عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

Like Tree8Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #36  
قديم 02-11-2012, 02:08 PM
 
توجهت بنظري نحو كاميو الذي عارض ذلك وأشار بيده إلى اليمين وهو يقول:
- اذا كنتما تبحثان عن استراحة الملك فهي ليست تلك .

تبعنا كاميو تلك المرة وقبل أن نصل سمعناه يصرخ بقوة .. لم نفهم ماذا يقول بسبب الباب المغلق .
ودفعت كاميو نحو الباب بشكل مفاجيء وقلت:
- اطرق!

نظر لي كاميو بحقد وقال :
- ولماذا أنا .. أطرقه أنت!
- هل انت خائفُ الآن..

زفر كاميو بغيظ وطرق الباب .

توقف امرجيز عن الصراخ ورأيت وجه زالين المرتعب فقلت :
- ما بك؟
- لا .. لاشيء. إنها المرة الأولى التي اسمع فيها الملك يصرخ بتلك الطريقة.

انفتح الباب فجأة بدون مقدمات وظهر رجلٌ غريب . بالتأكيد إنه إحدى الرجـال الذين دخلوا خلسـه، كان هذا واضحاً من زيه لأنني لم أستطع تمييز وجوههم .

نظر لي كاميو فتكلمت قائلاً:
- من فضلك نريد الأميرة لوشيا بسرعة .
حملق لي الرجل لثوانٍ ثم دخل واغلق الباب .

لم يمض الكثير من الوقت حتى خرجت لوشيا وسارت أمامنا ببطء بدون أن تسأل عن سبب مجيئنا المفاجئ .

مشينا خلفها بهدوء وتبعنا كاميو وكأنما على وجه ألف سؤال واستفهام!
عندما ابتعدنا مسافة كفاية توقفت لوشيا عن السير ووجهت لي الكلام مباشرة :
- تاري! خذني بعيداً من هنا . أرجوك.

داخل عينيها نظرة ذعر غريبة ، تبادلت نظرة مع زالين وأومأت موافقاً .

وعندها نظرت إلى كاميو وقلت :
- سنتكلم عن هذا الأمر في وقتٍ لاحقٍ الليلة.

أشار لي كاميو بذقنه اشارة لم أفهم هل "نعم" أو هي "اذهب" ..
كان قلبي يحترق من الداخل لأنني لم أحصل على المعلومات من كاميو .

مر يومان وبقيت ثلاثة أيام . علي أن اكتشف مكانها بسرعة .
اصطحبنا الأميرة لوشيا في المركبة ، وما إن تحركنا حتى شعرت في بكاءٍ مرير.

لم يستطع أحدنا سؤالها عن أي شيء، اكفينا بالصمت واخذت اتجول بالمركبة في كل الأرجاء حتى توقفت عن البكاء من تلقاء نفسها وهدأت بعد فترة طويلة، ثم تساءلت بصوتٍ متأثر بالبكاء:
- لماذا لم نصل إلى الحديقة حتى الآن؟

قال زالين وهو يبتسم :
- تاري، دعنا نذهب إلى مكانٍ جميل لا يذهب إليه شخصٌ غيري .
- هل لديك مكانٌ سري ..؟

تساءلت فأجاب :
- نعم، ولكن ألن تصطحب ابنتيك معك؟
- لا بأس.

تدخلت لوشيا متساءلة :
- ابنتيك ..؟ لقد ظننت بأنها ريوري فقط .

عاد زالين إلى الثرثرة واخبرها عن قصة ريوري ورونا، ولهذا بدأت لوشيا بالالحاح لكي أمر على البيت ونصطحبهم معنا .

وهكذا ..
توجهنا جميعاً إلى مكان زالين السري، كان بعيداً جداً عن العاصمة بانشيبرا .
جلست الفتاتان بجانب الأميرة لوشيا بأدب ولم تصدران أي أصوات وهذا ما جعلني أشعر بالراحة لبعض الوقت.

عندما وصلنا، كانت الفتاتان ولوشيا أيضاً يغطون بالنوم. وضحك زالين وهو يراقب وجوههم :
- لم تمر سوى نصف ساعة .. كيف استطاعوا النوم بتلك بسرعة .
- أمرُ .. لا يصدق!

وقفت أتأمل المكان الذي وصلنا إليه .
كان مكاناً رائعاً . الاشجار والنباتات الخضراء تلفه من جميع الجهات .. وهناك شلال صغير يتصل بالنهر المؤدي إلى العاصمة ..
رائحة الزرع الأخضر والهواء الطلق تبعث البهجة في النفوس .
لوهلة تمنيت لو أن أمي ترى ذلك المكان الرائع الآن ، دمعت عيناي وأنا أتخيل وجود أمي في زنزانة باردة يؤلمها جسدها وتبكي تحسراً على فراقنا ... والأدهى والأمر .. تعلم بأنها ستعدم بعد ثلاثة أيام وحسب!

وقف زالين بجانبي بدون أن يتكلم فتكلمت :
- ألا ترغب بوجود شخصٍ تحبه في هذا المكان الآن؟
سمعت صوته وهو يجيب :
- بلى ، لكن هذا مستحيل.
كنت أتكلم عن امي في ذلك الوقت، ولكنني شعرت بالصدق في كلامه ونظرت إلى وجهه وقلت :
- بينما أنا هنا، أمي في سجنٍ ذو رائحةٍ عفنة تحت الأرض.
شعرت بأن دموعي تريد النزول وأنا أقول ذلك، ولكنني فوجئت بزالين الذي تكلم بصوتٍ مرتجفٍ حزين:
- وبينما تتجاهل مشاعرك، من المستحيل فعل شيء في الحـال .

