![]() |
|
أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#21
| ||
| ||
يا إلهي!! ماهذه الورطـة ..؟ لقد كنت متعباً من المبارزة ولكن ليس هذا ماجعل قدماي ترتجفان وكأنهما لا تستطيعان حملي مجدداً. جعلت ظهري يستند على جدار الشرفة وأنا جالس بيأس!! كانت ريوري تنظر نحوي متساءلة، ولكنني فضلّت الاتصال بالطوارئ بأسرع وقتٍ ممكن. عندما وصلـوا وبينما يحملون الجثة أخبرهم أحد الجيران بأنه شاهدها تقف على الشرفة وتقفز بملئ إرادتها. لم يمر هذا الأمر بسلام، فقد كنتُ قلقاً طوال الليل بينما عليّ أن أنام جيّداً لأجل مهمتي الشاقّة الجديدة! إنها شاقة فعلاً .. لأنني لا أحب أن أكون حارساً شخصياً للأميرات المدللات، فما بالك لو كانت خطيبية أمرجيز!! هذا معناه أنها ستتكلم عنه طوال الوقت، ويعلم الله كيف سأتمكن من ضبط أعصابي !! كان جاميان ليتعامل مع هذا الوضع بسلاسـة أفضل مني. كنت أفكّر .. لم أعرف ما الذي دفع مربية ريوري الجديدة للانتحار بهذه السرعـة، أنا لم أعاملها بشكلٍ سيء .. وريوري لا تستطيع الحديث باللغة العامـة... لكن .. تقلبت في سريري ونظرت إلى وجه ريوري وهي نائمة .. ألا تعرف حقاً ما هو الموت، ..؟ لم كانت تنظر إلى المربية مع تلك الابتسامة السعيدة وكأنها شاهدت شيئاً رائعاً! طلع الصباح وأنا لم أنم سوى ساعة واحدة، أين سأضع ريوري الآن ..؟ وليس لدّي الوقت لأجلب مربية أخرى الآن ... أيضاً، ليس هناك أي شخصٍ آمنه على حماية صغيرتي. أيقظتها، تجهزت بسرعة، وهي ارتدت ثيابها بشكلٍ مضحك فبدأت في تعديل كل شيء لها، ولكنها أحضرت الفرشاة وسلمتها لي لأقوم بتمشيط شعرها .. إن العناية بطفلةٍ صغيرة ليس أمراً سهلاً، وخصوصاً لأنني لم أقم بتمشيط شعر فتاةٍ من قبل!! حاولت ما بوسعي لكي تظهر بمظهر جيّد وخرجنا من المنزل معاً . جلبنا الافطار في الطريق ووصلنا أخيراً إلى مدرستها، وهناك قابلت مديرة المكان، وطلبت منها أن تقوم بالعناية بريوري في تلك الساعات الإضافية التي سأتأخر فيها، من الجيّد أنها وافقت على هذا ... وتوجهت على الفور إلى القصـر . إنها المرة التي أرتدي فيها زي الضباط لهذا اليوم، عندما وصلت إلى القصر، وشاهدت تلك الأعمدة البعيدة تذكرت الأيام الخوالي. يبدو المكان كما هو تماماً، وكأنني أشعر بأنني سأرى جاميان في أية لحظـة . كان الرئيس شينجو، يقف هناك مع زالي الذي ما يزال يرتدي زي المتدربين كحلي اللون، والقائد روسو .. تهيبت قليلاً من وجوده ولكنني واصلت تقدمي نحوهم بهدوء وأنا أحاول إقناع نفسي بأنني لستُ متأثراً بوجوده على الإطلاق . - صباح الخير . - صباح الخير تاري، هل انت مستعد . - أجل. نظر لي زالي وقال بصوتٍ عالٍ كعادته: - يبدو هذا الزي جيداً عليك!! القيت نظرةً خاطفـة على روسو ولكن أعصابي توترت بسبب تلك النظرات الصائبة التي يحدجني بها بلا رحمة!! وعندها هتف فجأة بصوته الصارم: - تاري..! نظرت إليه مجبراً وأنا أجيب بدون قصدٍ مني: - هآ! اتسعت عينا روسو مذهولاً، وحاولت تدارك الأمر وأنا أقول: - نـ .. نعم سيدي!! - اتبعني. دخل إلى القصر خلفه، ولكن لم يأتِ بصحبتي الرئيس شينجو أو زالين. لقد عرفني القائد روسو حتماً!! كان عندما يناديني في السابق بشكلٍ مفاجئ أرد بذلك الرد الأبله ثم أتدارك موقفي. .. تماماً كما فعلت منذ لحظات!! يالي من غبي!! توقف روسو فجأة واستدار نحوي، أما أنا فلم استطع رفع رأسي. وعندها تكلم قائلاً : - لقد وصل تاري، سوف يكون مع زالين. مرافقاً للحراسة أثناء الحفل. رفعت رأسي فوجدت فتاة باهرة الجمال تجلس على الأريكة وهي ترتدي فستاناً طويلاً. كان شعرها اسود اللون مسدلاً على كتفيها .. لديها عيونٌ دائرية رمادية اللون وكانت تبتسم وهي تتفحصني ثم قالت : - أنا موافقه، إن مظهره جيد مثل زالين . قال روسو بعصبية : - لكن آنستي!! لقد أخبرتك من قبل بأن المظهر ليس كل شيء، القوة هي الأهم . بدأت تتشاجر مع روسو قائلة بتذمر : - لكن أنا أحب الضباط الوسيمين . على الجدران، كانت هناك صورُ جاميان ، بدأت أتأملها مجدداً وأنا مأخوذ اللب .. وكأنني أشاهدها للمرة الأولى وعندها قال روسو : - تاري، عليك إحضار أغراضك للمبيت هنا. يجب أن تكون مرافقاً لزالين والأميرة طوال الفترة القادمـة. تكلمت بشكلٍ مهذب: - لكن، سيدي .. أنا لديّ شخص أهتم به ولا يمكنني المبيتُ هنا. - يجب أن تجد حلاً. كاد روسو أن ينصرف ولكنني قلت بوصتٍ عالٍ: - أرجوك سيدي القائد!! إنها ابنتي الصغيرة ولا يمكنني تركها بمفردها والمبيت خارجاً. ليس لديها أي شخصٍ غيري. التفت روسو ينظر لي باستغراب، وشعرت بالأميرة تقترب من خلفي وتقول مبهورة : - ماذا! شابٌ صغير في مثل سنك لديه ابنة يتحمل مسؤوليتها!! ياللروعة . تساءل روسو : - وأين هي الآن؟ - في المدرسة. صاحت الأميرة مندهشـة : - وتذهب للمدرسة أيضاً!! لقد ظننت بأنها طفلة رضيعة!! إن تلك الأميرة لا تتصرف كالأميرات النبيلات، فقد بدأت بالركض حولي وهي تنظر لي بتفحص، وقالت متسائلة: - إذن كم هو عمرك!؟ - خمسةٌ وعشرون عاماً. كان علي الالتزام بعمر تاري إينوي. وعادت الأميرة للهتاف : - لقد ولدت وأنت في سنٍ المراهقة!! هل تزوجت صغيراً هكذا؟ رمقتها بنظرة مخيفة لكي تصمت، وبالفعل كان لهذا مفعولاً رائعاً فقد صمتت على الفور وعادت إلى مكانها ، كل الشكر يعود لكاميو الذي تعلمت منه التحديق في وجوه الناس بتلك النظرة الغريبة . اتيحت الفرصة لروسو بأن يتكلم أخيراً وقال: - ما هو اسمها؟ - ريوري إينوي أومأ موافقاً وهو يقول: - سارسل شخصاً لإحضارها، وستبقى هنا تحت رعاية الخادمات حتى تنتهي مهمتك. انصرف روسو، والتفت إلى الأميرة فوجدتها تنظر لي متساءلة : - تاري.. ما هو الانطباع الذي كونته عني من أول لقاء؟ ألم يكن هذا هو أول لقاء؟؟!! هل تلك الفتاة مجنونة؟ تكلمت بهدوء : - هل تقصدين من أول نظرة؟ ضحكت بخجل وقالت : - هذا ما قصدته تماماً. ابتسمت ابتسامة مصطنعة وقلت: - لطيفة . لم تعجبها تلك الإجابة ووقفت أمامي وهي ترفع رأسها لتنظر لي بنظراتٍ غاضبة وصاحت : - غير صحيح! كادت أن تفقأ أذني!! وشعرت بالانزعاج فقلت: - إذاً ماذا!! - أنت لم تشعر بهذا عندما شاهدتني! يالك من كاذب. قلت بغضب : - إذاً هل تريدين إجابة محددة؟ - أجل. - وما هي ..؟ عادت للصياح: - الشيء الجيد الذي لاحظته عني، والشيء الجيّد!! - لكنني لا أعرفك! نظرت لي بخيبة أمل وقالت : - لأنك تشبه الجندي الذهبي، فكرّت بأنه ربما يمكنك التعرف إلى شخصيتي بمجرّد النظر إلى وجهي كما فعل من قبل. فعل من قبل؟ هل تقابلت تلك الفتاة المجنونة مع جاميان من قبل؟ تساءلت : - لكن ألن تغضبي إذا قلت شيئاً سيئاً عنكِ؟ - أجل، لن أغضب! لكن لم يكن أي شخص صادقاً معي من قبل سوى جاميان. فكرت للحظة ثم قلت بهدوء: - لا أعرف عنكِ شيئاً جيداً، لكن الشيء السئ هنا هو أنكِ ثرثارة! نظرت لي بذهول وهمست: - نفس الشيء السئ الذي أخبرني به جاميان! بدأت بالدوران حول نفسها وهي ترقص بفرح!! نظرت لها مشدوهاً وأنا أفكر بأنها حقاً مجرّد فتاة مجنونة!! ثم توقفت عن الدوران والرقص حول نفسها وقالت بجدية وهي تقترب مني بشكلٍ مريب: - لكن جاميان أخبرني بأنني جميلة وأنت لم تفعل هذا!! - أنا لست جاميان! قفزت فجأة وصاحت مجدداً: - إذاً سوف تساعدني لكي اتخلص من هذه العادة السيئة في ذلك الاسبوع المقبل حتى يحبني أمرجيز أكثر .. سرت القشعريرة في جسدي وأنا اسمع اسمه وأومأت موافقاً، كانت ستقول شيئاً فصحت أنا هذه المرة : - لا تبدأي!! - حسناً! توجهنا معاً إلى جناحها في القصر وكانت تسير أمامي بصمت، وحالما وصلت رأيت زالين ينتظرنا وبجانبه كاميو!! الصدمة لرؤية كاميو بشكلٍ مفاجيء وهو يجلس تلك الجلسة المتكبرة! لم يعدل من وضعية جلسته حتى بعد أن شاهد الأميرة ولم يبدو مندهشاً رؤيتي ..! تساءل ببرود: - هل انتي راضية عن حارسك الجديد؟ قالت لوشيا وهي ترمق كاميو وعلى وجهها ملامح ضجر غريبة : - أجل. لكن لماذا أنت هنا ؟ وقف ووضع يديه في جيبه ثم تمتم وهو يخرج ماراً بي : - بعثني أمرجيز لكي أطمئن على الوضع! بعد أن انصرف تساءلت : - هل هو الحارس الشخصي لأمرجيز؟ ابتسمت الأميرة وقالت: - ألا تعرف بأنه الجندي الأسود؟ - أنا أعرفه . - إنه الضابط الرسمي هنا. لم ينظر لي كاميو حتى، وكأنه لا يعرفني على الإطلاق، ولكن هذا ليس مهماً الآن . فأنا بصدد معرفة أي شيء عن والدتي وهذا هو سبب وجودي هنا! وقف زالين وابتسم ابتسامة جذابة ثم قال: - لقد كان تاري في المهمة التي خرج بها الجندي الأسود كاميو، وعادا هما الاثنان فقط. التفت الأميرة لوشيا إليّ وقالت بفرحة وعيناها تلمع : - إذاً أنت قوي جداً! حدقّت إلى الفراغ أمامي وسمعت صوت زالي يقول : - إنه كذلك يا أميرتي، إنه أقوى مما يبدو عليه. أخرج زالين خريطـة صغيرة وقال وهو يجلس على الأريكة مجدداً : - هيّا تاري، ألا تريد معرفة الطريق الخاص الذي سنحاول فيه حماية الأميرة ؟ اقتربت وجلست بجانبه، بدا لي زالين أنه معتادٌ على تلك المهنة، وبالرغم من أنني قائده في المهمّـة إلى أنه كان يشرح لي كل شيء وكأنما هو القائد. إنه يتحلى بالروح الرياضية والتي لا توجد عادةً لدى المتنافسين هنا. تكلمت الأميرة : - عندما تنتهون من الترتيبات ستأخذونني إلى .. - ديالي! قالها زالين مبتسماً فقالت الأميرة : - أجل . تركت المكان وخرجت، وعندها قال زالين: - ديالي هي صديقتها، يقع قصرها بعيداً على أطراف العاصمة بانشيبرا .. كانت تلك المعلومات مهمة ولكنّه تابع وهو يبتسم : - لكنها فتاة غريبة الأطوار! فلا أنصحك بالتبسم في وجهها وإلا ستبدأ بالشك بك! - نصيحة جيدة! ابتسمت ممتناً، فتابع زالين شرح الخطة. انتهينا بعد فترة من الوقت، وعندما خرجنا للتوجه إلى غرفة الأميرة تقابلنا مع إحدى الوصيفات التي نظرت نحو زالين وقالت بخجل : - زالين! لماذا لم تخبرنا بأنك هنا؟ رمقها زالين باحتقار وقال: - ولماذا سأخبركم!! ابتعدي عن طريقي. نظرت الفتاة نحو زالين وهمست : - لكم أنت قاسٍ .. لقد أخبرتك من قبل بأنني مهتمّة بك! ضحك زالين ضحكة غريبة واقترب منها هامساً : - هل أنتِ مجنونةٌ بي؟ حدقت إليه الفتاة بخجل وقالت: - أ .. أجل. عاد زالين للضحك مجدداً ثم قال ببرود وهو يبتعد : - إذاً، إنا لا أحب المجانين. ياللمسكينة!!، مشيت خلف زالين وأنا أتمتم : - هناك طريقة أفضل للرفض! استدار زالي ونظر إليّ ثم قال : - هل أخبرتك فتاة من قبل بأنها تحبك ..؟ كان السؤال مفاجئاً جداً، ولكنني أجبت : - لا! - لا ..؟!! نظر لي متعجباً ثم قال : - شابٌ وسيم مثلك لم تحبه فتاة من قبل؟؟ تساءلت : - وهل للوسامة علاقة بالأمر ...؟ - بالتأكيد، إن الفتيات ينجذبن للشاب الوسيم والقوي. لم أكن أعرف تلك المعلومـة الخطيرة، وقلت : - فهمت.
