السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

هذه ثاني قصة لي في المنتدى الأولى لم أتممها لأنها لم تعجبني فأتمنى أن تنال قصتي هذه رضاكم و شكرا

و الآن أترككم مع المقدمة

أن تــخــســر أشــيــاء لـــم يـــكــن فــي حــســابــك خــســرانــها ... أن تــفــتح عـــيــنــيــك يــومــا عــلــى واقـــع لا يــتـــمــنـــاه أي إنـــســـان لـــعدوه اللدود ... أن تتــــمــنى عـــودة زمـــان جمـــيــل انــتــهـى ... أن تـــنـــادي بــصــوت مرتفع فلا يـــســمع أحــد صـدى صـــوتــك ســــواك أنــت و كــأنــك تــصـــرخ فــي بــيـــت مهــــجـور ... اســـتــولـى علــيــه ســكــون رهـــيــب ...
و الأهـــم مــن ذلــك ... أن تضــطر إلى أن تــدوس عــلـى مــبــادئــك لـتـــســايــر الــحــيــاة ... و تــقــوم بـدور لا ينـــاســبك و أن تـــعــاشر أنــاســا فــرضــت عــلــيــك الحــيــاة وجـــودهــم فــي مــحـــيطك ... عنــدمــا تـــضــحـك بصـــوت مــرتــفع كــي تـــخــفــي صــوت بكائك ... عـــنـــدمــا تــتـــشبـــث بقـــنـــاع الـــفــرح أو بالأصـــح أن تزعـــم الفــــرح لســتر مـــلامــح الحـــزن الــتـــي ســيــطــرت بالكـــامــل علــى معــــالـــم وجــهـــك ... بل و قد انــتــشـــلتــك مـــن هــذه الحـــيــاة كــيــانــا و عــقــلا و امـــتلــكــتك كلــيا ... فتصبح كــالــمــيـــت , جســدا بلا روح . لــكـن لا تــزال تـتــنـفـس في هــذا الجحيم ...
حــتى فــي داخـــلك, عنـــدمـــا تــنــــام , تــكــون أمـــنــيـــتك الوحيــــدة هـــي أن لا تـــســتيــقظ أبــدا ... عــــنـــدمــا تــفــنــي نــصــف عـــمــرك بــزراعـــة الــورد في طـــريــقهم و تــفــنـــي نــصــف عــمــرك الآخــر لــتــجــنــب أشــواكــهــم الــتـي زرعـــوهــا فــي طـــريــقــك و أن تـــلوح مـــودعـــا لأشــيــاء لــم تتـــمـنى تــوديـعها يوما ...
ذاك هـــو الظــلــم ... و قـــمـــة الألـــم ... فــتــكــون دمـــوعـــك هــي الوحيدة الـــتــي تــبــقــى مـــخلــصــة لـك طول العـــمــر حــيــث تــأتــيــك صــباحــا لتقول "صبــاح الــخــيــر" و تـــأتــيـــك في اللـيل لــتــقــول "تــصــبــح عــلــى خــيــر" و أن تــبــنــي أحــلامــك و تــســهــر اللــيــالي بانــتــظار تــحــقــيقــها و فجـــأة تـصحو و تجـــد كـل آمـــالك أصـــبــحــت ســراب أمــا تـــحقــيــقــها فــقد بــات مــحــال . و يـــبــقــى الســـؤال الــمـطـروح هو " إلــى ماذا سيؤول هذا الحال؟"
ســتــتعرف علــى كــل هـــذا - عــزيــزي القــارئ و عــزيــزتــي القــارئـة - لــدى مــتــابـعـتــكم لــهـذه الــروايــة ...

