عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

Like Tree8Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 02-11-2012, 01:19 PM
 
(10)
لأنني نشأت في تيمالاسيا منذ نعومة أظافري .. كنت أعرف كل شيء عنها، وكأنما تلك الخريطـة محفورة في رأسي ..

لقد كان كاميو بحاجة إليّ في ذلك الوقت، ولذلك لم يتصنع الشجار وشاركني في حمل صغيرتي عندما كانت تغط في النوم ،، كان الجو شديد الحرارة عندما وصلنا أخيراً إلى أقرب قرية صادفتنا . ..

الأشخاص التيماليون، مشهورون بالطيبة والكرم،
بالطبع لم يكن معنا نقودٌ سوى من إيموكيا التي لا يعترف بها القرويون أبداً، ولذلك استضافنا أحد الرجال في منزله تلك الليلة .

دخلنا إلى غرفةٍ خشبية ذاتٍ أثاثٍ جميل. كان ذوقها يعكس ذوق أهل تيمالاسيا اللذين يحبون تأثيث بيوتهم كاملة من الأخشاب .
استلقى كاميو على اريكة خشبية مبطنة بالقطن، وقال :
- أنا متعب سوف أنام هنا .

نظرت إلى الأسرّة الأربعة وقلت :
- لكن لم لا تنام فوق السرير..؟
- لا أريد!

لقد فعل تلك الحركة الغريبة في فندق بلامنيت أيضاً، ولكن في اليوم التالي قام بالنوم على السرير بصمت!
هل يفعل ذلك لأنه يخاف من الأماكن الغريبة يا ترى؟
دائماً ما يجعلني اتساءل عنه !!

خلعت صغيرتي حذائها ووضعته جنباً إلى جنب وهي تتمتم بكلامٍ لم أفهمه ولكنها كانت تتحدث إلى نفسها، أو بالأحرى .. إلى حذائها،، وكأنها تأمره بالتزام الهدوء.
القيت بجسدي على سريرٍ بجانب النافذة، ولوحت لصغيرتي فصعدت على أقربٍ سرير لي وضحكت بصوتٍ جميل وهي تحرك رجليها بمرح فوق السرير .

كنت أشعر بالسعادة كلما ابتسمت صغيرتي بصدق.
لقد احببتها بسرعة، ولا أظن بأنني سوف أتركها أبداً .. سوف أجعلها ابنتي .

رمقت كاميو بنظرة حقد لأنه لا يريد اخباري عن اسمها الحقيقي ..! ثم نظرت إلى السماء من النافذة المفتوحة بجانبي وانا ما أزال مستلقياً .
كانت الشمس تغرب معطية ذلك اللون البنفسجي الموجود في كوكبنا فقط، فأنا لم أشاهد ذلك في ايموكيا أو بلامنيت .
شعرت بالحنين إلى طفولتي وأغلقت عينياي مستسلماً للنوم.

عندما استيقظت شعرت بشيء ما يقيد حركتي، وسرعان ما اكتشفت بأن صغيرتي تركت سريرها وقامت بالنوم جانبي واضعة رأسها فوق ذراعي، كانت يدها الصغير تمسك بقميصي وكأنها تخاف من السقوط.

ابتسمت وأنا أشعر بإحساسٍ لا مثيل له، ومسحت على شعرها بلطف ولم أتحرك من مكاني خشية أن أوقظها.

- ياللسعادة!!
كان هذا صوت كاميو الساخر ينبعث من مكانٍ ما، وضعت ذراعي الآخر تحت رأسي لأرفعه قليلاً وعندها شاهدت كاميو ينظر إلى جهازٍ صغير في يده لم أره معه من قبل!
تساءلت :
- ما هذا، كاميو ..؟ أهو جهاز اتصال؟

همهم موافقاً.
لقد عاد إلى الهمهمة مجدداً!!

تساءلت ما إذا كان يحمل هذا الجهاز من البداية، يبدو جهاز اتصال لا سلكي مثل الذي كنت احمله معي عندما كنتُ في منصب الجندي الأسـود.

قلت بصوتٍ منخفض :
- يبدو مثل جهاز لا سلكي كنت أحمله لـتحدث به مع روسـو .

فجأة شاهدت وجه كاميو ينظر إلي، ولوح لي بالجهاز قائلاً :
- تالتن، هل تستطيع التحكم بهذا الجهاز؟
همهمت موافقاً وأنا أحاول تقليده.

كان يبدو متأقلماً، وتابع كلامه :
- إذن اترك تلك الصغيرة وقم بتشغيله لي .

قلت ببرود :
- أنا لن أفعل لك أي شيء إلا إذا قرأت لي البطاقة الخاصّة بابنتي .
سمعت صوته من بعيد يتحدث بسلاسه :
- حسناً.

ياللعجب. إنه يخدم مصلحته الشخصية بشكلٍ رائع، وضعت رأس صغيرتي على الوسادة بحرص، وقفزت من فوقها بخفّة ثم وقفت على الأرض.

اقتربت من كاميو وناولته البطاقة :
- تدعى ريوري . وعمرها تقريباً حوالى خمسُ سنوات .. وهي من مدينة في بلامنيت تدعى مدينة البرق الساكن، اممم هذا كل شيء .

اعاد إلي البطاقة وتمتم :
- إنه كوكب غريب ومثير للاشمئزاز.
قلت مدافعاً:
- لقد كان كوكباً رائعاً!
- اتساءل من يريد العيش في مكان مليء بالأنوار والمباني مثله! لقد كانوا مجرّد أغبياء.

كان يقصد ميليوس وكايلر ورايلا. كنت أعلم بأنه ليس موافقاً على بقائهم، ولكنه يصرّ على تجاهل الأمر .. ثم تابع وهو يناولني الجهاز :
- أيضاً كل الأسماء في ذاك المكان، كانت تبدأ بحرف الراء . أليس هذا غريباً؟


فكرت قليلاً وقلت :
- ملاحظة جيدة، رايو وراما، ثم ريكي وأخيراً ريوري .. إنهم حقاً يبدؤون بذلك الحرف..
- من هؤلاء .. ؟

كنت أحاول إيجاد المشكلة في الجهـاز وأجبت :
- يالك من فضولي!

أردت إثارة أعصابة بردودي الباردة التي اقتبستها عنه. حركت أحد الأزرار وقمت بتشغيل الإرسال ولكنه لم يعمل فتساءلت :
- لكن، كيف عرفت تلك اللغـة على سطح بلامنيت ..؟
لم اسمع إجابة .. فأردفت :
- انت لم تذهب إلى بلامنيت من قبل. كنت مندهشاً عندما أخبرتك عن وجهتنا..

لم يجبني مجدداّ ولذا رفعت عيني إلى وجهه، كان يبدو سارح الفكر في شيء مـا. للمرة الأولى أراه يفكر بعيداً على هذا النحـو، للحظـة بدت نظراته بريئة مما دفعني للتفكير بأنه يتذكر شيئاً جيداً.

ولهذا آثرت الصمت حتى يعود إلى وعيه ويبدأ قذفي بالمخزون الهائل من النظرات المخيفة .

