#126
| ||
| ||
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ فإن مهمة الرماة الذين يحفظون ظهور المسلمين لم تنته بعد..!! طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله، طوبى للقابضين على الجمر، كلما وهنوا قليلاً تعزوا بصوت النبيِّ صل الله عليه وسلم ينادي فيهم: " لا تبرحوا أماكنكم " ! التعديل الأخير تم بواسطة أخت أم خالد ; 03-01-2015 الساعة 09:44 PM سبب آخر: يمنع وضع روابط خارجية |
#127
| ||
| ||
لا أعلم حقا من قام بحذفه ولكنني سأعمل على إعادة طرحه للموضوع وفهرسته مع البقية
|
#128
| ||
| ||
- 29 - حتى هي .. كانت تتألم - ماذا تريدين أن تطلبي..؟ - آآآ .. لا أعرف.. وجبة برغر دجاج.. كلا.. كلا.. برغر لحم.. - .. بدون جبن؟ - ممم.. لحظة.. كلا.. لا أريد برغر لحم.. أريد قطع الدجاج.. - يووووه.. هيفاء!! هيا بسرعة نريد أن نطلب الآن.. - طيب.. اصبري شوي.. خليني أفكر... - أففففف.. استغفر الله.. الطلب معك مأساة.. - لماذا تصرخين علي هكذا ..؟ لم أقل شيئاً.. فصرخت أريج بقوة وهي تمسك بسماعة الهاتف: - وأنا أيضاً لم أقل شيئاً.. هيا اطلبي.. ذبحتينا.. ألا يكفي أنني سأشتري لك على حسابي وأيضاً (تنفخين)؟! شعرت بالكره لنفسي وأنا أهان لهذه الدرجة.. - خلاص.. لا أريد شيئاً.. تمنين بهذه الوجبة.. لا أريدها.. اهنئي بها.. لا أريد منك شيئاً.. اشتد الصراخ بيننا وخرجت غاضبة من غرفتها.. دائماً تنتهي لحظاتنا السعيدة بسرعة.. وتحل مكانها الشجارات والإهانات وجروح القلب العميقة.. كانت أريج تكبرني بعامين فقط.. وكان من المفترض أن نكون صديقتين.. لكن بدلاً من ذلك أجدنا نتحول لندتين على الدوام.. كانت أريج ذات شخصية قوية باهرة.. فهي دائماً في مركز القوة.. في المدرسة.. كانت دائماً الأكثر تفوقاً.. وفي الاجتماعات الأسرية.. كانت محط الأنظار بحديثها.. وبالكلمات التي تلقيها والمسابقات التي تعدها.. بل وحتى بالأطباق اللذيذة التي تعدها.. أمام أريج.. كنت لا شيء.. كنت الأخت الصغيرة التي تظل دوماً طفلة مقارنة بأختها الناضجة.. حتى قي المدرسة.. أينما أذهب كان شبح أريج يلاحقني.. ما أن تدخل الفصل إحدى المعلمات في أول أيام الدراسة.. حتى تبادر بسؤالي: أخت أريج؟؟ لا يتم تعريفي بهن إلا بأخوة (أريج) المتفوقة.. حتى لو فكرت أن أكون متفوقة وحاولت بقدراتي – المختلفة عن قدرات أريج – أن اجتهد.. فأنا لا شيء مقارنة بأريج.. لو حاولت أن أظهر في الإذاعة المدرسية وألقي موضوعاً بشكل عادي كما تفعل البنات.. فسأبدو ركيكة ومضحكة مقارنة بأريج ذات الإلقاء المبهر.. ضعفت شخصيتي يوماً بعد يوم تحت ثقل شخصية أختي.. حتى أصبحت أكره الاجتماعات الأسرية.. أكره المدرسة.. أكره أي مكان تتواجد فيه أريج.. وذات مرة قررت أن آخذ دورة في معهد للغة الانجليزية.. كنت فقط أريد أن أجرب الحياة في مكان لا توجد فيه أريج.. وشبحها الذي يحطمني.. وافقت أمي.. وكذلك أبي.. وبدأت في الدراسة خلال الصيف.. كانت المعلمة لطيفة.. ومجموعة الطالبات متناسقة رغم اختلاف أعمارهن.. بدأت أنسجم وأحب المكان.. وبدأ نجمي بالبزوغ بين هذه المجموعة.. كنت أعلاهن مستوى.. وكانت المدربة تحفزني كثيراً.. اعتبرتني نجمة الفصل.. وعينتني مساعدة لها كي أساعد الطالبات على فهم بعض المعاني.. وكانت هذه المرة الأولى في حياتي التي أشعر بها بأنني مميزة.. و.. فتاة جيدة.. لاحظت أمي تغير نفسيتي.. وفرحتي