عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

Like Tree8Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 02-11-2012, 01:59 PM
 
(16)

لم أجرب مثل تلك المطاردة المخيفـة من قبل!

ليس هذا لأنني لم أجرب أن أكون مطارداً ولكنني كنت أعزلاً من السلاح، حتى سيفي لم يكن معي، واختبأت داخل غرفة صغيرة وأنا أبحث عن شيء حاد يمكنني التصدي به لهذا الوحش!

فكرت في زالين.. ربما هو الآن في حال صعب! ولكن علي إيجاد لوشيا قبل أن يحدث لها مكروه .

لقد شعرت بأن هناك شيء سيء سيحدث منذ وطئت قدماي ذلك القصر المظلم .

خرجت من الغرفة الصغيرة وانا أحمل عصا غريبة الشكل، مثل عكاز ذهبي أو شيء يشبهه!
مشيت بحذر بجانب الحائط وشاهدت الرجل الضخم يقف بمحاذاة احدى الأبواب وسمعت صوت ديالي وهي تهمس له :
- يجب ان تستدرجه .. ثم تقتله! لماذا جرحته فقط! يجب أن لا يعرف أي شخص عن الأمر ايها الأحمق!

عدت إلى الممر الضيق الذي خرجت منه وأنا أراقب الضخم وهو يعود إلى المكان الذي تركنا به زالي!
سوف يعود ليقتله بالتأكيد .. لكن ماذا عني؟!

تركته يبعد ثم لحقت به ببطء ..
راقبت بحذر .. لقد كان قوياً وضخماً لكنه يبدو غير حساس لوجودي .. فهو لم ينتبه إلى أنني اتبعه على الإطلاق ..! وصل إلى الردهـة التي كنت فيها مع زالين، كانت منيرة بعض الشيء وشاهدت شعره الطويل الذي يربطه خلف رأسه ووجهه القاسي الملامح!

دماء زالين على الأرض، تملؤ المكان .. لكنه اختفى بدون أي أثر .
توقعت أن زالين ليس بهذا الغباء فقد اختبأ بسرعة.

ولهذا عرفت بأنها فرصتي السانحـة للانقضاض، هاجمته من الخلف بالعصا وضربته بكل قوتي فاختل توازنه وسقط الخنجر الكبير من يده على الأرض وتدحرج بعيداً!
زمجر الضخم بصوتٍ عال والتفت نحوي ولكنني استدرت من الممر الآخر وقام باللحاق بي .. عدت إلى نفس المكان والتقطت الخنجر ثم اختفيت بين الممرات!

كان يصرخ مزمجراً وكأنه فقد تركيزه بالكامـل، وشعرت بان الخنجر ثقيلٌ جداً فقد كان مصنوعاً من الحجارة الحادة !

تركت العصا في مكانٍ ما، وخرجت وأنا أبحث عن الرجل الضخم الذي اختفى صوته فجأة ..
حاولت أن أسير بجانب الحائط حتى لا يتمكن من مهاجمتي! ولكن ما فكرت به قد حدث .. ! واندفع فجأة كما فعل في المرة السابقة وانقض علي من الخلف وحملني ..

كان الخنجر الملوث بدماء زالي معي! ولكنه لم يكن يعرف هذا!
القى بي على الأرض بقوة حتى شعرت بارتجاج مخي داخل رأسي، كان مؤلماً والتفت ببطء بينما اسرع لمهاجمتي فباغتته بضربة الخنجر وغرستها بقوة في بطنه..

صرخ بألم وابتعد عني ولكنني تشبثت بالخنجر فخرج في يدي!
لم يصدق ما يحدث معه وأصبح ينظر إلى دماءه بخوف ويتحرك مترنحاً!

سقط جالساً بجانب الجدار! كان بإمكاني قتله ولكنني لم استطع .. احتفظت بالخنجر في حزامي وركضت بسرعة عائداً إلى غرفة ديالي التي عرفت مكانها .

فتحت الباب بعنف ودخلت، وعندها شاهدت ديالي تجلس على كرسي وثير وهي تسدل شعرها القصير على جبهتها وترتدي ملابس النوم الحريرية.
لم تكن مندهشـة .. كانت تنظر لي بتحدٍ والابتسامة على شفتيها، فتساءلت بهدوء:
- أين هي ..؟ الأميرة لوشيا؟

اشاحت بوجهها وقالت :
- هل تقتحم غرف الفتيات في منتصف الليل بتلك الطريقة دوماً؟

علا صوتي بنفاذ صبر:
- أين هي؟!

عادت تنظر لي بنظراتٍ قاسية وقالت :
- في غرفتها!
- وأين هي غرفتها؟

لم تجبني وتثاءبت ثم قالت :
- ما هذا .. يمكنني محاكمتك على تلك الطريقة التي دخلت بها إلى غرفتي!

غلى الدم في عروقي وقادتني خطواتي إليها ثم أمسكت بيدها لأجبرها على الوقوف وأخرجت الخنجر وألصقت طرفه على رقبتها وأنا أحاول أن لا أصرخ في أذنيها:
- لا تجعليني أفقد أعصابي حتى لا أقتلك!