هل يبكي ..؟
رمشت بعيني وأنا أحملق في وجهه وأرى تلك الدموع اللامعة! لم أتوقع مشاهدة زالين في مثل تلك الحال على الإطلاق.
بدا وجهه حزيناً جداً وكأنما يعاني من داخله .. لففت ذراعي حول كتفه وقلت :
- صحيح لا يمكنك فعل شيء في الحال، ولكن لا يمكنك الاستسلام أيضاً .
- ماذا .. تفعل .. إذ انتهى الأمر؟

صُـعقت بسبب سؤاله وحاولت الصمود وأنا أجيب:
- كيف؟... كيف ينتهي الأمر ومازلنا نحاول ..؟
جلس على الارض منهاراً وانهمرت دموعه أكثر وأكثر، وضع يده على فمه ليكتم صوته وشعرت بالألم يشتعل في قلبي مجدداً أكثر .. فأكثر .

جثوت على ركبتاي بجانبه وقلت :
- زالين ، لم يفت الأوان بعد صحيح؟
- لقد .. فات .

تساءلت في نفسي عن تلك المشكلة التي يعاني منها، شعرت باستياء فهو لا يتكلم وأنا أظل صامتاً مثل الأبله أراقب وجهه فقط، تساءلت ما إن كان هذا المكان يحرك فينا المشاعر الحزينة؟
لا أدري إن كنت أخطط لتصرفاتي، ولكن لا إرادياً ضممت زالين بقوة إلى صدري وكأنه أخي الأصغر جاميان .. لأنني لا أرغب برؤيته هكذا، أردت فقط أن اتخيل في ذهني صورته الباسمـة .

تركته وجلسنا متجاورين ، كان بالفعل قد توقف عن البكاء . وبعد فترة بدأت بمحاولة تغيير ذلك الجو الكئيب وقلت :
- إذا استيقظت لوشيا الآن ستفتك بنا. فنحن لم نوقظها ..
ابتسم زالين بخفوت وقال :
- ابنتيك أيضاً ، لقد جئنا بهم جميعاً إلى هنا لكي يمرحوا وتركناهم نائمون .
ضحكنا معاً .

بعدها وقفت وتوجهت إلى المركبة وبدأت بإيقاظ ريوري ورونا استيقظتا بنشاط ونزلتا من المركبة بسرعة، وعندما نظرت إلى وجه لوشيا، لم يكن بخير!!
كانت شفتاها زرقاوتان وبشرتها شاحبه، تحسست حرارتها بفزع ولكنها كانت باردة جداً!

حركتها بعنف، وانا أنادي :
- لوشيا .. لوشيا .. هل تسمعينني؟؟
لكنها لم تجب على الإطلاق ، ذعرت .. وعندها صحت أنادي زالين :
- زالين .. إن الأميرة هنا!! يبدو بان مكروهاً أصابها!!

وصل زالين على الفور وفتح الباب المقابل لي وبدأ بتفقد نبضات قلبها، نظر لي بخوف وقال:
- ماذا ..! ألم تكن بخيرٍ منذ قليل؟
- أجل!!

عدنا بسرعـة وريوري ورونا تتذمران وتبكيان!
وصلنا إلى المشفى الملكـي وقمت بضغط جهاز النداء إلى كاميو فقد كان ذلك الجهاز يمتلكه جاميان يوماً ما وكان يناديني بنفس الطريقـة .

وقفت أنا وزالين بقلق ننتظر نتائج الطبيب، وبسبب طول الانتظار نامتا صغيرتاي على الأريكة وهما جالستان ، وصل كاميو أخيراً، كان هادئاً ولكنه بدأ يتوتر عندما رأى وجوهنا وتساءل:
- ما الأمر ؟ هل هناك شيء خـاص؟

أجاب زالين بخفوت :
- ليس أمراً خاصاً، لكن أظن بالأميرة لوشيا تعرضت للتسمم .
قلت باستغراب :
- ماذا! هل تظن ذلك حقاً؟
- أجل.

كان كاميو متعجباً وتساءل مجدداً:
- ما الذي حدث لها! لم تقوما بالحراسة جيداً!!
- ليس كذلك ..
تابعت كلامي وأنا ارى اهتمام كاميو بالحديث :
- لقد حدث لها ذلك بعد خروجها من غرفة امرجيز بحوالى ..
- ساعة وأربعون دقيقة .

أكمل زالين كلامي . كان حساباته دقيقة كما تعودت منه .

قبل أن يعترض كاميو خرج الطبيب من الخرجة فنظرنا له جميعاً بلهفـة ننتظر الإجابة وعندها تكلم الطبيب :
- لقد تعرضت الأميرة لحالة تسمم، حالتها خطيرة .

تركنا الطبيب وانصرف، وتكلمت قائلاً:
- لقد خرجنا من عند امرجيز وتجولنا في المكان .. في خلال ذلك الوقت لم تشرب أو تأكل أي شيء.

حدق زالين وكاميو إلى وجهي باستغراب وتساءل كاميو بحنق:
- ما الذي تقصده؟
قلت ببساطـه:
- إن امرجيز يحاول قتلها .
- ياللهراء!!

تركنا كاميو واندفع ليخرج من المكان .. ولكنني احكمت قبضتي على ذراعه
__________________
الى اللقاء
  #37  
قديم 02-11-2012, 02:09 PM
 
وهمست :
- لقد حصلت على اعتراف من ديالي قبل أن تموت. ما حدث في القصر أيضاً كان محاولة للتخلص منها.

تمتم زالين وهو يضرب كفه الأيمن بقبضته اليسرى :
- لهذا كنت مفزوعاً عندما تأخرت الأميرة عند الملك امرجيز؟!