__________________ الى اللقاء ![]() |
#22
| ||
| ||
- كنت أريد السؤال عن طريقتك في الرفض! بما إنك معترضٌ على طريقتي . تابع سيره فقلت : - لكنك تكلمت معها بغرورٍ شديد. - إن الفتيات مثلها لا يستحقون سوى ذلك . بدأ يضحك ضحكة مغرورة، وعندما وصلنا كانت الأميرة تجلس في انتظارنا ومعها وصيفتها. عندما شاهدتنا الوصيفة قالت : - أوه! زالين هنا! ما الأمر؟! هل هو محبوب من قبل جميع الفتيات هنا؟ رمقها زالي بنظرة احتقار شبيهة بالسابقة فخرجت الفتاة على الفور!! كانت الأميرة مختلفة قليلاً، فقد بدلت ثيابها ورفعت شعرها، وقالت وهي تركض إلى الخارج : - هيا بنا! سوف نتأخر .. ركضنا خلفها وصحت قائلاً لأوقفها: - لا تركضي!! توقفت عن الركض ونظرت إلي بضجر وهي تقول: - ما هذا ألا تستطيعان حتى اللحاق بي! قلت بغضب : - هل أنتِ متأكدة بأنكِ أميرة!! - أجل! نظر زالين إليّ وقال: - لكن، تاري .. يجب أن لا تتحدث مع سيدتي بتلك الطريقة! صرخت في وجهه بعصبية : - ما فائدة حراستها الآن عندما تركض إلى الخارج ونحن لسنا برفقتها!! ألا يمكن لأي شخص أن يستغل الفرصة ويقتلها! صمت زالين وحدق إلى السقف وهو يلوي فمه وكأن كلامي لا يعجبه، ولهذا عدت لأقول بهدوء: - هيّا بنا إذاً . مشى زالين أمام لوشيا ومشيت خلفها، قبل أن نخرج سمعتُ صوتاً ينادي : - تاري إينوي! التفت خلفي فوجدت أحد الجنود في القصر يقترب وتكلّم بهلع : - لقد حصل حادثٌ للمركبة التي تقل ابنتك الصغيرة إلى هنا ويجب أن تتوجه إلى الموقع مع القائد روسو على الفور! __________________ (14) شهقت الأميرة بفزع، أما أنا فقد شعرت بالصدمة تؤثر على توازني!! قلت بسرعة وصوتي لا يكاد يخرج : - أين هو .. روسو ؟ ركض الجندي وهو يقول: - اتبعني! قبل أن أتبعه التفت وتكلمت موجهاً الكلام إلى زالين : - اهتم بالأميرة حتى عودتي. ركضت ألحق بالجندي، ولكن الأميرة تبعتني وخلفها زالي . كان روسو ينتظرني في مركبةٍ سريعة، وركبت بسرعة بجانبه، وركبت الاميرة لوشيا مع زالين في الخلف. وانطلق روسو بسرعة بدون أي كلمـة ..! كان يتكلم في جهاز اللاسلكي مع أحد الضباط الموجودين في مكان الحادثة . كان الضابط يقول بأنهم لا يستطيعون إخراج أي شخص بسبب سقوط الكثير من الصخور الثقيلة فوق المركبة!! هل فقدت صغيرتي ريوري؟! كانت مشاعر متضاربة تجتاح صدري وتخنقني وكأنني لا استطيع التنفس على الإطلاق! وصلنا أخيراً إلى موقع الحادثة، وكانت هناك مركباتٌ أخرى ترفع الصخور التي سحقت المركبة التي تحوي ابنتي ..! دمعت عيناي وحاولت أن أتماسك، اقتربت من المركبة المغطاة بالصخور وأنا أصرخ : - ريوري!! ريووووري!! كدت اصابُ بالجنون. وأمسك زالين بكتفي وهو يحاول تهدئتي وقال: - اهدأ تاري!! أرجوك .. صراخك لن يفيد بأي شيء! جلست بعيداً وأنا أنظر إلى المركبات التي ترفع الصخور، لم أكن أفكر بأي شيء سوى ريوري، لا أريد التصديق بأنه من الممكن أن تكون قد ماتت. لقد أحببتها حقاً واعتدت عليها في حياتي . - تاري! ربما تكون بخير، لا تجزع. كانت تلك الكلمات التي خرجت من فم الأميرة، وعندما نظرتُ إليها كانت دموعها تغطي وجهها!! لم استطع قول شيء، لكنني أشعر بالضعف عندما أرى فتاة تبكي، ولذلك لم أنظر إليها مجدداً. حملت المركبات آخر صخرةٍ كبيرة وركضت نحو المركبة وأنا أشاهد المسعفين الذين بدأوا بإخراج جثة السائق .. لقد كانت الدماء تملؤ المركبة من الداخل!! وأخرج أحدهم حذاء صغيرتي ريوري، ثم بدأوا في سحبها برفق،، كان رأسها مليء بالدماء ويديها وبزتها المدرسية الفاتحة اللون .. صرخت وأنا أمسك بها : - ريوري!! أجيبي يا صغيرتي .. كانت تتنفس ببطء وصرخت بفرح ودموعي تنزل من عيني : - إنها على قيد الحياة !! التقطت أنفاسي أخيراً، وبدأت دقات قلبي في الاتزان وعندها حملتها وأنا أقول: - سآخذها إلى مكان العلاج بنفسي. اقترب روسو وقال : - لا تقلق سوف تكونُ بخير. ركبنا في المركبة مع روسو ولكني في تلك المرة كنت أعانق طفلتي بين ذراعي، ووصلنا إلى القصر بسرعة ثم وضعتها على السرير في غرفةٍ خاصّة وكان الطبيب حاضراً وأخبرنا : - إنها بخير، بعض الرضوض وكسرٌ في ذراعها الأيمن. خرجت وانا أشعر بإرهاق شديد وكأنني كنت أحمل الأثقال طوال الليل!! وقفت الأميرة لوشيا أمامي فاعتذرت قائلاً: - أنا آسف، لقد فشلتُ في أول مهمة لي كـ .. قاطعتني وهي تقول : - لا تقل هذا، إنها ابنتك!! لقد كنتُ خائفة جداً من أن تكون أصيبت بمكروه. ارتميت على أحد المقاعد وشاهدت زالين يتحدّث مع روسو . جلست الأميرة بجانبي وقالت: - أنا مرهقة جداً من ما حدث، ولكنني سعيدة لأن الصغيرة بخير. نظرت لها مستغرباً .. إنها تشعر بالإرهاق، وهذا دليلٌ على أن أمر صغيرتي ريوري قد أثرّ عليها بالفعل وليس كذبة أو مبالغة . لم تكن تنظر لي، كانت تفكّر في شيء ما فقلت : - ألن تذهبي إلى صديقتك؟ سوف نأخذك الآن. أجابت بتلقائية : - لا، سأبقى حتى تستيقظ ريوري ونطمئن عليها. وقفت وأنا أقول : - لكن آنستي، لا يجب أن تقومي بذلك . إنها بخير الآن وإذا استيقظت سوف يتصل بي طبيبها على الفور . نظرت نحوي قالت بعناد : - لا! أنا أريد أن أنتظر ..! هذا ليس من شأنك . جلست في مكاني مجدداً، لقد أردت شكرها حقاً ولكن لم أعرف ماذا أقول، وسمعتها تتكلم بنبرةٍ حزينة : - إذا كنت في مثل هذه الحالة ولم تجد أحد والديك ينتظر إلى جانبك بقلق، سوف تشعر بالحزن وخيبة الأمل، حتى انك لن تنسى ذلك الإحساس إلى الأبـد. لقد كانت حزينة بحق وهي تقول تلك الكلمات، وكأن هذا حدث معها من قبل، اتيحت لي الفرصة لأقول: - شكراً لكِ. ابتسمت وتساءلت : - ولكن، أين والدتـها؟ لقد عادت تلك الثرثارة إلى الاسئلة المحرجة! فكرّت للحظـة أنا أحاول اختلاق قصةٍ ما وقبل أن أجيب قالت : - لا يبدو على وجهك بأنها توفيت، هل انتما منفصلان؟ كنت أبدو في حيرة من أمري لأنني أحاول التفكير في شيء ما، ولكن عندما تكلمت هكذا أومأت موافقاً ورددت الكلمة حتى أحفظها: - أجل، منفصلان . إنها كلمة جيّدة، أفضل من الموت . ولكن ظهر سؤال محرجٌ آخر على السطح!! - ولكن أين هي الآن؟ تكلمت بدون تفكير : - في تيمالاسيا. إنه أبعد مكانٍ لا تعرفه الأميرة، أتمنى الآن بأن تصمت ولا تعاود الحديث. لكن في كل مرة تسألني سؤالاً محرجاً أكثر من السابق!! - هل مازلت تحبها؟؟ صعقت من هذا السؤال وصحت : - ماذا!! ياله من سؤالٍ غريب!! أشحت بوجهي بعيداً وفكرت بأنني سـأتجاهل هذا السؤال الغبي إلى الأبد!! وبعد ثوانٍ معدودة سمعت صوت ضحكتها وهي تقول : - انت تحبها! لا يمكنك إخفاء هذا!! تركتني وسارت مبتعدة ثم توقفت أمام نافذة زجاجية ضخمة وهي تحدّق إلى غروب الشمس في الخارج. آآآآآه! زفرت بحنق، عند جدتي .. قام هذا الصعلوك كاميو باختلاق قصّة غريبة عن وفاة زوجتي الجميلة التي قام شقيقها بالتسبب في موتها! والآن .. تظن الأميرة بأنني منفصلٌ عن زوجتي التي ما أزال أحبها، ولكنها تعيش في مكانٍ بعيد. كل هذه الأمور وأنا لم أتزوج في حياتي قط ولم أحب أي فتاة حتى!! __________________ عندما استيقظت ريوري، كنت أقف عند رأسها .. ابتسمت وضغطت على أنفها بوّد، لقد كنتُ سعيداً لأنها بخير .. وهي بدورها ابتسمت لي تلك الابتسامة المشرقة. - لماذا لا تقبلها؟؟ نظرتُ نحو الأميرة التي كانت تقف إلى جانبي وتلوّح لـ ريوري وتبتسم ثم عادت للهمس مجدداً : - هيا، قبلها حتى تشعر بالدفء! شعرت بالخجل وهمست: - هذا ليس ضرورياً! نظرت لي بنظراتٍ متذمرة وزجرتني وهي تهمس: - هيّا!! لماذا لستَ أباً حنوناً!! همست لها بعصبية: - ولكن! هذا محرج .. انا لم أفعل هذا من قبل! - وتدعو نفسك والداً لتلك الجميلة المسكينة! قامت بضرب قدمي بحذائها وهي تنظر لي بإصرار، ولم أجد مفراً من فعل هذا !! اقتربتُ من صغيرتي ريوري وطبعت قبلة صغيرة على جبهتها. ابتسمت ريوري وأشارت لي بأن أقترب، اقتربت منها فقبلتني في وجنتي. كنت خجلاً جداً وضحكت عليّ الأميرة لوشيا بينما صاح زالين: - ياللروعة!! أنا أريد أيضاً أن تصبح لدي ابنة صغيرة. بقينا عندها حتى غطت في النوم، ثم خرجنا، كان الليل قد اسدل استاره وانقضى اليوم الثاني. تكلمت الأميرة لوشيا باسمة : - في الغد سوف أذهب لتجربة فستان خطوبتي، ولهذا يجب أن تكونا مستعدين من الصباح الباكر، مفهوم؟ أجبت أنا وزالين في وقتٍ واحد : - مفهوم. *****
__________________ الى اللقاء ![]() |
#23
| ||
| ||