نظرت لي بنظرة باهتـة . لم أعرف معناها، ثم سمعت شخصاً ما يدخل إلى غرفتي، كانوا بعض الوصيفات والأميرة لوشيا التي صرخت :
- تاري! ماذا تفعل أيها المجنون!

اقتربت لوشيا بسرعة وجذبت ذراعي نحوها لكي تبعد السكين عن ديالي.
اطمئننت قليلاً عندما شاهدت لوشيا بخير!

لن أسمح لمهمتي أياً كان بان تفشل بسبب فتاة مهووسـة. قلت بهدوء وأنا أراقب ديالي التي وقفت مكانها وهي تحدق بصمت:
- هيا بنا .. سأعود بك إلى قصرك!

تركت لوشيا ذراعي وصاحت وهي تنظر إلى الخنجر:
- أنا لن أذهب مع شخصٍ مثلك! ماكل هذه الدماء .. ماذا فعلت؟!

بهدوء كانت الوصيفات تصنع دائرة حولي أنا ولوشيا، ابعدت ناظري عن لوشيا ونظرت إليهن باستغراب.. لم يكن هذا طبيعياً بأي حـال!

جميع الفتيات كان يخبئن السكاكين والخناجر بين ثيابهن .. ولكن!

إنهن بشكلٍ ما، مقاتلات!

انقضضن فجأة بدون ترك أي ثغرة وحاولت حماية لوشيا التي بدأت في صراخ مزعج .. بدأت الخناجر التي يمسكن بها تتطاير وتمزق جسدي الواحدة بعد الأخرى!

لم أستطع فعل شيء بسبب عددهن، محاولتي لحماية لوشيا التي تضربني هي الأخرى بشكلٍ غير متوقع ..

بدأت بضرب الفتيات اللاتي يقتربن بالخنجر الضخم الذي معي، بدأت بصد ضربات السكاكين المتطايرة! شعرت بالحنق ولهذا ضربتهن بعنف لا يحتمله الرجال..

سقطت الفتيات التسعة واحدة تلو الأخرى مغشيا عليهم ..
كنت متضايقاً بشدة .. وعندما استدرت إلى لوشيا كانت ديالي قد طعنتها برمح طويل في جانبها الأيمن!

نظرت لي لوشيا والدموع تملؤ عينيها! ثم فقدت الوعي!

نزعت ديالي الرمح بقوة من جسد لوشيا ووجهته نحوي . كانت مثل النمرة المتوحشـة!

__________________
الى اللقاء
  #27  
قديم 02-11-2012, 02:00 PM
 
اقتربت منها بسرعة واختطفت الرمح من يدها حتى قبل أن تلاحظ اقترابي ثم صفعتها بقوة على وجهها!
كانت تلك التجربة الأليمة التي قمت فيها بضرب فتيات بتلك الطريقة القاسية ..!

صرخت وأنا ادفعها نحو الحائط :
- لماذا!!
ضغطت بالخنجر على رقبتها التي كادت تتمزق في يدي .. نظرت لي بعينين مفزوعتين، وعندها صرخت :
- فعلت ذلك من أجله! من أجله! لاتقتلني!!

تركتها تتكلم، وأرخيت خنجري قليلاً فصرخت والدموع تسيل من عينيها:
- امرجيز، إنه يحبني ويريد الزواج مني .. لذلك طلب مني قتلها . انها أوامر الملك ولا يمكنك التدخل!

تساءلت وانا ألتقط أنفاسي:
- ولماذا إذاً قام بخطبتها إذا كان يحبك انتي؟
- لأنها كانت خطيبته المقررة من قبل أن يصبح ملكاً .. إنه مجبر على الزواج بها! إنها ليست لائقة!

شعرت برغبة في الضحك!
بالتأكيد فتاة بريئة ولطيفة مثلها لن تكون لائقـة! لن يكون هناك شخص أكثر خبثاً وشراً من ديالي لكي يليق مع أمرجيز!

في تلك اللحظـة دخل زالين وهو يسير ببطء وينزف بشكلٍ سيء!
صاح :
- تاري .. توقف! دعنا نرحل من هنا قبل أن تموت الأميرة لوشيا بسبب النزيف!

تركت ديالي والقيت بالخنجر بعيداً ثم نظرت في عينيها وقلت:
- عيشي إذاً مع احساسك بالذنب إلى الأبد! ما انتِ إلا ضحية أخرى لأمرجيز .. ساتركه يقتلك إذاً خوفا من انكشاف أمره!

كان جسدي ينزف من عدة أماكن .. ولكنني كنت قادراً على السير وحملت لوشيا واسرعنا بالخروج من المكان ..


-----------------------------

- لقد تأجلت خطبة الأميرة لوشيا بسبب إصابتها!

مشيت في الصباح متوجهاً إلى عيادة ريوري وأنا اسمع تلك الأخبار من الخدم في جميع انحاء القصر!
الأميرة وزالين في مستشفى القصـر أيضاً، وأنا رفضت العلاج لأنني بخير .. جسدي يؤلمني قليلاً وحاولت تضميد جراحي السطحية بنفسي ..

اعترض روسو طريقي قبل أن أصل إلى غرفة ابنتي .
تفحص وجهي قليلاً ثم قال :
- انت مستدعى من قبل امرجيز!

