عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية

خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية القسم يهتم بالخطب بالاناشيد الإسلامية والمحاضرات المسجلة بالصوت والصورة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-04-2012, 05:36 PM
 
Lightbulb لماذا غير القران حياة الصحابة ولم يغير حياتنا


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
لمَاذَا غَيّر القُرآنُ حَياةَ الصّحَابَةِ ولَمْ يُغيّر حَياتَنَا ؟!

لمَا شَكَا أبُو جمْرة لابْن عبّاسٍ سُرعَة قِراءَته
وأنّهُ قَد يقْرأ القُرآنَ فِي ليْلةٍ مَرّة أوْ مرّتيْن , تعَجّبَ لصنِيعِه وَقالَ :

(لأنْ أقرَأ سُورَةٌ وَاحِدةٌ أحَبُّ إِلَيَّ مِن أن أفُعلَ ذَلِكَ الذِي تَفعَل،

فَإن كُنت فَاعِلا ولابُد، فَاقْرأ قِراءَةً تُسْمعُ أُذُنَيْك، وَيعيها قلبُك).


فَقدّم القَلب والسمْع علَى أن يَقطَع هَذه المَسيْرة
العَدديّة فِي تِلاوَة القُرْآن !



وَلمَا قَدم أهْل اليَمنِ زمَان أبِي بَكرٍ الصدّيق – رَضي اللهُ عَنه
وَسمِعوا القُرآنجَعلُوا يَبكوْن , فَقالَ أبُو بَكرٍ :
" هكَذا كنّا ثُم قسَتْ القُلوْب " !!
مَع أنّه ـ رَضِي اللهُ تعَالى عنهُ ـ كَان رَجلًا أسِيفًا
رقِيقَ القَلبِ إذَا صَلَّى

بِالنَّاس وَقرَأ كَلام اللهِ - تعَالَى - لَا يَتمَالكْ نفْسه مِن البُكاء .



بَخلَتْ عُيونُك بِالبُكا فَلتسْتعِر . . . عيْنـًـــا لغَيرِك دَمعُها مِدرَارُ
مَن ذَا يُعيْرك عَينهُ تبْكي بِها . . . أرأيتَ عينًا للدمُوع تُعـــــارُ


وَلمّا سمِع أبُو الدحْداح قَولَ اللهِ - تَعالَى :

{ مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً }
[البقرة: 245]،
قالَ: أوَيَقبلُ اللهُ منّا القَرضَ، فَتصدّق ببُستانٍ لهُ فِيْه سُتمائة نَخلَة
ثمّ ذَهبَ لِزوْجَته يُخبِرهَافَقالَتْ: بَشرّك اللهُ بِخيْرٍ.
وَلمْ تلطُم خدًّا أوْ تشقّ جيْبًا ، أوْ تقُول لهُ ضيّعتنَا
بَل عَمدتْ إلَى صِغارهَا، تُخرِج مَا فِي جُيوبِهم وَأيدِيهم من تَمرٍ
لأنّ البُستان قَد صارَ للهِ تعَالَى

اضغطي هنا لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي



لَو تأمّلنا أسْلوبَ الصحَابةِ - رِضوَان اللهِ عليْهم- فِي تلقّي الوَحي
وَطرِيقَة الرّسُول – صَلى اللهُ عليْه وسلّم – مَع مَن يَدعُوهُم
مَاذا كَان يَقُول لَهم ؟!
وَكيْف كَان يُحببهم فِي الإسْلام ؟!

لوَجدنَاهُم فِي أغلَب المَواقِف يَكتفُون بِتلاوَة آيَات اللهِ جلّ وَعلا
وَتُحدِثُ فِي النفُوس الأثَرَ العَظِيم ..
كَانتْ قِراءَته – صلّى اللهُ عليْه وَسلم – للقُرآن تجَْذبُ الكَافِر
وَالمُنافِق وَالمُشرِك وَتُرشِده إلَى سَبِيل الرشَاد !
الصحَابة رِضوانُ اللهِ علَيْهم قَرؤوا القُرآن بِحرصٍ وَوَعوهُ وَطَبّقًوه
واليَوم يَحرصُ بَعض شَبابِنا علَى مُتَابعةِ أخبَار الفُسّاق مِن أهْل
الغِنَاء واللهْووَمن هُنَا صَار الصحَابةُ قَادَةً
وَأصبَح هَؤلاءِ عَالَة...
بَنَى الصحَابةُ حضَارة , وَشبابنَا لا عمَل لَهُم سِوَى تدْمِير
الطاقَات فِي فنَاء اللهْو وَقت الفَراغِ , ومَا أكثَر فَراغِهم !!
وَتسَامَى أوْلئك , وَما زِلنَا ننحَدِر بِعادَاتِنا وَمُعتَقداتِنا.
اسْتُشهِدوا لتُوهب لهُم الحَياةِ الخَالِدة فِي جنّات عَدن
وَالبَعضُ منّا يَموتُ ألفَ مرّةٍ مِن أجْل فوَات أمْر دنْيويّ
وبَعد هَذا نَتساءَل :
لمَاذا غيّر القُرآن مِن حيَاة الصحَابة , وَلمْ يُغيّر مِن حَياتِنا ؟!



