عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

Like Tree8Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #41  
قديم 02-11-2012, 02:12 PM
 
القى نظرة خاطفة بداخل السيارة وخاطب أمي قائلاً :
- اتمنى أن تكوني بخير .
أجابت أمي بامتنان:
- شكراً لك روسو على كل شيء .

ركبت في مقعدي، كان الجميع يخيم عليه الصمت، وعندها خاطبت روسو وأنا استعد للذهاب:
- لقد قتلت أمرجيز .
بدت الصدمـة واضحة على وجهه فأكملت :
- لذلك أرجوك انتبه لنفسك جيداً.

انطلقت بأقصى سرعتي في طريق المركبة هينوا وأنا أخاطب الجميع :
- سوف أعود إلى الأرض مع أمي وابنتاي، أي شخص يحق له البقاء في بانشيبرا أنتم لستم متهمون بشيء، ولستم مطاردون من قبل أي شخص بعد الآن .

سمعت صوت زالين :
- أنا سأرحل معـك.

فاجأني ذلك، لأنه كان آخر شخصٍ اتوقع مجيئه معي.
لم أسمع أي ردٍ آخر ..

ولكن فجأة، تكلمت رونا ببرآءة :
- أنا سآتي معك .
- وأنا سآتي معك .

رددت ريوري تلك الكلمات خلف رونا، وسمعت صوت ضحكات أمي وهي تقول بحنان:
- ليس هناك أب يترك بناته خلفه، صحيح؟

قالتا معاً بصوتٍ عالٍ :
- صحيح .

يبدو أن أمي تآلفت معهما بسرعة. جعلني هذا اشعر ببعض الراحة، كان الطريق الذي نسير فيه وسط الغابة مليء بالأشجار وكانت القيادة فيه ليلاً صعبة للغاية . .

بعد مرور وقتٍ قصير بدأت ريوي في الصراخ فجأة، كانت تردد كلماتٍ غريبة وكدت اصطدم بالأشجار، ولهذا تساءلت بعصبية:
- ما الأمر؟

اصبح الجميع متوترين، لكن كاميو كان يراقب من زجاج النافذة بصمت وهدوء كالعادة،، وعندها تساءلت وأنا احاول السيطرة على المركبـة وتجاهل صراخ ريوري الغريب:
- كاميو! ماذا تقـول ريوري؟

أجاب كاميو على الفور وهو يستمر بالمراقبـة:
- تقول أن شخصاً ما يطاردنا!
- إذن حاول تهدئتها .. أرجــ ..



قبل أن أكمل جملتي ظهرت مركبة غريبة اعترضت طريقي، لم استطع تلاشي الاصطدام، دخلت مقدمة مركبتي في جسم المركبة الأخرى بسرعة شديدة جعلت الصدمة أقوى من المعتاد، وسمعت الصراخ خلفي مشوشاً بسبب الدوار الذي أصابني عندما ارتطمت بمقود القيادة .. بدأت الأصوات تتلاشى من حولي .. واصبح المكان مظلماً وصرخات ريوري ترن في ذهني ..

حاولت أن أفتح عيني ولكنني شعرت بألمٍ في رأسي وعندها سمعتُ صوت أمي :
- جيرودا ..!
- إنه يفيق .. اجعليه يفتح عينيه ببطء .

كان هذا صوت كاميو أيضاً .. وعاد صوت أمي وهس تتحسس جبهتي :
- جيرودا .. هل تسمعني يا بني؟
استطعت أن افتح عيني واعتدلت بالجلوس وأمي تساعدني بلطف . نظرت حولي فرأيت كاميو ولوشيا أيضاً .. وعندها تساءلت وصوتي لا يكاد يخرج :
- أين ريوري ورونا؟

تكلم كاميو بسرعة :
- هل أنت بخير؟ هل تستطيع عد أصابعي ..؟
فتح يده بالكامل في وجهي فأبعدت يده بعصبية وأنا أقول :
- بالطبع أستطيع .. لكن .. زالين أيضاً .. و ..

