#296
| ||
| ||
بسم الله الرحمن الرحيم كثيراً ما يستدل المتصوفة بأحاديث ضعيفة وموضوعة للدفاع عن البدع والشركيات التى يمارسونها..ومن جملة هذه الأحاديث أحاديث الأبدال..وفيما يلى مقال للشيخ سعد البريك يبين فيه تخريج الأحاديث والرد على من قال بصحتها: الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيد المرسلين , محمد وآله وأصحابه ومن سار على سنتهم إلى يوم الدين. أما بعد: فإن لفظ الأبدال من الألفاظ التي استعملت في معاني باطلة عند الصوفية وغيرهم، ولذلك أحببنا بيان المعنى الصحيح عند أهل السنة وذلك على النحو التالي: فقد جاء في أمر الأبدال أحاديث عن علي بن أبي طالب، وعبادة بن الصامت، وعوف بن مالك، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن مسعود، وأم سلمة، وأنس بن مالك رضي الله عنهم ، وغيرهم، قال عنها غير واحد من الحفاظ: إنها لا تصح. فقد أورد الحافظ ابن الجوزي-رحمه الله- عدة أحاديث من أحاديث الأبدال في كتاب"الموضوعات" (2/337) وعلق عليها بعد سردها بأسانيدها قائلاً:"[OVERLINE]ليس في هذه الأحاديث شيء يصح[/OVERLINE]". وقال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-في"الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان" (ص/38):"فليس في ذلك شيء صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ". وقال الإمام ابن القيم-رحمه الله- في "المنار المنيف" (ص/103):"أحاديث الأبدال، والأغواث، والنقباء، والنجباء، والأوتاد، كلها باطلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ". وقال الحافظ السخاوي في"المقاصد الحسنة" (ص/8):"حديث الأبدال له طرق عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا بألفاظ مختلفة كلها ضعيفة". وقال الشيخ الألباني في"السلسلة الضعيفة"(5/520):"لا يصح منها شيءٌ، وألفاظها مختلفة جدًا، بحيث لا يمكن القول بأن متنًا معينًا منها حسن لغيره". وفي هذه الأقوال رد على محاولة الحافظ السيوطي تقويته لهذه الأحاديث في رسالته"الخبر الدال على وجود القطب والأوتاد والنجباء والأبدال" وهي مطبوعة ضمن كتاب الحاوي للفتاوى (2/241- 255) وهذه الرسالة قال عنها الشيخ الألباني-رحمه الله- في"الضعيفة"(3/671):"وقد حاشاها- أي السيوطي- بالأحاديث الضعيفة، والآثار الواهية، وبعضها أشد ضعفًا من بعض". وسوف أذكر أهم هذه الأحاديث: ففي حديث علي رضي الله عنه مرفوعًا:"الأبدال يكونون بالشام وهم أربعون رجلاً، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً، يُسْقَى بهم الغيث، ويُنتصر بهم على الأعداء، ويُصرف عن أهل الشام بهم العذاب". أخرجه عبد الله بن أحمد في"زوائد المسند" (1/112) وقد ضعفه شيخ الإسلام ابن تيمية في"مجموع الفتاوى"(11/434) سندًا ومتنًا فقال:"فقد روي فيهم حديث شامي منقطع الإسناد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه مرفوعًا". وقال في (ص/441):"فإن الإيمان كان بالحجاز وباليمن قبل فتوح الشام، وكانت الشام والعراق دار كفر، ثم لما كان في خلافة علي رضي الله عنه قد ثبت عنه عليه السلام أنه قال:"تمرق مارقة من المسلمين تقتلهم أولى الطائفتين بالحق" فكان علي وأصحابه أولى بالحق ممن قاتلهم من أهل الشام؛ ومعلوم أن الذين كانوا مع علي رضي الله عنه من الصحابة مثل: عمار بن ياسر، وسهل بن حنيف ونحوهما، كانوا أفضل من الذين كانوا مع معاوية، وإن كان سعد بن أبي وقاص ونحوه من القاعدين أفضل ممن كان معهما، فكيف يعتقد مع هذا أن الأبدال جميعهم الذين هم أفضل الخلق كانوا في أهل الشام؟! هذا باطل قطعًا، وإن كان قد ورد في الشام وأهله فضائل معروفة فقد جعل الله لكل شيء قدرًا". وقال أيضًا في"الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان"(ص/38- 39):"وروي فيهم حديث أنهم أربعون رجلاً وأنهم بالشام وهو في المسند من حديث علي رضي الله عنه ، وهو حديث منقطع ليس ثابت، ومعلوم أن عليًا ومن معه من الصحابة كانوا أفضل من معاوية، ومن معه بالشام فلا يكون أفضل الناس في عسكر معاوية دون عسكر علي. قد أخرجا في الصحيحين عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"تمرق مارقة من الدين على حين فرقة من المسلمين يقتلهم أولى الطائفتين بالحق" وهؤلاء المارقون هم الخوارج فكان علي وأصحابه أولى بالحق ممن قاتلهم من أهل الشام؛، فكيف يعتقد مع هذا أن الأبدال جميعهم الذين هم أفضل الخلق كانوا في أهل الشام؟!". وقد ضعف هذا الحديث أيضًا: ابن القيم في"المنار المنيف"(ص/103) بقوله:"ولا يصح...فإنه منقطع". وقال الشيح أحمد شاكر -رحمه الله- في "التعليق على المسند":"إسناده ضعيف لانقطاعه". وضعفه الألباني في"السلسة الضعيفة"(2993). وفي حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"الأبدال في هذه الأمة ثلاثون مثل إبراهيم خليل الرحمن عز وجل، كلما مات رجل أبدل الله تبارك وتعالى مكانه رجلاً". أخرجه أحمد في مسنده (5/322) وقال:"وهو منكر". وضعفه الألباني في"السلسلة الضعيفة"(936) وصدره بلفظ:"منكر". ولعبادة رضي الله عنه حديث آخر بلفظ:"الأبدال من أمتي ثلاثون بهم تقوم الأرض، وبهم تمطرون وبهم تنصرون". قال الهيثمي في"مجمع الزوائد"(10/63):"رواه الطبراني من طريق عمرو البزار عن عنبسة الخواص وكلاهما لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح". وضعفه الألباني في"الضعيفة"(2/340) بقوله:"وهو ضعيف أيضًا فيه من لا يعرف". وفي حديث عوف بن مالك رضي الله عنه عن شهر بن حوشب قال:لما فتحت مصر سبوا أهل الشام فأخرج عوف بن مالك رأسه من ترس ثم قال:يا أهل مصر أنا عوف بن مالك لا تسبوا أهل الشام فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"فيهم الأبدال وبهم تنصرون وبهم ترزقون". رواه الطبراني في"المعجم الكبير"(18/65) رقم(120) وإسناده ضعيف جداً: لعلتين: أحدهما: عمرو بن واقد قال فيه الحافظ ابن حجر في"تقريب التهذيب"(5167):"متروك". الثانية: شهر بن حوشب قال فيه ابن حجر في"تقريب