#261
| ||
| ||
|
#262
| ||
| ||
آسفة عالتأخير سأحاول اتمام البارت بسرعة |
#263
| ||
| ||
بليزززز لا تتأخرين
|
#264
| ||
| ||
نوي ممسِك بالصنارة الملقيةِ في النهر...( ما الذي سيحدث ؟...أحسُّ بالضيق ...أتمنى أن ينتهي كلُّ بسلام..يا ترى ماذا تفعل هينا الآن...((يبتسم للحظة ساخراً من نفسه))..لقد تغير أسلوب تفكيري نحوها كثيراً...لم أقل "تلك الفتاة") تصيبه العطسة فجأة...(غريب..الجو لطيفٌ هنا..) ..... جوانا تصرخ بدهشة...: يراقبُكِ؟!!!! هينا تضع يدها على فمِ جوانا محرجة : هدئي من روعك..((تبعدها لتكمل))..أذكر ُ جيداً عندما كنتُ خارجة من الجامعة أحسستُ بشيءٍ غريبٍ خلفي و ذلكَ كانَ نوي...خِفتُ كثيراً و دخلتُ إحدى المتاجر...و ما زادني خوفاً دخوله ذلك المتجر أيضاً خرجت متوترة قليلاً لكنه .... جوانا..: يا لهُ من فتى لم أكن أظن أنه سيكون هكذا يوماً...لقد خابَ ظني به. هينا تبتسم ساخرةً منها..: لا تتسرعي في الحكم...فبعد فترةٍ من ذلك وقفتُ أمامه بكل صلابة وقلتُ له: "ما بك؟ لمَ أنت خلفي طول هذه المدة؟ هل منزلك في هذا الاتجاه؟ "...قاطعني بأسلوب استهزاء واضح .."هل كنت خلفكِ حقاً؟ آسف , لم ألاحظك كي أغير تجاهي؟ و إن كنت تسألين عن اتجاه منزلي فهو مقابلك الآن" ... أحسستُ بالإهانةِ قليلاً بالخصوص حين رأيتُ مسكنه فقد كان يسكن في عمارة من عشرون طابقاً تقريباً...لكني لم أستسلم و قلتُ له" لماذا دخلتَ المتجر إذاً؟"...نظر لي بتعجب حينها و أجابني.."عفواً يا آنسة...ألا تلاحظين أن سؤالك ليس في محله...ألا ترين أكياس الطعام في يدي...لكن إن لم تفهمي سأوضح لكِ ..لقد دخلت ذلك المتجر كي أشتري طعاماً لغدائي...ألا يحق لي أن أدخل المتجر الذي تريدينه أيضاً...لا بأس إن كنتِ جائعة....تستطيعين أن تدخلي و تتناولين الغداء معي فهو يكفي"...شعرت بالإحراجِ حينها..... يعتلي صوتُ ضحك جوانا...: حقاً...ههههه...تمنيتُ لو كنتُ أراكما في ذلكَ الوقت...ههههههههه....... هينا منزعجة من سخريةِ جوانا...: كفاكِ ضحكاً..ماذا كنتِ ستفكرين لو كنتِ مكاني؟ جوانا تحاول أن تقطع ضحكها بصعوبة:اه ه...لا أعلم..ربما تكونينَ على حق... تشردُ هينا للحظات..( لا أستطيع تجاهلَ هذا الخوف....)... تفتح هينا هاتفها المحمول لترسل رسالةً لنوي مع علمها بأخذ الحذر بذلك فربما يكون توشيبا يتفحص هواتفهما .... ...... ينتبه نوي لوصولِ رسالة من رقمٍ غير مألوف...(أتصور أني أستطيع تخمين من يكون المرسل...) يفتحُ الرسالة" مرحباً....هل تستمتع بالصيد نوي؟...اصطد لي سمكةً كبيرة.." نوي(كما توقعت...) يجيب نوي برسالةٍ أخرى...(أستمتع!كيفَ تتصورين أن أستمتع و أنتِ لستِ بجانبي!! ...أحسُّ بالضيقِ دونَك ِهنا.... لكنه جيد...سأعود لكِ بما تريدين.." تحمر هينا حينما ترى الرسالة ( هل هذا أسلوب حذره؟...لكن لا بأس ...يبدو أنه بخير...) ....... جوانا تنظر لهينا (يبدو أن لا فائدة....ربما أستسلم....سأحاول قليلاً فقط...) ...... تصل هينا مع جوانا للفيلا و بيديهما أكياسٌ مملوءة من المشتريات.... هينا تترك الأكياس تسقط من يديها و تجلس متعبة...: لقد تعبت...هل أخذتني خامتكِ الخاصة,لم يكن عليكِ شراء كلِّ هذا...(هذا و لم يعجبها شيء و كانت تتذمر... إذاً ماذا لو أعجبها...) جوانا تترك الأكياس التي بيديها للحظة و هي تتنفس بعمق لتطرق الباب.... تفتح الأم الباب: مرحباً بكما...تبدوان متعبتين... جوانا تدخل و تدعِ الأكياسَ على الأرض... هينا تنهض لتمسك بالأكياسِ التي لديها ثانيةً..: أكياسكِ جوانا! جوانا لا تبالي لكلامِ هينا..:دعيها...ستدخلها أمي.. هينا تظهر عليها ملامح الانزعاجِ الشديد(حتى أمها....لو تعلم كم أفتقد أمي لما عاملتها هكذا..) تدخل هينا و ترى توشيبا واقفٌ مستندٌ على الجدار على جانبها الأيمن فيقشعر شعرها فوجهه ليس سوى ذكرياتٍ سيئة تمر عليها و كلماته التي تتذكرها الآن كوابيسَ تخاف تحققها فتبقى صامتة ممتلكةً أعصابها لا تعرف أن تفتح فمها لتنطق بأبسطِ الكلمات .... عندها يتقدم توشيبا بخطواته الجريئة نحو هينا و جوانا: مرحباً بكما..هل استمتعتما بوقتكما... جوانا : لماذاَ أتيتَ مبكراً؟...هل أتى نوي و أبي أيضاً؟ توشيبا...: لا ...لم يأتيا...لقد عدت لآخذ بعض النقود لشراء صنارة فأنا لا أمتلك واحدة..... جوان تشير لهينا ..: تعالي لتضعي الأشياء لغرفتي... هينا تصعد خلف جوانا..(ما ينقصني هنا هو زي الخادمة..) تخرج هينا من غرفةِ جوانا لترى توشيبا يخرج من الغرفة المجاورة ليقترب منها قائلاً...: هل تظنينَ أنه سيعود؟...فهو قد دخل في أمرٍ صعب الخروجِ منه.... لن تكوني أنتِ سالمة أيضاً...انتظري قليلاً فقط...ربما الرئيس قد أنهى أمره الآن...أو ربما ينتظر ليريكِ كيفَ سيفعل ذلك.... تبتعد هينا عنه و تذهب متوجهةً نحو الغرفةِ التي تستخدمها مؤقتاً و تدخلها لتغلق الباب خلفها ....تمسك برأسها و تجر رجليها لتخطو نحو الفراش بصعوبة... (أحسُّ أنه سيغمى علي ...تباً له...إنَّه أتى ليؤذيني فقط...) تجلس على السرير و تسمح لخيالها أن يفتح عنانه في التفكير...( لماذا أصبحتُ قلقة لهذا الحد؟...أنا لم أر نوي منذُ مدةٍ طويلة لكنه سرق مني تفكيري بالقلق عليه...يا الهي ماذا لو قال توشيبا لعمه؟...هل سيكون نوي بخير؟...هل سيكون هنا بعدَ قليل ... أحسُّ أنني سأجن إن لم يعد حتى الليلة....هل أنا بالفعل....مستحيل ..مستحيل.. مستحيل..مستحييييييييل...)تجلس واضعةً يدها على رأسها..( ذلكَ الفتى لا أستطيع تحمله أبداً... يجب علي أن أرسل رسالة لنوي لأطمئن عليه عوضاً عن هذا التفكر السخيف ...مهما كان فهو بشرٌ يستحق بعض القلق..) تمسك هينا بهاتفها لكن يقاطعها صوت الباب فتتجه نحوه لتفتحه و ترى جوانا تقول لها....: ماذا تفعلين هنا؟..تعالي معي سأريكِ حديقتنا و الشجرةِ التي أخبرتكِ عنها... هينا تخرج و تغلق الباب خلفها: حسناً..دعينا نذهب( لا يبدو أنها ستكف عن هذا الإزعاج...لكن من الأفضلِ أن أتسلى معها لأتحاشى التفكير و القلق...) ....... هينا تنظر للحديقة التي باتت متحيرةً من وسعها الذي جعلها لا تكاد عينيها ترصد نهايتها .. تمسك جوانا يد هينا و تركض بها لفترة.... هينا تمسك يدها بالأخرى لإحساسها بالألمِ بعضَ الشيء..: انتظري قليلاً.. جوانا تقف أمام شجرةٍ كبيرة نسبياً..: ها قد وصلنا.. تنتبه جوانا ليدِ هينا....: يدكِ..كأنها مشوهة. هينا تبتسم و هي تقدم نحو الشجرة: للتو تلاحظين ذلك؟ تضع هينا يدها على الشجرة و تغمض عينيها ببطء و شعرها المنسدل على ظهرها بدء يتطاير برفق على وجهها من الهواء المنبعث..: أجزم أنَّكِ قضيتِ وقتاً ممتعاً مع نوي هنا.. جوانا تجلس مستندة ..: أجل,لقد كنتُ منزعجة لتلفِ صورتي التي التقطها معه .... فأتى ببعضِ البذور و جعلنا نزرعُ هذه الشجرة بقوله أن الصورة ممكن أن تتلف بسهولة لكن هذه الشجرة ستبقى تدل على وجودنا و ذكرياتنا لمدة طويلة... هينا..: يبدو أنه كان لطيفاً... جوانا تظهر عليها كظاهر الغيض..: لا..كان كذلك لأنني كنتُ طفلة في نظره هينا(أظن ذلك..): لا تقولي ذلك عزيزتي ...