أدركت فجأة بأنني اصدمت بمركبة غريبة أثناء صراخ ريوري .. مازلنا في وسط الغابة واستطعت رؤية المركبة محطمة بعيداً ..!
صحت وأنا أحاول الوقوف :
- لقد تأخرنا عن ..
اختل توازني فأمسك كاميو بيدي وقال بحدة:
- لقد مرت ساعتان! هلا جلست الآن واستعدت وعيك بالكامل؟! أنت مصاب ألا تدرك ذلك ..؟!

عندما دققت النظر بوجه أمي، كانت عيناها حمراوتان وهي تجفف دموعها كل لحظـة، جلست في مكاني وتساءلت:
- هل حدث مكروه لابنتاي، وزالين ..؟

شعرت بأنني سأفقد عقلي مع كل ثانية يصمتون فيها، صرخت بنفاذ صبر:
- ما الذي جرى لهم!

رمقني كاميو ببرود ثم تكلم :
- ألن تهدأ وتستعيد وعيك؟ إذا عدت إلى صوابك سوف أخبرك!
قبضت على عنق كاميو بعنف وصحت :
- تكلم الآن!!

لا اعلم لماذا أصبحت دنيئاً جداً ولكنني لم استطع تخيل أي شيء يحصل لصغيرتاي .. ظل كاميو يحدّق في عيناي مباشرة .. فتركته وشأنه وأنا التقط أنفاسي بصعوبة وعندها قالت لوشيا بصوتٍ خفيض:
- المركبة الأخرى أختطفتهم .. ولكن زالين لحق بهم .
- أي مركبة ..؟

عاد كاميو يتكلم ببرود :
- لم استطع تركك وانت تنزف والدخول في معركة معهم .. لهذا تركت مهمة تتبعهم لزالين وعندما يعرف مكانهم سوف يخبرني .

لم أعد أفهم شيئاً وتساءلت بحيرة:
- ماذا؟ من هؤلاء .. هل هم من جنود بانشيبرا ..؟
- بالطبع لا!

كدت أضرب كاميو صرخت :
- إذا من هم .. لماذا تتحدث ببرود .. !!

__________________
الى اللقاء
  #42  
قديم 02-11-2012, 02:13 PM
 
وقفت واستندت على جذع الشجرة وأنا أنظر حولي وأفكر فيم سأفعله، وعندها قالت أمي الباكية :
- اهدأ يا بني ..! سوف تجدهن بالتأكيد .

تكلم كاميو وهو يقف أمامي :
- إنهم من بلامنيت .
تعثر الكلام الذي كان سيخرج مني وحدقت إليه مذهولاً فتابع:
- طوال الفترة الماضيـة كانوا يبحثون عنها.
- عنها .. أ .. اتقصد ريوري ..؟
- أجل .

إن كاميو يعرف الكثير ، حاولت أن أهدأ وقلت:
- لماذا يبحثون عنها .. ومن أجل ماذا ..؟
- سأخبرك .

بدا كاميو وكأنه يتذكر شيئاً ما، وسار بضع خطواتٍ مبتعداً عن المكان فلحقت به، توقف فجأة وبدأ الكلام قائلاً :
- تلك الفتـاة، ناجية من العائلة المالكـة التي قتلت وفني افرداها منذ سنواتٍ. مناصروا تلك العائلة في بلامنيت أخفوها في مكانٍ ما.

حاولت استيعاب ما يقوله كاميو، وفضلت بأن استمع إليه حتى ينتهي .. :
- وبسبب أن هؤلاء المناصرون كانوا مضطهدين من الحاكم الجديد، قتل الكثير منهم واستطاع الحاكم أن يستولي على بقية الأفراد الناجيين وقتلهم ، .. القليل فقط .. بعض الأبناء والأحفاد اختفوا هنا وهناك مسافرون عبر الكواكب هاربون من المصير الذي ينتظرهم .