نظر لي كاميو بتلك النظرة المخيفـة، بدأ يتفحص وجهي بغصب وصاح :
- هل تريدني تصديق شخصٍ كاذب من الأساس؟!

توقعت ردة فعله، لم أعد اتفاجأ من كلامه البذيء. تركنا وانصرف بغضب .. أعلم أنه يرى في أمرجيز الملك المثالي كما كنت أراه في السابق ..
ولكنه سيفكر في كلامي جيداً لأنه المنطق الذي يتعامل به كاميو.

تمتم زالين :
- ياله من وغد!!
نظرت إلى زالين وابتسمت قائلاً :
- إنه شابٌ يعتمد عليه . مثلك تماماً .

لم يقل زالين شيئاً واكتفى بالصمت ، كان انتظارنا بلا فائدة ولهذا عدنا إلى منازلنا على وعدٍ بأن نتقابل أمام المشفى الملكي في الصباح المبكـّـر.



----------------------------

لم استطع النوم جيداً.
في الغد سيصبح المتبقي لأمي يومان فقط . وأنا أفكر في لوشيا طوال الوقت واخشى أن تموت ...
لماذا أصبحت أهتم لأمرها كثيراً ..؟

أردت طرد تلك الأفكار من رأسي ولكنني لم استطع حتى اقفال عيني ... ولهذا عدت وحيداً إلى المشفى الملكي بعد أن اطمأننت على نوم صغيرتاي في غرفتهما بأمان تحت أنظار المربية العجوز.

كانت الزيارة ممنوعـة، ولهذا جلست أمام باب الغرفة التي تتعالج بها .
كنت مرهقاً ومتعباً لكن النوم أبى أن يصل إليّ! كنت أشعر بالقلق والخوف ....

فكرت في روسّو .. انه يعرف الآن مكان أمي ويعرف بانها ستعدم بعد يومين، كيف له أن يتركها تموت ببساطة وهو والدنا البديل ،!

هل أخبره بأنني جيرودا؟ لكن .. هل أتوقع أن يخبرني عن مكانها؟ ان روسو دائماً ما يكون صارماً في الأمور العسكرية ..
لكن ..؟ أليس هو الشخص الذي قام بتهريب لندا عندما كانت في المأزق الكبير؟!

فعل هذا من أجل جاميان، يمكنه فقط اخباري عن المكان الذي توجد فيه أمي، لن يتأثر مركزه بأي شيء ..!
أفقت من أفكاري وأنا أرى أمرجيز يقترب وحيداً من بعيد .

وقفت متحفزاً وشعرت بالنشاط .
اقترب امرجيز كثيراً وتوقف أمامي مباشرة وتساءل باستغراب :
- تاري؟! ما الذي تفعله في هذا الوقت المتأخر؟
أجبت :
- إنني أقوم بالحراسـة.
- لكن المستشفى الملكي آمن. يمكنك العودة للمنزل .

قبل أن يدخل إلى الغرفة اعترضت طريقه وقلت :
- إن الزيارة ممنوعـة.
نظر لي امرجيز بغيظ وضاقت عينيه وهو يقول:
- لقد أمرتك بالعودة للمنزل ..!
- امرجيز!

عاد ينظر لي مجدداً فقلت وأنا أحدق في عينيه مباشرة :
- يجب أن لا تقوم بزيارتها وإلا فستحوم الشكوك حولك . لأنها خرجت من غرفتك مريضة جداً، اعتقد بأن هذا من مصلحتك الشخصية ، ابتعد!

كان كلامي غير محترم بالنسبة للملك، ولكنه مع هذا تراجع قليلاً وقال :
- هل تعتقد بأنها ستشفى؟ اخبروني بأنه سمٌ قوي .
لم أزحزح نظراتي الحاقدة من على وجهه وتكلمت بنبرة ساخرة :
- لست محتاجاً لأن يخبرك أحد صحيح؟ أعرف أنك أردت التخلص منها.

صفق أمرجيز بيديه وتمتم بنبرة تهديد :
- هل اكتشفت هذا بنفسـك؟ وتخبرني ببساطة ألست خائفاً مني؟
أجبت بنبرة تحدي :
- لا، لن يمكنك أذيتي لأن الأميرة ستشفى وعندها ستحتاج إلى من يكتم أسرارك! وايضاً إذا قمت باذيتي .. هناك شخصٌ آخر يعرف وسيخبر العالم أجمع!

(21)

تركني امرجيز وهو يتوعد بعينيه وانصرف على الفور .
تنهدت براحة وأنا أراه يبتعد، لم أندم على أي كلمة قلتها .. فقد تبقى من عمره يومان وحسب .. وسأقوم بقطع رأسه والقائها في سلة المهملات .

بقيت جالساً حتى الصبـاح . أخبرني الطبيب المعالج بأن لوشيا بدأت في التحسن وهي تتنفس بشكلٍ طبيعي ومعدلات جسدها الحيوية بخير .. كان هذا خبراً مفرحاً ولكنني لم استطع التوجه إلى إدارة السجون وتركها حتى يصل زالين وأعطيه كل تنبيهاتي ..

سيحاول الملك التخلص منها بكافة الوسائل الممكنـة في تلك الأيام حتى يمكنه التحكم بي كما يشاء .

وصل زالين متأخراً على غير عادته، فقد كان دائماً أول المتواجدين .. لم يكن نشيطاً ورائعاً كالعادة، بل كان لونه باهتاً والتقى بي بهدوء ثم قال:
- آسف للتأخير .. لقد حاول بعض الرجال مهاجمتي اثناء خروجي من المنزل!

تحرك امرجيز أسرع مما ظننت، وتساءلت بخوف :
- هل أصابك مكروه؟
- لا .. لقد تخلصت منهم .. فقط بعض الكدمات البسيطـة.