ربما لا يكون كما تتصورين ...كل ما هناك أنكِ تذَكِّرينه بأخته...فأنتِ مرحة مثلها... جوانا يزداد غيضها مع شعلةٍ من الغضب(أريدُ إغضابها فتسبقني بذلك...هل هيَ غبية لهذه الدرجة؟!!..) جوانا تنظر لهينا بنظراتٍ جادة: هل هناك ما يسمى الغيرة في قلبك؟!.. هينا بتعجب..: لماذا تقولينَ ذلك؟ جوانا: من الطبيعي أي صديقةٍ مقربة أو خطيبة ستشعر بالغيرة على الرجل الذي تحبه..؟ هينا تشعر بحرارة من الخجل الذي انتابها..(من قال أني أحب ذلك الفتى المغرور..؟)..: لحظة ...لحظة..لماذا يجب أن أغار منكِ..ألستِ تعرفينه منذ زمن... جوانا بردةِ فعلٍ قوية..: وهذا ما يجب أن يستدعي الغيرة عزيزتي.. هينا و ملامحها الهادئة لا تتغير: لكن كلُّ شخصٍ لهُ ماضيه و على ما أعتقد أنا أيضاً لدي ماضٍ لا أحب لأحد أن يعرفه فلا يجب أن أتدخل في ماضي نوي إذاً.. جوانا: هل كان لديكِ صديقٌ قبله.. هينا تبتعد عن جوانا قليلاً و بصدمة..: لا ..لا بالطبع ...(..إنها غبية بالفعل..!!..) جوانا تبتسم ابتسامة خبيثة للحظة: ألم تري أن توشيبا يكره نوي...؟ هينا تضع يدها على رأسها بخفة(تباً لذلكَ الفتى...أحس بألمٍ في رأسي للقلق الذي أدخله بقلبي ما أن أتذكره..) جوانا تلاحظ الصفرة التي ظهرت على وجه هينا فتضع يدها على كتفها بلطف: هل أنتِ بخير؟ هينا: أجل..لا تقلقي.. تأخر نوي و السيد ساكوبي في العودة و كل لحظة كانت تزداد كوابيس هينا التي في ذهنها لكنها كانت تحدث جوانا و تخفي ذلك حتى أتى الوقت الذي نفذ صبرها به و الإرهاق العصبي قد أثر عليها بشكلٍ كبير... تنهض هينا ذاهبة لغرفتها لتتصل بنوي و تطمئن عليه لكن قبل ذلك تسمع صوت الباب الخارجي فتخرج بسرعة و تحسُّ بفرحٍ يغمرها حينَ ترى نوي عائداً و بيده دلوٌ مملوءٌ بالسمك ...تقترب هينا نحو نوي بخطواتٍ سريعة و تبادرهُ بابتسامة: أهلاً بعودتك؟ نوي: لقد أتيتُ بسمكةٍ كبيرة لكِ..كما طلبتِ. لم تكن هينا تحسُّ بشيء مما حولها لكنها كانت تلاحظ الضباب الذي يغطي كلَّ شيء بدأت لا تسمع أيُّ شيء لكنها سمعت صوت نوي المنذهل...: هينا!!...هينا هل أنتِ بخير...أجيبيني!!... ...... استيقظت هينا لترى نفسها على فراش الغرفة التي تستقر بها فتفهمُ من ذلك أنها وقعت مغمىً عليها.. .تحرك عدسة عينيها يميناً لترى أن نوي جالسٌ على إحدى المقاعد التي في الغرفة و عندما يرى أنها استيقظت ينهض متجهاً نحوها: استيقظتِ إذاً..كنتُ على وشكِ الخروج للغداء,هيا انهضي لنذهب معاً. هينا تجلس من استلقائها و مازال مظهر التعب لم يزول منها: آسفة..لقد أقلقتك...لقد... يقاطعها نوي بقوله:أعلم...كنتِ منهكة من عدمِ النومِ البارحة... هينا تنظر إليه بشرود..( يعلم أني كنتُ سأكذب عليه بذلك...) ...... على الغداء تجلس جوانا بجانب نوي من الجهة اليسرى و هينا من الجهة اليمنى .... جوانا تأكل و تخاطب نوي: لقد اشتريتُ لكَ قميصاً نوي..أظنُّ أنه سوفَ يناسبك . نوي يتحدث معها بلهجةِ برود..: شكراً لك. جوانا: هينا...إحدى الملابس التي اشتريتها ستكون لكِ...سأريك إياه لاحقاً. هينا..: ذلكَ لطفٌ منكِ. السيد ساكوبي يبتسم مظهراً ابتهاجه: هذه هيَ ابنتي...كريمة كوالدها. أم جوانا تنظر لساكوبي باستفزاز..: لا تتصرف بعلو ساكوبي...هذه الصفةُ بالذات لا تمتلكها.. ساكوبي : على الأقل لم تكوني لتقولي ذلك أمام الجميع عزيزتي. ...... في المساء... جهازُ هينا على الصامت لإخبار نوي لها بجعله كذلك... يرن الجهاز فتخرج هينا من الفيلا بحذر متجهةً نحوَ سيارةِ نوي... نوي جالسٌ ينتظرها فبفتح الباب الجانبي لتدخل..: هل كنتِ حذرة لألا تكوني مراقبة. هينا : أجل...كأني في فلمٍ بوليسي. نوي: بصراحة..نحنُ كذلكَ الآن. يرفع نوي يده و هوَ يعبث بالأزرار الموجودة بالساعة: هل رأيتِ شيئاً مميزاً؟ هينا..: لا, فعلى ما يبدوا أن جوانا و السيدة لا تعلمانِ بأيِ شيء ...و هما حذران أمامهما أيضاً...ماذا تفعل؟ نوي: أرسل التقرير لريك؟ هينا: و هل تستطيع عبر هذه الساعة.. نوي: إذاً كيفَ أرسله إن لم أستطع. هينا بانزعاجٍ خفيف: عدتَ لأسلوبكَ المزعج. نوي ينتهي من إرسالِ التقرير..: هل أزعجكِ ذلكَ الفتى اليوم؟ هينا تنزل عينيها و تقول بصوتٍ هادئ: قليلاً.. نوي: أ ل"قليلاً" أغمي عليكِ؟ هينا: لقد كنتُ متوترة فقط...فالوضعُ هنا ليسَ آمن. نوي و هو يخرج دفتراً صغيراً لهينا..: خذي..اكتبي به كل ما يحصل لكِ..ليسَ لتريني إياه .. لكنه سيفيدك بتهدئةِ أعصابك..فلا يجب أن تكتمي كل شيء لنفسك. تأخذ هينا الدفتر و هيَ تعلم كم نوي يرغب بمعرفةِ ما جعلها بتلكَ الحالة السيئة فنوي يعرف بثقة أن الملامح التي رآها منها كانت ملامحَ توترٍ لا متناهي..لكنه لا يعرف سبب توترها حتى الآن... ...... لكن في تلك اللحظات كان توشيبا يكلم عمه على انفراد في غرفته..: أجل عمي ... نوي الذي تكن له كل هذا الحب و العطف ليس سوى متطفل... السيد ساكوبي بانفعالٍ شديد: و ماذا عن قبل ثلاثةِ أعوام؟!! توشيبا بابتسامته الاستفزازية..: لا أعلم عن ذلك..لكن لا يبدو أنه لاحظ شيئاً منك في ذلكَ الوقت فلو كان يعلم شيئاً لما تركك بهذه السهولة...الاحتمال الأقوى أن ملاقاتكم به لم تكن سوى صدفة...صدفةٌ سيئة... ....... تمر ثلاثةَ أيام لا يتغير أيُّ شيء و السيد ساكوبي يتصرف معهم بشكلٍ طبيعي و كلٌّ يأخذ حذره حتى أتى اليوم الذي غير كلَّ شيء... ساكوبي خارجٌ للعمل منذ اليوم السابق و الجميع جالسٌ على مائدةِ الغداء... توشيبا ينهي غدائه : حسناً يا زوجة عمي..لقد قضيتُ وقتاً طيباً معكم.. جوانا بتعجب منه لأنه لم يقدم لفعلِ أيِّ شيء للاقتراب من هينا و بيدها كوبٌ من العصير..: كيفَ تغادرنا الآن؟! تسكب جوانا الكوب على نوي فتشعر بالخجل منه: أنا آسفة... تأخذ هينا منديلاهً بسرعة و تعطيه نوي لينشف نفسه... جوانا تأخذ المنديل من يدِ نوي لتنشفه ..: ما هذا.. ألا تعلمين أنه يجب أن تفعلي ذلك بنفسِك؟ هينا تسحب المنديل من يدِ جوانا بسرعة..: كفي عن هذه التصرفاتِ الحمقاء ..إنه يعرف كيف يجب أن ينشف نفسه من العصير الذي سكبته فلا داعي لتفعلي ذلك.. جوانا..: كم أنتِ حمقاء هينا..إن الفتاة تفعل هذا عادةً.. نوي: توقفا..لا أريد أن أنشف نفسي..دعا عنكما هذا الأمر.. هينا تنهض و هيَ غاضبة: دعها لا تزعجك...إنك منزعج منها أكثر مني. نوي(إذاً هي منزعجة...) ينهضُ نوي خلفها: انتظري هينا. توشيبا يتعامل معها بغباء: أرأيتِ جوانا؟...لا فائدة من ذلك..دعيهما و شأنهما. جوانا: تباً..لكنها تثير أعصابي بهدوئها..صوتها لا يسمع بسهولة.. لدى نوي و هينا خارج الفيلا... نوي: اصعدي السيارة... هينا : و هل تراني بمزاجٍ جيد؟ نوي: لدينا عملٌ أهم. في السيارة... نوي: هل تشعرين بالغيرة؟ هينا بتعجب..: أه!!!...غيرة؟ نوي ينظر لها: إذاً لماذا انزعجتي؟ هينا: لأنك منزعج منها...اسمع ..لماذا علي الغيرة على شخصٍ مثلك..كل ما أفعله الآن تمثيل لطلبك مني ذلك..و لو كنتُ سأغار ..سأغار من فتاةٍ تهتم لأمرها و ليس فتاةٍ تعاملها بهذا الجفاف... نوي: كلامٌ منطقي(يبدو أنَّ هناك مشكلةً أخرى سأعانيها معها...