صمت كاميو للحظة ثم تابع :
- عندما توسل لي صانع الخرائط في بلامنيت أن آخذ ريوري عبر مركبتي إلى كوكبٍ آخر .. عرفت بأنها ربما تكون آخر الناجين من تلك الأسرة المالكة .
تساءلت باستغراب:
- لكنك تركتهـا ..!
- تركتها لأن الموت أفضل لها، أتباع ذلك الحاكم لن يهدأوا حتى يجدوها ويقتلوها .

صحت بعصبية:
- وكيف تعرف بأنهم سوف يجدونها!!
- لقد وجدوها صحيح ..؟

استدار كاميو ينظر إلي، كانت عيناه تلمعان في الظلام وكأنهما تترقرقان بالدموع! شعرت بأنني أتخيل مجدداً وتساءلت :
- ولكن، كاميـو .. كيف تعرف كل هـذا ..؟
كان لدي أحساس غريب وأنا أنظر إلى وجه كاميو الذي همس ببطء :
- لأنني في يومٍ ما كنتُ مثلها .

أصابتني البلاهـة المفاجأة ورددت وأنا أحاول الاستيعاب :
- كنت مثلها!!
- أجل، أنا أصغر أبناء الملك المقتول في بلامنيت.
كانت الصدمة قوية جداً، واستطعت ان اسيطر على مشاعري في إطارٍ ضيق وتساءلت:
- ظننت أنك لم ترى بلامنيت من قبل، كانت تلك ردة فعلك ..
- لقد كنت أحاول اخفاء خوفي بتمثيل دور الذي لا يعرف، لقد خرجت من هذا الكوكب عندما كنت في سن ريوري .. وبنفس الطريقة ..

أومأت بالإيجاب وقلت:
- فهمت.
- جلبني أمرجيز إلى هنـا أعطاني إسماً مستعاراً وقام بحمايتي حتى كبرت .
- أمرجيز!

أصبت بصدمـة أكبر عندما عرفت لماذا قام كاميو بحماية أمرجيز حتى آخر لحظـة .. لأنه كان مديناً له بحياته . تأكدت بأن هناك أشياء أخرى لا أعرفها وهمست :
- أنا .. آسف، لم أكن أعرف شيئاً.
- لقد كان بمثابة أخي الكبير، ولكن صدمتي بأفعاله كانت أكبر من كل شيء، وعندما عرفت اليوم بأنه من قتل لوليانا .. أنا لم أستطع مسامحته وتركته يموت على يديك.

انحدرت دمعة وحيدة على خده وتكلم مجدداً:
- لقد كانت لوليانا أكثر شخص احببته، لم أعرف هذا إلا بموتها، وعندها حاولت أن أنتحر.
- تنتحر!!؟
- أجل. منذ كنتُ طفلاً كانت هي فقط من استطيع التحدث والتشكي إليه، طلبت مني أن أتخذ الصداقات ولكن الجميع كرهني وتحاشى التعامل معي ، لهذا لم استطع تخيل حياة ليست موجودة بها.

حل الصمت لفترة ولم استطع قول أي شيء، لقد كنتُ في حيرة من أمري لأنني لم أستطع مواساة كاميو، ولم أفهم سرّ قسوته وبروده وغرابة أطواره طوال هذا الوقـت . لقد ظننت بأنه شخصٌ عادي من بانشيبرا، وتذكرت ذلك الوشم في جبهته وعندها تساءلت:
- ماذا عن الرمز في جبهتك ..؟ هل له علاقـة بكونك من بلامنيت ..؟
- إنه رمز العائلة القديمة، كانوا يضعونه في جسد أي مولود جديد.
- أتعني أن ريوري تملك واحداً ..؟
- بالطبع، إذاً كيف عثروا عليها برأيك ؟

لم أذكر بأنني رأيت هذا الوشم في أي مكانٍ ظاهر من جسدها وتكلم كاميو:
- إنه موجود على ظهرها، وقد تحققت من وجوده بنفسي عندما أخذتها من عند صانع الخرائط، وتأكدت بأنني كنت محقاً، في البداية .. لحقوا بنا عبر اشارات الارسال التي تصدرها مركبة بلامنيت التي وصلنا بها واستقرت في صحراء تيمالاسيا ... وبعد هذا يبدأون بتتبع الاشارة الضعيفـة الصادرة من الرمز ..