أدركت أنه علي وضع زالين في الصورة الكاملة، لكن بعض الاشخص يحومون حولنا هنا وهناك وربما أرسل امرجيز من يراقبنا ويتجسس علينا .. بما أنه بدأ بمهاجمة زالين، فإنه يتوقع بأنه الشخص الوحيد الذي يعرف عن الأمر .

كتبت في ورقة صغيرة :
" امرجيز سيحاول التخلص منا إذا علم أن لوشيا بخير . الآن تتم مراقبتنا . يجب أن اتوجه لإدارة السجون لذلك ابق عينيك مفتوحتان، اذا احتجت إلى مساعدتي في أي وقت اضغط على جهاز النداء. تخلص من الورقة بعد أن تقرأها "

تركت الورقة معي لبعض الوقت ثم دسستها في جيب زالي وجعلته يشعر بي، نظر لي بذكاء ثم بدأ بتمثيل دور الأبله لثوانٍ، ودعني بصوتٍ عال كالعادة .. وانصرفت .


لم أكد أصل إلى مصلحة السجون حتى سمعت جهاز النداء الخاص بي يصدر صوتاً. ولكنه لم يكن زالي بل كان جهاز كاميو، وترك لي رسالة :
- سأنتظرك في بهو القصر القديم .

هل يقصد مكان الإعدام؟
توجهت مسرعاً إلى هناك .. كان المكان كئيباً وقديماً على الرغم من فخامة بناءه . كيف يقوم امرجيز بجعل ساحة الإعدام في مكان أثري كهذا؟
ما تزال تلك العقدة في شخصيته الغريبة الغير مفهومة تؤرق نومي!!

على الفور شاهدت كاميو الذي كان يقف معطياً ظهره وهو يضرب مقدمة حذاءه برفق في الجدار اثناء انتظاره، عندما شاهدني بدأ بالحديث على الفور :
- لقد عرفت مكانها ..!

هل يبتسم كاميو الآن؟
شعرت بأن عقلي توقف عن العمل لثوانٍ ثم أفقت فجأة وهتفت :
- ماذا!

خفضت صوتي على الفور وتساءلت :
- هل وجدتها عن طريق روسو .. أم ماذا؟
- إن روسو يقوم بزيارتها كل يوم، وعندما تبعته في السر عرفت مكان زنزانتها بدقـّة .

كدت أن أفقد عقلي وشددت على كتفي كاميو وأنا أقول :
- أشكرك!!

قال كاميو ببرود كالعادة وهو يسبقني :
- لاتضيع الوقت، دعنا نذهب الآن ..

تسللنا بين السجون، كان المكان مليئاً بالاتربة والحشرات .. كل شيء مقرف والحديد صدأ والجو يميل إلى البرودة!
وصلنا أخيراً وتطلعت بلهفة من فتحة ضيقة في الباب إلى الداخل، كانت أمي تجلس على سرير خشبي قديم في ركن من الزنزانة بصمت ووحدة ، وتضع وشاحاً صوفياً حولها.
لم أتمالك نفسي وناديت بصوتٍ خافت :
- أمي! أمي ..

توجهت أمي إلى مصدر الصوت وركضت نحو الباب الحديدي وهي تنظر من الفتحة الضيقـة التي أنظر منها.
سمعت صوتها المرتجف يتكلم وهي تبكي :
- جيرودا .. هذا أنت يا حبيبي .. لا اصدق

لم أتمالك دموعي وأجبت :
- أنا هنا لإنقاذك .. لا تخافي لن اسمح لأي شخصٍ أن يمسك بسوء ..
لم يعد صوتها واضحاً، إنها تبكي لدرجة تمنعها من الكلام .. أردت لمس يدها وأن أضمها إلى صدري واشعرها بالأمان!! لا أريدها أن تبكي ابداً .. تكلمت مجدداً:
- أمي لا تبكي .. نحن بخير .
- وجاميان هل هو بخير؟
- أجل .

انا أعرف أنه بخير. فقط أردت طمأنتها رغم أنه غير موجودٍ الآن . كان صوتها مرتعشاً وخافتاً، لم استطع رؤيتها جيداً بسبب الظلام ..
سمعنا خطواتٍ شخص قادم فهمست :
- أمي سأعود إليك لا تقلقي، فقط انتظريني .

امسك كاميو بيدي يسحبني .. وركضنا سوياً إلى ممرٍ جانبي، لكن ذلك الشخص كان يتبعنا وتمتم كاميو :
- هل رآنا؟

كانت دموعي تصعب علي الرؤية لكنها حقاً لا تريد التوقف.
ركضنا في الممرات بشكلٍ عشوائي، ووصلنا في النهاية إلى جدار مسدود وعندها أخرج كاميو سيفه وهمس:
- مع الأسف سأقتله!!

وقف كاميو متأهباً وجففت دموعي بصعوبة وعندنا فوجئنا نحن الاثنان بروسو الذي وقف أمامنا يلتقط أنفاسه وهو ينظر إلينا بذهول متبادل! تكلم قائلاً :
- انتما! ماذا تفعلان هنا ..؟

اخفض كاميو سيفه لبرهة ثم رفعه مجدداً وقال بتحدٍ :
- ابتعد أيها العجوز الأحمق وإلا قضيت عليك!
- توقف .
امسكت بيد كاميو وخفضت سيفه .

__________________
الى اللقاء
  #38  
قديم 02-11-2012, 02:09 PM
 
نظر روسّو نحوي ثم قال:
- عرفت بأنك جيرودا منذ اللحظة الأولى. ملامح وجهك وصوتك لم يتغيرا.