رغم أن حديثها به بعض الصحة..) هينا: هل أتيتَ بي إلى هنا لتقول هذا فقط؟! نوي: لا بالطبع..علينا أن نتبع توشيبا.. هينا بدهشة: ماذا؟؟ نوي: أمره عجيب..فكيفَ يريد الذهاب و تركنا سالمين...حتى غرفنا لم تكن مراقبة أو وضعِ أجهزة تنصت...و هذه السيارة ليسَ بها شيء مشكوك به...أجزم أنه يملك خطة مع الوزير ساكوبي... هينا: ألن يكون ذلِكَ خطيراً؟.. نوي: يجب علينا المخاطرة....و سأخبر ريك بالمكان حينَ أعرفه ليأتي هوَ و بعض العملاء لإنقاذنا و مساعدتنا... هينا و هي تضع يداً على الأخرى متكاتفة: ما الذي يجب أن أقوله؟..لا نستطيع فعل شيء غير ذلك الآن. نوي: إذاً لنختبئ الآن حتى يخرج... يخرج نوي و هينا من السيارة ... هينا تقف للحظة: انتظر نوي...سأذهب لأكلم جوانا... نوي: بسرعة و احذري و احصلي على حجةٍ مقنعة للخروج دونَ إثارةَ الشكوك. هينا: حسناً..لا تقلق. .... تدخل هينا و تتجه نحو جوانا التي لا تزال جالسة تستمتع بغدائها .... و توشيبا قد ذهبَ لغرفته ليجهز نفسه للذهاب... هينا: جوانا..هل تسمحي لي بالكلامِ معكِ على انفراد؟... جوانا: لمَ لا... في الغرفة التي استخدمتها هينا... هينا جالسة على مقعد و مقابلها جوانا: أردتُ إخباركِ أنكِ أزعجتني كثيراً حالَ وجودي هنا. جوانا بكلِّ صراحة: ذلكَ ما أردته؟ هينا: في الحقيقة ليسَ غيرةً لكن انزعاج نوي يزعجني...لا أعلم لما, لكن ذلكَ يجعلني حزينة بعضَ الشيء لاني مهما فعلت لن أستطيع نزع إحساسه بالانزعاج ...و ثانياً أنتِ تتصرفين بعشوائية كثيراً معه...لا أحب ذلك... جوانا تنظر لهينا( هذا هو شعور الغيرة أيتها البلهاء...) جوانا بمرح: و ماذا؟ هينا: أتحدث معكِ بجدية؟...لقد كنتُ أمثل طوالَ هذه المدة...فنحن لسنا صديقين...لقد فعل نوي ذلك ليبعدكِ عنه.. جوانا تنهض منذهلة: حقا...؟! تنهض هينا: هذا هو ما يجب أن تعرفيه... جوانا ممسكةً هينا: إلى أين؟! هينا تبتسم بخفة و هي تخرج: أبحث عن نوي فعلى ما يبدوا أنه ما زال يبحث عني ...وداعاً... جوانا توقف هينا..:لحظة...أنصحك بعدمِ الكذبِ على نفسك...أتمنى أن تكونا سعيدين... بعد أن تخرج هينا...( لا أعلم لمَ قلتُ ذلك لكن أحسستُ أنها لن تعود هنا..) في الخارج.... نوي خلفَ الجدار الجانبي ينتظرها..: تأخرتِ.. هينا: لكنه لم يخرج بعد... يخرج توشيبا صاعداً سيارته الشخصية.... نوي: لو تأخرتِ لحظةً أخرى لكان رحل... هينا و هي تتجه للسيارة...: حسناً أعترف بتقصيري..آسفة أيها السيد. بعدَ قليل.... نوي يقود ببطء خلف توشيبا كي لا يلاحظه...: إن أمره يثير شكوكي .. ما الذي يخططانِ له.. هينا..: ألم يكن علينا العودةُ للمركز و أن نعود بوقتٍ آخر... نوي و ملامح الجدية التامة على وجهه..:لا..فهُم على وشكِ توزيع الطعامِ المملوءِ بنسبةٍ من المخدرات ..لو حصلَ ذلك سيكون هناكَ الكثير من الضحايا... هينا..: لم أقتنع... نوي: على كلٍّ فنحنُ يجب أن نفعل ذلك فالسيد ساكوبي لن يدعنا نراقبه و سوفَ يحاول التخلص منا قبل أن يُكشفَ أمره... هينا: ألم نكشف أمره حتى الآن... نوي: و أينَ الدليل؟ هينا: أنتَ على حق. ...... لدى توشيبا... يلاحظ توشيبا أنه مراقب حين يرى سيارةً خلفه من المرآة..(لا شك أنهما المزعجانِ الصغيران...كما توقعت وقعا في الفخ...) يأخذ توشيبا هاتفه متصلاً..: ماذا تفعلونَ سالي...ألم يكن يجب أن تنهوا أمرهم ...ابدؤوا الآن... سالي بأسلوبها المنفعلِ و الجريء ..:لا تتكلم و كأننا لم نفعل شيئاً فنحنُ كنا ننتظر اتصالك أيها الأحمق...؟ توشيبا: حسناً عزيزتي...اهدئي قليلاً فلا يناسبكِ الصراخ... تغلق سالي الخط دونَ أن تجيب عليه... توشيبا..: لا بأس مادامت من تصرخ علي هيَ أنتِ... ..... فجأة تصل ثلاث سيارات تحاول التضييق على نوي و هينا ليسقطا بمنحدرٍ بجانبِ الشارع... يحاول نوي المراوغةَ بسرعة..: لقد فهمتُ الآن.. هينا و هي تتمسك بمقعدها..: ما الذي فهمته في هذا الوقت...؟! نوي..: يريدون قتلنا على صورةٍ تبدو كحادثٍ مروري أو لعدم مراعاة السرعة في الشارع... هينا تتحدث في نفسها..(ذلكَ أفضل من أرى ماضي يتكرر ثانيةً..) يصدم نوي إحدى السيارات التي بجانبه لتسقط بالمنحدر و.... فيلاحظ نوي أن تلكَ السيارة كانت تضم سالي التي كانت معهم في المنظمة .... نوي: كما توقعت..إنها خائنة... هينا و هي تشعر بالخوف و منصدمة مما شاهدته..: هل لكِ أن تشرح لي... نوي..: إنها الفتاةِ التي أخذتها المنظمة...في الحقيقة إنها خائنة.. هينا..: يا إلهي.... في تلكَ اللحظات انتبه توشيبا لعدم وجودِ سالي بأيٍّ من السيارتين الموجودتين فيعلم أنها كانت بالسيارةِ التي سقطت...يغضب توشيبا كثيراً فيصل لأحدهم.. ..: يوكي...أوقفوا هذا ... صوتُ يوكي: لكن سيدي... توشيبا..: قلتُ لكم أن تتوقفوا عن مضايقتهم الآن... ...يغلق الخط..(سأريكما الجحيمِ الآن...كيف تجرأان...) نوي و هينا يستغربان لانسحاب المضايقين... هينا: هل تعرف ما الذي حدثَ نوي؟ نوي..: لا..لكن يبدوا أنَّ الخطر سيزداد... يتصل نوي بريك... ريك بلهجةٍ مرحة :مرحباً نوي...هل هناكَ جديد؟ نوي: تستطيع أن تعرف أينَ نحنُ الآن عبرَ الساعة...أليسَ كذلك؟ ريك تتغير لكنته..: أجل...هل هناكَ شيءٌ ما؟ نوي: ليسَ لديَّ وقت للتوضيح...لكن من الأفضل أن ترسل بعض المساعدةِ لنا.. ريك و هو ينظر لشاشةِ حاسوبِ المركز..: أنتما متجهان نحو طريقِ المكان الذي ذهبتما للتحقيق به قبلَ فترة...يبدوا أن ضربتنا صائبة هذه المرة .. نوي: أجل ...و لذلك أفضِّلُ أن تأتي أنتَ و سينكا أيضاً..و لا تنسى أن تضع مبعث الصوت للرئيس... ريك: هل الوضعُ خطير لهذه الدرجة... نوي: ما دام الوزير في الموضوع فلا تستهن بخطورةِ الوضعِ الحالي... هينا بعدَ أن يغلق نوي السماعة..: أيُّ رئيسٍ تقصد؟! نوي: رئيس البلاد و حاكمها.. هينا و هي تصدم بأشياء لا تتوقعها لحظةً و أخرى..: ما هذا..لم أكن أتصور أني سأقع في أمورٍ كهذه أبداً... ...... يصلُ توشيبا للمصنعِ الذي يعملونَ به.... نوي..: إنهُ هوَ. هينا: يبدوا أنهم عائلياً مجرمون. يرتجل توشيبا ناضراً بغضب نحو نوي و هينا...: انزلا...هذا هوَ المكانُ الذي ستكونُ به نهايةُ هذه القصة... يرتجل نوي و هينا...: أنا أوافقك...سننهي القصة الذي بدأتم بروايتها بأسلوبكم المزعج... توشيبا..: و أنا سأقرر كيفَ ستكون النهاية كما أقرر حوادثها دائماً.. ينظر توشيبا لهينا..: و هينا تعلم كيفَ أتدبر أمراً كهذا...ألم تقل لك أني أخبرتها كيفَ ستكون نهايتك...لقد أخبرتها أنك ستكون إعادةَ مسلسلٍ جيد لما حدث لوالديها. ترتجف هينا خوفاً من نظراته فيجيبه نوي بغضب بعد أن لاحظ ذلك...: لن تستطيع فعلَ شيء...(لذا كانت بحالةٍ سيئة...لن تنجو مني توشيبا) توشيبا: هل تريدانِ التجربة؟ نوي..: أرنا ما لديك(( يخاطب هينا بصوتٍ منخفض))...كوني حذرة و لا تحاولي الابتعادِ عني...فهمتِ... هينا تشير برأسها ايجاباً.... توشيبا يدخل المصنع منادياً عمه...: عمي...عمي لقد أتيت... السيد ساكوبي يظهر من خلفِ الأجهزة الموجودة هناك: هل تخلصت من أولئك المتطفلين؟ توشيبا: إنهم هنا.. يقترب ساكوبي و هو مندهش: هل أنتَ مجنون..