وأخيراً استطعت تشغيل الجهـاز وقبل أن اسلمه إياه تساءلت وأنا أنظر إلى عينيه مباشرة:
- هل يعقل بأنك الجندي الأسـود الحالـي ..؟

اتسعت عيناه مذعوراً وكأنني فاجأته بهذا السؤال. لوهلـة، شعرت بأنه لن يجيب، ولكنه انتزع الجهاز من يدي وتحولت ملامحه إلى الغضب وهو يقول :
- صحيح. ماذا ستفعل إذاً ..؟

أخرجت بطاقـة تالتن ماكنزي التي كانت بحوزتي، كان بحوزتي بطاقة لجاميان أيضاً، وجاميان كا نيحمل بطاقة لي ...
قذفتها في وجهه وقلت :د
- خذها، سيكون هذا دليلاً قاطعاً على أنك قمت بالتخلص من الجندي الأسود السابق بطريقةٍ ما.

التقط البطاقة وحدق إليها متساءلاً .. ثم رفع عينيه إلى وجهي وقال بنظراتٍ مندهشـة :
- لكن .. تالتن، ألست حزيناً؟ لست غاضباً لأنني أخذت منصبـك؟؟ ألا تشعر بالغيرة ...!!

ابتسمت وأنا أقول بصدق:
- لقد عرفت من رايلا بطريقة ما، بأن أمي على قيد الحياة، وقد استطاعوا تزوير بطاقة لي باسم تاري إينوي .. ولهذا لا أتمنى أي شيء سوى إنقاذها.
- والدتك على قيد الحياة ..؟

ارتمى على الكرسي وهو ينظر أمامه بنظراتٍ حائرة.
جلست أمامه وقلت وأنا أتعمد النظر إلى عينيه :
- كاميو، فقط ساعدني لأصل إلى القصر، حتى ولو كان بصفتي أسيراً متدرباً عائد معك من المهمـّة. أرجـوك .

كان ينظر إلى بطاقتي ويفكّر ، لقد اعطيته شيئاً ثميناً . على الأقل سوف يختلق قصة ما عن موتي، ولن تكون مهمته قد فشلت بالكـامل.
الكثير سيفرحون لموت الجندي الأسود ماكنزي، الذي تسبب في قتل الجندي الأبيض وإثارة الفوضى وسرقة إيموكيا، .. وسيصبح كاميو بطلاً حقيقياً بعد ذلك.

لقد أعطيته فرصـتة، وسأنتظر بأن يعطيني فرصتي أيضاً.

أظن بأن هذا كان تعاوناً متكافئاً، ولذلك .. أومأ كاميو بالايجاب . وخرج من المكان بصمت ليفكر وحيداً.

في اليوم التالي تحركنا إلى عاصمـة تيمالاسيا، تلك المدينة الضخمـة .. "لوكايا".
حتى نسأل عن الأوضاع ونفكر في طريقة دخول بانشيبرا، قلت لكاميو :
- سنذهب إلى منزل جدتي أولاً .. ونبقى هناك لبعض الوقت حتى نسأل عن الأوضاع .



__________________
الى اللقاء
  #17  
قديم 02-11-2012, 01:20 PM
 
تكلم كاميو بهدوء وهو يحدق إلى المارّة والمحال التجارية :
- تبدو فكرة جيدة . لكن ..
- ما الأمر ؟
- لم أعرف بأنك تيمالي الأصل، تالتن.
قلت بنفاذ صبر :
- كف عن مناداتي تالتن، اسمي هو جيرودا .
- يبدو تالتن أفضل.
- هذا ليس من شأنك ..

قبل أن ندخل في شجارٍ آخر، سمعت صوت صغيرتي ريوري تتكلم ببهجـة وتشير إلى البالونات التي يحملها أحد الباعـة المتجولين ..
لم يكن معي أية نقود تخص تيمالاسيا، وشعرت بالألم لأنني لا استطيع شرائها.
توقفت أنظر إليها بحزن، وعندها ألقى كاميو إليها بجملة لم أعرفها، فشرعت ريوري في بكاءٍ صامت!

وعندها شعرت بالغيظ وصحت :
- مهلاً!! أنت أيها الصعلوك!! ما الذي قلته لريوري وجعلتها تحزن هكذا ..؟
نظر لي باستغراب وردد :
- صعلوك ..؟ ماهذا ..؟

عجت أقول بعصبية :
- أهذا كل ما يهمك؟ إن صعلوك هو اسمك الرسمي من أول يومٍ رأيتك فيه !
- ماذا؟؟
- أخبرني ماذا قلت لريوري جعلها تحزن هكذا ..؟

قام بحك رأسه وكأنه يتذكر شيئاً ما ثم تقدم في الطريق وهو يعدل من وضعية حقيبة ظهره وتمتم :
- قلت لها ليست مع والدك نقود!
- كـاذب ..!
- وإن يكن!!

كان قد ابتعد كثيراً، إنه يؤذي مشاعر صغيرتي مجدداً ويتهرب من هذا،، اقتربت من بائع البالونات وأعطيته إحدى عملات إيموكيا الفضيّة ثم قلت :
- هل تتبادل هذا مع بالون من فضلك ..؟

بدت الفرحـة على وجه الرجل وهو ينظر إلى العملة الفضية وقام بأخذها وإعطائي كل البالونات التي يحملها، ثم ركض يضحك ..!
نظرت نحو ريوري وابتسمت، وهي ايضاً قامت بالابتسام بدورها،، ثم أعطيتها بعض البالونات .
قمت بربط الآخرين في طرف حقيبتي فأصبحت ريوري تقفز سعيدة ثم أسرعنا لنلحق بذلك البغيض!!

عندما لحقنا به تطلع إلى الخلف ثم أشاح بوجهه ووضع يده على فمه وهو يضحك تلك الضحكة المستفزة المكتومة مجدداً ..!

إنه حقاً يثير أعصابي، وتكلم بشكلٍ مثيرٍ للاستفزاز وهو يلوّح بيده :
- لا تسيران بمحاذاتي، أنا لست بائع بالونات!!

عاد للضحك مرة أخرى!!
هل كان هذا يعجبة بتلك الطريـقة، وعندها اقترب فتى صغير وقالت:
- بكم تبيع البالون يا سيدي ..؟

سمعت كاميو يضحك بقوة تلك المرة وهو يمد خطوته بعيداً عني، وتساءلت مبتسماً :
- أي لونٍ تريد ..؟
- الفضيّة .

اعطيتها له وقلت :
- إنها مجانيّة .

ثم أمسكت بيد ريوري ، واسرعت خلف الصعلوك الذي كان يسير وهو يضحك بشكل اتفزازي .

في النهاية، وصلنا إلى منزل جدتي الكبير، منزل بنكوبر .
قرأ كاميو اللوحـة باستغراب وقال :
- إذن أنت جيرودا .. بنكوبـر ..؟
- أجل .

أجبت باقتضاب وطرقت على جرس البوابة الضخمـة، وعندها أجاب جهاز الرد :
- عائلة بنكوبر، من هنـاك؟
كان جيرودا يعلـم بأن هناك آلة تصوير تراقب المكـان وعندها تكلّم :
- نحن أصدقاء جيرودا، نود الحديث مع الجدة في أمرٍ مهم .

