عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

Like Tree2Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 01-14-2012, 06:39 PM
 
(4)


فى إحدى الغرف الضيقة المظلمة ألقوا به، بعد أن غطوا عينيه بعصابة سوداء ، تركوه لأكثر من ساعة ، أصابته قشعريرة ، الجو شديد البرودة كأنه يجلس عاريا فى شارع من شوارع موسكو .
مازال الرجل مندهشا مما يحدث له ،عاش أكثر من ربع قرن فى أمريكا لم يرَ ما يراه الآن ، تذكر ما كان يقرؤه عن وحشية التعذيب التى يلاقيها المعارضون للنظام فى بلاده ، لكنه لم يشارك هؤلاء المعارضين ، لم يلتقِ بأحدهم ، لم يراسل واحدا منهم ، ماذا جرى ؟ .
فجأة فُتح باب الغرفة ،سمع صوت خطوات تقترب منه شيئا فشيئا، فاذا بشخص يقف أمامه، يوجه له الحديث قائلا : يادكتور نحن نأسف لما حدث لك ، وهذا الأمر خارج عن إرادتنا ، إننا نعلم عنك كل صغيرة وكل كبيرة ، ونحن متأكدون من أنك لا تعادى النظام ، ولست من المعارضين ، بل ولا تعتنق أية توجهات سياسية مخالفة لنا .
رد عليه الدكتور " أسعد" بصوت خافت : إذاً أين هى المشكلة ؟ .
قال : لم تكن لك مشكلة مع أحد ، ولكن واضح أن لك مشكلةً مع سيادة الرئيس نفسه ، نحن لا نعرفها ، ولم يخبرنا بها ، وهذا هو سبب المجىء بك ، فلتخبرنا عنها .
تحدث الدكتور "أسعد" بصوت مرتعش : أنا ليس لى مشكلة مع أحد من البشر ، لا مع الرئيس ولا مع غيره ، ولم تربطنى فى يوم من الأيام علاقة بشخص الرئيس ، لا من قريب ولا من بعيد ، اللهم إلا أنه كان زميلا لى فى التعليم الأساسى ، طفلان فى فصل واحد ، لمدة ثلاث سنوات ، قضيتها فى قريتى ، ثم انتقل أبى بأسرتنا كلها إلى العاصمة ، ولم تعد لى علاقة بقريتى إلا فى المناسبات فقط ، ولم أعد أتذكر شيئا سوى أسماء التلامذة زملائى فى الفصل ، ومنها اسم الرئيس خماسيا .
تنهد قليلا ثم استأنف حديثه ...
وعلمت كما علم الناس باسمه يوم تولى حكم البلاد ، ومرت الأيام والسنون ولم ألتقِ به فى يوم من الأيام ، ولم أسعَ للقائه ، لم أتفاخر بزمالتى للرئيس أمام أى شخص حتى أبنائى .
الشخص المجهول الذى يسمعه الدكتور "أسعد" ولا يراه هو الوحيد الذى تحدث معه بأسلوب فيه شىء من الاحترام ، هذا الشخص فى نهاية حواره معه حاول أن يُهدئ من روعه ويطيب خاطره ، أخبره بأنه سيقابل الرئيس بعد أقل من ساعة بملابسه التى حضر بها ، وقد صارت رائحتها كريهة ، حذره من الخروج على النص.
إذا دخلت على الرئيس فلا تتكلم ، إلا إذا طلب منك الكلام أو سألك سؤالا ، التزم بتوجيهات رجل الأمن المرافق لك ، ولا تضعنا وتضع نفسك فى مواقف محرجة ، ختم الرجل حديثه معه ، تركه وحيدا فى الغرفة وخرج .


سنكمل غدا
ان شاء الله...
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
  #7  
قديم 01-14-2012, 11:27 PM
 
"5"