كيفَ تصطحبهم إلى هنا...؟ توشيبا..: لن يخرجوا سالمين..لا تقلق على أيِّ شيء. نوي( يظن أنه يستطيع ذلك بسهولة...) يشير توشيبا بإصبعه صارخاً : أخرجوا و أروني كيف تمسكونَ بهم.. هينا تقترب من نوي خائفة..: هل أنا في حرب أم قصةٍ خيالية؟!!! نوي يمسك يدها بقوة..: إهدئي...لن يلمسوكِ و أنا هنا... هينا تصمت للحظاتٍ مندهشة من كلماتِ نوي التي أحست منها أنها مهمةٌ في نظره و بعدها تلفظ بصوتٍ مطمئنٍ: نوي... يخرج العديد من الرجالِ الأقوياء و بينهم امرأةٌ تبدو عليها الجرأة..: أه ...يبدو أننا سنتسلى بعض الشيء...أنا أتكفل بالفتاة.. توشيبا ..: لكن لا تقتليها..دعيها لي في النهاية.. المرأة تتقدم نحو هينا بخطواتٍ واثقة: حاضر. نوي يتقدم أمام هينا لكنه ينتبه لركلةٍ سريعة تتجه نحوه فيبتعد لتصبح هينا وحدها... نوي: تباً. يُحاصر نوي و هو وحده...ليبدأ بالعراكِ معهم... أما هينا فهيَ تتخذ وضعيةَ الكراتيه التي تعلمتها في المدرسة و تبدأ لتنفذ حركاتها ...حتى تضرب الفتاة التي تقابلها بتسقط على الأرض... تنهضُ الفتاة و كأن شيئاً لم يكن..: هل تظنين أنكِ ستنتصرين بهذه الحركاتِ الضعيفة...؟ هينا..( بل خائفة من أن أسقط...إنها سريعة كثيراً..) يستمر الوضع بتلك الطريقة حتى يأتي توشيبا من الخلفِ و يضرب هينا و يمسكها من الرقبة موجهاً مسدسه تحتها...: توقف عن هذه المهزلة نوي و إلا سوفَ تموت هذه الفتاة...لقد مللتُ هذا الوضع..لذا سأنهيهِ بنفسي.. الفتاة التي كانت تقاتل هينا..: سيدي.. نوي يتوقف بسرعة واقفاً أمامهم مباشرةً: إياكَ و أن تفعل ذلك و إلا سترى ما لا يعجبك... توشيبا يضحك بصوتٍ عال: ما لا يعجبني...مزحةٌ جيدة..إن ما سأفعله الآن هو الممتع...ستكون نهايتك قبلها...إن الصغيرةَ هينا سترى نهايتك بعينيها قبلَ أن تموت.. نوي لا يعرف الحل لهذا المأزق فمن المستحيل أن يفعل أي حركة تعرض هينا للخطر ,حتى أنه لن يخرج سلاحه المخبئ تحتَ جوربه...كانَ الوضع سيئاً لكن كلَّ ما كانَ يأمله أن يماطل حتى يصل ريك مع الباقين لإنقاذهم.... يشير ساكوبي الجالس في جانبٍ منعزل و الإبتسامةُ قد علت وجهه بأن يبدأو بظربِ نوي... فبدأ الجميع بضربِ نوي بشتى الأشكال حتى وقعَ أرضاً و هينا لم يكن بوسعها سوى الصراخ بإسمه و بترجي..: توقفوا..أرجوكم...دعوه..هذا يكفي ...نوي..أوقفهم توشيبا..سأفعل كل ما تريد..أتركوه فقط... يهمس توشيبا بصوته..: أنظري جيداً فما سيأتي سيكونُ أسوء بالتأكيد ... يقف نوي و هو لا يكادُ يفعل و بدأ يخاطب السيد ساكوبي...: لماذا..لماذا كلُّ هذا...ما الذي ستستفيدُ منه ؟...كل هذه الحلوى التي تصنعها.. يقاطعه السيد ساكوبي ..: المال...هذه الحلوى ستأتي بربحٍ كثير ... فهيَ حلوى يقصدها الأطفال و مهدئة فيطلبها الكبار... نوي و هو يتألم من كثرةِ الضربِ الذي لقاه: لكنك ثري بما فيه الكفايه و مقامكَ السياسي ليسَ بالهيِّن.. ساكوبي: إنّكَ ما تزالُ طفلاً..لا تستطيع تخيل شعورَ من يطمعُ بالمزيدِ و المزيد و المزيد...و هذا المقام الذي تقول به يساعدني في نشر الموضوعِ للبلدانِ الأخرى أيضاً..فهيَ فرصةٌ لا تعوَّض... نوي: هذا سيسبب الكثير من الضحايا و الأطفال سيموتونَ بسرعة مقابل هذه المادة ... ساكوبي ينهض من مكانه ليضرب نوي في معدته..: ألم أقل أنَّكَ لن تفهم شعوري...لا يهم..فهناك المقابر ستضمهم. نوي: سحقاً لك. في تلكَ اللحظات يخاطب توشيبا عمه..: هل تعلم عمي..لقد قتلَ هذا الشخص سالي.. السيد ساكوبي: هل تقصد تلك الفتاة التي كانت تعطينا بعض المعلومات .. توشيبا: هيَ...لقد اتفقتُ معها على الكثير من الأمور لولا هذان الشخصان... يرفع توشيبا وجهَ هينا لتنظر لنوي مقابلها تماماً و يطلق النار نحوه في جنبه الأيمن..: هذه الطلقة الأولى...الثانية..الثالثة..ثلاثُ رصاصاتٍ قد دخلت جسدهُ بسببك الآن...هل ترين...يبدوا أ نه مجنون ... تصرخ هينا حين ترى الدم يخرج بشده منه فنوي خائف من الابتعاد فتكون هيَ الضحية... يبتسم نوي و يعود واقفاً حتى أنه لا يمسك مكان جرحه..: لقد انتهى كلَّ شيء ... ساكوبي بعينينِ حادتين تسأله فضولاً لمعرفةِ الجواب: ما الذي تقصده...؟ نوي: حتى لو خرجتَ من هنا أيها الذكي سوفَ يمسكوك الشرطة أو المركز فقد سمعَ الرئيس كلَّ شيء.. ساكوبي بتعجب: كيف؟ نوي يرفع يده: بسهولة..عبر هذه. في تلكَ اللحظات كان نوي ينظر لحقيبةِ هينا التي علقتها حول رقبتها و كتفها فتذكر أنها قد وضعت السلاح الذي أعطاهُ إياها نوي بتلكَ الحقيبة فتضرب توشيبا مبتعدةً عنه مادةً سلاحها نحوه بعد أن أخرجته بسرعة فتقترب من نوي الملقى على الأرض بكلماتٍ تظهر الثقة خلفها القلق....: هيا الآن ابتعدوا عن نوي.. الجميع يبتعد خوفاً من سلاحها و أن تطلق على توشيبا.. ساكوبي: ماذا تفعلين؟! هينا و هيَ تقف بجانبِ نوي: من الواضح أني أريدُ أن أطلقَ النار على الفتى الذي زادني توتراً حتى أصبحت كالمجنونة..أريدُ إنهاءَ هذا الكابوس الآن... كانت عيني هينا تلمعُ غضباً و حزناً في آنٍ واحد حتى أنها كادت تصبح شخصاً آخر... رفع نوي عينه ينظر لهينا التي كانت مقررةً بحق أن تقتل توشيبا... ينهض نوي و يمسك بيدِ هينا برفق و يتمتم بأذنها مهدئاً لها..: ماذا ستفعلين؟!... أعيدي هينا التي أعرفها...الآن...تلكَ من المستحيل أن تقتل شخصاً... أتسمعينني...نوي يفتقدها الآن... تهدأ هينا بعضَ الشيء و تُنزِل سلاحها قليلاً..: لكنه... نوي يوقف يدها قبل أن تنزل تماماً..: قلت لا تقتلي لكن لم أخبركِ أن لا تصبي غضبكِ عليه..إن لم تفعلي أنا سأفعل...انظري له بدقة...أجل تلك اليد.. اليد التي تجرأت و كادت تأخذكِ بعيداً عني..أطلقي النار عليها... تطلق هينا النار للحظة و تجرح يد توشيبا كما قالَ نوي.... فيقترب جميعَ من هناك ليحاصرانهما مرةً أخرى و توشيبا يكادُ يطلق النار عليهما و عيناه تشتعلانٍ غضباً ... لحسنِ الحظ يصل ريك و سينكا مع العملاء و صوتُ ريك يعتلي آمراً...: انتبهوا أن لا يهرب أحد... يبدأ إطلاق النار من العديدِ منَ الأماكن و العراك في أماكنَ أخرى ... و هينا و نوي قد اختبئا خلف أحدِ الجدران تحاشياً لطلقاتِ الرصاص... هينا تنظر لحالةِ نوي المرثية و الدموع قد تساقطت كالسيلِ على وجنتيها..: لم يكن عليك النهوض نوي...لو لم أكن معكَ لما حدثَ هذا...كم كان وضعكَ سيكونُ أفضل دوني.... يقاطعها نوي بوضعه يده بين خصلاتِ شعرها نازلةً تمسح دموعها: توقفي عن البكاء كالأطفال الآن...يجب علينا الخروج فقط..و سأكونُ بخيرِ بعدها.. هينا: لا أستطيع... نوي: ماذا لو قلتُ ستسوء حالتي برؤيةِ دموعكِ هذه... هينا تبتسم ابتسامةً خفيفة: سأحاول حينها أن أوقف نفسي. نوي: إذاً حاولي فعلَ ذلك... يقول نوي ذلك و يغمى عليه تاركاً هينا بحزنها الذي ازداد برؤيته على هذا الوضع... يقترب شخصٌ من خلفِ هينا فتنتبه خلفها بسرعة و الخوف ممتلكٌ قلبها و سلاحها بيدها: ابتعد.. سينكا يرفع يديه: هذا أنا هينا.. هينا و هي تنشف دموعها..: أنت...انظر لما حدث لنوي...يجب أن نذهب به ليُعالج فوراً...لن أتحمل أكثر من هذا...