على الفور فتح الباب، ودخلت بحرية وأنا أمسك بيد ريوري ، بينما تبعنا كاميو بثقة .
سرت حتى البهـو الكبير وهنا ظهرت خالتي، وجدتي العجوز خلفها تحمل تعابير القلق وتستند على عكازٍ خشبي .
اقتربت جدتي ونظرت إلى كاميو متحفصّة، إن نظر جدتي ضعيف حقاً فهي تقترب من وجه الشخص بصورةٍ مخيفـة، ولكن كاميو بقي يحدق إليها بتلك العينين المخيفتين مما جعل جدتي تتراجع على الفور.

اقتربت مني وهي تقول :
- هل انتم حقاً أصدقاء جيرودا ..؟
حدقت في وجهي للحظـة ثم صاحت :
- أنت .. هل أنت جاميان ؟؟

نظر كاميو نحوي باستغراب، كيف تعرف جدتي جاميان!!
حركت رأسي سريعاً بالنفي، وقلت :
- أدعى تاري إينوي .. وهذه .. ابنتي ريوري .

ابتسمت خالتي وقالت وهي تبعد جدتي وترحب بنا :
- مرحباً بكم، تفضلا من هنا .

كانت جدتي فظـّة بحق وقالت وهي تضرب الأرض بعكازها محدثة صوتاً عالياً :
- بيريزا!!
توقفت خالتي عن السير ونظر كلانا نحوها مفزوعين . وعندها قال كاميو ببرود :
- ما الأمر أيتها الجدة، ألا تريدين استضافتنا .

كانت جدتي تحدّق نحوي بإصرار وعندها قالت :
- أنت!

نظرت إليها، كانت نظراتها موجهة نحوي، لذا .. إنها تقصدني بالتأكيد ..
وتكلمت بقلق :
- ما الأمر ..

تكلمت جدتي وهي تشير بعكازها نحوي :
- كيف تشبه جاميان بينما تحمل صوت جيرودا، أنت كذاب .. لست تارلاي .. أو أياً كان اسمك .

تبادلت مع كاميو نظرة، ذلك الصعلوك تحولت عيناه إلى شكل الهلالين، وارتسمت على شفتيه تلك الابتسامـة الخبيثة .. وتابعت جدتي وهي تصيح مهددة :
- هيّا فسر لي بسرعة ..!! انت جيرودا أم جاميـان ؟؟! لا يمكنك خداع جدتك بأي طريقةٍ كانت!

ازدردت لعابي بصعوبة، فأنا في موقفٍ لا أحسد عليه .. ولكن .. يجب على جدتي بأن تعرف!
فهي الشخص الذي قام بتربيتي والاعتناء بي منذ كنتُ طفلاً صغيراً .
وعندها أجبت بثبات:
- أنا جيرودا ، يا جدتي.

~

اقتربت جدتي وهي تتفحص وجهي مجدداً وتساءلت :
- ماهذا إذاً ..؟ تبدو مثل شقيقـ ..

قبل أن تكمل جملتها أمسكت بفمها وسحبتها معي بسرعة إلى أحد الأركان وأنا أقول:
- ما الأمر جدتي كولي!! أنا لا أريد أن يعرف هذا الشخص بأنني وجاميان أشقاء، سوف يؤثر هذا على تنكري ..
ضحكت جدتي بسعادة وبدأت تجذب خداي بشكلٍ مؤلم وتقول :
- لم اسمع كولي منذ فترة أيها الصغير!! لقد عدت حقاً ..!


***
كانت خالتي بيريزا توجه اسألتها إلى ريوري بينما نحن جالسون جميعاً حول المائدة، لقد اشتقت لهذا الطعام منذ زمنٍ بعيد وبدأت في تناوله بشهيّة، ثم ألقيت نظرة على كاميو الذي كان يأكل بلا تكلف وكأنما كان يعيش هنا منذ عشرات السنين .

وعندها تساءلت خالتي باسمـة :
- لكن جيرودا، لقد تزوجت وأنجبت ولم تخبرنا حتى عن ذلك، آيريس أيضاً لم تخبرنا! يالها من فتاة!!

توقف الطعام في حلقي وبدأت في السعال فضرب كاميو ظهري وهو يضحك تلك الضحكة المستفزة ، عرفت بأن جدتي وخالتي لا تعلمان أي شيء عن المأساة التي وقعنا فيها، ولا تعلمان أيضاً ما إذا كانت والدتي حية أو ميتة.
تابعت خالتي :
- ابنتك جميلةٌ حقاً، لكن يبدو بأنها تشبه والدتها ..!

ابتلعت مافي حلقي بصعوبة وشربت كوباً من الماء ثم التقطتُ أنفاسي، .. لم تنتظر خالتي إجابة على كل التساؤلات الماضية وتابعت :
- لكن .. يا ترى أين هي والدتها، أعتقد بأنها امرأة جميلة حقاً!


أصبت بالاحباط وأنا أفكر في القصة التي سأختلقها للإجابة عن اسألة خالتي .. وعندها تكلم كاميو بهدوء:
- أنا شقيق زوجتـه ، وخال تلك الفتاة الصغيرة، ريوري.

صاحت جدتي مندهشـة بعينين متسعتين :
- يالك من أحمق جيرودا! كيف لم تخبرنا بذلك لكي نعامله كواحدٍ منّا!! إنه نسيبك بأي حال!!

رمقته بنظرةٍ حاقدة، فالآن أنا متورطٍ بالكامل!!، ولكنه لم ينظر لي حتى وتابع بنبرةٍ رسمية :
- لا بأس سيدتي، إنه يكرهني لأنه يعتقد بأنني كنت السبب في موت شقيقتي!

هتفت جدتي بصوتٍ حزين وتمتم خالتي بجزع :
- يا إلهي، كم هذا محزن، .. ماتت زوجتك إذاً .. أنا آسفـة جداً.

شعرت بأن لدي الرغبة في إطلاق النار على رأس ذاك الصعلوك البغيض!! من أين اتى فجأة بتلك النبرة الرسمية المقنعـة وكأنه أحد النبلاء في القصر!!
كان الغيظ يجعل وجهي أحمر اللون، وعندها قالت جدتي مواسية:
- أوه جيرودا هوّن عليـك، لا تلم نسيبك فهو بالتأكيد يتألم مثلك لفقدان شقيقته!

لقد انقلب الأمر ضدي بالكامل، حاولت أن ابتسم وملأت فمي بالطعام لكي أبقى صامتاً ولا أنفجر في وجه أي شخصٍ منهم !!

مرّ وقت العشاء بصمت، واصطحبت خالتي ريوري لتقوم بالعناية بها، بينما دخلت إلى الغرفة المعدة لي مع ذاك الصعلوك ..
وعندها نظرت له وصحت منفجراً :
- ما الذي تقصده بتلك الأقوال السخيفـة!!

جلس كاميو على الأريكة بتلك الجلسة المتكبرة، وتثاءب وهو يقول:
- لقد كانت تسليةً جيدة ..
- تسلية!! أيها الصعلوك البغيض!!

