عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

Like Tree212Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 03-26-2012, 03:45 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قاسم العكيدي
الى من سمى نفسه ( السلفي) والسلف الصالح منه ومن امثاله براء الى يوم الدين انت تخالط الاوراق أتأتي بأيات التي انزلت للكافرين وترمي بها الى المؤمنين بالله وبرسوله. ان كائنات الحيه والجنة والنار والارض والسماء والبشريه كلها خلقت من أجل سيد الانبياء والمرسلين شفيع الامه سيدنا محمد( صلى الله تعالى عليه وسلم)لولاك لولاك ما خلقت الافلاك ثم انك تنكر الوسيله والشفاعه والاستغاثه قال تعالى ( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيله وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون) وقال تعالى ( من ذاالذي يشفع عنده الا بأذنه ) وقال تعالى ( وأستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه) ام تفسر وتأول القران على اهواك ان الكفار في زمن الجاهليه كانوا يتوسلون الى الاصنام كي يقربهم الى الله زلفا مع علمهم بوجود الله ( جل جلاله ) بقوله تعالى ( ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفا) قال تعالى ( ولما جاءهم كتاب من عند لله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا ولما جاءهم ماعرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين )يوم يبعثر ما في القبور ويحصل ما في الصدور فانا بالله معتصمون وبرسول الله ( صلى الله تعالى عليه وسلم)وشفاعته متوسلون....


بسم الله الرحمن الرحيم

اول شيء الموضوع واضح وضوح الشمس

وانت الذي يخلط الامور
وتضع الايات في غير موضوعها


ثانيا:
ساوضح لك من باب تعليمك العقيده الصحيحه
وهذا واجب عليّ




فمن المعلوم أن أي عمل يقوم به الإنسان لا يكون مقبولا عند الله تعالى حتى يتوفر فيه شرطان:
أحدهما: أن يكون خالصا لوجه الله.
الثاني: أن يكون موافقا لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

ونظرا لأن التوسل البدعي يخل بالشرط الثاني، بل إنه وسيلة قد تفضي إلى الشرك، وقد أشكل فهمه على كثير من الناس، مما أوقع الكثير فيه؛ لذا أحببت أن أكتب لمحة موجزة حول التوسل المشروع والممنوع.

تعريفه:
التوسل في الشرع: هو التقرب إلى الله تعالى بما شرعه في كتابه، أو على لسانه رسوله صلى الله عليه وسلم.

الوسيلة في الشرع:
ما يتقرب به إلى الله، رجاء حصول مرغوب، أو دفع مرهوب، من فعل الواجبات والمستحبات أو ترك المنهيات، وتكون مشروعة، كما تكون ممنوعة. والوسيلة تكون مشروعة وتكون ممنوعة، فما وافق الكتاب وصحيح السنة فهي مشروعة، وما خالف الكتاب والسنة فهي ممنوعة.

أنواع التوسل:

أولا: التوسل المشروع
التوسل المشروع هو تقرب العبد إلى الله بوسيلة وردت في الكتاب أو صحيح السنة، ومن أنواعه

الأول: التوسل بأسماء الله وصفاته:
قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [سورة الأعراف: 180].
وجه الدلالة: أن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن ندعوه متوسلين بأسمائه الحسنى، وأسماؤه سبحانه متضمنة لصفاته، فتكون داخلة في هذا الطلب. وبذلك يتضح دلالة الآية على مشروعية التوسل بأسمائه وصفاته.

بيانه: هو التوسل إلى الله بالاسم المقتضي لمطلوبه أو بالصفة المقتضية له.
مثاله: كأن يقول في دعائه: "اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تعطيني كذا أو تدفع عني كذا". أو يقول: "اللهم إني أسألك بأنك أنت الرحمن الرحيم، اللطيف الخبير أن تعافيني". أو يقول: "اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن ترحمني وتغفر لي، ونحو ذلك".

ومن السنة ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمر يقول: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث» [رواه الترمذي].

الثاني: التوسل بالأعمال الصالحة:
وهو التوسل إلى الله تعالى بالإيمان به وطاعته، ويدخل في ذلك كل عمل قام به العبد بقلبه أو لسانه أو جوارحه خوفا من الله أو رجاء له وحده، لا لدافع آخر.

كيفيته: هو أن يتذكر الداعي عملا صالحا قام به لله وحده لا لدافع آخر، وبعد أن يتذكر العمل يتوجه إلى ربه متوسلا بهذا العمل في أن يعطيه أو يدفع عنه.

مثاله: كأن يقول المسلم: "اللهم بإيماني بك واتباعي لرسولك اغفر لي". أو يقول: "اللهم إنك تعلم بأني عملت كذا - ويسمي عملا قام به لله وحده - اللهم إن كنت عملته رجاء لثوابك وخوفا من عقابك فأعطني كذا أو ادفع عني كذا". ونحو ذلك. قال تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم} [سورة البقرة: الآية 127]، {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [سورة البقرة: الآية 128].

وجه الدلالة: في الآيتين توسل برفع القواعد من البيت الحرام، وهو عمل صالح، ذلك أنه استجابة لأمر الله لهما بذلك.

ومن السنة ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه، فإذا أراد أن يضطجع، فليضطجع على شقه الأيمن، وليقل: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين»[رواه البخاري].

وجه الدلالة: في الحديث وصية من المصطفى صلى الله عليه وسلم للمضطجع أن يقدم بين يدي دعائه توسلا إليه سبحانه بتسبيحه وتنزيهه، واعتقاد صادق بأنه لا يضع جنبه أو يرفعه إلا بعون من الله تعالى، ولا شك أن هذا المتوسل به من أعمال اللسان والقلب الصالحة.

الثالث: التوسل إلى الله بدعاء الصالح الحي:
وهو توسل المسلم الذي وقع في ضيق أو حلت به مصيبة بدعاء إنسان يظهر عليه الصلاح والتقوى، ويتم بطلب من المتوسل، كما يتم من غير طلب.

مثال الأول: كأن يذهب المسلم الذي حلت به مصيبة وعلم من نفسه التفريط في جنب الله إلى رجل يعتقد فيه الصلاح، ويطلب منه أن يدعو الله له أن يرفع عنه ما حل به.

ومثال الثاني: كأن يرى العبد الصالح أخا له في ضيق وشدة فيدعو الله له أن يفرج عنه. ويكون في حضور المدعو له، كما يكون في غيبته، ولا فرق أن يدعو الأعلى للأدنى، أو الأدنى للأعلى، فكل ذلك جائز ومقبول إذا شاء الله سبحانه وتعالى.

مثال الأعلى للأدنى: توسل الصحابة بدعاء نبيهم صلى الله عليه وسلم.

ومثال الأدنى للأعلى: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في العمرة فأذن لي» وقال: «لا تنسنا يا أخي من دعائك» [رواه الترمذي وأبو داود]. قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} [سورة النساء: الآية 64].

وجه الدلالة: في الآية إرشاد لمن ظلم نفسه بارتكاب خطيئة إلى سببين ينقذان منها:

الأول: الاستغفار بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عمل صالح يقدمه الإنسان وسيلة للاستجابة.
الثاني: استغفار الرسول صلى الله عليه وسلم له، وهذا هو محل الشاهد إذا هو توسل بدعائه صلى الله عليه وسلم. وعليه فكل إنسان يصح له أن يتوسل بدعاء أخيه كأن يقول: "استغفر لي"، أو يدعو لأخيه كأن يقول: "اللهم اغفر لفلان".

ومما يجب التنبيه عليه أن المجيء في الآية المراد به مواجهته صلى الله عليه وسلم وهو حي لا المجيء إلى قبره؛ لأن استغفاره صلى الله عليه وسلم قد انقطع بوفاته، وعليه فلا يجوز المجيء إلى قبره أو قبر أحد من الصالحين لأجل سؤالهم أن يستغفروا الله لنا من ذنوب اقترفناها.

من أفعال الصحابة رضي الله عنهم:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال: "اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا". قال: فيسقون. [رواه البخاري]. وقد روي عن ابن عمر أن هذا الاستسقاء كان عام الرمادة.

وجه الدلالة: يفيد الأثر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عام الرمادة استسقى بالعباس بن عبد المطلب ـ أي بدعائه ـ مثل ما كانوا يعملون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، طلبوا منه أن يدعوا الله أن يغيثهم، ويؤكد ذلك الواقع فقد أخذ يدعو وهم يؤمنون، ولو كان المراد بجاهه لاختار جاه الرسول صلى الله عليه وسلم فهو أعظم، لكن نظرا لأنه بالدعاء، والدعاء لا يمكن من الرسول صلى الله عليه وسلم لوفاته فاختار لذلك التوسل بدعاء العباس وقد أقره الصحابة على ذلك فكان إجماعا، والإجماع حجة قاطعة، فتأكد بذلك مشروعية التوسل بدعاء الصالح الحي لا بجاهه أو ذاته.

الرابع: التوسل إلى الله بذكر الحال:
وهو أن يتوسل إلى الله بذكر حال الداعي المبينة لاضطراره وحاجته.

مثاله: توسل موسى عليه السلام بذكر حاله بعد أن سقى للمرأتين من ماء مدين. قال تعالى عن موسى عليه السلام:{فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [سورة القصص: 24].

وجه الدلالة: أن في الآية بيان أن موسى عليه السلام بعد أن سقى للمرأتين تولى إلى الظل، ثم توجه إلى ربه مبينا افتقاره للخير الذي يسوقه إليه. وهذا سؤال منه بحاله، وقد استجاب الله دعائه قال تعالى: {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا} [سوة القصص: 25]. وذلك دليل على مشروعية التوسل بذكر الحال.

ثانيا: التوسل الممنوع
التوسل الممنوع هو تقرب العبد إلى الله بما لم يثبت في الكتاب ولا في صحيح السنة أنه وسيلة.

أنواعه:

الأول: التوسل بوسيلة نص الشارع على بطلانها:
وهو توسل المشركين بآلهتهم، وحكمه أنه شرك أكبر، وبطلانه ظاهر، قال تعالى: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّار} [سورة الزمر: 3].