لماذا نوي... سينكا بتعجب مما يراه( هل هيَ؟...يبدوا أنها عانت الكثير..) ..... بعدَ أسبوع في مستشفى المركز... هينا جالسة بجانب نوي الذي هوَ مستلقٍ على السرير..: أخذتُ هذه الساعة لأستخدمها لكني سأعيدها دونَ أن أعلم منها أيَّ شيء.. نوي يحاول الجلوس: إنها ليست بتلكَ الأهمية .. هينا تمسك نوي من كتفيه لتمنعه من الجلوس..: توقف عن فعل هذه الأمورِ السخيفة نوي.. نوي يعود لحالته : متى سوفَ أتخلص من هذا الوضع؟ هينا: حتى يصبح جرحك أفضل ستبقى هنا و سأراقبك كي لا تتهور... نوي ينظر من النافذة التي تطل على السماء..: لقد تغير كلُّ شيء في مدةٍ بسيطة. هينا بصوتٍ يظهر الفرح الذي بقلبها..: معك حق نوي. نوي: حتى مناداتك لي تغيرت...أنتِ تناديني أنا الآن. هينا يحمر وجهها حتى أصبح كالطماطم: و كيفَ كنتُ أناديك؟ نوي: كنتِ تلفظينَ بحروفٍ مقطعة...((يتجه بعينيه اللتي تنبع صدقاً نحوها)) جعلتني أنتظر سماع صوتكِ يناديني... هينا تصمت متذكرةً شعورها أول ما رأته و تعلن في الوقتِ ذاته خجلها الشديد( لقد كنتُ أريد إخفاء هذه اللهجة منذ البداية ..على ما أظن..) نوي: لماذا صمطتي؟ هينا..: لا..لا شيء. يدخلُ سينكا و ريك و بيد ريك باقةٌ من الأزهار... ريك يقترب: أراكَ أصبحتَ أفضل...ألوجود هينا بجانبك؟ نوي ينظر له ببرود: هلا كففت عن المزاح و أخبرتني ماذا حصل في هذا الأسبوع. ريك يعطي الأزهار لهينا و يجلس على الكرسي بجانب نوي: كلَّ شيءٍ انتهى و ساكوبي أمسِك من طرفِ الشرطة و هوَ يحاول الهروب مع أخيه و ابنه عبر الحدود... هينا : و هل ستتوقف منظمتكم عنِ العمل الآن..فقد انتهت المهمةِ التي افتتحتَ المركز لأجلها... ريك يبتسم: لكن الرئيس أخبرنا بعدَ تقديره لنا أن المركز سيكون باقياً للمهماتِ الصعبة... هينا..: الرئيس قدَّرنا!!! سينكا: و هو آتٍ ليرى الورقةَ الرابحةَ لنا على الفراش مجروحاً... هينا بانفعال: هل سيأتي هنا؟!! نوي يحاول الجلوس..: و بهذا الوضع المخزي...؟! يقاطعهم ضحك ريك بصوته المرتفع....هل صدقتم ما قاله...و هل لديه الوقتُ الفارغ لفعلِ ذلك... هينا و نوي يغضبانِ من سينكا لمعاملته لهم كالأغبياء.... نوي: مزاحك سخيف.. هينا بلهجةٍ صارمة..: أخبرني سينكا هل انتهت مشكلتك مع هيلين سينكا؟ سينكا: أجل,لحسنِ الحظ..مرضها كان ايجابياً لحل المأزق... هينا بخبث و وجهٍ يظهرُ البراءة: إذاً انتظر المشكلةِ القادمة قريباً... ريك : هل ستبقيانِ معنا في المركز؟... تنظر هينا لنوي..( لا أظنُّ أنني أرغب بذلك....) تلاحظ هينا نظراتِ المعارضة لدى نوي فتتجه نحو ريك مباشرةً و تجيبه بكلِّ ثقة..: لن أعود..لستُ مجنونةً لأعرض نفسي للخطر مرةً أخرى... نوي: لكن أظن أن حياتي بنيت على العيش بأسلوبِ المركز...لذا سأبقى...لكن هناكَ شيء سيدي... ريك( سيدي مرةً أخرى...أنا أكبره بعامٍ فقط و يعاملني بأسلوبه المزعج..)..: قل ما تريد؟ نوي: أبقِ الساعةَ مع الفتاةِ الصغيرةِ هنا...فلقد اعتادت على لعبتها هذه... هينا تصرخ بوجهه: لا تعاملني هكذا..خذ الساعة لك؟ سينكا و ريك( من حسن حظه أن يتعامل مع فتاةٍ كهذه...لو صرخت علي لما انتبهتُ لغضبها...إنها ليست كمايا/كهيلين..) نوي..: حسناً...حسناً.. أيتها الفاهمةَ العاقلة هلا جعلتني أجلس فقط... هينا و هي تخرج..:" لا يعني لا.." نوي..: صحيح,يجب علكِ الذهاب للجامعةِ غداً..فربما تشك صديقتكِ... هينا..: سأحاول الذهاب.. .... في الجامعة في اليومِ التالي هيلين تحتضن هينا بقوة و هي تبكي شوقاً لها...: لماذا ذهبتِ دونَ أن تخبريني...لقد قلقتُ عليكِ كثيراً.... هينا بتعجب: أينَ ذهبت..ماذا تقولين... هيلين..: لا تحاولي إخفاء ذلك عني..ظننتُ أنني صديقتكِ الحميمة...أخبرني سينكا عن ذهابك مع نوي لأهله في ايطاليا.. هينا..: ايطاليا!!( هل ينوي افتعال المشاكل..ما هذه الكذبة؟...).. أجل..كانَ الأمر مفاجئاً حبيبتي..لم أستطع إخباركِ بذلك...آسفة. بعد فترة ... نوي و هو يقف بجانب هينا أمام باب المنزل...: أخيراً حصلتُ على بعضِ الحرية.. هينا و هيَ تفتح الباب بالمفتاح ...: لكن يجب أن تعتني بنفسك إلى أن تشفى تماماً . نوي: لكن لا تظني أنني سأبقى هنا فترةً طويلة...عدةُ أيامٍ سأبقى و سأنقل للمركز بعدها, إن المشاكل التي أصابتكِ تكفي و لا داعي للمزيد... هينا و هيَ تخفي ألمها من كلامه( لماذا أحس بهذا الإحساسِ المزعج..من الطبيعي أن يعود كلَّ شيءٍ كما كان و أن يخرج لمكانٍ آخر..): أدخلِ الآن و سنتحدث لا حقاً عن هذا الموضوع و لا تدخل في أمو.... يقاطع حديثَ هينا صوتُ امرأةٍ تناديها من بعيد و هي تركض نحوهم...: هينا .....عزيزتي هينا... تنظر هينا لمكانِ الصوتِ و تفاجأ : خالتي ماري..!! نوي ينظر لتلكَ المرأة و هو يعرِف من أسلوبِ هينا شدةِ انزعاجها (إذاً هذه هيَ خالتها ...) هينا تتقدم لتسلم على خالتها(مشكلةٌ أخرى...إنها تذكرني بالماضي فقط ....): مرحباً خالتي...لم أتصور أن أراكِ هنا... ماري تحتضن هينا و السرورٍ ظاهرٌ من ملامحها: كم كبرتِ عزيزتي ....من الجيد أنكِ لم تنسي وجه خالتكِ.. هينا و هيَ تظهر سروراً لرؤيتها خالتها( مستحيل أن أنسى من جعلت أخي يعاني الكثير..): كيفَ لي أن أنساكِ؟! نوي يرحب بخالةِ هينا كارهاً ما يراهُ من مجاملةِ هينا: أهلاً بكِ سيدتي ...تشرفتُ برؤيتك؟ تنظر ماري بتأمل لذلكَ الفتى..: هل هذا هوَ صديقكِ هينا ؟ ...لقد تغيرتِ بالفعل ...كيفَ يدخل منزلاً لا يحوي سوى فتاةٍ وحيدة؟! هينا ترى توتر نوي الذي يطابق توترها ( يا إلهي...هل يجب أن أكون صديقته هنا أيضاً...كأنه صديقٌ جيد ...((باستهزاءٍ في نفسها))..أنا أحسد من ستكون زوجته ...ستعاني الكثير...)..: لا..خالتي..إنهُ ليسَ سوى زميلٍ جامعيٍ معي... ........ بعدَ قليل في داخلِ المنزل... ماري جالسة تعلل سبب مجيئها بعد هذه المدة: لقد فكرتُ كثيراً عزيزتي و توصلتُ إلى أنه لا يجب عليكِ البقاء هنا لوحدك...أتيتُ لأقترح عليكِ أن تبيعي هذا المنزل و تأتي معنا إلى أمريكا... لقد أقنعتُ بعدَ الإصرارِ الشديد زوجي بمجيئكِ معنا...فكري جيداً و أخبريني بقرارك. نوي ينهض منزعجاً ليذهب غرفته( بعد هذه المدة تريد محو ذكراها الوحيدة و أخذها بعيداً ...أي خالةٍ هذه..) ماري توقف نوي بسؤالها...: هل لكَ أن تخبرني إلى أينَ أنتَ ذاهب؟ نوي يجيبها دونَ أن يبالي: إلى غرفتي... لم تكن ماري تتوقع هذه الإجابة : ما الذي يقوله هينا..؟!! هينا تشرح الأمر لخالتها و كيفَ أنه فقد مسكنه دونَ أن تتعرض لأشياءَ أخرى بالطبع فكل ما تريده هو تبرير موقفها... ماري و هي تلوم هينا..: لماذا أدخلته لمنزلك بهذه السهولة..؟...هل تظنين أنه سيقبل بالمجيء بهذه السهولة لأنه لا يملك مسكناً...تدعينه يتعامل بحرية في هذا المنزل.. هينا بانفعال..: لكن خالتي ..لقد .. تقاطعها ماري: اسمعي..ما دامَ الوضع كذلك سوفَ تذهبين معنا دونَ نقاش.. تصمت هينا وهي منزعجة( هل أتت لتأخذ مني كل شيء..؟لن أذهب مهما حصل..) كانَ نوي يسمع نقاش هينا و ماري و هو في الغرفة لارتفاعِ صوت ماري من انفعالها الشديد...