نظر لي نظرة عدوانية وقال :
- ماذا! هذه الشتائم مجدداً!! لا أصدق بأن تلك السيدة النبيلة هي جدتك حقاً!!

زفرت وأنا أخرج الهواء المملؤ بالغضب في داخلي، وارتميت على سريري بصمت. وعندها تساءل كاميو بصوته الهادئ المعتاد :
- كيف تعرف جدتك جاميان وهي تعيش هنا في تيمالاسيا.

تجاهلت سؤاله ولم أجبه، .. أعطيته ظهري وكنت أعرف بأنه ينظر نحوي وينتظر مني إجابة ما. ولكنني أغمضت عيني وتجاهلت الأمر وعندها تكلم قائلاً :
- اتساءل .. هل كنت قريباً من جاميان إلى هذا الحد!؟

بأي ثمن .. لا أريده أن يعرف بأنني – وجاميان- شقيقان .
أريد أن تبقى صورة جاميان، لامعـة وبعيدة عن صورة تالتن ماكنزي المشوهـة .


__________________
الى اللقاء
  #18  
قديم 02-11-2012, 01:21 PM
 
أغمضت عيني وتجاهلت الأمر، ولكن يبدو بأن كاميو استسلم أيضاً، وغط في النوم وهو يجلس جلسته المعتادة.

ابتاعت خالتي الملابس لريوري ولي ولكاميو أيضاً، لا أعرف لماذا كانوا يحتفلون به أكثر مني!!
هو أيضاً .. كان بارعاً في التمثيل، فقد كان يبتسم تلك الابتسامات المتكلفـة التي لم أعهدها عنه من قبل وكأنما ليس كاميو المخيف الذي أعرفه! يا له من شخصٍ غريب الاطوار!!!


عندما كنت أنظر إليه، اتعجّب كيف يمكنه إخفاء شخصيته الحقيقية الغامضـة وراء قناعٍ من الابتسامات الكاذبـة، هل يسعى إلى هدفٍ ما ؟ إم إنها مجرّد تسلية ..
بين الحين والآخر كان يرمقني بنظرة لم أعرف لها معنى، لكنها كانت بكل الأحوال نظرة قاسية .

في ذلك الوقت تعلمت منه شيئاً مهماً، .. ينبغي على جيرودا الآن .. بأن يرتدي قناع تاري إينوي، ويجب حتماً أن أصل إلى أمـي بأسرع طريقة، بدون أن يكتشف أحد بأنني تالتن ماكنزي ..
إذا حدث ذلك،
سوف تتهدم صورة جاميـان وخلفه كاميو في لحظـة، ذلك الشخص الذي سيعطيني الفرصة قريباً، للوصول إلى القصر!

- جيلودا . . .
كان هذا صوتُ ريوري الصغيرة، كانت تنظري لي وتضحك وفي عينيها نظرةً ذكية، لقد عرفت بأن اسمي جيرودا بمجرّد الانتباه إلى حوارهم معي .

فرحت كثيراً لأنها نطقت اسمي بتلك الطريقة اللطيفـة وقلت ضاحكاً :
- ماذا، ريوري ..؟
ضحكت بسرور ولم تقل شيئاً.
الأب وابنته لا يفهمون لغة بعضهم على الإطلاق، لكنني لم أواجه مشكلة حتى الآن بسبب ذلك .

في صباح اليوم التالي، توجهت إلى الخارج، استطلعت بعض الأمور عن الوضع بين بانشيبرا وتيمالاسيا. ولكن .. كانت الأوضاع مستقرة ولذلك بدأنا الاستعداد للرحيل، لم تتركنا خالتي إلا وقد ملأت لنا الحقائب بالملابس والطعام ..! وكأننا مسافرون في رحلة لا عودة منها .

قام كاميو بشكر خالتي وجدتي بتهذيب وكأنه أميرٌ نبيل .. ، وقامت جدتي بجذب خديه بقووة كما تفعل معي وهو يحاول أن يبدو متماسكاً، جعلني هذا أضحك عليه من كل قلبي!!
لم يسلم أي حفيدٍ أحبته جدتي من تلك الحركـة المؤلمـة، حتى جاميان!

- ألن تعودوا مجددا .؟
تساءلت خالتي بحزن وهي لا تريد تركنا نرحل، وعندها قلت :
- بلى سأعود بصحبة أمي قريباً .
- وماذا عن جاميان؟ ألن يعود معك ..؟

كان كاميو في ذلك الوقت تواقاً لأن يعلم أي شيء عن علاقتي بجاميان، ولم أعرف كيف أجعل خالتي تسكت والقيت نظرة خاطفة نحو جدتي لتقوم باسكاتها فقالت جدتي :
- فقد بلغه السلام .
- حسناً، سأفعل .

إنهما لا تعرفان أي شيء على الإطلاق .
- إلى اللقاء ريوري ..

لوحت ريوري مودعة نحوهما، ثم تشبثت بذراعي وخرج ثلاثتنا .
سرنا نحـو محطة القطار المعلّق، سوف يأخذنا هذا القطار إلى برودجيا المدينة الحدودية بين بانشيبرا و تيمالاسيا.



قمت بحجز التذاكـر، وعندما جلسنا في القطار جلس كاميو بجانب النافذة، فأشارت ريوري وفهمت بأنها تريد الجلوس في هذا المكان ولهذا طلبت :
- كاميو، هل بالإمكان أن تجعل ريوري تجلس بالقرب من النافذة ..؟


زفر بضجر وقال:
- لا أريد .
قلت بغيظ :
- كاميو أنت لست طفلاً، دعها تجلس بجهة النافذة!!

نظر لي بعناد، وبادلته نفس النظرة فتنحى من مكانه ودخلت ريوري بسرعة وهي تبتسم وتقول شيئاً ما لكاميو، حدجني بنظرة وقال:
- لن أجلس في الوسط، تنحى إلى جانبهـا.
تنحيت إلى جانب ريوري، وجلس كاميو على الطرف بتلك الجلسة المتكبرة وأصبح يتبرّع للمارة والجالسين بنظراتٍ فضولية مخيفـة ..!!

كانت الرحلة في القطار طويلة نوعاً ما لذا نامت ريوري على رجلي . وبعد قليل شعرت برأس كاميو يستند على كتفي ويقول :
- هل تمانع؟
- لا.
حاولت رؤية التعبير على وجهه وهو يطلب هذا الطلب الهادئ الغريب، ولكني لم أستطع. وعندها تساءل :
- جيرودا، هل كانت علاقتك بجاميان جيدة؟

إنّه يفكّر في جاميان كثيراً. أردت أن اسأله نفس هذا السؤال منذ فترةٍ طويلة وقلت :
- ماذا عنك ؟ هل كنتما على علاقة جيدة ..؟
همهم موافقاً.

يبدو بأنه لا يريد الحديث عن الأمر، شعرت بالأحباط لأنه عاد إلى الهمهمة مجدداً، ولكنه تكلم قائلاً:
- لقد كان صديقي . لم يسبق أن حصلتُ على صديقٍ من قبل.