اقترب الوقت من الساعة الثانية والنصف صباحا ، كان الدكتور " أسعد" قد أُصيب بالإجهاد والتعب من كثرة وقسوة ما تعرض له من مواقف مهينة ، ساءت حالته النفسية ، لم يُصب من قبل بمثل هذه الإهانات التى تعرض لها هذه الليلة ، لم تنسه هذه المواقف اللاإنسانية القاسية التفكير فى أسرته ، إنه قلق على زوجته وأولاده ، ماذا حدث لهم ؟، هل يُفعل معهم ما يُفعل معى الآن ؟ ، هل يتعرضون لمثل هذه المواقف المهينة كما أتعرض لها ؟ أسئلة ظلت تراوده فى ذلك الوقت العصيب.
وجاء الموعد ، موعد لقاء الرئيس ، ولكنه لقاء مختلف ، الرئيس هو الذى طلبه ، وحده سيلتقى بالرئيس دون أن تُنصب الكاميرت لتصوير اللقاء ، حتى الملابس ليتها غير لائقة وفقط ، لكنها ملابس رثة قذرة ، ليست من قيمة الرجل العالم .
بعد أن رفعوا العصابة عن عينيه ، أدخلوه إلى غرفة واسعة ، إضاءة خافتة فى مدخلها ، وفى آخرها يظهر من بعيد رجل يجلس على مقعد ، يمد رجليه على منضدة صغيرة منتعلا حذاءً فخما ، الأضواء الشديدة مسلطة صوب الحذاء بصورة مركزة .
على الرغم من الارتباك الذى تملكه ، إلا أنه تذكر ماركة هذا الحذاء ، إنها الماركة الأمريكية الشهيرة ، تذكر ثمنه ، الذى يقارب العشرين ألف دولار أمريكى.
أدار عينيه بعيدا عن الحذاء ، ليرى منتعله ، تبين بكل وضوح ، إنه فخامة الرئيس ، التقت عيناه بعينيه ، لجزء من الثانية ، نظر إليه الرئيس نظرة استعلاء ، لم يعره اهتماما ، همت نفسه بالكلام ، يرغب فى أن يشكو للرئيس ما حدث له من إهانات ، لكنه تذكر وصايا الرجل الذى تحدث معه ولم يره.
بعد أن تأكد أن الزائر قد رآه رأى العين ، أشار الرئيس بيده لرجل الأمن المرافق للدكتور " أسعد" ، إشارة تفيد بأن أخرجوه فورا ودون تأخير ، لم تدم تلك المقابلة سوى دقيقتين أو أقل.

"6"

فى تمام الساعة الثالثة إلا ربع فجرا ...ألقوا بالدكتور "أسعد" بعيدا عن القصر الرئاسى ، بما يزيد عن مسافة ثلاثة كيلومترات .
وجد نفسه وحيدا ، فى مكان بارد موحش ، يكاد لا يرى شيئا ، المكان يكسوه الظلام الدامس والصمت المرعب .
قال لنفسه : من الممكن أن أموت هنا ولا أحد يرانى أو يعرف بوجودى ، وليس معى هويتى الشخصية .
أحس بالدوار، ثارت نفسه للقىء ، كاد يفقد توازنه ، حاول أن يلملم أشلاء نفسه ، التفت يمينا والتفت يسارا ، عسى أن يجد سيارة تقله إلى بيته ، ليس معه مال ، لا يوجد معه رفيق ، ملابسه التى لم يسمحوا له بتغييرها ، باتت وكأنها ملابس شحاذ ، أو ملابس مجنون يسير هائما على وجهه فى الشوارع .
وقف فى عُرض الشارع أكثر من ساعة ، يعانى من قسوة البرد القارس ، من شدة الخوف ، ثم جاءت سيارة ، اصطحبه قائدها معه ، بالطبع لم يعلم حكايته ، وإلا ما أركبه سيارته.
كانت الأسرة فى انتظاره ، قلق ورعب و خوف ، أجروا اتصالات كثيرة بالعديد من الأقارب والأصدقاء ، من ذوى المراكز المرموقة والمناصب الكبرى فى البلاد ، غير أن جميعهم لم يردوا ، إلا واحد منهم أجاب على استحياء ، تحدث بصوت خفيض مرتجف وقال : إن الموضوع أكبر منه ، ولا يستطيع أن يفعل شيئا ، وإلا أُطيح به من منصبه ، وأُلقى به فى المكان المعتاد للمغضوب عليهم من النظام.

"7"