تساءلت باستغراب :
- هل هذا يعني بأن الرمز يصدر إشارة!
- أجـل، ولكن الإشارة كانت قوية وعثروا عليها بسهولة بسبب وجودي معها في نفس المكان .

كنت مذهولاً من هذا الاكتشاف وتابع كاميو :
- ولأن هناك إشارتان، فقد أخذوا الفتاتان معاً .

فهمت الآن كل شيء، وشعرت بالحيرة وأنا أقول :
- أنا لن أنتظر زالين حتى يمدنا بالمعلومات، ربما يحدث له مكروه!
- لقد حدث بالفعل .
- ماذا تقصد؟

نظر كاميو إلى جهاز الارسال الخاص به وقال:
- لقد اختفى جهاز زالين من الوجود. لهذا لن يستطع أن يمدنا بأي معلومات .
- إذاً!؟
- إذاً ستبقى هنا مع والدتك ولوشيا وتحاولان الوصول إلى هينوا والاستعداد جيداً، أما أنا سألحق بالفتاتان وزالين وأعود بهم بأسرع وقت .

شعرت بان فكرة بقائي مكتوف اليدين لن تجدي نفعاً، واعترضت:
- لا! سوف أبحث معك!
- هل ستترك والدتك لجنود بانشيبرا! هل نسيت أن الجميع يطاردك الآن ...؟

كان محقاً، استسلمت وقلت بانفعال:
- ماذا عنـك..؟ هذا لن يكون سهلاً!
- أنا أعرف إلى أين سيتوجهون. فقط ابقى على اتصالٍ معي .

أومأت موافقاً ومشيت عائداً إلى أمي ولوشيا، بينما ابتعد كاميو سيراً نحو الطريق السريع.

وضعت يدي على رأسي وأنا أشعر بالصداع وفوجئت بأن رأسي مضمداً، أنا لم أشعر بأي شيء بسبب قلقي الشديد، ورمقت المركبة بنظرة فاحصة فوجدت بأنها في حال يرثى له!

وصلت إلى أمي ولوشيا اللتان كانتا تجلسان بصمت، قلت بهدوء:
- سوف نسير قليلاً، هل ستتمكنان من هذا؟

قالت أمي بخوف :
- ولكنك لن تكون قادراً على المشي يا بني!!

كانت أمي تفكر بي، بينما لاحظت شحوب وجه لوشيا، التي لم تتلقى الراحة الكافية بعد أن شربت من الكأس المسموم .. وجهت كلامي إليها وقلت:
- هل انت قادرة على السير لفترة قصيرة ..؟
- أجل.
مشينا بهدوء بين الأشجار متجهين نحو مركز المركبة هينوا المخفي بين الأشجـار.
__________________
الى اللقاء
  #43  
قديم 02-11-2012, 02:14 PM
 
(23)

سعلت لوشيا بشدة، ووضعت يدها على صدرها متألمـة ..
تساءلت أمي وهي تمسك بها:
- هل انتِ بخير ..؟
- أجل ..

لم تكن لوشيا في أحسن حال! ولهذا عرضت بقولي:
- دعونا نجلس لبعض الوقت.
- لا، أنا بخير يمكننا السير قدماً.

أصريت على رأيي وانتهى بنا الأمر إلى الجلوس .. كانت اللحظات تمر ببطء .. ولكن في احدى تلك الدقائق وقفت لوشيا بشكلٍ مفاجيء وركضت خلف احدى الأشجار ..

تبعتها بسرعة ولحقت بي أمي، كانت لوشيا تتقيأ وعندما تنست لها الفرصة قالت:
- لا تأتي!

ركضت أمي نحوها وأخبرتني وفي صوتها آثار الخوف والجزع:
- إنها تتقيأ الدماء!!