الفصل الأول

فــي ذلــك المــكـان المــظــلــم ... ذلــك المــكــان الـمـوحـش ... الــذي يــبــعــث فــي نــفـسـك كــل أنــواع الرهـــبــة و الــحــزن و خــاصــة فــقــدان الأمل ... فــتصــبح تــائـــهــا ... زائــغ الــنــظــرات ... وحـــيــد ... وكــأنــك فــي صــحراء قــاحـــلــة ... حــيــث يصــبــح لــك كــل حــائــط مــن تلــك الغــرفــة ... صــديــقـــا وفــيــا و مخلصا لــك ... يــنــــدر وجـــــوده فــي هــذه الأيــام ... يــشــاركــك كــــل لحــــظــة مــن ذكريـاتك ... و حــتــى حيــاتــك الحـــالــيــة ... حــيــث يــســتــولـــي علــيــــك الظــلام و يجــعــلك أســــيرا له ... فــاعــلم أن ذاك هــــو الـســجــن ‼
هــذا مــا خــطـتــه يــدي في نهــــايــة كتــيــبــي لأجــعلـه عــبــرة لجــمــيــع الــنــاس ... فــهــو يــتــمــحـور حــول كــل لــحــظــة مــن حيـاتـي ... و يــا لــهــا مــن حــيــاة ... حــيــاة مــلأهـــا الألـــــم ... فـــرضــت عــلــيــهـــا القــــســــــوة و الــمــرارة ... آه ... فــلا يــعــلــم حـــزنــي وألــمــي ســواك يـا ربـي ... لا بــــأس ســـأصـــــبــر ... و أرجو أن يــســاعدنــي الله فيمـا تـبــقــى من عـمــري ... دمـــعــاتــي تــنــزف مــن عــينــــي لا بــــل مــن قــلبــي لكــني ســأبــتــلــع الألــم ... و ســأصــبــر... حــتــى آخر لــحــظــة فــي حــيــاتــي ..
اتــجــهــت إلـــى ســـريــري الــحـــديـــدي ... أو لــنــقــل ... شبـــــه ســـريــر و جــلــســت علـــيــه أتــأمـــل ظــلام الــلــيــل الحـــالــك - مــالــفــرق بيـنه و بـــيـــن حــيــاتــي ؟ - فــنــور الــســــعـــادة لــم يــطــرق أبــواب نــافـــذة حـيـــاتـي أبــــدا. و كــــأنــنــي الخصم الــلــدود للــــقــدر, الــذي يــحـــاربــنــي بــكــل أسـلـحـته الـــمـــعــهــودة. لــكــنــي لــن أســتــســلــم له و لــن أرضـــخ له , حــتـــى لــو لــم أتــغلــب عــلــيــه أنــا , ســيــتـغــلـب عــلـــيــه غــيــري. و أنـــا مــتــأكـــدة مــن هذا الأمـــر.
أغـــمــضـــت عــيـــنــي, فبـــدأت كــل لـــحـــظــة مـــن حــيـــاتــي تـمــر عـــلـــى مــخــيــلـتــي - و كأنـــهــا شــــريـــط فــلــم ســـيـــنــمــائــي - حــتــى عادت بــي الــذكــريـــات إلــى تـــلــك الــســنــوات الــتــي مــضــت ... ســـنـــوات الطفولة. كـــل مـــا كـــنــت أعـــرفــه فــي ذلــك الــوقـــت أنــنــي بــنــت كــمــا أســمــع مــن أمـــي. فأخــي يــقــص شــعــره و يــتــركـه حــرا لا يــمــشــطه, و أنــا شــعــري يــطــول و يــطــول و يـــجــب عــلــي أن أمــشــطــه و أقــيــده فــي ضــفــائر ....

 
هــــذا لأنــنــي فتــاة ‼ أخــي يذهــــب مــع رفـــاقــه للــعـب فـيــلــطخ ثــيــابــه بالوحل ثــم يــنــزعــها و يــتركــها كــما هي و يــبـــدل ثــوبــا آخر , أمــا أنــا فـعــلــي أن أغسل ثـــيـــابــه و ثــيــابــي. حــتــى وإن شــعــرت بــالــتعــب فــلا بـد أن أواصــل , و إلا فــالــويــل لي ... هــــذا لأنـــنــي فـــتــاة ‼
أذكــر تــلــك الــكــلــمــات الــتــي لا تــزال إلــى الآن قــابــعـة فــي ذهنــي حــيــن حــمــلــت مــحــفــظــتــي مــعــي و خــــرجــــت مــن المــنــزل قـــــاصــــدة الـــمــدرســــة, فاعــترضــنــي والــدي و عــلامــات وجــهــه لا تــبــشــر بــالــخــيــر - شــرارات الغــضــب تــتــطـــايــر من عــيــنــيه - قــائــلا : « ويــحــك يــا فــتـاة ... مـــاذا تـــظــنيــن أنـــك فــاعــلة ؟ ... تــذهــبــيــن إلــى الــمــدرســة ‼ ... أتــوديـــن أن تــجــلــبــي لــنــا الــعــار؟‼ ... هــيــا عــودي مــن حــيــث أتـــيــت.» ...