في تلك اللحظـة تمنيت لو أنني قبلت بالعلاج في المستشفى .. على الأقل لم أكن لأقابل أمرجيز اللعين ..!

أومأت بالايجاب وتبعت روسو بصمت .
كل الأماكن تذكرني بجاميان، تذكرني بأمي التي أريد أن أعرف أين هي!

كل الأماكن تذكرني بحقدي على أمرجيز .. تضاربت مشاعري حتى شعرت بالدوار.

وفي النهاية وصلت إلى الجناح الخاص بأمرجيز في القصر العـام .

كان يجلس بهدوء واتسقبلني كاميو الذي يقف عند الباب بنظرة مخيـفة، كان الخدش الذي صنعه في خدي مازال موجوداً ولهذا فقد أشاح بوجهه بعيداً عندما وقع ناظريه عليه ..

وقفت خلف روسو بصمت ، وعندها همس كاميو الذي وقف إلى جواري :
- لم يمض على وجودك اسبوع وتسببت في كل تلك المشاكل!

رمقته بنظرة ولم أقل شيئاً بالتأكيد انقاذي للأميرة وتخريب خطة أمرجيز هو اكبر مشكلـة هنا!

ابتعد روسو ووقف جانباً فأصحبتُ قبالة أمرجيز .. وعندها تكلم قائلاً:
- ألا تعرف بأن ديالي انتحرت ؟ لقد لاقت جزائها بأي حـال.

اختل توازني وحاولت أن لا أبدو مشوشاً، لقد قتلها كما توقعت. تابع كلامـه وهو يدقق في وجهي:
- لأن خطبتي تأجلت من لوشيا حتى تتعافي، قررت أن أقترح عليـك البدء في اختبارات الجندي الأبيض بأسرع وقت . وغير ذلك فإن فرصتك شبه منعدمـة في التقدم إلى ذلك الاختبار المهم .

تساءلت بهدوء:
- ولكن، متى؟
ابتسم امرجيز ابتسامة حمقاء وقال:
- في الغـد .

التقطت أنفاسي بصعوبـة، القيت نظرة إلى كاميو الذي كان يبتسم بنشوة، الجميع يعرف بأن جراحي لن تشفى بليلة واحدة ولن أكون بكامل لياقتي البدنية والصحيـة.

بشكلٍ ما .. شعرت بأنه اقتراح كاميو . انه لديه تأثيراً كبيراً على امرجيز ..
قلت بصدق:
- لكنني ما زلت مصاباً، لن اتخطى الاختبار بسهولـة إذا لم أكن في كامل لياقتي .

تساءل روسو باستغراب:
- وهل تتوقع اجتيازه بسهولة إن كنت في كامل لياقتك البدنية؟ إنه اختبار صعبٌ جداً ولا يمر به سوى النخبـة ..

استند كاميو بذراعه على كتفي وقال:
- بالإضافة إلى هذا، أنت لست من النخبـة، ومع ذلك سوف تختبر أمام نخبة الضباط لأن سيدي أمرجيز توسط لك في هذا الأمر.

ابتسمت وقلت :
- لقد قررتم بذلك مسبقاً، لذلك فلا دخل لي بالأمر ولكنني حريص حقاً على دخول هذا الاختبار .

انصرفت وأنا اشعر بشيء يثقل كاهلي، فكرت في الكثير من الأشياء .. انني حقاً متعب، يؤلمني جسدي وأشعر بالدوار ، وهناك اللغة الخاصّة التي أعرفها . هل سيختبرونني بها حقاً؟

~
__________________
الى اللقاء
  #28  
قديم 02-11-2012, 02:01 PM
 
(17)


دخلت إلى صغيرتي التي كانت تجلس على الأريكة مبتسمة، بدا أنها بخير .. اقتربت منها فعانقتني:
-جيرودا!
ضممتها بلطف فنظرت إلى وجهي وتحسست الخدش وبدت مستاءة..

ابتسمت وأنا ألوح لها، كيف ستفهم انه مجرد خدش؟!

حملتها لتجلس على الأريكة وجلست إلى جوارها بصمت، سرحت بفكري قليلاً فقالت :
-جيرودا.

إن نطقها لهذا الاسم بشكلٍ شائع ليس من صالحي، فهي لا تناديني تاري وأخشى ان شخصاً ما يمكنه معرفة من أكون .. أو يحتمل بان يصنع به كاميو الماكر دليلاً ضدي. سوف يمنعني من الوصول إلى اللقب بأي ثمن، هذا ما أعرفه .

نظرت لها مجدداً واكتفيت بابتسامة . فأشارت إلى عنقي ، ظننت أنه خدش آخر ولكن ما إن وضعت يدي حتى تحسست تلك القلادة التي أهداني إياها لوريس .
ابتسمت صغيرتي ريوري وأشارت نحوها مجدداً ولذا فقد خلعتها وقمت بإعطائها إياها .

ارتدتها وهي تحرك رجليها بسعادة.
لم استطع فعل شيء لها، فقد اكتفيت بالنظر إليها وهي تضحك، إن مجرد رؤيتها يمدني بالقوة .

وبتلك القوة التي حصلت عليها من رؤيتي ليوري انصرفت متوجهاً إلى غرفة زالين .
اطمأننت عليه .. واخبرته ان اختباري في الغد .
اندهش كثيراً لأنه اقترب بسرعة وتساءل عن صحتي مراراً .