التهذيب"(2846):"صدوق كثير الإرسال والأوهام". وبهما أعله الشيخ الألباني في"الضعيفة" (2/341). وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لن تَخْلُو الأرض من ثلاثين مثل إبراهيم خليل الرحمن، بهم تُرْزَقُون وبهم تُمْطَرون". أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/61) ومن طريقه ابن الجوزي في"الموضوعات"(2/336) عن عبد الرحمن بن مرزوق حدثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة به. في إسناده وضاع: هو عبد الرحمن بن مرزوق. قال ابن حبان عنه:"شيخ كان بطرسوس بضع الحديث لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح فيه". ولذلك حكم عليه ابن الجوزي بالوضع، وقال الحافظ الذهبي في"تلخيص كتاب الموضوعات" (ص/308):"مثل إبراهيم ! يا ليت شعري فبماذا ؟! فوالله، ما في أمة نبينا أحد مثل أبي بكر وبينه وبين إبراهيم من الفضل ما لا يحصيه بشر. ولكن هذا وضع عبد الرحمن بن مرزوق الطرطوسي لا نَجَّاه الله". وقد استنكر شيخ الإسلام ابن تيمية معنى هذه الأحاديث فقال في"مجموع الفتاوى" (11/442):"وكذلك من فسر"الأربعين الأبدال" بأن الناس إنما ينصرون ويرزقون بهم فذلك باطل؛ بل النصر والرزق يحصل بأسباب من آكدها دعاء المؤمنين، وصلاتهم ولإخلاصهم، ولا يتقيد ذلك بأربعين ولا بأقل ولا بأكثر؛ كما جاء في الحديث المعروف أن سعد بن أبي وقاص قال يا رسول الله! الرجل يكون حامية القوم، أيسهم له مثل ما يسهم لأضعفهم؟ فقال:"يا سعد! وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم بدعائهم وصلاتهم وإخلاصهم". وقد يكون للرزق والنصر أسباب أخر". وفي حديث ابن عمر رضي الله عهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"خيار أمتي في كل قرن خمسمائة، والأبدال أربعون، فلا الخمسمائة يَنْقصون، ولا الأربعون، كلما مات رجل أبدل الله عز وجل من الخمسمائة مكانه، وأدخل من الأربعين مكانه. قالوا: يا رسول الله ! دلنا على أعمالهم، قال: يعفون عمن ظلمهم، ويحسنون إلى من أساء إليهم، ويتواسون فيما آتاهم الله عز وجل". أخرجه أبو نعيم في"الحلية"(1/8)من طريق الطبراني، وعنه ابن الجوزي(2/2/336): عن سعيد بن أبي زيدون حدثنا عبد الله بن هارون الصوري حدثا الأوزاعي عن الزهري عن نافع عن ابن عمر به. وحكم عليه ابن الجوزي بالوضع ، وقال:"فكثير من رجاله مجاهيل ليس فيهم معروف". وأقره السيوطي في اللآلئ المصنوعة(2/279) بقوله:"لا يصح فيه من لا يعرف". قال العلامة الألباني في "الضعيفة"(935) :"موضوع: وهذا سند مظلم، سعيد بن أبي زيدون وعبد الله بن هارون لم أعرفهما، إلا أن الثاني منهما أورده الذهبي في "الميزان" وقال:"عن الأوزاعي، لا يعرف، والخبر كذب في أخلاق الأبدال". قلت: وهو هذا، وأقره الحافظ ابن حجر في "اللسان"". وقال أيضاً العلامة المعلمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة"(ص/245):"هو عبد الله بن هارون الصوري، رواه بوقاحة عن الأوزاعي عن الزهري عن نافع عن ابن عمر، وفي ترجمته من الميزان واللسان"لا يعرف والخبر كذب"". وفي حديث أنس رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"البدلاء أربعون: اثنان وعشرون بالشام، وثمانية عشر بالعراق، كلما مات منهم واحد بدَّل الله مكانه آخر فإذا جاء الأمر قبضوا كلهم فعند ذلك تقوم الساعة". أخرجه ابن عدي في"الكامل"(5/220- 221) في ترجمة العلاء بن زيد الثقفي ويقال له ابن زَيْدَل. وعده من مناكيره فقال:"يحدث بأحاديث عداد مناكير". وقال أيضًا:"وللعلاء بن زَيْدَل هذا غير ما ذكرت من الحديث وهو منكر الحديث". وحكم ابن الجوزي بوضعه فقال في"الموضوعات" (2/337):"وأما حديث أنس ففيه العلاء بن زيدل. قال ابن المديني: كان يضع الحديث وقال أبو داود والدارقطني: متروك الحديث. وقال ابن حبان: روى عن أنس نسخة موضوعة لا يحل ذكره إلا تعجباً". وقال الألباني في"الضعيفة"(5/521):"وهذا موضوع، آفته العلاء هذا. قال الذهبي:"تالف، قال ابن المديني:كان يضع الحديث". وقال أيضًا ابن حجر في"تقريب التهذيب"(5274):"متروك، رماه أبو الوليد بالكذب". ولحديث أنس طريق آخر: أخرجه ابن الجوزي في"الموضوعات" (2/337):من طريق الحسن بن محمد الخلال حدثنا أبو بكر بن شاذان حدثنا عمر بن محمد الصابوني حدثنا إبراهيم بن الوليد حدثنا أبو عمر الغُداني حدثنا أبو سلمة الحراني عن عطاء عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" البدلاء أربعون رجلاً وأربعون امرأة،كلما مات رجل بدَّل الله مكانه رجلاً، وكلما ماتت امرأة أبدَّل الله مكانها امرأة". قال ابن الجوزي:"فيه مجاهيل". وقال العلامة المعلمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة"(ص/246):"وأما طريق الخلال: ففي سنده مجاهيل، كما قال ابن الجوزي، يوجد من يسمون تلك الأسماء، لكن لا تستقيم رواية بعضهم عن بعض، وهذا يشعر بأن السند مركب". ومما يؤكد نكارة هذا المتن وغيره قول شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى"(11/435):"وليس من شرائط أولياء الله أهل الإيمان والتقوى ومن يدخل فيهم من السابقين المقربين لزوم مكان واحد في جميع الأزمنة، وليس من شرائط أولياء الله أهل الإيمان والتقوى ومن يدخل فيهم من السابقين المقربين تعيين العدد". ولذا قال العلامة الألباني في"الضعيفة"(5/520):"وأما عددهم ومكانهم، فالراويات مضطربة جداً، لا يمكن الاعتماد على شيء منها". وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن الله عز وجل في الخلق ثلاثمائة قلوبهم على قلب آدم عليه السلام ،ولله تعالى في الخلق أربعون قلوبهم على قلب موسى عليه السلام ،ولله تعالى في الخلق سبعة قلوبهم على قلب إبراهيم عليه السلام ،ولله تعالى في الخلق خمسة قلوبهم على قلب جبريل عليه السلام ، ولله تعالى في الخلق ثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل عليه السلام ،ولله تعالى في الخلق واحد قلبه على قلب إسرافيل عليه السلام ،فإذا مات الواحد أبدل الله تعالى مكانه من الثلاثة، وإذا مات من