إنّهَا بِكُلّ سهُولَة :: الأهْدَاف ::

لمّا جَعلَ الصحَابةُ - رِضْوان اللهِ عليْهِم - غايَة أهدَافِهم
جَعلُوا يَستمِيتُون فِي فَهمِ كَلامِ ربّهم الّذي أحبّوه بِصدقٍ
وتَفانوْا فِي سَبيلِ التقرّبِ إلَى خَالقِهم وَرازِقهِم .


وَلمّا جعلنَا الدّنْيَا أكبَر هَمّنا وَمبْلغَ عِلمنَا
صَرفَ اللهُ عنّا فَهم كتَابهِ وَالتأثر بِه , فَكانَ الضرَرُ مُتجليًّا فِينَا
علَى مُستوَى الفَردِ بِصَرف القَلبِ وَجهلِه سُبل الصلاحِ
وَعلَى مُستوَى الأمَمِ فأصْبحتْ أمّتنَا تَتهادَى بَيْن أيْدِي الجُهّال
وَأصحَاب القَرارِ الذِين يَتنمّقُون بِوجُوب فَرضِ الحَضارَات
الغَربِيّةلأنّها السائِدة علَى الصعِيد العَام بِزعْمِهم !!
وَاللهُ لا يُغيّر مَا بِقومٍ حتَى يُغيّروا مَا بِأنفُسِهم

عَنْ عبد الله بن مسعود - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - , قَالَ :
" إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ فَوَجَدَ قَلْبَ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ ،
فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ , وَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ ، ثُمَّ نَظَرَ فِي
قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِهِ فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ
قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِهِ
فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ ، فَمَا رَآهُ الْمُسْلِمُونَ
حَسَنًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّه حَسَنٌ ،وَمَا رَآهُ الْمُسْلِمُونَ
سَيِّئًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ سَيِّئٌ " .
أخرجه أحمد
وقال الألباني : [ وهذا إسنادٌ حسن ] .

اجْتثاثُ المُشكلةِ مِن جُذورِها يَنطلِق مِن إصْلاحِ مَكمَن الدّاء
وَمسْؤول الآدَاء .. وَملِك الأعْضَاء ... إنه القَلْب ..
فَانصِرافُ القَلبِ عَن أبْوابِ الخَيرِ مِن أشَدّ الخُطوبِ
الَتِي لابُد أن يَتدارَكهَا المَرؤ خَاصة إذَا
مَا ابتعَد عَن القُرآن وَلمْ يَعُد يَتأثر بِه أوْ يَستَكِين !
القَلبُ ثغْرةٌ تتدفّق مِنهَا كُلّ العَقبَاتِ
لأنّ فِي الجَسدِ مُضغَة إذَا صَلُحتْ صلُح سَائرُ الجَسدِ
وَإذَا فَسدتْ فَسدَ سَائرُ الجَسدِ
لذَلكَ وجَب عَليْك تَطهِيره وَتنقِيتُه مِن الشوَائبِ
وتَهيئتهُ لِتقبّل هَذا الحَقّ ..
قَالَ عُثمَان – رَضي اللهُ عنهُ - : لَوْ سَلِمتْ قُلوبكُم
مَا شبِعتْ مِن كَلامِ ربّكُم ..!!

وَممّا لا شَكّ فِيهِ أنّ إعْداد الأرْض الخَصبةِ الصالِحة
للزرَاعة أمْرٌ مُهمٌّ جدًّا ..
لَكنّ التُربة تبْقى تُربَة مَا لَم نبْذر فِيها البذُور الصالِحة
وَنسقِيها المَاء بِعنايَة !! ..
والنيّة الصالحَة هِي بِذرَة الخَيْر التِي إن اهتَمّ بِها
صَاحبُها وَسقاهَا مِن كلامِ رَبّها
أوْرثَتهُ ربِيعًا قَلبِيًّا وَنَسِيمًا روحِيًا يَبعَثُ علَى الانشِرَاح ..
فَالنيّة سِرّ العُبودِيّة وَروحِهَا ، وعَاملٌ بِلا نيّة كَمُسافِر
بلا زَاد .. وَقدْ يبْلغ العَبدُ بِنيّتهِ مَا لا يَبلغهُ بعَملهِ .
فَإعْداد القَلبِ أوَلًا وَزرْع النيّة الصالِحةِ فيْه
ثانيًا هِي الخطْوة الأهمّ والإنجَاز الأعْظم
لِقلبٍ مُتعلقٍ بِالله خَاشعٍ خَاضعٍ لهُ سبْحانه ..
وكيْف لقَلبٍ مُنشرحٍ بِذكْر ربّه مَسرُورٍ بمُناجَاتِه مُحسِن بِعبَادتِه
ألا يَفيض بِروحَانيَته عَلى أفْعالِه وَأخْلاقَه وَتصرفَاتِه ؟!