طمأنته وعدت إلى غرفتي بالقصر وذهبت في نومٍ عميق، تركت الأمور على ماهي عليه بدون تفكير .


----------
-هل انت الجندي المتدرب تاري إينوي.؟
-أجل سيدي.

قام الضابط المسؤول عن الاختبار بالتحقق من هويتي وسلمني بطاقـة بيضـاء كتب عليها اسمي والرقم سبعـة. فتساءلت :
-من فضلك، هل هناك سبع متسابقون فحسب؟
-أجل .

لقد كنت أنا المرشح الأخير كما هو متوقع .
دخلت إلى قاعة كبيرة أراها للمرة الأولى في حياتي ، يبدو ان الاختبار مختلفٌ هذه المرة ... هناك الكثير من الضباط الآخرين،، وقفت بصمت وشاهدت إحدى الوصيفات تقترب مني وتهمس بتهذيب:
-سيد تاري . . من فضلك لحظة فقط .

تبعتها وأنا أتأمل المكان ، وعندما وصلت إلى غرفة صغيرة كانت الأميرة لوشيا تنتظر هناك .
كانت ترتدي ثياباً سوداء عادية، وجهها شاحب وتحاول الجلوس بشكلٍ لائق رغم مرضها...!

وقفت مذهولاً لا أعرف ما أقول!
وعندها نظرت إلي وقالت وهي تبتسم :
-لم تخبرني أن اختبارك سوف يكون سريعاً هكذا.

قلت بعصبية لم اتعمدها على الإطلاق :
-لماذا جئتِ كل تلك المسافة وانتِ مصابة! هذا خطر!
-أنا بخير .

أجابت بعناد ثم وقفت ببطء وتابعت :
-أردت فقط أن اخبرك بأنه يجب أن تفوز اليوم. أنت تستحق هذا اللقب .. أيضاً انت تشبهه .

علمت أنها تقصد جاميان.
شعرت بقلبي يضطرب، نظرت حولي وأنا أحاول إيجاد كلمات مناسبة ولكني نظرت إليها في نهاية المطاف وقلت :
-سوف أفوز .

كانت مبتسمة وقالت :
-في الحقيقة أنا هنا لاشكرك على انقاذي.
جلست بشكلٍ مفاجئ واغمضت عينيها وهي تمسك رأسها بيد واحدة .

شعرت بالذعر واقتربت وانا أقول :
-هل انتِ بخير؟!

كانت تتألم وأومأت بالايجاب .
وعندها سمعت صوت كاميو الذي لا تخطئه اذناي :
-إنها بخير، لهذا انصرف قبل أن تبدأ المسابقة بدونك .

نظرت خلفي إلى كاميو وقلت :
-إذاً من سيهتم بها؟ أنت؟
حدجني كاميو بنظرة غريبة وقال:
-أجل.

وقفت وأنا أخاطب لوشيا :
-سوف تكونين بخير، إن كاميو يهتم جيداً بالآخرين .
ابتسمت لوشيا بصعوبة وتمتمت:
-أرجوك اذهب بسرعة .

نظرت إلى كاميو الذي كان يرمقني باستغراب . ضربت كتفه وخرجت مسرعاً .

في النهاية لم استطع قول شيء جيد للأميرة لوشيا التي جاءت كل تلك المسافة لتشجيعي . هكذا أنا دائماً أصمت أو اتكلم في الوقت الغير مناسب !

وصلت الأخير.
وقفت بجانب المتسابقين الستة الآخرين . حدقنا إلى وجوه بعضنا بتفحص ... كان فيهم شخص عرفته جيداً، لقد كان معي أنا وجاميان أثناء الخدمة العسكرية التأهيـلية ، يدعى شيل .

لم أعد انظر لوجوههم ولكنهم لم يكفوا عن التحديق بوجهي!
وفي النهاية تساءل أحدهم :
-ماهو اسمك؟
-تاري .

تبادلوا نظرات الاستغراب وعندها قال شاب آخر :
-هل تقدمت إلى هذا اللقب لأنك تشبه الجندي الأبيض السابق؟ سوف يكون إذا من السهل هزيمتك .

لم أنظر إليه حتى . اكتفيت بالتركيز فيما سأفعله . وعندها انفتحت البوابة الكبيرة وخرجنا إلى ساحة مكشوفة..
الساحة محاطة بالمقاعد التي جلس عليها الضباط والأمراء واعيان البلاد .

كانت الضوضاء عالية ولكن الجميع صمت عندما بدأ صوت امرجيز يتكلم في مكبر الصوت :
-اختبار تأهيل الجندي الأبيـض للمرة السادسة والعشرون . هذه المرة سوف يكون مختلفاً .. ارجوا من المتسابقين السبعة أن يتقيدوا بالنظم والقوانين التي تخص المسابقة ، وهي كالتالي :

صمت امرجيز وتكلم روسو :
-كل متسابق سوف يدخل من النفق الذي يحمل نفس رقمه، الذي سيخرج من الجهة الأخرى أولاً هو المنتصر ، من المحتمل أن يستغرق المرور في النفق ساعات عديدة .