الثاني: التوسل بوسيلة دلت قواعد الشرع على بطلانها:
ومن ذلك ما يلي:

1- التوسل إلى الله بذات مخلوق.
مثاله: أن يقول المتوسل: "اللهم إني أسألك بنبيك ـ ولا يعني إلا ذاته ـ أن تعطيني كذا أو تدفع عني كذا".

2- التوسل إلى الله بجاه مخلوق أو حقه ونحوهما.
مثال: أن يقول المتوسل: "اللهم إني أسألك بجاه نبيك أو بحق نبيك أن تعطيني كذا أو تدفع عني كذا".

3- التوجه إلى ميت طالبا منه أن يدعو الله له.
مثاله: كمن يأتي إلى الميت من الأنبياء أو الصالحين ويقول له: "سل الله لي أو ادع الله لي أن يعطيني كذا، أو يدفع عني كذا".

4- أن يسأل العبد ربه حاجته مقسما بنبيه أو وليه أو بحق نبيه أو وليه ونحو ذلك.
مثاله: أن يقول: "اللهم إني أسألك كذا بوليك فلان، أو بحق نبيك فلان". ويريد الإقسام، أو يقول: "اللهم إني أقسمت عليك بفلان أن تقضي حاجتي".

حكم هذا النوع من التوسل:

أنه محرم لأنه لم يرد فيه دليل تقوم به الحجة، ولأنه ذريعة إلى الشرك. وقد يصل إلى الشرك الأكبر إن اعتقد في المتوسل به شيئا من النفع أو الضر دون الله.

أدلة منع هذا التوسل:

أولا: هذا النوع من التوسل لم يرد له دليل في الكتاب ولا في صحيح السنة، ونحن مأمورون بالالتزام بهما، وعليه فهو غير مشروع ، وإنما هو بدعة ممنوعة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد»[أخرجه البخاري]. وقال صلى الله عليه وسلم: «وإياكم ومحدثات الأمور» [رواه الترمذي وأبو داود].

وإن زعم المخالف أنه موجود فيهما أو في أحدهما، قلنا هذا زعم باطل، إذ لا دليل عليه، ومما يؤكد بطلانه أنه لم يعمل به الصحابة ومن أتى بعدهم من أهل القرون المفضلة الذين هم أعلم هذه الأمة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأشدهم حرصا على الالتزام بهما. فلو كان موجودا لعملوا به، أيضل عنه الصحابة ويهتدي إليه هؤلاء المتأخرون؟!

الثاني: أن هذا النوع من التوسل ذريعة إلى الشرك، وبما أن الوسائل تابعة للمقاصد في الحكم، فهو ممنوع سدا للذريعة، وإبعادا للمسلم من قول أو فعل يفضي إلى الشرك، ولذا جاءت أدلة كثيرة في الكتاب والسنة تدل دلالة قاطعة على أن سد الذرائع إلى الشرك والمحرمات من مقاصد الشريعة، ومن ذلك قوله تعالى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [سورة الأنعام: الآية 108]. فنهى سبحانه وتعالى المسلمين عن سب آلهة المشركين التي يعبدونها من دون الله مع أنها باطلة، لئلا يكون ذلك ذريعة إلى سب المشركين الإله الحق سبحانه، انتصارا لآلهتهم الباطلة جهلا منهم وعدوا.

ومن ذلك نهيه صلى الله عليه وسلم عن بناء المساجد على القبور، ولعن من فعل ذلك؛ لئلا يكون ذلك ذريعة إلى اتخاذها أوثانا والإشراك بها.

الثالث: أن في هذا النوع من التوسل محذورا من وجهين:

1- فيه شبه بتوسل المشركين بآلهتهم وقد ذمه الله حيث قال سبحانه: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} [سورة الزمر: الآية 3].

ففي الآية عاب سبحانه أمرين:

- عاب عبادة الأولياء من دونه.
- عاب محاولة القربى إليه بالمخلوق، والتوسل بالذات أو بدعاء الميت من الأمر الثاني.

2- فيه انتقاص لله سبحانه وتعالى، وتنزيل له إلى منزلة المخلوق الذي يحابي في فضله وحكمه، فيعطي من له وسيط أكثر مما يعطي غيره، أو يحرم من ليس له وسيط لجهله بحاله وبعده عن سماع مقاله، والله سبحانه وتعالى يقول: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [سورة البقرة: الآية 186].

الرابع: أن في هذا النوع من التوسل دعاء ميت ـ وذلك عند التوسل بدعاء الميت ـ وقد ورد النهي عنه والوعيد عليه إذ هو شرك أو ذريعة إلى الشرك، كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [سورة فاطر: 13-14]، فبين سبحانه أن دعاء من لا يسمع ولا يستجيب شرك يكفر به المدعو يوم القيامة ـ أي: ينكره ـ ويعادي من فعله كما قال تعالى: {وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} [سورة الأحقاف: الآية 6]. فكل ميت أو غائب لا يسمع ولا يستجيب ولا ينفع ولا يضر.

ولهذا لم ينقل عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم ولا عن غيرهم من السلف أنهم أنزلوا حاجاتهم بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، بل العكس نراهم عام الرمادة توسلوا بدعاء العباس رضي الله عنه؛ لأنه حي حاضر يدعو ربه، فلو جاز التوسل بأحد بعد وفاته لتوسل عمر والسابقون الأولون بالنبي صلى الله عليه وسلم.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فإن دعاء الملائكة، والأنبياء بعد موتهم وسؤالهم والاستشفاع بهم في هذه الحال هو من الدين الذي لم يشرعه الله، ولا ابتعث به رسولا، ولا أنزل به كتابا، ولا فعله أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ولا أمر به إمام من أئمة المسلمين".

الخامس: أن من هذا النوع من التوسل، التوسل بالجاه أو الحق ونحوهما وهو باطل من ثلاثة وجوه:

1- أنه توسل بعمل الغير، ذلك أن المنزلة والجاه إنما اكتسبها الإنسان بعمله، وعمل الغير مختص به، فلو توسل به غيره كان قد سأل بأمر أجنبي عنه ليس سببا لنفعه، قال تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [سورة النجم: 39].

2- أن في التوسل بمنزلة أو حق الغير اعتداء في الدعاء، والاعتداء في الدعاء محرم قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [سورة الأعراف: 55].

3- أن السؤال بحق فلان يتضمن أن للمخلوق حقا على الخالق، وليس على الله حق إلا ما أحقه على نفسه بوعده الصادق.

السادس: أن من هذا النوع من التوسل سؤال العبد ربه حاجته مقسما بمخلوق. وهذا فيه محذور من وجهين:

- أن فيه إقساما بغير الله والإقسام بغير الله على المخلوق لا يجوز قال صلى الله عليه وسلم: «من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت» [رواه البخاري ومسلم]. بل عده الرسول صلى الله عليه وسلم من الشرك، قال صلى الله عليه وسلم:«من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك» [أخرجه الترمذي]. فكيف بالإقسام بالمخلوق على الخالق، إنه ليس شركا فقط بل هو تقرب إلى الله بالشرك، والتقرب إلى الله إنما يكون بما يرضيه لا فيما يسخطه.

- أن فيه تعظيما للمخلوق، ذلك أن الحلف يقتضي تعظيم المحلوف به وبما أن المحلوف به يكون أعظم من المحلوف عليه فإن في هذا القسم رفعا للمخلوق فوق منزلة الخالق، ومساواة المخلوق بالخالق شرك فكيف لو جعلناه أعظم منه؟

قال النووي: "قال العلماء: الحكمة في النهي عن الحلف بغير الله أن الحلف يقتضي تعظيم المحلوف به، وحقيقة العظمة مختصة بالله تعالى فلا يضاهى به غيره".


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..