لوْ خُبّرتَ عَن فُلان المتعلّق بِالنادي الفُلاني فِي أي رِيَاضَة
كَانتْبِإمكَانِك تَصوّر ذَوقِيّته فِي المَلبس وَاختيَارِه للألوَان
مِن حَولِه وِفقَ مَا يُحبهإذْ ترَاه يلبَس مَلابسهُم وَيعلّق
صوَرهُم وَلا تَكاد ترى بُقعَة يَطؤهَا إلا وَتجد فيِها شيئًا
يدلّ علَى تعلُقه بِهم إمّا صورًا أوْ مجَلّة أوْ شعَارَات

فَالظّاهر وَالبَاطِن أمْران مُتلازِمان لا يَنفك أحَدُهمَا عَن الآخِر
رَغْمًا عَن إرَادة المَرءِوَالقلبِ المُتعلّق بِاللهِ صدْقًا
تَرى وَجْهه يَفيض بِشْرًالأنّ الابتِسامَة صَدقَة , وتَراهُ
يُحدّق فِي سَاعتِه يَتحرّى أوْقاتَ الصَلواتِلأنّ أجْرهَا عَظِيم
بَل لكَ أن تتَصوّر مِحرَابه وَمصْحفه وَسواكِه وَتبكِيرهِ
إلى الصلاةِ حرصًاعَلى تحِيّة المَسْجد ..


كُلّ هذِه لَوازِم تأتِي تِباعًا لِتعلَقك بِربّك وَخضوعِك له
بَل هُو مِن أعْظم أسبَاب العِلاج وَهو أمْرٌ عَظِيم وَأثرهُ
فِي تَقويَة الإيمَان ظَاهِر كَبيْر ،
وَقدْ ضرَب الصّديْقُ - رَضي اللهُ تعالَى عنهُ - فِي ذلكَ مثلًا عظيمًا

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:-
"مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَا
قَالَ فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - : أَنَا
قَالَ فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - : أَنَا
قَالَ فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضًا ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - : أَنَا
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ "
(رواه مسلم / المسند الصحيح / كِتَاب فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ /
باب من أصبح منكم اليوم صائما/ حديث


هوَ الأمْر الذِي إن حققّتهُ أفاضَ اللهُ عليْكَ مِن نورِ كتَابهِ
مَا لسْتَ بِصدَد إدْاركِهوَلا حَتى العُلمَاء .. فَاللهُ يفْتح علَى
قلبِ عبْده فَهم كِتَابِه بقَدر صِدْقه مَعه .

اعْمَد إلَى هَذِه التذَاكِر الثلاث :
قَلبٌ مُتعلقٌ بِالله أولاً
نِيّةٌ صَالِحةُ صَادِقةٌ لا تَبْغِ إلا اللهَ ثانياً
جوارِحٌ مُنقَادةٌ إلى الخَيْر وَهي مُلازِمة للخطْوتيْنِ
السابِقتينمَع مَا ذكرْناهُ سابقًا
من صِدق العَزيمَة وَصدقِ العَمل

لِتجني مِنَ الثِّمَارِ أَطيبَها وَمِنَ الموَاعِظِ أشْهَاهَا وَأنْضَجَهَا

طابت ايامكم بكل خير

ونفعنا الله واياكم بما قرانا وزادنا الله من فضله.

منقووووووووووول



__________________
"اللهم اغفر وارحم

المؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات"

"اللهم ارزقني قبل الموت توبه
وعند الموت شهاده

وبعد الموت جنه"


اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ

سَرِيعَ الْحِسَابِ وَمُجْرِيَ السَّحَابِ

وَهَازِمَ الْأَحْزَابِ اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لماذا الألم في حياتنا سَاياْ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 07-22-2014 11:29 PM
لماذا نحب الصحابة؟ ♥نبضة قلب♥ نور الإسلام - 22 11-08-2011 12:53 AM
لماذا غيَّر القرآن من حياة الصحابة ولم يغير من حياتنا! {سلسلة ربيع القلوب} سفير الفضيلة مواضيع عامة 1 08-25-2011 09:49 AM
كتاب صور من حياة الصحابة alkasy تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل 5 07-11-2009 01:47 PM
الى كل مسلم يغير على دينه اليك(القران الامريكى) نشات أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 03-31-2007 01:55 AM


الساعة الآن 04:15 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011