احتفظت بهدوئي حتى لا أقاطعه واستمر يقول :
- ... لقد كنت أكرهه في البداية وسببت له الكثير من المشاكل في قصر الأمير نيروتا. ولكنه تخطى ذلك ولم يحاول الانتقام مني، وعندما أصبح صديقي، لم استطع إخبـاره بذلك .. لأنني رحلت.
- رحلت؟ .. إلى اين ..؟

لم أسمع إجابـة منه، لكنني بشكلٍ ما، كنت سعيداً لأن كاميو الغامض يتحدث معي بهدوء وكأننا أصبحنا قريبين من بعضنا إلى حدٍ ما .

تساءلت :
- الآن، من هو الجندي الأبيض الجديد ..؟


__________________
الى اللقاء
  #19  
قديم 02-11-2012, 01:21 PM
 
تمتم كاميو بصوتٍ ناعس :
- لم يحصل أي شخصٍ بعد على هذا اللقب. ربما لن يحصل عليه اي شخصٍ للأبـد .. ولكن جاميان..
- ماذا؟؟
سمعته يضحك ضحكة خافتة ويقول:
- لقد حصل على لقب الجندي الذهبي .

صحت مندهشاً في القطار بصوتٍ عالٍ :
- ماذا!! الجندي الذهبي؟

رفع كاميو رأسه من فوق كتفي ونظر إلى وجهي وهو يقول بعصبية :
- لم أصبح صوتك عالٍ فجأة!! يالك من أخرق!!

كنت مندهشاً وسعيداً، أردت أن أرى جاميان في تلك اللحظـة حتى أخبره بهذا، ولكن .. كيف سيعلم يا ترى ..!
بسبب صوتي استيقظت ريوري أيضاً واعتدلت في جلستها ثم عادت للنظر من النافذة .

كنت أفكر وبداخلي فرحة كبيرة، هل عرفت أمي بهذا يا ترى ..؟
إن جاميان ، هو الشخص الثاني الذي يحصل على لقب الجندي الذهبي في تاريخ بانشيبرا بالكامل، دائماً ما يكون هناك الجندي الأبيض والجندي الأسود في كل فترة . ولكن من المستحيل الحصول على هذا اللقب الرائع..
لا أعرف كيف أصبح وجهي وكيف تبدلت ملامحـي ...!!

لكنني كنت سعيداً إلى أقصى حدودي وخفق قلبي بقوة لدرجة أنني سمعته يضرب بداخلي، وشعرت بأن كاميو يحدّق إلى وجهي فنظرت له سريعاً وقلت :
- ألهذا كانت تدعوه رايلا بالجندي الاسطـورة !؟
كان كاميو ينظر لي بحيرة .. وتكلم قائلاً :
- جيرودا، لماذا أنت سعيدٌ جداً؟؟

حاولت السيطرة على مشاعري ولكنني لم استطع، أومأت موافقاً وقلت :
- ألا يستحق هذا اللقب بأي حال؟
- أجل ولكن ..

بدأت تعلو تلك النداءات من داخل القطـار المعلق، والتي تشير بأنه على وشك التوقف في برودجيا .
ولم تمضِ دقائق أخرى حتى توقف القطار بالفعل في المحطـة.

وبهذا، أصبحنا في بانشيبرا أخيراً.

عندما وصلنا إلى العاصمة بانشيبرا، لم تكن مختلفة عن السابق، كل مكانٍ لم يتغير، وكيف يتغير وأنا لم أغب سوى بضعة شهور ..؟

وقف كاميو ونظر إليّ، كنت أعرف بأن مفترق طريقنا سيكونُ هنا، ولذا تكلمت قائلاً:
- هل ستذهب إلى منزلك؟
همهم موافقاً وهو يتحاشى النظر إلى وجهي . ثم قال بخفوت :
- سأذكر اسمك بالتقرير الخاص بي حتى تعود إلى صف الأسرى المتدربين، هل هذا جيّد لك؟

ابتسمت وقلت بامتنان:
- أجل، إنه ما أريده بالضبط .

حلّت فترة صمت طويـلة وكان الهواء المندفع بيننا بارداً، واستدار كاميو بدون أن يقول أية كلمـة وسار مبتعداً وعندها هتفت :
- كاميو!
توقف عن السير ولم يلتفت لي فقلت :
- شكراً على كل شيء، لقد كانت رحلةٍ رائعة برفقتك .

رفع لي يده ملوحاً من بعيد بدون أن يستدير.. ثم تابع طريقه بصمت .
أمسكت بيد ريوري وقلت باسماً:
- هذا الصعلوك ليس شخصاً سيئاً أليس كذلك ؟

كنت أعرف أن ريوري لا تفهمني، ولكنها ابتسمت وهتفت بوصتها الصغير :
- جيلودا! جلوودا!!

ضحكت عليها من كل قلبي ومشينا مبتعدين إلى وسط المدينة لنبحث لنا عن منزل جديد.



***
مرّ يومين على وجودي في بانشيبرا، حصلت على منزلٍ جديد، وسجلت اسم ريوري في مدرسةٍ قريبـة لكي تتعلم لغتي بأسرع وقتٍ ممكن، واستأجرت لها مربيةً خاصّة.

حصلتُ على البزة الكحليـة الخاصّة بالجنود المتدربين، وأمسكت ببطاقتي جيداً ثم توجهت إلى هناك .
إلى الآن ..

كل شيء يسير على ما يرام ، نظرت إلى السماء الصافية التي تدفعني إلى المضي قدماّ إلى الأمام، وبهذا مشيت بخطى واثقة إلى "إينكو" المكان المخصص لجنود الأسرى المتدربين .

عندما وصلت، كان مثل القصر الكبير، لم يكن هادئاً على الإطلاق، فهناك الكثير من الجنود والضباط البانشيرين .. وعلى الرغم من أنني كنت الجندي الأسود، إلا أنني لم أشاهد هذا المكان من قبل على الإطلاق ، لكن في يومٍ ما .. كان جاميان مدرباً هنا .

دخلت إلى المكتب الرئيسي وسألت مدرباً يجلس هناك :
- أين مكان تسجيل الجنود ..؟

حدجني بنظرةٍ غريبة وترك الكتاب الذي يقرأه ثم وقف وبدأ بتفحصي بنظراتٍ متساءلة ثم قال:
- هل أنت جندي متدرب ..؟!
- أجل.
- إذاً كيف يعقل بأنك لا تعرف مكان تسجيل الجنود.

ذلك الشاب كان على حق. لكنني بالفعل لا أعلم أي شيء عن هذا المكان وأردت أن اكتشفه بهدوء، ولهذا قلت بتلكؤ ملحوظ :
- إ .. إنني ..
- ثم!! أنا لم أرك هنا من قبل ..

التقت عينانا وعرفت بأن هذا الضابط الشاب يعرف كل من بالمركز جيداً ومنذ فترة طويلة أيضاً، ياله من موقفٍ صعب ..!
لا يجب بأي حال أن أظهر هذا التوتر الذي أشعر به، التقطت نفساً عميقاً ثم قلت بهدوء :
- لقد كنت في رحلـة مع القائد كاميو .

تغيرت ملامحه فجأة ثم قال :
- هل انت تاري أينوي ..؟ لقد ذُكر اسمك في التقرير .
- أجل .