__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 04-01-2012, 03:02 AM
 
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَسْمَعُواْ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ} (198) الأعراف
اللهم صلي على الحبيب الطبيب الشفيع سيدنا ونبينا محمد ( صلى الله تعالى عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مباركا كثيرا)
واشهد ان سيدنا ومولانا محمدا عبده ورسوله الذي أنزل عليه الكتاب تبياناً وهدى ورحمة لسائر الانام الذي سنن السنن وبين الشرائع وأظهر الدين وتمم الاحكام( صلى الله تعالى عليه وعلى اله الطاهرين وصحبه هداة الامه المنتجبين الناقلين لنا مسائل الدين وسلم تسليما
معنى الوسيله : الوسيله لغة/ قال ابن الاثير ( هي في الاصل ما يتوصل به الى الشيء ويتقرب به والوسيله هي الشفاعه يوم القيامه ) فالوسيله هي الوساطه التي لايمكن بلوغ الهدف او الوصول الى المبتغي الابها .
الوسيله اصطلاحا: هي كل مايوصلنا الى الحق تعالى ورضاه ويبعدنا عن سخطه وغضبه في الدنيا والاخره
النوع الاول: التوسل الى الله تعالى بأسمائه وصفاته ودعائه ونحوها وهذا النوع متفق عليه وكما ورد بالايه الكريمه بقوله( ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها) الاعراف-180
النوع الثاني: التوسل الى الله تعالى بالطاعات والاعمال الصالحه كما في حديث الثلاثه اصحاب الغار الذي سدٌ عليهم وتوسلهم بأعمالهم الصالحه ففرج عنهم وهذا النوع لاخلاف فيه ايظا .
النوع الثالث التوسل الى الله تعالى بالانبياء والاولياء والصالحين سواء كانوا أحياءا أم امواتا جائز وسنفسره بالتفصيل اللاحق/ فهذه الانواع الثلاثه من الوسائل هي المراده بقوله تعالى ( يا أيها الذين أمنوا أتقوا الله وأبتغوا اليه الوسيله وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون)-المائده -35
الوسيله وطلب المدد- الاستعانه - الاستغاثه: ان المراد من الاستعانه والاستغاثه بالانبياء والاولياء والصالحين لامور ثلاثه-
الاول: ان يعينه الصالح ويمده ماديا
الثاني: ان يعينه بدعائه او استغفاره له
الثالث: ان يمده مددا روحيا عن بعد
ولكل وجه من هذه الوجوه أدلته الثابته من الكتاب والسنه والاجماع. فأما حكم الامرين الاول والثاني فيكفي لبيان ثبوتهما أن ننقل اجماع العلماء المتقدمين على لسان الامام تقي الدين السبكي حيث قال اعلم انه يجوز ويحسن التوسل والاستغاثه والتشفع بالنبي ( صلى الله عليه وسلم ) الى ربه سبحانه وتعالى وجواز ذلك وحسنه من الامور المعلومه لكل ذي دين من المسلمين ولم ينكر أحد ذلك من أهل الاديان ولاسمع به في زمن من الازمان حتى جاء ابن تيميه فتكلم في ذلك بكلام يلبس فيه على الضعفاء الاغمار وابتدع مالم يسبق في سائر الاعصار وحسبك ان أنكار ابن تيميه للآستغاثه والتوسل قول لم يقله عالم قبله وصار به بين أهل الاسلام . ان التوسل بالنبي ( صلى الله عليه وسلم )جائز في كل حال قبل خلقه وبعد خلقه في مدة حياته في الدنيا وبعد انتقاله الى عالم البرزغ وبعد البعث في عرصات القيامه والجنه ) وكيف يحل لمسلم أن يتجاسر على منع هذا الامر العظيم الذي لايرده عقل ولاشرع وليس هذاالمعنى مما تختلف فيه الشرائع حتى يقال : ان ذلك شرع من قبلنا فأنه لو كان ذلك مما يخل بالتوحيد لم يحل في ملة من الملل فأن الشرائع كلها متفقة على التوحيد فأنه لاشك ان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قدرا عنده ومن أنكر ذلك فقد كفر فمتى قال: أسالئك بالنبي ( صلى الله عليه وسلم ) فلا شك في جوازه وكذا اذا بحق محمد ( صلى الله عليه وسلم ) . ويقول الشيخ احمد زيني دحلان ( ان مذهب أهل السنة والجماعه صحة التوسل وجوازه بالنبي ( صلى الله عليه وسلم) في حياته وبعد وفاته وكذا بغيره من الانبياء والمرسلين ( صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين) وكذا بالاولياء والصالحين كما دلت عليه الاحاديث لان معاشر أهل السنه لاتعتقد تأثيرا ولاخلقا ولاايجادا ولااعداما ولانفعا ولاضرا الا لله وحده لاشريك له ) قالى تعالى ( فأستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه) القصص 15- وقال تعالى على لسان ذي القرنين {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا0 قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا} (94-95) سورة الكهف وأما من السنه فقد وردت أحاديث كثيرة تنطبق بذلك : روى البخاري في كتاب الزكاة ان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) قال ( ان الشمس تدنو يوم القيامه حتى يبلغ العرق نصف الاذن فبينما هم كذلك استغاثوا بأدم ثم موسى ثم محمد ) صحيح البخاري عن ابن عمر ( رض الله عنه) ج2 36
روي مسلم عن عمر ( رض الله عنه ) ان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )قال ( ان رجلا يأتيكم من اليمن له أويس لايدع باليمن غير أم له قد كان به بياض فدعا الله فأذهبه عنه الدينار او الدرهم فمن لقيه منكم فليستغفر لكم )
وقال النووي( وفيه استحباب طلب الدعاء والاستغفار من أهل الصلاح وان كان الطالب أفضل منهم) فأذا قصد بقوله أمدني أو أغثني أو نظرتك على طلب الدعاء منه فلا مانع من ذلك أما من يمنع ذلك ويستدل بقوله تعالى ( اياك نعبد واياك نستعين) الفاتحه-4 وبقوله ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) لابن عباس : ( اذا استعنت فأستعن بالله ) وبقوله ( صلى الله عليه وسلم )( لايستغاث بي انما المغيث هو الله ) . فالجواب عنه: ان الاعانه تكون حقيقيه ومجازيه فالمعين الحقيقي هو الله وطلب الاعانه من غيره مجاز . لان المعين لك - وهو البشر لولا امداد الله له بالعون والقوه لما استطاع ان يعينك فالاستعانة بالانسان هي استعانة بالقوه والملكه والسلطه التي منحه الله أياها اذ لاحول ولاقوة الا بالله . فالايه حصرت الاستعانه الحقيقيه بالله تعالى وكذا وصية النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لابن عباس ( رض الله عنه) من هذا القبيل . والايه والحديث فيهما توجيه للعبد ان لاينسب الى المخلوق لاحول ولاقوة ولو طلب العون المجازي منه واذا لم توجه الايه والحديث هذا التوجيه فأنه ستتعارض مع قوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ) المائده-2 وقوله ( صلى الله عليه وسلم ) والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه ) صحيح مسلم عن أبي هريره ج4 ص 2054 فأما حديث ( لايستغاث بي ) الذي احتج به المنكر فأنه ضعيف لان في سنده ابن لهيعه فلا يقاوم الاحاديث الصحاح ولا مدلول الايه.
واما بالنسبة للآولياء ومقدرتهم على التغيير والتأثير والنفع والضر بالله تعالى فكل كرامات الاولياء المجمع على صحتها في الكتاب والسنه تؤديها ومنها :

قال تعالى على لسان سليمان ( عليه السلام ) {قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ 0قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ 0 قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ } النمل 38-39 فهذا العبد الصالح أصف بن برخيا قد تمكن بقدرة الله تعالى من نقل عرش بلقيس بما فيه من اليمن الى الفلسطين في أقل من طرفة عين أفلا يستطيع أن يغيث ( يدرك) مستغيثا به عن بعد اذا شاء الله ذلك ؟ اللهم بلى فبمشيئته تعالى كل شيئ جائز وممكن بلى انه على كل شيئ قدير .
ومن ذلك ما أخرجه ابو نعيم عن عمر بن الحارث قال ( بيننا عمر ليخطب يوم الجمعه اذ ترك الخطبه وقال يا سارية الجبل مرتين أو ثلاثا ثم أقبل على خطبته فقال بعض الحاضرين: لقد جن انه لمجنون ، فدخل عليه عبدالرحمن بن عوف وكان يطمئن اليه فقال: أنك لتجعل لهم على نفسك مقالا.. بينا أنت تخطب أذ أنت تصيح يا ساريه الجبل أي شيئ هذه؟
قال: اني والله ما ملكت ذلك، رأيتهم يقاتلون عند جبل يؤتون من بين أيديهم ومن خلفهم فلم أملك أن قلت: يا سارية الجبل، ليلحقوا بالجبل.
فلبثوا الى أن جاء رسول سارية بكتابه: أنا القوم لقونا يوم الجمعه فقاتلناهم حتى حضرت الجمعه سمعنا مناد
يا ينادي يا ساريه الجبل مرتين فلحقنا بالجبل فلم نزل قاهرين لعدونا حتى هزمهم الله وقتلهم: أخرجه البيهقي في كتاب الصواعق المحرقه فهذا نص صريح وقطعي أيضا في أن الله تعالى قد أكرم الخليفه الثاني بأن جعله يرى مايحصل في نهاوند وهو في الحجاز وان يدرك ساريه وجيشه الى الجبل فيعينهم ترى يا منكري الكرامات والاغاثه الروحيه كيف تفسرون هذه الحقيقه؟ بل كيف تؤولونها نظر تطوي له الحدود المسافات فيرى البعيد قريبا وسمع تضمحل أمامه الحواجزالفتاوات فيسمع النداءات والاستغاثات، وصوت يقطع الاجواء والفضاءات ليجيب الاستعانات. ان الذي يريد ان يؤول هذا النص أو غيره لهو كمن يريد أن يحجب ضوء الشمس بالغربال فلاشك انه من حزب الشيطان( الا ان حزب الشيطان هم الخاسرون) المجادله-19
ان الله تعالى هو وحده خالق البشر ومع ذلك فقد جعل لخلقهم سببا عاديا وهو التقاء الزوجين وتكوين الجنين في رحم الام وخروجه منه في أحسن تقويم.
ان الله تعالى هو وحده المميت ولكن جعل للاءماتة أسبابا وهو ملك الموت فاذا لاحظنا المسبب قلنا ( الله يتوفى الانفس) الزمر-42- واذا قلنا فلان قد توفاه ملك الموت لانكون قد أشركنا مع الله الها أخرا لاننا لاحظنا السبب كما بينه الله تعالى في قوله تعالى ( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم) السجده- 11 -
وقوله تعالى( يوم يجعل الولدان شيبا) المزمل-12- فأسناد الجعل على اليوم مجاز عقلي لان اليوم محل جعلهم شيبا فالجعل المذكور واقع في اليوم والجاعل حقيقة هو الله تعالى .
وقوله تعالى ولايغوث ويعوث ونسرا وقد أضلوا كثيرا) نوح-23- فأن الاضلال الى الاصنام هو مجاز عقلي لانها سبب في حصول الاضلال والهادي والمضل هو الله تعالى وحده .
وقوله تعالى حاكيا عن فرعون ( ياهامان ابن لي صرحا ) غافر-36- فأسناد البناء الى هامان مجاز عقلي اذ لايبني هو بنفسه والباني هم العمال.
وقد تمسكت طوائف من أهل الضلالات بذيل شبهة ظواهر الالفاظ دون نظر الى الفرائض والمقاصد وبدون النظر الى الجمع بما لايؤدي الى التعارض. وكما يقال ( قتل الامير فلان ) لايعني قتله بيده بل أمر بقتله، أو قوله قتله السياف والسياف السبب لان ألة القتل هي السيف والقاتل الحقيقي هو الله تعالى( وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى ) الانفال-17 -
يعمدون الى تطبيق الايات التي نزلت بحق المشركين على المؤمنين ليدعموا فكرهم السقيم في نفي الوساطه او الوسيله ومن تلك الايات:-
{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا } (116) سورة النساء
{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} (22) سورة الأنعام
{أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ } (191) سورة الأعراف
{أَلا إِنَّ لِلّهِ مَن فِي السَّمَاوَات وَمَن فِي الأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ شُرَكَاء إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} (66) سورة يونس

والى غير ذلك من الايات التي انزلت للمشركين
اذا فالوساطه لابد منها وهي ليست شركا وليس كل من اتخذ بينه وبين الله تعالى وساطة يعد مشركا والا لكان البشر كلهم مشركين بالله لان امورهم جميعا تتبني على الوساطه فالنبي( صلى الله عليه وسلم ) تلقى القرأن بوساطه جبريل ( عليه السلام ) وهو ( صلى الله عليه وسلم) الوساطه العظمى للصحابه( رضي الله عنهم) فقد كانوا يفزعون اليه في الشدائد فيشكون اليه حالهم ويتوسلون به الى الله تعالى، ويطلبون منه الدعاء فما كان يقول لهم: أشركتم وكفرتم، فأنه لايجوز الشكوى الي ولا الطلب مني بل عليكم أن تذهبوا وتدعوا وتسألوا بأنفسكم فأن الله أقرب اليكم مني، بل يقف ويسأل مع أنهم يعلمون كل العلم أن المعطي حقيقة هو الله تعالى وأن المانع والباسط والرازق هو الله تعالى وان الحبيب محمد ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) يعطي بأذن الله وفضله وهو الذي يقول والله المعطي وأنا القاسم ) رواه البخاري
وبذلك يظهر انه يجوز وصف أي بشر عادي بأنه فرج كربة وقضى حاجة أي كان وساطة فيها فكيف بالسيد الكريم والحبيب العظيم محمد المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) وهو سيد الكونين وافضل خلق على الاطلاق ألم يقل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) كما جاء في الصحيح قال( صلى الله عليه وسلم ) ( من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه يوم القيامه ) أخرجه البخاري فالمؤمن مفرج الكربات.( والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه) رواه احمد فالمؤمن معين فالمؤمن هنا فرج وأعان وأغاث قضى وفزع مع أن المفرج والقاضي والمعين حقيقة هو الله وهو صاحب اللواء المعقود والمقام المحمود صاحب الكرم والجود سيدنا وحبيبنا محمد(صلى الله تعالى عليه وسلم تسليما مباركا كثيرا).