الثلاثة أبدل الله تعالى مكانه من الخمسة،وإذا مات من الخمسة أبدل الله تعالى مكانه من السبعة،وإذا مات من السبعة أبدل الله تعالى مكانه من الأربعين، وإذا مات من الأربعين أبدل الله تعالى مكانه من الثلاثمائة،وإذا مات من الثلاثمائة أبدل الله تعالى مكانه من العامة. فبهم يحيى ويميت، ويمطر وينبت ويدفع البلاء". قيل لعبد الله بن مسعود: كيف بهم يحيى ويميت! قال:"لأنهم يسألون الله عز وجل إكثار الأمم فيكثرون، ويدعون على الجبابرة فيقصمون، ويستسقون فيسقون، ويسألون فتنبت لهم الأرض. ويدعون فيدفع بهم أنواع البلاء". أخرجه أبو نعيم في"الحلية" (1/8-9) ومن طريقه ابن الجوزي في"الموضوعات" (2/335-336): عن عبد الرحيم بن يحيى الأدمي حدثنا عثمان بن عمارة حدثنا المعافي بن عمران عن سفيان عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله به. وحكم عليه ابن الجوزي بالوضع وقال:"فكثير من رجاله مجاهيل ليس فيهم معروف". وقال الذهبي في"تلخيص كتاب الموضوعات"(ص/307):"وهذه ظلمات بعضها فوق بعض، الوضع من أحدهم". وقال أيضاً في"الميزان" (2/608) في ترجمة عبد الرحيم بن يحيى الأدمي:"عن عثمان بن عمارة بحديث الأبدال. أتَّهِمُهُ به أو عثمان. يأتي في ترجمة عثمان". وقال أيضاً في (3/50) بعد ذكره هذا الحديث في ترجمة عثمان بن عمارة:"وهو كذب، فقاتل الله من وضع هذا الإفك". ولذا قال العلامة المعلمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة"(ص/246):"هو من طريق عبد الرحيم بن يحيى الأدمي، ثنا عثمان بن عمارة، وهما مجهولان، والمتهم بوضعه أحدهما،وفي الميزان:"فقاتل الله من وضع هذا الإفك"". وفي حديث أم سلمة رضي الله عنها مرفوعاً:"يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من المدينة هارباً إلى مكة، فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره، فيبايعونه بين الركن والمقام، فيبعث إليهم جيش من الشام فيخسف بهم البيداء، فإذا رأى الناس ذلك أتته أبدال الشام، وعصائب العراق فيبايعونه..." الحديث. أخرجه أحمد(6/316)، وأبو داود(4286)من طريق هشام عن قتادة عن أبي الخليل عن صاحب له عن أم سلمة به. قال العلامة الألباني في"الضعيفة"(1965):"ضعيف: ورجاله ثقات غير صاحب أبي خليل، ولم يسم، فهو مجهول". ثم بين أن الرواة اختلفوا في إسناده على قتادة على وجوه أربعة ذكرها وخلص بأن الوجه الراجح من بين جميع الوجوه هو: قتادة عن أبي الخليل عن صاحب له عن أم سلمة. ثم قال:"ولما كان مداره على صاحب أبي الخليل غير مسمى في طريق معتبر سالم من علة كان هو العلة. والله أعلم". وقد تمسكت الصوفية ومن نحا نحوهم بهذه الأحاديث فعرفوا "الأبدال" بتعريفات مأخوذة من بعض ما جاء في هذه الأحاديث، فقد قال ابن عربي الصوفي صاحب وحدة الوجود في كتابه"الفتوحات المكية" (2/376):"إن ثم رجلاً سبعة يقال لهم الأبدال، يحفظ الله بهم الأقاليم السبعة لكل بدل إقليم، وإليهم تنظر روحانيات السماوات والأرض". ويقول الجرجاني في"التعريفات" (ص/43):"البدلاء هم سبعة رجال من سافر من موضع، وترك جسدًا على صورته حيًّا بحياته، ظاهرًا بأعمال أصله بحيث لا يعرف أحد أنه فقد، فذلك هو البدل لا غيره، وهو في تلبيسه بالأجساد والصور على صورته على قلب إبراهيم عليه السلام ". وكذا في كتاب"الدرة الخريدة على الياقوتة الفريدة" (1/49) لمحمد فتحا بن عبد الواحد السوسي النظيفي وهو من الكتب المؤلفة في الطريقة التيجانية الصوفية. وقال المناوي في"التوقيف على مهمات التعاريف" (ص/29- 30):"وهم عند قوم: سبعة لا يزيدون ولا ينقصون، يحفظ الله بهم الأقاليم السبعة، ولكل بلدٍ إقليمٌ فيه ولايتُه. منهم واحدٌ على قَدم الخليل وله الإقليم الأول، والثاني: على قدم الكليم، والثالث: على قدم هارون، والرابع: على قدم إدريس، والخامس: على قدم يوسف، والسادس: على قدم عيسى، والسابع: على قدم آدم على ترتيب الأقاليم. وهم عارفون بما أودع الله في الكواكب السيارة من الأسرار والحركات والمنازل وغيرها. ولهم من الأسماء أسماء وصفات. وكل واحدٍ بحسب ما يُعطيه حقيقة ذلك الاسم الإلهي من الشمول والإحاطة". وقال السيوطي في رسالة "الخبر الدال على وجود القطب والأوتاد والنجباء والأبدال" (مطبوعة ضمن كتاب الحاوي للفتاوى 2/254) : "فائدة: في كتاب كفاية المعتقد لليافعي نفعنا الله تعالى به قيل:إنما سمي الأبدال ابدالاً لأنهم إذا غابوا تبدل في مكانهم صور روحانية تخلفهم. وبنى على ذلك ما حُكي عن الشيخ مفرج الدماميلي أنه رآه بعض أصحابه يوم عرفة بعرفة ورآه آخر في مكانه من زاوية بدماميل لم يفارقه في جميع ذلك اليوم فلما رجع الحاج ذكر كل واحد منهما لصاحبه وتنازعا في ذلك وحلف كل بالطلاق فاختصما إليه فأقرهما وأبقى كلا منهما على الزوجية فسئل عن الحكمة في عدم حنث الاثنين مع كون صدق أحدهما يوجب حنث الآخر؟ فقال: الولي إذا تحقق في ولايته مكن من التصور في صور عديدة وتظهر روحانيته في وقت واحد في جهات متعددة فالصورة التي ظهرت لمن رآها بعرفة حق والصورة التي رآها الآخر في مكانه في ذلك الوقت حق؛ كل منهما صادق في يمينه ولا يلزم من ذلك وجود شخص في مكانين في وقت واحد لأن ذلك إثبات تعدد الصورة الروحانية لا الجسمانية" ـ وما هذا إلا من صنيع الشيطان، جاء على صورة ذلك الرجل في عرفة، ليغوي هؤلاء!! انظر ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في "الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان "ص/173- 174). . وقال الفيروز آبادي في"القاموس المحيط"(ص/1247):"الأبدال: قوم بهم يقيم الله -عز وجل- الأرض، وهم سبعون: أربعون بالشام، وثلاثون بغيرها. لا يموت أحدهم إلا قام مكانه آخر من سائر الناس". وقد رد شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- هذه المعاني في الجملة بقوله في"مجموع الفتاوى" (11/442):"فالغرض أن هذه الأسماء تارة تفسر بمعان باطلة بالكتاب والسنة وإجماع السلف". وقال أيضًا في (ص/441):" والكلام يجب أن يكون بالعلم والقسط، فمن تكلم في