تعالت الأصوات المستنكرة
إنه ليس مبارزة أو قتال أو ما شابه .

نظرت أمامي إلى النفق المظلم الذي يحوي رقم سبعة (7) .
هذه المرة الاختبار مختلـف عن العادات والتقاليد . أهي فكرة كاميو أيضاً؟

__________________
الى اللقاء
  #29  
قديم 02-11-2012, 02:02 PM
 
بشكلٍ ما هناك شعور بالخوف يراود الجميع ، فما سنلقاه في داخل الكهوف هو الغموض وحسب.

انفتحت الأبواب وتسارع المتسابقين إلى الانفاق التي تحمل أرقامهم، وقفت أنظر لوهلة حولي وأنا أحاول استيعاب الأمر ... !

وعندها سمعت صوت روسو في مكبر الصوت :
-رقم سبعة، هل تنوي الانسحاب؟

لم أجبه، .. فقط اكتفيت بالتوجه نحو النفق الخاص بي ، ووضعت رجلي وأنا أخطو أول خطواتي داخل هذا الظلام الدامس ..!

مشيت لفترة، هناك أضواء خافتة تصدر من اعلى النفق المرصوف، ظللت أمشيء متأهباً وأنا استعد لشيء ما سيقابلني قريباً ، شعرت بانني ابطأ من السلحفاة .. ولكن .. توقفت أمام المياه، ماهذا؟
تساءلت لنفسي عدة مرات وانا أشاهد تلك البحيرة التي لا نهاية لها ..!

هل بقية النفق على شكل بحر؟
إنه اختبار صعب حقاً وخصوصاً ان البانشيريون لا يجيدون السباحة لعدم توفر المحيطات والبحار في دولتهم!
هل هو تحدٍ في السباحة حقاً ؟؟

ألا يحتوي ذلك الماء على أي مخلوقات غريبة؟

وضعت قدماي في الماء ولكنها ارتطمت بالأرض في مقياس ضئيل..! انه مجرد ماء راكد سطحي!!
ضحكت على غبائي ومشيت بثقة ولكنني بدأت أشعر بأنه ينحدر للأعماق شيئاً فشيئاً والمياه اقتربت من صدري أخيراً!!

لا يبدو بأن للمياه نهايـة، وأنا لا أجيد السباحة بهذا القدر!
طفوت وأنا أجدف بيدي ورجلي، كل شيء يسير على ما يرام حتى اللحظـة ولكن!!

بشكلٍ مفاجيء امسك شيء مجهول بقدمي وبدأ بسحبي للأسفل، ليس هناك أي شيء اتشبث به وبدا يجرني تحت الماء وأنا أغمض عيني واتحسس حولي بشكل عشوائي .
ابتلعت بعض الماء ذو الطعم الكريه وشعرت بأن قلبي سيتوقف ثم بدأت بالاختناق..! ولذا فتحت عيني وفوجئت بكم هائل من الفقاقيع الهوائية تتصاعد أمام وجهي!!

تحسست قدمي! يجب أن أفعل شيئاً وإلا مت في أول الطريق!
انها أذرع حيوان غريب، منزلقـة وبها مسامات مخيفـة، هل هو حيوانٌ بحري؟

اخرجت سكيني بصعوبة من جيبي وبدأت بضرب تلك الأذرع بشكل عشوائي، وانتهى بي المطاف بأن جرحت نفسي جرحاً بليغاً .. وسقط سكيني بعيداً.. ولكنه تركني اخيراً وصعدت إلى الاعلى التقط انفاسي!

كانت تجربة مخيفـة، شعرت بالذعر، كل شيء يلمسني في الماء أصبح مخيفاً، سبحت بسرعة متوسطة وأنا أصرخ كل دقيقة بسبب الاشياء التي تصطدم بقدمي أو بيدي ,, ولكنني خرجت من المياه أخيراً

انها أفظع شيء مررت به بحياتي! حتى أفظع من مطاردة ذلك الوحش في قصر ديالي!
التقطت انفاسي المتلاحقـة، يجب أن أسرع، تأخرت كثيراً في تلك المنطقـة .. لقد مرت ساعة كاملة أو أكثر بقليل منذ دخلت النفق!

لم يتبق سوى سيفي بعد أن فقدت سكيني الصغير ..
قدمي تؤلمني وجسدي عاد للنزف مجدداً، أشعر بأنني لا استطيع السير! رثيت لحالي ولكنني تابعت المسير وانا أضع يدي على سيفي متأهباً لمقاتلة أو شيء من هذا القبيل ..

وفي النهاية وصلت إلى جدار مغلقٍ بالصخور!

استغرقني الأمر عدة دقائق حتى أفهم لماذا! وفي النهاية لم أفهم!
لماذا طريقي أصبح مسدوداً فجأة بينما لا أملك القوة لإزاحـة حذائي الذي ارتديه!!
هل علي ازالة تلك الصخور بأسرع وقت؟

بدأت في المحاولة، كانت ضخمة جداً ومتراصـة! حاولت زحزحتها بلا فائدة! لقد كنت حقاً خائر القوى . جلست لارتاح قليلاً ورفعت رأسي للاعلى كان هناك مخرجٌ ما ، مثل فتحة تهوئة أو شيء من هذا القبيل.
بسبب ضخامة ذلك النفق كان من الصعب الوصول إلى سقفه مع كل تلك الإصابات التي تملؤ جسدي .