(( رد الشبهات ))

سنرد هنا على بعض الشبهات التي لايفتأ المغرضون من بثها بين الناس لنرى معاً كم هي بعيدة تلك الدعاوي الفارغه عن الحق والحقيقه ومنها:
المنكر: يحتج بقوله تعالى ( فأني قريب أجيب دعوة الداعي ) البقره-86 ويرى انه بناءا على هذه الايه لاحاجة الى طلب الدعاء من الاولياء.
الرد : ان الايه الكريمه اذا أخذت على المعنى اللفظين فأن الله سبحان يجيب جميع من يدعوه، وبما أنه لايتحقق ذلك لجميع الداعين فأن للآيه احتمالات أخرى في معناها وهي قوله تعالى ( دعوة الداعي) اذ يجب ان يكون بهذا الداعي صفات معينه وخواص محدده اذا انصف بها أجيب دعاءه واذا فقدها انحبست عنه الاجابه بسب فقده هذه الصفات وأدل هذه الخواص واهما أن يكون من المتقين لقوله تعالى في أية اخرى ( انما يتقبل الله من المتقين ) المائده27- والمتقي هو الرجل الصالح والولي الناصح الذي لايخاف غير الله تعالى فلو وضعنا رجلا صالحا لايخاف الا الله تعالى في غرفة وأدخلنا عليه أسد قويا جائعا وتحرك قلبه بالخوف من هذا المخلوق لما حسبناه من المتقين فالتقوى مرتبة عاليه لاينالها الا من هداه الله الى طريق التقوى وأعتقد في قلبه اعتقادا صحيحا أن الذي يحرك الساكنات ويسكن المتحركات هو الله وحده لاشريك له وجميع المخلوقات نواصيها بيد الحي القيوم فهو لايتوكل الا عليه ولايخاف الا غيره وقد قيل( من خاف من الله خاف منه كل شيئ ومن لم يخف من الله خاف من كل شيئ )
وقد ذكر لنا تاريخ التصوف العريق قصص وروايات عن اولياء الله تعالى وهم جلوس مع الاسود والنمور والافاعي ويستخدمونها أحيانا كما يستخدم أحدنا حماره ينقلون عليها متاعهم، فكيف لا والله سبحانه وتعالى قال في حقهم ( الا ان اولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون) يونس 26- تقربوا الى الله تعالى بالذكر حتما أصبح جليسهم كما ورد في الحديث القدسي ( أنا جليس من ذكرني ) رواه البيهقي واذا صحت المجالسه فمن يستطيع الاعتداء على رجل يجلس في حضرة الملك فكيف بمن يجلس مع ملك الملوك وقد امتلاء قلبه وروحه من نور المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) المستمد من نور الله تعالى .
المنكر: يحتج بقوله (صلى الله عليه وسلم )( واذا سألت فأسأل الله ) ومن فهم من ظاهرة منع السوأل من الغير مطلقا أو منع التوسل بالغير على الاطلاق فقد أخطاء الطريق وغالط نفسه كل المغالطه وذلك لان من اتخذ الانبياء والصالحين وسيلة الى الله لجلب خير منه او دفع ضر . فما هو الا سائل الله وحده أن ييسر له ما طلب أو يصرف عنه ماشاء متوسلا اليه من توسل به . هو في ذلك أخذ بالسبب الذي وضعه الله تعالى لينجي العديد في قضاء حوائجبهم منه عزوجل. ومن أخذ بالسبب الذي أمر الله بسلوكه لينال مراد فما سئل السبب بل سئل واضعه فقول القائل: يا رسول الله أريد أن ترد عني أو تزيل عني البلاء أو أن تذهب مرضي ، فمعنى هذه الاشياء من الله تعالى بواسطة شفاعة الرسول ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) وبذلك كله ماسئل في حاجته الا الله عزوجل .
وقال ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) : ( ان لله خلقا خلقهم لحوائج الناس بفزع الناس اليهم في حوائجهم اولئك الامنون من عذاب الله ) رواه مسلم وأبو داود.
ولو أجرينا الحديث على ظاهرة لما سأل جاهل، عالما ، ولاواقع في مهلكه ، غوثا ، ولا دائن مدينا قضاء ما عليه ، ولا مستقرض قرضا ، فالمقصود من الحديث ليس ماتوهموه فأنه فاسد واضح الفساد كما تبين وانما المقصود منه الترهيب من سوأل الناس أموالهم بلا حاجة اليها طمعا منها والقناعه بما يسر الله تعالى وان أرت المزيد فأسال الله الذي بيده كل شيئ ولاتسأل غير:

والا فاقعد في مكانك ولاتتحرك وقل ربي اعطني ماء أشرب وأعطني طعاما أكل أضع لي فراشا كي أنام، لانك أن سألت غيره فقد سألت غير الله ، وهذا بهتان عظيم فالله سبحانه خلق الاسباب والمسببات وقال تعالى ( واتبع سببا ) الكهف 85 .

ان الله تعالى يحب اولياءه وقال فيهم( الا ان اولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون) يونس-62- حيث هم الفانون فيه انفاسهم معه وقال في حقهم ( وان استعاذني لاعيذنه ) رواه البخاري في الرقاق عن ابي هريره واحمد والطبراني وابو نعيم عن عائشه( رضي الله عنها ) وحصنهم من الشيطان في قوله تعالى ( ليس لك عليهم سلطان ) الاسراء-65 - وقال تعالى فيهم ( انهم عندنا لمن المصطفين الاخيار ) ص 47- فهل من العدل الالهي ان يتعامل معهم كما يتعامل مع المنافقين والحاسدين والمتكبرين في الارض والذين يكفرون المسلمين ويقتلونهم ويسلبونهم أموالهم ويغتصبون نساءهم عدوانا وظلما . حاشا لله تعالى . فقال الله تعالى ( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين أمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون) الجاثيه-21-
من ادلة التوسل بحضرته ( صلى الله عليه وسلم ) قبل ظهوره وبعثته :- أول من توسل أدم عليه السلام بسيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) فقد أخرج الحاكم والبيهقي والطبراني في لصغير وأبو نعيم وأبن عساكر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول( سلى الله عليه وسلم ) لما أقترف أدم الخطيئه قال يارب بحق محمد لما غفرت لي ، قال: وكيف عرفت محمدا؟ قال: لانك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوام العرش مكتوبا لااله الا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف الى اسمك الا أحب الخلق اليك قال : صدقت ياأدم ولو لا محمد ما خلقتك ) فأذا كان أبو البشراول من توسل واتخذ الوسيله فالويل كل الويل لمن ينكص على عقبيه ويتبع غير سبيل الانبياء والمرسلين.
وقال تعالى : ( ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدقا لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ماعرفوا كفروابه فلعنة الله على الكافرين ) البقره 89 - قال ابن عباس ( رضي الله عنه ) ( كانت اليهود في خيبر تقاتل غطفان فلما التقوا عملت اليهود بهذا الدعاء وكانوا يقولوا : اللهم بحق النبي الامي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا في اخر الزمان ان تنصرنا عليهم فكانوا اذا التقوا دعوا بهذا الدعاء فهزموا غطفان فلما بعث النبي ( صلى الله عليه وسلم ) كفروا به فنزلت الايه ) .
من ادلة التوسل بحضرته ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) في اثناء ظهوره في الحياة الدنيا : عن عثمان بن حنيف ( رضي الله عنه ) أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) جاءه رجل ضرير فشكا اليه ذهاب بصره ولم يجد من يقوده فقال له الرسول الاعظم ( صلى الله عليه وسلم ): (أنت الميضاة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قل اللهم أني أسألك وأتوجه اليك بنبيك محمد ( صلى الله عليه وسلم ) نبي الرحمه يا محمد أني أتوجه بك الى ربي ليجلي لي عن بصري اللهم شفعه في وشفعني في نفسي ) قال عثمان والله ما تفرقنا ولاطال بنا الحديث حتى دخل الرجل وكأنه لم يكن به ضر.
من ادلة التوسل بحضرته ( صلى الله عليه وسلم ) بعد انتقاله: في كتاب الشفاء للقاضي عياض قال : ( ناظر أبو جعفر المنصور الامام مالكا في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حين قال له : لاترفع صوتك في هذا المسجد فان الله تعالى أدب قوما فقال ( لاترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ) الحجرات-2 ومدح قوما فقال ( ان الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله ) الحجرات3- وذم قوما فقال ( ان الذين ينادونك من وراء الحجرات اكثرهم لايعقلون ) الحجرات 4- وحرمته ميتا كحرمته حيا فاستكان لها أبو جعفر المنصور وقال: يا أبا عبدالله أستقبل البيت وأدعوا أم أستقبل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأدعو فقال له : ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك أدم عليه السلام الى الله تعالى يوم القيامه بل أستقبله وأستشفع به فيشفعك الله تعالى حيث قال تعالى ( ولو أنهم اذ ظلموا انفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) النساء 64 -
عن بني الجوزاء قال ( قحط أهل المدينه قحطا شديدا فشكوا الى عائشة ( رضى الله عنها) فقالت : انظروا روضة النبي ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) فاجعلوا منه كوة الى السماء حتى لايكون بينه وبين السماء سقف ففعلوا فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الابل. وهذه القصه وقعت بعد قصة عمر بن الخطاب عندما استشفع بالعباس رضي الله عنه عند النبي ( صلى الله عليه وسلم )
حقيقة التوسل والوسيله ، موسى محمد علي ص 53