( يبدوا أني سأخرج بسرعة من هذا المنزل..) تصعد هينا و هيَ منزعجة و ترى أنه من غير اللائقِ أن لا تعتذر من نوي بعدَ الذي سمعه..فتطرق الباب ليفتح لها... تدخل هينا و هي محرجة: أنا بالفعلِ آسفة...لا تكترث لما تقوله فأنا لن أفعل ما تقوله أبداً... يجلس نوي على السرير و هي يبدي عدمَ الاكتراث..: أعلم ذلك...لكن ربما لن تستطيعين البقاء بسببي في النهاية...ما كانَ يجب أن ألتقي بك منذُ البداية ...فمنذ رؤيتِكِ لي لم تعرفي سوى المعاناة و في النهاية جعلتكِ تعيدين أسوء لحظاتك ....و الآن سأسبب لكِ البعد عن منزلك... هينا تعلم أنَّهُ منزعج بشدة لأجلها فتجلس بجانبه و تتحدث بهدوءِ و اطمئنانٍ معه...: هل تظنُّ أنَّ وجودكَ هنا يسبب المتاعب؟...أنتَ مخطئٌ إذاً..ماذا تريد أن تفعل بعزلتكَ التي تصنعها لنفسك...أ نجاةُ الآخرين هي بمقابل وحدتك و انعزالك ... نوي يضم يديه بالسرير بقوةٍ بكلتا يده: أنتِ لا تعرفينَ شيئاً...لا تعرفين كم كانَ صوتُ صراخِكِ يؤذيني حينَ كانَ يُطلق عليَّ النار...كلُّ ما كنتُ أريده أن لا تؤذي لكني كنتُ أؤذي قلبك في النهاية...كنتِ مفزوعةً بشدة و كلُّ ما أستطيع فعله هوَ أن أريكِ ما يقتلك تدريجياًّ ... تمنيتُ لو كنتُ أصم في تلكَ اللحظات... تنهضُ هينا و تفتحُ النوافذَ الموجودة لتخفي ألمها بتذكر ذلك: آسفة...حقاً.. يبتسم نوي لحظة ابتسامةً لا تخرجه من حالةِ الحزن: ألا ترينَ أنكِ غريبة؟ ...لقد قلتِ لي كلماتٍ مشابهة من قبل و الآن تقنعيني بأنها خاطئة.. هينا باستغراب..: متى؟ نوي: حينَ كنتُ مجروحاً قلتِ أنكِ لو لم تكوني معي لما حدثَ ذلكَ لي. هينا: في تلكَ اللحظات كنتُ أفكر أن بقائي بعيدة عن الآخرين محتفظةً بوحدتي ستكون سعادة لهم..فأنا كالنارِ التي تحرق كلَّ ما حولها... نوي ينهض مقترباً من هينا: اسمعي هينا..وحدتي أنا أيضاً ستكون سعادةٌ لكِ أنتِ . كانت تلكَ الحروف تخرج من قلبِ نوي لتستقر بقلبِ هينا التي كانت تزدادُ حزناً بذلكَ فقط.... خرج نوي متوجهاً لماري و معلناً قراره بصرامةٍ و حزم...: آسف سيدتي..يبدوا أنني أزعجتُكم بوجودي... سأخرج غداً سأترككم و لا يبدوا على هينا أنها تريد الرحيل معك فلن يكون هناك ما يجبرها على الرحيل بذهابي من هنا... ماري تنهض و تنظر بنظراتٍ حادة: هل تظن أني غبية... ألم تقل هينا أنكما زميلان في الجامعة..ذلكَ يعني أنها ستلتقي بك يومياً و هذا لا يجب أن يحصل... نوي: إن هذه مبالغة في الأمور... ماري بلهجتها الصارمة: لا يهم ما الذي تقوله...المهم أن لا تأخذ هينا راحتها في كل شيء بما أنها غير مراقبة... نوي يشعر أنَّ هينا بدأت تُهان من الشخصِ الوحيدِ المتبقي لديها برابطة تسمى"العائلة" فلا يحتمل ذلك و يتجه لبابِ المنزلِ خارجاً: آسف..هذا المكانُ ليسَ مكاني ...سآتي غداً لأخذ حوائجي... تخرج هينا خلفه مسرعه لخارجِ المنزل: توقف نوي.. نوي : لماذا يجب علي ذلك...طوال المدةِ التي بقيتُ معكِ في هذا المنزل لم أر غرفتكِ سوى مرةً واحدة و بالخطأ... و كنتِ تراعين وجودي شخصاً غريباً معك ...مراقبة!...أنا لم أرَ فتاةً خجولةً مثلكِ و هذه المرأة التي تدعي أنها خالتك تأتي و تقول هذا بكل سهولة... هينا: أرجوكَ نوي..أنا لا أودُّ ذلك... يدير نوي رأسه ماشياً غير مكترث بما تقوله..: لا يمني ما تودين... تدخل هينا مغلقةً الباب بقوة ذاهبةً لغرفتها شارعةً بالبكاء ..(أجزم أني سأتلقى الكثير من طعناتِ كلامها منذُ الآن...) .... صباحُ اليوم التالي... هينا تجهز الفطور بالمطبخ لتحمله معها إلى الجامعة...لكنها تذكر حين ترى خالتها المستيقظة...أنها صنعت فطوراً إضافياً لنوي و هو ليسَ هنا الآن... تبتسم ابتسامةً خفيفة(لا بأس ...سوف أعطيه إياه في الجامعة..) تدخل ماري المطبخ لتجهز إفطارها بنفسها.....( سوفَ تتأخرين عن الجامعة ...استمتعي بوقتك فنحنُ لن نبقى هنا قريباً و سوفَ أذهب لعرضِ البيت للبيعِ اليوم..) .... نوي يفتحُ عينيه و يلاحظ أنه تأخر..( غريب...لم تطرقِ البابِ اليوم..أه ...) ينتبه نوي بعدَ لحظاتٍ من النظر لما حوله ليعرف أنه في غرفةِ المركزِ الآن فينهضُ مستعداً...(يجب أن أتأقلم مع هذا...ذلكَ أفضلُ لها ) ..... في الجامعة هيلين جالسة على طاولةِ هينا تحدثها بشوقٍ و شغف...: لم تخبريني هينا ..هل كانَت عائلته لطيفة؟ هينا( يا للمأزق..):أجل,و أخته مرحة كثيراً أيضاً. هيلين و الفضول يكاد يقتلها..: هل والدته طيبة؟...هل هم أغنياء؟...هل استمتعتِ معهم؟...أخبريني ما سبب تعامله الخاص معِك؟... هينا تقاطعها..: لحظة ...لحظة..كيفَ لي أن أجيب على كلِّ هذه الأسئلة؟! يدخل نوي متجهاً لمقعده لتخطر ببالِ هينا فكرة تخلصها من هذا المأزق...تتقدم نحو نوي..: مرحباً نوي...إن هيلين تواقةُ لسماعِ ما حدثَ معنا في الرحلةِ لإيطاليا ...هللا أجبتها عن أسئلتها.. نوي لا يفهم شيئاً و ليسَ في مزاجٍ جيد لذا يجيب بجوابٍ مختصر و صريح مخاطباً هيلين :الرحلة !!...استمتعنا بالطبع و كانت ايطاليا رائعة.... و لا شأن لكِ بالباقي فلا تتدخلي في شؤونِ غيرك...أتفهمين!! هينا(ممثلٌ بارع...لكنه يبدو متعكر المزاج..) ..... في وقت الفسحة تخرج هينا علبتي طعام و تعطي نوي إحداها..:خذ. يأخذها نوي مستغراً: ما هذا؟ هينا: لقد صنعتُ فطوراً إضافياً بالخطأ.. نوي بلكنةٍ جافة: أه..أنا أيضاً نسيت شيئاً مهماً فتأخرت.. هيلين( و ما علاقة هذا بذاك أيها الذكي؟..) .... هيلين جاسة بجانب هينا و تبدأ بالحديث الجدي مع صديقتها..: هل هناكَ مشكلةٌ ما عزيزتي؟ هينا: لن أكذب..بعض المشاكل.. هيلين: أفصحي لي شيئاً لعلي أساعدك.. هينا: لن تستطيعين.. هيلين تضع كتفها بجانب كتف هينا مشجعةً لها لقولِ سبب محنتها: ألا تثقين بي؟ ...هيا. هينا: لقد أتت خالتي و تريد أخذي معها لأمركا. هيلين تبتعد عن هينا قليلاً بذهولٍ و دهشة: خالتك؟!!! هينا: و هي تريد بيعَ منزلي أيضاً..أشعر كأنها تريد عزلي عن حياتي هذه.. هيلين: و هل هناك سبب معين لقرارها المفاجئ هذا بعد هذه السنين؟ هينا تشعر بارتباك و توتر..: ذلكَ..في الحقيقة,إنها منزعجة من ذهابي مع نوي لإيطاليا( سأستفيد من هذه الكذبةِ على الأقل..). هيلين: لا يبدوا سبباً مقنعاَ..على ما أظن..إنها تريد رحيلك معها بأي ثمن. هينا: ربما.. يأتي سينكا بخطواتٍ خفيفة من الخلف ليفاجئ هيلين ويرفع صوته..: أهلاً هيلين. تدير هيلين رأسها بسرعة: كف عن هذه التفاهاتِ سينكا. تستغل هينا الفرصة لتنهض مبتعدة عنهما..: حسناً..لن أزعجكما الآن... إسمحا لي بالذهاب.. تذهب هينا بسرعة و يجلس سينكا: هل هناك خطبٌ ما بها؟! هيلين: مشاكل عويصة.. سينكا: مشاكل!! هيلين: إنها.... .... أما لدى هينا فهي تبحثُ عن نوي في كلِّ الأرجاء حتى ترى نوي جالساً وحده في إحدى الزوايا فتذهب نحوه و تجلس...: هل ستأتي اليوم لأخذ حاجياتك؟ نوي بلكنةٍ جافة و باردة: لا تقلقي..لن أطيل المكوث و سأعيد لكِ ملابسَ أخيك كما كانت...فلا تقلقي.. هينا منزعجة من أسلوب حديثه..: عن ماذا تتحدث؟..