ابتسم الضابط وقال :
- لا بأس، اعتذر عن فظاظتي، الآن ستذهب إلى رئيسك الجديد، إنه ينتظرك منذ الأمس في المكتب السادس .
أومأت موافقاً ثم قمت بتحييته وقبل أن أخرج قال باسماً :
- أنت تشبه شخصاً رائعاً كنت أعرفه! لذا يجب أن يصبح اسمك لامعاً هنا بما انك تشبهه هكذا .

رددت له الابتسامة وقلت قبل أن أخرج :
- حاضري سيدي .
فكرت في أن يكون هؤلاء كلهم كانوا زملاء جاميان في يومٍ ما، لقد كان أخي الأصغر محبوباً من قبل الجميع.

المكتب السادس . . ؟ يا ترى ماذا سيكون شكل رئيسي الجديد؟
عندما وصلت كان الباب مغلقاً، ولكن قبل أن أطرق الباب انفتح فجأة وخرج شابٌ مسرع اصطدم بوجهي!

أمسكت به بقوة حتى لا يسقط. كان يرتدي الزي الكحلي مثلي. يبدو بأنه متدربٌ آخر .

قال بسرعة وهو يركض مبتعداً :
- شكراً .

نظرت أمامي، كان مكتب الرئيس فارغاً. ولهذا طرقت الباب ودخلت ببطء وأنا ألقي نظرة حولي وعندها سمعتُ صوتاً هادئاً :
- من أنت ؟
نظرت حولي فلم أجده، ولكنني أغمضت عيني وحاولت أن أشعر بوجوده ولهذا ،، نظرت خلفي فوجدته يقف خلف الباب الذي دخلت منه .

هل هذا هو الرئيس يا ترى ..؟ إنه ضابطٌ ، وزيه الأسود يدلّ على هذا، يبدو
__________________
الى اللقاء
  #20  
قديم 02-11-2012, 01:22 PM
 
هل هذا هو الرئيس يا ترى ..؟ إنه ضابطٌ ، وزيه الأسود يدلّ على هذا، يبدو شخصية هادئة، كان أسمر البشرة ولديه شعرٌ قصير أسود وعينان سوداوان تشع بالقوة .
تكلمت بهدوء وأنا أحاول استكشاف شخصيته:
- ادعى تاري إينوي سيدي .

صفق بيديه ثم ارتسمت على شفتيه ابتسامة ساخره وقال:
- أول متدربٍ يجيب على السؤال الأول وهو يعرف مكاني.

إنه يظن بأنني مجرد متدرب، في حين أنني قادر على هزيمته في لحظـة، ابتسمت وأنا اقول:
- شكراً لك سيدي .
سار بهدوء واستند على مكتبة ثم تكلّم :
- أنا مدربك الجديد، أسمي هو " شينجو " وهدفك من التدرب في المركز هو الحصول على مهمة جيدة، ولكن بما أنك حصلت على واحدة من قبل فستنتقل معي إلى قسم المهمات .

تساءلت :
- أتعني بأنني لن أتدرب مجدداً.
- سوف تتدرب، ولكن ليست التدريبات السابقة، بالتأكيد ستكون أكثر تطوراً.

خرج من المكتب بهدوء وأشار لي بأن أتبعه ومشيت خلفه ببطء، في كلٍ مكان مشينا فيه كان الجميع يحدق بي بشكلٍ غريب،، وتوجهنا إلى المبنى الآخر الأصغر قليلاً وهناك ..

وقف الضابط شينجو وقال :
- تاري . ألا تعرف لم يحدّق بك الناس ..؟
لم أعرف ماذا أقول .. ولكني حركت راسي بالنفي، وعندها تكلم قائلاً :
- لأنك تشبه الجندي الذهبي بشكلٍ غريب. وكأنكما شخصٌ واحد .

نظرت خلفـه، كانت هناك صورة كبيرة معلقة على الجدار، كانت تلك صورة أخي جاميان في زي الجندي الأبيض وهو يبتسم ابتسامة هادئة وعيناه الارجوانيتان تفيضان بالحيوية .

دمعت عيني وأنا أرى أخي للمرة الأولى منذ فترة طويلة، لقد اشتقت إليه بحق ..!!
واقتربت ببطء وأنا أمرر أصابعي فوق يده في الصورة الضخمة وقلت منجذباً:
- هذا ... شرفٌ كبيرٌ لي.

(12)

عدت إلى المنزل قبيل غروب الشمس .

كانت صغيرتي تنام على الأريكـة وعندها ناديت على المربية .
وصلت مسرعة وهي تقول :
- نعم سيدي .
- ما الأمر .. لم تنام ريوري على الأريكة وهي ترتدي الزي المدرسي؟؟

كانت المربية تنظر إليها بقلق وقالت :
- عندما عادت من المدرسة بدأت في البحث عنك، وعندما لم تجدك شرعت في البكاء ولم استطع إيقافها حتى نامت هنا .

تركتها وجثوت على ركبتاي عند الأريكة التي تنام فوقها ريوري ثم مسحت على شعرها وقلت بلطف:
- ريوري ..؟

حركتها برفق ففتحت عيناها الواسعتان ثم عانقتني على الفور، تشبثت بي بقوة فحملتها وتوجهت إلى غرفة الطعام .
عندما وضعتها فوق الكرسي، نزلت وقربته من الكرسي الخاص بي ثم جلست مجدداً.
رأيت تلك النظرة القلقة، لقد كانت خائفة بأن أتركها.

يا ترى ماهي القسوة التي تعرضت لها منذ ولدت حتى أصبحت في هذا السن ..؟

لم أعرف كيف أستطيع إفهامها بأنني لا أنوي التخلي عنها أبداً،، لقد بدأت ريوري في تعلم دروس اللغة العامة وسأستطيع قريباً التفاهم معها وإخبارها بكل مشاعري الصادقة.

في اليوم التالي، أخذتها للمدرسة بنفسي، كنت أعرف بأنني لن أستطيع أن أعيدها إلى المنزل لأن هذا أول يومٍ لي في العمل مع المهمات الخاصّة، والتدريب الخاص أيضاً ..

عندما دخلت إلى المكتب كان رئيسي يجلس فوق الطاولة ويضع إحدى رجليه تحت الرجل الأخرى التي يستند بها على الكرسي ..!! تفاجأت لم يجلس بتلك الطريقة الغريبة ..؟ هل أنا موعودٌ بغريبي الأطوار ..؟؟

كان هناك شخصٌ آخر، إنه المتدرب النحيل الذي اصطدم بي بالأمـس وكاد أن يسقط .. لوّح لي الفتى مبتسماً وقال :
- مرحباً تاري، أنا زميلك في المهمات، اسمي هو زالين ، ويدعونني "زالي".
قلت وأنا أقوم بتحيته :
- مرحباً زالين . تشرفت بمعرفتك .

يبدو بأنه من النوع ذو الشخصية الحيوية والجذابة، كان نحيلاً وطويل القامـة، لديه شعرٌ أزرقُ داكن مبعثر وعينان بنيتان فاتحتان ووجه جميل .
رفع الرئيس "شينجو" عينيه نحوي وقال:
- هناك مهمّة خطيرة سوف يقام اختبار من أجلهـا.. ولكن عليكما أن تفوزا بها.