من ادلة التوسل بحضرته( صلى الله عليه وسلم ) يوم القيامه: ان الشفاعة ( الوساطه بين الخلق والخالق) متحققة لحضرته المباركة ولاخلاف في ذلك عند الامه كلها ، وقد ورد ان حضرته ( صلى الله عليه وسلم ) يشفع في خمسة أقسام :
1- الشفاعه العظمى: وهي مما اختصى به حضرته ( صلى الله عليه وسلم ) حيث تستغيث به الامم كلها من زمن أدم الى أخر الزمان وذلك في يوم الحشر يطلبون منه الاراحه من طول الوقوف وتعجيل الحساب فيقوم حضرته ( صلى الله عليه وسلم ) وهو يقول أنا لها أنا لها ) ثم يسأل الله الحساب ويكون له مايريد ، ولم ينكر أحد هذه الوساطه العظمى . اخرجه الترمذي
2- الشفاعه في ادخال قوم الجنة بغير الحساب.
3- الشفاعه لقوم استحقوا النار فيعفى عنهم .
4- الشفاعه فيمن دخلوا النار من المذنبين فعلا .
5- الشفاعه في زيادة الدرجات لاهل الجنة .
ومن الادله على كل هذا نذكر :
عن ابن عباس ( رض ) عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) انه قال ( أنا أول شافع وأول مشفع يوم القيامه ولافخر )
وعن انس ( رض ) قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول ( اذا كان يوم القيامه شفعت فقلت : يارب ادخل الجنة من كان في قلبه خردله فيدخلون ثم اقول : ادخل الجنة من كان في قلبه ادنى شيئ )رواه البخاري
وعن انس ( رض ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أنا أول الناس يشفع في الجنة وأنا أكثر الانبياء تبعا )
اخرج البخاري في صحيحه وابن ماجه والطبراني عن انس ان عمر بن الخطاب ( رض ) في عام الرماد وسميت كذلك لان الارض بدأت تذر الرماد من شدة الجدب وانحصار الماء ولذلك خرج ( رض ) يستسقي الناس قال لهم هل فيكم من ال بيت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قالوا : نعم العباس بن عبد المطلب عم الرسول الاعظم ( صلىالله عليه وسلم )فأخذ سيدنا عمر بيده واوقفوه أمامه وقال ( اللهم أنا نتقرب اليك بعم نبيك فأنت تقول وقولك الحق(واما الجدار فكان لغلامين يتمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا )الكهف 82- فحفظته لهما لصلاح أبيهما فأحفظ اللهم نبيك في عمه فقد دنونا به اليك مستغفرين ، ثم أقبل على الناس وقال: استغفروا ربكم أنه كان غفارا والعباس رض عيناه تنضحان وهو يقول ( اللهم أنت الراعي لاتهمل الضاله ولاتدع الكسير بدار مضيعة فقد ضرع الكبير والصغير وارتفعت الشكوىوانت تعلم السر وأخفى ، اللهم أغثهم فقد تقرب القوم بي اليك لمكانتي من نبيك عليه الصلاة والسلام ) رواه البخاري والطبراني وابن ماجه :
وروي الطبراني عن عتبة بن غزوان عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال ( اذا أضل أحدكم شيئا أو أراد دعوة وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل يا عباد الله أغيثوني فأن لله عبادا لانراهم ) رواه البزاز والطبراني عن عتبه ابن غزوان :
وقال ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) لن تخلو الارض من أربعين رجلا مثل خليل الرحمن فيهم تسقون وبهم تنصرون ما مات منهم احد الا أبدل الله مكانه أخر ) رواه الطبراني في الاوسط عن أنس:
قال ( صلى الله عليه وسلم ) ( رب أشعش مدفوع في الابواب لو أقسم على الله لابرد ) رواه مسلم - البر 138 - والجنة 60048 :
وروي ابن ماجه والامام احمد وابن السني قال الامام النووي في الاذكار كان (صلى الله عليه وسلم ) حينما يخرج من المسجد يقول ( اللهم اني أسالك بحق السائلين وأسألك بحق ممشاي اليك) اخرجه الامام احمد في مسنده وابن ماجه :
قال ( صلى الله عليه وسلم ) ( ليأتين على الناس زمان يخرج الجيش من جيوشهم فيقال هل فيكم من صحب محمدا فيستنصرون به فينصرون ، ثم يقال هل فيكم من صحب محمدا فيقال : لا فيقال : فمن صحب اصحابه فلو سمعوا به من وراء البحر لاتوه ) رواه الحافظ الهيتي .

من أدلة الوسيله والتوسل عند أئمة الامه وعلمائها
______________________________
يقول الامام الشافعي رحمه الله في كتاب ( الصواعق المحرقه) يتوسل بال البيت:
ال النبي ذريعتي وهمو اليه وسيلتي
أرجو بهم اعطى غدا بيدي اليمين صحيفتي
ابو حنيفه ( رض الله ) يتوسل بسيد السادات سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم )

يا سيد السادات جئتك قاصدا ارجو رضاك واحتمي بحماك
والله يا خير الخلائق أن لي
قلبا موقنا لايروم سواكا
وبحق جاهك أنني بك مغرم
والله يعلم انني أهواكا

وفي مناسك الامام احمد روايه ابي بكر المروزي في التوسل الى الله تعالى بالنبي ( صلى الله عليه وسلم ) وهو في مقامه الشريف وتوسل الامام الشافعي بالامام أبي حنيفه وهو ميت مذكور في كتاب ( تاريخ الخطيب ) بسند صحيح
ونذكر هنا اسما اشهر من يقول بجواز التوسل من كبار الائمه وحفاظ السنه :
- الامام الحافظ أبو عبدالله الحاكم في كتابه ( المستدرك) على الصحيحين
- الامام الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه ( دلائل النبوه )
- الامام الحافظ جلال الدين السيوطي في كتابه ( الخصائص الكبرى)
- الامام الحافظ ابو فرج الجوزي في كتابه ( الوفاء )
- الامام الحافظ القاضي عياض في كتابه ( الشفاء في التعريف بحقوق المصطفى )
-الامام الحافظ القسطلاني في كتابه ( المواهب اللدنيه )
- الامام الحافظ شيخ الاسلام الامام النووي ( الايضاح)
- العلامه ابن حجر الهيثمي في حاشيته على الايضاح ص 499
- العلامه ابن الجوزي الدمشقي في كتابه ( عدة الحصن الحصين )
- العلامه الامام محمد بن علي الشوكائي في كتابه ( تحفة الذاكرين)
-العلامه الامام المحدث السبكي في كتابه ( شفاء السقام في زيارة خير الانام )
-الحافظ عمادالدين ابن كثير في تفسير قوله تعاله ( ولو أنهم اذ ظلموا أنفسهم) وذكر قصة توسل أدم بالنبي ( صلى الله عليه وسلم ) في ( البدايه والنهايه ) ج1 80) وذكر قصة الرجل الذي جاء الى قبر الرسول الاعظم ( صلى الله عليه وسلم ) ( ج1 1) وذكر شعار المسلمين يا محمداه ( ج6 ص 344)
- الامام الحافظ ابن حجر في ( فتح الباري ) ج2 ص 495
-المفسر ابو عبد الله القرطبي في تفسير قوله تعالى ( ولو انهم اذ ظلموا أنفسهم ) ج5 ص 265
- المفسر فخر الدين الرازي في كتابه ( المطالب العاليه )

تعريف بحديث حضرة الرسول الاكرم سيدنا محمد( صلى الله عليه وسلم ) الى ابن عباس ( رضي الله عنه )
_____________________________
الحديث( واذا سألت فسأل الله واذا استعنت فأستعن بالله وأعلم ان الامه لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيئ فلن ينفعوك الا بشيئ قد كتبه الله لك ولو اجتمعت على ان يضروك بشيئ فلن يضروك الا بشيئ قد كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف : ان بعض الناس يعتقدون ان الامه لاتنفع ولا تضر وينسون الاستثناء ( الابشيئ) وان حضرة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) لم يقل لن ينفعوك وفقط ولم يقل فلن يضروك وفقط ولكنه قال في حالتين ( بشيء) كتبه الله فمرة لك ومرة عليك .المقصود هنا- ان الله اذا كتب خيرا لك فأن الامه تنفعك بما كتب ولو كتب شرا فأن الامه تضرك بما كتب وكذلك لم ترفع الاقلام رفعا مطلقا كما يفهمون فأن الاقلام مازالت تكتب قبول استغفار المستغفرين وتوبة التائبين والا بأي شيئ ( يمحوا الله ويثبت ) لاشك ان ذلك بالاقلام بقوله تعالى ( يمحوا الله مايشاء ويثبت وعنده علم الكتاب ) الرعد 39- ولم يقل محا الله وأثبت ورفع الاقلام وجفت الصحف وفي النهايه فأن النافع هو الله

قال تعالى{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ} (5) المجادلة :ومن هذا الباب ضرورة اتخاذ المسلم الولي المرشد لكي يرشده الى الطريق الصحيح وكما يأمرنا الله تعالى في كتابه العزيز بقوله{ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا} (17) الكهف

من كان شيخه كتابه فأن خطاءه أكثر من صوابه

من لم يكن له استاذ لم يكن له مولى
ومن لم يكن له مولى فالشيطان به اولى

قال تعالى على لسان ابراهيم عليه السلام{يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا} (43) مريم
فنصيحتي الى المنكر ان يتبع أهل العلم اللدني ولايتبع اهوائه قال تعالى {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} (55) المائدة وكما قال الله سبحانه وتعالى على لسان نبي الله يعقوب{فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (96) سورة يوسف وهذا دليل واضح تفضيل بعض الانبياء على البعض وسيدنا محمد( صلى الله تعالى عليه وسلم ) على كافة الانبياء والمرسلين .