فقط استمررت بالصعود وأنا اتمتم .. أمي! جاميان ..! أمي .. ريوري !
ريوري؟

تفاجأت باسمها الذي تردد داخل صدى عقلي بشكلٍ مفاجئ وسقطت للأسفل.
انه عديم الجدوى .
لكنها المرة الأولى التي اشعر انني متعلق فيها بشخصٍ ما إلى هذا الحد. إنني أحب صغيرتي كثيراً واسعى لتحقيق شيء من أجلها.

عاودت الصعود ووصلت أخيراً إلى الفتحـة العلوية، كان ممراً ضيقاً وزحفت بداخله وأنا أشعر بالاختناق. أكره الأماكن الضيقة فهي تصيبني بنوع من الخوف الغريب والشعور بأنني سأموت في لحظـة.

عندما وصلت إلى نهاية الفتحـة كان هناك الظلام وحسب، هناك أيضاً شجرة..! شجرة كبيرة بداخل النفق ..
كيف وضعوها هنا؟؟ في هذا الظلام الدامس؟
استخدمتها للهبوط ولكن سرعان ما شعرت بشيء لزج يلمس رقبتي .. اقشعر جسدي وتمسكت بقوة خشية السقوط وأنا اتساءل ماذا يكون؟
القليل من الضوء أتاح لي العشرات، بل الملايين .. من .. الأفاعي!!

أفاع تتحرك هنا وهناك فوق شيء خشبي، إنها ليست شجرة على الإطلاق!

حاولت التقاط انفاسي وهبطت ببطء بين الأفاعي التي بدأت بالالتفاف حول ذراعي وقدمي وصدري، لقد غيرت رأيي بالفعل فقد كانت تلك التجربة أكثر ألماً من الغرق في الماء مع اخطبوط ضخم!!
وصلت إلى الأرض وانا مغطى بالأفاعي ، شعرت بوخزة في ساقي الأيمن، لقد بدأت بمهاجمتي!!!

ظللت متحجراً في مكاني حتى بدأت في الابتعاد عن جسدي ..

بقيت واحدة فقط أمسكتها وألقيت بها بعيداً وانا ازفر غضباً!
الآن علي أن أمر من هذا الكابوس إلى المعبر الآخر!

هناك باب حديدي في الجهة المقابلة ، ليس هناك حلٌ آخر ، سحبت سيفي ووجهته للأمام وكأني أواجه أعتى خصومي!
يجب أن أكون سريعاً .. سريعاً جداً.
حركت سيفي وركضت بسرعة، كانت الأفاعي تهاجمني بأعداد كبيرة وحاولت أن اتفاداها وقتلت الكثير منها! كنت اقطعها بسرعة إلى انصاف .. أصبحت أحرك سيفي بسرعة وأدور حول نفسي وأركض،، عثرة واحدة ستكفي لموتي! لهذا انتبهت أين أضع قدماي.

وهكذا تخلصت من هذا الكابوس!
مازال هناك الآلاف منها تتحرك بشكلٍ مخيف، ولكنها الآن أصبحت بعيدة عني. اعدت سيفي إلى غمده وفتحت الباب الحديدي وانا اتقدم بدون خوف .

هل انتهى النفق؟ هذا أول سؤال خطر ببالي عندما سطعت تلك الأنوار المفاجأة أمام عيني ..!
الكثير من الأصوات، احدهم بدأ بجذبي من ذراعي، وسمعت اشخاصاً يرددون "الرقم سبعة" ..

اخيراً استطعت الرؤية بوضوح، إنها ساحة مبارزة مرتفعة عن الأرض يحيط بها اعداد لا بأس بها من المشجعين . هناك الكثير من المحاربين الذين يقفون للحراسة بعضهم يحمل الهراوات أوالسيوف واسلحة أخرى أكثر تطوراً .

دفعوني بقوة إلى داخل ساحة المبارزة ودخل شخص آخر أمامي بنفس طريقة الدفع الغريبة. نظر لي بعينين حمراوتين واستل سيفه ..
انه ينوي مبارزتي ..!

استللت سيفي ولوحت به لكي احثه على الهجوم ... هاجمني بسرعة وهو يحاول أصابتي! انه ماهر!
كان صدري وذراعاي يؤلمانني ولكني حاولت ان اتماسك، أصابني في كتفي اصابة سطحية، وبدأ المشجعين بالصراخ والهتاف!

كان وضعي صعباً، بدا وكأن السيف سينزلق من يدي وشعرت بالدوار، التقطت أنفاسي واصبحت كل حركاتي هي مجرد دفاع لا أكثر!!
توقف عن مهاجمتي لحظة وعندها لمحت "شيـل" ذلك المتسابق الذي يحمل الرقم 4 ، ملقى اسفل ساحة المبارزة وهو ينزف بشدة ..

سيطرت علي فكرة واحدة! كيف يمكن أن يتركوا شخصاً لينزف حتى الموت!