تساءلت وأنا لم اتحرك من مكاني:
- ولكن .. ما هي ..؟
اقترب زالين ولف ذراعه حول رقبتي وهو يقول بغرور ضاحكاً بصوتٍ عال :
- لكن هذا الاختبار لن يكون سهلاً على مبتدأ مثلك!

من هذا ..؟
صعلوكٌ آخر..؟ أنا لا أصدق بأنني تخلصت من غرور كاميو، حتى يظهر لي هذا الشاب المتفاخر!
كنت أريد أن أخبره بأنه كاد أن يسقط بالأمس عندما اصدطم بي فقط!! ولكني آثرت الصمت ووجهت كلامي للرئيس قائلاً:
- أنا مستعد .

أبعد زالين .. أو زالي كما يقول .. ذراعه عني وهتف بحمآس :
- رائع!! هيا بنا إذاً .

رمقني الرئيس بنظرة ثم قال:
- أنت لم تتدرب منذ فترة، هل أنت متأكد أنه بإمكانك خوض الاختبار أمام مئات من المتدربين الآخرين..؟ تلك المهمة وضعت لحراسة شخصية مهمّة جداً في بانشيبرا.

كان محقاً، أنا لم أتدرب منذ فترة، ولكنني مازلت أثق في قدراتي وتكلمت بثقة :
- لا بأس، سوف أنجح.

ذهبنا إلى مكان الاختبار، كان المكان مليئاً بالضباط الكبار، ورؤساء اللجان .. سبق أن دخلت هذا المكان من قبل عندما كنت أتحدى على لقب الجندي الأسـود.
عرفت على الفور بأن الاختبار سوف يكون مبارزة بالسيوف .
ولكن ..
من ضـد من ..؟

المئات من الجنود المتدربين يجلسون على المدرجات، وتوجهت مع زميلي زالي إلى هناك وجلسنا مع الباقيين.
تساءل زالين وكأنما يحدّث نفسه :
- ماذا سيكون موضوع الاختبار يا ترى ..؟
- المبارزة بالسيوف.

نظر لي مندهشاً، لم أقصد أن أكون مثل الأشخاص الغامضين ولكنني أجبت تلقائياً، ولهذا عاد يتساءل:
- كيف سيختارون المتبارين إذاً ..؟
- ربما بالقرعـة.
- هل خضت هذا الاختبار من قبل .. ..؟

لم يكف زالين عن توجيه الاسئلة ولكنني نظرت نحوه وقلت :
- لا، شخصٌ ما أخبرني عن هذا الاختبار .

كنت أريده أن يتوقف عن طرح الاسئلة، الأشخاص الصريحين مثلي لا يمكن أن يكونوا غامضين أبداً، والأشخاص الفضوليين مثله يمكنهم كشف أمر الأشخاص مثلي بسهولة!!

بدأ الحكام باختيار القرعـة، لقد سجلوا أسمائنا من قبل في تلك الأوراق الموجودة في هذا الوعاء الكبير .
بدأ أحد الحكّام بالكلام في مكبر الصوت موضحاً خطة سير الاختبار:
- سيبدأ التنافي وجهاً لوجه بحيث اختيار القرعـة. كل اثنان سيلتقون في معركة مبارزة بالسيوف في مجموعتان ,, الفائز في مجموعته في النهاية سوف يتنافس مع بطل المجموعة الأخرى على لقب ضابط .

تعالى صوت الاستغراب والتساؤلات من المدرج الذي نجلس عليه، كيف يمكن لمتدرب أسير أن يصبح ضابطاً، كان هذا حلماً للكثيرين ..
لكن هذا لم يكن ما يجذب انتباهي ...!!
إن هذا الحكم الذي كان يتكلم الآن .. هو نفسه روسـو .

لقد بدأت أشعر بالقلق وانا اتساءل ما إن كان سيعرفني..؟
لكن .. لا يمكنني الفشل في ذلك الاختبار السهل أمام مجموعة من المتدربين من أجل أن لا يلاحظني روسو.
أنا بحاجة للدخول إلى القصر ومعرفة الأخبار عن كثب ،، يجب أن أعرف أين هي أمي!!

تحليّت بالعزيمة والإصرار وتم تقسيم المدرج إلى مجموعتين بواسطة القرعـة .
ولكن لسوء الحظ كان زالين معي نفس الجهـة وهذا يعني بأننا سوف . نتواجه !!

آسف زالي ، ولكن علي أن افوز .
كان ينظر لي بشكلٍ متفحص، إنه مغرور ولكنه في ذلك الوقت لم يكن متأكداً من مهاراتي وبدأ يقلق اتجاه قوتي التي لا يعرف عنها شيئاً.

كان المتدربون بارعون وسمح لنا بمشاهدة المباريات من خلال مدرجاتنا، كان زالين يتمتم مع نفسه بكلمات مثل:
" إنه يحرك السيف من الأسفل! أوه ياله من ضربة !! لقد اكتشفت نقظة ضعفـه .."

عرفت بشكلٍ ما، بأن ذلك الصعلوك الجديد زالي، ذكيٌ جداً وحذر ..

يمكنه حفظ حركات الخصم بمجرد مشاهدته، لذا كان يحاول التركيز على كل المتبارين في مجموعته حتى يعرف نقاط ضعف خصمه الذي سيقوم بمارزته .

لقد كان هناك شابٌ شديد القوة قام بهزم ثلاثة متبارين على التوالي، وعندما قاموا بالنداء على الاسم الرابع كان هو " تاري إينوي" .
نظر لي زالين بنظرة تحدٍ وكانت السعادة تفيض من عينيه لأنه سوف يشاهد طريقتي في المبارزة قبل أن يقوم بمواجهتي .

فرصة مميزة له ولكني .. لا أتميز بإسلوبٍ واحدٍ فقط ، فأنا ماهرٌ في المبارزة في السيوف وهذا الشيء الخاص الذي أثق بنفسي كثيراً في تطبيقه .
فأنا لدي اسلوب جيرودا، واسلوب تالتن ماكنزي، وأسلوب روسو .. وأسلوب جاميان ديوفري أيضاً .
ولكني سأدخر حركاتي الخاصة حتى يحين موعد زالي لمواجهتي .

بادلته الابتسامة وقمت من مكاني ثم توجهت إلى ساحة المبارزة وتم إعطائي سيفاً ..
كان الشاب الذي سيبارزني ينظر لي مبهوتاً..! هل هذا لأنني أشبه جاميان ..؟

ثم حاول التركيز، وسمعت صافرة البدأ .
حاول مهاجمتي في البداية وبدت حركاتي كلها وكأنها مجرّد دفاع عادي، ولكن ما لبثتُ أن ضربت نصل سيفه بعيداً في حركة صغيرة .

بالنسبة لي، كان متبارزاً عادياً .
وانتهت مباراتنا سريعاً وحتى أنني لم أبذل أي مجهودٍ يذكر، وسمعت الهتافات الموجهة نحوي من مدرجات الضباط، لقد كانوا معجبين بإدائي كمتدربٍ من الأسرى .

القيت نظرة نحو مدرج المتدربين وشاهدت زالين يجلس في صمت وهو يحدق نحوي بنظراتٍ ثابتة .