قال تعالى{يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ } (7) الروم

قال تعالى{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} (37) ق

قال تعالى{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (46) الحـج


قال تعالى{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (36) الإسراء

والسلام على من اتبع الهدى وخشي الرحمن بالغيب
وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 04-01-2012, 10:40 AM
 
بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ} (5) المجادلة وقال تعالى {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (4) المنافقون وقال تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ} (149) آل عمران وقال تعالى{وَمَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاء مِن دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا} (97) الإسراء وقال تعالى{وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ} (81) النمل وقال تعالى {وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} (72) الإسراء تكفيك الايات ولاتنفعك النصح والارشاد
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 04-01-2012, 11:43 AM
 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أن دعاة البدع و منهم الصوفية المعاصرة و غيرهم ينشرون بدعهم بين عامة المسلمين بذكر المتشابه و ترك المحكم من النصوص الشرعية .

قال تعالى : (( هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ ))

و يجمعون من أقوال العلماء ما يوافق أهواهم و ما قد يكون ظاهره يؤيد بدعهم بغض النظر عن صحة نسبة تلك الأقوال و ضعفها كما هو حال الجفري الصوفي ، و من بدعهم بدعة التوسل بالأنبياء عليهم الصلاة و السلام و الصالحين رحمهم الله .

و إليك فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء التي فيها بيان عدم جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه و سلم و الصالحين و الرد على شبهاتهم التي يذكرونها و هذه المشاركة هي كاشفة لهم و ذلك نصيحة للمسلمين .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أولا : يقول دعاة البدع الصوفية أن مسألة التوسل من المسائل الفقهية و ليست من مسائل العقيدة حتى لا ينكر عليهم بشدة فيقولون هذا المسألة من المسائل التي يسوغ فيها الخلاف .

إليك فتوى اللجنة الدائمة حيث تبين أن التوسل من مسائل العقيدة و ليست من مسائل الفقهية

فتوى رقم 6949 :

السؤال :
يقول بعض العلماء (إن التوسل قضية فقهية لا قضية عقيدة) كيف ذلك ؟

الجواب :
التوسل إلى الله في الدعاء بجاه الرسول صلى الله عليه و سلم أو ذاته أو منزلته غير مشروع لأنه ذريعة إلى الشرك فكان البحث فيه لبيان ما هو الحق من مباحث العقيدة ، وأما التوسل إلى الله بأسمائه جل شأنه وبصفاته وبإتباع رسوله والعمل بما جاء به من عقيدة وأحكام فهذا مشروع . وبالله التوفيق .

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس : عبدالعزيز بن عبدالله بن باز . نائب رئيس اللجنة : عبدالرزاق عفيفي .

عضو : عبدالله بن قعود . عضو : عبدالله بن غديان .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ثانيا : و ينقـل بعضهم كلاما متشابه للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله دون الرجوع إلى أقوال أئمة الدعوة لأنهم أعلم بأقوال الإمام من أي أحد .

و قد فهموا منه أن الإمام يقول بجواز التوسل

و هذه فتوى من اللجنة فيها رد على هذه الدعوى الباطلة الغير صحيحة و ذكر أن التوسل في الشريعة نوعين توسل مشروع و توسل ممنوع شرعا :

فتوى رقم 4217 :

السؤال :
التوسل بأحد من خلقه يقول إن هذه المسألة اضطربت فيها الأمة وإن أكثر العلماء قالوا بها ومنهم الإمام أحمد إمام أهل السنة وابن قدامة والنووي والشوكاني وابن حجر العسقلاني وخلق كثير من العلماء ومنهم أيضاً محمد بن عبدالوهاب فهل الشيخ محمد قال بها أم لا وأين الحق في هذه المسألة بأدلة شافية ترد على من يقول إنه لم يخالف فيها إلا ابن تيمية والألباني يعني أنهما فقط اللذان منعا التوسل بأحمد من خلقه .

الجواب :
التوسل بذوات المخلوقين أو جاههم أو حقهم سواء كانوا أنبياء أو صالحين فيه خلاف بين أهل العلم والذي عليه جمهور أهل العلم عدم الجواز وهو اختيار شيخ الإسلام
ابن تيمية والشيخ محمد بن عبدالوهاب . وسئلت اللجنة سؤالاً مماثلاً فأجابت

بالجواب التالي :
الولي كل من آمن بالله واتقاه ففعل ما أمره سبحانه به وانتهى عما نهاه عنه وعلى رأسهم الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام .

قال تعالي : ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون ) .

والتوسل إلى الله بأوليائه أنواع :

الأول : أن يطلب إنسان من الولي الحي أن يدعو الله له بسعة رزق أو شفاء من مرض أو هداية وتوفيق ونحو ذلك فهذا جائز ومنه طلب بعض الصحابة من النبي صلى الله عليه و سلم ربه أن ينزل المطر فاستجاب دعاءه وأنزل عليهم المطر ، ومنه استسقاء الصحابة بالعباس في خلافة عمر رضي الله عنهم وطلبهم منه أن يدعو الله بنزول المطر فدعا العباس ربه وأمن الصحابة على دعائه ، إلى غير هذا مما حصل زمن النبي صلى الله عليه وسلم وبعده من طلب مسلم من أخيه المسلم أن يدعو له ربه لجلب نفع أو كشف ضر .

الثاني : أن ينادي الله متوسلاً إليه بحب نبيه وأتباعه إياه وبحبه لأولياء الله بأن يقول اللهم إني أسألك بحبي لنبيك وإتباعي له وبحبي لأوليائك أن تعطيني كذا فهذا جائز لأنه توسل من العبد إلى ربه بعمله الصالح ومن هذا ما ثبت من توسل أصحاب الغار الثلاثة بأعمالهم الصالحة .

الثالث : أن يسأل الله بجاه أنبيائه أو ولي من أوليائه بأن يقول ((اللهم إني أسألك بجاه نبيك أو بجاه الحسن مثلاً فهذا لا يجوز ، لأن جاه أولياء الله وإن كان عظيماً عند الله وخاصة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم غير أنه ليس سبباً شرعياً ولا عادياً لاستجابة الدعاء ولهذا عدل الصحابة حينما أجدبوا عن التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستسقاء إلى التوسل بدعاء عمه العباس مع أن جاهه عليه الصلاة والسلام فوق كل جاه ، ولم يعرف عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم توسلوا به صلى الله عليه و سلم بعد وفاته وهم خير القرون وأعرف الناس بحقه وأحبهم له .

الرابع : أن يسأل العبد ربه حاجته مقسماً بوليه أو نبيه أو بحق نبيه أو أوليائه بأن يقول ((اللهم إني أسألك كذا بوليك فلان أو بحق نبيك فلان)) فهذا لا يجوز ، فإن القسم بالمخلوق على الخالق ممنوع وهو على الله الخالق أشد منعاً ثم لا حق لمخلوق على الخالق بمجرد طاعته له سبحانه حتى يقسم به على الله أو يتوسل به . هذا هو الذي تشهد له الأدلة وهو الذي تصان به العقيدة الإسلامية وتسد به ذرائع الشرك .

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس : عبدالعزيز بن عبدالله بن باز . نائب رئيس اللجنة : عبدالرزاق عفيفي .

عضو : عبدالله بن قعود . عضو : عبدالله بن غديان .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ثالثا : يقولون أن الإمام أحمد بن حنبل رحمه يقول بجواز التوسل بالنبي صلى الله عليه و سلم كما نقل عنه في منسك المروذي .

و يقولون : أنه لا يوجد احد من السلف أنه قد نهى عن التوسل بالنبي صلى الله عليه و سلم قبل ابن تيمية رحمه الله .

إليك الرد عليهم لكشف تلبيسه و كذبه بأن شيخ الإسلام ابن تيمية ليس أول من قال بتحريم التوسل و الرد على أنه قول الإمام أحمد و الرد على جملة من شبههم في مسألة التوسل .

فتوى رقم 9047 :

السؤال :
ما قولكم في قولا الإمام ابن تيمية (شيخ الإسلام) في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم " لم يتنازع العلماء إلا في الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة فإن فيه قولين في مذهب أحمد في التوسل بالنبي صلى الله عليه و سلم في منسك المروذي ما يناسب قوله بانعقاد اليمين به لكن الصحيح أنه لا ينعقد اليمني به فكذلك هذا وقوله أيضاً في مجموع الفتاوى ( وأما إذا لم نتوسل إليه سبحانه بدعائهم ولا بأعمالنا ولكن توسلنا بنفس ذواتهم لم تكن نفس ذواتهم سبباً يقتضى إجابة دعائنا ، كان متوسلين بغير وسيلة ولهذا لم يكن هذا منقولاً عن النبي صلى الله عليه وسلم نقلاً صحيحاً ولا مشهوراً عن السلف وقد في منسك المروذي عن أحمد دعاء فيه سؤال بالنبي صلى الله عليه سلم.

الجواب :
ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن أئمة الفقهاء في الموضوع في كتابيه المذكورين لا يختلف معناه وإن تنوعت العبارة.

وبيانه : أن أئمة الفقهاء كمالك وبي حنيفة والشافعي رحمهم الله قالوا : أن الحلف بغير الله مطلقاً منهي عنه سواء كان المحلوف به نبياً أم غيره ولا ينعقد ذلك يميناً وهو القول الصحيح عن أحمد رحمه الله ، واختار ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وقال أنه هو الصواب والقول الآخر عنه أن بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم يجوز ، و ينعقد يميناً بعض الحنابلة عمم تذلك في الأنبياء وينبني على القول بجواز ذلك وانعقاده جواز الأقسام على الله بالنبي أو الأنبياء ، وعليه يخرج حديث توسل الأعمى بالنبي صلى الله عليه وسلم و قد ذكر ابن تيمية أن القول بجواز الحلف بالنبي وانعقاده قول ضعيف شاذ وكذا ما بنى عليه من جواز الأقسام على الله به وما يناسبه من التوسل به كذلك وما قاله شيخ الإسلام هو الصواب وهو قول جمهور أهل العلم وهو مقتضى الأدلة الشرعية والله ولي التوفيق .