__________________
الى اللقاء
  #30  
قديم 02-11-2012, 02:03 PM
 
عدت إلى هجومي القوي وانتبهت على اسلوب ذاك الفتى ذو العيون الحمراء، إنه فقط يحاول اصابتي بأي طريقة في مكان حساس، وليس هزيمتي وحسب..

بدأت اشحن طاقتي مجدداً وهاجمته بقوة وجعلت سيفه يطير بعيداً! الجميع توقف عن الهتاف. حالة صمت غريبة سيطرت على المكان ونظر المحاربون الذين يحملون الاسلحة إلى بعضهم وهم يتساءلون عن شيء ما لم اسمعه .

هل انتصرت الآن أم ماذا؟!

المبارز ذو العينين الحمراوين هاجمني بهراوة ألقاها علي من بعيد ، عاد الهتاف من جديد. يبدو أن تلك المبارزة لن تنتهي، وعندها قال أحد الرجال الذين يحوطون ساحة المبارزة :
-اقتله إذا أردت ان تنتصر. الفائز هو القاتل.

ثم أشار نحو "شيل" .
قاتل ومقتول؟

تركت مكان المبارزة واسرعت نحو شيل ..
حاول أحدهم منعي ولكني ضربته في فكه واسقطته، تحسست صدر شيل وأنا اتساءل هل مات حقاً؟
كان جسده مليئاًَ بالجروح ولدغات الافاعي!!

حركته بقوة وصحت :
-شيل! استيقظ .. اجبني ..

بدأ المحاربون بمهاجمتي، الكل يضربني بعنف، دافعت عن نفسي وعن شيل، حاول أحدهم ضربي بالسلاح ولكني طعنته بالسيف، بدأت اضربهم بعيداً والمشجعون يصرخون!

بدأ احد المجانين في اطلاق الرصاص الحي عليى الجميع بهدف اصابتي .. اصبح الكل يهرب من حلبـة المبارزة ، المحاربين والمشجعين، الجميع يتخبط ويسرع بخوف وسقط الكثير من المصابين!

تحول المكان إلى فوضى عارمة وحملت شيل على ظهري وانا أبحث عن أي منفذٍ للخروج وسط الحشود ..

انفتحت بوابة كبيرة معلنة عن نهاية النفق، خرج الجميع يركضون وانتظرت حتى انتهت الجموع من الفرار، ومشيت ببطء إلى الخارج.. هل هناك أي خدعة أخرى؟
هذا الضوء هو ضوء الشمس، امسكت شيل بقوة وانا أشعر ان جسدي سينهار من الاصابات ، خرجت ببطء وعندها شاهدت روسـو يقف أمامي واصابته دهشة عارمة عندما رأى وجهي!!

-أنت!

اقترب بعض المسعفون وحملوا شيل إلى العناية الطبية .
تساءل روسو :
-ما الذي فعلته بالداخل؟ لقد افسدت مرحلة الاختبار الأخيرة .!

حدقت إلى وجهه بثبات وقلت:
-انه سباقٌ سخيف لامعنى له !
-سخيف!

الكثير من الضباط قيدوني واصطحبوني إلى القصر، وقفت أمام امرجيز الذي كان يجلس وهو يحدق إلي متفحصاً وعلى وجهه انطباعاً مستاءاً .
رأيت كاميو أيضاً الذي كان ينظر لي بهدوء .

أنا أيضاً كنت متألماً ومستاءاً . لماذا يسحبونني بتلك الطريقة وكأنني أحد المجرمين؟! ليس لهم الحق لتقييد يدي!
تكلم أمرجيز :
-لا أصدق بأنك فعلت هذا! كيف تفسد المسابقة وكيف تصل بتلك السرعـة؟ وأيضاً تحمل أحد المتسابقين!

صرخ بغضب:
-كيف تساعد أحد المتسابقين على اجتياز الاختبار؟!

زفرت بضيق وتكلمت قائلاً:
-لو كنت أعرف ان من قوانين الاختبار أنه سينجو شخص واحد فقط ويموت الباقون لم أكن لأتعب نفسي من البداية!

لمعت عينا امرجيز بالشر وقف وهو يهتف بصوتٍ عال :
-انها الطريقة التي يسير بها الأمر!

التقت عيني بعيني كاميو الذي بدا متضايقاً بعض الشيء، وعندها تكلم امرجيز مجدداً:
-اتركوه ، فقط عد إلى منزلك الآن.

تكلم كاميو بشكلٍ مفاجئ:
-لكنه يحتاج إلى العناية الطبية .

صمت امرجيز ولم يقل شيئاً وأمسك كاميو بذراعي الذي فكت قيودها للتو وخرجنا معاً من المكان، نظر كاميو لوجهي وقال:
-لا تبدو بخير جيرودا.

شعرت بأن صورته مشوشة في عيني وصوته بعيداً ولكني تكلمت قائلاً :
-جيرودا؟
ابتسم كاميو ابتسامة غريبة أراها للمرة الأولى ، وقال:
-بشكل ما ، قمت بعمل رائع اليوم .

تأكدت من أنني أهذي ، أو أحلم أو انني لا أرى ولا اسمع جيداً . فهذا الشخص الذي يبتسم الآن لم يكن كاميو الذي اعرفه .