أنا لم أقصد ذلك نوي... يصدم هينا صراخَ نوي فجأةً: لا تنادني بإسمي.... ينهض نوي ماشياً بعيداً عنها و يقف للحظة دونَ أن يدير وجهه لها و بلهجةٍ صارمة : اسمعي...هذا آخر طلب مني لكِ...لا تقتربي مني ... يذهب نوي لتبقى هينا مصدومةً مما حدث فهذا النوي كان ينتظر أن تناديه بفارغ الصبر و الآن..... نوي( استوعبي هينا...بعدي أفضلُ لكِ..) لم تكن هينا غيرُ واعية عن سبب تصرفه لكنها لم تكن تعتقد أن كلَّ شيء سيكون على ما يرام بل كلَّ شيء سيؤول للأسوأ في نظرها... مضى أسبوع و وضعهم على حاله.... ..... ماري تتسوق مع ابنةِ أختها هينا...: دعينا ندخل هذا المتجر. هينا(هذا؟...ربما أستطيع إعادة دفتره له..) كان نوي خارجاً من غرفةِ تبديل الملابس..( يبدوا أنه ذاهب لمهمة...إن ذلك مقلق..) تقترب هينا من نوي : مرحباً. نوي : ما الذي جاء بكِ إلى هنا؟ هينا: التسوق...قلتُ سأخبرك..لقد نسيتَ دفتر ملاحظاتكَ الخاص. نوي: لا أحتاجه. هينا: إذاً سأستخدمه. نوي: افعلي ما تشائين. تقترب ماري و تبدأ بملامةِ هينا لرؤيتها تحدث نوي..:أ لم أقل لكِ أن لا تتسكعي مع هذا الفتى. نوي( للتو وقفت هنا...أين التسكع؟!) ترفع ماري يدها تريد بذلك صفعَ هينا..: يبدوا أني يجب أن أحل هذا بأسلوبٍ مختلف.. نوي لا يشعر بشيء سوى الغضب الذي جعله يوقف ماري: لقد تماديتِ...أياً كنتِ لن أسمح لكِ بضربها... ماري تبعد يدها بانزعاج: إن هينا فتاة ناضجة و تعلم كيفَ تتصرف في هذه الأمور و لا تحتاج لمدافع... يخرج ريك بالصدفة من المركز ليرى ملامح الغضبِ الجامح ظاهرٌ عليه و مقابله المرأةِ التي بجانبِ هينا...(أووي ...ماذا فعلت لتغضبه هكذا؟!...إنه مخيف..) يقترب ريك منهم لتهدئةِ الوضع..: ما الذي يجري هنا؟ ماري تنظر له بحدة: ما شأنك أنت؟ هينا بصوتٍ خائف كأنها خائفة من ريك..: خالتي..إنهُ صاحبُ المتجر.. ماري بتعجب و بعضِ الهدوءِ الذي غطى عليها بسماعِ ذلك..: أتريدين أن أصدق أن هذا الفتى هو صاحب هذا المكان.. ريك: أنا كذلك..إذاً ما المشكلة؟ نوي: إنها كادت تضرب هينا.. ريك: لماذا؟ ماري: هل تعرف هينا أيضاً...؟ ريك: معي في الجامعة و صديقةُ أختي. ماري: يبدوا أن هينا ليديها الكثير من المعارفِ هنا...لكني سأقول لكم ... لا أريد أن يقترب هذا الفتى من ابنةِ أختي.. ريك: قرارٌ صائب ما دام نوي هو من تقصدينه... لكن إن هينا لها الخيار في هذا... نوي( ما قصدك؟!...ألم تكفني المشاكل التي صنعتها لتزيدها واحدة؟..) هينا: عفواً يبدوا أني سأذهب فقد تأخرتُ على المطعم.. نوي: سأوصلكِ إذاً بسيارتي. ماري تنفعل مرةً أخرى: ما الذي كنتُ أقوله للتو؟!! نوي: تستطيعين المجيء أيضاً...لتري محيط عملها.. ماري تحرك عينيها بتردد: ليست فكرةً سيئة. في المطعم..... هينا تذهب لتبديل ملابسها بملابسِ العمل... هينا: هل ستذهب نوي؟ نوي يدير رأسه منزعجاً: لديَّ وقتٌ للجلوسِ هنا قليلاً. هينابمرح: إذاً هل تريدان شيئاً؟...على حسابي. ماري: اجلبي بعضَ المثلجاتِ عزيزتي. نوي: لا شيء. تذهب هينا و تسأله ماري..:لماذا لم تطلب شيئاً..يبدو مطعماً راقياً. نوي: لكن راتب هينا ليسَ كذلك لأبذره بسهولة..و الآن هللا أخبرتني عن سبب ظهوركِ بعدَ هذه السنين بهذا الشكلِ المفاجيء.. ماري: هل تعرفها منذ مدة طويلة؟ نوي: لا تجيبيني بسؤال سيدتي. ماري: حسناً..في الحقيقة إن ابني يناسب ليكونَ زوجاً لها و يستطيع إسعادها ... نوي يسمعها( زواج!!...تحلمين..) لم تكمل ماري كلامها إلا و ترى أن هينا قد أسقطت المثلجاتِ التي أحظرتها و هيَ مصدومة مما سمعته...( ابنُ خالتي..هل تريد تحطيمي ؟!!) ماري تنهض مسرعة باتجاه هينا: لا أقصد ايذائكِ...ذلِكَ أفضلُ للجميع.. نوي ينهض متجهاً نحو ماري: تقصدين لمصلحتك فهينا أجابتكِ بردةِ فعلها أنها ليست موافقة على رأيك...فلا تزعجيها أكثر و اتركيها و شأنها... هينا: أنتِ لم تخبريني ذلك.. نوي( من المستحيل أن أجعلها تبعد هينا هكذا...أي خالةٍ هذه؟!!!..)..((يمد يده نحو هينا)): انهضي هينا...لم يحصل أي شيء حتى الآن ... عودي لعملك قبل أن يأتي رئيسُ عملك. تنهضُ هينا و هيَ تنضف نفسهاممسكةً يد نوي: آسفة خالتي..سأذهب لإحظارِ أخرى. تخرج ماري: لا, أنا سأذهب الآن. ..... في منزلِ هينا في وقتِ المساء.. ماري و هينا جالستان في غرفةِ الجلوس يتناولان العشاء... ماري: هل تحبين ذلكَ الفتى؟ تصمت هينا للحظات ثم تجيبها ب: أي فتىً تقصدين؟ ماري: نوي بالطبع. هينا تضحك بصوتها الخفيف: أنتِ تمزحين خالتي, أنا دائمةُ الشجار معه تقريبا فهو محطم أعصابٍ جيد...((تشرب كأسَ العصير بجانبها بعد أن كفت عن الضحك))..لكني معتادةٌ عليه بالفعل.. ماري: فهمت...( يبدو أن نوي مهتم بكِ أيضاً...)..تستطيعين البقاء.. سأذهبُ غداً صباحاً وحدي. هينا لا تصدق ما خرج من فاهِ خالتها: حقاً!!! ماري: أجل, فكما تعلمين لقد تربيتِ في بيئة مختلفة عن كازوكي و لا تستطيعان أن تتأقلما مع بعضكما بسهولة...و زوجي سيكون أكثر ارتياحاً بعدمِ مجيئك. هينا تمسك يدي خالتها: لا أعرف كيفَ أشكرك...حقاً أنا ممتنةٌ لكِ. ماري تبتسم لهينا بلطف:و سوفَ ألغي عرضَ بيعِ المنزل, فلا تقلقي. بعد العشاء تذهب هينا نحو غرفتها لتتصل بنوي لكن نوي لا يجيبها حاولت عدة مرات دون فائدة و في النهاية ترسل له رسالة صوتية... لدى نوي... يقرأ كتابه دونَ أن يكترث لهاتفه النقالحتى يسمع صوت نغمةِ الرسائل..يفتحُ الرسالة و يسمع صوت هينا الذي يظهر مدى سرورها الذي لا تستطيع وصفه..: مرحباً نوي..لن تصدق ما حدث...ستتركني خالتي هنا و ترحل دوني ... سوفَ أبقى هنا ...و من الغد ظهراً أرجوا أن تعود...أنا أجزم أنكَ منزعج من وجودكَ في المركز...اعتني بجركَ جيداً...أراكَ قريباً... يبتسم نوي بعد ذلك للحظات( سأعود..لقد اشتقتُ لطعامك..) ..... يعودُ كلُّ شيءٍ لطبيعته... و نوي يعودُ طبيعياً... هينا توقظ نوي بطرق الباب..: نوي..انهض..سوفَ نتأخر كثيراً إن بقيتَ هكذا.. يجيبها نوي و صوته يدل على استيقاضه تواً: حسناً, حسناً..أنا آتٍ . يخرج نوي بعدَ أن جهزَّ نفسه ..: يجب أن تنتبهي لساعتك و تكفي عن هذا الغباء . هينا و هي ترتدي حذائها : و ما بها ساعتي؟ نوي: لقد أيضتني قبلَ الوقتِ المعتاد بربع ساعة أي أن ساعتكِ تحتاجُ إلى تعديل. هينا( ما زالَ مغروراً...) نوي: و هناكَ شيءٌ آخر... هينا: ما هوَ؟ نوي: سأكتبُ لكِ رسالة قصيرة على تقويم الأسبوع الموضوعِ على الجدار. هينا: و لماذا هذه الحركةُ الغبية؟ نوي: اعتبريها كلعبة سأكتب لكِ كلَّ يوم حرفاً لمدةِ أربعةِ أيام و يجب عليكِ أن ترتبي تلكَ الحروف لتعرفي معناها. هينا: لنرى ما هيَ الرسالة؟ نوي: لقد كتبتُ أول حرفٍ اليوم.(ذلكَ الحل الوحيد...أنا لن أجرأ أن أقولها..) تذهب هينا لترى التقويم و حرفاً صغيراً مكتوباً آخره "ح"..: ألا تستطيع عدمَ فعل هذا الشيءِ السخيف و إخباري بذلكَ الآن... يخرج نوي تاركاً مع الإجابة المفهومة: فهمت. مضت هذه الأيام القليلة و في اليوم الثاني حرف"ا" .....كان نوي جالسٌ على حاسبه المحمول فتسأذن هينا أن تدخل لتضع كوباً من الشاي أمامه: ماذا تفعل؟ نوي و هو يفتح المكالمة بالصورة مع كارين: أنهي بعضَ الشوق. هينا تفهمُ الموضوع فتخرج من الغرفة : إذاً لن أزعجك. نوي بعد أن خرجت هينا يكلم أخته: مرحباً كارين..هل أنتِ بخير؟ كارين: أهلاً أخي..بخير و جاك هنا يسليني بعضَ الشيء. نوي: أما زلتِ استغلالية؟ كارين: لا..فأنا خطيبته و يجب أن يلبي بعضَ طلباتي. نوي: بل جميعها. كارين: أول مرة تدخل معي ! نوي: سأغلقها إن لم يعجبكِ. كارين: بالطبع هذا جيد. نوي: أين أمي؟ كارين بنظراتٍ خبيثة: هل اشتقتَ لها؟! نوي: كفي عن هذا الآن و أخبريني أين هي. كارين: لأخبركَ الصدق إنها خلف الحاسوبِ تسمعُ صوتك. نوي: إذاً دعيها تأتي...أريد محادثتها. كارين: يا للمفاجأة...أرأيتِ أمي إنه تغير كثيراً بسببها. نوي: بسبب من!! تقترب أم كارين من الشاشة و الشوقُ بادٍ من عينيها: مرحباً نوي. نوي: مرحباً...كيفَ حالك؟ أمه: بخير...بالخصوصِ الآن...لقد كبرت. نوي: لكنكِ لم تتغيري. أمه: حقاً..شكراً لك....أه صحيح, سمعتُ عنِ الفتاةِ التي معك...أود رؤيتها.. نوي ينظر لكارين: ألا تستطيعين أن تغلقي فمك. كارين:لا تنظر إلي هكذا...لم أفعل أي شيءٍ سيء. نوي: يبدوا أنكِ كنتِ تواقة لرؤيةها و ليس لرؤيتي. أمه بضحكةٍ خفيفة: هل تغارُ منها نوي؟...صحيح والدك مشتاقٌ لك كثيراً و يود أن يرى لكَ فتاةً لتتزوجها و تبقى معه في ايطاليا.. نوي: هل تريدين أن أصدق؟ أم نوي: بالطبع و قد رتب أمور شركته لتكون أنت وريثه في إدارتها.. لقد أصبح ينادي بعضَ عملائه باسمك.. نوي ينهضُ من مكانه: سآتي بها الآن. يخرج نوي من الغرفة ليسمع صوتَ الماء في الحديقة و يتجه لها ...: هينا, أمي تريدُ الحديثَ معك؟ هينا تتوقف عن سقيِ الأشجار: معي؟! نوي: يبدوا أن كارين حكت بعضَ الأشياءَ عنكِ. هينا: حسناً..من الجيد أن أراها أيضاً...يا ترى كيفَ تبدوا. نوي: كباقي الأمهات. يعود نوي ومعه هينا و يدعها تجلس أمام الشاشة: ها هيَ أمي. هينا..تبدين لطيفة ( إن نوي لديه بعضَ الذقِ الجيد...) هينا: تشرفتُ بمعرفتك...اللطفُ منكِ. أم نوي: صوتكِ جميلٌ أيضاً. نوي: بالفعل...خاصةً حينما تبدوا غاضبة. هينا تنظر له بغضب: سوفَ أريك...((تتجه نحو الشاشة لتخاطب كارين)) ..أتعلمين؟...كنتُ أتمنى أن لو رأيتِه حين قال"أختي الصغيرة"... يقاطعها نوي:أنتِ... يصمت الجميع للحظات ليبدأ الجميع بالضحك و نوي يبتسم لرؤيته هذا المنظر الباعث للسرور ... أم نوي: حسناً نوي...هل تستطيع ترك الفتياتِ وحدهن..نريد الحديث معاً. نوي: أظن أن هذه غرفتي و هذا حاسوبي. كارين: و لا تنسى أن هذا منزل هينا و الحاسوب هديتها لك. نوي يخرج مغلقاً الباب خلفه: حسناً..حسناً. هينا (ماذا عناك..غريب..فأنا لم أتحدث معها من قبل..) تبدأ كارين بالحيديث: حسناً هينا...هل يعاملكِ نوي بلطفٍ كعادته؟ هينا: لطف!!..نحن دوماً في شجار عزيزتي. أم نوي: حسناً ,أخبريني هل هوَ سيء لهذه الدرجة؟ هينا: لا..لم أقصد. .....يجري الكلام و كله عن نوي بالطبع.... و في اليوم الثالث وضع نوي"ك" و في النهاية هينا و هيَ عائدة من عملها منهكة..(لم يضع اليوم حرفاً..) تنتبه هينا للتقويم و هي عابرةٌ منه.."ب" هينا(وضع حرفاً..هل عاد بسرعة؟...ربما أنا لم ألاحظ..دعني أرتب الحروف.. حاكب!...حابك!..لا أتصور أن نوي سيضع كلمة غير مفهومة ...لحظة..أحبك..أجل هذه هيَ..لقد فهمتها ((تصدم هينا بعد أن تستوعب ...ماذا؟!..هل جن نوي..تنظر للتقويم مرةً أخرى لترى إضافةً أيضاً ...عيدُ ميلادٍ سعيد.. تحمر هينا خجلاً..(بالفعلِ جن..) تدخل هينا غرفةَ الجلوس و يفاجأها نوي بجلوسه يشاهد التلفاز و على الطاولة كيكٌ جاهز و بجانبه مزهريتان صغيرتان واضعاً بها زهور من الحديقة ... تقترب هينا و وجهها يعبر عن مدى اندهاشها واضعةً حقيبتها على الأريكةِ بجانبها ...: كيفَ علمت أن عيد ميلادي هو اليوم. نوي يلتفت لها و يغلق التلفاز: لقد أتيتِ..تعبتُ من الإنتظار..لا أتصور أنكِ ستذكرين. هينا: و كيفَ دخلت هل من غرفةِ أخي ثانيةً...ألن تكف عن هذه العادة... نوي: أجل...و لولا ذلك لرأيتِ الباب مكسوراً..لقد قلتِ لجوانا في المهمةِ الأخيرة أن عيد ميلادك بعد شهرٍ و عشرةِ أيام ... هينا: و هل حسبتَ الأيام؟ نوي يخرج هديته : بالطبع أنا لم أستطع صنعَ كعكة لكِ كما فعلتِ .... هينا: لكنك حاولت فرائحة حرقها تصل إلى آخر الزقاق.. نوي: لقد خبأتها لكن يبدو أن رائحتها لم تختبئ ... يعتلي صوت ضحكهما .... يقطع هذه الأجواء صوت هاتف نوي..: هنا نوي.. صوتُ سينكا فرحاً..:أهلا نوي..بارك لي.. نوي: لماذا يجب أن أفعل ذلك؟ سينكا: لقد قررنا أنا و هيلين وقت زواجنا..سيكون بعدَ شهر.. نوي: إذاً بالفعل مبروك. سينكا: أريد منك بعضَ المساعدات...و عنكَ أنت ألا تفكرأن تصبح رجلاً و تختار حياتك. نوي: ربما سيكون ذلكَ قريباً. سينكا:جوابكَ يحكي الكثير. يغلق نوي هاتفه دونَ أن يجيب عليه( لماذا يتصل الآن من الأساس...) ...... في بدايةِ العام الدراسي تخرج هينا من المنزل مغلقةً الباب ...: أخيراً...أظن أن هذا العام سيكون مميزاً. نوي:أجل(بوجودك..) و قرب الجامعة... هيلين تتجه نحو هينا حين تراها: هينا...اشتقت لكِ. تتقدم هينا مقتربةً من هينا: و أنا أيضاً...لقد كنتُ أتمنى لو كنتِ موجودةً معي في حفلِ الزفاف. هيلين: ما أدراني عن أحلامِ ذلكَ السيد؟ يريد زفاف ابنه في ايطاليا! أما نوي يمشي و بجانبه ريك و سينكا... ريك: مبروك لك.. نوي: و أنتَ أيضاً..سمعتُ بزواجك من مايا.. سينكا: أما أنا فلستُ مثلكما بل أعلى درجة... يُسمع في تلكَ اللحظات صوت صراخ دهشةِ هينا..: ماذا؟ تشعر بالحرج و تهدأ..: حامل..منذُ متى؟ هيلين و وجهها محمر: لقد علمتُ منذُ أسبوعٍ فقط..و سينكا يمنعي من فعلِ أي شيء بالخصوصِ الطبخ..يقول أن ذلك سيتعبني...أحس أنني سأعاني كثيراً فأنا لا أحب الجلوس.. نوي يقترب من هينا: لماذا تمشينَ هناك؟...تعالي معي قليلاً. هيلين و هي ترى أن أسلوب نوي لم يتغير(ما زال مملاً..) هينا و هي تمشي مع نوي: ماذا هناك؟ نوي: لا شيء..فقط أردت أن تكوني قريبةً مني. هينا: لم أكن بعيدة... نوي يقف قليلاً و يستند على الجدارِ الذي بجانبه: اكتشفتُ شيئاً.. هينا تقترب منه : ما هوَ؟ نوي يرفع رأسه قليلاً حتى تظهر عيناه اللامعتان ناظراً نحو السماء : أن وحدتي تعاستك و وحدتك تعاستي. هينا تغمض عينيها برفق مستندةً بجانبه: كانَ يجب أن تعرف ذلك منذُ البداية....نوي... تم...تم...تم... |
#265
| ||
| ||
يااااااااااي انا اول من رد>>>مو مصدقه المهم البااارت روووووعه |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
يا بني لا تصحب قاطع رحم فاني وجدته ملعونا في كتاب الله | mohamed_atri | نور الإسلام - | 0 | 01-11-2012 12:56 AM |
الى اعضاء ورواد منتدى عيون العرب..عمادا تبحث؟؟؟هل وجدته؟؟لمادا تكتب في المنتدى؟ | alassiya | حوارات و نقاشات جاده | 32 | 10-13-2009 03:07 AM |
***شاركوني سعادتي *** | نجم ساحر | مواضيع عامة | 4 | 05-11-2009 09:58 PM |
سعادتي لا توصف...شكرا جزيلا | حور العين | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 35 | 11-27-2006 04:31 PM |