أدركت بأنها يجب أن تعود إلى المستشفى بسرعـة، لقد تدهورت حالتها أكثر بمجرد أن توقفت عن تلقي الرعاية .
كان موقفي صعباً جداً فانا لا أستطيع العودة بها، ولا أملك مركبة ، لكن في البداية علي الوصول بها إلى المحطة هينوا حيث يمكنني فعل أي شيء ..

رن جهازي الخاص وتطلعت إلى اليه بلهفة لأجد الاتصال من الجندي الأسود، أجبت على الفور وسمعت صوت كاميو يهمس :
- جيرودا، أين وصلت؟
- ليس بعد..
- اسمع .. يبدو بأنهم يستغلون الاضطراب الذي أصاب بانشيبرا، لقد تم ارسال المنشورات التي تعلن عن وفاة امرجيز منذ دقائق .. انهم يسرعون نحو تيمالاسيا!

صحت بذهول:
- تيمالاسيا! ولكن لماذا!
- إن مركبتهم الخاصة هناك. بجوار تلك التي جئنا بها ..
- كيف عرفت؟
- لقد تجسست على اتصالاتهم..


شعرت بان عقلي عاجزٌ عن التفكير وحل الصمت لفترة حتى تكلمت قائلاً:
- والآن! ماذا سنفعل .. يجب أن ألحق بـك
- تخلى عنهم وارحل .
صرخت :
- ماذا!
- كما أخبرتك، أنا سأنقذهم .. لن أتركهم ليموتوا، أرجوك اعتمد علي .. أما انت اذهب مع والدتك بأسرع وقت .. إذا بقيت هنا لفترة أطول فلن تخرج والدتك حية ..
- لا! لن يحدث هذا .. أنا لن أترك ابنتاي خلفي!
- سأعتني بهما ..
- لا أستطيع!

شعرت بألم كبير واغلقت هاتفي حتى أفكر لبعض الوقت ،، عندما نظرت إلى أمي كانت تحضن لوشيا التي فقدت الوعي مؤخراً ..
بأي حال لا يمكنني الرحيل الآن .. حملت لوشيا على ظهري وسارت أمي بجوارنا حتى وصلنا إلى المحطة هينوا، وعندها فوجئت بتجمع كبير للضباط والجنود عند المحطـة ..
لإنهم يعلمون بأنني سآتي قريباً!! لهذا أمرني روسو بأن أسرع قدر الأمكان!!

لقد أصبح الهروب من على متن هذا الكوكب أصعب ما يكون!

توقفت لألتقط أنفاسي ثم خاطبت أمي:
- الآن لن يمكننا السفر .. سنعود إلى وسط الغابة وسنجد حلاً ما!
تكلمت أمي بجزع:
- تحدث إلى روسو .. دعه يأتي لأصطحابنا!
- لا يا أمي! هل تريدين تعريض حياته ومنصبه للخطر .. لقد ساعدنا الرجل بما فيه الكفاية!

صمتت أمي مستسلمة ثم أكملت طريقها معي ..، عندما عدت إلى المكان الخاص وجدت بعض الجنود يتفقدون المركبة المحطمة!!
لقد حوصرت تماماً!

أسندت لوشيا على جذع شجرة وقمت بالاتصال على كاميو ..
- كاميو! لقد وصل الجنود إلى المحطة هينوا، أيضاً هنا .. أنا محاصر تماماً! ولوشيا فقدت وعيها!
- ماذا! ابق في مكانك سوف آتي إليك حالاً ..
- لا .. ماذا عن الفتاتين وزالين .
- لقد عرفت إلى أين سيأخذونهم .. انتظرني فقط .

مرت نصف ساعة ونحن نجلس في صمت وترقب حتى وصل كاميو مع مركبة صغيرة، حملت لوشيا إلى داخل المركبة وقلت :
- يجب ان توصلها إلى المشفى بأسرع وقت ..
أمسك كاميو بذراعي وتكلم بحدة :
- أنت أيضاً ستأتي معي .. أنا أعرف شيء يمكنه أن ينقذك .
- ماذا تقصد ..؟
- اركب فقط .