لي الشرف بقرائة روايتك اعجبتني المقدمة واكاد اقسم ان دموعي التي من وقت طويل لم اراها كادت ان تجد سبيل للخروج و لهذا اتمني ان تكملي و ان تستمري في التفوق و التوفيق المستمر و انا سعيدة بكي للغاية و شكراً ^^

__________________

يبدو أنها قصة جميلة

متابعة معك

لا تطوولي علينا

تحياتي ¨^

__________________

الفصل الثاني

أخــفــضــــت رأســــي و بــقــــيــت أتــأمــــــل اللاشــــيء, ثـــم بــــــدأت أمــشـــي - كــجـــســد بــلا روح - إلــى الــمــنــزل. فــلــو كــنــت مــكــانــي لفـــعلـت نـــفــس الــشـــيء. حـــيــن تــرى أطــفــالاً مــن نــفــس ســنــك مــتـــجــهــيــن إلــى الــمـــدرســـــة و أنــت تــتـــجــه عـــكـــســهــم: فهـــذه مــمــســكــة بــيــد أمـــهـــا و الابــتــســــامــة تـــعــلــو وجــهــهــا مــعــبــرة عـــن شــعـــورهــا الغـــامر بالــفــرح لتــجـــربــتــهــا الأولـــى فــي المـــدرسة , و تــلك لا تــــزال مــتــشــبــثــة بمــلابــس والــــدهـــا راجــيــة مـــنــه أن لا يــتــركـــها بــمــفردهـــا مــن شــدة خـــوفـــهـــا, أما ذاك فــلا يـــزال يـــرتــجــف مــن الــخــوف يــنــظــر إلــى والــدتــه بــعـيــون باكيــة راجــيــا مــنــهــا أن تــبــقــى بــجــواره.
أصــبــحــت الــرؤيـــة غــيـــر واضـــحــة أمـــامــي, و ذلك بــسـبب عـيـنـي الــتــي امــتــلأت بـالــدمـــوع ,, دمـــوع حـــارقــة ,, تـــخـرج مــن أعـــمـــاق قــلبــي ,, و كــأنــهــا تــخــرج مــن بــٍركـــان. واصــلــت طــريــقــي إلــى الــمــنــزل،, ثــــم ألقيـــت الــتحــيـــة عــلــى والـــدتي و حــاولــت كــتــم دمــوعي بــكــل مــا أمــلك من اســتــطــاعــة, و أخــرجــت مــن بــيــن طــيـــات دمـــوعـــي ابــتـــســـامة .. و يــــا لــهــا مـــن ابـــتــســـامة .. هــي ابــتــســــامــة يـــأس .. جفـــاء .. تــمــــلأهــا شعور بــــمـــرارة لا يـــمــكــن حـــتــى تــصــورهـــا.


 
أصــبــحــت أحـــاول أن أعـــتـــاد عــلــى وضــعــي الدنـيء لأنـــه أصـبح يــمــــنــــع عــلــي أن أخــرج مــن الـــمــنــزل. فاســتــولــت عـــلــي مـــشــــاعــــر الــحــزن و صـــارت تـــحــاصــرنــي مــن كــل اتـــجــاه - حــتــى خــلــت بــأنـــهــا ظـلــي- و كــلــمــا جـــاهـــدت نـــفــســـي أن أبــتــســم, فــلا أفــطــن إلا ودمــوع - خــارجــة عــن ســيــطــرتــي - تــنـــدفــع بـــقــوة دون إرادة مــنــــي, فــتــــســطر لــــي هــــذه الــدمــــوع كــلـــمـــات تــتــمــثــل فــي لـــحـــظــة حــزن .. لــحـــظــة خــريــفــية تـتــســـاقــط أوراقـــهـــا بــكــل قــســوة.