الدين بغير علم دخل في قوله تعالى:{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}[الإسراء:36]، وفي قوله تعالى:{وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}[البقرة:169]، ومن تكلم بقسط وعدل دخل في قوله تعالى:{يَا أَيّهَآ الّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوّامِينَ للّهِ شُهَدَآءَ بِالْقِسْطِ}[المائدة:8]، وفي قوله تعالى: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ}[الأنعام:152]، وفي قوله تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النّاسُ بِالْقِسْطِ}[الحديد:25]". ثم بين بطلان بعض هذه المعاني (ص/436) بقوله: "ثم إن الإسلام انتشر في مشارق الأرض ومغاربها، وكان في المؤمنين في كل وقت من أولياء الله المتقين؛ بل من الصديقين السابقين المقربين عدد لا يحصى عدده إلا رب العالمين، لا يحصرون بثلاثمائة ولا بثلاثة آلاف، ولما انقرضت القرون الثلاثة الفاضلة كان في القرون الخالية من أولياء الله المتقين؛ بل من السابقين المقربين من لا يعرف عدده، وليسوا بمحصورين بعدد ولا محدودين بأمد، وكل من جعل لهم عددًا محصورًا فهو من المبطلين عمدً أو خطأً ". فتبين من ذلك أن الأبدال، لا يصح فيها حديث، وأن هذه التعريفات باطلة لما تقدم. ومع ضعف هذه الأحاديث إلا أن لفظ "الأبدال" مشهور عند كثير من السلف. وأقدم من ذكر عنه هذا اللفظ من السلف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فقد أخرج الضياء المقديسي في"المختارة"(2/111) رقم(485) من طريق صفوان بن عبد الله بن صفوان، قال: قام رجل يوم صفين فقال: اللهم العن أهل الشام. فقال علي:"مَهْ لا تسب أهل الشام جمًا غفيرًا، فإن فيهم الأبدال". وفي رواية(2/111- 112)رقم (486): "أن عليًّا قام بصفين، وأهل العراق يسبون أهل الشام. فقال: يا أهل العراق! لا تسبوا أهل الشام جمًا غفيرًا, فإن فيهم رجالاً كارهين لما ترون، وإنه بالشام يكون الأبدال". وليس فيه حصرهم بعدد، ولا حدهم بمكان إنما فيه الإخبار بأن في الشام أبدال-أي أولياء لله كما سيأتي بيانه في التفسير الصحيح للفظ الأبدال- لما سمع سب أهل الشام، وهذا من إنصاف علي بن أبي طالب t. وذلك على خلاف ما جاء في الأحاديث المرفوعة ومنها حديث علي رضي الله عنه "الأبدال يكنون بالشام وهم أربعون رجلاً" الحديث وقد سبق ذكره، والله أعلم. قال الضياء:"وصفوان بن عبد الله= =بن صفوان، سمع عليًا وغيره، فكأن الموقوف أولى، والله أعلم". وصححه الألباني في"الضعيفة"(6/565) بقوله:"وقد صح من طرق أخرى عن علي موقوفًا". قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- في"الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان" (ص/38):"ولم ينطق السلف بشيء من هذه الألفاظ، إلا بلفظ الأبدال". وقال أيضًا في "مجموع الفتاوى" (11/441):"وكذلك لفظ "البدل" جاء في كلام كثير منهم". وقال الحافظ السخاوي في "المقاصد الحسنة" (ص/9):"ويدل لانتشاره بين الأئمة قول إمامنا الشافعي في بعضهم: كنا نعده من الأبدال. وقول البخاري في غيره: كانوا لا يشكون أنه من الأبدال، وكذا وصف غيرهما من النقاد والحفاظ والأئمة غير واحد بأنهم من الأبدال". وقال أيضًا العلامة الألباني في"الضعيفة"(5/520):"غاية ما في الأمر، أن هذه الروايات وغيرها مما روي تلتقي كلها على الاعتراف بوجود الأبدال، ويشهد لذلك استعمال أئمة الحديث كالشافعي وأحمد والبخاري وغيرهم لهذا اللفظ، فنجدهم كثيرًا ما يقولون: فلان من الأبدال. ونحو ذلك". والذي يظهر أنهم يريدون بهم أنهم أولياء الله المتقون أو العباد الأتقياء، وأنهم أبدلوا السيئات من أخلاقهم وأعمالهم وعقائدهم بحسنات[انظر النهاية لابن الأثير (1/107)، مجموع الفتاوى (11/442)]، وقال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم في "الفتاوى"(1/258):"أحاديث الأبدال فيها ضعف؛ ولكن -والله أعلم- هم أئمة الدين الذين لا يضرهم من خذلهم والذين يذبون عن الدين ويكون جمعاً بين الأخبار". فهذا معنى حق، قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- في "مجموع الفتاوى"(11/442):"وهذه الصفات كلها لا تختص بأربعين ولا بأقل ولا بأكثر، ولا تحصر بأهل بقعة من الأرض". فليس لأحد منهم تصرف في الكون أو مشاركة لله في أسمائه وصفاته، إلى غير ذلك مما تخلعه الصوفية على أوليائهم!! وبهذا التحرير يظهر المعنى الصحيح للفظ الأبدال الذي جاء في كلام السلف. والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ فإن مهمة الرماة الذين يحفظون ظهور المسلمين لم تنته بعد..!! طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله، طوبى للقابضين على الجمر، كلما وهنوا قليلاً تعزوا بصوت النبيِّ صل الله عليه وسلم ينادي فيهم: " لا تبرحوا أماكنكم " ! |
#297
| ||
| ||
تخريج أحاديث [ التوسل ] التي يستدل بها من المبتدعة الحديث الاول : حديث الضرير . حدثنا محمود بن غيلان حدثنا عثمان بن عمر حدثنا شعبة عن أبي جعفر عن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن عثمان بن حنيف أن رجلاً ضريراً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أدع الله أن يعافيني , قال إن شئت دعوتُ لك وإن شئت صبرت فهو خيرٌ لك , قال : فإدعهُ , قال فأمرهُ ان يتوضأ فيحسن الوضوء ويدعوا بهذا الدعاء , اللهم إني أسألك وأتوجهُ إليك بنبيك محمد نبي الرحمنة إني توجهتُ بك إلي ربي في حاجتي هذا لتقضي لي اللهم فشفعهُ بي . قلتُ : أخرجهُ الترمذي في الدعوات حديث (3578 ) وقال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفهُ إلا من هذا الوجه , ورواهُ إبن ماجة في إقامة الصلاة (1385) وصحيح الترمذي (3083) , والطبراني في المعجم الكبير (3/2) , والحاكم في المستدرك على الصحيحين (1/113) والحديث من طريق ( عثمان بن حنيف ) وقد أعل الحديث صاحب ( صيانة الإنسان ) , وقد أعل في ( تطهير الجنان ) وطعن فيه بأبي جعفر عن عمارة بن خزيمة , وقال بعضهم أنهُ الرازي , ولكن الإمام