ركبت أنا وأمي بالخلف،، ولأنها مركبة كاميو لم يجرؤ أحدٌ على إيقافه حتى وصلنا إلى القصر القديم ..
دخل كاميو بالمركبة حتى مكان مظلم .. وعندها ترجلنا وتوقف كاميو أمام بوابة ضخمة وقال بصوت خافت :
- خلف هذا الباب يوجد مكوك أمرجيز .

صمت للحظة وعبث في جيب سترته ثم أخرج مفتاحاً آلياً ووضعه بقرب الباب الذي مالبث أن انفتح على الفور .. وعاد كاميو يقول :
- إنه آخر أمل لك! إذا أردت الحفاظ على حياة والدتك وإيصالها إلى جاميان سالمـة ..
سلمني المفتاح ووضع يده على كتفي ثم عاد يقول :
- المركبة بها نظام التشغيل الآلي، يمكنك تشغيلها بسهولة ..

قبضت على المفتاح بقوة وأنا أفكر ..
نظرت إلى وجه أمي الذي تيسطر عليه الحيرة، تمنيت لو أن هذا لم يحدث !! اختنقت بدموعي وشعرت بأنني أريد البكاء مثل الأطفال!! وتمتمت بألم:
- لكن أردت العودة مع صغيرتاي! لا يمكنني أن أتركهما خلفي .. لا يمكن!

تكلم كاميو بهدوء :
- أليس هذا هدفك منذ البداية؟ أن تنقذ والدتك وترحل بها بعيداً من هنا! .. ثم .. أنت لديك هذه المركبة الصغيرة ويمكنك العودة عندما تهدأ الأوضاع ..

نظرت لوجه كاميو وقلت :
- إذاً عدني .. بأنك لن تدع مكروهاً يصيبهما حتى أعود!
- أعدك .
- ولوشيا! يجب ان تأخذها إلى المشفى .
- حسناً لا تقلق، سوف اعتني بها .

ابتسم كاميو ابتسامة هادئة، وودع أمي بتهذيب ثم انسحب بالمركبة الصغيرة إلى الخارج ..

لطالما تساءلت إن كان بمقدوري فعل أي شيء مغاير لما فعلته!
شعرت بالخزي والألم وأنا أنطلق بالمركبة الصغيرة مبتعداً عن بانشيبرا .. إلى الفضاء الخارجي .. حيث ارتسم المسار المتوجه إلى كوكب الأرض على شاشتي .

عندما استقر الوضع ونامت أمي، شرعت في بكاء مرير ..
كنت أشعر بأنني مجرّد شخصٍ مهزوم ، في الحقيقة لقد كنت أطارد حلماً واحداً منذ البداية .. عندما علمت بأن أمي على قيد الحياة .. أردتُ حمايتها والبقاء بقربها للأبد ، ولكن في منتصف رحلتي ظهرت ريوري ثم رونا واصبحتا جزءاً لا يتجزأ من كياني وقلبي .

على الرغم من أنني قمت بانجازٍ كبير وحققت الحلم الذي سعيت إليه، إلا أنني اشعر بالفشل وكأن شرخاً في داخلي يعجز عن الالتحام ..

لأن سلامة أمي أهم حتى من حياتي .
رددت هذه الكلمات حتى غفوت .

بعد ثلاثة أيام من بدء الرحلـة انتهت المؤن الملكية القليلة التي كانت على متن المكوك . بأي حالٍ من الأحوال لم يكن مجهزاً لرحلـة مفاجئة ، كان العداد يشير إلى أن الرحلة ستنتهي بعد ثلاث أيام وخمس ساعات إضافية ..

كنت أشعر بالضيق لهذا الأمر .. فحتى إن احملت الجوع لثلاثة أيام .. لن تحتمله أمي!

قلت مخاطباً أمي :
- ذلك المكوك الصغير يأخذ فترة اقصر من هينوا للوصول إلى الأرض .. لأنه صغير الحجم. لكن .. نحن أمامنا ثلاث أيامٍ كاملة لنحتمل الجوع ..

أومأت أمي بالإيجاب وقالت :
- اعتدت على أن أظل جائعة في السجن .

