![]() |
|
أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#51
| ||
| ||
__________________ الى اللقاء ![]() |
#52
| ||
| ||
(24) مهما ركضت وركضت .. لن استطع اللحاق بالطائرة .. فقد اختفت في السماء الزرقاء الواسعة ..! لم يكن لدي أي خيـار سوى أن أتبع الزلاجات بأي طريقة، تلك الزلاجات ستتوجه إلى حيث الطائرة ذهبت وهي تحمل أمي .. أمي التي تخيلت عن كل شيء من أجل إنقاذها من بانشيبرا ..!!! الآن تأخذ أمام عيني بكل بساطة .. لن اسمح بأن يحدث هذا! على متن شاحنة ضخمة قرب طريق ممهد، حمل المكوك ووضع فوقها .. وركب اصحاب الزلاجات في مركبات سوداء مربعة الشكل تسير على العجلات .. الحراسة مشددة والناس قد تجمعوا يشاهدون هذا الجسم الغريب وتلك التصرفات الأغرب. كانوا يهتفون بهتافاتٍ غريبة .. وأنا اتساءل من سمح لهم باخذ المكوك وأخذ أمي؟! ما المخالفة التي ارتكبناها؟ لم استطع حتى الاقتراب منهم فقد كانت الحراسة مشددة حولهم، ولكنني باعجوبة تسللت الى الشاحنة ووقفت في مكانٍ ضيّق بجانب المكوك .. كان المعطف الثقيل يمنعني من الاختباء جيداً لهذا اضطررت الى الاستغناء عنه ،، وانتهى بي المطاف ارتجف في مهب الريح وانا اتسائل .. متى سنصل؟! عندما وصلت المركبة فعلياً كان جسدي متجمداً وأدخلوا المركبة في مكانٍ مظلم واقفلوا عليه بوابة كبيرة .. نزلت بصعوبة إلى الأرض ولكنني سقطت ..! إنني حتى لا أستطيع مساعدة نفسي .. شعرت بالعجز .. حاولت تدفئة نفسي بالحركة ومشيت ببطء حول الشاحنة التي تقل المكوك ... كانت مغلقة وما من أحدٍ يقودها.. لقد انصرف الجمع . وتساءلت أين يمكن أن تكون قد توقفت تلك الطائرة الصغيرة ..؟ ربما توقفت في مكان عالٍِ.. هل تشعر امي بالبرد الآن..؟ حتى دموعي تجمدت داخل عيناي وقلبي اصبح عاجزاً عن النبض وأنا اتخيل أنها تتعذب مجدداً لأسباب تافهة ! وجدت معطفاً جلدياً ثقيلاً على كرسي السائق الفارغ، كان عليه نفس الشعار الخاص بالشاحنة ولكنني لم أبالي وارتديته وأنا احك كفاي ببعضهما علي اكتسب القليل من الحرارة .. ولكنني في النهاية لم استطع أن اخرج من المكان ... فقد كان مغلقاً باحكام ولم أجد منفذاً واحداً ولهذا جلست بجانب عجلات الشاحنة وأنا أنظر إلى البوابة الضخمة واتطلع إلى الوقت التي ستفتح فيه .. مرت ساعاتٌ طويلة وبدأت أشعر بالبرودة تتسلل إلى جسدي، وأصبحت عظامي تؤلمني،، واستطعت معرفة أن الليل قد حـل .. وأن أمامي ليلة طويـلة ..! ولكن توقعاتي كانت مغايرة لما حدث، فقد سمعت صوت البوابة وهي تفتح، وقفت بسرعة واختبأت بجانب المكوك،، وكما كنت أعلم .. ادار أحدهم محرك الشاحنة التي تراجعت ببطء إلى الخلف ثم خرجت من المكان وسارت بضعة أميال حتى مبنى كبيـر به مدخل واسع استطاع احتواء الشاحنة مع المكوك بالكامل .. كان هذا المدخل مضيء جداً حتى أن عيناي تأذت حتى اعتدت على تلك الأجواء، الكثير من الاشخاص يتكلمون حول المكوك الذي بدأ يتحرك للأعلى .. عندما رفعت عيناي أنظر كان هناك شيء ضخم مثل الحبل مثبتٌ في اعلاه وهو المسؤول عن سحبه للأعلى بتلك الطريقة .. عرفت أنه سيكشف أمري بسرعة وحاولت أن اتشبث بالمكوك ولكن هذا كان بلا جدوى! وعندها شاهدني الرجال بالأسفل وبدأوا بالصياح لي ولبعضهم البعض .. لم أفهم ماذا يقولون ولكن اثنان من الجنود امسكوا بذراعاي وبدأوا بأخذي للخارج بالقوة .. كانوا ضعاف البنية ولم يستطيعوا سحبي بسهولة .. فقد كنت أنظر يمينا ويساراً علي أجد الطائرة المروحية! اكتشفت أن غالبية البشر ضعاف البنية وقصيروا القامـة أيضاً! مشيت معهم إلى الخارج باستسلام لأني لم أشاهد المروحية في الداخل، وتركوني في الخارج مع بعض الشبان اللذين يرتدون نفس المعاطف الجلدية .. كان هذا نفس المعطف الذي سرقته من الشاحنة، وخمنت بانهم ظنوا أنني واحدٌ منهم .. نظروا لي باستغراب وقال أحدهم كلمة ما . أنا لست من فريقهم لهذا .. ابتسمت ببلاهة وتركتهم وركضت مبتعداً وأنا أنظر على قمة المبنى، ولكنني لم أشاهد الطائرة المروحية أبداً ..! شعرت بأن أنفاسي لا تريد الخروج . كيف سأجد أمي في ذلك المكان الجليدي؟ كرهت الأرض كثيراً .. لو كنت أعرف أنني سألقى كل تلك المعاناة على هذا الكوكب لما جئت، حتى أنني لا أشعر بوجود جاميان في ذلك المكان البارد ..الخالي من المشاعر الدافئة . مشيت في الشارع مترنحاً .. كانت رؤيتي مشوشة بسبب القلق والأرهاق .. كما أنني لم آكل شيئاً منذ عدة أيام ..! هل وضعت أمي في سجنٍ آخر ..؟ هذا هو السؤال الذي ظل يتردد في عقلي كما لو كانت هناك مطرقة تطرق بداخله وتحطم كل شيء .. تلك المرة كنت داخل مدينة كبيرة، وعلى الرغم من أن الجليد يغطي اجزاء من شوارعها وأسقف المنازل إلا أنها كانت مزدحمة بالناس .. في سوقٍ كبير، كانت هناك شاشات عالية ضخمة الحجم وقف أمامها بعض الناس يشاهدون، رفعت رأسي بصعوبة لأنظر وفوجئت بصورة المكوك عندما كان في تلك البقعة الجليدية!! لم أفهم أي شيء مما يقال!! لماذا لا أستطيع أن أفهم ؟ لماذا! أصبت بالجنون ومشيت بسرعة عائداً إلى ذلك المكان الغريب الذي أخرجوني منه عنوة! يجب أن استرجع أمي بأية طريقة وإلا سوف تموت من الجوع والبرد! بسبب الدوار سقطت على ركبتاي مصطدماً بشخصٍ ما .. سمعت صوت فتاة تتكلم وتبعها صوت فتى صغير السن .. وبعدها لم أسمع شيئاً! عندما افقت، كنت أشعر بالدفء .. فتحت عيني ووجدت أنني في غرفة جميلة ومرتبة وهناك مدفئة أمامي تصدر الحرارة وضوء خافت .. مشيت وأنا أنظر حولي .. كانت هناك صور فتى صغير في حوالى العاشرة من عمره معلقة على الجدار، كان هناك الكثير من الصور .. لكن ذلك كان غريباً بعض الشيء لأنه في بانشيبرا لا تعلق على الجدار سوى صور الأبطال والملوك . فتحت الباب وخرجت ببطء وقلت : - مرحبا! في ردهة كبيرة شاهدت نفس الفتى الموجود بالصور ينام على الأريكة وهو يتجه بوجهه إلى شاشة تشبه تلك التي رأيتها في الشارع، لكنها كانت أصغر حجماً .. وكان يمسك بيده جهاز تحكم . تكلمت قائلاً بصوتٍ خفيض: - مرحباً! هل أنت نائم ؟ هو لن يفهمني بالطبع، ولكنه فتح عينيه ببطء ثم جلس بشكلٍ مفاجئ وتركني وركض إلى الداخل . كان المنزل مظلماً ووقفت مكاني اتأمل التماثيل الغريبة والصور التي تملأ الجدران .. خرجت شابة شقراء من الداخل وابتسمت بمودة قائلة شيئاً ما . ابتسمت ولكنني لم أفهم ماقالته واكتفيت بالصمت .. وعندها تكلمت قائلة شيئاً آخر .. هززت رأسي بالنفي .. وتمنيت أن تفهم بأنني لا أعرف التحدث بلغتها ..! كانت نحيلة وقصيرة بعض الشيء، لون عينيها الأخضر وشعرها الأصفر يذكرني بـ ليندا، كانت صوتها هادئاً وابتسامتها واسعة ولطيفة .. صمتت قليلاً ثم قالت : - هل تتحدث الانجليزية؟ انتبهت إلى جملتها وتساءلت في نفسي " اليست تلك لغة ليندا ..؟" أجبت على الفور : - أجل . - كنت أعرف بأنك لست من هنا.. ثم ابتسمت بتوتر وقالت: - الآن سوف نتناول العشاء هل تنضم إلينا ؟ فكرت للحظة وقلت: - هل شاهدت حادثة المكوك على التلفاز؟ أجابت : - أجل .. اتعني المركبة الفضائية ..؟ - كان بداخلها امرأة .. هل تعرفين إلى أين يمكن أن يكونوا قد أخذوها؟ نظرت لي باستغراب وهمست بخوف: - ولماذا يهمك هذا الأمر ..؟ هل انت ارهابي ..؟ لم أفهم معنى تلك الكلمة ولكنني قلت بشكل مباشر: - تلك المرأة هي أمي! صرخت الفتاة بذعر : - ماذا؟ انها من الغرباء ..! انتفض جسمي عندما صرخت ولكنني قلت بهدوء : - ماذا تعنين بالغرباء؟ لقد جئت أنا وأمي من كوكبٍ آخر لاجئون إلى الأرض .. نزلت بمفردي من المكوك لكي أحضر المعونة وعندما عدت فوجئت بانهم أخذوا كل شيء .. حملقت بوجهي مذهولة ولم تقل شيئاً! تابعت بصوت خافت: - أريد أن أستعيد أمي! حياتها تهمني . حركت راسها وأمسكته بطريقة غريبة ثم قالت بصوتٍ مبحوح: - أتعني أنك لست من كوكب الأرض! لم أعرف لم هي متفاجئة جداً، ربما هي لا تعرف أنه هناك كواكب أخرى غير الأرض وأجبت بصراحة : - أجل . أنا من الكوكب الأخضر .. بنتاكوز . عادت تنظر إلى وجهي بتفحص ثم صاحت : - أنت مجنون! أنا لا أصدقك .. هيا أخرج من بيتي! وقفت مستندة على الجدار وهي تنظر لي بذعر فتساءلت بنفس نبرة صوتي الهادئة: - هل تعرفين شيئاً؟ اذا كنتِ تعرفين شيئاً فقط أخبريني، وإذا كنتي لا تعرفين .. سوف أرحل الآن . قالت بسرعة: - لا أعرف أي شيء، أنها في مكانٍ سري بالتأكيد لا يعرفه العامة! تركتها ومشيت في ممر طويل ولكنني توقفت وقلت : - ولكن أين بوابة الخروج ؟ اقتربت وهي ما زالت تنظر لي ثم تكلمت بهدوء : - هل انت حقاً من خارج الأرض؟ انت لن تذهب الآن .. ستتناول العشاء معي أنا وأبني أولاً . كنت أشعر بالجوع الشديد ولكنني قلت : - لا، لن آكل واترك أمي جائعة! سوف أذهب الآن .. أمسكت بمعطفي وقالت بحزم : - لن تستطيع أن تفعل شيئاً وأنت جائع! يجب أن تأكل ! - لكن كيف عرفتي بأنني جائع؟ - لأنك قلت بأن والدتك جائعة . مشيت خلفها باستسلام فقد كانت محقة .. قدماي لا تقوى على حملي من قلة الطعام .. خلعت معطفي ثم جلست على المائدة الدائرية الصغيرة التي توجد بداخل المطبخ وشاهدت الفتى الصغير يجلس قريباً مني فسألته : - ما اسمك ..؟ ابتسمت والدته وقالت : - يدعى أركيف . لكنه لن يفهم اللغة الانجليزية، فنحن هنا في روسيا . - روسيا؟ هل هي بعيدة عن بريطانيا؟ نظرت لي باستغراب وتساءلت وهي تضع الأطباق : - هل تعرف بريطانيا؟ - نعم فقد جاء أخي إلى هنا من قبل .. ابتسمت وجلست معنا على المائدة وهي تقول: - إنها بعيدة ولكن الطائرات تقرب المسافـة، وأيضأً أنت وشقيقك مميزين ، كيف وصلتم إلى هنا بدون أن يشعر بكم أي شخص؟ قلت بخجل وأنا أتذكر جاميان : - إن أخي بالفعل مميزٌ جداً .. ابتسمت بود وقالت : - ملابسك تبدو مثل الملابس العسكرية . كنت ما أزال أرتدي ملابس الضباط السوداء وظهرت أكثر بعد أن خلعت المطعف .. لكنني لم اعقب على كلامها وابتسمت متسائلاً : - وما أسمك انتِ؟ - نينيل .. وانت؟ - جيرودا. تناولنا الطعام بصمت، كانت الطعام غريباً وغير مألوف بالنسبة لي .. ومع ذلك فقد أكلته جيداً ولم أشعر بالفرق بسبب الجوع الشديد .. وقفت وأنا أقول : - شكراً لكِ على كل شيء، سوف أذهب الآن . تركت طعامها ووقفت وهي تقول : - أعرف شخصاً يمكنه مساعدتك .. إنه يعمل في وكالة خاصة بالابحاث الفضائية .. - حقاً؟ اعطتني معطفي وقالت : - انتظرني للحظات سوف نخرج معاً . ثم قالت جملة طويلة باللغة الروسية لأبنها اركيف الذي وقف على الفور ولحق بها . ركبت إلى جانبها في مركبتها وابنها في الخلف، وقادت بنا طوال الطريق الثلجي وحتى وصلنا إلى مبنى كبير في نهاية المدينة .. وصلنا حتى البوابة ولكنها كانت مغلقة فرددت نينيل والبخار يخرج من فمها بسبب البرد : - لماذا هو مغلق الآن؟ ثم أخرجت جهاز اتصال من جيبها وقامت بضغط ازراره عدة مرات ثم قالت : - ان الشبكة هنا ضعيفة، دعنا نذهب إلى مكانٍ أعلى ... مشينا سيراً على الأقدام نحو تلٍ جليدي صغير، وعندما صعدنا إلى الأعلى قالت : - جيد .. ثم وضعت الجهاز على أذنها . من بعيد شاهدت عدة مركبات مربعة الشكل تقترب، كانت حوالى خمس مركبات، نظرت إليها ولكنها بدأت في الكلام بسرعة مع الشخص الآخر على الهاتف .. بقيت صامتاً ولاحظت أن المركبات تتجه نحو مركبة نينيل التي تركنا فيها ابنها الصغير، انتظرت قليلاً فبدأت تلك المركبات تحوط مركبة نينيل ..! نزل منها الكثير من الرجال، وأول شيء فعلوه أن كسروا زجاج مركبة نينيل الأمامي بمقبضٍ حديدي!! خرجت من حلقي آهة خوف لا إرادية! وفجأة صرخت نينيل واندفعت تركض من فوق لتلة فأمسكت ذراعها لأوقفها وقلت : - من هؤلاء؟! تكلمت قائلة بخوف : - إبني! سوف يؤذون آركيف!! صحت : - من هم؟! - إنهم من العصابات .. انهم يقتلون اي شخص يدخل إلى ممتلكاتهم ..! نزلنا من التلة وتوجهنا نحوهم ونينيل تبكي وتصيح بالروسية! ولكن ما إن اقتربت .. حتى ضربها احدهم في وجهها واسقطها أرضاً! ما هؤلاء البشر؟ التف حولي الرجال في دائرة وبدأوا يطلقون علي سيلاً من الكلام الروسي الذي لم افهم حرفاً، ثم اقترب أحدهم مني وأمسك بذراعي ولكني لكمته في وجهه فطار بعيداً وكأنني أشعلت النار! اخرج الكل سلاحه وصوبه نحوي وأنا أتساءل!!! ما الذي سوف أفعله الآن؟ انهالوا علي ضرباً بأسلحتهم الحديدية ولكنني استطعت التخلص منها ورميتهم واحداً بعد الآخر ولهذا بدأوا بتشغيلها واطلاق رصاصات حية نحوي! علمت بأنني لن أتفادى كل هذا العدد من الأغبياء وأمسكت ذراع نينيل بسرعة وأنا أسحبها نحو مركبتها الخاصة .. كان أنفها ينزف ولكنني تجاهلت الأمر وقلت بسرعة: - اهربي انتِ وآركيف بسرعة .. هيا! نظرت إلي مترددة فصحت : - اسرعي ! كانت الرصاصات ترتطم بالمركبة وتخترقها، وأنا أسمع صراخ آركيف بالداخل .. ولسوء الحظ ابتعدت المركبة بشكلٍ مفاجئ فأصبت برصاصة في كتفي .. شعرت بألم في ساقي وفوجئت برصاصة ثالثة تصيب ذراعي ولهذا ارتميت أرضاً .. شاهدت دمائي الحمراء تسيل فوق الجليد الأبيض .. ولكنني فقدت وعيي أخيراً وأنا أسمع أصوات أحذيتهم تقترب مني ! --------------------------------------------
__________________ الى اللقاء ![]() |
#53
| ||
| ||
(25) تساءلت كثيراًِ عما يريده هؤلاء مني .. بعد ان عولجت في مصح السجن، ادخلوني إلى زنزانة صغيرة بتهمة أني من رجال العصابات .. لم يصدقني أحد ولم يسمعني أي شخص .. أيضاً لم تكن حياتي في السجن رائعة. بل كان أسوأ شيء صادفني منذ ولدت .. الأشخاص الموجودون بالسجن! وبما انني وضعت في سجنٍ فردي، لم أتعرض للمضايقات سوى في فترة الفسحـة، حيث كان المساجين يتجمعون في مكان خارجي جيد التهوية! كنت وحيداً وحزيناً لهذا عندما كان يتجمع علي الأشرار بالسجن ويضربونني لم أكن أرد بالاعتداء عليهم، أصبحت ضعيفاً ونسيت أنني في يومٍ ما .. كنت مقاتلاً شرساً لا يقف في وجهي أحد .. نسيت .. نسيت كل شيء، حتى اسمي، فقد أصبحوا يدعونني "سلابي" .. وهذا ما يحصل مع الآخرين فقد بدأوا بإعطائهم ألقاباً مهينة .. أيقظني أحد رجال السجن القساة وهو يصرخ : - سلابي!! فتحت عيني فسحبني من ياقة ملابسي حتى شعرت بالاختناق، وألقاني في مكتب المدير وأنا اتسائل عن ما فعلته تلك المرة ..؟! نظر لي مدير السجن بعينيه الحمراوتين وهو يدخـن سجائر ذات رائحة سيئة، وتكلم بصوتٍ خشن : - هناك من جاء لزيارتك!! الزيارة في هذا السجن لها قوانين لأنها صعبة جداً .. لا تصبح غبياً! لم أفهم أي شيء من تلك التعليمات الحمقاء، وتساءلت .. من يا ترى أتى لزيارتي ..؟ عندما خرجت بصحبة إحدى السجانين ربط بقدماي ورجلاي سلاسل حديدية وسحبني عبر ممر ضيق ، ثم دخلت إلى غرفة نظيفة وعدها شاهدت نينيل تقف هناك وهي تنظر بقلق .. اقتربت بسرعة وقالت بالانجليزيه : - لا أصدق بأنني وجدتك أخيراً! نظرت إليها وكأنني أرى شيئاً غريباً جداً .. فقد تعودت في تلك الأشهر الماضية على رجال السجن غريبي الأطوار ولهذا عادت نينيل تتكلم مجدداً : - هل أنت بخير ..؟ لقد أصبحت نحيلاً جداً، سوف أحضر لك محامياً وأخرجك من هنا بأسرع وقت . قلت باللغة الروسية وكأنني لست في وعيي : - تعلمت بعض اللغة الروسية . كيف حال آركيف؟ ابتسمت وبدأت الدموع تملأ عينيها : - إنه بخير .. يسأل عنك دائماً. ثم رفعت حقيبة جلدية كانت على ظهرها وأمسكت بها وهي تقول: - في هذه الحقيبة بعض الطعام والملابس .. لا تدع المساجين الآخرين يأخذوها منك، فهمت؟ أومأت موافقاً . وعندها سحبني السجان بقسوة وحمل الحقيبة وابتعدت وأنا أنظر إلى نينيل التي مدتني بقليل من الحياة! لكن الحقيبة اختفت للأبد . مرت شهور طويلة وأنا أنتظر نينيل .. لقد أخبرتني بأنها ستحضر محامياً. شعرت بالمرض ولم أستطع الخروج من زنزانتي في وقت الفسحة، اغرورقت عيناي بالدموع ورغبت بالبكاء!! ولكن السجان لم يسمح لي بالبقاء وسحبني بعنف إلى الخارج وهو يسمعني بعض الشتائم الوقحة، ولهذا خرجت وأنا أنوي ضرب أحدهم .. في أثناء سيري في الممر ألقى أحدهم بجريدة أخبار في وجهي، سقطت الجريدة على رجلي ونظرت وأنا أشعر بالغضب للمرة الأولى .. ولكن قبل أن أتحرك شاهدته .. تصلبت في مكاني وأنا أحدق إلى الجريدة التي استقرت فوق قدمي تماماً! شعرت بانها بعيدة .. وأن ما أراه هو مجرّد حلمٍ سخيف! لقد كان هناك .. على وجه تلك الجريدة الروسية الرخيصة .. كان هناك وجه جاميان ، بابتسامة عذبة وشعرٍ قصير أسود وجميل .. حاولت أن أنحني لالتقطها وأقرأ ماذا كتب بها!! حاولت بكل ما استطعت .. لكن المفاجأة أعادت لي الذاكرة بسرعة .. وكأنني كنت أسير بهدوء و صدمت بشاحنة ضخمة بشكلٍ مفاجئ! همست وأنا ارتجف : - جـ .. جاميان! ولكن أحد السجناء ضرب الجريدة من فوق قدمي وصاح بفظاظة : - هل انت مريض أيها الأبله؟ لماذا لا تسير في طريقك؟ تمتمت وأنا أنظر بانجذاب إلى الجريدة التي ارتطمت بالسور بعيداً: - إنه حي! لقد كان بتاريخ الأمس! ركضت نحو الجريدة باستماتة فصاح أحدهم وهو يضحك : - إنه يريد الجريدة! مزقوها بسرعة! انقض المساجين يركضون نحو الجريدة وهم يضحكون باستهتار، بينما لا يدركون أن تلك الجريدة تتضمن أغلى شيء عندي الآن! ولكنني لم أشعر بنفسي فأمسكت بالجريدة بقوة وبدأت أضرب كل من يقترب بعنف! ضربتهم بحقد وألم حتى كدت أقتلهم! وابتعد المساجين الآخرين في خوف والبعض يصرخ للسجانين : - سلابي يضرب!! رأيت السجان يقترب ومعه عصاة كبيرة وبدأ بضربي ولكنني ركضت لزنزانتي مسرعاً لكي أحافظ على الجريدة! لقد أردت فقط أن أقرأها .. أردت أن أعرف أين هو!! لكنهم لم يعطوني الفرصة لهذا، اقترب السجانون وبدأوا في ضربي وتهشيم عظامي .. كان عددهم يفوق السبعة أشخاص .. وسقطت مني الجريدة بعيداً عندما قاموا بسحبي نحو غرفة التعذيب . بعدها قاموا بجلدي لثلاث أيامٍ متوالية! ولكنني كنت أبكي لأن جاميان ضاع مني للأبد . في زنزانتي بكيت بحرقة وأنا أشعر بالحنين إلى أمي ، وإلى كلماتها الطيبة ودقات قلبها الحنونة، وفي اليوم التالي خرجت إلى الفسحة بعد غياب ثلاثة أيام قضيتهم في غرفة التعذيب .. جلست وحيداً في أحد الأركان وأنا أحاول تذكر اسمي .. وشعرت بأنني فقدت عقلي، لأنني لا أذكر سوى .. "كاميو" . انني أذكر كاميو جيداً، لكن لم تذكرته الآن؟ لماذا أستطيع تذكر اسماء الآخرين .. بينما نسيت نفسي تماماً؟ جلس أحد المساجين بجواري وهمس : - سلابي . إنني أملك الجريدة التي تريدها . نظرت بسرعة إليه فقال : - سأرسلها إلى زنزانتك .. في المقابل ، سوف تقتل " كريبي " لأنك قوي جداً .. سوف تفتك به بسهولة . "كريبي" كان زعيم السجانين، كان رجلاً عريض المنكبين طويل القامـة، حتى إنه كان يفوقني طولاً .. هذا لم يكن اسمه الحقيقي .. لكن هذا الاسم أطلقه عليه المساجين في السر . تابع ذلك السجين كلامه : - غداً في الساعة السابعة وقت انتهاء الفسحة .. يجب أن تدق عنقه بسرعة ، وعندها سنهرب معاً وسوف أعطيك الجريدة . نظرت له نظراتٍ فارغة فتركني وانصرف . في اليوم التالي مشيت بقلق أثناء الفسحة، شعرت بأن نظراتي قصيرة وأنني لم أعد مثل السابق .. ربما هذا ما يدعونه التقدم في السن ..؟ لكنني مازلت شاباً في العشرينيات فكيف وصلت إلى هذا الحـال؟ ولكن "كريبي" لم يحضر ذلك اليوم وفشلت مهمة الهروب بالكامل . وبهذا لم أحصل على الجريدة، وتأجلت ليومٍ آخر . مرت أيام، وبعدها سمعت بأن ذلك السجين نقل إلى سجنٍ آخر، واختفت الجريدة للأبد . شعرتُ بحزنٍ شديد، حتى إنني لم أقوى على وضع قدماي في الأرض .. وعندما وصلت إلى هذا الحال .. نقلت إلى طبيب السجن الذي بدأ في توجيه الاسئلة لي ولكنني أخبرته : - أنا أريد أخي . لدي أخٌ ولكنني نسيت اسمه . ولهذا عرف الطبيب بأنني اقتربت من الجنون . وعدت إلى زنزانتي وبقيت في الظلام بصمت . في المساء لم استطع النوم، وعندما غلبني النعاس حلمت بكاميو . كان يصيح في وجهي ويلكمني ويقول : " جيرودا! كيف بقيت أمك في السجن .. لم يحدث لها ما حدث معك، لقد كانت قوية! يجب ان تخرج وتبحث عنها وعن جاميان .." كنت أبكي في الحلم وأهذي واستيقظت على تلك الحال . جيرودا . جيرودا .. جيرودا ... جيرودا .... أصبحت أردد اسمي لنفسي وأنا قابع في الظلام .. وفجأة .. بدأ نور الفجر يتسلل من النافذة الصغيرة الموجودة بالزنزانة . شعرت بأن قلبي ارتاح بعض الشيء .. لقد تذكرت اسمي .. ورأيت وجه كاميو الوسيم وتصرفاته العصبية الخرقاء التي اشتقت إليها كثيراً. لم أعد أعرف كم مر من الوقت .. لقد مرت شهور في ذلك السجن الكئيب، وعندها سمعت بأن شخصاً جاء لزيارتي .. وكما توقعت ، كانت نينيل . لقد أصبح شعرها أكثر طولاً، وقالت بأسى : - جيرودا، إن هذا السجن غير رسمي .. لم أستطع طوال الوقت الماضي أن أفعل شيئاً! كانت تجاهد من أجلي . هذا ما رأيته في عينيها ووجها الذي أصبح شاحباً . قاطعت أفكاري وهي تقول : - سوف تنقل إلى سجنٍ آخر قريباً، لقد رشوت مدير السجن بملغٍ كبير ووعدني بأنه سيقوم بنقلك في أقرب فرصة .. عندما يتم نقلك سوف آتي بمحامي العائلة من أجلك . تساءلت بالروسية : - نينيل . . كم مر من الوقت منذ أن دخلت إلى هذا السجن ..؟ ظهرات نظرات الاستغراب على وجه نينيل .. لكنني بحق لم أكن أعرف الوقت، ولهذا أجابت : - ثلاثة أعوام . ابتسمت بأسى . لقد مر الكثير من الوقت ، فعدت اتسائل : - وآركيف. هل كبر كثيراً ..؟ - أجل .. إنه الآن في المدرسة الثانوية . انتهت المقابلة بسرعة واختفت نينيل مجدداً. وبتلك الطريقة عدت إلى الظلام لأمضي عاماً آخر .. وحينها،، كنت قد نسيت اسمي فعلاً . وأثناء نومي سمعت صوتاً مألوفاً . لكنني لم أتذكر لمن هذا الصوت ... كل الوجوه أصبحت مشوشة .. وبدأت أخاف من نفسي . في الصباح، أمسك بي السجان "كريبي" وسحبني إلى مكتب المدير الذي قال بخشونة : - سيتم نقلك إلى سجنٍ حكومي للتحقيق بأمرك .. وربما تحصل على الإعدام . وبالفعل، تمت تغطية وجهي بقناعٍ أسود، ونقلت إلى سجنٍ حكومي. في السجن الحكومي .. لم يكن الأمر مختلفاً جداً !! ربما كان الاختلاف الوحيد ..بأن تلك الزنزانة الجديدة كانت أضيق حجماً . وأكثر ظلمة .. وفي اليوم التالي جاءت نينيل لزيارتي ومعها آركيف .. الذي أصبح شاباً طويلاً وقد تغيرت ملامحه وكبر صوته كثيراً .. إن مدة أربعة أعوام ليست مدة قصيرة أبداً .. جلسات المحامي التي لم تسفر عن أي فائدة .. فأنا لست من هذه البلاد، ليس لدي سجلٌ ما .. أو هوية ما . لقد أصبحت بلا اسم! ولكن هذا المحامي يرفض التصديق بأنني كائن فضائي! لماذا لا يريد التصديق ..؟؟ عندما سألني عن اسمي فإنني نطقت لا شعورياً : - سلابي . ولكنه ضرب المكتب بقبضة يده وقال هراءا كثيراً عن أن كلامي متعارض مع كلام نينيل وأنه سوف يتنحى من القضية .. بتلك الطريقة .. أكملت عامي السادس في السجـن الحكومي، وأنا أنتظر أن تتم محاكمتي على أسرع وجه! - نينيل هل تبكي ..؟ تساءلت وأنا أنظر لوجهها الذي يصبح أكثر شحوباً كلما مرّت السنوات .. وعندها همست : - توقفي .. توقفي عن مساعدتي. أرجوكِ انسي أمري. ولكنها صفعتني بقوة على وجهي وصرخت : - جيرودا!! انت غبي! انت لا تساعدني على الإطلاق!! لماذا تخلف أقوالنا .. لقد طلبت منك أن تدعي بأنك روسي الأصل وان اسمك "رولان" .. وتدع الباقي علي! نظرت لها وأنا خائر القوى وصرخت : - لا .. اذهبي فقط! توقفي عن بذل جهودك بلا منفعة .. اذهبي واهتمي بآركيف! بدأت نينيل في البكاء وقالت وهي تنظر في عيناي: - أيها الغبي . أنا أحبك .. فقدت توازني ولكنها أمسكت بذراعي وقالت بقوة : - أنت هنا بسبب حماقتي، لقد قمت بحمايتي أنا وآركيف وضحيت بالكثير من الأشياء، حتى ان كنت رجلاً غريباً .. بغض النظر عن اسمك أو من أين جئت .. أنا أحبك . أحبك كثيراً . وبتلك الطريقة .. شعرت بأنني يجب أن استيقظ على الفور . وبعد ثلاثة أعوام أخرى .. قامت الحكومة الروسية باستخراج هوية لي .. وجواز سفر روسي،، رولان سرجينيتش . وخرجت من السجن .. في ذلك اليوم كانت نينيل تبكي من الفرحة .. فها قد مرت تسعة أعوام على وجودي في روسيا . بل في سجون روسيا على الأصح .. كان آركيف في ذلك الوقت بدأ دراسته في جامعة الحقوق وأخبرني بأن هذا الإلهام قد توصل إليه من أجل انقاذي وأن يرد جميل والدته . جلست مع نينيل على أريكة صغيرة في الشرفة تطل على حديقة جميلة، وعندها نظرت نينيل إليّ وقالت : - جيرودا، أنا لا أعرف شيئاً عنـك .. همست : - سلابي! مرت لحظات صمتٍ طويلة فنظرت إلى نينيل التي كانت تبادلني النظرات بأسى عارم اجتاح قلبي وجعل عقلي يسترجع الكثير من الأحداث فقلت : - أنا ضابط . قالت باقتضاب : - أعرف هذا! لقد رأيت ملابسك في اول يوم تقابلنا فيه . ثم أمسكت ابرتين رفيعتين وبدأت في الحياكة بعصبية، وفكرت وأنا أقول : - لقد كنت أحاول انقاذ .. امي . بدأ صوتها يرتجف وأسرعت يداها في الحياكة أكثر وأكثر وهي تقول : - أعرف هذا . أنا أريد شيئاً جديداً! همست مجدداً : - الجريدة ، لدي أخٌ يعيش في ... قاطعتني ودموعها تنهمر وهي ماتزال تستمر بالحياكة : - بريطانيا . جاء قبلك .. ثم نظرت في عيناي وقالت : - ويدعى جاميان ديوفري .. لقد قرأت مقالة عنه منذ سنوات وعرفت بأنه شقيقك ... ----------------------------------------------
__________________ الى اللقاء ![]() |
#54
| ||
| ||
(26- النهايـة) نظرت إليها وعيناي متسعتان .. قلت بصعوبة : - جاميان .. هل تعرفين أين هو ..؟ توقفت عن الحياكة وسقطت الإبرتان من يدها قائلة : - ماذا؟ هل ستذهب إليه ..؟ كان جسدي يرتجف بالكامل ولكنني أردت أن أسمع كل كلمة تقولها .. لأن هذا الخبر هو أهم خبرٍ في حياتي .. تذكرت كل شيء! وجهت أنظاري نحوها ولكنها كانت تنظر لي باستسلام وهمست : - عرفت هذا، لقد كنت أعرف بأنك سترحل بعيداً عن روسيا .. وأنك ستعود إلى وطنك ولن أراك مجدداً، كنت أعلم بأنك ستتركني . لم أفكر بـ نينيل من قبل . وكأنها المرة الأولى التي أرى وجهها فيها . . كانت في تلك اللحظات .. وحيدة جداً . وقفت نينيل واستندت على سور الشرفة وهي تقول : - أنا لم أكن أنوي أن أقع في الحب بعد ما رأيته من عذاب مع زوجي الذي انتهى إلى طلاقي وتحملي لمسؤولية آركيف لوحدي بينما أنا فتاة في الثامنة عشرة من عمري .. استدارت إلي وابتسمت : - أردت فقط أن يكون شخصٌ ما بجانبي عندما يرحل آركيف إلى حياته الشخصية .. وعندما تخليت عن هذا الحلم .. ظهرت أنت في أحلامي وأنقذتني من وحدتي .. ولهذا أردت انقاذك ، وبهذا أصبحنا متعادلان . لم أعرف ماذا أقول لها نظرت إليها لثوانٍ .. ولكنها تركت الشرفة ودخلت إلى المنزل . بقيت صامتاً في مكاني .. لاحظت بأنني لم أعد أشتعل مثل السابق . . أصبحت مستسلماً ولا وجود لأي حلمٍ في عقلي .. بمعنى آخر .. تلاشت كل حيويتي . حقاً لقد أتممت الثلاثين من عمري وأنا في السجن . لقد مر وقتٌ طويل جداً .. ولكن أين امي الآن ..؟ أمي التي حلمت بان تعيش سعيدة في كل يوم وفي كل لحظة من اليوم .. أين هي ..؟ سمعت صوت نينيل وهي تقول : - جيرودا .. لقد بحثت طويلاً أثناء وجودك بالسجن وعثرت على هذا . مدت يدها من خلفي ورأيت ورقة بيضاء مكتوب عليها عنوانٌ كامل لمدينة داخل بريطانيا . وقفت والتقطت الورقة من يدها ببطء .. نظرت نينيل إلى وجهي وقالت مبتسمة : - هل أنت سعيد يا جيرودا؟ أخبرني فقط .. أجبت : - أجل .. انا سعيد . دمعت عيناها وهي تقول : - لماذا إذاً لا تبتسم ..؟ أرجوك ابتسم مجدداً . ابتسمت بصعوبة وقلت : - أنا .. لدي ابنتان، تركتهما خلفي، هذه بالتأكيد .. معلومات ٌجديدة! نظرت نينيل باستغراب وقالت : - اثنتان؟ - كل واحدة منهما أتمت الخامسة عشرة من عمرها وأصبحت بالتأكيد شابة جميلة . فكرت ... لقد وعدني كاميو بحمايتهما من كل مكروه . وسمعت صوت نينيل : - هذا رائع يا جيرودا .. أنت الآن تبتسم بصدق . نظرت إليها وانتبهت لأني كنت أبتسم حقاً .. وتكلمت بتفاؤل: - أنا أريد أن أراهما قريباً . لذلك سوف أجتمع مع عائلتي في مكانٍ ما . على الرغم من دموعها، كانت نينيل سعيدة وقالت: - بالتأكيد . أنت تستحق ان تكون سعيداً . بعد أيام، ودعت نينيل وآركيف في المطار، شكرتهما ووعدت نينيل بأنني سوف أراها مرة أخرى .. لقد كانت تبكي طوال الوقت وجعلتني أكرر كلمة الـ "وعد" ثلاث مرات . عندما ابتعدت الطائرة عن روسيا، دمعت عيناي وشعرت بالحنين . وقبيل الغروب اوصلتني سيارة أجرة إلى مبنى جميل من طابقين أمامه ممر مرصوف بالحجر الناعم ومحاطٌ بالاشجار الصغيرة . ترددت كثيراً قبل أن أضغط على الجرس. شعرت بأنه لو فتح جاميان الباب .. فسوف يتوقف قلبي على الفور. ولكنني استجمعت شجاعتي وضغطت على الجرس .. مرة تلو اخرى. ولكن ما من مجيب. أصابني الاحباط حتى كاد يقعدني أمام البوابة. ومشيت إلى البيت المجاور بصعوبة وفتحت شابة صغيرة فتسائلت وأنا أشير على منزل جاميان: - هل هذا منزل جاميان ديوفري؟ - صحيح .. ولكنهم ذهبوا إلى الشاطئ فاليوم عطلة. ذهبوا إلى الشاطئ؟ سألت الفتاة مجدداً : - هم؟ من هم؟؟ - أجل جاميان وزوجته وابنتيه . - زوجته؟ هل تزوج جاميان؟ كانت الفتاة تنظر لي باستغراب وكأنها تريد ضربي وقالت بتذمر : - إنه متزوج منذ سنوات . ولديه ابنتان أيضاً. قلت بخجل : - أنا آسف، فلم نتقابل منذ عشرة سنوات على الأقل . انصرفت وأنا أحمل حقيبتي على ظهري وتركتها أمام منزل جاميان ثم توجهت إلى الشاطئ . مشيت على الرمال لفترة وأنا أنظر إلى وجوه الناس .. وأفكر .. " من تكون زوجة جاميان، هل هي لندا؟ أم أن القدر فرّق بينهما ..؟" لم تكن في تلك الوجوه كلها أياً من جاميان .. أو حتى لندا . كانت الشمس على وشك الغروب . وشاهدت طفلتان صغيرتان تلعبان بالرمال وتتشاجران على أتفه الأسباب فتذكرت ريوري ورونا .. اقتربت منهما وقلت : - لماذا تتشاجران ..؟ نظرت لي الفتاة الكبرى، ولكن نظرتها البريئة أسرت القشعريرة في جسدي . لأن تلك العينان تشبهان عينا جاميان كثيراً .. ارتميت بجانبهما على الرمال وأنا ابتسم .. كان قلبي يخفق بسرعة وكنت سعيداً .. وبدأت الصغيرة في التشكي وقالت : - آيريس تسرق الرمال الناعمة التي أجمعها ..! إنهما ابنتا جاميان بالتأكيد .. عينا جاميان واسم أمي .. ووجه لندا، أم إنني أتخيل؟! كنت أبكي وأبتسم في نفس الوقت وتساءلت وأنا أمسح على شعرها : - وانتِ ما اسمك ..؟ - لورين . قالت آيريس وهي تنظر نحوي : - لكن الشاطئ مليء بالرمال الناعمة .. فلماذا تدّعي أنني أسرق منها؟ تكلمت وأنا اضحك : - سأبني لكن بيتاً موافقات؟ صاحتا بحماس : - موافقات!! بدأنا في بناء البيت الرملي .. ومر قليل من الوقت .. ولكن قبل أن ننتهي من بناء البيت الرملي سمعت من بعيد صوت جاميان ينادي : - آيريس! كتمت دموعي بصعوبة، أردت أن أكون رجلاً أمامه بعد كل تلك الأعوام .. ولهذا استجمعت كل ما أوتيت من قوة وشجاعة ونظرت للخلف .. كان جاميان يرتدي سروالاً قصيراً ولندا تلحق به، ولكنهما توقفا عن الحركة فور رؤيتي .. كنت أعلم بأنها لندا . إنه الحب الذي لم تفرقه تلك العواصف الكبيرة ..! كان جاميان مندهشاً! ولندا كذلك .. تحول اندهاش لندا إلى دموع وبكاء ، وهمست بصعوبة : - جاميان .. مستحيل! أردت أن أضم شقيقي الأصغر إلى صدري .. وأن أسمع دقات قلبه .. اشتقت إليه كثيراً، ولهذا اقترب مني وعانقته بسرعة .. تحولت دموعي التي اكبتها إلى ابتسامات وأشواق .. نظرت إلى لندا وقلت : - كيف حالك لندا؟ كنت أعلم أنك ستظلين إلى جوار جاميان حتى النهاية .. ابتسمت لندا وأومأت موافقة .. بدأ أنها لم تستطع السيطرة على دموعها حتى اللحظة . وأمسك جاميان بصغيرتيه وعرفني على آيريس ولورين ثم توجهنا للمنزل . عندما انتهيت من سرد تلك القصة، كان جاميان ولندا يبكيان ، كنت أبكي معهم أيضاً .. وشعرت بالمواساة لأن قلوبهم تخفق معي وتشاركني أحزاني وآلامي . حكينا وبكينا حتى طلع الفجر . تكلم جاميان وهو يحاول التذكر : - اتعلم جيرودا ..؟ منذ سنوات طويلة عرفت بأمر المركبة التي وصلت إلى الأرض .. لقد كنت مهتماً بها وبدأت في البحث مع لندا لعله يكون أنت . عض على شفته الشفلى بقهر وعاد يقول وهو يضغط على قبضة يده اليمنى : - لكن علمت بأنها امرأة . ولم أهتم .. لأنه... لم يخطر ببالي أبداً بأنها أمي . اجهش جاميان بالبكاء .. كان نادماً، حزيناً ، كان صعباً على جاميان بأن يبكي طويلاً . لقد كان ألمه أكبر من ألمي .. حاولت لندا قول أي شيء لكنه أصبح كئيباً وقال بهدوء : - اذهب للنوم .. أنت متعب . دخلت إلى الغرفة التي أعدتها لندا لي .. ولكنني راقبت شروق الشمس ولم استطع النوم . بينما استرجع الأحداث، تذكرت ذلك الصعلوك كاميو وغيرته من زالين .. ابتسمت وأنا أتذكر لوشيا وثرثرتها .. روسو الصارم عندما بكى لفراقنا .. ! وأمي الحنونة .. التي أحبت ريوري ورونا على الفور .. نينيل التي جاهدت من أجلي .. وبذلت كل شيء من أجل أن أحصل على السعادة .. بعد ساعات .. لم استطع النوم وخرجت إلى الشرفة فشاهدت جاميان يقف صامتاً ويفكر، مع هدوءه المتوازن وملامحه الجميلـة .. شعرت بأنني وصلت إلى حلمٍ من أحلامي . وهمست : - جاميان .. ارتفع حاجبيه ونظر لي بلطف ثم ابتسم بصدق وقال : - سوف نعثر عليها . ابتسمت وأنا أقول : - هل تعتقد ذلك؟ - لقد تكلمت مع بعض الأشخاص .. سادت لحظة من الصمت ثم عاد جاميان يقول بنبرة صوته الهادئة : - لقد اشتقت إلى بانشيبرا .. اهتز صوته في شبه ضحكة : - واشتقت إلى الصعلوك أيضاً! ضحكت أنا وجاميان وعندها قال : - عندما تقابلنا لأول مرة .. كنا في مدرسة التدريب على السيف، ولم نتجاوز العاشرة من العمر .. كان كاميو ينظر لي وكنت أنظر له .. وبقينا نتبادل النظرات لمدة ثمانية أعوام ولم نتبادل كلمة واحدة، ولكن أمارات التنافس كانت تختلج أنفاسه ، حتى دخلنا الحراسة المزدوجة في قصر الأمير نيروتا .. وبعدها أصبحنا صديقين .. ضحك جاميان ضحكة خفيفة ثم تابع: - في يوم ما تبارزنا بالسيوف .. وعندها قلت بشكلٍ مفاجيء " كاميو أنت لست من كوكبنا . تبدو غريباً" وعندها أصبح عصبياً جداً وبدأ بتوجيه الضربات السريعة لي واحدة بعد الأخرى ولم أعرف السبب .. انتقلت إلى الحراسة في إيموكيا ولهذا بدا انفصالنا جافاً .. اخذ نفساً عميقاً وعاد يقول وهو يتأمل الأفق أمامه : - لقد أصيب في صدره إصابة بالغة أثناء الحرب بين تيمالاسيا وبانشيبرا، ومع ذلك .. فقد أقسم على حماية أمرجيز .. وهذا ما جعلنا نختلف وتنفصل أفكارنا إلى الأبد . نظر جاميان فجأة إلى وجهي وقال : - يبدو أنكما تآلفتما جيداً . ابتسمت بارتباك وأمسكت ذقني وانا أقول : - لا أعرف حقاً .. لكنه بدا لطيفاً في النهاية . فجأة بدأ يرن جهاز الاتصال الخاص بجاميان ، وأمسك به بسرعة ونظر إلى اسم المتصل وظهر الامتعاض على وجهه ثم ضغط زراً وأجاب : - مرحباً .. ماذا؟ إذاً هي موجودة في روسيا ..؟ تحولت ملامحه إلى سعادة مفاجئة وعاد يقول : - شكراً لك . أغلق هاتفه وقال على الفور : - لقد وجدوا أمي .. ارتجف صوتي وقلت : - من هم؟؟ - مدير وكالة الأبحاث الفضائية الذي أعمل معه . امسك جاميان بذراعي وابتسم بهدوء ثم رفع حاجبيه وهي يقول : - لا بأس في أن تعود إلى روسيا صحيح ..؟ فدخولك إلى هناك سهلٌ جداً بما أنك مواطن روسي الآن سيد " سرجينيتش " قلت وأنا ما أزال في طور الصدمة: - أجل أستطيع! - إذاً هيا بنا إلى المطار بأسرع وقت .. ضرب جاميان على كتفي وعينيه تلمع بالإصرار، وانصرف بسرعة إلى الداخل . حدقت للحظة وأنا أفكر : " جاميان، بكل هدوء وتمكن .. لقد وجد أمي .. إنك دائماً هكذا، شخصٌ هادئ ورائع ومميز " هذا حقاً ماكان عليه جاميان .. ومنذ طفولته، رجل المهمات الصعبة . . وصلت برفقة جاميان إلى المطار في روسيا، واستقبلنا بعض الأشخاص بترحاب كبير لم يكن جاميان يعرف اللغة الروسية .. ولهذا .. قمت أنا بدور المترجم . عرفت بأن أمي تقيم في مكانٍ مثل القصر، إنها محبوبة من الجميع لأنها تحكي عن كوكبنا ولهذا استقطبت الكثير من العلماء والباحثين .. في السيارة المتوجهة إلى القصر الذي توجد به أمي ، كان جاميان ثابت النظرات هادئ الملامح، ولكنني كنت أشعر بتوتره .. تسارع أنفاسه .. ونبضات قلبه المتلاحقة .. إنه لم يرى أمي منذ فترة طويلة ، ولم يعرف بأنها على قيد الحياة طوال تلك المدة .. واكتفى بأن يدعوا لها بقلبه .. ومع ذلك فهو ليس أكثر توتراً وخوفاً مني، أنا الذي أشعر بأن يداي متجمدتان وجسدي يرتجف لا شعورياً، كما أصبح الصوت الوحيد الذي اسمعه يرن بداخل أذني هو صوت قلبي .. ! إنني أصبح ضعيفاً جداً حين يتعلق الأمر بمن احب .. عندما دخلنا إلى القصر قادنا أحد الخدم إلى جناح خاص .. نحن لم نخبر أحداً في روسيا بأن " السيدة آيريس " هي والدتنا ، ولهذا كان الموعد مع شخصين عاديين . كان هناك الكثير من الضيوف والصحفيين،، الذين خرجوا من القاعة واحداً تلو الآخر .. وعندها غمز جاميان بإحدى عينيه وقال بصوتٍ خافت ليخفي توتره: - إنها مشهورة جداً هنا، لقد استغرق البحث عنها ساعتين فقط .. خرج الخادم وقال بالروسية : - تفضلا لقد جاء دوركما .. نظرت إلى جاميان الذي يقف على يميني وأمسكت بيده المجاورة لي وضغطت عليها بقوة وقلت وأنا أرتجف : - لقد حان الوقت، لكنني خائف .. دمعت عينا جاميان ولكنه ابتسمت وضرب رأسي وهو يقول بمرح : - ما بك؟ سوف تكون أمي سعيدة جداً صحيح؟ ضغط على يدي وسحبني إلى البوابة .. كنت أسير بصعوبة .. لا أصدق بأن أخي الأصغر سناً هو من يحاول تهدأتي،، مشيت خلف جاميان ودخلنا إلى القاعة .. وهناك رأيت امرأة جميلة تحول شعرها إلى اللون الأبيض بالكامل .. وهي ترتدي نظارات طبية وفستان أسود أنيق .. تلك المرأة كانت تقرأ كتاباً في يدها، ولم ترفع رأسها إلينا .. لقد كانت تشبه أمي ، ولكنها أصبحت نحيلة جداً ، تلك المرأة التي يقولون عنها أمي .. تغيرت كثيراً .. وجهت نظري إلى جاميان فوجدته يحملق أمامه مذهولاً .. وعندها تكلمت بصعوبة وقلت بلغة بانشيبرا : - أمـ .. أمي ..؟ سقط الكتاب من يدها ورفعت رأسها ونظرت إلينا .. وتحولت نظراتها المتساءلة إلى صدمة بالغة . بدت جامدة لا تتحرك إلا مقلتي عينيها التي فاضت بالدموع .. تنظر لي تارة وتنظر إلى جاميان تارة أخرى .. ومرت الثوان ثقيلة كالأيام الصعبة .. ولكن جاميان ركض نحو امي وعانقها .. أما أنا فبقيت في مكاني ونزلت دموعي وأنا أنظر إلى المشهد الذي حلمت به طويلاً .. ------------------------- تثائبت بكسل وخرجت لأمشي قليلاً وعندها شاهدتني لندا من نافذة المطبخ وقالت وهي تصيح متذمرة : - إلى أين يا جيرودا؟ سوف يجهز الغداء بعد قليل .. لم تتغير لندا على الإطلاق، لوحت بيدي وقلت باسماً : - لن أتأخر .. أخرجت رأسها مجدداً وهتفت : - عد بسرعة يا جيرو ... آوه لورين توقفي عن أكل البطاطا !! انتابتني ضحكة قصيرة وتابعت السير ثم وقفت قليلاً في الحديقة الصغيرة وأنا أفكر .. لقد سرحت بأفكاري بعيداً . . اقترب شخصٌ ما من خلفي وضع يده على كتفي .. : - يجب أن تذهب . استدرت أنظر إلى وجه جاميان الذي بدا جاداً في كلامه .. وتساءلت وأنا أبتسم : - ألى أين ..؟ وضع يديه في جيبي معطفه الأسود وقال : - توقف عن صنع تلك الابتسامة المزيفة .. تعرف أنني أتكلم عن بانشيبرا .. إن قلبك هناك صحيح؟ لم أستطع أن أجيبه . هل قلبي هناك حقاً ..؟ يبدو بأنني لا استطيع أن أعيش في مكانٍ آخر . ولكن مع ذلك تكلمت بتلقائية : - لقد أخبرت كاميو بأنني سأعود من أجل بناتي، الآن مرت عشر سنوات .. ربما قاموا بنسياني أود العودة .. لكن .. تساءل جاميان : - ماذا ..؟ - لا يمكنني الذهاب وحدي . لن أستطيع مفارقتكم ومفارقة أمي مرة أخرى .. ومع ذلك أنا لا أحب هذا الكوكب .. الناس هنا ليسوا ودودين أبداً .. ابتسم أخي بلطف وهمس : - ونينيل ..؟ جعلني أرتبك فجأة، ودفعني للقول : - توقف .. أنا .. ضحك وقال: - وجهك يحمر خجلاً الآن .. أخذت نفساً عميقاً وقلت : - في كل الأحوال أنا لن أذهب . لف جاميان ذراعه حول رقبتي وقال بمرح : - ما رأيك أن نذهب معاً ..؟ تساءلت : - لكن كيف ..؟ كيف سنذهب ونحن لانملك خريطة .. أو حتى مركبة ؟ تركني جاميان وقال بثقة وهو يهم بالعودة : - سنجد حلاً، نحن الأخوان ديوفري أليس كذلك ..؟ مشى حتى اختفى بين الأشجار، فكرت في كلماته للحظات .. لا يمكن لجاميان أن يقول كلماتٍ غير محسوبة، لذلك فأنا أثق به إلى حد الإيمان . هبت نسمات الهواء الباردة ورأيت لورين صاحبة السبعة أعوام تخرج من بين الأشجار وقالت ضاحكة وهي تشير بسبابتها نحوي وتحركها وكأنها تطلق من مسدس : - بانج! بانج! عمي! وجدتك .. أمي تقول أن الغداء جاهز وسوف يبرد! بانج! أمسكت بها وحملتها على كتفي وأنا أضحك وقلت : - أليس من المفروض أن أكون ميتاً الآن وانتي تطلقين نحوي كل تلك الرصاصات .؟ كانت تضحك بمرح وهي تحرك رجليها في الهواء .. دخلت إلى المنزل وأنا أشاهد أمي وآيريس الصغيرة ولندا وجاميان جميعاً حول السفرة، أنزلت لورين فوق مقعدها وعندما جلست بدأت لندا بتوبيخي أنا وجاميان بسبب تأخرنا ، وعندها تأوه جاميان وصنع بوجهه حركة غريبة .. فضج الجميع بالضحك .. تبادلت مع جاميان نظرة ودية .. وابتسمنا. شعرت بالراحة والأمان وأنا أنظر لوجوه الجميع، وقررت أن لا أفكر بالأمر بعد الآن . --------------------------- النهاية
__________________ الى اللقاء ![]() |
#55
| ||
| ||
رووووعة كثير حبيت النهاية بس في شي ناقص ليش ماراح جيوردا للبنتين الي في الكزكب الاخضر واتمنى توضحي لي اكثر |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
![]() | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رواية بنات فله والشباب عله جنــآآن لآ تفوتكم | دكتورة الحب | روايات و قصص بالعاميه | 15 | 05-28-2015 12:12 AM |
رواية الجندي الأبيض الجزء الثاني (مطاردة الأحلام) | kαtniS | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 3 | 04-28-2013 10:40 AM |
رواية نور الكون رواية جديدة من روايات سعوديه رواية نور الكون | الحب الساكن | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 13 | 07-03-2011 03:30 PM |
رواية .. الصداقة ام الحب ؟؟؟ .. لا تفوتكم ..!! | ᴙǫȥαᶅч | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 7 | 03-11-2011 07:10 PM |
رواية حللللللللللللوة لا تفوتكم | العزة لله | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 3 | 03-10-2007 04:24 AM |