الألباني قال هو المدني في أكثر من موضع في الطبراني في المعجم وهو صدوق كما صرح الألباني رحمه الله تعالى , ولكن الحديث فيه علة من ناحية السند والمتن . أخرجه أحمد 4/138(17372) قال : حدثنا عثمان بن عمر ، أنبأنا شعبة . وفي (17373) قال : حدثنا روح ، قال : حدثنا شعبة . وفي (17374) قال : حدثنا مؤمل ، قال : حدثنا حماد ، يعني ابن سلمة . و"عبد بن حميد"379 قال : أخبرنا عثمان بن عمر ، أخبرنا شعبة . و"ابن ماجة"1385 قال : حدثنا أحمد بن منصور بن سيار ، حدثنا عثمان بن عمر ، حدثنا شعبة . و"الترمذي"3578 قال : حدثنا محمود بن غيلان ، حدثنا عثمان بن عمر ، حدثنا شعبة . و"النسائي" ، في "عمل اليوم والليلة"658 قال : أخبرنا محمد بن معمر ، قال : حدثنا حبان ، قال : حدثنا حماد . وفي (659) قال : أخبرنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا عثمان بن عمر ، قال : حدثنا شعبة . و"ابن خزيمة"1219 قال : حدثنا محمد بن بشار ، وأبو موسى ، قالا : حدثنا عثمان بن عمر ، حدثنا شعبة. كلاهما (شعبة ، وحماد بن سلمة) عن أبي جعفر المدني ، عن عمارة بن خزيمة ، فذكره. فرضاً على صحة الحديث رغم أن هناك أختلاف في تصحيح الحديث وتضيعف فالإضطراب واضح في السند وفي المتن , وصححهُ الإمام الألباني ورد الشبكة كاملة في كتاب ( التوسل أنواعهُ وأحكامهُ ) فإن الرجل طلب من الله تبارك وتعالى أن يقبل منه شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لهُ , وقدم بين يدي ذلك الوضوء والصلاة تقرباً إلي الله تبارك وتعالى وأن يقبل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم فيه , وهذا الشاهد من الحديث ففي أول كلامهِ قال : ( إدع الله أن يعافيني ) وفي آخر الحديث يقول ( اللهم فشفعهُ في ) وهذا تفسير قولهُ : ( إني توجهت بك إلي ربي ) أي توسلتُ بدعائك وإستقراء السنة الصحيحة تبين لنا أن هذا الموقف خاص بهذا الرجل فقط , وعليه فليس لغيرهِ ان يستنَ بهِ او يقتدي بهِ فكان الوقع خاصاً بالرجل , ولو كان لما بقي في الصحابة عميان بعدهُ . وللفائدة كتاب ( التوسل أنواعهُ وأحكامهُ ) للعلامة الألباني رحمه الله تعالى . يتبع بإذن الله تبارك وتعالى .
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ فإن مهمة الرماة الذين يحفظون ظهور المسلمين لم تنته بعد..!! طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله، طوبى للقابضين على الجمر، كلما وهنوا قليلاً تعزوا بصوت النبيِّ صل الله عليه وسلم ينادي فيهم: " لا تبرحوا أماكنكم " ! |
#298
| ||
| ||
الحديث الثاني : اللهم إني أسألك بحق السائلين . حدثنا يزيد أخبرنا فضيل بن مرزوق , عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهُ قال : من قال حين يخرج من الصلاة : " اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك بحق ممشاي فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا رياء ولا سمعة وخرجت إتقاء سخطكَ ........ إلخ " . قلتُ : أخرجهُ أحمد في المسند (19772) , وإبن ماجة في السنن (778) وقد ضعفهُ الألباني رحمه الله تعالى في [ ضعيف إبن ماجة ] ( 778 ) والمتقي الهندي في كنز العمال , والطبراني في الدعاء برقم : 421 , كلُ هؤلاء عن ( فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي , والفضل بن الموفق ) وهذا حديث إسنادهُ مليء بالعلل التي لا تنتهي والله تعالى المستعان ولعلنا نبين الحق في هذا الحديث بإذن الله تعالى , والعلل واضحة لمن درس الحديث وتبين حقيقة المصطلحات الحديثية . سلسة الأحاديث الوهاية (1/234) : [ ضعفه المنذري، قال البوصيري: سنده مسلسل بالضعفاء. قال الألباني : ضعيف. "الترغيب والترهيب" للمنذري (3/272) . "سنن ابن ماجه" (1/256) ] وقال في تخريج أحاديث الإحياء [ إسنادهُ حسن ُ ] قلتُ بل هو ضعيف وإسناد الحديث مليء بالضعفاء , وجاء عن طريق 3 ضعفاء أجمع على ضعفهم عند أهل العلم ولا خلاف في ذلك . تخريج الظلال (1/891) : [ ضعيف حديث أبي سعيد الخدري : ما خرج رجل من بيته إلى الصلاة فقال : اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك ... . أخرجه ابن ماجة برقم : 778 , وأحمد في المسند : 3 / 21 , والطبراني في الدعاء برقم : 421 , وإسناده مسلسل بالضعفاء فيه عطية العوفي , والفضيل بن مرزوق , والفضل بن الموفق ] وسنترجم لهؤلاء بإذن الله تعالى في تتمة الكلام بعد ذكر كلام أهل العلم في الحديث , وبيان ما شذ من اللفظ وهذا حديثٌ ساقط . قال أبي الفضل النوري في المسند الجامع (13/332) : [ أخرجه أحمد 3/21(11173) قال : حدثنا يزيد. و"ابن ماجة" 778 قال : حدثنا محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري , حدثنا الفضل بن الموفق ، أبو الجهم.كلاهما (يزيد بن هارون ، وأبوالجهم) عن فضيل بن مرزوق , عن عطية العوفي , فذكره.- في رواية يزيد قال : فقلت لفضيل : رفعه ؟ قال : أحسبه قد رفعه ] قلتُ وهذا لا يرتقي إلي حكم المعروف فلم يثبت إلي أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهُ , وقد إختلط عطية العفوي فحدث عن محمد بن السائب الكلبي وكان يكنيهِ بأبي سعيد والله تعالى المستعان . حديث: من خرج من بيته إلى الصلاة، وقال: (اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك)... الحديث. ق في الصلاة (24: 5) عن محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري، عن الفضل بن موفق، عنه به.(*)كثير أبو إسماعيل النواء، عن عطية، عن أبي سعيد. قال الإمام الألباني رحمه الله تعالى في صحيح وضعيف سنن إبن ماجة (2/350) : [ ضعيف ، الضعيفة ( 24 ) ، التعليق الرغيب ( 1 / 131 ) ، التوسل أنواعه و أحكامه ص ( 93 - 99 ) ، تمام المنة ] , وفي ضعيف الترغيب والترهيب ( 1/250 ) : [ منكر ] , وقال رحمه الله تعالى في السلسلة الضعيفة (1/101) قد ضعفهُ ولعلني أذكر ما قالهُ رحمه الله تعالى في السلسلة الضعيفة . قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 82 ) :ضعيف . أخرجه ابن ماجه ( 1 / 261 - 262 ) و أحمد ( 3 / 21 ) و البغوي في " حديث علي بن الجعد " ( 9 / 93 / 3 ) و ابن السني ( رقم 83 ) من طريق فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به. إنظر السلسلة الضعيفة في الرد على الكوثري , فقد رد الشيخ رحمه الله تعالى على الكوثري في هذا الحديث . والله تعالى أعلم بالصواب . أما حال فضيل بن مرزوق : الضعفاء والمتروكين لأبن الجوزي (3/9). 