السؤال :
ما قولكم في رسالة الشيخ سليمان بن سحمان إلى الشيخ على بن عبد الله بن عيسى وفيها قوله ( في إبطال من ادعى على أنه يجوز التوسل بحق الأنبياء والأولياء والسؤال بهم فإن شيخ الإسلام ذكر أنه لا يعرف قائلاً بذل ولا يجوز القسم بنبينا صلى الله عليه و سلم إلا ما يذكر عن العز بن عبد السلام على تقدير صحة الحديث.

الجواب :
ما نقله الشيخ سليمان بن سحمان عن شيخ الإسلام ابن تيمية من أنه قال " لا أعرف قائلاً بذلك ولا يجوز القسم بنبينا صلى الله عليه و سلم إلا ما يذكر عن العز بن عبد السلام على تقدير صحة الحديث . نقل صحيح يعرف ذلك بالرجوع إلى ص 337 ص 347 من ج 1 من مجموع الفتاوى .

والمراد بالحديث هنا حديث توسل الأعمى بالنبي صلى الله عليه وسلم و استشفاعه به أن يرد الله تعالى بصره ، فقد رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه عن عثمان بن حنيف عن النبي صلى الله عليه و سلم وبين ابن تيمية رحمه الله أنه على تقدير صحته فليس فيه دليل على التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم بل فيه التوسل إلى الله بدعائه النبي صلى الله عليه و سلم ربه أن يرد إلى هذا الأعمى بصره.

وفيما يلي ما ذكره ابن تيميه من روايات الحديث وكلامه عليه لزيادة الإيضاح . وقد روى الترمذي حديثاً صحيحاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه علم رجلاً يدعو فيقول " اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ، يا محمد يا رسول الله إني أتوسل بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها لي ، اللهم شفعه في " روى النسائي نحو هذا الدعاء

وفي الترمذي وابن ماجه عن عثمان بن حنيف أن رجلاً ضريراً أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال " ادع الله أن يعافيني فقال : إن شئت دعوت ن وإن شئت صبرت فهو خير لك فقال فادعه ، فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء " اللهم ني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ، يا رسول الله يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى ، اللهم فشفعه في" قال الترمذي ، هذا حديث حسن صحيح . ورواه النسائي عن عثمان ابن حنيف ولفظه : أن رجلا أعمى قال : يا رسول الله : ادع الله أن يكشف لي عن بصري قال " فانطلق فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قال : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك

بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إن أتوجه بك إلى ربي أن يكشف عن بصري اللهم فشفعه في)) قال فرجع وقد كشف الله عن بصره .

وقال الإمام أحمد في مسنده : حدثنا روح حدثنا شعبة عن عمير بن يزيد الخطمي المديني قال سمعت عمارة بن خزيمة بن ثابت يحدث عن عثمان بن حنيف أن رجلاً ضريراً أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا نبي الله : ادع الله أن يعافيني فقال : ((إن شئت أخرت ذلك فهو خير لأخرتك وإن شئت دعوت لك)) قال : لا بل ادع الله لي فأمره أن يتوضأ وأن يصلي ركعتين وأن يدعو بهذا الدعاء ((اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجت هذه فتقضى ، اللهم فشفعني فيه وشفعه في)) قال ففعل الرجل فبرأ . فهذا الحديث فيه التوسل به إلى الله في الدعاء .

فمن الناس من يقول : هذا يقتضي جواز التوسل به مطلقاً حياً أو ميتاً . وهذا يحتج به من يتوسل بذاته بعد موته وفي مغيبه ويظن هؤلاء أن توسل الأعمى والصحابه في حياته كان بمعنى الإقسام به على الله أو بمعنى أنهم سألوا الله بذاته أن يقضي حوائجهم ويظنون أن التوسل به لا يحتاج إلى أن يدعو هو لهم ولا أن يطيعوه فسواء عند هؤلاء دعا الرسول لهم أو لم يدع , الجميع عندهم توسل به ، وسواء أطاعوه أو لم يطيعوه ويظنون أن الله تعالى يقضي حاجة هذا الذي توسل به بزعمهم ولم يدع له الرسول كما يقضي حاجة هذا الذي توسل بدعائه ودعا له الرسول صلى الله عليه و سلم ، إذ كلاهما متوسل به عندهم ويظنون أن كل من يسأل الله تعالى بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد توسل به كما توسل به ذلك الأعمى وأن ما أمر به الأعمى مشروع لهم وقول هؤلاء باطل شرعاً وقدراً فلا هم موافقون لشرع الله ولا ما يقولونه مطابق لخلق الله .

ومن الناس من يقولون : هذه قضية عين يثبت الحكم في نظائرها التي تشبهها في مناط الحكم ، لا يثبت الحكم بها فيما هو مخالف لها لا مماثل لها والفرق ثابت شرعاً وقدراً بين من دعا له النبي صلى الله علي و سلم و بين من لم يدع له ولا يجوز أن يجعل أحدهما كالآخر .

وهذا الأعمى شفع له النبي صلى الله عليه وسلم فلهذا قال في دعائه (( اللهم فشفعه في )) فعلم أنه شفيع فيه ، ولفظه (( إن شئت صبرت وإن شئت دعوت لك فقال : ادع لي ، فهو طلب من النبي صلى الله عليه و سلم أن يدعو له ، فأعمره النبي صلى الله عليه و سلم أن يصلي ويدعو هو أيضاً لنفسه ويقول في دعائه ((اللهم شفعه في)) فدل ذلك على أن معنى قوله : أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد ، أي بدعائه و شفاعته كما قال عمر ((اللهم إن كنا إذا أجدنا توسلنا إليك بنبيك فتسقينا)) .

فالحديثان معناهما واحد : فهو صلى الله عليه و سلم علم رجلاً أن يتوسل به في حياته كما ذكر عمر أنهم كانوا يتوسلون به إذا أجدبوا ثم إنهم بعد موته إنما كانوا يتوسلون بغيره بدلاً عنه .

فلو كان التوسل به حياً وميتاً سواء ، والمتوسل به الذي دعا له الرسول ، كمن لم يدع له الرسول ، لم يعدلوا عن التوسل به وهو أفضل الخلق وأكرمهم على ربه وأقربهم إليه وسيلة – إلى أن يتوسلوا بغيره ممن ليس مثله .

وكذلك لو كان الأعمى توسل به ولم يدع له الرسول بمنزلة ذلك الأعمى لكان عميان الصحابة أو بعضهم يفعلون مثل ما فعل الأعمى ، فعولهم عن هذا إلى هذا – مع أنهم السابقون الأولون المهاجرون والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ، فإنهم أعلم منا بالله ورسوله وبحقوق الله ورسوله وما يشرع من الدعاء وينفع وما لم يشرع ولا ينفع وما يكون أنفع من غيره وهم في وقت الضرورة ومخمصة وجدب يطلبون تفريج الكربات وتيسير العسير وإنزال الغيث بكل طريق ممكن دليل على أن المشروع ما سلكوه دون ما تركوه .

ولهذا ذكر الفقهاء في كتبهم في الاستسقاء ما فعلوه دون ما تركوه وذلك أن التوسل به حياً هو الطلب لدعائه وشفاعته وهو من جنس مسألته أن يدعو لهم وهذا مشروع فمازال المسلمون يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته أن يدعو لهم .

وأما بعد موته فلم يكن الصحابة يطلبون منه الدعاء لا عند قبره ولا عند غير قبره كما يفعل كثير من الناس عند قبور الصالحين ، يسأل أحدهم الميت حاجته . أو يقسم على الله به ونحو ذلك .

السؤال :
كاتب هذا السؤال يعتقد عدم جواز التوسل النبي صلى الله عليه و سلم ولا غيره إلا ما كان وارداً عن السلف ( كطب الدعاء منهم أو التوسل بالأعمال الصالحة لنفس الداعي أو بالأسماء الحسنى لله سبحانه وتعالى والصفات العليا ) .

الجواب :
نسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد والثبات على العقيدة الإسلامية الصحيحة حتى نلقاه على ما يحب منا ويرضى .

السؤال :
أرجو توضيح قول شيخ الإسلام السابق وهل يقوله على أنه صحب عن الإمام أحمد رضي الله عنه أم هو بصيغة التمريض كما هو ظاهر من اللفظ؟

الجواب :
قد وضح معناه في الجواب عن السؤال الثالث ، أما ما نقل عن الأمام أحمد في التوسل النبي صلى الله عليه و سلم بصيغة التمريض فلا نعلم له طيقاً صحيحاً عن الإمام أحمد رحمه الله ولو صح عنه لم يكن به حجة بل الصواب ما قاله غيره في ذلك وهم جمهور أهل السنة لأن الأدلة الشرعية في ذلك معهم والله ولي التوفيق .

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الرئيس : عبدالعزيز بن عبدالله بن باز . نائب رئيس اللجنة : عبدالرزاق عفيفي .

عضو : عبدالله بن غديان .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر : كتاب فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء . جمع و ترتيب الشيخ أحمد بن عبد الرزاق الدويش . المجلد الأول ( العقيدة ) / من الصفحة رقم 341 إلى الصفحة رقم 354 طبعة مكتبة المعارف بالرياض الطبعة الأولى عام 1412هـ .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أخي الكريم قبل المشاركة بتعليقك على هذا المقال تذكر قول الله تعالى :

(( هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ ))


يقول الإمام ابن سرين رحمه الله : أن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذوا دينكم .