تكلمت بهدوء :
- لا أريد شيئاً، فقط انقاذ أمي، وعندها سأرحل للأبد.
- أين شقيقك؟

أجبت بتوتر :
- إنه في كوكب الأرض الآن . ينتظر عودتي .
نظر لي روسو باستغراب وتساءل:
- هل هو بخير؟ من المستحيل أن يتركك جاميان في هذا الموقف لوحدك .

كان كاميو يحدق لي بذهول! وقاطع حوارنا متساءلاً :
- هل أنت شقيق جاميان؟!
لم أجبه، اكتفيت بالصمت ولم أنظر حتى لوجهه، وعندها تكلم روسو:
- إنهما شقيقان. لكن الشيء الذي لا تعلمه بأنهما مشتركان معاً في سرقة ايموكيا وتهريب الفتاة لندا إلى الأرض .
- ماذا.؟

توقف كاميو عن الحديث واستند على الحائط بظهره وهو يحدق إلى الفراغ أمامه والصدمة بادية على وجهه. نظرت إلى روسو وقلت:
- سيدي روسو، أنا لا أطلب مساعدتك، فقط .. لا تلقِ القبض علي!
سألني روسو:
- هل تعرف بأن والدتك ستعدم بعد يومين بقرارٍ ملكي..؟
- أجل .
- لقد قمت بعمل جيدٍ إذاً ، لكنها ستخرج الليلة بصحبتي وسآخذها إلى مخبأ جاميان.

اكتفيت بالصمت وعندها قال روسو :
- هل تذكر سبيرسو؟ إنه لم يرد أن يشهد على جاميان. ولكن عندما رأى الشائعات تحوم حولك، قام بقول انك السبب في انفجار هينوا .

الآن فهمت كيف أصبحت السبب الرئيسي في كل شيء، تكلمت قائلاً:
- واين هو سبيرسو الآن؟
- في نفس المكان، يعمل نفس العمل.
- هل تعني بأن هينوا مستعدة للإنطلاق؟

ايتسم روسو ابتسامة خافتة وقال:
- نعم .

ثم انصرف وتركنا خلفه .

كان كاميو مازال يحدق مصدوماً ولهذا تكلمت وأنا أمسك بذراعه :
- هيه! كاميو .. أنا آسف لأنني لم أخبرك بهذا .
قام كاميو بالتحرك فجأة وضربني بقبضة يده في وجهي بقوة فأسقطني أرضاً، نظرت إلى وجهه بصعوبة فصرخ:
- أنت لا تستحق ثقتي على الإطلاق! حتى ذلك الشيء المهم لم تخبرني به منذ البداية ... لماذا!!

حاول الانصراف فوقفت وتشبثت بذراعه وأنا أقول :


وهل أخبرتني بأي شيء عنك! أنت أيضاً عاملتني بغموض ونعتتني بالكاذب والمزور طوال الوقت .. لكن أتعلم شيئاً؟ أنا أعتبرك صديقي ..

انتزع كاميو ذراعه بعنف وانصرف .

لم ألحق به. لقد انتهى كل شيء الآن، لقد اكتشف أمري من قبل روسو وكاميو ومن السهل انتشار الأمر ..
عدت إلى المنزل بسرعة وأنا أفكر في الخطـة ..
علي الهروب بأمي من مخبأ جاميان .. إن هذا ليس بالأمر السهل، بدون أن تتأذى صغيرتاي ..
نظرت إليهما وهما تلعبان معاً وتضحكان ببرآءة، أيضاً. لوشيا في موقف صعب وزالين أيضاً .

كل هؤلاء الأشخاص بحاجة لي. لهذا علي أن أرتب لأن يبقوا بأمان في المقدمـة، ثم أنفذ ما أريده لاحقاً.
ربما أموت وأنا أساعد والدتي على الهرب إلى تيمالاسيا.

لهذا علي أن اطمئن بأن الجميع سيكون بخير .
فتحت درج مكتبي وأخرجت العقار .
تلك الأبر التي حصلت عليها من بلامنيت، وحالما احقن بها نفسي، سأعود إلى جيرودا.
يعود لون عيني حالك السواد ويتغير شعري إلى الأحمر المموج مجدداً.

حقنت نفسي ببطء الواحدة تلو الأخرى .. وتبلورت الخطة في رأسي تماماً .
أنا لن أترك امرجيز يعيث في الأرض فساداً لأنه لا يستحق تلك الحياة.. ولكن قبل أن يموت .. يجب ان يرى وجهي ويعرف هويتي جيداً ...

حالما انتهيت، شعرت بالدوار، وسقطت فوق مكتبي .



-------------------------------

استيقظت على رنين جهازي .
قمت مفزوعاً ونظرت إلى التنبيه ولكن عيناي كانت مشوشتان وعندما حاولت الوقوف بشكلٍ مفاجئ سقطت على الأرض ..

هدأت لدقائق وبدأ بصري يتضح شيئاً فشيئاً .
وقفت ببطء وامسكت بجهاز التنبيه فوجدت نادءاً من زالي لكي أتوجه إلى المشفى .. أظلم النهار وهذا يعني أنه مر الكثير من الوقت ..
ارتديت ملابسي ونظرت إلى نفسي في المرآة، لقد عاد جيرودا الاسود بلمعة عينيه المليئة بالإصرار وشعره الأحمر المموج القصير.

كنت راضٍ عن نفسي تمام الرضا، وعندما خرجت بدأت المربية في الصراخ فتكلمت قائلاً بهدوء :
- يمكنك اسداء خدمة أخيرة لي، وسوف أجعلك تذهبين .
هدأت المربية بعد أن سمعت صوتي وربما ظنت بأنه نوعٌ من التنكر .

نظرت لي رونا بخوف ولكن ريوري كانت تبتسم بهدوء، اقتربت من رونا وقلت :
- هل تعرفين من أنا؟
سألتني بتردد والبرآءة تفيض من عينها :
- أنت .. أبي؟
- أجل.

