|
أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#6
| ||
| ||
نظرت له وأنا اشعر بالذعر.. هل يعرف ذلك الشاب عن تلك اللغة أيضاً؟ من هو هذا الشخص الغريب!!! قلت وأنا أخرج تراخيص المركبة التي اخذتها من المسؤول عن الرحلة في إيموكيا : - إنها هنا! .. وأيضاً هذه .. أخرجت البطاقة الأخرى التي تحمل رمز هويتي، طبعت عليها صورتي وكتب اسمي، كان النقش الذي يحمل رمز إيموكيا مطبوعاً بلون رمادي على كل الأوراق. نظرت إليهم وتساءلت : - ولكن انتم، أليست لديكم تراخيص السفر؟ بدأ الثلاثة في إظهار بطاقاتهم، التي تحمل اختام بانشيبرا، استطعت معرفة اسمائهم . الشاب كان يدعى "ميليوس" والرجل الكبير "كايلر" أما الفتاة فقد كان اسمها " رايلا" نظرت نحو كاميو الذي وقف وأمسك بمكبر الصوت ثم بدأ بالحديث مع سكان بلامنيت بلغة غريبة أخرى. هل هو كائن طبيعي؟ بأن يفهم لغة أشخاص لم يقابلهم من قبل، وكان يعتقد بأنهم خرافـة! بعد أن تحدث إليهم، قال موجهاً كلامه إليّ: - هيا، افتح البوابة الجانبية، سوف نخرج الآن، وتأكد بأنك لست مسلحاً وإلا سيقضى عليك. أعتقد بأنه تكلم مع الثلاثة الآخرون عن الاسلحة وأنا أعطي أمراً بفتح البوابة فقد أخرج كل واحد منهم سلاحاً صغيراً ووضعه بحرص داخل الحقيبة. " هل كانوا مسلحين طوال الوقت، .. لم أعرف أبداً .. فتلك الأسلحة غريبة ولم أشاهدها حتى في بانشيبرا" وقف الجميع بانتظار أن أخرج أولاً .. عندما خرجت كان هناك عدد من الرجال بانتظاري، يرتدون ازياء رسمية أنيقـة لم أرى مثلها قط. لقد كانت عيونهم واسعة بشكل ملحوظ .. شعرت بأنني أرى نسخاً كثيرة من رايو، بتلك القوة الجسدية والطول المبالغ. أظهرت لهم تراخيص المركبة على الفور وبدأوا في توجيه الاسئلة إليّ . نظرت خلفي أبحث عن ذاك الصعلوك، لقد خرج الثلاثة خلفي بينما كان يقف عند البوابة ويحدق إلى كل شيء ببطء. هتفت وأنا أكاد انفجر: - انت! كاميو! تعال إلى جانبي! نظر إليّ لوهلة وكأنما لا يريد الحراك، ثم اقترب بخطواتٍ بطيئة وتبادل الحديث معهم . لديه موهبة مهمّة. لكن هل يمكن أن تكون موهبة ..؟ أليس هذا شيء يتعلمه الشخص؟ كيف إذاً تعلم تلك اللغة على الرغم من أنه لم يزر هذا الكوكب من قبـل ..؟ عاد بنظره نحوي ثم تساءل: - هل معـك نقودٌ كافية من أجل الوقود؟ أجبت على الفور : - أظن ذلك، لكن .. تلك النقود من إيموكيا... ابتسم كاميو ابتسامة غريبة ثم قال: - يبدو أن نقود العالم لا تكفي لأن تحصل على الوقود، إنه شيء غالٍ جداً هنا! تساءلت وأنا في حيرة: - إذاً ما الذي سنفعله؟ - سننتظر حتى يغيروا مركبتك إلى نظام التشغيل بالطاقة. - أي نوعٍ من الطاقة؟ - لا أعلم هذا ما أخبروني به. هل علينا أن نبقى هنا لبعض الوقت؟ بعد الكثير من المداولات بين كاميو والمسؤولين عن المطـار، عاد إلينا وهو يقول باستخفاف: - سيستغرق الأمر اسبوعاً على الأقل. صرخت باندهاش: - اسبوع!! كل هذه المدّة؟ ردد بعد ان تثاءب بملل: - على الأقل ... أصبت بالإحباط ولم استطع التزحزح من مكاني بينما شعرت بالسعادة على وجوه الثلاثة الآخرين وتساءلت الفتاة بلغة تيمالاسيا: - لماذا انت مكتئب سيد جيرودا؟ هل كنت تريد الرحيل بهذه السرعة؟ ألا تريد أن تستكشف المكان؟ هل كان يبدو الاكتئاب واضحاً على وجهي إلى هذا الحد؟ حاولت التخفيف من الأمر بابتسامة مصطنعة وقلت: - لا بأس. بعد ذلك توجهنا نحن الخمسـة إلى داخل المدينـة في مركبة تابعة للمطـار، كانت الأضواء الملونة تملؤ جميع الأماكن .. معلقـة في مكـان! الطرق واسعة ومرصـوفة والأرصفة تتحرك من تلقاء نفسهـا!! المباني مرتفعـة جداً حتى لا يكاد يـُرى نهايتها .. يالها من مدينة عجيبـة، وعن الناس إنهم طوالِ القامة ولديهم عيونٌ واسعة بشكلٍ ملحوظ ... الشوارع مكتظة بالمركبات، وهناك شوارع اخرى للمارة وهناك رفوف معلقـة تسير من تلقاء نفسها .. مغطاة بالزجاج ومحملـة بالحقائب والصناديق الورقية وغيرهـا التي تدور حول البيوت بشكلٍ غريب ...! كان المنظر المدهش اشبه بمدينة مسحورة أو شيء من هذا القبيل .. كل شيء مضيء ويتحرك من تلقاء نفسـه، وهناك الجسور العالية التي تتحرك أيضاً بشكلٍ غريب! لكن . الجـو كان بارداً جداً، ولاحظت بأن رايلا ترتجف من البرد بينما حاول الرجال أن يتحلوا بالصبر . وأخيراً وصلنا إلى ذاك المبنى الشاهق الارتفاع، كان عبارة عن قبـة ضخمـة مليئة بالنوافذ بعضها مضيء وبعضها مظلـم . تكلم المسؤول الذي اقتادنا إلى هذا المكـان قائلاً شيئاً ما، وقام كاميو بالترجمـة : - هذا هو الفندق، سنبقى فيه لمدّة اسبوع . نظر نحوي نظرة خاصّة وقال : - التكـاليف ستدفع هنا، وسيتم إصلاح مركبتك بثمن بسيط عوضاً عن مشكلة الوقود . أجبت وانا أهز راسي بلامبالاة : - حسناً أتمنى ان تكفي النقود التي بحوزتي حتى لا نضطر إلى العمـل في غسيل الأطباق . بدأ ذلك البغيض في تلك الضحكـة المكبوتة وهو يضع يده على فمه وكأنما يسخر مني، ودخلنا جميعاً إلى بهو الفندق الذي كان واسعـاً وجميلاً بشكلٍ لا يصدّق . بعد ذلك حصلنا نحن الخمسـة على جناحٍ مكون من ثلاث غرف ، كان الفندق فاخراً بحق، وهناك الكثير من الأثاث الغريب الذي لم يسبق أن رأيت له مثيلاً في الشكل أو اللون . بالطبع حصلت "رايلا" على غرفة منفصلـة، وتكلم كاميو معنا نحن الثلاثة الباقين بلهجة تيمالاسيا التي نعرفها جميعاً : - أين ستنامون ..؟ أنا سأنام لوحدي، لا أطيق بأن أنام مع شخصٍ منكم ! عرفت بأنه سيأخذ الغرفـة الأخرى وسأبقى مع ميليوس وكايلر في الغرفة الأخيرة . ولكنه توجه نحو الأريكـة في الردهـة ومدد جسده وهو يقول : - آآآه .. انا متعب! ظهرت علامات الاندهاش على وجوهنا وتساءل ميليوس ببرآءة : - سيدي هل ستنام هنا .. ؟ همم موافقاً بصوتٍ خافت وكأنما بدأ يغوص في النوم . نظر ميليوس نحوي ثم قال باسماً : - اعتقد بأن سيدي يحب النوم في الأماكن المفتوحـة، حسناً سيّد جيرودا بإمكانك الحصول على غرفـة اختر واحدة . ارتميت على احد المقاعد بتعب وقلت : - لا بأس، سأكون سعيداً إذا تشاركت معك أو مع السيد كايلر في غرفة، فأنا لا أحب أن أكون وحيداً . تكلّم كايلر بهدوء وهو يضع الحقيبة الكبيرة داخل احدى الغـرف : - سنبقى أنا وميليوس هنا، سيد جيرودا . بدا الإحباط واضحاً على وجه ميليوس ذلك الفتى اللطيف، ولكنه تكلم بطاعـة : - حسناً كايلر أنا قادم . شعرت بأنه أردا الحديث معي لبعض الوقت، ودعني بابتسـامة وتوجه خلف كايلر على الفور . توجهـت إلى دورة المياه، كنت بحاجة إلى الاستحمام، ولكن قبل أن أخلع ثيابي وقفت احدّق وأنا أحاول أن أفهم كيف يعمل النظام هنـا ..؟ هناك الكثير من الأزرار الملونـة في كل مكـان. وهناك حوضٌ ضخم يتوسـط الحمام ولكنه فارغٌ من المياه تماماً . لم أفهم وظيفة أي من تلك الأزرار فقد كتب بجانبها بتلك اللغـة التي لا أعرفها . هل علي التجربـة ... ؟ اقتربت بحذر وضغطت على زرٍ أحمر كبيـر ، بعدها سمعت صوت شيء يفتح ثم انهمرت فوق رأسي مياه ساخنـة لا أعرف مصدرها!! صرخت وأنا ابتعد متحاشياً تدفق المياه ولكنها كانت تهبط من كل مكان مثل الأمطـار!!! ضربت رأسي في أحد الرفوف وأنا أتحاشى المياه التي بدأت في الغليان فوق رأسي وخرجت مسرعاً ثم سقطت على الأرض أمام الباب!! التقطت أنفاسي وأزحت شعري الذي أصبح مبللاً بالكامل من داخل عيناي! حتى ملابسي أيضاً أصبحت معبأة بالمياه الساخنـة. عندما رفعت رأسي رأيت رايلا تقف أمامي وهي تتساءل بقلق : - هل انت بخير سيد جيرودا .. ؟ كنت محرجاً جداً، وأجبت ببطء وأنا أتحاشى النظر نحوها : - أجل. - لكن لماذا وجهـك أحمر هكذا! ما الذي حدث هناك ..؟ لقد آذتني تلك المياه الساخنـة ولكن الخجل هو فقط ما يجعل لون وجهي بتلك الطريـقة، وقفت وأنا أحاول استعادة توازني وقلت : - هناك الكثير من الأدوات التي لم استطع استخدامها . تركتني رايلا ودخلت إلى الحمام لتلقي نظرة، بينما سحبت نفسي إلى غرفتي بتلك الملابس التي تقطر على الأرض وقررت في غيظ بأنني لن أستحم في هذا المكان حتى ولو بقيت هنا شهراً. بدلت ملابسي وخلدت إلى النوم إلى إحدى السريرين في الغرفة. بعد فترة استيقظت، لم أكن أعرف الوقت هنـا أو كيف يجري. لكن منظر تلك المدينة في الصباح كان رائعاً، فتحت الستائر الداكنة ووقفت أحدق من نافذة الغرفـة التي أظهرت الشوارع البعيدة والمركبات التي تسير على الجسور العالية هنا وهنـاك . سمعت همهمة خلفي واستدرت بسرعـة، كان ذلك الصعلوك كاميو ينام على السرير الآخر بإهمال وإحدى ذراعيه تتدلى من فوق السرير وكأنما سيسقط إذا تحرك حركـة أخرى ..! ظل يهمهم بضيق بسبب انزعاجه من الضوء عندما فتحت الستائر بشكلٍ مفاجيء .. كدت أصرخ من الدهشـة !! " ما الذي يفعله هذا الصعلوك في غرفتي! ألم يختر بالأمس النوم على الأريكـة ..!!! ألم يقل بأنه لا يطيق النوم مع أحد فكيف بي .. أنا عدوّه اللدود!" كان هذا مفاجئاً حقاً وفتح كاميو إحدى عينيه ثم قال بعصبية : - هيه! انت! لم استعد جأشي بعد وظللت أنظر نحوه مندهشاً، ولكنه تابع بصوتٍ كسول: - هذا الضوء يزعجني! اغلقت الستائر بسرعة وعدت إلى هدوئي عندما عاد للاستغراق في النوم!! لقد ظهر هذا الكائن المخيف فجأة مثل الشبح في غرفتي .. كان هذا مزعجاً جداً، وفتحت باب الغرفة بهدوء وخرجت . كان ميليوس يجلس لوحده في الردهـة وهو يتطلع إلى الكثير من الأطباق الموضوعة على منضدة كبيرة، توجهت نحوه وقلت : - صباح الخير . بدا سعيداً جداً وقال : - صباح الخير سيد جيرودا, انظر لقد احضر موظفوا الفندق هذه الأطباق . ابتسمت ثم ألقيت نظرة، وبعدها تساءلت : - لكن ألم يستيقظ كايلر ..؟ اجاب ميليوس : - لقد استيقظ منذ ساعتين وخرج . أيضاً رايلا ذهبت لتكتشف المكان . - ياللنشـاط! شعرت بأنني وكاميو أكسل اثنان موجودان على سطح هذا الكوكب. وتساءل ميليوس : - لكن ألم يستيقظ سيدي كاميو بعد .. أليس هذا غريب ؟ - ولماذا هو غريب ..؟ أجاب ميليوس باستغراب : - نادراً ما ينام سيدي بعمق لفترةٍ طويلـة! - لكن ربمـا لأنه متعب بسبب الرحلـة. تذكرت ذاك الجرح العميق في ذراعه، ولكن ميليوس ظل يتساءل مع نفسه على مايبدو. هل ذاك الصعلوك صارم مع نفسه إلى هذا الحد ..؟ دخلت مع ميليوس إلى الحمام لكي نكتشف الأمر. أخبرني بأن رايلا وكايلر لم يستطيعا استعمال أي شيء وانتهى الأمر في الصباح المبكر إلى حوادث. ضحكت كثيراً ربما لأنني لست الغبي الوحيد هنا. أخبرته بأن الزر الأحمر يرش المياه الساخنة في كل مكان وكأن عاصفـة بركانية قد ظهرت فجأة، كان ميليوس لطيفاً وضحكنا معاً بشكلٍ تلقائي وكأننا أصدقاء منذ أعوامٍ طويلـة . بعد وقتٍ قصير عادت رايلا، كانت تتكلم بسعادة عن ما شاهدته في تلك المدينة العجيبة وكانت تحمل كتيبات توضيحية كثيرة، لم نفهم أي لغـة منها ... ثم تبعها كايلر الذي عاد بصمت وهو يحمل كيساً كبيراً مليء بفاكهة خضراء غريبة لا أعرف من اين ابتاعها. يبدو أن الجميع بحاجة إلى الإفطار ولكن لم يستيقظ كاميو بعـد . تكلم كايلر قائلاً : - هل مازال القائد نائماً ..؟ - أجل. أجاب ميليوس بنبرة قلقة فهتفت رايلا باستغراب : - هذا غريب! على أحدٍ منا أن يوقظـه إذاً! - ليس أنا . أجاب كايلر. وتبعه ميليوس : - رايلا قومي انتِ بذلك! - مستحيل . تساءلت في نفسي .. هل هو خطرٌ إلى هذا الحد ..؟ بدا أن جميع النظرات تتجه نحوي وعندها همس ميليوس بودّ : - سيد جيرودا . لم لا توقظ سيدي ..؟ جن جنوني وأنا اسمع تلك الجملة وشعرت بأنني أتلاشى إلى داخل الأريكة التي كنت أجلس عليها ثم تساءلت بارتباك : - ولماذا أنا .... ؟ بتلك النظرات المتوسلة لم يكن أمامي خيارٌ آخر، فتحت الباب بهدوء ووجدته ينام بنفس الطريقـة الغريبة. وإحدى ذراعيه تتدلى من فوق السرير . اقتربت منه وقلت بصوتٍ جاد : - كاميو .. ألن تستيقظ ..؟ سوف نتناول الإفطار بدونك. لم أسمع أي إجابـة . اقتربت أكثر وحركت جسده برفق. لم يبد بأنه يستجيب، كان هناك حقاً خطبٌ ما .. حتى أنا الشخص الذي لا يعرفه جيداً، شعرت بذلك. أمسكت بكتفيه جيداً وحركته، ذلك الشعر الذي يغطي جبهته عاد إلى الخلف بينما أحركه، كان هناك رسمٌ أحمرغريب فوق حاجبه الأيسـر . بدا مخيفاً وتركت كتفيه بشكل غير مقصود فسقط على الوسادة. هل هو شخصٌ ملعون؟؟ كنت متساءلاً .. ولكنني تجاهلت ذلك وهتفت بصوتٍ أكبر : - كاميو! ما الأمر ... هل انت بخير ..؟ شعرت بأنه لا يتنفـس. بدأ القلق يتنابني، ودخل كايلر إلى الغرفة يتبعه ميليوس ورايلا، أمسكت بيده محاولاً إيقاظه بطريقة أخرى ولكنها كانت ساخنة جداً... ! تحسست جبهته ووجهه، كانت وجنتيه حمراوتان، والسخونة تخرج منـه بشكلٍ واضح. تكلمت بقلق وأنا أتحقق من تنفسّه البطيء: - علينا أن نستدعي طبيباً بسرعـة، فلربما تكون حالته خطرة! إنه فاقدٌ لوعيه تماماً . بدا القلق واضحاً على وجه الثلاثة الآخرين وقالت رايلا بفزع: - لكن كيف ونحن لا نعرف لغـة الناس هنا! قال ميليوس باندفاع معترضاً : - يمكننا أن نشرح لأي شخص.. أنا سأذهب الآن لإدارة هذا الفندق! ركض مسرعاً إلى الخارج، وتبعه كايلر .. أما رايلا فقد توجهت نحو الردهـة وهي تقول : - سأحضر مياهاً باردة. التفت انظر إلى كاميو، ولكنني ذعرت عندما شاهدته يفتح عينيه ويحدّق نحوي بنظرته المخيفة!! كان الرسم على جبهته قد أصبح بلونٍ أسود!! لم استطع قول شيء ونظرت إليه بهلع فمد يده بصعوبة وأعاد بعضاً من شعره الأمامي القصير فوق جبهته وغطى ذلك الرسم الغريب .. ثم بدأ ينظر نحوي بحقـد وكأنما يلومني على شيء ما!! إنه يخبرني بتلك العينين عن شيءما، لكنني لم استطع فهمه!! لماذا ...؟ لماذا يحاول التغطيـة على هذا النقش فوق حاجبه بذلك التفاني ؟؟ هل وراءه سرٌ مـا ..؟
__________________ الى اللقاء |
#7
| ||
| ||
(4) نظرت له وأنا اشعر بالذعر.. هل يعرف ذلك الشاب عن تلك اللغة أيضاً؟ من هو هذا الشخص الغريب!!! قلت وأنا أخرج تراخيص المركبة التي اخذتها من المسؤول عن الرحلة في إيموكيا : - إنها هنا! .. وأيضاً هذه .. أخرجت البطاقة الأخرى التي تحمل رمز هويتي، طبعت عليها صورتي وكتب اسمي، كان النقش الذي يحمل رمز إيموكيا مطبوعاً بلون رمادي على كل الأوراق. نظرت إليهم وتساءلت : - ولكن انتم، أليست لديكم تراخيص السفر؟ بدأ الثلاثة في إظهار بطاقاتهم، التي تحمل اختام بانشيبرا، استطعت معرفة اسمائهم . الشاب كان يدعى "ميليوس" والرجل الكبير "كايلر" أما الفتاة فقد كان اسمها " رايلا" نظرت نحو كاميو الذي وقف وأمسك بمكبر الصوت ثم بدأ بالحديث مع سكان بلامنيت بلغة غريبة أخرى. هل هو كائن طبيعي؟ بأن يفهم لغة أشخاص لم يقابلهم من قبل، وكان يعتقد بأنهم خرافـة! بعد أن تحدث إليهم، قال موجهاً كلامه إليّ: - هيا، افتح البوابة الجانبية، سوف نخرج الآن، وتأكد بأنك لست مسلحاً وإلا سيقضى عليك. أعتقد بأنه تكلم مع الثلاثة الآخرون عن الاسلحة وأنا أعطي أمراً بفتح البوابة فقد أخرج كل واحد منهم سلاحاً صغيراً ووضعه بحرص داخل الحقيبة. " هل كانوا مسلحين طوال الوقت، .. لم أعرف أبداً .. فتلك الأسلحة غريبة ولم أشاهدها حتى في بانشيبرا" وقف الجميع بانتظار أن أخرج أولاً .. عندما خرجت كان هناك عدد من الرجال بانتظاري، يرتدون ازياء رسمية أنيقـة لم أرى مثلها قط. لقد كانت عيونهم واسعة بشكل ملحوظ .. شعرت بأنني أرى نسخاً كثيرة من رايو، بتلك القوة الجسدية والطول المبالغ. أظهرت لهم تراخيص المركبة على الفور وبدأوا في توجيه الاسئلة إليّ . نظرت خلفي أبحث عن ذاك الصعلوك، لقد خرج الثلاثة خلفي بينما كان يقف عند البوابة ويحدق إلى كل شيء ببطء. هتفت وأنا أكاد انفجر: - انت! كاميو! تعال إلى جانبي! نظر إليّ لوهلة وكأنما لا يريد الحراك، ثم اقترب بخطواتٍ بطيئة وتبادل الحديث معهم . لديه موهبة مهمّة. لكن هل يمكن أن تكون موهبة ..؟ أليس هذا شيء يتعلمه الشخص؟ كيف إذاً تعلم تلك اللغة على الرغم من أنه لم يزر هذا الكوكب من قبـل ..؟ عاد بنظره نحوي ثم تساءل: - هل معـك نقودٌ كافية من أجل الوقود؟ أجبت على الفور : - أظن ذلك، لكن .. تلك النقود من إيموكيا... ابتسم كاميو ابتسامة غريبة ثم قال: - يبدو أن نقود العالم لا تكفي لأن تحصل على الوقود، إنه شيء غالٍ جداً هنا! تساءلت وأنا في حيرة: - إذاً ما الذي سنفعله؟ - سننتظر حتى يغيروا مركبتك إلى نظام التشغيل بالطاقة. - أي نوعٍ من الطاقة؟ - لا أعلم هذا ما أخبروني به. هل علينا أن نبقى هنا لبعض الوقت؟ بعد الكثير من المداولات بين كاميو والمسؤولين عن المطـار، عاد إلينا وهو يقول باستخفاف: - سيستغرق الأمر اسبوعاً على الأقل. صرخت باندهاش: - اسبوع!! كل هذه المدّة؟ ردد بعد ان تثاءب بملل: - على الأقل ... أصبت بالإحباط ولم استطع التزحزح من مكاني بينما شعرت بالسعادة على وجوه الثلاثة الآخرين وتساءلت الفتاة بلغة تيمالاسيا: - لماذا انت مكتئب سيد جيرودا؟ هل كنت تريد الرحيل بهذه السرعة؟ ألا تريد أن تستكشف المكان؟ هل كان يبدو الاكتئاب واضحاً على وجهي إلى هذا الحد؟ حاولت التخفيف من الأمر بابتسامة مصطنعة وقلت: - لا بأس. بعد ذلك توجهنا نحن الخمسـة إلى داخل المدينـة في مركبة تابعة للمطـار، كانت الأضواء الملونة تملؤ جميع الأماكن .. معلقـة في مكـان! الطرق واسعة ومرصـوفة والأرصفة تتحرك من تلقاء نفسهـا!! المباني مرتفعـة جداً حتى لا يكاد يـُرى نهايتها .. يالها من مدينة عجيبـة، وعن الناس إنهم طوالِ القامة ولديهم عيونٌ واسعة بشكلٍ ملحوظ ... الشوارع مكتظة بالمركبات، وهناك شوارع اخرى للمارة وهناك رفوف معلقـة تسير من تلقاء نفسها .. مغطاة بالزجاج ومحملـة بالحقائب والصناديق الورقية وغيرهـا التي تدور حول البيوت بشكلٍ غريب ...! كان المنظر المدهش اشبه بمدينة مسحورة أو شيء من هذا القبيل .. كل شيء مضيء ويتحرك من تلقاء نفسـه، وهناك الجسور العالية التي تتحرك أيضاً بشكلٍ غريب! لكن . الجـو كان بارداً جداً، ولاحظت بأن رايلا ترتجف من البرد بينما حاول الرجال أن يتحلوا بالصبر . وأخيراً وصلنا إلى ذاك المبنى الشاهق الارتفاع، كان عبارة عن قبـة ضخمـة مليئة بالنوافذ بعضها مضيء وبعضها مظلـم . تكلم المسؤول الذي اقتادنا إلى هذا المكـان قائلاً شيئاً ما، وقام كاميو بالترجمـة : - هذا هو الفندق، سنبقى فيه لمدّة اسبوع . نظر نحوي نظرة خاصّة وقال : - التكـاليف ستدفع هنا، وسيتم إصلاح مركبتك بثمن بسيط عوضاً عن مشكلة الوقود . أجبت وانا أهز راسي بلامبالاة : - حسناً أتمنى ان تكفي النقود التي بحوزتي حتى لا نضطر إلى العمـل في غسيل الأطباق . بدأ ذلك البغيض في تلك الضحكـة المكبوتة وهو يضع يده على فمه وكأنما يسخر مني، ودخلنا جميعاً إلى بهو الفندق الذي كان واسعـاً وجميلاً بشكلٍ لا يصدّق . بعد ذلك حصلنا نحن الخمسـة على جناحٍ مكون من ثلاث غرف ، كان الفندق فاخراً بحق، وهناك الكثير من الأثاث الغريب الذي لم يسبق أن رأيت له مثيلاً في الشكل أو اللون . بالطبع حصلت "رايلا" على غرفة منفصلـة، وتكلم كاميو معنا نحن الثلاثة الباقين بلهجة تيمالاسيا التي نعرفها جميعاً : - أين ستنامون ..؟ أنا سأنام لوحدي، لا أطيق بأن أنام مع شخصٍ منكم ! عرفت بأنه سيأخذ الغرفـة الأخرى وسأبقى مع ميليوس وكايلر في الغرفة الأخيرة . ولكنه توجه نحو الأريكـة في الردهـة ومدد جسده وهو يقول : - آآآه .. انا متعب! ظهرت علامات الاندهاش على وجوهنا وتساءل ميليوس ببرآءة : - سيدي هل ستنام هنا .. ؟ همم موافقاً بصوتٍ خافت وكأنما بدأ يغوص في النوم . نظر ميليوس نحوي ثم قال باسماً : - اعتقد بأن سيدي يحب النوم في الأماكن المفتوحـة، حسناً سيّد جيرودا بإمكانك الحصول على غرفـة اختر واحدة . ارتميت على احد المقاعد بتعب وقلت : - لا بأس، سأكون سعيداً إذا تشاركت معك أو مع السيد كايلر في غرفة، فأنا لا أحب أن أكون وحيداً . تكلّم كايلر بهدوء وهو يضع الحقيبة الكبيرة داخل احدى الغـرف : - سنبقى أنا وميليوس هنا، سيد جيرودا . بدا الإحباط واضحاً على وجه ميليوس ذلك الفتى اللطيف، ولكنه تكلم بطاعـة : - حسناً كايلر أنا قادم . شعرت بأنه أردا الحديث معي لبعض الوقت، ودعني بابتسـامة وتوجه خلف كايلر على الفور . توجهـت إلى دورة المياه، كنت بحاجة إلى الاستحمام، ولكن قبل أن أخلع ثيابي وقفت احدّق وأنا أحاول أن أفهم كيف يعمل النظام هنـا ..؟ هناك الكثير من الأزرار الملونـة في كل مكـان. وهناك حوضٌ ضخم يتوسـط الحمام ولكنه فارغٌ من المياه تماماً . لم أفهم وظيفة أي من تلك الأزرار فقد كتب بجانبها بتلك اللغـة التي لا أعرفها . هل علي التجربـة ... ؟ اقتربت بحذر وضغطت على زرٍ أحمر كبيـر ، بعدها سمعت صوت شيء يفتح ثم انهمرت فوق رأسي مياه ساخنـة لا أعرف مصدرها!! صرخت وأنا ابتعد متحاشياً تدفق المياه ولكنها كانت تهبط من كل مكان مثل الأمطـار!!! ضربت رأسي في أحد الرفوف وأنا أتحاشى المياه التي بدأت في الغليان فوق رأسي وخرجت مسرعاً ثم سقطت على الأرض أمام الباب!! التقطت أنفاسي وأزحت شعري الذي أصبح مبللاً بالكامل من داخل عيناي! حتى ملابسي أيضاً أصبحت معبأة بالمياه الساخنـة. عندما رفعت رأسي رأيت رايلا تقف أمامي وهي تتساءل بقلق : - هل انت بخير سيد جيرودا .. ؟ كنت محرجاً جداً، وأجبت ببطء وأنا أتحاشى النظر نحوها : - أجل. - لكن لماذا وجهـك أحمر هكذا! ما الذي حدث هناك ..؟ لقد آذتني تلك المياه الساخنـة ولكن الخجل هو فقط ما يجعل لون وجهي بتلك الطريـقة، وقفت وأنا أحاول استعادة توازني وقلت : - هناك الكثير من الأدوات التي لم استطع استخدامها . تركتني رايلا ودخلت إلى الحمام لتلقي نظرة، بينما سحبت نفسي إلى غرفتي بتلك الملابس التي تقطر على الأرض وقررت في غيظ بأنني لن أستحم في هذا المكان حتى ولو بقيت هنا شهراً. بدلت ملابسي وخلدت إلى النوم إلى إحدى السريرين في الغرفة. بعد فترة استيقظت، لم أكن أعرف الوقت هنـا أو كيف يجري. لكن منظر تلك المدينة في الصباح كان رائعاً، فتحت الستائر الداكنة ووقفت أحدق من نافذة الغرفـة التي أظهرت الشوارع البعيدة والمركبات التي تسير على الجسور العالية هنا وهنـاك . سمعت همهمة خلفي واستدرت بسرعـة، كان ذلك الصعلوك كاميو ينام على السرير الآخر بإهمال وإحدى ذراعيه تتدلى من فوق السرير وكأنما سيسقط إذا تحرك حركـة أخرى ..! ظل يهمهم بضيق بسبب انزعاجه من الضوء عندما فتحت الستائر بشكلٍ مفاجيء .. كدت أصرخ من الدهشـة !! " ما الذي يفعله هذا الصعلوك في غرفتي! ألم يختر بالأمس النوم على الأريكـة ..!!! ألم يقل بأنه لا يطيق النوم مع أحد فكيف بي .. أنا عدوّه اللدود!" كان هذا مفاجئاً حقاً وفتح كاميو إحدى عينيه ثم قال بعصبية : - هيه! انت! لم استعد جأشي بعد وظللت أنظر نحوه مندهشاً، ولكنه تابع بصوتٍ كسول: - هذا الضوء يزعجني! اغلقت الستائر بسرعة وعدت إلى هدوئي عندما عاد للاستغراق في النوم!! لقد ظهر هذا الكائن المخيف فجأة مثل الشبح في غرفتي .. كان هذا مزعجاً جداً، وفتحت باب الغرفة بهدوء وخرجت . كان ميليوس يجلس لوحده في الردهـة وهو يتطلع إلى الكثير من الأطباق الموضوعة على منضدة كبيرة، توجهت نحوه وقلت : - صباح الخير . بدا سعيداً جداً وقال : - صباح الخير سيد جيرودا, انظر لقد احضر موظفوا الفندق هذه الأطباق . ابتسمت ثم ألقيت نظرة، وبعدها تساءلت : - لكن ألم يستيقظ كايلر ..؟ اجاب ميليوس : - لقد استيقظ منذ ساعتين وخرج . أيضاً رايلا ذهبت لتكتشف المكان . - ياللنشـاط! شعرت بأنني وكاميو أكسل اثنان موجودان على سطح هذا الكوكب. وتساءل ميليوس : - لكن ألم يستيقظ سيدي كاميو بعد .. أليس هذا غريب ؟ - ولماذا هو غريب ..؟ أجاب ميليوس باستغراب : - نادراً ما ينام سيدي بعمق لفترةٍ طويلـة! - لكن ربمـا لأنه متعب بسبب الرحلـة. تذكرت ذاك الجرح العميق في ذراعه، ولكن ميليوس ظل يتساءل مع نفسه على مايبدو. هل ذاك الصعلوك صارم مع نفسه إلى هذا الحد ..؟ دخلت مع ميليوس إلى الحمام لكي نكتشف الأمر. أخبرني بأن رايلا وكايلر لم يستطيعا استعمال أي شيء وانتهى الأمر في الصباح المبكر إلى حوادث. ضحكت كثيراً ربما لأنني لست الغبي الوحيد هنا. أخبرته بأن الزر الأحمر يرش المياه الساخنة في كل مكان وكأن عاصفـة بركانية قد ظهرت فجأة، كان ميليوس لطيفاً وضحكنا معاً بشكلٍ تلقائي وكأننا أصدقاء منذ أعوامٍ طويلـة . بعد وقتٍ قصير عادت رايلا، كانت تتكلم بسعادة عن ما شاهدته في تلك المدينة العجيبة وكانت تحمل كتيبات توضيحية كثيرة، لم نفهم أي لغـة منها ... ثم تبعها كايلر الذي عاد بصمت وهو يحمل كيساً كبيراً مليء بفاكهة خضراء غريبة لا أعرف من اين ابتاعها. يبدو أن الجميع بحاجة إلى الإفطار ولكن لم يستيقظ كاميو بعـد . تكلم كايلر قائلاً : - هل مازال القائد نائماً ..؟ - أجل. أجاب ميليوس بنبرة قلقة فهتفت رايلا باستغراب : - هذا غريب! على أحدٍ منا أن يوقظـه إذاً! - ليس أنا . أجاب كايلر. وتبعه ميليوس : - رايلا قومي انتِ بذلك! - مستحيل . تساءلت في نفسي .. هل هو خطرٌ إلى هذا الحد ..؟ بدا أن جميع النظرات تتجه نحوي وعندها همس ميليوس بودّ : - سيد جيرودا . لم لا توقظ سيدي ..؟ جن جنوني وأنا اسمع تلك الجملة وشعرت بأنني أتلاشى إلى داخل الأريكة التي كنت أجلس عليها ثم تساءلت بارتباك : - ولماذا أنا .... ؟ بتلك النظرات المتوسلة لم يكن أمامي خيارٌ آخر، فتحت الباب بهدوء ووجدته ينام بنفس الطريقـة الغريبة. وإحدى ذراعيه تتدلى من فوق السرير . اقتربت منه وقلت بصوتٍ جاد : - كاميو .. ألن تستيقظ ..؟ سوف نتناول الإفطار بدونك. لم أسمع أي إجابـة . اقتربت أكثر وحركت جسده برفق. لم يبد بأنه يستجيب، كان هناك حقاً خطبٌ ما .. حتى أنا الشخص الذي لا يعرفه جيداً، شعرت بذلك. أمسكت بكتفيه جيداً وحركته، ذلك الشعر الذي يغطي جبهته عاد إلى الخلف بينما أحركه، كان هناك رسمٌ أحمرغريب فوق حاجبه الأيسـر . بدا مخيفاً وتركت كتفيه بشكل غير مقصود فسقط على الوسادة. هل هو شخصٌ ملعون؟؟ كنت متساءلاً .. ولكنني تجاهلت ذلك وهتفت بصوتٍ أكبر : - كاميو! ما الأمر ... هل انت بخير ..؟ شعرت بأنه لا يتنفـس. بدأ القلق يتنابني، ودخل كايلر إلى الغرفة يتبعه ميليوس ورايلا، أمسكت بيده محاولاً إيقاظه بطريقة أخرى ولكنها كانت ساخنة جداً... ! تحسست جبهته ووجهه، كانت وجنتيه حمراوتان، والسخونة تخرج منـه بشكلٍ واضح. تكلمت بقلق وأنا أتحقق من تنفسّه البطيء: - علينا أن نستدعي طبيباً بسرعـة، فلربما تكون حالته خطرة! إنه فاقدٌ لوعيه تماماً . بدا القلق واضحاً على وجه الثلاثة الآخرين وقالت رايلا بفزع: - لكن كيف ونحن لا نعرف لغـة الناس هنا! قال ميليوس باندفاع معترضاً : - يمكننا أن نشرح لأي شخص.. أنا سأذهب الآن لإدارة هذا الفندق! ركض مسرعاً إلى الخارج، وتبعه كايلر .. أما رايلا فقد توجهت نحو الردهـة وهي تقول : - سأحضر مياهاً باردة. التفت انظر إلى كاميو، ولكنني ذعرت عندما شاهدته يفتح عينيه ويحدّق نحوي بنظرته المخيفة!! كان الرسم على جبهته قد أصبح بلونٍ أسود!! لم استطع قول شيء ونظرت إليه بهلع فمد يده بصعوبة وأعاد بعضاً من شعره الأمامي القصير فوق جبهته وغطى ذلك الرسم الغريب .. ثم بدأ ينظر نحوي بحقـد وكأنما يلومني على شيء ما!! إنه يخبرني بتلك العينين عن شيءما، لكنني لم استطع فهمه!! لماذا ...؟ لماذا يحاول التغطيـة على هذا النقش فوق حاجبه بذلك التفاني ؟؟ هل وراءه سرٌ مـا ..؟
__________________ الى اللقاء |
#8
| ||
| ||
(5) ظل يحدّق إليّ بعينان ثابتتان. تكلمت بقلق : - هـ .. هل انت بخير..؟ دخلت رايلا ومعها مناديل قماشيـة وقارورة مياه باردة. عندما نظرت نحو كاميو كان قد فقد وعيه مجدداً. هذا الشخص يقوم بإخافتي في كل مرّة يحدّق فيها نحوي بتلك النظرات الغريبة!! بللت رايلا تلك المناديل القماشية وأعطتني إياها . امسكت بالمناديل ووضعتها على جبهـة كاميو ويديه. أما رايلا فكانت تتحاشى الاقتراب منه بشكلٍ ملحوظ. بقينا ننتظر الطبيب وتكلمت رايلا : - إن سيدي كاميـو شخصٌ صارم معنا ومع نفسه. لذلك فهو لا يرتاح أبداً، وعندما كنّا في رحلة البحث، كان كلما فقدنا شخصاً من طاقمنا، ظل مستيقظاً طوال الليل، وبالرغم من أنه لا يبدو قلقاً أبداً إلا أنه في الحقيقة دائم الانشغال والتفكير. تساءلت : - هل كان عددكم كبيراً ..؟ - أجل، فوق الثلاثون ضابطاً وجندياً. كانت نسبة كبيرة بالنسبة لأربعة أشخاصٍ متبقين. تساءلت مجدداً : - هل كان هو قائدكم من البداية؟ - أجل، لقد كانت مهمة رسمية موكلة إليه. في نظري، كان يبدو صغير السن على مهنة القائد، وخاصّة في رحلة صعبة كهذه ..، فكرت في أنه ربما يكون قد حصل على لقب الجندي الأبيض، أو الأسـود .. لأن المهمات الخارجيـة لا توكل للضباط العاديين . تساءلت بعد فترة صمت : - رايلا، هل تعرفين عنه شيئاً ، اعني عمله من قبل ..؟ نظرت رايلا نحوه بحذر ثم قالت : - لقد كان يعمل في الحراسـة الشخصية للأمير نيروتا مع الجندي الأسطورة . - اتقصدين جاميان ..؟ أومأت موافقـة، وتذكرت على الفور بأن جاميان عمل لفترة طويلة مع الأمير نيروتا كما تقول تلك الفتاة تماماً، وجهت نظراتي نحو كاميو وتساءلت بقلبي .. " هل كان حقاً صديقاً لأخي ..؟" تنهدت وانا اتعجّب كيف يكون لجاميان صديقٌ كهذا ..! إنهما لا يتشابهان في أي شيء !! سمعت صوت رايلا تقول : - لقد كان الأمير نيروتا مهتماً بالنوابغ. - النوابغ ..؟ أومأت بالإيجاب ثم تابعت قائلـة : - لأن الجندي الأسطورة كان يمتلك مواهب غريبة. كذلك سيدي كاميو، فهو يمتلك موهبة أيضاً، لذلك اصبحا متنافسين، لكن .. تساءلت بسرعة : - ماذا ..؟ - لكن كاميـو أصيب في المعركـة ولم يستطع بعدها إكمال الأمر، لذلك فقد انتقل للعمل في تدريب الأسرى بصمت. كان هذا غريباً جداً، أردت أن اعرف المزيد عنه وقلت : - هل أصيب إصابة بالغـة ..؟ - أجل. - هل تعرفين أي شيء عنها ..؟ - على الإطلاق .. فتلك المعلومات سريّة ولا يعرفها أي شخص. شعرت بالقلق، هل يمكن أن تكون تلك الإصابة قد أثرت عليه وسببت له هذا النوع من المرض ..؟ في ذلك الوقت عاد كايلر وتكلم وهو يلتقط أنفاسه : - لم استطع إيجاد طبيب. لم يفهم أي شخص ما أريده حتى ولو شرحت ذلك مراراً وتكراراً . لقد كانوا قلقين بشدّة على قائدهم، هذا ما أثار عجبي .. هل يحبونه حقاً ..؟ بدأت في نزع سترته وقلت : - علي أن اتفحص ذلك الجرح في ذراعـه .. اقترب كايلر وساعدني في نزع سترته العلويـة، كان جسده قوياً، أما ذراعه فقد كانت في وضعٍ يرثى له! قلت بقلق : - تلك الذراع تحتاج إلى علاج طبي ..! ماذا عسانا أن نفعل ..؟ كان هناك ندبـة مثل خط مستقيم واضحـة على صدره. لقد لاحظتها أنا وكايلر وبدا انه متساءلاً مثلي تماماً، بدا لنا جرحاً قديماً. وفي ذلك الوقت شعرت بأن العرق يتصبب من جبيني وأنا عاجزٌ عن فعل شيء .. لماذا أصبحت قلقاً على هذا البغيض إلى هذا الحد ..؟ تكلمت مع رايلا : - علينا أن نقوم بتعقيم هذا الجرح مجدداً، ساعديني في إيجاد أي ضمادات طبيـة. خرجت رايلا بسرعة لتبحث .. تذكرت فجـأة لندا، عندما كانت تعقم جروحي في محطـة المركبة هينوآ . لقد كانت تعرف ما تفعل .. وليس مثل تلك الأفعال عديمة الجدوى التي أقوم بها! هل من الممكن أن يموت بين يدي ..؟ ارتعش جسدي وأنا أفكر بأن هذا ممكن الحدوث! احضرت رايلا علبة خضراء بها الكثير من الضمادات وسوائل معقمة .. لكنني لم أستطع استخدام أي من تلك السوائل .. ماذا إن كان لها استعمالٌ آخر ..؟ ظللت أحدّق أنا وكايلر إلى الزجاجات ونفتحها ونحاول شم رائحتها ..! كان كل هذا بلا جدوى، وفي تلك اللحظـة دخل ميليوس ومعه اثنان آخران .. من الجيد انه استطاع احضار نجدة من أي نوع!! تنهد كايلر براحة وقال ميليوس : - لقد وجدت طبيباً! إن ميليوس رائعٌ حقاً، فهو متقد الحماس ولا يستسلم بسهولة! على الفور دخل أحد الرجلين وبدأ في تفحص الجرح وتكلم مع الرجل الآخر مطولاً. كانت تلك التعابير على وجوههم لا تبشر بالخير مطلقاً . لم تمضِ دقائق أخرى حتى دخل المزيد من الرجـال، ثم حملوا كاميو ووضعوه فوق سرير متحرك، امسكت بالسرير ومشيت معهم .. لحق بي الثلاثة الآخرين . جميعاً كنا نشعر بالقلق على حالة هذا الصعلوك! فهو لا يسبب لنا سوى القلق الدائم!! في غرفـة هادئة جلسنا نحن الأربعة ننتظر. لقد ادخلوا كاميو إلى غرفة أخرى ولم يخرج أي منهم حتى الآن .. تساءل ميليوس بقلق : - ماذا يفعلون كل هذا الوقت ...؟ أجبت وأنا احاول تهدئته : - إن خياطة الجرح يستغرق وقتاً . - إنني خائف. هكذا أجاب ميليوس، وضعت رايلا يدها على رأس ميليوس وبدأت بتحريك شعره بلطف وهي تقول ضاحكـة : - هيا، كف عن القلق أيها الصغير! أنت دائماً ما تنقذنا .. ابتسم ميليوس بخجل وضحكت من هذا المشهد .. كانت تبدو رايلا مثل الأخت الحنونـة، بشكلٍ ما، مع ذلك الشعر الأحمر وتلك الابتسامة المطمئنة هي تذكرني بأمي. مرّ الوقت ببطء .. لم نستطع تبادل الأحاديث واكتفينا بالتحديق إلى وجوه بعضنا البعض بصمت. ثم فجأة خرج الطبيب من الغرفة يتبعه الرجال الآخرون . كنا جميعاً نريد ان نطمئن، ولكن لم نكن نستطيع تبادل الحديث! لكن الطبيب اومأ لنا بالايجاب وسمح لنا بالدخول .. دخلت بسرعة وتبعني الآخرون .. كان كاميو يجلس على سريرٍ يتوسط الغرفـة مع وجه متذمر، عندما شاهدنا بدأ بالتحديق لي بعدوانيـة فتجاهلت تلك النظرات وقلت : - هل انت بخير ..؟
__________________ الى اللقاء |
#9
| ||
| ||
صاح كاميو فجأة : - ما هذا!! لم تصرّ على فعل ذلك ..؟ نظرت له باستغراب، اقتربت قليلاً ومددت يدي اتحسس جبهته التي ماتزال ساخنة، ولكنه امسك يدي بقوّة وتكلم بغضب : - أخبرتك بأنني لا أريد الذهاب إلى المستشفى! حاولت جذب يدي ولكنه كان يقبض عليها بشكلٍ آلمني، تكلمت مدافعاً : - لكن .. لكن أنت لم تخبرني ذلك! نحن لم نتحدث على الإطلاق! - تباً لك! كان ما يزال يصيح بغضب وافلت يدي ثم نظر إلى الآخرين .. وقفت رايلا ومعها ميليوس يحاولان الاحتماء خلف كايلر وهم يتحاشون النظر نحوه جميعاً ,, إنه مخيف حقاً! ليس هادئاً كما اعتقدت فهو عصبي بشكلٍ مفزع!! حاولت ان اتجاهل تلك الشرارات التي يخرجها من عينيه وقلت : - بأي حال انت بحاجةٍ إلى الراحـة. سوف نتركك هنا . نظرت للآخرين الذين خرجوا الواحد تلو الآخر .. قبل أن أنصرف أمسك بطرف قميصي .. التفت نحوه اترقب ما الذي سيقوله مع تلك النظرة الغريبـة : - هل رأيت شيئاً مـا ..؟ تفاجأت من سؤاله.. هل يقصد ذلك الوشم فوق حاجبه الأيسر ..؟ أجبت بهدوء : - ماذا تقصد؟ ترك قميصي أخيراً وظل ينظر نحوي بشكٍ وقلق، حاولت الهروب من ذلك القفص من النظرات وأنا أهمس: - انت بحاجة إلى الراحـة كاميو. تركته وانصرفت خلف الباقين ، ولكن، لم نكد نصل إلى الجناح الخاص بنا في الفندق حتى سمعنا طرقاً على الباب. ركض ميليوس ليفتح ولكنه تشنّج فجأة في مكانه .. التفتنا جميعاً لنظر وتفاجأنا بـ كاميو يدلف بسرعة من الباب، ولم يحرمنا طبعاً من تلك النظرة الصاروخية التي يتمتع بها! كان ينظر لي بشكل محدد. ثم تكلم فجـأة: - اسمع تالتن ماكنزي، أنا سأسمح لك بالهرب مرّة واحدة، لكن إذا عثرت عليك فلن اتركك إلا عندما اضعك أمام امرجيز. هل عليّ الهروب حقاً منه ..؟ دخل إلى غرفتي ثم اغلق الباب خلفه بعنف. تساءلت : - ما به قائدكم، إنه غريب الأطوار. . قالت رايلا وهي تضع الأطباق على السفرة وتحاول تهدئة الموقف : - إنه يفعل ذلك لأنه يعتقد بأنك تالتن ماكنزي . تكلمت بصراحـة : - وإن يكن، إنه أنا. سقط الطبق من يدها وتناثرت محتوياته على الأرض ، كانوا ينظرون نحوي والصدمة تعلو وجوههم! تكلمت موضحاً: - ان اسمي الحقيقي هو جيرودا، لكن لقد كنت متخفياً لفترة باسم تالتن ماكنزي. هتف ميليوس بضيق: - من المستحيل أن يكون ذلك الشخص السيء هو انت! إن هذا لا يصدق .. لقد خدعت بابتسامتك طوال الوقت ..! لماذا اصبحوا متضايقين جداً؟ ماذا يعرفون عني بهذا السوء..؟ اقتربت رايلا ووقفت في مواجهتي .. كانت تحدّق إلي بحزن وامتلأت عيناها بالدموع، لماذا اصبحت تلك اللحظـة طويلة جدا ..؟ - هل انت حقاً تالتن ماكنزي الذي كان معروفاً بلقب الجندي الأسود؟
__________________ الى اللقاء |
#10
| ||
| ||
تساءلت رايلا بهدوء وهي تقف أمامي، أما أنا فلم اتحرك من فوق الأريكـة وأجبت وأنا انظر إليها : - صحيح. إنه أنـا مدت يدها وقامت بصفعي بكل قوتها!! توقفت أنفاسي لشدة دهشتي ..! لقد أصبحت مصدوماً ورفعت رأسي بصعوبة وقلت : - لماذا؟ انهمرت دموعها وقالت بصوتٍ مرتجف : - ألا تعرف أنك كنت السبب في شقاءنا .. لقد مات أخي وأعز أصدقائنا في رحلة البحث عنك! إنني أكرهك .. لطالما حلمت بأنني أقتلك بيدي ..! سوف انتقم منك! مسحت دموعها ولكن ظل المزيد ينزل من عينيها وتابعت : - لقد دمرّت المركبة هينوا وسرقت القلادة التي كانت تعتمد عليها قوّة شعبنا .. قتلت أفضل الأشخاص الذين وجدوا في مملكة بانشيبرا! لقد قتلت جاميان .. ذاك الشاب الرائع الذي قام بتدريبي .. أنا لن أسامحك أبداً . سقطت على ركبتيها .. لقد كانت حقاً منهارة! حدّقت إليها مأخوذاً، على ما يبدو .. لقد فعلت الكثير من الأشياء البغيضة! حركت عيني ببطء ونظرت إلى كايلر وميليوس الذين يرمقونني بنظراتٍ لم أستطع فهمها، لم انتبه لنفسي، مازلت أضع كفي فوق خدي الذي صفعته رايلا. أبعدت كفي واعتدلت في جلستي .. لم يكن هناك سوى صوت بكاء رايلا، وعندها تساءل كايلر : - هل أنت جاسوسٌ من تيمالاسيا ..؟ هل فعلت ذلك لأنك أردت تدمير بانشيبرا؟ التقطت أنفاسي وأنا افكر .. كيف أشرح لهم الأمـر..؟ لم يكن كما يعتقدون أبداً! قال ميليوس بانفعال: - لو كان كذلك فسوف نسامحـك! أنت تبدو شخصاً جيداً. لم استطع فتح فمي بكلمـة، وسمعت رايلا تقول : - حتى وإن كان جندياً من تيمالاسيا فأنا لن أسامحه أبداً على تلك الأشياء الحقيرة التي فعلهـا! كان ذلك مؤلماً .. لقد كان حقاً مؤلماً بشكلٍ لا يصدق! في الحال شعرت بأنني مختنق .. أردت أن أرحـل بسرعة بدون أن أقول اي شيء، فتحت باب الخروج واندفعت مسرعاً. كان الهواء في الشارع بارداً، وبدأ الهواء القوي بتحريك كل شيء حولي .. كنت أشعر به، لقد كان شعري يتحرك أيضاً ومعطفي .. لكنني ما أزال أشعر بالاختناق وكأن هذا الهواء لا ينفذ إلى داخلي! مشيت ببطء في الشارع، وضعت يدي في جيبي وفضلّت أن لا أفكر بالأمر .. وعندها تأملت الأماكن من حولي جيداً حتى لا أضيع بعيداً عن الفندق. بدأت في التفكير في خطّة .. أنا لم أفكر في خطةٍ من قبل. يجب أن انتقم من أمرجيز، إن هذا ما أراه أمامي فقط! ذلك الشخص الأناني الشرير لا يجب أن يكون موجوداً في هذا العالم . ماذا سأفعل مع كاميو..؟ إنه يريد تسليمي إلى أمرجيز ولكنني لن أسمح بأن يحدث هذا أبداً! هل سأضطر للتخلص منه؟ هل سأصبح قاتلاً في نهاية الأمر؟، لكن .. أنا أعرف نفسي في كل الأحوال. لن استطيع قتل شخصٍ بريء .. إن وصلت إلى بانشيبرا هكذا .. سوف يعرفني الجميع! وإذا تم القبض علي فلن أرى وجه أمرجيز إلا وهو يضحك علي بخبث والسيف يجذ رقبتي. - تالتن! كان ذلك الصوت ينادي ، .. - تالتن!!! إنه شخصٌ ينادي حقاً، أفقت فجأة من افكاري ونظرت خلفـي، كان كاميو يقف هناك يستند على أحد الجدران وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة! رمقني بنظرة مرهقة ووقف معتدلاً ثم وجه اصبعه نحوي وقال : - تالتن هل تظن انه بإمكانك أن تهرب مني؟ مازالت مشاعري المتضاربة تظهر على وجهـي واقترب كاميو ثم أمسك بسترتي فقلت: - لقد سمحت لي بالهرب مرة واحدة، هل نسيت ..؟ كان متعباً وخرج صوته مبحوحاً : - أنا لن أترك مهمتي تفشل بتلك الطريقة، ستعود معي إلى الفندق الآن. وستسافر إلى بانشيبرا مهما كلفني الأمر ..! كان يحاول منع نفسه من السقوط، إنه متعب بحق .. ولكنه ركض تلك المسافة خلفي! أمسكت بكتفيه وأنا أحاول اسناده وقلت باسماً: - لقد أخبرتك بأنني لا أنوي العيش في بلامنيت لبقيّة حياتي! ---------------------------------- عدت إلى الفندق وأنا أحمل كاميو على ظهري! ذلك الصعلوك .. !! إنه فقط يتسبب في إرهاقي وإتلاف أعصابي طوال الوقت!! عندما دخلت، كان الجميع يجلس بشكلٍ هاديء ويتبادلون الأحاديث بتلك اللغة الغريبة. نظروا نحوي وتساءل ميليوس وهو يقترب : -ما الذي حدث لسيدي؟ وضعت كاميو على الأريكـة وأجبت : -لقد لحق بي. هذا كل شيء! رمقني ميليوس بنظرة شك فقلت : -ما زال مرهقاً بسبب ذلك الجرح. لكن إذا كنت تفكر بأنني ضربته فأنت مخطيء. تغيرت ملامحه وقال وهو يحرك يديه بالنفي : -لم أقصد هذا .. لـ .. -لا بأس. مرت فترة من الوقت فقال ميليوس : -لقد اكتشفت كيف استخدم هذا! ألا تريد أن تعرف؟ كان يشير نحو الحمام. لقد كنت بحق أريد أن أعرف، كما أنني أتضور جوعـاً! أجبت : -بلى , اخبرني .. توجهنا نحو الحمام وبدأ بإخباري عن اكتشافاته، وقبل أن يخرج ابتسم وقال: -سيد جيرودا، لقد وضعت طعامك في المطبخ، ستجده هناك حسناً؟ كان يحاول التخفيف عني بطريقة ما، وتساءلت : -لماذا تفعل ذلك ميليوس؟ ألا تكرهني أيضاً ؟ لم يستدر نحوي، ظل ينظر إلى الأمام وأجاب : -لكن . . تبدو لي شخصاً جيداً. خرج وأغلق خلفه الباب. في المساء، بعد ان اخذت حماماً وتناولت الفطور المتأخر، استيقظ كاميو بشكل غريب وسار إلى الغرفة مترنحاً ثم ألقى بنفسه على السرير.. تكلمت مع ميليوس الذي كان يجلس مع رايلا وكايلر : -ألا يجب أن يأكل كاميو شيئاً ما ..؟ سيبقى مريضاً بشكل أطول إذا لم يأكل. كنت اتحاشى النظر إلى رايلا واشعر بأنها تفعل نفس الشيء. لم اسمع إجابة فدخلت إلى غرفتي وأنا أحمل طعام كاميو ووضعته على الطاولة
__________________ الى اللقاء |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
رواية بنات فله والشباب عله جنــآآن لآ تفوتكم | دكتورة الحب | روايات و قصص بالعاميه | 15 | 05-28-2015 12:12 AM |
رواية الجندي الأبيض الجزء الثاني (مطاردة الأحلام) | kαtniS | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 3 | 04-28-2013 10:40 AM |
رواية نور الكون رواية جديدة من روايات سعوديه رواية نور الكون | الحب الساكن | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 13 | 07-03-2011 03:30 PM |
رواية .. الصداقة ام الحب ؟؟؟ .. لا تفوتكم ..!! | ᴙǫȥαᶅч | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 7 | 03-11-2011 07:10 PM |
رواية حللللللللللللوة لا تفوتكم | العزة لله | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 3 | 03-10-2007 04:24 AM |