2726 فضيل بن مرزوق الرقاشي الكوفي يروي عن عطية قال يحيى ضعيف وقال مرة ثقة وقال الرازي لا يحتج به وقال ابن حبانيخطيء على الثقات ويروي عن عطية الموضوعات . الكامل في ضعفاء الرجال (6/19). 1565 فضيل بن مرزوق حدثنا محمد بن علي ثنا عثمان بن سعيد قال قلت ليحيى فضيل بن مرزوق قال ليس به بأس قال عثمان فضيل بن مرزوق يقال أيضا إنه ضعيف حدثنا أحمد بن الحسين الصوفي ثنا علي بن الجعد حدثني فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أول زمرة تدخل الجنة يوم القيامة وجوههم مثل صورة القمر ليلة البدر والزمرة الثانية على أحسن كوكب دري في السماء لكل رجل زوجتان على كل زوجة سبعون حلة يرى مخ سوقهن من وراء لحومها ودمائها وحللها وبهذا الإسناد عند علي بن الجعد عن فضيل أحاديث حدثناه غير واحد من الشيوخ بهذه الأحاديث حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الخالق ثنا الحسين بن علي الصدائي قال حدثني أبي ثنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أن أحدكم فر من رزقه لأدركه كما يدركه الموت ولفضيل أحاديث حسان وأرجو أن لا بأس به . قلتُ : وهو شيعي , تردُ روايتهُ وإن كان حسن الحديث . المجروحين (2/209). فضيل بن مرزوق(2): من أهل الكوفة، يروى عن عطية وذويه، روى عنه العراقيون، منكر الحديث جدا، كان ممن يخطئ على الثقاتويروى عن عطية الموضاعات وعن الثقات الاشياء المستقيمة فاشتبه أمره، والذى عندي أن كل ماروى عن عطية من المناكير يلزق ذلك كله بعطية ويبرأ فضيل منها، وفيما وافق الثقات من الروايات عن الاثبات يكون محتجا به وفيما انفرد على الثقات ما لم يتابع عليه يتنكب عنها في الاحتجاج بها على حسب ما ذكرنا من هذا الجنس في كتاب شرائط الاخبار (2)، وأرجو أن فيما ذكرت فيه ما يستدل به على ما رواه إن شاء الله.سمعت الحنبلى يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن فضيل ابن مرزوق فقال: ضعيف. المغني في ضعفاء الرجال (2/515). 4960 - م عه / فضيل بن مرزوق الكوفي عن أبي حازم الأشجعي والكبار وثقه غير واحد وضعفه النسائي وابن معين أيضا وقال الحاكم عيب على مسلم إخراجه في صحيحه ,4961 - فضيل بن مرزوقق الرقاشي عن عطية ضعفه ابن معين وغيره هو الأول . قلتُ : قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء ما ينفي رواية الإمام مسلم لهُ في الصحيح فقال : فضيل بن مرزوق 4 م تبعا المحدث أبو عبد الرحمن العنزي مولاهم الكوفي الأغر حدث عن عدي بن ثابت وأبي سلمة الجهني وعطيه العوفي وشقيق بن عقبة وعدة وقيل إنه روى عن أبي حازم الأشجعي صاحب أبي هريرة حدث عنه وكيع ويزيد وأبو أسامة ويحيى بن آدم وأبو نعيم وعلي بن الجعد وسعيد بن سليمان الواسطي وآخرون وثقه سفيان بن عيينة ويحيى بن معين وقال ابن عدي أرجو أنه لا بأس به وجاء عن يحيى أنه ضعفه وقال النسائي ضعيف وقال الحاكم عيب على مسلم إخراجه في صحيحه قلت ما ذكره في الضعفاء البخاري ولا العقيلي ولا الدولابي وحديثه في عداد الحسن إنشاء الله وهو شيعي قال ابن حبان منكر الحديث جدا قلت إنما يروي له مسلم في المتابعات وقيل كان يأتي عن عطية ببلايا وقد قال ابن حبان أيضا هو ممن أستخير الله فيه قلت كان يتأله قال الهيثم بن جميل جاء فضيل بن مرزوق وكان من أئمة الهدى زهدا وفضلا إلى الحسن بن حي فأخبره أنه ليس عنده شيء فأخرج له ستة دراهم وقال ليس معي غيرها قال سبحان الله ليس عندك غيرها وأنا آخذها فأبى ابن حي إلا أن يأخذها فأخذ ثلاثة وترك ثلاثة قلت توفي قبل سنة سبعين ومئة . تاريخ إبن معين رواية الدارمي (1/191). 698 - قلت ففضيل بن مرزوق فقال ليس به بأس قال عثمان يقال فضبل بن مرزوق ضعيف . تقريب التهذيب (1/108). 4 546 - الأغر الرقاشي كوفي مجهول يحتمل أن يكون هو فضيل بن مرزوق وسيأتي ق . تقريب التهذيب (1/114). 545 الأغر الرقاشي كوفي مجهول يحتمل أن يكون هو فضيل بن مرزوق وسيأتي ق . تقريب التهذيب (1/448). 5437 فضيل بن مرزوق الأغر بالمعجمة والراء الرقاشي الكوفي أبو عبد الرحمن صدوق يهم ورمي بالتشيع من السابعة مات في حدود سنة ستين ي م 4 . قلتُ : وروايتهُ هذه ضعيفة لتشيعهِ . خلاصة تهذيب الكمال (1/310). ( ي م ع أ ) فضيل بن مرزوق الكوفي عن أبي حازم وعدي بن ثابت وعنه يحيى بن آدم ويزيد بن هارون وثقه السفيانان قال ابن معينشديد التشيع ( 4 ) قال أبو حاتم صدوق يهم كثيرا ( 5 ) . سير أعلام النبلاء (7/342). 124 - فضيل بن مرزوق* (4، م، تبعا). المحدث، أبو عبد الرحمن العنزي، مولاهم الكوفي الاغر. حدث عن: عدي بن ثابت، وأبي سلمة الجهني، وعطية العوفي، وشقيق بن عقبة، وعدة. وقيل: إنه روى عن أبي حازم الاشجعي، صاحب أبي هريرة. حدث عنه: وكيع، ويزيد، وأبو أسامة، ويحيى بن آدم، وأبو نعيم، وعلي بن الجعد، وسعيد بن سليمان الواسطي، وآخرون. وثقه سفيان بن عيينة، ويحيى بن معين. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. وجاء عن يحيى أنه ضعفه. وقال النسائي: ضعيف. وقال الحاكم: عيب على مسلم إخراجه في " صحيحه ". قلت: ما ذكره في الضعفاء البخاري، ولا العقيلي، ولا الدولابي، وحديثه في عداد الحسن - إن شاء الله - وهو شيعي. قال ابن حبان: منكر الحديث جدا. قلت: إنما يروي له مسلم في المتابعات، وقيل: كان يأتي عن عطية ببلايا. وقد قال ابن حبان أيضا: هو ممن أستخير الله فيه. قلت: كان يتأله. قال الهيثم بن جميل: جاء فضيل بن مرزوق- وكان من أئمة الهدى . أما عطية العوفي فنقول في حالهِ : مجمعُ على ضعفهِ . هذا والله تعالى أعلم . أبو عبيدة الأثري 1432هــ الجمعة .