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته





__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 04-05-2012, 03:59 PM
 
بسم الله الرحمن الرحيم (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (52) الشورى
اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلما تسليما
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أن ( كتاب الله والسنه المطهره) دليل واضح وأن تفسير وتأويل لاي أية لاتعتبر تأويل قطعي من قبل العلماء حسب اعترافهم الختاميه في ذلك التفسير بقولهم ( والله أعلم ). يقول الله تعالى{يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ } (7) الروم وقوله تعالى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} (85) الاسراء . لان (الكتاب والسنه النبويه) لايتناقض مع بعضهما بأعتبار الاخر تكمل الاول فيما يخص ( بتشريع احكام الفقه واصول الدين والعبادات ... والخ) والا وبخلاف ذلك فأنه مردود وكما جاء بحديث حضرة الرسول الاكرم سيدنا محمد( صلى الله تعالى عليه وسلم ) (من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد) وبقوله تعالى ( وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فأنتهوا) الحشر 7 - ثم نرجع الى الايه الكريمه بقوله تعالى (سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا} (22) الكهف. فنركز هنا حيث أشار الله ( جل جلاله ) بكلمة ( الاقليل) حسننا من هم هئولاء القله من عباد الله . نحنُ نعلم بأن القران يفسر بعض أياته (بعضه بعضا) وفي سورة مريم أيه43 . قال تعالى على لسان ابراهيم ( عليه السلام ) {يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا} اذا هذا دليل واضح وقطعي ان قليلين من عباد الله هم (الانبياء ) عليهم السلام و(الاولياء والصالحين)( رضوان الله عليهم اجمعين ) هم يمتلكون العلم اللدني من( الله سبحانه وتعالى) ولهم القدره و التمكين بقوله تعالى ( وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} (21) يوسف. وقال تعالى على لسان الخضر ( عليه السلام ){إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا} (84) الكهف ؟ أنت ذكرت الايه الكريمه بقوله تعالى {مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ } (7) آل عمران. هنا أشار أيظا الله ( جل جلاله ) ( والراسخون في العلم ) طيب من هم الراسخون في العلم . اليس من يمتلك العلم (الظاهر والباطن) لان الله وصف نفسه بقوله تعالى {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (3) الحديد .اذا كيف ننكر على الانبياء والاولياء والصالحين من علم الباطن. الذي أشار اليهما الله ( جل جلاله ) بكتابه العزيز بأنه هو ( الظاهر والباطن) وقوله تعالى{وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} (7) طـه . وان نسبة من علومه اللدني خص بها للانبياء والمرسلين وعباده الصالحين. يقول الله تعالى{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ 0 الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ 0 لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) 62-63-64 يونس . وقال تعالى ايظا في كتابه العزيز {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (11) المجادلة . قال تعالى{ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ } (255) البقرة. الشفاعه هنا خصه الله به من يمتلك الاذن الالهي بالدعوه والارشاد حيث قال في أية اخرى{وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا} (46) الأحزاب. اذا هنا الشافع الاول من يشفع بالناس هو حضرة الرسول الاعظم سيدنا محمد ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) فالنرجع الى الايه الكريمه (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} (53) الأعراف .وفي سورة الكهف الايه78 - قال تعالى على لسان الخضر عليه السلام (قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا} . وكذلك شفاعة الرجل الصالح بعد وفاته كما جاء بلسان الخضر عليه السلام بقوله تعالى (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا} (82) الكهف .هنا أشار الخضر عليه السلام بكلمة ( رحمةُ من ربك ) قال تعالى{أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (157) البقرة . وقوله تعالى { إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} (56) الأعراف. اذا يتبين لنا وبكل الوضوح ان اولياء الله والصالحين هم المتقين وهم المحسنين ولولا رحمة ربك عليهم لما استطاعوا الوصول الى هذه الدرجه من العلم اللدني بقوله تعالى{(وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (282)البقره .وهنا استشفع (الرجل الصالح) بعد وفاته لاولادهم فما بالك أيها المنكر بشفاعة سيد الكونين وسيد الانبياء والمرسلين سيدنا محمد ( صلى الله تعالى عليه وسلم تسليما ) للناس عامه سواءا قبل أوبعد انتقاله الى الرفيق الاعلى . وما بالك أيظا بشفاعة الاولياء والصالحين الاحياء منهم . وان اعتقادكم منهم الموتى لايشفعون حسننا كيف يكون الولي والصالح ميتا والشهيد حيا مع بنظر الاعتبار بأن درجة الولي أي يعني الصديق هي اعلى درجة من الشهيد بقوله تعالى {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (69) النساء .وكذلك قال الله تعالى بحق الشهداء {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (169) آل عمران . وهذه دلائل واضحه حتى بعد انتقالهم الى عالم البرزغ هم أحياء عند ربهم يقول حضرة رسول الله سيدنا محمد ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) عندما عُرج بي الى السماء قال ( رأيت اخي موسى قائم يصلي في قبره ) وهذا دليل أيظا انهم أحياء عند ربهم . أم كيف تفسرون أنتم ايظا .أن تأويل وتفسير الايات لها التأويل (الظاهر والباطن) كما جاء بحديث حضرة الرسول الاكرم سيدنا محمد ( صلى الله تعالى عليه وسلم
لكل أية ظاهرا وباطنا وحداً ومطلعا ( ان القرأن ظهرا وبطنا وفي بطنه بطن الى سبعة أبطن ) عن كتاب التمهيد لابن عبد البر ج8 ص 282 وعن ابن مسعود ( رض ) قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( انزل القرأن على سبعة أحرف لكل أية منها ظهر وبطن ولكل حد ومطلع ) عن كتاب فيض القدير ج2 ص 395
قال حضرة الرسول الاكرم سيدنا محمد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( ان علماء أمتي كأنبياء بني اسرائيل ) يبين لنا أن مامعنى الحديث الشريف ان كل عالم ديني في هذا الزمان يعادل( نبي) في زمن بني اسرائيل أي يعني يكون بمثابة نبي الله موسى ( عليه السلام ) حسننا أنا أسألك لماذا لم يمتنع نبي الله موسى عليه السلام من أتباع العبد الصالح (خضر عليه السلام ) بالرغم من ذلك انه كان نبيا مرسلا لقومه ونحن نعلم ان درجة النبي اعلى درجه عند الله ( جل جلاله) ومن ثم يليه الصديقين والشهداء والصالحين .. الخ). الم يكن يمتلك من العلم الظاهر أو الباطن بقدر تقواه ومكانته عند الله( جل جلاله ) الجواب هنا: نعم: ولكن حق القائل (جل جلاله)
(انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً } (21) الإسراء
ان نبي الله موسى ( عليه السلام) بالرغم من مكانتة عند الله سبحانه وتعالى لم يتكبر وتواضع مع اخيه الخضر عليه السلام بأتباعه واستفادته منه من علمه اللدني الذي اظهره اياه خلال فترة صحبته معه وكيف حال من ينكر الكرامات والتوسل والشفاعه للاأولياء في الوقت الحاضر اليس القران هو( ساري مفعول بيننا) قال تعال
(لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } (21) الحشر
وهل كل من تفقه او حفظ القرأن أخذ من الله العهد( قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لاتعلمون) 80 البقره . بأنه هو الوحيد في زمانه له (القول والفصل)بتفسير وتأويل وتحريم حسب اجتهاده الشخصي . قال تعالى (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ان الذين يفترون على الله الكذب لايفلحون) النحل 116 - أم جاءه البرهان من الله فاليأتي ببرهانه أن كان صادقا وهل هو اعلى درجه من نبي الله موسى (عليه السلام ) الذي أتبع العبد الصالح خضر (عليه السلام ) وكان يكلم الله
(فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (30) القصص. وينكر على أولياء الله علومهم وكرامتهم . لقد صدق الامام ابن سرين ( رحمه الله ) حين قال (ان هذا العلم دين فأنظروا عمن تأخذون علمكم ) لانه لم ينكر لاولياء الله والصالحين علومهم وكراماتهم من عند لله سبحانه وتعالى ولهذا قال هذا القول القيم وان الله سبحانه وتعالى له كتاب محكمات في الارض ويرشدنا بمن نأخذ علمنا منه قال تعالى
(وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (48) الأنعام. اذا هنا المرسلين هم مبشرين وهم اولياء الله المختصين بالايه الكريمه( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة ) والاولياء هم الصادقين قال بحقهم الله جل جلاله( يا أيا الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) 109 الاعراف. وان الصادقين لهم براهين أي كرامات من عند لله سبحان وتعالى ( قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين ) البقره 111 . نعم . الولي هو الصادق وله الاذن الالهي وله براهين تثبت صدق دعواه الى الله وهذا هو صفات المتقي الصادق والا لحسبنا ان جميع المسلمون هم اولياء والمتقين قال تعالى
(وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} (32) النساء .وقال تعالى
(أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ} (21) الجاثية .اذا لابد ان نتذكر قليلا ولا ننفي للذين فضلهم الله علينا بالعلم قال تعالى ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون ) الزمر 9 - وأن لاننسى قوله تعالى(وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (36) الإسراء..
وان الصوفيه هم أهل القران والذكر والتقوى والعباده قال تعالى ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) الحجر 99 - وانهم مؤمنون بالله ( جل جلاله ) بقوله تعالى ( انهم فتية أمنوا بربهم وزدناهم هدى ) الكهف 13- وفانين محبة رسوله الاكرم والنبي الاعظم خاتم الانبياء والمرسلين وسيد الكونين سيدنا وشفيعنا محمد المصطفى ( صلى الله تعالى عليه وسلم تسليما ) والذي قال جل جلاله لحبيبه المصطفى( صلى الله تعالى عليه وسلم ) بحديث القدسي ( جعلت ذكرك ذكري وحبك حبي ) قال تعالى على لسان ابراهيم ( عليه السلام )
(قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ} (63)الأنبياء. فأنصحك لله ارجع الى نفسك( فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} (64) الأنبياء لاننا نستند الى الدلائل المستنبطه من القران والسنه. وفي الختام نسأل الله سبحانه وتعالى ان يهدينا أيانا وأياكم جميعا الى طريق المستقيم امتثالا بقوله تعالى (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (153) الأنعام
وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته






رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حوار بين زوجين ليلة زفافهما+حوار مضحك بعد عام من الزواج هع دكتورة في جامعة الحب نكت و ضحك و خنبقة 8 08-28-2011 09:45 PM
حوار بين رجل عنيد وامراة اكثر عنادا حوار شيق والغلبة لمين نكت و ضحك و خنبقة 7 04-28-2011 10:18 PM
حوار انشودة زواج وعزوبية حوار رائع للمنشدين محمد ابو راتب ويحيى حوا &&&&&&& خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 12-25-2010 11:47 PM
حوار انشودة زواج وعزوبية حوار رائع للمنشدين محمد ابو راتب ويحيى حوا سارة2030 خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 12-19-2010 02:34 PM
حوار هى وهو على على رمضان حوارات و نقاشات جاده 2 11-06-2010 08:25 PM


الساعة الآن 06:24 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011