أثرت بي تلك الكلمة كثيراً، وحاولت أن أتماسك أمامها وأنا أقول بصوتٍ مرتجف:
- سوف تكونين بخير ..
لكنها تساءلت فجأة :
- سوف أرى جاميان حال وصولي أليس كذلك ؟

كانت الإجابة صعبة ولكنني قلت بهدوء مصطنع:
- أجل، سوف ترينه بأقرب وقت .
ابتسمت أمي بيقين .

عشنا على المشروبات فقط، وبدأت أمي تشعر بالضعف في نهاية اليوم الثاني.
ولكن في النهاية مر الأمر بسلام وهبطت المركبة في منطقـة خالية .

عندما فتحت بوابة المركبة هبت ريح قوية في وجهي جعلتني اغلق الباب مرة أخرى، كان الجو قارس البرودة!! واللون الأبيض يكسـو الأرض!!
تأملت أمي المنظر من النافذة وقالت باندهاش :
- انه الجليد .
- الجليد؟

نظرت أمي إلي وقالت باسمة :
- لقد قرأت عنه في كتاب، بأنه أبيض اللون ويكسو الأرض واسقف البيوت ويصبح الجو بارداً جداً .

كانت تلك المعلومة جديدة كلياً .. فانا لم أشاهد هذا الشيء الأبيض يكسو الأرض في أي مكانٍ من قبل.
بأي حال إنها زيارتي الأولى لهذا الكوكب .

عندما حاولنا النزول والسير لم نستطع فعل ذلك!! كان هذا أشبه بالانتحار فملابسي وملابس أمي خفيفة جداً .. وشعرت بأنني داخل مجمد!
عدنا إلى المركبة بعد أن ازددنا ضعفاً وجوعاً. ولهذا تكلمت مع أمي قائلاً :
- ابقي هنا! سوف أذهب بسرعة واكتشف مكاناً ما أحضر منه المؤن والملابس الثقيلة ..
- لكن يا بني ! هذا مكانٌ غريب عليك، والجو بارد جداً أخشى أن يصيبك مكروه ..
- لأنه غريب يجب أن تبقي هنا! لا تقلقي سوف أكون بخير .

بدأت أمي في البكاء خوفاً علي ولهذا عدت إلى طمأنتها بقولي:
- معي الكثير من النقود .. سوف أجد تبديلاً في أي مكان، سأعود سريعاً .. عديني أن لا تتحركي من هنا مهما حدث ..!
- أعدك!

كيف يقولون عن هذا الكوكب بأنه جميل!؟ .. إنه قارس البرودة .. لا أرى أي شخصٍ هنا، فقط جبال عالية يكسوها الجليد أيضاً..
بدأت بشرتي باتخاذ اللون الأزرق وبدأت بالسقوط مرة تلو الأخرى ..
شعرت بأن أنفاسي لا تكاد تخرج واحتبس صوتي وتجمدت رموش عيناي فأصبحت لا أرى جيداً، الرجفة التي تسري في جسدي تؤلمني وكأن الكثير من الأبر بدأت في وخزي بسرعة ..

بدأ الوهن يسيطر علي ولم استطع السير أكثر .. والوقوع فوق الجليد أكثر ألماً من المعقول! وحينما اقتربت من اليأس وظننت بأنني سأموت هنا لاح من بعيد تجمع اكواخٍ خشبية يغطي الجليد أعلاها ..

اندفعت بداخلي بعض الحرارة ومشيت بصعوبة وأنا أترنح حتى وصلت إلى المكان ، وطرقت باب أول كوخٍ صادفني ولكن لم يجبني أي شخص ..
طرقت على الباب عدة مرات ولكن بلا فائدة ولهذا اندفعت إلى الكوخ المجاور له .. وبعد الطرقة الثانية فتح لي رجل عجوز يدخن شيئاً ما ويرتدي قبعة خضراء رثة صنعت من قماشٍ سميك.

تكلمت بصعوبة :
- من فضلك هل هناك متجر هنا يبيع الأغذية ..؟
لم يجبني الرجل .. بالأحرى هو لم يفهم ماذا أقول ..!!