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ فإن مهمة الرماة الذين يحفظون ظهور المسلمين لم تنته بعد..!! طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله، طوبى للقابضين على الجمر، كلما وهنوا قليلاً تعزوا بصوت النبيِّ صل الله عليه وسلم ينادي فيهم: " لا تبرحوا أماكنكم " ! |
#299
| ||
| ||
الحديث الثالث : توسل آدم بالنبي صلى الله علي وسلم . لما إقترف آدم الخطيئة قال : يارب إني أسألك بحق محمد لما غفرت لي فقال الله : يا آدم وكيف عرفت محمد ولم أخلقهُ ؟ , قال يا رب : لما خلقتني ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً : لا إله إلا الله محمد رسول الله , فعلمتُ انك لم تضف إلي إسمك إلا أحب الخلق إليك , فقال الله : صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي , وإدعني بحقهِ فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك . هذا نص الحديث كما يستدل بهِ أهل البدع والضلال ولعلنا نبين حالهُ . قلتُ : أخرجهُ الحاكم في المستدرك [1/615] قال الحاكم رحمه الله تعالى كالعادة [ صحيح الإسناد و هو أول حديث ذكرته لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم في هذا الكتاب ] قال الحافظ الذهبي في التعليق على المستدرك (4/31) : [ بل موضوع ] قلتُ صدق رحمه الله تعالى , فالحاكم ضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم إن لم تخني الذاكرة , وقد حدث عنهُ في المستدرك وهذا خطأ والله المستعان وبهذا يتبين تساهل الحاكم رحمه الله تعالى وهو مجمعٌ على تساهلهِ في تصحيح الأحاديث . وقال الكهنوي في الآثار المرفوعة (1/44) : [ ذكر القسطلاني في المواهب اللدنية والزرقاني في شرح إن الحاكم أخرج في مستدركه عن عمر مرفوعا إن آدم رأى اسم محمد مكتوبا على العرش وإن الله قال لآدم لولا محمد ما خلقتك وروى أبو الشيخ في طبقات الأصفهانيين والحاكم عن ابن عباس أوحى الله إلى عيسى آمن بمحمد ومر أمتك أن يؤمنوا به فلولا محمد ما خلقت آدم ولا الجنة ولا النار ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه لا إله إلا الله محمدا رسول الله(4) وفي سنده عمر وابن أوس لا يدري من هو ] والله تعالى أعلى وأعلم . وقال الألباني رحمه الله تعالى في السلسلة الضعيفة (1/89) : [ موضوع ونقل تعليق الحافظ الذهبي عليه : وعبد الرحمن واهٍ وعبد الله بن مسلم الفهري لا أدري من هو ] فالحديث من ناحية السند لا يمكن أن يستقيم ولا يستند إليه في دليل حتى , والله تعالى أعلى وأهلم فالخبر واهٍ ضعيف. والله أعلم أبو عبيدة الأثري 1432 هجري .
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ فإن مهمة الرماة الذين يحفظون ظهور المسلمين لم تنته بعد..!! طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله، طوبى للقابضين على الجمر، كلما وهنوا قليلاً تعزوا بصوت النبيِّ صل الله عليه وسلم ينادي فيهم: " لا تبرحوا أماكنكم " ! |
#300
| ||
| ||
الحديث الرابع : أثر مالك الدار . عن مالك الدار "أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا فأتى الرجل في المنام فقيل له: ائت عمر فأقرئه السلام وأخبره أنكم مسقون وقل له عليك الكيس الكيس . قلتُ : أخرجه ابن أبي شيبة في ( المصنف) كتاب الفضائل أثر رقم ( 32538) طـ/ الرشد , والبخاري معلقاً في ( التاريخ الكبير) في ترجمة مالك الدار , وابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) 56/489, والخليلي في ( الإرشاد ) 1/ 313 - 314 , والخبر منكر لا يصحُ . كلها عن طرق أبي معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن مالك الدار . أما مالك الدار , فهو مالك بن عياض ويقال الجبلاني مولى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - . كما ذكرهُ غير واحد من أهل الجرح والتعديل ولعلنا نبين العلة في الحديث ونوضحهُ أكثر فأكثر سائلا لمولى عز وجل أن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنهُ وأسأله تعالى لنا ولكم التوفيق في بيان الحق فكم من دليل إستدل بهِ القبورية كان ساقطاً على رأسهم . ترجم له البخاري في التاريخ الكبير ( 7 /304) , ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ! وابن ابي حاتم في الجرح والتعديل (8/213 ) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً أيضاً ! وقال عنه الحافظ المنذري في ( الترغيب والترهيب ) : ومالك الدار لا أعرفه .ا.هـ وقال أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/287) : " ضعيف " أهـ . ذكرهُ إبن حبان في الثقات , ذكر إبن حبان رحمه الله تعالى للراوي في الثقات لا يعتبر توثيقاً وهكذا نص غير واحد من أهل العلم من المتقدمين والمتأخرين , وهذا مصطلح معروف عند أهل العلم والدراية بالحديث , ولعلني اورد ما قيل في منهج إبن حبان رحمه الله تعالى في كتاب الثقات , وهل يستقيم ذكر إبن حبان للراوي في " الثقات " دليلاً على التوثيق وهل يثبت هذا الأثر الذي تمسك بهِ أهل البدع بالنواجد وحاولوا تصحيحهِ منكرين النصوص الحديثية وهم أجهل الناس بها . قال ابن حجر في مقدمة ( لسان الميزان ) 1 / 208 طـ المطبوعات الاسلامية : وهذا الذي ذهب إليه ابن حبان , من أن الرجل إذا انتفت جهالة عينه , كان على العدالة إلى أن يتبين جَرحه , مذهب عجيب , والجمهور على خلافه . اهــ . وهذا الثابت كما عند الجمهور من أهل العلم . وقال الذهبي - رحمه الله تعالى - في " الميزان " ترجمة عمارة بن حديد ، عن صخر الغامدي : مجهول كما قال الرازيان , ولا يُفرح بذكر ابن حبان له في الثقات , فإنّ قاعدته معروفة من الاحتجاج بمن لا يعرف .اهــ وقد ترجم الخليلي في ( الإرشاد ) لمالك الدار 1 / 313 فقال: مالك الدار مولى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه تابعي قديم , متفق عليه , أثنى عليه التابعون , وليس بكثير الرواية .