من بعده، قمت بهزيمة ثمانية عشر متبارياً بنفس الطريقـة . المباراة الواحدة لا تتجاوز العشر دقائق، ولم أضطر حتى لتغيير اسلوبي .

كنت حقاً قد بدأت ألفت الانظار وحاولت تحاشي النظر نحو روسو بقدر الامكان، لم يكن هذا جيداً بالنسبة لي ..
وعندها سمعت اسم زالين .

لقد حان وقته .
عليه الآن أن يريني ذلك الغرور في شكل مهارة حقيقية .
أخذ سيفه ووقف أمامي، كانت في عينيه نظراتُ إصرارٍ كبيرة وسمعتُ الصافرة ولم أتحرك، لكنه أيضاً لم يتحرك , ذلك الشاب الذكي حفظ اسلوبي جيداً وأراد مني تغييره بأن أبدا الهجوم ، وكان له ما أراد .

بدأت الهجوم ولكنني غيرت أسلوبي قتالي بالكامل،، حاول التعامل مع الأمر بسرعة وحدّق في عيني بنظرة خاطفة معناها
"لن تهزمني!"

كانت مبارزتنا رائعة وتعالى صوت الحماس في جميع المدرجات!!
حاولت أن أقلل من هجومي قليلأ لكي تسنح له الفرصة بإبراز بعضٍ من حركاته، ولكنه توقف عن القتال!
إنه يريد مني الاستمرار في الهجوم!!

في ماذا يفكّر زميلي المغرور يا ترى ..؟
كان ينظر لي وعلى شفتيه ابتسامة غريبة، خمنت بأنه يريدني القتال بكل قوتي.. ولكن، أنا لا يمكن أن أستنزف قوتي كلها أمام متبارٍ مبتدأ مثله ، أنا لم أفعل ذلك أثناء مبارزاتي مع جاميان حتى!

حركت سيفي أمام وجهه ثم عدت للمواجهه، لم أغير أسلوبي السابق مما جعله متذمراً بعض الشيء وبدأ بحفظ ضرباتي وصدها بمهارة غير متوقعـة!
إنه يفاجأني حقاً ..

طال وقت مباراتنا، ولكنه يضيّع الوقت كله في حفظ حركاتي ومحاولات الدفاع التي لن تهزمني أبداً . ولذلك قررت أن أنهي هذا ..

حركت سيفي بسرعة بشكلٍ لولبي، وتفاديت دفاعه، خفضت سيفي إلى الأسفل ثم هاجمته مجدداً بتلك الحركة الخاصة التي لمست يده بخفة وضربت سيفه بقوة جعلته يطير بعيداً .

أحب حركة تطاير السيوف، فهي الهزيمة بشكلٍ ساخر.
انتهت المباراة .

كان زالين متضايقاً جداً وكأنه لم يتوقع خسارته من البداية أمامي ولكنه قام بتحيتي وخرج من المكان.
في النهاية كنت الفائز في مجموعتي بسهولـة، وحتى متبارز المجموعة الأخرى هزمته أيضاً.

وعدها قام باستدعائي الرئيس "شينجو" إلى مكتب الحكام .

لم أكن أريد مواجهة روسو بأي حالٍ من الأحوال. إنه يعرفني أنا وجاميان منذ كنا صغاراً وأخشى أن يقوم باكتشاف امري كما فعلت جدتي كولي.

دخلت إلى مكتب الحكام وعندها خاطبني أحدهم قائلاً :
- تاري إينوي، أنت مسجلٌ لدينا منذ كنت صغيراً، كنا نعرف بأنك ماهرٌ في استخدام السيوف ولهذا أعطيت لك المهمة مع الجندي الأسود كاميو كين .

قام الرئيس "شينجو" بتسلمي زي الضباط الأسود وهو يقول:
- لقد حصلت على رتبة ضابط، وستذهب مع زميلك زالين إلى المهمة الجديدة في حراسـة الأميرة "لوشيا" .

تساءلت :
- من هي ؟

في الحقيقة لم أسمع عنها من قبل، ربما هي أحدى أميرات القصر الصغار، ولكنني فوجئت بأن الرئيس يقول:
- إنها الخطيبة المقررة للملك المعظم أمرجيز. سوف يقام حفلهما قريباً لذا عليك أن تكون على قدر المسؤولية .
صحت لا إرادياً :
- ماذا!!

حدق الجميع إلي باستغراب وحاولت العودة إلى شكل تاري الهادئ ولكن دمائي بدأت بالفوران ولم أستطع أن أبدو هادئاً أكثر، ولهذا قمت بتحية الحكام وشكرتهم ثم توجهت للخارج عائداً إلى منزلي.

كان الليل قد حل، وتساءلت عن ابنتي، لربما كانت قلقةً أو تبكي .
وعندما دخلت إلى المنزل كانت تجلس على أريكتها، وتحاول كتابة شيء مـا..

شاهدتني فتركت الأقلام والأوراق وركضت نحوي ثم عانقتني ، وعندما ناديت المربية لم أسمع أي إجابة!!
مشيت في البيت وأنا أبحث عنها ولكنني لم أعثر لها على أثر!!

هل هربت من المنزل؟

قمت بالاتصال بهاتفها ولكنها لم تجب، ولهذا هاتفت المكان الخاص بالمربيات وأخبروني بأنها منذ ذهبت للخدمة لديّ لم يعرفوا عنها أي شيء ..!

نظرت إلى ريوري وتساءلت وأنا أوضح بإشاراتٍ مختصرة من يدي :
- أين المربية الخاصّة بك ..؟

نظرت إلي بذكاء. لقد فهمتني على الفـور ولهذا، أمسكت بيدي فتبعتها سيراً حتى وصلت إلى النافذة التي تـُطل حديـقة خلف المبنى ، وقفت على كرسي صغير وأشارت إلى الأسفل .

وعندما ألقيت نظرة .... صعقت لما رأيته!!
فقد كانت المربية ملقاة هناك وهي مضرجـة في دمائها!!!

أصابني الذهـول العارم! وحولت عيني بصعوبة وأنا أنظر إلى ريوري التي لم تكن خائفـة على الإطلاق!! بل كانت تبتسم بنشوة وهي تراقب ذلك المنظر البشع!!

هل انتحرت المربيـة، أم ان ريوري قامت بفعل شيء ما ..؟!


__________________
__________________
الى اللقاء
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية بنات فله والشباب عله جنــآآن لآ تفوتكم دكتورة الحب روايات و قصص بالعاميه 15 05-28-2015 12:12 AM
رواية الجندي الأبيض الجزء الثاني (مطاردة الأحلام) kαtniS أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 04-28-2013 10:40 AM
رواية نور الكون رواية جديدة من روايات سعوديه رواية نور الكون الحب الساكن أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 13 07-03-2011 03:30 PM
رواية .. الصداقة ام الحب ؟؟؟ .. لا تفوتكم ..!! ᴙǫȥαᶅч أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 7 03-11-2011 07:10 PM
رواية حللللللللللللوة لا تفوتكم العزة لله أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 03-10-2007 04:24 AM


الساعة الآن 10:50 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011