أمام باب الفيلا ، الزوجة والأولاد ينتظرون ، لم يناموا ليلتهم ، وكأنهم كانوا يشاركون الأب مأساته ، التى عاشها وحده الليلة الفائتة ، ظلمة ما بعد الفجر تودع الكون ، تلفظ أنفاسها الأخيرة ، بدأ ضوء النهار يتجلى ، يبدد تلك الظلمة حتى يستطيع بقدر الله أن يمحوها ، فيرى الناس بعضهم بعضا .
لم يمر وقت طويل ، رأوا شبح رجل خمسينى يتجه صوبهم ، تدريجيا استطاعوا أن يتعرفوا عليه ، إنه الدكتور" أسعد" ، هُرعوا جميعا إليه ، بمجرد أن وصلوا إليه أُغمى عليه ، سريعا طلبوا له سيارة الإسعاف ، انطلقت به إلى المستشفى ،إلى غرفة العناية المركزة أدخلوه.
مرت ست ساعات طوال ، والرجل ما بين الحياة والموت - كما قال الأطباء عن الحالة - ، تدريجيا تحسنت حالته ، اطمأنوا عليه ، نقلوه إلى إحدى غرف المستشفى ، دخل عليه أفراد أسرته ، لم يكلمهم ، ولم يرد عليهم إلا بالإشارة بيديه ، رغم قدرته على الكلام .
الموقف ليس موقف كلام ، ولكنه موقف تفكر وتدبر ، ماذا حدث لى ؟ ولماذا حدث ؟ ولماذا معى أنا بالذات ؟ ، ولماذا حدث ذلك الآن ولم يحدث من قبل ؟ ، وما معنى قولهم : " إن مشكلتك مع الرئيس نفسه ؟ " ، وماذا فعلت أنا مع الرئيس ؟ ظلت هذه الأسئلة تدور فى رأس الدكتور "أسعد" بضع ساعات دون أن يجد لها إجابات .
مازال يفكر ويعيد التفكير ، يتذكر ويعيد التذكر من جديد ، يتذكر أول يوم رأى فيه شخص الرئيس وهو طفل صغير ، تلميذ فى المدرسة ، فى التعليم الأساسى ، ينقب عن المواقف التى ربما نتجت عنها مشكلة مع هذا الطفل الصغير ، ربما اعتدى عليه بالضرب ، أو أصابه بسوء وهو غير متعمد .
مازال يعصر تفكيره ويجهد عقله ، أملا فى الوصول إلى موقف أغضب الطفل الصغير الذى مرََّ أكثر من أربعين عاما ، ولم يذهب عنه غضبه .
أربعون عاما أو أكثر مدة زمنية طويلة جدا ، كيف يستطيع الإنسان أى إنسان ، ولو كان عبقريا أن يُرجع الذاكرة إلى الوراء كل هذه المدة ، ليأتى بموقف بين طفلين صغيرين .
فجأة نطق الرجل بصوت جهورى ، كاد يزلزل مبنى المستشفى : " يوريكا " كما صدع بها " آرشميدس"- أى وجدتها - عندما توصل إلى قانون الطفو، ماذا وجدت يا دكتور "أسعد" ؟ (سأله كل من حوله فى الغرفة ).
تحدث بهدوء وبصوت خفيض دون انفعال وقال : تذكرت ذلك الموقف الذى حدث بينى وبين الرئيس وهو طفل صغير ، عدت إلى المدرسة بعد أن قضينا الإجازة بمناسبة أحد الأعياد ، وأثناء وقوفى معه فى فناء المدرسة ، قلت له : انظر إلى حذائى الجديد لقد اشتراه لى أبى بمبلغ كبير ، هذا الحذاء لا يلبس مثله أحد من التلامذة فى المدرسة ، هذا ما قاله لى أبى ، عندها تمتم بعض الكلمات التى لم أسمعها ، تركنى مبتعدا عنى ، وهو ينظر إلى حذائه القديم المهترىء ، تركنى وأنا لا أفهم لماذا تركنى ؟ .
صمت الدكتور "أسعد" برهة ثم استأنف حديثه قائلا : الآن أتذكر أن الموقف لم ينتهِ عند هذا الحد ، وإنما استمر حتى دخلنا الفصل ، فإذا به يشكونى إلى المُدرسة أننى قد تفاخرت عليه بحذائى الجديد ، وأننى قد عايرته بحذائه القديم المتهالك ، الأمر الذى لم يحدث ، نفيت للمدرسة مزاعمه أمام التلاميذ ، صدقتنى المدرسة وكذبته ، وسط ضحكات زملائنا ، ومن يومها ابتعد عنى ولم يكلمنى مرة أخرى .

تمت القصه...
بعون الله
احبكم جميعا؛؛؛
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
  #8  
قديم 01-18-2012, 10:49 PM
 
حلوه حلوه والله حلوه هههههه:lamao:
كل هذي المشاكل عشان حذاء
تسلم تسلم خيو هههههه
  #9  
قديم 01-18-2012, 11:58 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يسلمـــووو يسلمـــوووو مشاهدة المشاركة
حلوه حلوه والله حلوه هههههه:lamao:
كل هذي المشاكل عشان حذاء
تسلم تسلم خيو هههههه

نعم اختي الكريمه
هذه القصه تحكي واقعنا
شكرا علي المرور الطيب
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
  #10  
قديم 01-25-2013, 08:06 PM
 
.................
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
!!!! المراءة حذاء كنتاكوا مواضيع عامة 2 12-22-2011 09:23 PM
حذاء المنتظر جينارو كاتوسو أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 10 02-20-2011 12:06 PM
حذاء غااااااااااااااااااااااااااندي ỉйά ΆҚяạ๓₦ مواضيع عامة 18 10-29-2010 11:10 PM
حذاء آخر موضة سـعدون نكت و ضحك و خنبقة 9 05-20-2010 07:01 PM
حذاء الطنبوري mk1990. أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 12-29-2008 11:31 AM


الساعة الآن 11:34 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011