اهـ فقوله هذا يدل على عدم ( َسبره ) لرواية الرجل , ومن قبله ابن ابي حاتم , والبخاري ( فتأمل ) وقد قال- الخليلي- عقب إيراده لهذا الأثر :" يُقال إن أبا صالح سمع مالك الدار هذا الحديث , والباقون أرسلوه " . وتصديره الكلام بـ ( يُقال ) مُشعرٌ ( بعدم ثبوته عنده) ! وكلامه متجه لعدالة الرجل دون الضبط . وقد يتكلم الجاهل في سكوت البخاري رحمه الله تعالى عن ( الراوي ) ويقول أن هذا ليس بجرح إلي الراوي وهذا من الجهالة بمكان , وضعف في مصطلح الحديث لا يقولهُ إلا ضعيف . قلما الإمام البخاري ترك بيان الجرح وهو مجروح ولو قال قائل من سكت عنهم البخاري فهم غير مجروحين عنده وإنما هم عدول وإحتمل في القليل منهم أن لا يكونوا من المشهورين وهذا يدخل في حكم المستور وهذا الكلام يعتبر قول وجيه ولا يصح أن يطلق بتوثيق من سكت عنه البخاري بمجرد ذلك . وسكوت البخاري يعتبر جرجاً له . وإبن حبان من المتساهلين في الحديث . قال الإمام الألباني رحمه الله تعالى : عدم التسليم بصحة هذه القصة، لأن مالك الدار غير معروف العدالة والضبط، وهذان شرطان أساسيان في كل سند صحيح كما تقرر في علم المصطلح، وقد أورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/213) ولم يذكر راوياً عنه غير أبي صالح هذا، ففيه إشعار بأنه مجهول، ويؤيده أن ابن أبي حاتم نفسه - مع سعة حفظه واطلاعه - لم يحك فيه توثيقاً فبقي على الجهالة، ولا ينافي هذا قول الحافظ: (...بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان...) لأننا نقول: إنه ليس نصاً في تصحيح جميع السند بل إلى أبي صالح فقط، ولولا ذلك لما ابتدأ هو الإسنادَ من عند أبي صالح، ولقال رأساً: (عن مالك الدار... وإسناده صحيح) ولكنه تعمد ذلك، ليلفت النظر إلى أن ها هنا شيئاً ينبغي النظر فيه، والعلماء إنما يفعلون ذلك لأسباب منها: أنهم قد لا يحضرهم ترجمة بعض الرواة، فلا يستجيزون لأنفسهم حذف السند كله، لما فيه من إيهام صحته لاسيما عند الاستدلال به، بل يوردون منه ما فيه موضع للنظر فيه، وهذا هو الذي صنعه الحافظ رحمه الله هنا، وكأنه يشير إلى تفرد أبي صالح السمان عن مالك الدار كما سبق نقله عن ابن أبي حاتم، وهو يحيل بذلك إلى وجوب التثبت من حال مالك هذا أو يشير إلى جهالته. والله أعلم. وهذا علم دقيق لا يعرفه إلا من مارس هذه الصناعة، ويؤيد ما ذهبت اليه أن الحافظ المنذري أورد في "الترغيب" (2/41-42) قصة أخرى من رواية مالك الدار عن عمر ثم قال: (رواه الطبراني في "الكبير"، ورواته إلى مالك الدار ثقات مشهورون، ومالك الدار لا أعرفه). وكذا قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/125). وقد غفل عن هذا التحقيق صاحب كتاب "التوصل" (41) فاغتر بظاهر كلام الحافظ، وصرح بأن الحديث صحيح، وتخلص منه بقوله: (فليس فيه سوى: جاء رجل..) واعتمد على أن الرواية التي فيها تسمية الرجل ببلال بن الحارث فيها سيف، وقد عرفت حاله. وفي مغاني الاخيار (3/500) : " عيسى بن عبد الله بن مالك الدار: وهو مالك بن عياض، مولى عمر بن الخطاب، ويقال: عبد الله بن عيسى بن مالك، وهو وهم. روى عنه زيد بن وهب الجهنى، وعباس بن سهل بن سعد الساعدى، وعطية بن سفيان بن عبد الله الثقفى، ومحمد بن عمر بن عطاء، وآخرين. روى عنه الحسن بن الحر، وعبد الله بن لهيعة، وعتبة ابن أبى حكيم، وفليح بن سليمان، ومحمد بن إسحاق بن يسار، وأخوه محمد بن عبد الله بن مالك الدار. قال على بن المدينى: مجهول، لم يرو عنه غير محمد بن إسحاق. وذكره ابن حبان فى الثقات. روى له أبو داود، والنسائى فى اليوم والليلة، وابن ماجه، وأبو جعفر الطحاوى " وقد تقدم الكلام أن ذكر إبن حبان رحمه الله تعالى للراوي في الثقات لا يعتبر توثيقاً معتبراً لتساهل إبن حبان في توثيق المجاهيل . ضعفهُ علي بن المديني , والرواية ليست بمشهورة حتى ناهيك عن جهالة مالك الدار وعدم ثبوت طلبهِ للعلم , فالرواية مردود لأن الأشاعرة يعتقدون بعدم العمل بخبر الآحاد في العقائد كما هو ثابت ومعروف عند أهل العلم , بل إن الخبر لا يعتبرُ بهِ في الإستدلال لضعف الرواية ولا يستقيم إقامة الحجة بهذا الخبر إلا أن النصوص يجب أن تفهم فهماً دقيقاً . فالإنفراد يكونُ فيه نظر من الثقة , فكيف بمثل من لم يعرف لهُ رواية أو خبر , ناهيك عن وجود سيف بن عمر الضبي وهو عمدة في الكذب والإفتراء أجمع المحدثون على ضعف سيف بن عمر الضبي , كذلك الحديث جاء عن [ الاعمش عن أبي صالح ] والأعمش رحمه الله تعالى مدلس مشهور , ولم يصرح بالسماع في هذا الباب , ولو صرح لكان في السند مقال حتى فهذا حديث مسلسل بالعلل , وقد نقل أهل العلم الإجماع على ضعف سيف بن عمر الضبي وهو في إسناد الحديث , ولعلنا نكمل الكلام على مالك بن عياض المعروف [ بمالك الدار ] وهل إنفرادهُ يعتبر مقبولاً فمالك الدار لم يكن بالمشهور والمعروف عند أهل العلم , وفي حين أن أهل العلم إن تفرد الثقة بخبر نظر في تفرد الثقة لأنهُ خالف , ومالك الدار تفرد بهذا الخبر وهو ليس بالمعروف حتى فإن تفردهُ كذلك علة تقدح بالحديث لأنهُ خالف ما هو ثابت في الأصول من دعاء الله تبارك وتعالى . قال الحافظ المزي في تهذيب الكمال (22/624) : [ علي بن المديني مجهول لم يرو عنه غير محمد بن إسحاق ] فمالك الدار مجهول عند إمام العلل علي بن المديني , وذكرهُ إبن حبان دون أن يترجم لهُ وقد علمنا أن إبن حبان متساهل فوثق المجاهيل , ومن يوردهُ إبن حبان في كتاب الثقات بدون أن يترجم لهُ فهو مجهول ووافقهُ بذلك بن المديني وأبي حاتم الرازي فقد ضعفوهُ وجعلهُ إبن المديني . هذا ما أعلمهُ والله تعالى أعلى وأعلم . أبو عبيدة الأثري 1432 هجري
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ فإن مهمة الرماة الذين يحفظون ظهور المسلمين لم تنته بعد..!! طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله، طوبى للقابضين على الجمر، كلما وهنوا قليلاً تعزوا بصوت النبيِّ صل الله عليه وسلم ينادي فيهم: " لا تبرحوا أماكنكم " ! |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حوار بين زوجين ليلة زفافهما+حوار مضحك بعد عام من الزواج هع | دكتورة في جامعة الحب | نكت و ضحك و خنبقة | 8 | 08-28-2011 09:45 PM |
حوار بين رجل عنيد وامراة اكثر عنادا حوار شيق والغلبة لمين | ♥ | نكت و ضحك و خنبقة | 7 | 04-28-2011 10:18 PM |
حوار انشودة زواج وعزوبية حوار رائع للمنشدين محمد ابو راتب ويحيى حوا | &&&&&&& | خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية | 0 | 12-25-2010 11:47 PM |
حوار انشودة زواج وعزوبية حوار رائع للمنشدين محمد ابو راتب ويحيى حوا | سارة2030 | خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية | 0 | 12-19-2010 02:34 PM |
حوار هى وهو | على على رمضان | حوارات و نقاشات جاده | 2 | 11-06-2010 08:25 PM |