استيقظت مبكراً وذهبت للاطمئنان على صغيرتي ريوري، كانت يدها تؤلمها ولكنها حافظت على ابتسامتها الجميلة محاولة ابعاد القلق عني. تركتها وذهبت لالتقي بزالين، عندما وصلت رأيته يتحدث إلى فتاة لا تبدو من وصيفات القصر بسبب زيّها الذي يبدو مثل زي الأميرات، في البداية ظننت بأنها الأميرة لوشيا، ولكن عندما اقتربت كانت فتاة أخرى .. كانت تقول : - ما الأمر زالين، ألا تريد الاعتراف بهذا؟ - أنا آسف. - ليس عليك بأن تتأسف، فقط يجب أن تقوم بتصليح خطأك. تركته الفتاة وانصرفت غاضبة، ورأيت ملامح زالين الذي كان ينظر أمامه بثقة وغرور. اقتربت أكثر وأنا أقول: - صباح الخير، زالي. - مرحباً تاري، كيف حال صغيرتك؟ - إنها بخير. توجهنا معاً لاصطحاب الأميرة إلى المكان الذي ستجرّب فيه فستانها الجديد، كان بمثابة قصرٍ آخر. دخلت لوشيا إلى المكان المخصص لدلذك وهي تثرثر كالعادة . وبقيت مع زالين بالخارج فتكلم قائلاً: - ألا يجب علينا أن ندخل معها ونطمئن على أن المكان آمن ..؟ لم أشعر بأن المكان خطر ولهذا قلت : - لا بأس. سنبقى هنا. جلسنا على المقاعد الخشبية المخصصة للانتظار وعندها قال زالين: - هذا هو القصر القديم . تكلمت معقباً: - كل القصور في بانشيبرا متشابهة. - لكن، انظر .. هنا أيضاً توجد صور الجندي الذهبي. نظرت إلى الجدران .. كانت صور جاميان والجندي الذهبي السابق معلقّة في كل مكان. تبسمت تلقائياً . بشكلٍ مفاجئ سمعت صوت خطواتٍ سريعة تدلف إلى المكان، ولهذا وقفت متأهباً ولكن بدأ كاميو في الظهور وهو يسير بثقة كعادته وكان خلفه .... أمرجيز! حدقت إلى أمرجيز مبهوتاً وتسارعت دقات قلبي وأنا لا أصدق بأن أكثر شخص أكرهه على وجه الأرض، أصبح يقف أمامي بكل بساطـة. يمكنني أن أفتك به في لحـظة، وشعرت بأنني غير قادرٍ على التحكم في نفسي ولكن سرعان ما هدأت وأنا استمع إلى كاميو الذي تساءل: - منذ متى وصلت الأميرة؟ كان زالين يقف بجانبي صامتاً، فأجبت : - منذ فترةٍ قصيرة. تلكم أمرجيز بذلك الصوت الخبيث قائلاً: - لماذا لم تقوما بتحيتي ..؟ انحنى زالين ليحيي أمرجيز، بينما وقفت أحدّق إلى وجهه بكراهية وأنا أحاول السيطرة على مشاعري، كانت ابتسامته تؤذيني وتحرق قلبي!! واقترب امرجيز بخطواتٍ بطيئة مني وهو يقول: - تعجبني تلك النظرة في عينيك! أنت قلباً وقالباً تشبه جاميان ديوفري! لقد ظننت بأنها مجرّد إشاعة!! حاولت أن أبعد نظراتي بعيداً عن أمرجيز قبل أن يحترق داخلي بالكامل . وعندها قال كاميو ببرود : - إنه حقاً يشبه الجندي الذهبي، لكنه ليس قوياً مثله . سمعت صوت أمرجيز يقول بعد ضحكة قصيرة: - ما رأيك تاري ..؟ هل يمكنك المنافسة على لقب الجندي الأبيض؟ رفعت رأسي أنظر إليه بذهول! لم أكن المندهش الوحيد فقد كان كاميو وزالين كذلك أيضاً . وتكلم كاميو معترضاً: - هذا مستحيل سيدي! هل نسيت بأنه أسير متدرب، كيف يمكنه الحصول على هذا اللقب العظيم؟ ابتسم أمرجيز ووضع يده على كتفي وعاد يقول بإصرار : - إنه يعجبني! أريدك أن تخوض المنافسـة، نحن لن نخسر شيئاً، فما رأيك .. تاري؟ رفعت عيني ونظرت إليه ثم قلت بثقة : - أنا موافق. (15) وقفت في الساحة التي كانت خالية من البشر، حركت سيفي في حركاتٍ قتالية متتالية. إنني الآن بكامل قوتي لكي أحصل على اللقب، فقط المزيد من التدريب ! أمي ، إنني قادم .. سوف أجعلك فخورة بي، كما جعلكِ جاميان فخورة به . قاتلت بكل قوتي وكأن هناك خصماً حقيقياً . لقد أصبحت الأيام تمرّ ببطء ونحن نمشي مع تلك الفتاة الثرثارة في كل مكان، صغيرتي ما تزال طريحة الفراش ولكن منافستي ستبدأ مباشرة بعد انتهاء مهمتي بحراسة لوشيا أثناء حفل خطوبتها لأمرجيز . من الجيّد أن أمرجيز يوصلني إلى رقبته بتلك الطريقة السريعة، سمعت شخصاً ما يقترب من خلفي فأوقفت حركة سيفي على الفور والتفت . - هل تنوي الحصول عليه حقاً..؟ كان هذا كاميو يضع يده في جيبيه ويحدّق لي بنظراتٍ غريبة كالعادة. ابتسمت بثقة وقلت وأنا أعيد سيفي إلى غمده : - ولم لا، إنه سهل بما أنه استطعت الحصول عليه من قبل! لماذا أشعر بأن كاميو غاضبٌ بشدة . إنه يريد أن يفترسني بعينيه، انتزع سيفه بسرعة وحاول مهاجمتي ولكنني تفاديته بسهولة ثم قفزت إلى الخلف وأنا أعطي نفسي فرصة لأن اخرج سيفي ! تمتم قائلاً مع ابتسامة قاتلة وعينان لامعتان : - مناورة رائعة! سحبت سيفي وأشرت به إليه وأنا أقول: - هل تريد مبارزتي كاميو؟ - أجل. قمنا بالهجوم في وقت واحد فتضاربت سيوفنا واصدرت صوت احتكاك قوي! كنت أراوغ مرة وكان يراوغ مرة! إنه بارعٌ حقاً .. ، حاول إصابة وجهي عدة مرات ولكنني ابعدت سيفه بحركة سريعة!! في النهاية استطاع النيل مني وجرح وجهي بخدشٍ بسيط . لكن، أنا لم استخدم كل ما في جعبتي، كانت هناك حركة رائعة يقوم بها جاميان، أمسكت سيفي جيداً وقلت : - هيّا، هل ستراوغ طوال الوقت . بأي طريقة أريده أن يعاود مهاجمتي، وبالفعل اقترب كاميو مني وحاول إصابة وجهي مجدداً لكنني حفظت اسلوبه عن ظهر قلب ولم يعد ذو جدوى، التففت حوله وضربت نصل سيفه إلى الأسفل، حاول سحبه فاحتك بالأرضية .. وعندها رفعت سيفي بطريقة مفاجأة فاختل توازنه، ضربت قدمه اليمنى ولامس سيفي رقبته فقلت ونحن نتبادل نظرة قوية : - هزمتك! أعاد سيفه إلى غمده وقال بخفوت : - للأسف، أنت أكثر براعةً مما اعتقدت، تالتن ماكنزي! ابتسمت، فتساءل: - ألا تكره ذلك الاسم المشوه؟ - ولماذا أكرهه، إنه يعيد لي ذكرياتٍ رائعة ، لقد كنت في مكانك بالضبط. ثم لامست بطرف سيفي أحد أزرار ملابسه المميزة وتابعت : - وكنت أرتدي ذلك الزيّ، ولكنني كنت المسؤول عن حراسة إيموكيا. قال بحنق : - هل تريد العودة إلى ذلك اللقب بأي ثمن ..؟ ضحكت ضحكة ساخرة وقلت: - اسمع كاميو، حتى لا تسألني مجدداً هذا السؤال السخيف .. أنا أريد أن أعرف أين هي والدتي! إذا كنت الجندي الأبيض سوف أعرف بسهولة وسأتمكن من تهريبها، وفوق هذا، لن أجعلها خائبة الأمل لأن ابنها الكبير مشوه السمعـة. هل فهمت؟ تساءل وهو يحدق لي بنظراتٍ غاضبة : - وهل ستعرفك بعد أن تغيرت على هذا النحو؟ - لقد عرفتني جدتي، ألن تعرفني والدتي التي حملتني في بطنها وقامت بتربيتي؟ صاح غاضباً : - إذاً حاول الاقتراب من امرجيز، وسوف اسحق أحلامك بالكامل. قلت وأنا أنظر إليه نظرة تحدٍ كبيرة: - سوف نرى من الذي سيسحق الآخر، لن أقوم برحمتك إذا أصبحت درعاً لذلك المجرم أمرجيز. أصبح كاميو لا يطيق أي كلمةٍ أقولها ، ولهذا اندفع خارجاً من ساحة المبارزة بدون أي رد.
__________________ الى اللقاء ![]() |
#24
| ||
| ||
*** لقد تكلمت مع كاميو بنبرة تحدٍ آلمتني كثيراً، ولهذا القيت بجسدي على أحد المقاعد وأصبحت أفكر .. وأفكر فقط فيما إن كان كاميو سيعترض طريقي حقاً، إنني أظن بأنه أصبح أقرب لقلبي .. حتى إنني أشعر بالضعف مجرد التفكير بأنني سوف أضطر لمواجهته حقاً .. ولكن علي التركيز فيما سوف أفعله الآن .. مهمتي في حمايـة الأميرة "لوشيا" لم يبق لها سوى ثلاثة أيام، وبعد ذلك سوف يبدأ اختبار تأهلي للجندي الأبيض. توجهت إلى غرفة صغيرتي ريوري، لم يسمح لي بالدخول لأن لديها معلمة خاصّة. منذ متى وضعوا لها معلمة خاصة؟؟ لكن .. أليس هذا جيداً ..؟ تركت المكان ومشيت ببطء في الممر وأنا أنظر إلى ساعة يدي، لقد تبقت عشر دقائق فقط حتى ينتهي وقت الاستراحة ولهذا توقفت أنظر من إحدى شرفات القصر وأنا أسترجع ذكرياتي الجيدة مع هذا المكان. - مرحباً! كانت لوشيا تقف إلى جانبي ومع ذلك أنا لم انتبه إلى اقترابها مني، بدا علي الارتباك قليلاً وقلت : - مرحبا~ ابتسمت لوشيا ابتسامة باهتة، لم تكن تلك الفتاة السعيدة التي عرفتها طوال الأيام الأربعة الماضية، ولذلك تساءلت : - هل هناك أي شيء يضايقك؟ عادت تبتسم ابتسامة مصطنعة وقالت: - إنه سؤال غريب، هل أبدو لك متضايقة؟ تكلمت بدون تفكير: - هل ضايقك امرجيز؟ لا أعرف لم أخرجت تلك الجملة الغبية، بذلك المستوى المنحط من الأدب أمام خطيبته بالتحديد!! نظرت لي بذهول وحاولت تدارك موقفي ولكن لم استطع فعل أي شيء! وحاولت تجاهل نظراتها بأية طريقـة ولكن التوتر كان السيد الغالب على الموقف! بعد فترة صمتٍ وجيزة نظرت إلى وجهها، كانت ماتزال تحدّق إلي بتلك النظرة المصدومة! وعندها قلت : - أنا .. آسف .. لم أقصد أن أقول مثل هذا! لم تقل أي كلمـة أخرى وانصرفت ببطء مبتعدة عني. لم أكن يوماً بمثل هذا الغباء! لا اعرف لماذا فقدت السيطرة على الكلمات التي أخرجها من فمي ..، أم ..؟ أنني أبدو هكذا دائماً؟ شعرت بالندم وخشيت أن تقول تلك الفتاة شيئاً عني لأمرجيز فيحرمني من اختبار التأهيل للقب الجندي الأبيض، هل يمكن أن يحدث هذا؟؟ رأيت "زالين" يقترب نحوي وهو يصرخ بصوتٍ عالٍ – كالعادة - : - صباح الخير تاري! هل يقول صباح الخير والشمس تغرب ..؟ نظرت له بصمت حتى وقف أمامي ثم نظر إلى ساعته وقال : - اليوم سنتوجه إلى قصر الأميرة ديالي وسوف نبيت هناك أيضاً - المبيت!! لكن .. - ليس هناك خيارٌ آخر، القصر بعيد جداً ولن نستطيع العودة في الوقت المناسب، هذا ما يحدث كل مرة. قلت باستسلام : - حسناً . انتظرنا تجهز الأميرة الذي يدوم عادة لوقتٍ طويل .. لم استطع تحية ريوري اليوم! أرجوا بأن لا تكون حزينـة .. - كيف حال ابنتك ؟ كان هذا صوت زالين الذي تردد فجأة ليقطع حبل أفكاري، فأجبت: - إنها بخير، لم استطع رؤيتها اليوم . - لماذا؟ - لأنه .. كانت لديها معلمة خاصـة. ابتسم زالين وقال : - لماذا لا تترك لها رسالة إذاً، سوف تبيت الليلة في الخارج وربما ستفتقد وجودك. كلامه كان صحيحاً . أنا لا أفكر عادة في تلك الأشياء ، فقط كنت أتجاهل الأمر ،، لقد بدأت تظهر عيوبي أمام وجهي مؤخراً بشكلٍ واضح! قبل أن نتوجه إلى المركبة، تركت رسالة صغيرة إلى ريوري مع إحدى الخادمات ولهذا شعرت براحة وسعادة أكبر، وبدون تبادل الكلمات أو النظرات مع الأميرة لوشيا، أدرت المركبة التي جلس فيها زالين إلى جواري ولوشيا في الخلف مع وصيفتها، وانطلقنا بسرعة . استقبلتنا الأميرة ديالي مع خادماتها ووصيفاتها، ونظرت نحوي ثم تساءلت : __________________ من هذا الضابط .. كأنني رأيت وجهه في مكانٍ ما! أجابت لوشيا باقتضاب : - إنه حارسي الشخصي الجديد، حصل على رتبة ضابط مؤخراً. كانت ديالي تبدو فتاة غريبة، تحيط نفسها بالوصيفات والخادمات، حتى لم أصادف رجلاً واحداً منذ دخولي قصرها وسألت زالي بصوتٍ خفيض: - أليس لديها حراس، أو سائقين أو ما شابه ..؟ أجاب زالي بعد التفكير : - في الحقيقة .. لا أعلم، فهذا القصر يبدو هكذا منذ عرفته . - فهمت. كانت ديالي فتاة طويـلة القامـة على غير العادة، فمعظم الفتيات في بانشيبرا متوسطات أو قصيرات، ولكن تلك الفتاة كانت تجابه زالي في الطول .. وهو أقصر مني ببضع سنتيمترات وحسب! لديها شعرٌ أسود قصير ترفع بعضه بعيداً عن جبهتها بشكلٍ غريب، .. لم أرى سوى عينان خبيثتان ضيقتان تحدق إلى الجميع بتفحصٍ تام!! كانت تنظر نحو "لوشيا" بنظراتٍ غير مريحـة، لم أعرف لماذا لا يلاحظها سواي! حتى ذلك الزالين الذكي الذي يعرف عن كل شيء، هناك شيء ما في تلك الفتاة أصبح يقلقني فجأة وبدأت في التفكير عنها، من تكون؟؟ نظرت فجأة نحوي والتقت عينانا، ابتسمت بخبث وكأنها تعرف ما أفكر فيه ..! أنا لم أقابل أبداً فتاة مثلها! سألت زالين بعد أن ابعدت ناظري عن وجهها: - من هي؟ - أتقصد ديالي ..؟ - أجل . - عرفت بشكلٍ ما أنها قريبـة الأمير نيروتا من أمٍ تيمالية. ماذا ..؟ أليس اسم الامير نيروتا يتكرر كثيراً هذه الأيام ..؟ عدت للتساءل مجدداً : - هل هي صديقة لوشيا منذ زمن طويل أم أنهما حديثتا الصداقة؟ - لا .. إنهما حديثتا الصداقة ، تعرفتا بسبب أمرجيز . كنت أعلم! هناك حقاً خطبٌ ما في تلك الفتاة، فهي تكره لوشيا إلى حدٍ كبير وتتصنع اللطف أمامها ولا اعرف السبب الحقيقي وراء ذلك! اقتربت لوشيا وبدا أنها تتجاهلني موجهة الكلام إلى زالين وهي تناوله مفتاحاً فضيّاً صغيراً: - غرفة نومكما في الطابق العلوي، استخدما هذا المفتاح ، سوف تجدون لوحـة على الباب مكتوب عليها الضيوف. أومأ زالين موافقاً وهم بالصعود لولا أنني تساءلت بدون أن أتحرك من مكاني : - لكن أنا سأبيت هنا! تبادلت مع الفتاة نظرة تحدٍ وسمعت اعتراض لوشيا: - ماذا..؟ ماذا تقصد بأنك ستبيت هنا؟؟ أشرت نحو الأريكة في الصغيرة في الردهة وقلت : - هنا! ابتسمت لوشيا بمرارة وقالت بنفاذ صبر: - ولماذا تود المبيت بالقرب منا، هل تتجسس على احاديثنا..؟ - إنني حارسك الشخصي ومن واجبي حمايتك! ظلت لوشيا تعترض غير مبالية بما أقوله رغم صرامتي في الحديث، ولكنني تركتها وتوجهت جالساً على الأريكـة وعندها تكلمت ديالي: - لا بأس عزيزتي! دعيه يجلس في أي مكان، سوف يتعب نفسه بلا فائدة. انصرفت الفتيات إلى الجناح الخاص بينما بقيت في الردهـة وعندها تكلم زالين وهو يزفر بضجر: - ما هذا! ألا ترى بأنك تبالغ في الأمر ..؟ هل سننام على تلك الأريكة حقاً .. إنها لا تكفي لشخصٍ واحدٍ حتى! أجبت بسرعة: - أنا قلق! صمت زالين لبرهة ثم قال: - حسناً، لا بأس .. يمكننا تدبر الأمر صحيح؟ إن زالين شخصٌ ذكي، فهو يثق بإحساسي على الرغم من أننا التقينا حديثاً، استطاع فهمي والتأقلم معي بسرعة وأصبحنا ثنائياً مميزاً خلال وقتٍ قصير . ماذا كنت سأفعل لو كان كاميو شريكي الآن ..؟ سوف يكون من الصعب التحدث معه في الأمر حتى!! مضى بعض الوقت ثم شاهدنا بعض الوصيفات الجميلات يقتربن منّـا، وتكلمت إحداهن : - العشاء جاهز! لو سمحتما تفضلا معنا. تبادلت نظرة مع زالين، لم يكن قلبي يشعر بالاطمئنان على الإطلاق ولكننا مشينا خلفهما بهدوء حتى وصلنا إلى صالة طعامٍ فارهة يتوسطها طاولة مستطيلة ضخمة وكرسيان فقط وكأنما أعدت لنا خصيصاً. كان الكرسي الخاص بي بعيداً عن كرسي زالين حتى لا نستطيع تبادل الحديث وعندها قلت : - زالين، هل هذا أمرٌ اعتيادي ..؟ أجاب زالين وهو يتأمل المكان باستغراب: - لا! إن هذا لا يحصل عادة. للتو شعرت بأن زالين يتفهم قلقي أخيراً ونظر إلي بنظراتٍ مصعوقة ثم همس: - هل تعتقد بأنها تحاول التخلص منّا ..؟ - هذا محتمل.