اقتربت ريوري وقالت :
- إنه أبي بشعر جديد .

ابتسمت وقلت :
- الآن سنذهب في نزهـة . يجب ان تستعدوا .

أخذتهم جميعاً إلى القبـة الخاصة بي أنا وجاميان.
تركت معهم المربية وأخبرتها بأنني سأعود بعد فترة قصيرة .

توجهت على الفور إلى القصر، عندما دخلت .. كان الجميع ينظر لي بتوتر واستغراب شديدين .. واستقبلني زالين وهو ينظر لي بقلق فتساءلت :
- هل صحة الأميرة بخير.؟

حدق بوجهي لدقائق طويلة وهو عاجزٌ عن الكلام . وعندها تساءل بخفوت:
- هل انتهى كل شيء؟
- لم ينتهي بعد، لكنها بداية النهاية ..

استعاد زالين توزانه بسرعة وقال :
- الأميرة بخير.
- هل هناك شيء مريبٌ إذاً؟
- أنا لم اسمح لأي شخصٍ بالدخول .. لكنها أفاقت و ... كانت تريد الحديث إليك .

__________________
الى اللقاء
  #39  
قديم 02-11-2012, 02:11 PM
 
كيف يمكنني مقابلتها الآن بهذا الشكل؟
نظرت إلى زالين وقلت :
- سوف يزيد هذا من سوء وضعها، لا يمكنني الحديث معها بشكل تالتن ماكنزي.
عاد زالين للتساؤل وهو يتأملني كثيراً :
- أتعلم .. لم أظن بأنه أنت حقاً ، لكن .. لماذا ظهرت بشكلٍ علني؟

ابتسمت وأنا أقول:
- أريد إثارة أمرجيز لأتمكن منه، إنه الحل الوحيد ..!
- ووالدتك ...؟
- إنها بأمان حتى وقتٍ معين.

دخل زالين إلى لوشيا وبقيت في الخارج،أترقب ما سيحدث .
بعد برهة من الوقت خرج زالي ونظر لي بضيق وهو يقول :
- لقد سمعت صوتك ، وهي مصرة على رؤيتك ..
- ألم تجد أي عذر ..؟
- لا!

فكرت طويلاً، ثم قلت بصوتٍ خفيض:
- أخبرها بأنني انصرفت .

جلست على الكرسي المقابل لغرفة لوشيا ولكنني فوجئت بها تظهر من خلف زالين. استدار زالين وحاول التغطية وهو يقول :
- سيدتي ، لا يمكنك الحراك! هذا ..

نظرت لوشيا إلى وجهي وابعدت ذراع زالين .
اقتربت مني وتجاهلتها وانا ابتلع لعابي بصعوبة، كانت شاحبة الوجه ولكنها تسير بشكلٍ ثابت .

حدقت بوجهي طويلاً ثم قالت وعيناها تترقرق بالدموع :
- لم أظن أبداً بأن ذلك الشخص الرائع كان .. أنت .

لقد عرفتني ببساطـة. وقفت في مواجهتها وقلت :
- أنا آسف.

تساءلت بخفوت :
- لماذا فعلت ذلك؟
- لا أريد لأمرجيز أن يعذب أمي أكثر من ذلك، ولا أي شخصٍ آخر .. حان الوقت لإيقاف أفعاله الدنيئة.

نظرت إلى زالين وقلت :
- يجب أن تجعل الأميرة ترتاح جيداً، الآن لن يطاردكما أي شخص .. لأن أمرجيز سيبدأ بتوجيه اهتمامه نحوي فقط .

أمسك زالي بكتفي الأميرة واقتادها إلى الداخل .. فسارت معه بهدوء .

وكما توقعت تماماً، لم يمر الكثير من الوقت حتى وصل كاميو بصحبة عشرات الجنود ورفع سيفه في وجهي وهو يقول :
- انت مقبوض عليك بتهمة الخيانة وانتحال الشخصيـّة المزيفة، تالتن ماكنزي .

نظرت إلى كاميو بعناد ووضعت يدي على غمد سيفي . وهكذا سارع كاميو بالقول :
- لا تفكر في القتال وإلا ستلقى حتفك !

سحبت سيفي من غمده وأصدر صوت الاحتكاك الذي يحبه قلبي واستعد الجنود الآخرين لمواجهتي،، وعندها قال كاميو مجدداً:
- أنا أحذرك للمرة الأخيـرة ..!

اطلقت لسيفي العنان وبدأ الجميع بمهاجمتي دفعة واحدة، تراجعت بظهري في ممر ضيق حتى أقلص عدد مهاجميني ..
الشخص الوحيد الذي وقف مكانه كان كاميو!

كان مشهراً سيفه في نفس الوضعية وينظر أمامه بحيرة وكأنه توقع استسلامي بسهولة .
ولكن هؤلاء الجنود كانو ماهرون ومندفعون وكثيرو العدد ..

وحصلت على أول إصابة لي في كتفي ولكنني لم أبالي بهذا، فسبق أن تعرضت لأشد من هذا الموقف عندما دافعت عن لندا وعندما اخذت ايموكيا من مكانها حيث عشرات الحراس المتمرسين .

بسبب ماتعرضت له في اختبار التأهيل وما قبله في قصر ديالي .. أصبح جسدي ضعيفاً ولكنني لن أستسلم مهما حدث ..
تخلصت منهم بسرعة وركضت في الممر وقدمي اليسرى لا تكاد تحملني ، وأصبحت في النهاية بطيئاً يسير على قدمٍ واحدة بصعوبة ..