__________________



مراسبوع هاديء، عدت إلى المنزل مع ريوري التي كانت تتعافي بشكلٍ رائع ..
ايضاً أصبحت تفهم وتقول بعض الكلمات وكانت ترددها بفرحة عندما أفهم أحداها ،، سمعت صوت طرق على باب المنزل وعندما فتحت كان هناك ثلاثة ضباط ملكيون ..

بدأ أحدهم مخاطبتي بتهذيب، وسلم لي مظروفاً واقترب ضابط آخر وسلم لي علبـة كبيرة . ثم انصرفوا.

تساءلت عن هذا .. هل تم طردي من الجيش؟!
فتحت المظروف وصدمت لما رأيته، لم أصدق ما تراه عيني!! فتحت العلبـة وإذ بي أجد ذلك الزي ، الذي لطالما ارتداه جاميان .
الأبيض المظرز بالنقوش الذهبية والسوداء ، هل هذا يعني أن ما ذكر في المظروف بتأهلي للقب الجندي الأبيض هو حقيقة..؟ أم خيال ..؟

اقتربت ريوري وجذبت طرف قميصي وهي تنظر متسائلة، وعندها صرخت بفرحة وحملتها وانا أقول:
- .. لقد فزت ، فزت .. يا ريوري ..
كنت اسمع صوت ضحكاتها الجميلـة، فأجلستها على الطاولة وتساءلت :
- أليس هذا رائعاً؟!
- رائع! رائع!

أصبحت ريوري تردد الكلمة وهي تضحك .
لقد أصبحت حياتي رائعة منذ أصبحت ريوري معي ، اصطحبتها إلى مدرستها وتوجهت إلى عملي مع الزي الجديد.

في الحقيقة كان الاحتفاء بي رائعاً، لكن منذ اللحظة التي عرفت فيها بأنني أصبحت الجندي الأبيض، تلاشت فرحتي بسرعة واصبحت أفكر أكثر في المستقبل .

اريد حماية أمي، وكذلك ريوري . لا أريد لأي شخص أن يتأذى.

فكرت في امرجيز ، انني فقط افكر في قتله والانتقام منه . أريد ابعاده بعيداً حيث لا يؤذي أي شخصٍ آخر .
لكن ماذا عن لوشيا؟
كيف ستعرف ذلك؟

سوف اتسبب بأذية مشاعرها ان قمت بإيذاء امرجيز .. فأنا لا أستطيع اخبارها بالحقيقة أبداً.
هل أصبحت إذا من إحدى مسؤولياتي لكي أحميها من أذى امرجيز اللعين؟؟

- تبدو مستغرقاً في التفكير!

نظرت أمامي وعندها شاهدت كاميو الذي كان يمسك بكأس مملؤة بالعصير، كان يحدق لي بعينين ثاقبتين وتابع كلامه بهدوء :
- لقد طلبت من السيد روسو تعيينك علـى قسم السجون، انه مكان صعب ومعقد للسيطرة .. ولكنك ترغب بذلك صحيح؟

أجبت على الفور:
- أجل، هذا جيّد بالنسبـة لي .

ابتسم كاميو ابتسامة ساخرة ووضع الكأس على الطاولة ببطء ثم تمتم :
- وبعدها سنرى ماذا ستفعـل ..!

صعقت لأن كاميو عاد إلى طبيعته، أو ربما .. في ذلك اليوم عندما خرجت من الاختبار .. لم يكن على طبيعته !
اقتربت احدى الوصيفات وتمتمت :
- سيدي تاري، هل يمكنك ان تأتِ معي لبعض الوقت؟

عرفت تلك الفتاة على الفور .. إنها وصيفة الأميرة لوشيا، فقد رأيتها مسبقاً .

توجهت إلى غرفة واسعة حيث رأيتها تجلس هناك مبتسمة، كان وجهها شاحباً ونحيلاً جداً ..
ذلك البريق في عينيها لم يعد موجوداً، وايضاً اصبح كلامها قليلاً وأكثر هدوءاً من السابق.

قمت بتحيتها فأجابت وقالت:
- أنا سعيدة لأنك نجحت، لقد راهنت عليـك بأثمن شيء لدي ولذلك لم أخسره .
تمتمت باستغراب:
- اثمن شيء؟

ابتسمت ولم تتكلم أكثر عن الأمر، فقط قامت بدعوتي إلى الجلوس على الأريكة المقابلة لها وقالت:
- سمعت انك وزالين في تحسن، لكن أنا لم أقابل زالين سوى مرة واحدة كيف أصبح الآن .؟

__________________
الى اللقاء
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية بنات فله والشباب عله جنــآآن لآ تفوتكم دكتورة الحب روايات و قصص بالعاميه 15 05-28-2015 12:12 AM
رواية الجندي الأبيض الجزء الثاني (مطاردة الأحلام) kαtniS أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 04-28-2013 10:40 AM
رواية نور الكون رواية جديدة من روايات سعوديه رواية نور الكون الحب الساكن أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 13 07-03-2011 03:30 PM
رواية .. الصداقة ام الحب ؟؟؟ .. لا تفوتكم ..!! ᴙǫȥαᶅч أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 7 03-11-2011 07:10 PM
رواية حللللللللللللوة لا تفوتكم العزة لله أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 03-10-2007 04:24 AM


الساعة الآن 10:46 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011