بالمعهد والدراسة فيه.. لكنها لم تكن لتعرف السبب.. ولا لتشعر به أصلاً.. وذات يوم فوجئت بأريج تدخل علي في غرفتي فرحة.. وتخبرني أن والدي وافق على أن تسجل هي أيضاً معي!!! نزل الخبر على رأسي كالزيت الحار.. لاااا.. حتى هذا!.. حتى المكان الوحيد الذي شعرت فيه بالتميز ستأتي لتنافسني فيه.. ليس هناك فراغ واحد في حياتي يخلو منها؟؟!! هل سيلاحقني شبحها حتى هناك.. رددت عليها بابتسامة صفراء باهتة.. دون أن أقول لها شيئاً.. لم يكن هناك من داع لأن أتكلم.. فأنا أعلم أنها هي أيضاً لا دخل لها بما يحصل.. فهي والحق يقال طيبة.. وأنا أعرف ذلك جيداً.. لكني سئمتها.. تعبت من المقارنة بها.. تعبت من محاولة الوصول لمستواها.. لا أحد يهتم بي حين تكون موجودة.. ولا أحد يحادثني باهتمام حين تتحدث.. فماذا أفعل.. أقفلت غرفتي علي وبدأت أبكي.. وأبكي.. أبكي لأن أحداً لا يشعر بي.. ولا يهتم بمشاعري أنا.. لا أمي.. لا أبي.. لا أخوتي.. ولا معلماتي.. أنا أمامهم لا شيء.. لقد تعبت من التحطيم.. من التهميش.. إلى متى.. إلى متى يستمر ذلك.. سمعت طرقاً للباب.. وبغضب صرخت.. - من؟ - هيفاء.. ممكن تفتحين؟ - لا أريد أحداً.. أنت بالذات لا أريدك.. اذهبي.. أيتها الأفعى..! سكتت أريج تماماً.. لا أعرف كيف خرجت تلك الكلمات من فمي عليها.. كنت أشعر بالغضب الشديد وأشعر أنها هي السبب في تعاستي.. كنت أتخيلها كأفعى تلتهم كل أشيائي الجميلة.. ساد الصمت.. حتى اعتقدت أنها ذهبت.. فإذا بصوتها ينساب من خلف الباب بأسى.. - خلاص.. خلاص يا هيفاء.. أنا لن أسجل في الدورة.. يا إلهي.. هذا معناه أنها سمعت بكائي قبل قليل.. وسمعت كلامي وتذمري.. مسكينة... لكنني لم أحاول أن أتراجع أو أبدي أي انكسار.. فتحت الباب لها بقوة.. ووجهي أحمر.. والدموع لا يزال أثرها على وجهي.. - ماذا تريدين؟ - هيفاء أنا آسفة.. لم أعتقد أن تسجيلي سيضايقك.. - ما شاء الله؟! الآن.. الآن فقط أحسست بذلك؟.. للتو تحسين بنفسك وأنت تلاحقيني طوال عمري..؟! فجأة رأيت الدموع في عينيها.. - حرام عليك يا هيفاء.. لماذا تعاملينني هكذا؟.. لماذا أنت قاسية علي؟.. دائماً أشعر أنك تكرهينني.. تحتقرينني.. كل الناس يحبونني إلا أنت.. دائماً تشعرينني بنظراتك بأن من العيب أن أكون متفوقة أو نشيطة.. نظراتك الحادة دائماً تربكني وتشعرني أني تافهة وغبية.. حتى أمام زميلاتي.. كثيراً ما أحرج حين أحادثك في المدرسة فأجدك تردين علي بكل برود ولا مبالاة.. لماذا تعاملينني بكل هذه القسوة.. أنا.. أنا .. لم أفعل شيئاً لك.. كانت دموعها وعبراتها تسبقها وهي تتحدث.. شعرت بعطف شديد عليها.. هل فعلاً كنت أعاملها بقسوة وكأنها تافهة جداً؟.. نعم.. لقد كنت أفعل ذلك.. لكن لم أعرف أنها تشعر بذلك.. مسكينة.. جلست تبكي على سريري وقد وضعت رأسها بين كفيها.. فاقتربت منها ومسحت على كتفها.. - لا بأس.. يمكنك أن تسجلي في المعهد.. نظرت إلي باستغراب.. وابتسمت.. - أي معهد أي بطيخ.. لقد نسيته أصلاً.. فابتسمت وضحكت.. منذ ذلك اليوم قررنا أن نبدأ صفحة جديدة من علاقتنا ببعضنا.. وتحولنا من ندتين إلى صديقتين.. أصبحت أصارحها بكل ما أشعر به تجاهها وهي كذلك.. ولم تعد هناك الكثير من الآلام المحبوسة في القلوب.. ولا تلك الرسميات والمشاعر الحساسة.. - ماذا ستطلبين؟ - برغر دجاج.. كلا لحم.. - بسرعة ذبحتينا.. - طيب.. خلاص.. وجبة قطع دجاج.. - حرام عليك هذه الوجبة غالية.. تعرفين أني سأدفع.. - لا بأس ادفعي.. فأنا أشتهيها اليوم.. لن يضيع المال الذي تضعينه في بطن أختك.. - يااااااااالله تستاهلين ولا يهمك.. لكن ترى إذا نقصت الفلوس تدفعين.. طيب؟ |