بدأ يسرد كلاماً طويلاً بلغة لا اعرفها ثم ترك الباب مفتوحاً ودخل إلى وسط المنزل .. تبعته مثل الغريق الذي يتشبث بورقة شجر .. كان المنزل دافئاً جداً وجلست على أرضية الردهـة وأنا أكتشف ببطء ..

جاءت امرأة متوسطة العمر وبدأت الحديث معي بتلك اللغة الغريبة .. انها أسرع لغة سمعتها في حياتي. أيضاً امتلأت بحروفٍ معقدة أعجز عن تحليلها ..
اخرجت النقود التي معي وحاولت شرح الأمر لها .. أنني احتاج إلى غذاء وملابس.

لحسن الحظ بأنها فهمت مقصدي أخيراً وأخذت مني النقود وهي تتفحصها مع الرجل العجوز ذو القبعة القماشية الخضراء ..
تركتني لبعض الوقت ثم أحضرت معطفاً ثقيلاً ..

لكنني كنت بحاجة لواحد آخر ..!

لكن بعد أن فهمت اشاراتها، لا يملكون سوى هذا المعطف، ومع القليل من المعلبات الغريبة عدت إركض إلى المركبة وأنا أشعر بالاحباط واتسائل في قرارة نفسي .. كيف سأجد جاميان هنا!! وأنا أكاد أسير على قدماي!

عندما انتبهت حولي كانت هناك بعض المركبات الآلية تسير مندفعة على هذا الجليد ..!
كانت تسبقني متجهة في طريق المكوك ..

وبعد ثوان قليلة شاهدت طائرة صغيرة الحجم تتوجه إلى هنـاك!
سقطت المعلبات من يدي واندفعت اركض بأسرع قوة أملكها فوق ذلك الجليد الزلق .. ولكنني لم أكن سريعاً كفاية لأصل قبلهـم ..!

من هؤلاء!!
وقفت أحملق أمامي إلى كل تلك الزلاقات وكل هؤلاء البشر الذين يحوطون المكوك ..
لم أعرف ما الذي يحاولون فعله .. لكن خمنت بأنهم يستكشفون ذلك الجسم الغريب، أو ان اجهزة الرصد قد قامت بكشفه ..

بينما أفكر كانوا يمسكون أمي ويضعونها في تلك الطائرة الصغيرة ..
ركضت وأنا أصرخ ..
لكنهم كانوا أسرع مني .

-----------------------------------------------------



__________________
الى اللقاء
  #44  
قديم 02-11-2012, 02:19 PM
 
لي هون وبث للأسف ما عندي تكمله :madry:
الي عنده يحط انا نفسي اعرف الي بيصير بعدين :heee:

وللي يبي الجزء الأول من الروايه الرابط:
http://vb.arabseyes.com/t204985.html
__________________
الى اللقاء
  #45  
قديم 02-11-2012, 02:29 PM
 
Red face أحبك

الرواية رائعة تقبلي مني هذه النجمة


كم أتمنى أن نبقى صديقتين


:glb: :glb: :glb: سارة عبد الخالق و ياقلبي لا تحزن:glb: :glb: :glb:
kαtniS likes this.
__________________
تـــوقـــيـــعـــي







 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية بنات فله والشباب عله جنــآآن لآ تفوتكم دكتورة الحب روايات و قصص بالعاميه 15 05-28-2015 12:12 AM
رواية الجندي الأبيض الجزء الثاني (مطاردة الأحلام) kαtniS أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 04-28-2013 10:40 AM
رواية نور الكون رواية جديدة من روايات سعوديه رواية نور الكون الحب الساكن أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 13 07-03-2011 03:30 PM
رواية .. الصداقة ام الحب ؟؟؟ .. لا تفوتكم ..!! ᴙǫȥαᶅч أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 7 03-11-2011 07:10 PM
رواية حللللللللللللوة لا تفوتكم العزة لله أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 03-10-2007 04:24 AM


الساعة الآن 11:34 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011