__________________ الى اللقاء ![]() |
#25
| ||
| ||
جلست على الكرسي المخصص لي وجلس زالين في مواجهتي، أبعد ما يكون .. حتى بالكاد اسمع ما يقوله . كانت تخدمنا الوصيفات وتبتسمن بود وكأننا أميران من القصص الخيالية .. ولكن .. أنا وزالين لم نشرب حتى من كوب الماء، فقد بقينا صامتين نحدّق إلى الطعام . مرّت فترة طويلة وعندها تساءلت إحدى الوصيفات وهي تقترب مني: - ألا يعجبك الطعام سيدي؟ يمكنني تغيير الأصناف إذا أردت! ابتسمت وأنا أقول : - لا، لكن الأمر أنني لا اشعر بالجوع، فقد تناولت الغداء مع صديقي زالي في وقتٍ متأخر. بدت الوصيفة متضايقـة، كأن نظراتها تريد ازالتي من المكان! ولهذا وقفت مستعداً للانصراف! ولكن زالين كان محاطاً بالوصيفات المعجبات مرة أخرى!!! هذا فعلاً لا يصدق ،، بالنسبة إلى جندي متدرب،، لديه شعبية بين الفتيات لم أرها حتى حول جاميان! انتشلته بسرعة من بين هذا الوسط، وقلت وأنا اختلق ابتسامة مضحكة : - هيا بنا زالين! نظرت لي الوصيفات بحقد، ولكنني تابعت سحب زالين خلفي الذي قال بصوتٍ خافت بعد آهةٍ قصيرة: - نجوت! عدنا نحن الاثنان إلى الأريكـة ، وجلسنا متجاورين بصمت .. وبعد مرور القليل من الوقت تكلم زالين بجملة طويلة بلغة غريبة .. نظرت له مستغرباً وابتسم لي مع غمزة انيقـة ، فأدركت أنه يتحدث بغة الاسرى المتدربين السريـة .. والتي لا أعرف أي كلمة فيها !! ماهذه الورطـة،، لقد نسيت أمر تلك اللغة تماماً . اقتربت منه وهمست : - لا بأس تكلم باللغة المتداولة .. قال باستغراب : - لكن أليس هذا أفضل ..؟ لم أعرف كيف أجيبه .. ولكن ليس من المعقول أنني أسير متدرب ولا أستطيع أن اتحدث بتلك اللغـة .. صمتت وأنا أحدق في وجهه ثم قلت : - لقد نسيت .. - نسيت؟ - أجل ، نسيت تلك اللغـة . كان ينظر لي باندهاش والتساؤلات تملؤ رأسه .. وتكلم : - هل يعقل بأنك نسيت .. ولكن كيف؟؟ فكرت بسرعة : - تعرضت لضربة في رأسي افقدتني جزء من ذاكرتي لم أكن مقتنعاً ولكنه تكلم بنبرة حزينة: - لا بأس .. سأحاول أن أساعدك على التذكر . هل نسيت أشياء أخرى ؟؟ - اممم .. لا أعرف. ربما. صمتنا مجدداً لفترة ثم قال زالين بشكلٍ مفاجئ : - ربما سيتم اختبارك في هذه اللغة اثناء التأهيل للقلب الجندي الأبيض! شعرت بالذعر لأنه كان على حق . كنت واثقاً في نفسي ونسيت تلك النقطة تماماً! أليس زالين شخصاً رائعاً ..؟ يبدو بأنني سأعتمد عليه لكي يعلمني تلك اللغة الخاصّة، عدا ذلك فأنني لن أثق بأي متدرب آخر . مر الوقت طويلاً جداً. غط زالين في النوم ومالت رأسه فوق كتفي، كان بشكلٍ ما .. يذكرني بكاميو. لقد بدأ النعاس يتسلل إلي أنا الاخر .. ولكني حاولت البقاء مستيقظا بسبب هذا الهاجس .. وفجأة سمعت صوت صراخ من احدى الغرف الداخليـة ولهذا حركت زالين : - هناك شيء ما!! مشيت بسرعة في الممرات وأنا أحاول اكتشاف غرفة الأميرة لوشيا، كان زالي يتبعني وهو لا يدري عن شيء وأصبح يتمتم بكلمات غير مفهومـة وكأنه شبه نائم .. وبشكل مفاجيء! انقض علينا رجلٌ ضخم من احدى الممرات المظلمة وأمسك برقبتي بقوة وهو يحاول خنقي، كان ضخماً وقوياً جداً ولم استطع الرؤية بشكل واضح ولكني أظن أن زالي قام بضربة بقوة من الخلف مما جعله يتركني ويستدير نحو زالي ووجه له طعنه بشيء حاد في يده! سقط زالي على ركبتيه وصرخ : - أيها الأحمق اسرع!! تركته وركضت مسرعاً وأنا أحاول فتح الأبواب كلها .. بينما شعرت فجأة بخطى ذلك الرجل الضخم وهو يلحق بي!
__________________ الى اللقاء ![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
![]() | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رواية بنات فله والشباب عله جنــآآن لآ تفوتكم | دكتورة الحب | روايات و قصص بالعاميه | 15 | 05-28-2015 12:12 AM |
رواية الجندي الأبيض الجزء الثاني (مطاردة الأحلام) | kαtniS | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 3 | 04-28-2013 10:40 AM |
رواية نور الكون رواية جديدة من روايات سعوديه رواية نور الكون | الحب الساكن | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 13 | 07-03-2011 03:30 PM |
رواية .. الصداقة ام الحب ؟؟؟ .. لا تفوتكم ..!! | ᴙǫȥαᶅч | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 7 | 03-11-2011 07:10 PM |
رواية حللللللللللللوة لا تفوتكم | العزة لله | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 3 | 03-10-2007 04:24 AM |