#129
| ||
| ||
- 30 - لا شيء ينتهي.. وبابه مفتوح كان يوماً صيفياً حاراً.. وريح السموم على أشدها في الرياض.. فتحت جود نافذة الغرفة.. - أفف " اختنقنا" من المكيف! قفزت بسرعة لأغلق النافذة.. - هييييييييه! ماذا تريدين أن تفعلي .. هل جننت؟ تفتحين النافذة في هذا الحر؟ سكتت ومطت شفتيها ثم رمت بنفسها على سريري بتثاقل.. - أفففف.. ملل.. ما كنها عطلة.. الناس مسافرة ومستانسة.. وحنا.. هنا.. طفش.. كنت على وشك أن أتكلم.. لكني آثرت الصمت وأنا أقلب الكتاب الشيق الذي بين يدي.. أخذت تتقلب في ملل.. ثم قفزت فجأة.. - فطوم! ما رأيك أن نذهب لبيت عمتي لنملأ المسبح ونسبح مع البنات؟ ما رأيك؟ مددت شفتي للأمام.. فلم تكن الفكرة تعجبني.. - كلا .. لا أحب.. تعرفين.. بيتهم مليان شباب.. ولا أضمن أن لا يتلصصون علينا.. - أفففف.. أنت معقدة ..! نظرت إليها بهدوء وقلت وأنا أبتسم.. - حبيبتي.. كم مرة قلت " أففف" منذ دخلت الغرفة؟! - أففففف.. حتى الـ" أفففف" صارت محسوبة علينا! وخرجت غاضبة من الغرفة.. كانت جود أصغر فرد في عائلتنا.. ورغم أن فارق السنوات بيننا لا يتجاوز الست سنوات.. إلا أن الفارق في الشخصية كبير جداً.. والفجوة بيننا واسعة.. منذ فتحنا أعيننا على الدنيا ونحن نرى أسرتنا مثالا للأسرة الصالحة المحافظة ولله الحمد.. أمي إنسانة تخاف الله وربتنا منذ طفولتنا على الأخلاق الفاضلة.. وكذلك أبي .. فرغم انشغاله إلا أن تربيته الصارمة والمحبة في نفس الوقت كان لها أثر كبير على استقامتنا ولله الحمد.. لكن الحال مع جود كان مختلفاً.. فلكونها آخر العنقود كان والداي يدللانها ويعاملانها معاملة خاصة جداً.. فهي الوحيدة التي كان لها الحق في السهر لساعات متأخرة حتى في أوقات المدارس.. كما أنها استطاعت ببكائها وشكواها المستمرة أن تقنعهما بإدخالها مدرسة خاصة.. وحتى لباسها للأسف.. كانت أمي تنصاع لها وتسمح لها بارتداء ما لم يكن يسمح به لنا.. غضبنا أنا وأخواتي واعترضنا كثيراً، لكن دون جدوى للأسف.. فقد بدا واضحاً حجم الاختلاف الكبير بيننا.. ففي الوقت الذي نستمتع فيه بسماع أشرطة المحاضرات كانت جود لا تستطيع المذاكرة إلا مع سماع الأغاني .. وما يحرق فؤادي هو رضا أمي عنها وعدم معارضتها لها.. حتى والدي كان دائماً يعتبرها طفلة ومسكينة وبريئة.. والحقيقة هي أن جود كانت بالفعل قادرة على الاستحواذ على قلبيهما.. فهي دائمة الالتصاق بهما.. وتخدمهما بشكل متواصل.. وتدللهما في الكلام.. وتشتري لهما الهدايا.. كانت ماكرة.. أو حنونة.. جداً .. حاولت كثيراً أن أنصحها.. أن أوجهها.. لكني يأست منها.. فقد كانت دائماً تصد عني .. وتعتبرني " عقدة" .. ولا تريديني أن أنصحها بأي كلمة.. وذات يوم طلبت جود من أمي أن تذهب لمدينة الألعاب بصحبة صديقاتها.. وأخذت تلح عدة أيام حتى وافقت لها أمي .. وحين علمت بذلك عارضت كثيراً.. - أمي كيف تسمحين لها.. ستذهب مع فتيات لا تعرفين أخلاقهن.. أرجوك.. كيف تسمحين لها؟ لكن أمي كانت تهدئني .. وتقول أن الأمر عادي.. والمكان نسائي .. - لكن يا أمي .. هي لا تزال في المرحلة المتوسطة.. كيف تذهب لوحدها؟ - اذكري الله يا ابنتي .. لا تكوني هكذا.. الأمر بسيط كل البنات يذهبن لوحدهن.. - أمي أنا رأيت صديقاتها حين ذهبت لمدرستها ذات يوم.. والله يا أمي لو رأيتهن لما ارتحت لمنظرهن.. حتى العباءة لا يعترفن بها.. بل يخرجن شبه كاشفات مع سائقيهن.. كيف تتركينها تخرج معهن.. - وما دخلها بهن..؟ فاطمة .. خلاص أنهي الموضوع.. " كلها" ساعتين وسوف ترجع بإذن الله.. لم القلق؟ حاولت وحاولت.. لكن عبثاً.. فاستسلمت.. وسكتُ على مضض وقلبي يشتعل من الألم.. لأني بدأت أشعر أن أختي ستضيع من بين يدي إن استمر هذا التهاون.. إن لم يكن الآن ففي المستقبل القريب.. وذهبت.. وهي تضرب الأرض بكعبها وتحدجني بنظرة كلها تحدي وانتصار.. ذهبت وهي ترتدي تلك التنورة الجنز القصيرة ذات الحزام المعدني المتدلي.. والمكياج يملأ وجهها الطفولي .. حشرت نفسها في عباءتها الضيقة وخرجت تتمايل.. ** كنا جالسين نتناول عشاءنا الخفيف المفضل الخبز واللبن.. حين نظرت والدتي للساعة.. - غريبة! الساعة تسعة ونصف.. وجود لم ترجع.. التفت والدي نحوها وقال.. - لماذا؟.. متى قالت أنها ستعود؟ - قالت قبل العشاء.. يعني في الثامنة تقريباً.. - اتركيها فربما استمتعت وتريد اللعب أكثر.. كنت أنظر لهم وأنا صامتة تماماً.. فقد قررت أن لا أسأل عنها ولا أتدخل بها أبداً.. صمت والدي قليلاً ثم سأل.. - مع من قالت أنها سترجع..؟ - تقول أنها ستعود مع صديقتها.. لديها سائق.. شعر بأن والدي بدأ يشعر بأن هناك خللاً في الموضوع.. - الله يهديك يا أم عبد الله.. لماذا لم تقولي لي من قبل.. كيف ترضين أن تعود مع سائق لوحدها.. وهي لا تزال فتاة صغيرة.. - لا أدري كيف أقنعتني أصلحها الله.. مضت عقارب الساعة بسرعة مخيفة نحو العاشرة.. ثم الحادية عشرة وجود لم تعد.. بدأ القلق يتسرب لبيتنا بشكل مخيف.. وبدأ أبي يصرخ.. - كيف تتركينها تذهب دون أن تأخذي منها رقم جوال صديقتها.. رقم أهل صديقتها.. أو على الأقل اسم صديقتها..؟؟ وكادت أمي تبكي وهي تقول.. - لماذا لم تسألها أنت..؟ ما دخلي..؟ لا تصرخ علي.. يكفيني ما بي الآن.. أتى أخوتي كلهم.. حتى أخي عبد الله المتزوج تم استدعاؤه من بيته.. ذهبوا لمدينة الألعاب فوجدوها قد أغلقت أبوابها.. جن جنون أبي وارتفع عليه السكر وانهار.. ونقل للمستشفى .. الكل كان يبحث عنها دون جدوى.. وعند الساعة الواحدة ليلاً.. قام أخي بإبلاغ الشرطة.. لكننا لم نكن نملك خيطاً واحداً يدلنا عليها.. لا اسم صديقتها.. لا جوال.. لا رقم سيارة.. ولا أي شيء.. فكيف نعرف أين تكون؟ وماذا يفعل الشرطة لنا؟ بقينا كلنا في البيت نبكي ونصلي وندعو الله.. ولا نعرف ماذا نفعل.. جود مختفية.. وأبي في المستشفى .. وعند الساعة الرابعة فجراً.. فوجئنا برقم غريب يتصل على جوال أخي عبد الله.. وحين رد.. كانت الطامة التي لم نتوقعها.. كان أحد الأخوة من الهيئة يتصل بأخي ليبلغه بأن أختي قد وجدت مع شاب في سيارة لوحدهما ليلة أمس.. وأنها قد انهارت وأغمي عليها من شدة الصدمة ولم تفق إلا قبل قليل لتعطيهم الرقم.. حين أغلق أخي الخط.. جلس على الأرض ولف وجهه بشماغه وأخذ يبكي.. صرخت أمي .. - ماذا؟ .. تكلم؟ وجدوها ميتة في المستشفى؟ حادث.. تكلم .. تكلم! ومن بين الشهقات أجاب وصوته الرجولي يهتز بقوة مؤلمة.. ولحيته مخضلة بالدموع.. - يا ليت يمه.. يا ليت.. كنت أعرف ماذا قالوا له.. كنت أشعر به.. قبل أن يخبرني .. لكني سكت.. أسرعت أمسك أمي وأذكرها بالله.. وهي تنتفض بقوة بين يدي.. أسرعت أغسل وجهها فيختلط الماء بالدموع.. وبعد قليل.. ذهب عبد الله ليستلمها.. بعد أن أقسمت عليه أمي أغلظ الأيمان أن لا يقتلها.. بعد سويعات.. دخلت.. وجهها شاحب كالموت.. وقد تركت الدموع خيوطها على وجنتيها.. كانت ترتجف.. حين رأتنا أسرعت ترمي نفسها عند قدمي أمي .. - يمه سامحيني .. والله ما سويت شيء.. والله العظيم.. والله.. رفستها أمي برجلها بقوة.. وصرخت فيها بقوة.. - اذهبي لغرفتك.. اذهبي لا أريد أن أرى وجهك يا " ..." .. أبوك يحتضر في المستشفى بسببك.. ليتك مت ولم نر فيك هذا اليوم يا خائنة الأمانة.. كنا جميعاً نشعر بتقزز غريب منها.. لا نريد أن نكلمها أو حتى نرى وجهها أو نشم رائحتها.. وفي الغد أخذتها أمي كشيء مكروه لتقوم بعمل تحليل حمل لها.. وهي تبكي وتصيح.. وتقسم بأنها لم تفعل شيئاً.. لكن أمي كانت تريد إذلالها فقط وأن تشعرها بدناءة فعلها الشنيع ونظرتنا لها.. بقي أبي في المستشفى أياماً وحالته غير مستقرة.. لذا لم نخبره بأمرها بل قلنا له أن حادثاً قد حصل لها.. لكنه عرف.. عرف ذلك من وجوهنا الملطخة بالعار.. ومن بكائنا الذي يحمل رائحة القلوب المجروحة.. وحين استعاد صحته وخرج.. تأكد تماماً من ذلك حين شاهد كيف أصبحنا نعاملها.. وكيف أصبحت شبه محبوسة في غرفتها.. فلم يعد هو الآخر يحادثها بحرف واحد.. كنت أشاهد أشياء كبيرة في أبي وقد تحطمت.. كبرياؤه.. رجولته.. فخره بأبنائه.. لم يعد يخرج.. ولا يجتمع مع الآخرين.. أصبح يفضل الجلوس مع أمي صامتاً على الخروج لأي مكان.. حزن كبير كان يسود بيتنا.. حتى أخواتي المتزوجات لم يعدن يزرننا كثيراً.. وكأنهن يخشين من مواجهة الحزن والكآبة.. وذات يوم.. أحسست أن علي أن أفعل شيئاً.. أن أرفع هذا الحزن المقيت الذي يجثم فوق قلوبنا.. وأن أصلح شيئاً.. دخلت غرفتها بهدوء.. وجدتها صامتة على سريرها.. جلست قربها.. نظرت إليها.. - لأول مرة.. هل تسمحين لي أن أسألك.. لماذا؟ سكتت طويلاً.. وحين رأت إصراري بالنظر إليها ابتسمت بحزن هازئة.. - كنت أعتقد أنه يحبني .. - ثم؟ - حين بدأ رجال الهيئة بملاحقة السيارة فوجئت به يقف بسرعة ويصرخ بي كي أنزل بل أخذ يدفعني بقوة.. ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أقف في منتصف الشارع لوحدي وقد هرب وتركني.. النذل.. - هل سبق وخرجت معه من قبل؟ - مرة واحدة فقط.. أخذني من المدرسة وتغدينا ثم أعادني .. نظرت إليها طويلاً ثم قلت.. - .. وما شعورك الآن؟ - شعوري؟ .. أكرهه.. وأكره نفسي.. وفجأة.. أخذت تبكي بحرقة وتشهق.. حتى أثارت حزني.. اقتربت منها.. وضممتها لأول مرة منذ شهرين.. ومسحت على شعرها الخفيف الذي تساقط أكثره منذ فترة.. شعرت بعطف شديد عليها.. ضممتها وأخذت أبكي معها.. - لا تكرهي نفسك يا حبيبتي .. لا تكرهيها.. باب التوبة مفتوح.. والله سبحانه وتعالى ينتظرك.. ينتظر توبتك ويفرح بها.. اهتزت بين يدي كحمامة صغيرة وهي تبكي.. - لكنكم تكرهوني .. خلاص.. لا تريدوني.. لا أحد يريدني حتى لو تبت.. أمسكت رأسها ورفعته فشاهدت في عينيها جود الطفلة الصغيرة.. - كلنا سنحبك.. وسننتظرك.. فقط انسي الماضي.. وابدئي من جديد.. ثم تابعت بهدوء.. - أنا لا أريدك أن تنسي الماضي من أجلنا.. كلا.. أريدك أن تنسيه من أجلك أنت.. أن تفتحي صفحة بيضاء جديدة مع ربك.. مع خالقك.. إنها علاقتك به.. أصلحي ما بينك وبينه.. وسيصلح كل شيء بينك وبين الآخرين.. ارتجف صوتها.. - لكن.. سمعتي .. انتهت.. ابتسمت لها.. - من قال ذلك؟ لا شيء ينتهي طالما باب الكريم الرحمن مفتوح.. فقط ندي يديك إليه.. وسترين كرمه ورحمته.. نظرت إلي لأول مرة في حياتها بتأثر.. ثم ابتسمت وعيناها لا تزالان غارقتان بالدموع.. |
