاف القضايا الجوهرية والشعوب المقهورة.

دولة (شارون)
لو استطعنا امتلاك ميزان حقيقي لقياس المكاسب والخسائر من علاقاتنا بالعدو الصهيوني.
لو استطعنا أن نفكر بما هو أبعد من الأنف قليلاً لرأينا الصورة أوضح.
لو استطعنا أن نفهم الفكر التوراتي الذي يحكم الكيان الصهيوني ومعظم الغرب لأدركنا أن كل خطوة منهم محسوبة بدقة متناهية، فهم حين يُلقون حجراً في بركة ماء يُدركون سلفاً عدد الدوائر ومساحاتها الناجمة عن ذلك الحجر!
من غرائب الأمور أن يُطالب “عدونا” بإنشاء دولة فلسطينية خلال 30 شهراً.. ومن غرائب الأمور أيضاً أن يكون هناك مسمى "دولة قابلة للحياة".
ألا يعني ذلك أنها قابلة للموت أيضاً!؟..
الغريب أيضاً أن يتم الحديث عن تمويل لربط الضفة والقطاع بخط سكة حديد أو طريق بري سريع أو عبر نفق!..
هذا الأمر تطرقت إليه شخصيا منذ 30 عاماً، حين كتبت مقالاً في صحيفة خليجية بتاريخ (12/8/1974) تحت عنوان “مصاعب أمام قيام الدولة الفلسطينية” اعتبره كثيرون وقتها (على رأسهم ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في ذلك البلد) خروجاً عن المألوف ودخولاً في “المحرمات السياسية”. أهم ما جاء فيه تصوري لدولة في الضفة وغزة ، وكيفية ربطها بالأساليب الثلاثة ( قطار، طريق سريع، نفق) وترجيح الحل الثالث لأسباب عدة يؤكد عليها الكيان الصهيوني، وفي المقال أيضاً إجراءات وخطوات مقترحة، وراهنت وقتها على الديموغرافيا الفلسطينية، وهذا ما شهدناه ونشهده اليوم بالتفصيل الدقيق.
الأمر لم يكن نبوءة ، بل كان قراءة صحيحة للحال، ورؤية شفافة للمستقبل.
الأهم من ذلك أن (شارون) كان يُريد "دولة فلسطينية".. لماذا!؟
نقول من جديد، إن المتغيرات تفرض ذلك، والانسحاب من غزة ما كان بسبب المقاومة وحدها فحسب، بل لظروف اجتمعت وساعدت على ذلك، منها التطور التاريخي وسقوط مفهوم الجغرافيا (من الفرات إلى النيل) لدى الكيان، والتطور الديموغرافي الفلسطيني في الوطن التاريخي، كل ذلك يؤكد الحقائق التاريخية والجغرافية؛ فعلى مدى 55 عاماً لم يستطع الكيان الصهيوني أن يدخل ضمن وجدان المنطقة رغم عدد اليهود من أصل عربي ، بل بقي جسماً غريباً عنها، وسيبقى كذلك مهما فعل الصهاينة أنفسهم، أو مهما فُتحت أبواب التطبيع أمامهم.. فالمحصلة واحدة..
وليس أمام هذا الكيان الآن من خيار إلا العودة إلى سالف الوقت ونظام "الجيتو" المتمثل في الجدار العنصري الذي يُقيمونه حول أنفسهم وليس حول الفلسطينيين!..

ثمن الدولة
لكن، ما هو الثمن الحقيقي للدولة التي تريدها لنا أمريكا والكيان الصهيوني..؟؟
هل ستكون بوابة الكيان إلى الوطن العربي "الاستهلاكي ومنتج النفط"؟
أم ستكون ساحة لحرب أهلية داخلية مستعرة بين الفلسطينيين أنفسهم، أو بينهم وبين مصر والأردن مع الأخذ بعين الاعتبار الأوضاع السابقة لحرب حزيران 1967..؟
الأدلة تقول إن أمريكا والكيان الصهيوني يُلقيان بالحجر في المياه الفلسطينية والعربية، ويتفرجان على الدوائر المتناسخة!..
نقول: قوات الاحتلال الصهيوني خرجت من غزة "شكلاً وفرضت حصاراً وتركت احتلالاً من نوع آخر، أهم من الاحتلال العسكري والمستعمرات؛ تركت بذور فتنة، وبعض الذين يُطلقون الرصاص على صدور الفلسطينيين! تركت عملاءً وجهلة، يُفجرون ويتهمون الآخر ويخطفون تحت مسميات عدة، في الوقت الذي يُطالب فيه المخلصون بأن يقف الفلسطينيون يداً واحدة لإعادة البناء والكرامة والإنسانية للفلسطيني الذي كابد الاحتلال والمنافي.
لم يكن (شارون) عابثاً إلى درجة المناداة بدولة فلسطينية من دون ثمن أكبر..
ما هو الثمن يا ترى؟
هل تتكرر الصورة الراهنة في العراق. أم تعود الصورة التي كانت في لبنان أيام الحرب الأهلية، أم أن الأمر سيكون أكبر بكثير؟ خصوصا بعد الرفض الصهيوني المطلق للحكومة الفلسطينية..
الأيام القليلة المقبلة ستكشف ما ذهبنا إليه..
ونسأل الله أن يبث الطمأنينة والأمن..
فانتبهوا..
__________________
إذا كنتَ لا تقرأ إلا ما توافق عليه فقط، فإنكَ إذاً لن تتعلم أبداً!!!
ولا برق من غير رعد..
ولا مطر من غير سحاب..
ولا قتل من غير فتنة..


  #2  
قديم 05-17-2007, 12:31 AM
 
رد: دولة "قابلة للحياة .. قابلة للموت"

ستكرر الصورة العراقية
ربما ببعض التحوير في السناريوهات بما يتفق مع التغير الذي أحدثة النضال العراقي المستمر في الوهم الأمريكيبالسيطرة المطلقة والسريعة...
ربما بوسائل عسكرية أقل وسيطرة فكرية وسياسية أكبر
ربما بمزيد من التعاون مع الانظمة ومزيد من التكبيل للمواطنين
ربما وربما
لكن الصورة العراقية ستتكرر على الآرجح ...ستتكرر بوجهيها العراقي المناصل والأمريكي المحتل ولن تحرم طراطير العمالة

شكرا محمد الصغير للتقرير الرائع
__________________

  #3  
قديم 05-17-2007, 09:11 PM
 
رد: دولة "قابلة للحياة .. قابلة للموت"

اخي محمد ولو ان هذا التقرير مضى عليه سنتان وتسعة اشهر وانظر ماذا عملت المقاومه العراقيه البطله كيف انهت حلم بوش الارعن ولولا فعل المقاومه البطولي لكانت خارطة الدول العربيه قد تغيرت ولصال وجال العملاء والخونه ولكن هيهات لهم ولسيدهم بوش والايام ستخبركم عن انسحابهم من العراق وتبديد حلمهم ولات ساعة ندم شكرا لك عزيزي على النقل والجهد الرائع
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:55 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011