عندما وصلت إلى الردهة مجدداً كان كاميو ينظر لي بوجه خالٍ من التعابير!
تركته واسرعت إلى جناح أمرجيز ..

لم يلحق بي، كان مستسلماً جداً .

قبل أن أصل إلى باب غرفته، كانت صورة جاميان معلقة على الجدار .. رفعت سيفي إلى الصورة وعاهدت جاميان بأنني سأنتصر .. وسأحمي كل شخصٍ يهمني أمره .

ضربت الباب برجلي فانفتح بعنف، وعندها رأيت امرجيز يجلس على أريكة ضخمة وينظر لي باندهاش عارم!
اقتربت منه ببطء ..

كان من الغريب أن لا أجد أي حراس حوله أو بجانبه ..! وشعرت بأن في الأمر خدعة ما ..

لكن نظرة الذهول لم تفارق محيّاه وقال بصوتٍ مهزوز:
- لقد كان تنكرك متقناً أيها الخائن الأسود ..!

نظرت حولي نظرة خاطفة .. لم يظهر أي شخص!
وقف امرجيز وتساءل بصوتٍ عال:
- هل قضيت على حارسي!؟

قبل أن أتحدث نظر امرجيز خلفي بارتياح وأنا اسمع خطواتٍ تقترب. القيت نظرة وعندها فوجئت بكاميو الذي بدأ بمهاجمتي على الفور ..!

اصطكت سيوفنا ببعضها، وبدأنا قتالاً جديداً .. كان كاميو يصرخ بعناد وحاول إصابتي في رقبتي وصدري!
إنه يدافع عن امرجيز بإصرار لا مثيل له!

لكن أنا لا أستطيع قتله .. أنا حقاً .. أحبه .. أحب كاميو كثيراً ولا أريد إيذاءه .. تألم قلبي الآن لأنه يحاول إيذائي .. بل قتلي من أجل رجلٍ خبيث أصبح يعرف حقيقته ..!

__________________
الى اللقاء
  #40  
قديم 02-11-2012, 02:11 PM
 
ضربت يد كاميو بسيفي مباشرة وجرحته بقسوة متعمدة فسقط السيف من يده، كانت تلك الحركة المؤلمة مني تعذب قلبي بشدة، ولكن علي أن أنهي الأمر الآن، سحبت سيفه بقدمي ثم امسكت به ورفعته في وجهه .
امسك كاميو بيده متألماً ولكنه نظر لي بحقد ، صرخ امرجيز بهلع :
- كاميو .. اقتله !

استدرت إلى أمرجيز وقذفت بسيف كاميو إليه، عندما التقطه وجهت سيفي نحوه وقلت:
- دعنا نتبارز إذاً .. أفضل لك من الاختباء خلف الآخرين، وستكون نهاية تلك المبارزة إما أنت أو أنا .



-------------------------------

22)


أعرف جيداً أن أمرجيز تدرب على استخدام السيف منذ نعومة أظفاره . يجيد استخدامه بوحشية إذا أراد أن يقتل شخصاً ما ..
استطعت أن أرى تلك النظرة المتطلعة للدماء في عينيه وبهذه الطريقة بدأ بمهاجمتي على الفور!

إنه مبارز قوي، لكنه يستخدم أساليب حقيرة، فهو يضرب بالسيف .. وبكل شيء حوله ليشتتني ويصيبني في مقتل .. من الجيد أنني أعرف كل هذا ,, طالت فترة قتالنا وسيوفنا تصطدم ببعضها بلا فائدة ولكنه في النهاية التصق بي وهو يحاول قطع رقبتي بسيفه وصرخت وأنا ادافع بسيفي :
- سوف تموت بسبب قتلك لـ لوليانا .. وبسبب جاميان وامي ولوشيا!

بدا الذعر في عينيه فواتتني القوة وقذفت به بكل قوتي لأسقطه أرضاً، سقط السيف من يده ولكنني لم اسمح له بالتقاطه ووجهت سيفي نحوه فصرخ مذعوراً:
- لا شأن لك بما فعلته بأختي ولوشيا! لماذا تحاكمني أنت لاشيء! لا يمكنك استجوابي ..

قلت بصوتٍ خفيض وأنا أكتم غضبي الذي سيحرقني بالكامل :
- أنا لا استجوبك، ولن أحاكمك! بل سأتخلص منك وأريح العالم بأسره من شرّك!

كان امرجيز يصرخ بحرقة ونظر لي بفزع ثم وجه اصبعه نحوي :
- إذا قتلتني سيطاردك جنودي حتى تموت، لا تظن أنك ستنجو بفعلتك!

ابتسمت ابتسامة باهتة وقلت:
- ألستُ ميتاً في جميع الأحوال؟ فلنمت سوياً إذاً!
عاد للصراخ وهو يلتقط أنفاسه :
- كاميو!! اقتله .. آمرك بقتله!

القيت نظرة نحو كاميو الذي كان يحدّق نحو امرجيز والعرق يتصبب من جبينه ويده السليمة تقبض على تلك المصابة بإحكام ..
لم أرى كاميو بهذا الشكل من قبل، التوتر والحيرة تسيطران على شخصيته الهادئة، لكنه لم يستجب لأمرجيز ولم يتحرك من مكانه مع أنه سيفه ملقاً على الأرض خلفي .. عدت بنظري نحو أمرجيز وقلت :
- كاميو لن يساعد شخصاً مريضاً على العودة لقتل الآخرين! على عكس تيمالاسيا، في بانشيبرا ليست هناك محاكمة عادلة للملك، لهذا ...
قاطعني امرجيز :
- كلهن استحققن الموت! حتى والدتك تلك المرأة الحقيرة التي أنجبت خائناً مثلك!!