#130
| ||
| ||
- 31 - قصة / شائعة العفيصان رائحة الندى أمسكت ديمة بيد أستاذة سمر الأخصائية النفسية وقالت وهي تبكي.. (بربك أي عدل هذا الذي تحدثيني عنه؟! بعد ثمانية عشر عاماً تخبريني..؟! بعد أن بدأت جراحي تلتئم تفتحينها وتؤلميني؟! لماذا في هذا الوقت بالذات؟) مسحت دموعها عن خدها.. (هل تعلمون ما الذي نعانيه؟! هل تعلمون الآلام التي نعيشها؟!) تنهدت بحرقة وهي تقول.. (أعرف أننا لديكم مجرد أرقام وحالات وملفات تدرسونها اجتماعياً ونفسياً! أما آلامنا.. جراح قلوبنا التي لم تذق طعم الحب والحنان فلا تعرفون عنها شيئاً) حاولت سمر مقاطعتها والتعليق على كلامها لكنها لم تستطع.. فلاذت بالصمت.. اقتربت ديمة من المكتب وأمسكت صورة أطفال الأستاذة وقربتها من وجه الأستاذة وهي تقول بهدوء.. (انظري.. انظري لصورة أطفالك.. انظري لعيونهم.. وقارني بينها وبين عيوننا.. عيا قارني.. لتعلمي أن الفرق بيننا كبير.. وشاسع.. عيون مشبعة بالدفء.. وأخرى محرومة ضائعة تبكي بلا دموع..) رفعت عينيها نحو سقف الغرفة بهدوء.. وقالت بهمس.. في كل ليلة.. كل ليلة.. أتأمل وجهاً من صنع خيالي.. أرسم التفاصيل لوجه حبيب وأخط له أجمل عيون.. وأجمل أنف وفم.. أمنحها صوتاً رخيماً دافئاً.. أجلس في أحضانها.. وأقبلها.. وأتركها تمسح بيدها على شعري.. تلك الأم.. التي تخلت عني.. تنهدت ثم أكملت بخيبة أمل.. وهي تنظر للأرض.. (حقاً لا أحد يعرف ظروفها.. لكن.. لا عذر لها..) وفجأة داهمتها موجة غضب وصرخت.. (لا عذر لها أن ترميني في الدار أتعذب بلا أم أو أب كل تلك السنوات.. لا عذر لها أن تترك فلذة فؤادها بين المربيات المستأجرات.. تقاسي الأمرين.. تتسول من أعينهن نظرة حنان أو حب فلا تجد.. يتغيرن سنة بعد سنة.. فلا تثق في حب مربية خوفاً من فقدانها وذهابها..) (لا تكوني قاسية هكذا يا ديمة.. فأنتم ولله الحمد نحظون بالرعاية والعناية والمسؤولون يقومون بزيارتكم و..) رفعت ديمة يدها مقاطعة.. وقالت باستخفاف.. (نعم.. نعم.. يقومون بزيارتنا مرة أو مرتين في السنة، لكن كضيوف شرف ومعهم الإعلاميون لتسجيل الزيارة.. وبالطبع قبل قدومهم يتم تنظيم الأمور حتى يبدو الوضع بلا مشاكل أمامهم!! (لا يا ديمة.. لا تتحدثي بهذا الأسلوب السوداوي.. تفاءلي واحمدي الله.. أكملت ديمة بهدوء غير آبهة بما قالته سمر.. (في صغرنا.. كنا نعلم أننا أيتام فقط.. كانت لنا كرامة بعض الشيء.. هه.. كان الجهل نعمة لنا.. رغم الألم والحرمان واليتم.. كنا غارقين في عالم الطفولة البريء.. أما الآن فقد تغير كل شيء.. بدأت مشاكلنا في الظهور.. وكل باحثة أو دارسة نفسية تأتي إلينا تبدأ في إظهار قدراتها وتتعامل معنا كفئران تجارب حتى تثبت صحة نظرياتها! نظرت نحو البعيد تسترجع ذكريات قديمة.. (لا أنسى ذلك اليوم الحزين الذي عرفت فيه حقيقتي وكان عمري اثنا عشر عاماً فقط.. طبقت علينا إحدى الباحثات النفسيات نظريتها حتى تستكشف رد الفعل.. فشرحت لنا وضعنا الاجتماعي ونحن في ذلك السن.. حقيقتنا المرة.. أننا.. لقطاء.. أطفال غير شرعيين.. أي حقيقة أكثر ألماً من هذه؟.. قولي لي..!) وانكفأت على وجهها باكية بحرقة.. لم تعرف سمر ماذا تقول لها.. وأخذت تفكر في هذه النظرية التي وجدت ترحيباً من المسؤولين والمهتمين كدراسة تطبيقية. ولكن إنسانياً.. ألم يفكروا في ألمها؟ ألم يتخيلوا كيف تحطم أنفس هؤلاء الأيتام وأرواحهم الشفافة وهم في ذلك السن الخطر؟ ما جرمهم.. ما ذنب هؤلاء الأبرياء حتى يسقوا العلقم..؟ قامت ديمة ووقفت أمام سمر.. وأكملت بتلعثم.. (عندما علمنا بحقيقتنا أول الأمر كنا نلعن تلك الأم التي تخلت عنا.. وعندما هدأت براكين الغضب.. بدأنا نفكر بهدوء.. لم يعد في أعيننا سؤال سوى.. من نكون؟ من أمهاتنا؟ من هي هذه الأم التي رمت بقطعة قلبها في الشارع لتمسح فعلتها الدنيئة؟.. أين هي الآن؟ هل هي موجودة وحية؟ هل تفكر بنا كما نفكر بها؟ أم أنها قد نستنا تماماً؟ هل تحس بما نتعرض له من ألم كل يوم بسببها؟ هل.. هل تحبنا؟ فيما بعد.. لم نعد نكرهها.. لأننا لم نعرف الحب.. فكيف نكره؟! كم تعرضنا في حياتنا للظلم والقسوة... فأي خطأ نرتكبه ولو كان بسيطاً يفسر ألف تفسير وتفسير.. فنحن.. مختلفون عن الأطفال الأسوياء.. نحن.. موطن شك وريبة.. لم تستطع أن تتماسك فانهارت بالبكاء مرة أخرى.. اقتربت منها الأخصائية وضمتها إليها ومسحت على رأسها وهي تقول.. (كل هذه المشاعر تخفينها يا حبيبتي؟).. هدأت نفسها وتذكرت السبب الذي من أجله استدعتها الأخصائية.. فقالت.. (حسناً.. أوافق أن أقابلها يا أستاذة سمر.. لكن بشرط.. أن أراها دون أن تراني.. أريد أن أسمع صوتها.. أرجوك أريد أن أسمع صوتها وقصتها كاملة وبعدها أقرر وأخبرك بموافقتي على لقائها أو لا..) قالت سمر (من حقك يا ديمة اتخاذ القرار ولن نجبرك على شيء.. ستأتي صباح الغد بإذن الله.. اذهبي الآن إلى غرفتك.. وخذي حماماً منعشاً ونامي جيداً وسأرسل لك قبل مجيئها صباحاً).. حين خرجت من غرفة الأخصائية اتجهت إلى غرفتها فوجدت أخواتها من أسرتها تجمعن هناك.. ارتمت على صدر أختها هناء باكية.. فقالت صباح بتهكم.. (احمدي الله يا ديمة.. فبدل أن تفرحي بهذا الأمر تتأزمين وترفضين؟ حقا أنت غريبة!) ثم أتبعت (ليتني في مثل وضعك لرضيت وقنعت.. ولكن هيهات أنا أعلم بوضعي كله.. !) ووقفت وهي تؤدي حركات استعراضية.. وتشير بيدها كالمهرج.. (أنا ابنة السنيورة!.. الجميلة! حاوية القمامة.. القبيحة..!).. وقهقهت ضاحكة بمرارة.. وابتعدت راكضة بعيداً عن المجموعة تكاد تحرقهم بنظراتها الغاضبة.. نظرن إلى بعضهن نظرات كسيرة.. نعم إن لكل واحدة قصة لا ناقة لها بها ولا جمل.. فهن مجرد ضحايا.. * * * استيقظت ديمة على يد تهزها برفق وصوت يناديها.. - ديمة.. ديمة.. انهضي حان الموعد ستأتي..! أفاقت بعينين ناعستين ذبلت رموشها من كثرة البكاء طوال الليل.. وابتسمت لهناء رفيقة دربها.. السمراء الحنونة.. - أحقاً يا هناء؟! ستأتي هي بنفسها..؟ - نعم.. هي ستأتي بعد قليل.. هيا يا كسولة بسرعة.. هيا.. قامت ديمة بتثاقل فهي لا تملك حيوية هذه الجوهرة السمراء هناء.. لبست ديمة ملابسها بكل عناية.. ورفعت شعرها الطويل بشكل مرتب.. وارتدت صندلاً خفيفاً.. وبدت رقيقة وجميلة.. سارت في الممر الطويل المؤدي إلى المكتب الخاص للأخصائية سمر بالقرب من الحديقة الصغيرة.. لم تكن تشعر بأي مشاعر.. طرقت الباب بكل أدب ثم دخلت.. باغتتها سمر.. - هيا بسرعة! أخرجي من الباب الخلفي وسأفتح الشباك حتى تسمعي كل ما يدور بنفسك.. وقفت ديمة خلف الشباك وأحست بحركة وسمعت عبارات ترحيب.. فبدأ قلبها يخفق بشدة.. يكاد يقفز من بين أضلاعها.. فتماسكت ودعت الله أن يعينها.. وبيدين مرتجفتين سحبت جزءاً من الستارة.. لكنها لم تر شيئاً فالضيفة قد أعطتها ظهرها من الخلف ولم تميزها لأن العباءة تغطيها من أعلى رأسها لأخمص قدميها.. سمعت سمر تتحدث للمرأة.. ثم سمعت المرأة لأول مرة تتحدث.. بدأت تبكي وتقول.. (أرجوك يا أستاذة سمر أنا متأكدة أنها ابنتي الحبيبة.. لديها شامة مدورة بحجم الريال المعدني وأنا لدي واحدة بذراعي مثلها.. رفعت ديمة كم بلوزتها.. وأخذت تنظر للشامة وكأنها تنظر إليها للمرة الأولى وهي ترتعش من التأثر والقلق.. أخذت الضيفة ترجو سمر أن تراها وتقابلها.. وتقول.. (أرجوك.. لم يعترف لي والدي إلا منذ فترة بسيطة قبل وفاته.. فاجأني بطلبه السماح مني قائلاً أنه كان يحترق ألماً علي لكنه لم يرد إخباري.. لقد قال لي والدي أن ابن عمي صادق في أنه لم يختطف ابنتي أو يقتلها.. وأعطاني والدي حقيبة سوداء قال أن كل الحقائق موجودة فيها.. قال والدي.. أنه تخلص هو من ابنتي لأنه لم يتحمل أن يترك ابنة من خان الأمانة تعيش معه.. قال والدي بكل حسرة وندم.. أنه لم ولن يسامح ابن أخيه الذي انتهك عرضي.. عرض ابنته الوحيدة.. لذا أراد أن يتخلص من هذه الطفلة البريئة التي كانت ستلطخه بالعار.. فوضعها أمام دار حضانة الأطفال الأيتام مع رسالة تفيد بأن اسمها ديمة عبد الله..) تنهدت قليلاً ثم أكملت.. (أخبرني والدي أنه كان يزور الدار كل أسبوع ليراها حين كانت طفلة.. كان يزورها بصفة أنه متبرع وفاعل خير.. ألا تعرفينه.. إنه الشيخ أبو محمد الزائر الدائم للأطفال..) ترددت ثم قالت بعاطفة شديدة.. أرجووووك يا أستاذة سمر.. أرجوووك أريد أن أراها الآن.. لم أعد أحتمل.. أريد أن أرى ابنتي) وحاولت أن تنهض فلم تستطع فوقعت على الأرض من على كرسيها المتحرك.. صرخت ديمة من شدة التفاعل مع أمها التي لم تتخيل يوماً أن تكون معاقة.. وأطلت من النافذة.. التفتت الأم إلى مصدر الصوت.. فكأنها تنظر لصورتها في شبابها.. (إنها ابنتي!!.. ابنتي) قالتها شاهقة.. وأخذت تزحف نحو النافذة بكل ما تستطيع.. أقبلت ديمة مسرعة من الباب تصرخ (يمه.. يمه).. ومدت يديها نحو أمها تعانقها وتقبلها وتشم رائحتها التي افتقدتها طوال حياتها ولم تعرفها إلا هذا الصباح مع رائحة الندى.. (عذراً يا أمي لم أكن أعلم بحقيقة قصتك، وحالتك الصحية.. سامحيني لأني لم أوافق على رؤيتك سامحيني) صمتت الأم طويلاً إلا من شهقات البكاء ثم قالت.. (والله يا بنيتي لم يكن لي يد في ما جرى لك.. لقد حملت بك كما علمت بسبب اعتداء من ابن عمي.. وفوجئت باختفائك بعد ولادتك بساعات.. كان قلبي يحترق ألماً طوال ثمانية عشر عاماً وأنا لا أعرف مصيرك المجهول) أخذت ديمة تقبل يدي أمها وتمسح بها دموعها.. عاجزة عن الكلام.. (كلانا يا ديمة ضحية.. فنحن وجهين لعملة واحدة...).. |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سلسله اعترافات فتاه ( الجزء الخامس ) | مؤمن الرشيدي | روايات طويلة | 120 | 10-14-2013 05:16 PM |
حصريا تحميل جميع اجزاء افلام كرتون علاء الدين 3 اجزاء كاملين مدبلجة للعربية روابط مباشرة | abdo629 | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 1 | 05-02-2012 07:02 PM |
اربعة × اربعة | أحمد عبد العظيـم | خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية | 4 | 01-26-2010 09:18 AM |