شعرت بأن الغضب يحرقني من الخارج ويفقدني صوابي .. وبدون تفكير طعنته بسيفي في صدره فخرج النصل من ظهره ..
حملق في وجهي بعينين حمراوين وتمتم بصعوبة :
- تباً لك!

كان جسدي وصوتي يرتجفان بالكامل وأنا أقول :
- لقد ترددت حقاً في قتلك .. ولكني لن أسمح لك بشتم المرأة التي أنجبت رجلاً عظيماً مثل جاميان! يجب أن تعرف أيضاً .. بأنه أخي من أبي وأمي ..

ظل امرجيز يحدّق لي بعينين جاحظتين وهو يتمتم بكلام غير مسموع .. وما لبث أن خفتت نظراته وتحجر في مكانه .

لقد مات !! ، طعنته بسيفي الخاص وقتلته! ولهذا شعرت بأن قدماي لا تقويان على حملي، ولكن كان علي التفكير في أمي وابنتاي اللذين تركتهم خلفي ..

أخذت سيف كاميو، ونظرت حولي فالتقت عينانا حيث كانت مقلتيه تتحرك بذعر في ذبذبات غريبة وكأنه بدأ يفقد عقله .. !
تركته بدون أي كلمة، وخرجت من المكان بسرعة، ركضت بكل قوتي وأنا أعطي تنبيهاً لزالي على جهازه، سمعت صفارات الإنذار تملؤ المكان واحتشد الجنود والضباط من كل حدب وصوب فاختبأت بين الاعمدة الرخامية وابتعدت عن المخرج .

مئات الجنود يدلفون إلى القصر بخطى سريعة ، وبذلك الجميع يعرف بأن الجندي الأبيض هو المطلوب، وسوف يكتشف أمري بسهولة إذا دخلت بينهم ..

كنت اراقب بحذر وتأكدت بأن هروبي من القصر في الوقت المناسب شبه مستحيل.
لم أرد أن يتم الإمسـاك بي!
واشتعل عقلي بالتفكير وشعرت بأن الوقت يمر بلا فائدة وعندها سمعت صوتاً يتحدث بخفوت:
- ارتدي هذا .

استدرت أنظر إلى مصدر الصوت، كان كاميو يمسك بزي الضباط الأسود وأصبحت متعجباً من وجوده المفاجئ لم أقم باي حركـة .. ولهذا ضغط بالملابس على صدري متعجلاً فأمسكت بها وأنا أقول :
- شكراً لك .

بينما بدلت ملابسي ظل كاميو يراقب المكان بحذر وعندما انتهيت مشينا ببطء وترقب في الممر المؤدي للخروج، نظرت إلى يد كاميو التي كانت تنزف وشعرت بالكآبة فقلت على الفور:
- يجب أن نضمد يدك بسرعـة ..
- لا بأس .
لا إعرف إن كان صوت كاميو أصبح مبحوحاً ومتغيراً حقاً، أم انني اتوهم ..

عندما خرجنا، كان زالي ينتظرنا مع مركبة كبيرة، وبالخلف جلست الأميرة لوشيا شاحبة الملامح.
توليت القيادة وجلس زالين بجواري أما كاميو فقد جلس في المؤخرة بجوار لوشيا.

اسرعت نحو القبـة، إلى مخبأ جاميان ..

كان الجنود يملؤن الشوارع والأرصفـة وكأنما جيشاً احتل العاصمة!
حاول احد الجنود إيقافي ولكنني تجاهلته وانحدرت بداخل الغابة، وبدأت لوشيا في الصياح بخوف وهي تنعتني بالمتهور وتضرب كتفي من الخلف حتى ابطأ من سرعتي .

عندما وصلت إلى القبة وجدت روسو يقف هناك أمام البوابة، وصرخ في وجهي حتى قبل أن افتح باب المركبة للنزول :
- تأخرتَ كثيراً!

دخلت بسرعة وشاهدت أمي تجلس وهي تضع ريوري ورونا على رجليها وتحكي لهما شيئاً تأملت أمي لوهلة مأخوذاً وكأنني في حلـم صنعه خيالي، ولكنني انتبهت على وقتي واسرعت بحديثي:
- امي، الآن، هيا بنا ..

نزلت الفتاتان تتمسكان بي وعانقتني أمي بحرارة ..
لقد اشتقت إليها كثيراً . أردت أن أبقى في حضنها إلى الأبد .

شعرت بالراحة عندما وصل الجميع إلى المركبة. وتكلم روسو بصرامة كعادته :
- لقد أمرت المربية بالانصراف.
أومأت بالموافقة ، فتابع :
- سبيرسو ينتظرك عند المركبة هينوا، ستقلع بعد نصف ساعـة .. احذر من أن تتأخر أكثر من هذا. لقد رتبت كل شيء لرحيلك بأمان .

أجبت :
- مفهوم .
- أبلغ تحياتي لجاميان .

وكأنني رأيت في عيني روسو الصارمتين القليل من الدموع لمفارقتنا.
__________________
الى اللقاء
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية بنات فله والشباب عله جنــآآن لآ تفوتكم دكتورة الحب روايات و قصص بالعاميه 15 05-28-2015 12:12 AM
رواية الجندي الأبيض الجزء الثاني (مطاردة الأحلام) kαtniS أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 04-28-2013 10:40 AM
رواية نور الكون رواية جديدة من روايات سعوديه رواية نور الكون الحب الساكن أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 13 07-03-2011 03:30 PM
رواية .. الصداقة ام الحب ؟؟؟ .. لا تفوتكم ..!! ᴙǫȥαᶅч أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 7 03-11-2011 07:10 PM
رواية حللللللللللللوة لا تفوتكم العزة لله أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 03-10-2007 04:24 AM


الساعة الآن 08:58 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011